السؤال الثامن عشر: ما هي القصة البيضاء التي تأتي بعد الحيض وهل هي إفراز أبيض غير لزج ويكون تخين أم الإفراز الشفاف اللزج ، علما أن الإفراز الأبيض غير اللزج يكون معه أحيانا شيئا يسيرا من الصفرة؟
الجواب: الأصل في النساء أن تبدأ الصُفرة، والكُدرة، والصُفرة والكُدرة قبل الحيض ليست حيضا ثم بعد ذلك ينزل الدم، فالدم بعد الصُفرة والكُدرة هو أول الحيض.
و ينتهي الحيض بالصُفرة والكُدرة .
وقد ينقطع الدم ويكون في وقت يسمى وقت الجفاف ووقت الجفاف ليس طهرا.
يعني امرأة مثلا قد يأتيها الحيض يومين أو ثلاثة ثم يأتيها الجفاف يوم أو يومين ثم يبدأ الدم يقل و يخف وليس بغزارة الدم قبل ذلك، فهذا الجفاف ليس طهرا، إنما هي حائض.
ثم بعد الجفاف الدم يبدأ يقل ثم تكون صُفرة وكُدرة، فالصُفرة والكُدرة بعد الحيض حيض ، وقبل الحيض ليس حيض ولكن بعد الحيض حيض .
وبعد الصُفرة والكُدرة الرحم يفرز ماده لزجة بيضاء، وكانت النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يحتشين حتى إن سقطت هذه القصة البيضاء تراها وتعلم
حالها هل هي طاهر أم لا، هكذا كانت تفرق النساء في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم-.
فهذه القَصَّة متى رأتها المرأة هي طاهرة وهي عبارة عن مادة لزجة شفافه بيضاء تندفع من رحم المرأة وإندفاعها أمارة على طهرها.
السؤال التاسع: أخت تسأل تقول أريد أن أسأل عن البروتين الذي يوضع على الشعر، وهي مادة تستخدم لفرد الشعر ومعالجته، وتبقى على الشعر سنة كاملة؟
مداخلة من الشيخ: أين السؤال؟ هل يقصد من السؤال هل هذا ناقض للوضوء أم لا ؟
الجواب: إذا كانت المادة هذه؛ لها جِرم (بكسر الجيم)،- ولا أقول جُرم (بضم الجيم)، لأن الجُرم من الجريمة، والجِرم الذي له شيء محسوس.-
فإذا كانت هذه المادة لها جرم كالمناكير، وهي عازلة تمنع وصول الماء للشعر؛ فهذا يحول دون الغسل ودون الوضوء، لما تغتسل من حيض أو جنابة أو ما شابه ،فينبغي عليها أن تزيله، وإذا كان مثل الزيت، ويبقى مع الشعر ولكن لا يحجب ولا يكون شيئًا مانعا من وصول الماء للشعر؛ فهذا أمر لا حرج فيه، أن يعالج الإنسان شعره وأن يعتني بجماله ونعومته وما شابه؛ فهذا أمر لا حرج فيه.
والأصل في الرجل؛ جماله في لحيته، والأصل في المرأة جمالها في شعرها.
السؤال العشرون: أنا يا شيخ أُعاني مرض خطير (مرض الوسواس) في كل شيء في حياتي في أُمور الدنيا و الآخرة و خاصةً الطهارة وغسل الجنابة والنجاسة.
الجواب: أسأل الله تعالى لك العافية.
و الوسواس يبدأ بالطهارة وينتهي بالّله.
والوسواس إذا أنت ما وضعت له حدًا فداؤك فيك و دوائك منك فلا يمكن لأحد أن يضع حدًا له .
وكان الشافعي يقول: الوسواس لا يكون إلا من خَبَلٍ بالعقل أو جَهل بالشرع .
كان النبي – ﷺ- إذا استنجى ينضح يعني يبُل الثوب وانتهى الأمر، وإذا وجدت بللا على ثوبك تقول هذا من النّضح.
وبعض الناس – نسأل الله العافية- – والله الذي لا إله إلا هو- جائني أخ من إخواننا يحفظ كتاب الله وكان إمام مسجد و يُخبرني يقول: أبقى في الحمام يؤذن علي الظهر و أبقى للعصر و ما توضأت وما صليت الظهر .
من الظهر إلى العصر في الحمام ما توضأت ولا أحسنت الصلاة فهذا داء ، وهذا الداء لا يوجد له علاج إلا من صاحبه، وصاحبه إما أنه مخبول و إما أنه جاهل. فالواجب عليه أن يعلم الأحكام الشرعيه .
بعض الناس لما يستنجي يتحرك خطوات و بعض الناس يضع الفاين و يحشيه في ذَكَرِه و يعيش في عذاب.
والله جل في علاه خلقك لتكون مؤثرًا و لتكون فاعلا، وأما أن تنشغل بهذا تقوم و تقعد ولا تعرف إلا الطهارة وتبقى مشغولاً بالطهارة – أعوذ بالله- ليس هذا هو الصواب .
و اذا كنت أنت من أصحاب الأعذار فالشرع أوجب عليك شئ فقال لك: أنت في العُذر الذي يصيبك صلِّ و أنت صاحب عُذر! صلِّ وأنت تُخرج ريح! و توضأ بعد الأذان و انتهى الأمر .
يعني بعض الناس عنده سلس بول، و بعض الناس عنده سلس ريح، ماذا يفعل مثل هذا…؟
يتوضأ بعد الأذان و يصلي وهو على حاله، وليس عليه شيء.
فالعياذ بالله تعالى هذا مرض كبير جدًا وهذا المرض لا يمكن أن يعالجه إلا صاحبه بأن لا يلتفت وإذا أصبح من أصحاب الأعذار يجب عليه أن يعرف أحكام الأعذار، بأن تتوضأ وعندك سلس ريح بعد دخول الوقت، و الصلاة الثانية تُعيد الوضوء من جديد، ليس كالسليم؛ السليم يبقي مصليًا الخمس صلوات بوضوء واحد حتي ينتقض وضوئه، أما صاحب السلس؛ يتوضأ لكل صلاة ولا شيء عليه بعد ذلك.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
١ – ربيع الأول – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٩ – ١١ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
السؤال الثامن: شيخنا الفاضل استعينوا بالله تعالى في عالي سماه في إبانة ما تعانيه النساء حيث وجدت مساحيق لتكحيل العين على أنواع.
مداخلة الشيخ: أنا لا أعرفها، أي (الآي لاينر) وهو كحل،- أنا لو رأيت هذا السؤال أتركه.
(الآي لاينر) وهو كحل سائل بمجرد وضعه يجف وهو ضد الماء بحيث لو جف لا يبقى موجوداً يوماً أو بعض يوم، والكحل الجاف وهو على أنواع منها ما يبقى ومنها ما يزول بعد بضع يوم، وهناك كحل رديء بمجرد غسله (يتسخ) الوجه، وبين هذه الأنواع وتلك تحتار عقولنا في مسألة هل تحجب تلك الأنواع الماء عن الجفن أم أنها مَمَّا عمّت به البلوى، إذ لا غنى لنا عن التكحل؟
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم حث على الكحل، والكحل كما قال النبي صلى وسلم في الحديث عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهماَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ). رواه أبو داود (3878) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
والنبي – صلى الله عليه وسلم-يقول: “إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وترا و إذا استجمر فليستجمر وترا” . قال شيخنا الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” 3 / 258 حسن ان شاء الله .رقم الحديث 1260* .
كان يكتحل في هذه وترا وفي هذه وترا.
والكحل ليس خاصاً بالنساء أيضاً الكحل للرجال.
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يكتحل.
وبعضهم قال: الكحل الذي للرجال هو لونه كلون البشرة ليس كاللون الذي هو للنساء.
فاللون الذي لا تتزين به المرأة والكحل الطبيعي الذي لا يُظهر جمال عيون المرأة فهذا أمر لا حرج فيه.
أما اليوم الكحل الموجود للنساء هو كحل زينة، وليس هو الكحل المعتاد الطبيعي.
لذا هذه الأنواع كلها أنواع زينة وليست أنواعا لها فائدة وعلاج.
فالإنسان إذا حصل له رمَد أو غَبَش في الرؤية فلا حرج في الكحل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل.
أما إبراز شيء من أعضاء البدن ولا سيما العين والعين هي مكمن الوجه وجمال المرأة في الوجه فلا ينبغي ذلك.
لذا الخطيب ينظر للوجه وينظر للكفين.
وعلماؤنا يقولون: النظر للوجه هو مكمن الجمال والنظر للكفين هو مظنة أن المرأة سمينة أو ضعيفة؛ لأن الأصل في المرأة لما تظهر على الرجال أن لا يكون لباسها يبدو من خلاله ما تحت الثياب.
في صحيح البخاري لما كان هناك رجل مخنث وكان يدخل على النساء وكان يعرف ما تحت الثياب، فنفاه النبي عليه الصلاة والسلام للجحفة، أخرجه من المدينة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :”عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أَخرِجوا المخنثين من بيوتكم))، قال: فأَخرَج النبي صلى الله عليه وسلم مخنَّثًا، وأَخرَج عمر مخنَّثًا.
فتح الباري” لابن حجر (7 / 640، 19، 245، 246، 10، 346، 347) ط دار الريان.
الزوج هو فقط من يعرف ما تحت الثياب.
أما اليوم النساء تخرج وكل شيء ظاهر، هي مستورة لكنها مستورة بلباس، خصوصاً اللواتي يلبسن البنطال، واللباس الضيق هذا ليس شرعياً، والمرأة التي تلبس – الإشارب- وأذنها ظاهرة والكعكعة ظاهرة من الخلف، هذه امرأة متبرجة، هذا نوع من أنواع اللباس الأوروبي، الفرنسي أو غيره من اللباس.
فالشاهد المرأة الواجب عليها أن لا تظهر ما تحت الثياب.
فإن كان الكحل فيه زينة وفيه إظهار لهذه العين فالواجب ستره.
المرأة إذا اكتحلت يجب أن تستتر أو أن تظهر أمام النساء وأمام مثيلاتها من النساء والله تعالى أعلم.
ما علامة كحل المرأة وخروجها من البيت؟
تريد زوجاً.
لذا أم السنابل لما قضت- رضي الله تعالى عنها- عدتها اكتحلت وخرجت.
روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ ، فَخَطَبَهَا رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا شَابٌّ ، وَالْآخَرُ كَهْلٌ ، فَحَطَّتْ إِلَى الشَّابِّ ، فَقَالَ الْكَهْلُ: لَمْ تَحْلُلْ ، وَكَانَ أَهْلُهَا غَيْبًا ، وَرَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ بِهَا ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: «قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْت. رواه أحمد في المسند (26715) وصححه الشيخ الألباني في “التعليقات الحسان” (4283) :”
ماذا يعني اكتحالها؟
تريد زوجاً.
لذا المرأة وهي معتدة يحرم عليها الكحل.
النبي – صلى الله عليه وسلم- ألحق الكحل بالطيب.
فلما اكتحلت هي ما خرجت للناس وإنما خرجت ساترةً وجهها، لكن هي جلست بين النساء، امرأة مكتحلة متزينة هذه تتشوف وتتشوق للأزواج.
والمرأة إذا مات زوجها تشوفها وتشوقها للأزواج ليس مذموماً.
لذا ثبت في صحيح مسلم ( 2 / 62 ) من حديث عبد الله بن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم : “الأيم أحق بنفسها من وليها و البكر تستأذن نفسها و إذنها صماتها” .
وصححه شيخنا الألباني في السلسلة الصحيحة ” 3 / 216* .
الثيب أو الأيم هي من كان لها زوج ومات عنها، هي أحق بنفسها من وليها.
يعني إذا جاءك من يطلب ابنتك وابنتك كانت ثيباً – طلقت أو مات زوجها – فهي التي تقول: قبلت أو رددت.
وقولها: إن قبلتَ دينه وخلقه مقدم على رأيك، أما إن كانت بكرا فقولك مقدمٌ على قولها، وهذا دليل مذهب الأحناف من أن المرأة البالغة تزوج نفسها بنفسها من دون ولي.
لكن هل قول النبي – صلى الله عليه وسلم- في الحديث – الأيم أحق بنفسها – ينفي سلطان الولي عنها؟
لا ينفي عنها، لكن هي أحق باختيارها من اختيارك، هي جربت الرجال وعرفت الرجال وما شابه، هذا هو الشرع.
فالمرأة لمَّا كانت تكتحل وتخرج فكان خروجها للبحث عن زوج، والبحث عن زوج لا حرج فيه.
والله تعالى أعلم.
مداخلة من أحد الحضور: شيخنا حفظكم الله السؤال فيه تتمة هل هذه المادة التي تكون طبقة قليلة على الوجه هل يصح الوضوء مع وجودها؟
قال الشيخ : ينظر في هذه المادة فإذا كانت هذه المادة لون من غير جرم كالحبر، مثل رجل على يده حبر.
قالوا في ترجمة الآمدي الأصولي صاحب كتاب( الإحكام )
أن شخصاً ظلمه ودافع عنه الإمام الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال) – قالوا :إنه لم يكن يصلي؛ لأنه كان على يده حبر، وأنه نام واستيقظ وعلى يده حبر .
ما المشكلة في كون الحبر على يده؟
تغسل يديك والحبر عليها وتتوضأ والحبر على يديك أو رجليك.
فالحبر ليس مادة عازلة.
فهذه المادَة إنْ كانت مادة لون فهذه ليست عازلة وحينئذ وضوؤها صحيح، وإن كانت جرما – كالمناكير – رحم الله الناس في السابق كانوا أصحاب حياء، وكانت المرأة لا يعلم الناس منها أنها صاحبة حيض، حتى تضع المناكير، هذه إما عالمة بالعلم الشرعي وهي تكون معذورة أو أن تكون جاهلة وتحتاج أن تعلمها، فالمناكير التي تصلي به وضوؤها باطل لأن مادة المناكير مادة عازلة.
يعني لو أنك حككتها تخرح منك، فهي مادة عازلة.
فالتي تصلي واضعةً المناكير فتكون ما غسلت الأظافر ويجب أن تعيد وضوءها وتزيل المناكير.
والظاهر أن هذا الكحل أصناف، هناك صنف يكون لون، والأخت ذمته وهو أحسنها وأنا لست مع ذمه – قالت يشحبر الوجه – فهذا النوع هو المشروع وهو اللون فقط، لأن اللون يزول.
أما الصنف الآخر فيكون مادة عازلة، والمادة العازلة لا بد أن تزيلها قبل أن تغسل وجهها.
القصة طويلة وأصبحت الدنيا كلها قائمة على الإثارة والشهوات والتزيين.
وتزيين المرأة أصبح من أعجب ما يكون.
وياليت الناس يتلذذون بالنساء.
أنا لا أعرف عصراً من عصور الإسلام منذ أن بعث الله نبيه- صلى الله عليه وسلم- إلى هذا الزمان فيه متعة للرجال بالنساء أقل من هذا العصر.
أقل متعة على الإطلاق, يرونك المرأة ويزينونها لك لكن ممنوع هي أن تتزوج وممنوع أنت أن تتزوج.
تبقى محروماً فقط هي تتلوع وأنت تتلوع.
قديماً كان الزواج سهلاً الزوجة الثانية والثالثة والرابعة سهل.
انظر إلى أبيك فعصر آبائنا أحسن من عصرنا وعصر آباء الآباء أحسن من عصر الآباء وعصر جد الوالد أحسن من عصر الجد وكل ما تقدمت كانت الأمور أحسن وأسهل وكانت العروس تزف لزوجها دون هذه المساحيق.
السؤال التاسع عشر: حديث: من لم يحلق شعرَ العانة لمدة أربعين يوماً لا تقبل له صلاة. هل الدُّبُر المقصود أم الفَرْج؟
الجواب: أولًا: العانة: هي الشَّعرُ الذي ينبُتُ حوالي الفَرْج، وحَلَقة الدُّبُر تدخل في العانة، وكذلك الإبط له حكمها، وبيّن هذا مفصّلاً الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرحه على صحيح مسلم، والغائطُ أكثر ما يَعْلَق بالشَّعر الذي يكون حول الدُّبُر، فشَعرُ العانة يشمل الشَّعر الذي يكون حول القُبُل وحول الدبر، فهذا هو شعر العانة.
والواجب على المسلم أن يتخلّصَ منه في كل أربعين يومًا، أما أن الصلاة تبطل فهذا لم يثبت، ولم يصح عن النبي ﷺ.
أما النبي ﷺ فوقّت لنا أربعين يوماً، فعن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((وُقِّتَ لنا في قصِّ الشَّارِبِ، وتقليمِ الأظفارِ، ونتْفِ الإبْط، وحَلْقِ العانةِ: أنْ لا تُترَكَ أكثرَ مِن أربعينَ))مسلم 258.
فمن مضى عليه أكثر من أربعين يوماً فهذا آثم، ولكن صلاته صحيحة، وليست صلاتُه باطلة كما ورد في السؤال.
السؤال العاشر: لقد سمعت تأصيلاً فقهياً في مسألة الوضوء يقول: إذا شك المرء هل انتقض وضوؤه أم لا فإنه يبقى على الأصل أي أنه متوضئ، أما إذا شك هل هو متوضئٌ أم لا فيبني على عدم الوضوء ويتوضأ، فهل هذا التأصيل صحيح، وإذا كان كذلك فهل هناك دليل؟
الجواب: نعم هذا التأصيل صحيح.
أنا الآن أذكر أنني على وضوء فلا أتزحزح عن اليقين فأنا على وضوء.
أما لو أنني متيقن أنني على غير وضوء، فآخر شيءٍ أذكره – أجلَكم الله – أني دخلت الحمام ثم بعد ذلك بقيت في شك فماذا أفعل؟
استصحب اليقين أنني غير متوضء، فسواء كنت متوضئاً أو لست بمتوضئ أستصحب اليقين وأُبعدُ الشك وأبقى على ما أنا عليه.
ولذا الإنسان إذا كان في صلاته فالنبي- صلى الله عليه وسلم- يخبر أنه ما لم يسمع صوتاً أو يجد ريحاً فليبق في صلاته ولا يتزحزح عنها.
السؤال الثالث عشر:
والدتي تعاني من السكري، والمياه تعمل فطريات في قدمها، والدكتور طلب منها الابتعاد عن الماء.
فهل يجوز أن تمسح؟
الجواب:
لا حرج، يعني تلبس مثلا الفجر جرابها، وتمسح مثلاً الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم ثاني يوم، الفجر وهكذا فلا حرج في هذا.
إذا استطاعت أن تدخل الجرابات في قدمها فلا حرج في هذا، هذا أقل شيء.
إن لم تستطع أن تدخل الجرابات، ماذا تفعل؟
إن لم تستطع، فحينئذ تتيمم.
مداخلة من أحد الحضور:
بالنسبة لإدخال الجرابات في الرجلين، تدخلهما على طهارة أم لا؟
الجواب:
تدخلها على طهارة إن استطاعت.
تتمة السؤال:
لكن هي لا تستطيع استخدام الماء.
الجواب: يعني هذه المرأة الآن هي لا تستطيع أبدًا استخدام الماء.
تتمة السؤال:
فهل الوضوء يتجزّأ أم لا ؟
الجواب:
الوضوء بتمامه من أوله إلى أخره يتجزأ أم لا ؟
هذا مما وقع فيه خلاف بين أهل العلم، والذي مال إليه(ابن رجب) أن الوضوء لا يتجزأ، فإذا ما استطاعت المرأة أن تغسل شيئاً من رجليها أو ما شابه، فحينئذ تتيمم ولا شيء عليها.
السؤال الثامن : هل قراءة القرآن بوضوء لها أجر كالقراءة بغير الوضوء ؟
الجواب:
أولًا المسألة فيها خلاف، والراجح -والله تعالى أعلم- ولا سيما مع عدم قراءة في المصحف، فالقراءة بغير وضوء لا حرج فيها، والقراءة بوضوء
أفضل، وأجرها أعظم عند الله عزوجل.
السؤال الثالث:
ما حكم الوضوء من برادات الماء الموجودة في المساجد في حال انقطاع الماء في المسجد؟
الجواب :
إذا كانت هذه البرادات هي مقامة للشرب، ولا يؤثر لو أخذت شيئًا قليلًا، فهذه البرادات الماء فيها طاهر مطهِّر تستطيع أن تتوضأ وتصلي، وأما إن كان الماء شحيحًا وكان عندك ماء لطبيخ أو ماء لشرب، فحينئذ هذا الماء يبقى للأكل أو للطبيخ أو للشرب، وحينئذ تتيمم.
والمياه موجودة بكثرة، ولو أخذت شيئًا قليلا من المياه وأدّيت الصلاة، فلا شيء عليك -إن شاء الله تعالى-.
السؤال الرابع : هل يجوز الاغتسال أو الاستحمام بدون وضوء إن نوى ذلك؟
الجواب : يجوز، لكن السنة أن تجعل حياتك كلّها طوعا للشرع، وهذا للذاكر و ليس للغافل ،هذا لا يقدر عليه الا الموفَّق.
يعني استيقظت في الصباح بدل من تغسيل الوجه توضأ، ومتى تيسر لك أن تصلي ركعتي الضحى تصليها، إذا أردت أن تأكل الزيت والزعتر تذكّر قول النبي ﷺ: *«كلوا الزَّيْتَ, وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ»*. رواه الترمذي وابن ماجه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورواه أحمد والترمذي أيضاً والحديث صححه الألباني رحمه الله بمجموع طرقه.
آكل وأنا مستحضر «كلوا الزَّيْتَ، وَادَّهِنُوا بِهِ»، أجعل حياتي كلها باسم بركة الشرع ،هذا الإنسان اليقِظ.
أتمنّى لو أرى كتاباً فيه العادات التي كانت في زمن النبيﷺ، فنحافظ عليها لأنها من بركة السنة، من بركة عمل النبي ﷺ.
كان النّبي ﷺ إذا جاء من السفر استُقبِل بالصبيان.
كان النبي ﷺ يعطي باكورة الشيء للصّبيان، أول ما ينزل قُطف العنب يُعطي الولد الصغير قُطف العنب، أول ما المرأة تخبز يُعطي الولد الصغير.
كان النبي ﷺ في صبيحةِ زواجِ رحِمٍ له يزورهم، كما فعل مع الرُبيّع بنت مُعوّذ زارها كما قال الذّهبيّ في السّير في ترجمتها، أن تزور مولِيّتك من ابن أو أُخت في صبيحة البناء بها فهذا سنّة.
يا ليت هذه السُنن تُرسَّخ.
الإمام البخاري في كتاب الأدب كان يقول باب قول مرحباً، مرحباً بالذي عاتبني به ربّي، مرحبا بِفُلان، أن تقول لِأخيك مرحباً، وأنت تستشعر أنك تتبع النّبي عليه السلام ، أن تكون يقظاً، وتكون متّبعاً في كل حياتك فهذا شأن طالب العلم، طالب العلم في حياته كلّها متّبع للنّبي عليه السلام .
فأنت لماذا تريد أن تغتسل ولا تتوضأ، اغتسلت و حصلت النية، وحصل المضمضة والإستنشاق وحصل تعميم غسل البدن، أنت الآن أزلت الحدث الأكبر، ولكن حتى تكون جاهز للصلاة توضأ قبل الإغتسال و على هدي النبيﷺ. ✍?✍?