الأحاديث متجددة والمباحث جديدة، فمن كان ذا همة، وعنده مكنة وقدرة على المتابعة فحضوره لدرس الخميس جائز.
وللمشايخ والعلماء في تخصيص درس للمبتدئين مشارب ومذاهب، فمثلاً كان الشيخ السعدي رحمه الله، يخص الطلبة المبتدئين بدرس يدرسه من طلبته، وكان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، يدرس المتقدمين درساً ويخص المبتدئين بدرس بنفسه، وكان الشيخ ابن عيثمين رحمه الله، يقول: (لا مانع عندي أن يحضر درسي المتقدم والمبتدئ).
فهذه وسائل، ودرس الخميس درس واظبنا عليه والحمد لله في شرح صحيح مسلم، وفيه علم وفيه تركيز على الرواة، والأسانيد على حسب المقتضي لذلك، وفيه خير، ومن داوم عليه فإنه إن شاء الله تعالى يستفيد.
وأنصح طالب العلم أن يكون له نصيب من المدارسة، فالقراءة جزء من تأسيس شخصية طالب العلم، والمذاكرة جزء آخر، والسماع جزء ثالث، والجرد جزء رابع، والبحث جزء خامس فطالب العلم ينبوع الأساليب.
ومن الضروري بمكان لطالب العلم أن يتعود القراءة النصية، حتى يمتحن عقله وفهمه، هل إن قرأ وحده يفهم صواباً أم خطاً؟ فمن عجائب الأديب المصري الرافعي لما رد على طه حسين، وقد أولغ في الفساد وقال ما قال، فيقول الرافعي له: (لقد قرأت خبراً عن السلف [وهو في “عيون الأخبار” لابن قتيبة] كان بعضهم يكتب خلاف ما يسمع، ويعلم خلاف ما يكتب)، فقال: (كنت أظن أن هذه خرافة حتى قرأت كتبك، فوجدتك تنقل خلاف ما في الكتب وتفهم خلاف ما تقرأ).
فبعض الناس يظن أنه يقرأ صواباً، وهذا أكثر ما يظهر في القرآن، فيقول بعضهم: أنا لما أقرأ القرآن وحدي لا أخطئ، لكن إن قرأت على الشيخ أخطىء في الفاتحة، أنت يا مسكين لا تدري أنك لا تخطئ، فمن يدريك عندما تقرأ وحدك أنك لا تخطئ، فمن أُسُسْ طلب العلم ومن الأهمية بمكان لطالب العلم أن يقرأ قراءة جيدة، فأنصح كل طالب علم أن يكون له شيخ وأستاذ يقرأ عليه قراءة نصية، فقراءة الكتب هي الجادة التي كانت عند الأقدمين، وعندما تقرأ في التراجم تجد: قرأ علي الشيخ كذا وكذا وكذا، حتى الحافظ ابن حجر ألف أربع مجلدات في أسماء الكتب التي قرأها على المشايخ فهذه القراءة النصية أنصح بها، والله أعلم..
التصنيف: العلم
طالب علم حريص على دروس العلم وتحصيل العلم الشرعي فيؤثر ذلك على عمله وتحصيل لقمة…
هذا أمر من الله عز وجل، فالله يوفق من يشاء لما يحب ويرضى، وربك يخلق ما يشاء ويختار فلا يجوز للإنسان بحجة القراءة وطلب العلم أن يضيع أهله وأن يضيع من يعول، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: {كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول}.
وقلت أكثر من مرة أن الجهاد ليس هو أشق واجب شرعي، وإنما عندي أشق واجب شرعي أن تعطي كل ذي حق حقه، فالزوجة والأولاد لهم حق، والمطلوب من الإنسان أن يجمع بين كل الخير، وأن يكون له نصيب من كل خير، فالعبادة لا تطلق في الشرع فقط على الصلاة والصيام والحج، وإنما أيضاً من سعى ليعف نفسه، ويطعم أهله وحسنت نيته فهذا في عبادة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {وأن يضع الرجل اللقمة في فم زوجته صدقة}، ولذا لم يتسنى لجميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينقطعوا للأخذ عنه، وهو رسول الله وسيد المرسلين، فأبو هريرة كان يقول عن غيره: ((شغلتهم الأسواق)) وكان الصحابة يتناوبون فجمعوا بين إعفاف النفس والعمل وبين الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا حريصين على الخير، ومع ذلك ما ضيعوا من يعولون فمن جلس بحجة العلم وضيع من يعول، فهذا ليس من دين الله في شيء.
ومن يسر الله له تفرغاً ويساراً في الدنيا، أو وسيلة بأقل وقت، وصرف سائر وقته في العلم والعبادة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث نغفل عنه: {نعمتان مغبون فيها كثير من الناس، الصحة والفراغ}، فيا عبد الله إن كنت صحيحاً فارغاً فأنت في نعمة عظيمة وجليلة، فاحرص على هذه النعمة، وطلب العلم اليوم يحتاج إلى شباب وقوة وجلد وسهر، الكبير في فراغ لكنه ليس في صحة، والإنسان الذي عنده نهم لطلب العلم وما عنده فراغ فهذا لم يكتمل له تمام النعمة، والحياة اليوم في دعة وراحة، والوظائف اليوم جلها يبقى لك من النهار الشيء الكثير، لكن العلة اليوم في الهمة، فهمم الناس ضعيفة، ويقينها على فضل العلم الشرعي، حاجته ليست كما ينبغي.
فلا يجوز للإنسان أن يترك العمل ويجلس وأيضاً لا يجوز للإنسان أن ينصرف عن العلم الشرعي، وعن العبادات وينشغل بالدنيا بالكلية، والسعيد من وضع الأشياء في أماكنها والله الموفق للخيرات والهادي للصالحات.
السؤال الثامن بعض طلبة العلم يتركون المساجد والامامة ويحل مكانهم اهل البدع بحجة اننا…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/09/AUD-20170928-WA0048.mp3الجواب : لا، و الواجب على الطالب والتقي والذي يريد النجاة عند الله ان يتواصى مع المسلمين بالحق والصبر، والتواصي على المقدار الذي اهله الله تعالى به .
التصدر معناه التفرغ للتدريس وان تتفرغ بان تكون تلك المكانة التي يأتيك الناس من كل حدب وصوب ،وهذا شئ لا يكون الا وفق ارادة الله وقدرة الله؛ الله الذي يضع القبول للعلماء، لا يجوز لطالب العلم ان يبقى جالسا في الطلب سنين طويلة ويترك الخطابة والامامة والتدريس بحجة انه ليس بعالم ،فهنالك عالم وهنالك اعوان للعالم من هم اعوان العلماء الخطباء والوعاظ والمدرسون وائمة المساجد هم اعوان العلماء، فأنا لا اريد ان اكون اماما حتى اصبح عالما لا يقال هذا .
النبي صلى الله عليه وسلم جعل اماما لمسجد ولدا صغيرا وعينّه لانه كان احفظ القوم ،وكان الرجل يمر عليه و هو ساجد وكان فقيرا فكان يبدو استه فكان صغير، فيقولون استروا عنا است صبيكم است إمامكم ،فالعالم غير الواعظ غير الامام وغير الخطيب، والشيخ الالباني رحمه الله لا أظنه خطب في حياته خطبة، بل يذكرون من كتب في الخطابة يقولون ينبغي للعلماء ان يتجنبوا الخطابة فالعلماء يدخلون في دقائق المسائل ودقائق الامور والدلالات الخفية ويفصّلون ويسترسلون وهذا لا ينفع على المنبر هذا النوع من العلم لا يصلح على المنبر، فالشاهد الخطيب غير العالم ومن المصائب الكبيرة التي حلت بالعوام انهم يظنون ان كل خطيب هو عالم .
صدقوني يا اخواني بعض من يحضر لهم الملايين في الفضائيات لما يطلق زوجته يأتي يسألك عن حكم الطلاق ،واسم في الفضائيات ولما يموت زوج ابنته يسألك عن حكم العدة ما مدة العدة يا شيخ ،وإن اعلن في مسجد فلان في مرج الحمام يحضر له عشرات الالوف ،هو منمق مرتب مزبط ،واحد زارني مرة في البيت قال يا شيخ انت كيف بدرس ؟
قلت له وأنا هكذا .
لكن هؤلاء يكون الواحد مزبط غترة وكاويها .
تعرفون الشيخ عبد الله المطلق تقول ادعوا الله ان يزوجني الشيخ العريفي قال لها الشيخ عبد الله المطلق يا ابنتي لماذا تريدين العريفي قالت لانه عالم ،الشيخ العريفي شاب وسيم يخاطب الناس خطابا فيه جذب فيه جاذبية، فقال اللهم زوجها بالشيخ صالح السدلان ، الشيخ صالح السدلان عمره فوق الثمانين كريم العيش؛ تريدين عالما فاللهم زوجها صالح السدلان .
فلما الناس لا تعرف العالم كالولد الذي لا يعرف من ابوه ،الذي لا يعرف من العالم مثل من؟ مثل الولد الذي لا يعرف ابوه.
العالم هو ولى الامر تحترمه كما تحترم ولي امرك
والله تعالى اعلم
مجلس فتاوى الجمعة
الجمعة 2 محرم 1439هـ –
22 سبتمبر 2017م
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor