المناقشة والمجادلة في أمور فرضية غير واقعة لا ثمرة تحتها ولا فائدة منها، فهذا أمر فيه كراهية شديدة، لا سيما إن كانت تخص الأحكام الشرعية.
وانشغال الإنسان بالأمر الذي لا يعنينه، وليس بواقعي، ويترك الشيء الذي يعنيه، وسيسأل عنه بين يدي الله، فهذا ترف وسفه.
وتؤثر أجوبة حكيمة عن العلماء الأقدمين في هذا الباب، قال سائل يوماً للشعبي- وكان فيه دعابة رحمه الله- قال له: ما اسم امرأة إبليس ؟ فقال الشعبي: “ذلك عرس لم أشهده”، وجاء رجل إلى عالم فقال له: ما اسم الذئب الذي أكل يوسف عليه السلام؟ فقال: إن الذئب لم يأكل يوسف، فقال: ما اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف؟ فبعض الناس أسئلته على هذا النحو، فهو يريد أن يسأل ليتكلم.
والمؤمن لسانه من وراء قلبه فهو لا يسأل ولا يتكلم إلا إن كان هناك ثمرة وفائدة، فإذا أردت أن تعرف هل الرجل على هدى أم غير غير ذلك، فانظر إلى حفظه للسانه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: {إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريفاً}.
ومثل هذه الأسئلة من اللغو كره السلف الخوض فيها، وسئل غير واحد عن مسائل فكانوا يقولون: هل وقعت؟ فيقول السائل: لا، فيقول الواحد منهم: دعها حتى تقع.
فنحن نتعلم لنعمل لا ليصبح لنا كلام كثير وفلسفة كثيرة وتصدر المجالس.
التصنيف: العلم
السؤال الثامن عشر ما هي أسباب الثبات على طلب العلم
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170809-WA0052.mp3الجواب: من هم ورثة الأنبياء ؟
العلماء.
النبوة هل هي مكتسبة أم هبة من الله ؟؟
النبوة هي هبة من الله .
يعني الانسان لو جاهد نفسه هل يصبح نبيا؟
لا .
ما هو سبيل الثبات على طلب العلم ؟
ما هي اسباب الثبات على طلب العلم.
1 – أن تبقى منكسر القلب شاعراً أنك محتاج إلى الله.
2 – أن تحفظ أمر الله في السر قبل العلن.
ايوب السختياني كان يقول :
ينبغي للعلماء أن يضعوا التراب والسكن على رؤوسهم تواضعا لله .
وأعجبتني مقولة ل فاطر الشيرازي شيخ الخطيب الهلالي قال كان شيخي وكلاهما مغربي كان شيخي يوصيني ويقول لي :أعلم بأنه لا فضل لك على أحد من الناس وأن الناس يأتون يستفيدون منك وفي هذا فضل منهم عليك ليس لك فضل على أحد وإنما جلوسهم بين يديك فضل منهم عليك .
يا طالب العلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول :لما أخرج البخاري عن معاوية :”من يرد الله به خيرا يفقه في الدين .”
اذن لما تفقه في الدين إرادة من الله انه أراد بك خيرا .
مفهوم قوله لا منطوقه ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )).
منطوق قوله صلى الله عليه وسلم: ان الأنبياء لم يورثوا درهما ولكنهم ورثوا العلم .
والجامع بينهما أن الله جل في علاه اذا أراد برجل خيرا فقهه في الدين .
مفهوم الحديث الذي لا يفقه ولا يتفقه في الدين الله لا يرد به خيرا .
المفهوم أشد من المنطوق .
كيف تثبت على طلب العلم
ان تبتعد عن المعاصي .
وان تحفظ أوامره وان يكون سر بينك وبينه سبحانه (خبيئة).
3 – أن تخلص لله تعالى في طلبك للعلم.
ومن احسن حسنات الاخلاص الثبات، تذكرون حديث الرجل الذي تصدق ثلاث مرات
أخرج أحمد والشيخان والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ قال رجل لأتصدقنَّ الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبح الناس يتحدثون : تـُـصِّـدق على زانية ..فقال : اللهم لك الحمد .. على زانية ؟!
لأتصدقن الليلة بصدقة فوضعها في يد غني فاصبحوا يتحدثون : تـُـصِّـدق على غني .. قال : اللهم لك الحمد .. على غني ؟!
لأتصدقن الليلة فخرج فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون : تـُـصِّـدق الليلة على سارق .. فقال : اللهم لك الحمد .. على زانية وعلى غني وعلى سارق ؟!
فأتي فقيل له : أمّـا صدقتك فقد قـُـبِـلتْ ؛ و أمّـا الزانية فلعلها أن تستعفف بها عن زنا ، و لعلَّ الغني يَـعتبِـر فينفق مما أعطاه الله ، و لعلَّ السارق أن يستعف بها عن سرقته ].
هذا حديث فيه دلالة على أن المخلص يثبت ثبت على الصدقة وفي الثلاث مرات وضعها في غير محلها .
فالإنسان المخلص يثبت ومن أسباب الثبات الاخلاص .
فإن رأيت رجلا ثبت على شيء فالله حسيبه فقد أخلص بالشيء الذي ثبت عليه واحسن السبيل .
ومن أسباب الثبات على طلب العلم ان تحفظ الله بما تعلمت من العلم .
وان تستقيم بما تعلمت وتحفظ أوامره في الخلوة كحالك في الجلوة
4 – أن تعمل بما تعلمت من العلم؛تؤدي زكاة العلم وتدعو الناس إلى ما تعلمت فكل شيء ان أنفقت منه ينقص إلا العلم فإنك ان انفقته وبثثته زاد ؛فبركة العلم بالعمل وبركة العلم بالدعوة وتعين الناس بما تعلمت
هذا والله اعلم .
⬅ مجلس الفتوى للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
الجمعة 4 – 8 – 2017 م.
⬅ خدمة الدرر من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال الخامس عشر ماهو أفضل الطعام والشراب لطالب العلم
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/15.mp3الجواب: أفضل الطعام والشراب لطالب العلم أن لايشبع، ((فالبٍطْنَة تُذْهِبُ الفِطْنة))، والحديث الذي فيه نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا اكلنا فلا نشبع ما أعرفه ثابتا،
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
” هذا القول الذي نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا أصل له ” انتهى.
“السلسلة الصحيحة” (رقم/3942).
لكن إذا كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه.
وأفضل شيء لطالب العلم ان يتورّع عن الشبهات وان يترك المحرّمات، يذكرون في ترجمة إمام الحرمين الجويني كان اذا ناظر أو إذا درّس اصابته وهلة يعني بتعبيرنا الدارج (صفنة، يصفن) وما يتابع الحديث، فلما سُئل عن سببها قال :((وجدني أبي على ثديّ جارية لنا،
والجواري والإماء لايتورعن عن أكل الحرام، والحليب من الأكل، قال: فسبب هذا الذهول تلك بقايا تلك الرضعة، قال: فانتزعني أبي من بين يديها ووضع أصبعيه في فمي فقئت الحليب الذي رضعته من الجارية، بقي في جوفي شيء يسير منه ؛فهذه الوهلة من آثار تلك الرضعة، فطالب العلم يتورع.
اليوم كثير من الائمة وطلبة العلم لايتورعون في أمر الطعام والشراب، ومن أكل حلالا أطاع الله شاء أم أبى ؛ومن أكل حراما عصى الله شاء أم أبى، نسأل الله عزّ وجل العفو والعافية.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال الثامن هل تنصحنا بطلب العلم من الكتب والدروس للمشايخ الموجودة على النت واليوتوب
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161005-WA0009.mp3الجواب : لا أنصحك أن تتعلم إلا بمن تثق بدينه وتثق بعلمه ، أما أن تأخذ العلم عن مجاهيل أنت لا تعرفهم فهذا حرام ، يعني إنسان يفتح على النت ويبحث في النت ويسأل عن الشيخ وما يعرف الشيخ ، ويأخذ الدين عنه ويعتبره دين الله فهذا حرام ، إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم عن من يأخذ دينه، أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه عن محمد ابن سيرين رحمه الله ، فابن سيرين يقول : ( إن هذا العلم دين ، فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه )
، فالواجب عن الإنسان أن يأخذ دينه عن من يثق بهم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
29 ذو الحجة 1437 هجري
2016 – 9 – 30 افرنجي
هل يجوز ان نسمع ونقرأ للفاسق والفاجر
يجوز أن تسمع للفاسق والفاجر وأن تقرأ لهما بشرط أن تتمكن من معرفة المحق من المبطل ، والجيد من الرديء ، والخطأ من الصواب، والشرك من التوحيد، والبدعة من السنة، فإن علمت فالحمد لله . فمعرفة الشر في حق الذي يعرف السبيل ليس بحرام . بل معرفة الشر في حق من يعرف الخير من أجل التحذير والتنبيه والتحصين أمر كان عليه بعض الصحابة . كما قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
فأن يعرف الانسان الشر ليحذره لا حرج.
أما في مرحلة التنشئة وهو لايعرف المحق من المبطل ، فلا يجوز لأحد أن يأخذ شيئاً إلا بعد أن يتأكد أنه على حق . لذا قال ابن سيرين : ( إن هذا العلم دين . فانظروا عمن تأخذون دينكم) فالعلم الذي نتعلمه هو دين ، فلا يجوز لأحد أن يسأل من شاء. ولا يجوز للمستفتي أن يسأل أحد إلا إن علم أن فيه صفتين، الأولى : أنه أهل، ويتكلم بعلم ، وإن لم يكن يعلم يقل لا أدري، أو دعني أراجع. والثانية: أن يكون ذا ديانة وورع، فلا يجيب من يحب جواب يختلف عمن يبغض، فإن كان محباً مال اليه، وإن كان مبغضاً مال عليه. فالعلماء يقولون المفتي الماجن يحجر عليه، وإن كان أهل، حتى لا يلعب بدين الناس فالمفتي يوقع عن رب العالمين في الارض فلابن القيم كتاب سماه : “أعلام الموقعين عن رب العالمين” فالفتوى مقام خطير وليس بسهل . والفتوى كانت تدور بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن بديع كلام ابن القيم يقول : ((فإذا قل المفتون فقد يتعين على من يعلم الفتوى )) ولما كان العلماء كثر في زمن الصحابة والتابعين كانوا يتورعون، وكان كل منهم يحيل على الآخر، لأنهم يعلمون حرصاً من السائل، ويعلمون وجود من يصيب الخير والحق، في مثل هذه الفتوى . أما في العصور المتأخرة فإن أمسك أهل الحق، فإن أهل الباطل كثر . وما يخفى علينا حال المفتين اليوم، لاسيما على الفضائيات، يأتون بهم ويفصلونهم تفصيلاً وتستغرب لما تسمع من مثل القرضاوي على الفضائيات ويقول : النساء المقيمات في فرنسا يحرم عليهن أن يرتدين اللباس الشرعي طاعة لأولياء الأمور. نعوذ بالله هذا عين الضلال، فأي أولياء أمور ؟ ومثل هذا فتاوي عديدة جداً.
وننبه المسلمين أن يحرصوا على دينهم وألا يسمعوا لأمثال هؤلاء، ويكفي أن هذه الأجهزة فاسدة يعرض عليها الحق والباطل، ولا يجوز للإنسان أن يعتمد في الفتوى عليها، ولا يجلس أمامها شارح صدره لها، وفاتح ذهنه لها مستوعباً لما يقال، وإن جاز الجلوس أمامها يجوز فقط لطالب العلم المتمكن، الذي يريد أن يزيف الباطل إن سمعه، وأن يحذر منه فقط، أما العوام فلا، ويكفي القول سقوطاً أن يقال: يا شيخ سمعت في التلفزيون أو الستالايت كذا وكذا، فهذا العلم دين، فليحرص الإنسان وليحذر عمن يأخذ دينه.
فالإنسان إن أراد أن يشتري حاجة لأمور دنياه فإنه يستفسر ويسأل ويتعب، فواحد مثلاً يريد شراء بلاط لبيته فإنه يسأل عن جميع أنواع البلاط الموجود، ويتعرف على جميع أنواع البلاط الموجود في السوق المحلي والمستورد بجميع أصنافه، وهذا لأن قلبه متعلق به، أما لما يصل الأمر للدين فيقول الواحد منهم: ما يدرينا؟ فلماذا لا يعامل هذا الإنسان الفتوى كما يعامل بلاط بيته؟ فكيف اجتهد وسأل حصل على أفضل ما يريد من البلاط؟ فاحرص أيها المسلم على الفتوى مثل حرصك على أمر يخصك في دنياك، فاسأل واستفسر عمن تريد أن تستفتيه في أمور دينك، وقال سفيان الثوري: (إذا أراد الله بالأعجمي والعامي والحدث خيراً، يسر الله له عالماً من أهل السنة)، وفقنا الله لما يحب ويرضى.
السؤال التاسع عشر كيف التوفيق بين دراسة العلوم الشرعية والمحافظة على تلاوة القرآن وتدبره مع…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170319-WA0066.mp3الجواب: لب العلم وأصله وكل شيء متفرع عن القرآن ،والعالم الراسخ كما يقول الشاطبي: العالم الراسخ الذي ينطلق من القران ،بل ينقل عن الشافعي: أنه ما من حديث إلا وله صلة بآية ،فطالب العلم أولى ما ينبغي أن يهتم به القران والسنة ،
ما العلم الشرعي؟…يعني فهم كتب علمائنا المطبوعة وفهم كتب علمائنا المخطوطة،
من أين أخذوا هذه العلوم؟
من القران والسنة ،فعيب بطالب العلم يعيش ويموت وما يقرأ تفسير، عيب بطالب العلم يعيش ويموت وما يقرأ الصحيحين، وما يقرأ السنن، فلب العلم وأصله القران ،فالقران الكريم هو أولى ما ينبغي أن يصرف طالب العلم جهده إليه ،يبدأ طالب العلم بقراءة التفسير الميسر تفسير الشيخ السًعدي ،ثم ينتقل لتفسير متوسط كتفسير ابن كثير أو بعض مختصراته ،ثم إذا تقدم طالب العلم وبدأ ينحو منحى التخصص في العلم فيقرأ تفسيرا يوافق تخصصه، فإن تخصص في علم الحديث قرأ تفسير ابن جرير، وإن تخصص في الفقه قرأ تفسير القرطبي .وإذا تخصص في الأصول قرأ تفسير الشيخ الشنقيطي ،وإذا تخصص في اللغة قرأ تفسير أبي حيًان وهكذا، فيبدأ يقرأ مطولا في العلم الذي تخصص فيه، فيرتب علومه على فهم كتاب الله جل في علاه، حتى اللغة وهكذا، فطلبة العلم اليوم يهجرون القران وهذا للأسف من عيوب الطلب فطالب العلم ما يستغني عن القران أبدا وأصحاب القيام هم أكثر الناس حظا بالقران، أصحاب قيام الليل هم أكثر الناس حظا مع القران الكريم، اسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من أهل الله وخاصته.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 1 – 22 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
السؤال الخامس والعشرين ما هو واجب الوقت على العلماء وطلبة العلم كل بحسب…
الجواب : الفريضة الغائبة هذه الأيام العلم الشرعي ، واجب الوقت أن نتعلم ، وأن نُعلم ، وأن نأمر ، وأن نصبر ، وهذا الذي قاله الله جلّ في علاه ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) ، فالناس قد قصروا ،
العالِم قصر في الدعوة
والداعي قصر في الصبر
والصبر قُصر معه في عدم التواصي معه بالحق .
الأمر يحتاج إلى أن تتعلم ، تُعلم ، تدعو إلى الله عز وجل على بصيرة ، تصبر وتتواصى مع إخوانك بالصبر .
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ، تواصي على وزن تفاعل والتفاعل يكون من الطرفين ، العالِم والإمام من أئمة الدين يحتاج للجاهل أن يقول له اصبر هذا معنى التواصي : التواصي يكون ليس من طرف واحد بل يكون من جميع الأطراف .
قال علمائنا رحمهم الله الحق ثقيل ولأنه ثقيل يحتاج إلى صبر ومصابرة ويحتاج إلى الوصاية .
الإمام أحمد لما دخل السجن في فتنة خلق القرآن أيام المأمون ، والإمام أحمد لا يعرف سجون ، قال جائني رئيس شطار بغداد ، قال يا إمام اصبر ؛ فأنا حتى أكون رئيسا لهؤلاء الشطار أتحمل واصبر حتى أكون رئيسا لهم ، وأنت إمام أهل السنة اصبر ، فقال فصبرني واسمعني كلاما أعانني الله عز وجل على الثبات بسببه ، تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
إذا رأيت من أساء قل له أسأت ، وإن رأيت من أحسن قل له احسنت ، كن حارسا على الفضيلة وعلى الأحكام الشرعية ، لاتستهين بالكلمة وتذكر انك في هذه الحياة واجب وقتك وهمك النجاة عند الله عز وجل ، والنجاة لا تكون إلا بالإيمان ، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ، بكلمات طيبات دون أن تؤذي أحدا ، دون الكلمات النابيات ، تواصى مع إخوانك حتى الفجرة حتى الفساق تواصى معهم بالحق والصبر ،والحنكة والحكمة والفهم في هذا الباب توفيق من الله جل في علاه ، لازمت الشيخ *محمد جميل زينو رحمه الله* ساعات من نهار فوجدته يحمل حقيبة فيها نشرات ( مطويات ) عن التبرج وعن الدخان ، وعن حلق اللحية ، عن المحرمات المشهورات ، نزلنا من السيارة مشينا إلى مركز تنظيم صف كتاب قعدنا بين السيارة وبين الصف لعله عشرين متر فما رأى أحدا إلا وذكره ونصحه ، ولما وصلنا لمركز الصف مكثنا ساعتين ، كل من رأى نصحه الحليق يعطيه نشرة وجوب إعفاء اللحية ، والذي رآه يدخن يعطيه نشرة الدخان ما ترك أحد حتى نصحه .
فالنصيحه الآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطريقة الطيبة والكلمة الطيبة دون تعنت، دون تعنيف ، ودون تشديد .
إخواني بعض الناس في غفلة يعيش ويموت وما سمع خيرا هذا موجود ، ما التقى مع إنسان يقول له اتق الله .
أنت سل نفسك كيف تعرفت على الله؟
كيف أتيت تحضر دروس؟
الله وفق واحد وقال لك كلمة، صحيح؟
نعم صحيح ، فلماذا تبخل بهذا الكلمة على غيرك ؟
هذا أمر ليس باختيارك ، واجب وقتك أن تنجو عند الله ولن تنجو عند الله إلا بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر لأنك مؤمن ولأنك تعمل الصالحات مجيئك للمسجد لأنك تحب الصالحات ، لكن النجاة ليس بالإيمان وبالعمل الصالح فقط بل النجاة أيضًا بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر هذا هو الواجب والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
2017 – 4 – 7 إفرنجي
10 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
السؤال السادس أنا طالب علم من زمن لا بأس فيه الآن إذا قرأت كتاب…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161109-WA0005.mp3الجواب : لا ، العلوم أنحاء وأقسام ، حفظ ، وفهم .
العلم يترتب عن حفظ وفهم .
وكان سلفنا الصالح يحفظون وهم صغار ويفهمون ويفهمون ما حفظوا لما يكبر .
قالوا : إذا نكح الفهم الحفظ تولدت عجائب .
العلم حفظ وفهم .
وكانوا يقرأون على المشايخ المتون المضغوطة ، فالعلم إما شيء يضغط ليحفظ ، وإما شيء يبسط ليفهم ، فالأشياء التي تفهم أنت لا تحتاج فيها إلى الأستاذ، أنت تحتاج للأستاذ حتى يفهمك الشيء الذي يبهم عليك .
فلا يلزم كل كتاب تقرأه تقرأه على الشيخ ، لكن لابد أن تقرأ العلوم على المشايخ ، خصوصاً علم التوحيد ، علم الأصول ، علم اللغة ، علم الفرائض ، هذه العلوم يعسر جداً أن تفهمها ، هذه ِالعلوم لابد منها من أستاذ كالرياضيات ، الرياضيات يعسر ، لكن إن فهمت الأصول وأخذت النماذج والأمثلة التطبيقية على القواعد أصبحت تفهم ، فهكذا العلوم لايلزم أن تقرأ كل كتاب على الشيخ .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي
هل تنصح طالب العلم المبتدىء بحضور درس الخميس شرح صحيح مسلم
الأحاديث متجددة والمباحث جديدة، فمن كان ذا همة، وعنده مكنة وقدرة على المتابعة فحضوره لدرس الخميس جائز.
وللمشايخ والعلماء في تخصيص درس للمبتدئين مشارب ومذاهب، فمثلاً كان الشيخ السعدي رحمه الله، يخص الطلبة المبتدئين بدرس يدرسه من طلبته، وكان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، يدرس المتقدمين درساً ويخص المبتدئين بدرس بنفسه، وكان الشيخ ابن عيثمين رحمه الله، يقول: (لا مانع عندي أن يحضر درسي المتقدم والمبتدئ).
فهذه وسائل، ودرس الخميس درس واظبنا عليه والحمد لله في شرح صحيح مسلم، وفيه علم وفيه تركيز على الرواة، والأسانيد على حسب المقتضي لذلك، وفيه خير، ومن داوم عليه فإنه إن شاء الله تعالى يستفيد.
وأنصح طالب العلم أن يكون له نصيب من المدارسة، فالقراءة جزء من تأسيس شخصية طالب العلم، والمذاكرة جزء آخر، والسماع جزء ثالث، والجرد جزء رابع، والبحث جزء خامس فطالب العلم ينبوع الأساليب.
ومن الضروري بمكان لطالب العلم أن يتعود القراءة النصية، حتى يمتحن عقله وفهمه، هل إن قرأ وحده يفهم صواباً أم خطاً؟ فمن عجائب الأديب المصري الرافعي لما رد على طه حسين، وقد أولغ في الفساد وقال ما قال، فيقول الرافعي له: (لقد قرأت خبراً عن السلف [وهو في “عيون الأخبار” لابن قتيبة] كان بعضهم يكتب خلاف ما يسمع، ويعلم خلاف ما يكتب)، فقال: (كنت أظن أن هذه خرافة حتى قرأت كتبك، فوجدتك تنقل خلاف ما في الكتب وتفهم خلاف ما تقرأ).
فبعض الناس يظن أنه يقرأ صواباً، وهذا أكثر ما يظهر في القرآن، فيقول بعضهم: أنا لما أقرأ القرآن وحدي لا أخطئ، لكن إن قرأت على الشيخ أخطىء في الفاتحة، أنت يا مسكين لا تدري أنك لا تخطئ، فمن يدريك عندما تقرأ وحدك أنك لا تخطئ، فمن أُسُسْ طلب العلم ومن الأهمية بمكان لطالب العلم أن يقرأ قراءة جيدة، فأنصح كل طالب علم أن يكون له شيخ وأستاذ يقرأ عليه قراءة نصية، فقراءة الكتب هي الجادة التي كانت عند الأقدمين، وعندما تقرأ في التراجم تجد: قرأ علي الشيخ كذا وكذا وكذا، حتى الحافظ ابن حجر ألف أربع مجلدات في أسماء الكتب التي قرأها على المشايخ فهذه القراءة النصية أنصح بها، والله أعلم..
طالب علم حريص على دروس العلم وتحصيل العلم الشرعي فيؤثر ذلك على عمله وتحصيل لقمة…
هذا أمر من الله عز وجل، فالله يوفق من يشاء لما يحب ويرضى، وربك يخلق ما يشاء ويختار فلا يجوز للإنسان بحجة القراءة وطلب العلم أن يضيع أهله وأن يضيع من يعول، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: {كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول}.
وقلت أكثر من مرة أن الجهاد ليس هو أشق واجب شرعي، وإنما عندي أشق واجب شرعي أن تعطي كل ذي حق حقه، فالزوجة والأولاد لهم حق، والمطلوب من الإنسان أن يجمع بين كل الخير، وأن يكون له نصيب من كل خير، فالعبادة لا تطلق في الشرع فقط على الصلاة والصيام والحج، وإنما أيضاً من سعى ليعف نفسه، ويطعم أهله وحسنت نيته فهذا في عبادة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {وأن يضع الرجل اللقمة في فم زوجته صدقة}، ولذا لم يتسنى لجميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينقطعوا للأخذ عنه، وهو رسول الله وسيد المرسلين، فأبو هريرة كان يقول عن غيره: ((شغلتهم الأسواق)) وكان الصحابة يتناوبون فجمعوا بين إعفاف النفس والعمل وبين الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا حريصين على الخير، ومع ذلك ما ضيعوا من يعولون فمن جلس بحجة العلم وضيع من يعول، فهذا ليس من دين الله في شيء.
ومن يسر الله له تفرغاً ويساراً في الدنيا، أو وسيلة بأقل وقت، وصرف سائر وقته في العلم والعبادة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث نغفل عنه: {نعمتان مغبون فيها كثير من الناس، الصحة والفراغ}، فيا عبد الله إن كنت صحيحاً فارغاً فأنت في نعمة عظيمة وجليلة، فاحرص على هذه النعمة، وطلب العلم اليوم يحتاج إلى شباب وقوة وجلد وسهر، الكبير في فراغ لكنه ليس في صحة، والإنسان الذي عنده نهم لطلب العلم وما عنده فراغ فهذا لم يكتمل له تمام النعمة، والحياة اليوم في دعة وراحة، والوظائف اليوم جلها يبقى لك من النهار الشيء الكثير، لكن العلة اليوم في الهمة، فهمم الناس ضعيفة، ويقينها على فضل العلم الشرعي، حاجته ليست كما ينبغي.
فلا يجوز للإنسان أن يترك العمل ويجلس وأيضاً لا يجوز للإنسان أن ينصرف عن العلم الشرعي، وعن العبادات وينشغل بالدنيا بالكلية، والسعيد من وضع الأشياء في أماكنها والله الموفق للخيرات والهادي للصالحات.