السؤال الرابع ما هي الخطة اللازمة لطالب العلم في بداية طلبه


الجواب :
أن يصدق الله .
وأن يخلص في الطلب .
وأن يتجنب المعاصي .
وأن يبتعد عن الغفلة .
وأن يعرف من كان قريبا منه تغيره بعد أن ولج هذا الطريق الذي لا يجوز الرجوع عنه .
وأن يزداد خيرا كلما مضى الزمن ، فمن ازداد علما ولم يزدد هدى وتقى فليتهم علمه .
ثم العلم يحتاج إلى زمن ويحتاج إلى أستاذ ، وقبل ذلك وبعده يحتاج الى توفيق ، والعلم يحتاج الى حفظ ويحتاج الى فهم ، فإذا كان طالب العلم صغيرا فيبدأ بالتلقين ، فالعلم متن يشرح ويحفظ ، فإن استطاع أن يحفظ فحسن ، وأولى أن يحفظ من المتون كتاب الله تعالى وأحاديث الأحكام التي يكثر دورانها على الألسنة ، ثم بعد ذلك طالب العلم يتجنب الجرد ، طالب العلم أول ما يبدأ بالطلب يقرأ فتح الباري ويقرأ المطولات هذه الطريقة خطأ وليست صوابا ، طالب العلم يبدأ بالكليات ،يأخذ العلوم بكلياتها , ولا يبدأ متخصصا ، وإنما يبدأ بأن يتعلم أصول كل فن من هذه الفنون ,ثم يتقدم طالب العلم برعاية أستاذ ، لا بد لطالب العلم أن تكون له صلة بأستاذ يحل له الإشكالات ، وإلا لعله يزل ، لذا قالوا لا تأخذ الأحاديث من صحفي ، من إنسان يقرأ الصحف فقط دون أن يجلس بين العلماء .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 3 – 25 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

كيف نوفق بين حديث حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج وبين إنكار النبي صلى الله…

حديث: حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج، يتعلق بالشيء العارض ،لا عمل الإنسان المتفرغ الذي ينظر في كتاب وينشأ عليه، فنحن دائماً نحذر طالب العلم أن ينشأ على الباطل، ويقرأ في كتب الشبه وأهل البدع، فالأصل في طالب العلم في بداية نشأته العلمية أن يصفي مورده ومشربه، ولا يأخذ إلا من الشيء الصحيح الثابت، ولا يقامر ولا يغامر ولا يجرب فهذا ليس من ديننا، فديننا كتاب وسنة، لكن إن جاء عن بني اسرائيل الشيء العارض تحدث به ولا حرج.
لكن الصحف التي وقعت بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما كان حديثاً، إنما كان انقطاعاً يريد أن يقرأها ويتأملها، وفيها ما يجوز التحديث به، وما لا يجوز التحديث به، فالحالتان اختلفتا ولا يوجد بينهما تعارض فضلاً عن تناقض، والله أعلم.

السؤال الحادي والثلاثون ماذا تنصحون طالب العلم الذي أهدر كثيرا من وقته

الجواب : هذا ليسَ بطالب علم ! الّذي يُضيّع وقتهُ ليسَ طالب علْم ، هو عامل طالِب علْم ، عاملْ طالِب علْم ، لكن هو على الحق والحقيقة ليسَ بطالب علم .
فطالِبُ العلْم بخيل بوقتِه ، إذا رأيتَ طالِب العلْم حريصًا على وقْتِه بخيلًا به ، حريصًا على كُتُبِه بخيلًا بِها فاعلم أنّه يفلِح ، وإذا رَأيتهُ يُهدِر وقتَه ويُضيّع وقتَهُ ؛ هذا ليسَ طالِب علْم .
أنّا لكَ أن تفوقَ غيرَك وأن تتقدَّم على غيرِك في العلْم ، وأنت تلهو كما يلهو ، وتأكل كما يأْكل وتنام كما ينام وترتاح كما يرتاح ، طالَب العلْم مُمَيَّز بوقتِهِ .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

ما حكم اصطحاب الأطفال إلى المسجد عند الصلاة وعند حضور الدروس

توجيهي لأولياء الأمور ألا يصطحبوا الصغار إلا بعد أن يرشدوا بأن يحافظوا على الهدوء حتى تقع الإفادة في الدرس والخشوع في الصلاة، ولا يجوز إحضار الصغير للمسجد إن كان يشوش ويزعج إلا إن كان مميزاً، أو غلب على ظن من يحضره أنه لا يشوش ويعرف حرمة المسجد ولا يشوش على غيره لا في الصلاة ولا في طلب العلم .

السؤال الخامس يقول البعض أن تأليفكم لكتابكم النافع كتب حذر منها العلماء فيه ترويج…


الجواب : كتابي كتب حذر منها العلماء.
المجموعة الأولى التي نشرت في مجلدتين إنما هي لطلبة العلم.
واليوم ما بقي شيء مخبأ اليوم.
النت والبحث هذا يعطيك كل شيء ثم كتب أهل البدع تنتشر بقوة في الدنيا كلها لا تنظر إلى بلدك، يا أيها السائل اذا كنت في بلد فيه عافية فاحمد الله على نعمة هذا البلد .
فما كتبت هذا الكتاب إلا بعد أن زرت وزرت كثيراً من بلاد فأندونيسيا فيها من الخرافات ما الله به عليم.
وكثير من الكتب التي نبهني في التحذير منها حضورها ووجودها في بعض مجتمعات بلاد المسلمين.
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه و من لا يعرف الخير من الشر يقع فيه .
يقول حذيفة :
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن اقع فيه فمعرفة الشر وتحذير الأمة من الشر ولا سيما في بلاد الغربة وفي وقت الغربة، واجتمعت على المسلمين في كثير من البلاد الغربة من حيث الزمان، والغربة من حيث المكان، هذا منهج نبوي .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
17 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 16 إفرنجي

هل السؤال والجواب علم قائم بذاته مع أن له سلبيات منها عدم ذكر الاختلاف بين…

السؤال والجواب بلا شك فيه علم، وله سلبيات وله إيجابيات، وأما كونه علماً فالدليل عليه حديث جبريل، فقد جاء جبريل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، ثم سأل عن الساعة وأشراطها فهل قال جبريل شيئاً غير السؤال؟ لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم}، فجبريل علم الناس بالسؤال، فإذا كان السؤال علماً، فما بالكم بالسؤال مع الجواب؟ فبلا شك أنه علم.
وهنا لفتة ألفت النظر إليها، قد يسأل الرجل عن مسألة يحتاجها السامعون، ويكون تعليمه إياهم من باب السؤال، مثلاً يجلس الإنسان مع بعض أقاربه أو أصحابه وعندهم قصور في أشياء، وبينكم طالب علم، فاسأل وإن كنت تعلم الجواب، فاسأل ما يحتاجونه ما لا يستطيعون التعبير عنه، فقد يقع الواحد منهم في المحذور وهو لا يشعر، فأنت تسأل عنه.
ومن فوائد العلم بالسؤال أن المجلس يكون بمثابة الفاكهة، ففيه كما يقولون: من كل بستان زهرة، فأسئلة في البيوع، وأخرى في الزواج، وأخرى في الطهارة، أو اللغة وغيرها، فمن فوائده أنه يناسب جميع الأذواق، فبعض الناس يقول: أنا يصعب علي أن أفهم كل الدرس، وأن أركز ساعة والشيخ يتكلم، فأشياء أفهمها وأشياء لا أفهمها، بخلاف درس السؤال.
ومن فوائد السؤال أنه ينبغي أن يكون فيه عناية بالنوازل والأشياء الجديدة، فهذه قد لا توجد في الكتب، وإسقاط القواعد على المسائل لا يقدر عليه إلا من كان عنده ملكة ووفقه الله عز وجل.
ومن سلبيات درس السؤال والجواب أنه قد يقع الجواب في مسألة لها قيود، قبلها شيء وبعدها شيء، فيجتهد واحد فيضع الجواب في غير محله، فإن المفتي يفتي بناءً على القيود التي في السؤال، فيأتي آخر ويضع الجواب في مسألة بغير هذه القيود، فيضعها في غير مكانها، ولذا فإن من القواعد الفقهية التي يذكرها الفقهاء: المفتي أسير المستفتي، فالمفتي يجيب على الحادثة بالقيود والضوابط الموجودة في السؤال دون استطراد، لكن إن وقع استطراد فأجاب عن المسألة وحواشيها وما يتعلق بها، فهذا أمر حسن، وهذه سنة نبوية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أناس يركبون البحر وليس معهم ماء للوضوء فهل يتوضؤون من ماء البحر؟ فقال لهم: {هو الطهور ماءه الحل ميتته}، فقال النووي في المجموع: هم سألوه عن مسألة فأجابهم عن مسألتين، فإن من يركب البحر لابد أن يسأل عما يلفظه البحر من ميتة، فأجابهم عن سؤالهم وزيادة.
ولذا يحسن بمن يسأل عن مسألة ولها أشباه ونظائر هو يعلم أنه إن سكت فإنهم سيسألون عنها، فيحسن أن يأتي عليها، ويجيب عنها. وطريقة السؤال والجواب طريقة الإمام أبي حنيفة في التعليم، فإنه ما كان يجلس يعلم وإنما يجلس ويسأل، ويضع إشكالاً ثم يحل الإشكال، وهكذا، يقوي قرائح الطلبة بالسؤال والجواب، فتخلف يوماً عن طلبته فجاءت امرأة تستفتيه فقال المقدمون من تلاميذه، زخر وأبو يعقوب والشيباني، قالوا: نجتمع على جواب، فاجتمعوا على جواب، فلما جاء الإمام عرضوا عليه المسألة، فقال لهم أبو حنيفة: بماذا أجبتم المرأة؟ قالوا: بكذا، فوضع إشكالاً على جوابهم، فأقنعهم بأن جوابهم خطأ، ثم وضع إشكالاً على إشكاله، وأقنعهم أن جوابهم صواب، وبقي على هذا الحال، فكان رحمه الله صاحب قوة قريحة ومسائل دقيقة.
وكان الإمام مالك لما يأتيه واحد من أتباع أبي حنيفة يقول: أنت تسأل عن سلسلة؛ عن مسألة على إثرها مسألة على إثرها مسألة، فإن رُمت هذا فابعد عنا إلى العراق، وتتلمذ على أبي حنيفة، فكان الإمام مالك لا يعرف إلا أن يقول: أدركت أهل المدينة على كذا، ولما جاء أبو يوسف وناقشه في الصاع، كم مقداره؟ فغضب الإمام مالك، وكان له هيبة، ولا يقوى أحد على مجادلته، وأبو يوسف معتاد على طريقة أبي حنيفة في السؤال والجواب، فلما ناقشه أبو يوسف غضب وقام من المجلس، ثم عاد في اليوم الثاني إلى مجلسه وبيده الصاع الذي كان يكيل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: تقول لي ما مقدار الصاع؟ هذا الصاع الذي كان يكيل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الإمام مالك يقول عن أبي حنيفة: ((لو أراد أبو حنيفة أن يقنعك أن اسطوانة هذا المسجد من ذهب لاستطاع)) فكان يقطع الكلام مع تلامذته، ولما جاءه أسد بن الفرات قال له: ((تحول عني إلى أبي حنيفة)).
وممن نشر العلم والفقه والتوحيد والحديث على طريقة السؤال والجواب، شيخنا الألباني، رحمه الله، فأغلب مجالسه كانت في السؤال والجواب، وله أكثر من خمسة آلاف شريط مسجل في العلم الشرعي في سائر فنونه على طريقة السؤال والجواب، فالسؤال والجواب علم بلا شك.

السؤال العشرين نحن مجموعة من طلاب العلم الشرعي نجتمع خلال فترات من العام…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161104-WA0016.mp3الجواب : أنا لا رأى في طالب العلم أن يطلب من الناس شيئا وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس، فطالب العلم ينشغل بأن يصحح عقائد الناس ويصحح عباداتهم، وأن يقربهم إلى الله، وأن يدعوهم إليه، ويحذرهم من عقوبته، ويُطمعهم في جنته أما أن ينشغل في هذه الأمور، فالثمرة قليلة، وإنما تقع في الطريق أما أن تفرغ وقتك وجهدك في هذا فلا أرى ذلك صحيحا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 – محرم – 1438 هجري
2016 – 10 – 28 إفرنجي

السؤال السابع عشر هل يستطيع أن يصبح طالب العلم عالما بعكوفه على كتب السنة دون…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171121-WA0107.mp3الجواب: لا، لا يمكن ، يعني ما لم تعلم اصطلاحات العلماء والفقهاء، وطرق الإثبات والاستدلال وتعلم اللغة العربية حتى تفهم الكلام على مراد قائله لا على ما تتخيل ولا على ما تتوهّم، فمن ليس عنده الأدوات مايستطيع أن يفهم الكلام.
ولذا كل من طلب العلم وحده دون أن يكون ذلك تحت إشراف عالم ومراجعة عالم فيقع منه الزلل، ويقع منه القطع ؛والخطأ والزلل يقع على أنواع،ولا سيما في تلك العبادات التي لا يمارسها.
ابن حزم إمام كبير وذكي ونحرير، وليس بسهل لما تعرض للحج وهو ممن لم يحج وكان بالأندلس، لما ذكر موضوع الصفا والمروة فكان يحسب الصفا والمروة في الذهاب واﻹياب مرة، فكان يوجب الصفا والمروة كم شوط ؟
أربعة عشر شوطا ، بدل سبعة أشواط .
أربعة عشر شوطا وهذا ما أحد قال به.
ومن اللطائف سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ كان قد حج عن ابن عبدالبر وعن ابن حزم، يقول: أنا حججت عن ابن عبدالبر وعن ابن حزم؛ لأنّ كليهما لم يحج.
فالشاهد أنّ الطريق المسلوك والجادة المعهودة عند أئمة الهدى من النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة أن تطلب العلم بالجثو على الركب بين يدي العلماء.
والناس كما يحتاجون إلى علم العلماء، فهم يحتاجون إلى حلمهم وسمتهم، وهديهم وأن يتعلموا بالتطبيق العملي كيف يعاملون المخالف، وكيف يحلمون على الناس، وكيف يوجّهونهم وكيف يربونهم، والناس بحاجة لهذا.
قد يقول قائل أين هم العلماء اﻵن؟
كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب، وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
النّاس بحاجة إلى أخلاق العلماء أيضا، فواحد يقرأ، ويقرأ قراءة طلب، فالقراءة أكثر ما تنفع المتبحر في العلم الذي أخذ عن العلماء الأدوات ثم بدأ الآن يتقدم في القراءة، أما أن يبدأ قارئا فقط فلا ،وهذا مشكلة.
كثير ممن حصّل العلوم بالقراءة عنده كذب وعدم عبادة، وعدم صدق مع الله، عنده علم، هو يتكلم في العلم، لكن إن فحصته قلت: أعوذ بالله.
بعض الناس ترى عنده علما ،لكن تقول: يارب لا تجعل له ثانيا في الأمة؟
لماذا؟
لسوء خلقه، يرى نفسه على الناس.
لكن طالب العلم الذي تربى عند العلماء عنده خلق وعنده تواضع،وعنده سمت طيب والخ.
فالمسألة ليست قراءة ومعلومات مع أهميتها فقط، و إنما أيضا تربية وقرب من الله عزوجل وحمل النفس على الصلاح والإصلاح والتقوى.
والله تعالى أعلم.✍✍

السؤال السابع عشر أنا أستاذ في قسم الدراسات الإسلامية في ليبيا وأغلب الطلاب …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/س-17.mp3الجواب : النبيُّ – صلى الله عليه وسلَّم – يقولُ كما في الصَّحيح : ” مَا تركْتُ بعْدِي فِتْنَةً هِي أَضَرُّ عَلَى الرِّجالِ مِنَ النِّسَاءِ ” ، وكان عمرُ بن عبد العزيزِ يقولُ : لا تخلُوَنَّ بامرأةٍ ولو كُنتَ تُحفِّظُها القرآن ، وثَبتَ عند التِّرمذيْ بإسنادٍ جَيْد أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلّم – قال : ” ما خلا رَجُلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطانُ ثالثُهما ” ، فالخلوةُ بِهِنَّ هذا أمرٌ حرام، وأن تُخاطِبهُنَّ من بعيد عبرَ وسائلِ الاتِّصالِ الحديثةِ منَ الأجهزةِ فهذا أسلم لك ولهُنَّ ، و أمَّا النَّظرةُ العابرةُ التي ليس فيها تأمُّل وليس فيها شهوةٌ ؛ وإنِّما هي عابرةٌ في أثناءِ الكلامِ كنظرةِ الشَّاهِد لِمْن يَشهد عليها فهذا أمرٌ لا حرجَ فيه ، وبعد ذلك وقبل ذلك يُقال : { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (١٥) }  ، فمن وجدَ في نفسه مَيْلاً للنِّساء فالواجبُ عليهِ أن يحفظَ دينَهُ ، والواجِبُ عليهِ أنْ لا يَضعَ نفسَه في مِثلِ هذه المَواطِن، والإنسانُ ضعيف ، وقال الله تعالى :{ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } ، وهذه الآية في سورة النِّساء في معرض الحُكم على أحكام النساء.
وقال تعالى { وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ، فالواجبُ على العبد أن يَحفظَ دينَه ، فإذا كان هذا التَّعليم ترى فيه نَفع غالب وأنت كبير في السِّن ولستَ ذا شهوةٍ ، فلا أرى في مثلِ هذا حرجًا والله تعالى أعلم .
 
أعجبتني قصة في تاريخِ بغداد :حصلَ خلاف بين رجلٌ وزوجتُه في بُستانٍ ، مَن الذي يملُكه ؟ فكان عند القاضي شاهدٌ ، وحتى يَحكُمَ القاضي فلا بُدَّ للشَّاهد أن يَنظُرَ لوجهِ امرأتِهِ ، فأصابَته غَيرةٌ ، فقال : هو لها ، فرَدَّ البُستانَ لها حتى لا يَنظُرَ الشَّاهدُ إلى وجهِ زوجتِه ، فهذا أمر أن يشعر الإنسان بالغَيْرة على محارمِ الله ، والغَيْرة على عَوْراتِ المُسلِماتِ ، هذا من الأُمور الحسنة والله تعالى أعلم.
 
مجلس فتاوى الجمعة
29_7_2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدُرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

السؤال مما نراه في أيامنا هذه أن ثلة من الشباب الملتزم يكون في ركب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/أسباب-الانتكاسة-بعد-الإيمان-الشيخ-مشهور-بحسن-آل-سلمان.mp3الجواب : أولاً أسأل الله التوفيق للجميع ، وأسال الله الثبات للجميع لما يغفل الإنسان عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبنا على دينك ) ، ولا تقولوا : ” الأبصار ” ،  لا يوجد حديث فيه لفظ الأبصار ، هذه الزيادة لا أصل لها ، اللهم يا مقلب القلوب لا تقولوا : الأبصار ، الأبصار لم تثبت في حديث ،  (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) ، ( اللهم يا مصرّف القلوب صرف قلبي على طاعتك ) لما يغفل العبد عن هذه ويغفل الإنسان عن نيته وعن باعِثِهِ للمجيء للمسجد ، وتصبح هذه العبادات التي يصنعها وهي من أَّجّل العبادات تصبح من العادات ولا يشعر فيها العبد بالاحتساب ولا النية الصالحة ، وتُمارس على أنها عادة كالأكل والشرب ، فحينئذ تبدأ تفقد بهاءها ، وتبدأ تفقد أثارها ، وسرعان ما يدخل الغفلة على العبد ، الغفلة في العبادة من أشر الأشياء ، الغفلة خارج العبادة أمر طبيعي ، أما أن تصبح العبادات التي تؤديها من صلاة ، وصيام ، تصبح غافل وانت تؤدي لها وغير ذاكر ، فتقول : الله أكبر ، والسلام عليكم ، ولم يتأثر قلبك من الله أكبر ، والسلام عليكم ، لا يتأثر بشيء وتصبح غفلة ، والذي يدعوك إلى الإتيان إلى المسجد صاحبك فلان وصاحبك علّان وعادة تأتي للمسجد من أجل أن تمارس حياة طبيعية وعادية ليس فيها احتساب ولا فيها ثواب هذه بداية الانتكاسة ،  وسرعان ما يأخذ منك الشيطان ، إذا استطاع الشيطان أن يوصلك إلى الغفلة إلى مقام عظيم يطمع فيه الشيطان منك في الغفلة وأنت بين يدي الله، فبهذا يكون نال منك الشيطان نيلاً عظيماً ، وحينئذ تبدأ تستثقل الطاعات وتستثقل العبادات ولا تجد لك قلباً وتشعر بجفاء وحينئذ يسهل عليك أن تتخلص من المظاهر ، بل بعض الناس قد يشعر أن مظهره هذا الذي يظهر فيه بدلاً من أن يتمتع به ويشعر أن سعادته في الدنيا والآخرة إنما حاصل بهذا الامر ، وهذا من منّة الله وفضله علينا أن جعل لنا إسناداً نتصل به بنبينا وبصحابته رضوان الله تعالى عليهم في الظاهر ونطمع أن يبقى الإسناد متصل بهم في الباطن ، ونطمع أن يكون مآلنا مآلهم إن شاء الله تعالى عند الله تعالى في جنته ، وأن نجتمع بهم ، فهم أحبابنا ، فو الله لا نحب في الدنيا أحدًا كحبهم ، ولا نقبل أن نستبدل حبًا بِحُبِ نبينا صلى الله عليه وسلم ولا بحب أصحابه رضوان الله تعالى عليهم لأننا نطمع أن نكون معهم في جنة الله جل في علاه ، لمّا تقع هذه الغفلة وهذه الأحاسيس وهذه المشاعر ويصبح الإنسان يمارس الطاعات على أنها عادات فبدلًا من أن يقلب العادات إلى عبادات قلب العبادات إلى عادات ، فهذه الطامة التي ما بعدها من طامة ، وحينئذ ينال منك الشيطان نيلًا عظيمًا ، ويراك أنك متقيد بقيود ثقيلة ، وأن عليك شيء و لا تستطيع أن تتحمله ، ولا تقدر عليه ، فيبدأ يدعوك أن تتفلت ، فيبدأ التفلت بحلق اللحية ، و التفلت بتغيير الظاهر ، وهذا لم يقع إلا لأن الباطن قد تغير .
فنصيحتي الإخلاص والنوايا الحسنة والاحتساب والثواب والصحبة الطيبة ، وأن تتضرع إلى ربك عز وجل بأن يثبتك على الإسلام ، وأن يُميتك على الإسلام ، أسأل الله رب العرش العظيم أن يُميتُنا على التوحيد ، وأن يحيينا على التوحيد ، أن يُميتُنا على السنّة ، وأن يحيينا على السنّة ، نسأله سبحانه أن يجعل خير كلامنا لا إله إلا الله ، وأن يجعل خير أيامنا يوم لِقائِه سبحانه وتعالى ، هذا والله تعالى أعلم .
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍?