السؤال الحادي عشر: هل ورد رفع اليدين عند التكبير لصلاة الجنازة؟
الجواب: ورد عن ابن عمر وذكرنا هذا في درس أمس (شرح صحيح مسلم)، قلنا: أن ابن عمر رفع يديه، فمن رفع يديه اقتداءاً بابن عمر لأن ابن عمر ما صنع ذلك إلا اقتداءاً بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد أصاب.
ومن الحق فعل ابن عمر بخواصه التي عرفت عنه فعرف عنه أنه كان يغسل عينيه بياض عينيه وأنه كان يمسح على الجبيرة وأشياء، وكان ابن عمر يزاحم على الحجر الأسود، وكان أبوه يمنعه وهو يزاحم وهذه من خواصه رضي الله عنه.
فمن غلب على ظنه
فقال: أنا لا أتبع ابن عمر لأنه محتمل أن يكون ابن عمر صنع ذلك اجتهاداً منه وقال: أنا المطلوب مني الدليل وما عندنا أدلة في رفع اليدين في صلاة الجنازة إلا عن ابن عمر.
أما الحديث أنه كان يرفع يديه في تكبيرة الإحرام ثم لا يعود فأخرجه الدارقطني وإسناده ضعيف فهو لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أن النبي صلى الجنازة في المصلى وصلى أمام الناس وأكثر من الصلاة ولو أن النبي عليه السلام رفع لنقل، فأنا لا أرفع لأن الإحتمال عن ابن عمر أنه من الأشياء التي اختص بها.
هذه هي المسألة وهكذا تدرس وأنت الآن تقول انا أميل لهذا أو أميل لهذا.
والصلاة بالرفع ودون الرفع صحيحة ولكن الكلام على الأتم والأكمل.
فالنبي – صلى الله عليه وسلم- قال: لامرأة ماتت ودفنت قال: ألا أذنتموني.
هلا خبرتموني، والنبي – صلى الله عليه وسلم- يقول للصحابة : أصيب زيد.
فالنبي – صلى الله عليه وسلم- نعى للمسلمين وفاة شهداء مؤتة وهذا من الغيب الذي اطلعه الله عليه.
وكذلك نعى النجاشي عندما مات وهذا من الغيب الذي اطلعه الله عليه.
.
بين الحبشة والمدينة مسيرة شهر، قال الآن مات ملك الحبشة.
وأخرج الناس وصلوا عليه في مصلى العيد..
شيخنا الله يحفظكم بالأمس حصل حادث مروع ذهب ضحيته بعض الأطفال حوالي (18) طفلًا، فلو كلمة منكم -جزاك الله خيرًا- لأولياء الطلبة تصبرهم بما أصابهم.
الشيخ:
الذي جرى أزعجنا وأقلقنا وأتعبنا، وأسأل الله -جل في علاه- أن يرحمهم.
وأرجو الله -جل في علاه- أن يصبر آباءهم، وأن يرزقهم الاحتساب ليكونوا لهم -إن شاء الله تعالى- شفعاء.
فهذه رسالة للآباء أن يحتسبونهم عند الله -سبحانه وتعالى-.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة».
قلنا: يا رسول الله، واثنان؟
قال: واثنان.
قلت لجابر: والله أرى لو قلتم وواحد لقال، قال: وأنا أظنه والله.
الصفحة أو الرقم : 63 / 146
خلاصة حكم المحدث : حسـنه الألباني. اسم الكتاب: الأدب المفرد.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم -أو قال أبويه- فيأخذ بثوبه -أو قال بيده-فلا يتناه حتى يدخله اللّٰه وأباه الجنة» .
( صحيح ) أخرجه مسلم وأحمد عن أبي حسان، قال: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا؟
قال: قال: نعم ( فذكره ) .
رواه مسلم.
والدعموص: هو دويبة صغيرة تبقى في الماء ولا تخرج منها.
وكذلك أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أولاد المسلمين في جبل بالجنة يكفلهم إبراهيم وسارة.
[عن أبي هريرة:] أطفالُ المسلمينَ في جَبلٍ في الجنةِ يكفلهمْ إبراهيمُ وسارةُ حتى يدفعونهُم إلى آبائهِم يومَ القيامةِ.
الألباني (١٤٢٠ هـ)، السلسلة الصحيحة ١٤٦٧ • رجاله ثقات •
فهؤلاء الصغار إن شاء الله تعالى لهم الجنة.
والواجب على آبائهم أن يحتسبوهم عند الله سبحانه وتعالى.
ونقول لهم: إنّ لله ما أخذ وله ما أعطى.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- قدم ما أخذ قبل أن يقدم ما أعطى.
والأصل العطية تكون قبل الأخذ، لكن النبي عليه السلام في التعزية قال: «إن لله ما أخذ وإن لله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار».
فنقول لهم: اصبروا واحتسبوا.
ونقول لهم ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط».
الصفحة أو الرقم : 276 / 146 خلاصة حكم المحدث : صحيـح، اسم الكتاب : السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني.
فهذه رسالة موجهة للأبوين.
وهنالك رسالة موجهة للقائمين على المدارس التي تقوم بمثل هذه الرحلات.
فالواجب عليهم أن يمتثلوا طاعة أولياء الأمور.
وقد حذرت الجهات المعنية بأن البلاد تتعرض لمنخفض جوي، فالرحلات في مثل هذا الظرف مغامرة ومقامرة.
والواجب عليهم أن يطيعوا أولياء الأمور، و لا يجوز لهم أن يخالفوا التعليمات، و لا يجوز لهم أن يغامروا ويقامروا بأرواح البريئين، الذي حصل بسبب هذا الأمر.
بلغني أن ترخيص الرحلة التي ذهب ضحيتها مجموعة من الأولاد كانت لمنطقة الأزرق، وغيروا اتجاههم من الأزرق إلى الأغوار، وكان ما كان من خلال الأغوار، والذين قالوا نذهب للأغوار، ظنوا أن الأغوار آمنة، وأنها ليست بلاد باردة، ولا يمكن أن يكون فيها مثل هذا، وهذا اجتهاد، والأصل فيه الخطأ، والأصل فيه المنع، والأصل أن لا نعرض أبنائنا لما يمكن أن يوقعهم في حرج.
وهذه المدارس هي تحت المسؤولية، وينبغي للمسؤولين جزاهم الله خيرا وهم حريصون على أبنائنا أن يجعلوا القائمين على هذه المدارس يرتدعون، وأن لا يعودوا لمثل هذه الأخطاء.
هل الغريق شهيد؟
نعم الغريق شهيد كما في الحديث عن أبي هريرة:« الشُّهداءُ خَمسةٌ : المطعونُ، والمبطونُ، والغرِقُ، وصاحبُ الهدمِ، والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ».
فالصلاة على المقبرة تكون في حق من لم يصلى على الميت، فأنت صليت على الجنازة واتبعت الجنازة لك قيراطان كما ثبت في حديث أبي هريرة وحديث ثوبان وحديث عائشة رضي الله عنهم جميعا ؛فالأمر واسع ولله الحمد والمنة.
الجواب: نعم. النبي صلى الله عليه وسلم وعظ وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالوعظ وهو جالس، وهم يجهزون القبر.
اليوم ينتظرون حتى يجهزون الميت ويتممون القبر ثم يبدأ الإنسان بالموعظة،
فهكذا لا.
النبي صلى الله عليه وسلم وعظ وهو جالس، ووعظ وهم يجهزون القبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بيده عود وكان ينكت في الأرض، وكان يعظ الناس وصنيع النبي صلى الله عليه وسلم في موعظته كان نادراً،وإلا فالأصل أن يكون هذا الذي تشاهدُه وهذا الذي يُقبَر أمامك أن يكون عِظةً لك.
كان الناس إذا شهدوا الجنائز لا يُنتفع بهم أياماً، وكان الواحد منهم إذا شاهد رجلاً على القبر يضحك أو يبتسم لا يخاطبه، ويُهجر.
كان الناس أحياءً.
اليوم الجنائز كلها انشغال بالتلفونات، وكلها قيل وقال وانشغال، والسبب أنهم ما خرجوا من أجل الميت، وإنما خرجوا من أجل كسب خواطر الأحياء.
علماؤنا رحمهم الله يقولون: إذا مشيت للجنازة فرأيت منكراً فليس واجباً عليك أن ترجع،
وإذا ذهبت إلى عرس ورأيت منكراً فالواجب عليك أن ترجع.
ما الفرق؟
قالوا إذا رأيت منكراً في الجنازة التي تشيِع فأنت تتبع الميت ولا تتبع الحي، وأصحاب المنكر أنت تتبرأ إلى الله منهم وتبقى ماشياً مع الجنازة.
وأما إن شاهدت منكراً في عرس فإنك تذهب لتهنئة أهل العرس، فالواجب عليك ان ترجع.
ما حكم إلقاء موعظة قبل صلاة الجنازة، وتذكير الناس بكيفية التكبيرات؟
الجواب:
اليوم لما يصلي الإمام على الجنازة، فكل من يصلي يذكِّر بأن صلاة الجنازة أربع تكبيرات: ويقول نقرأ في الأولى كذا، وفي الثانية كذا، وهكذا؛ وهذا ليس من السنة، لكن دعت إليه الحاجة؛ لأن بعض الناس لا يعرفون ماذا يقرأون.
فالإمام يُرشِد الناس، لكن لو أنه كان يصلي بطلبة علم، وطلبة العلم يعرفون؛ فليس هناك داعي أن يخبرهن كيف يصلون.
فلو كان الإمام متيقنًا أن طلبة العلم يعرفون ماذا يصنعون فلا داعي أن يقول: صلاة الجنازة أربع تكبيرات، وما أشبه ذلك.
فما الذي يدعو الأئمة لقولهم وتعليمهم الناس لصلاة الجنازة؟
الجواب: جهل الناس ،مثل صلاة الكسوف، فبعض الناس – ولله الحمد والمنة – بدأ من جديد يعرف كيفية صلاة الكسوف، فالإمام يبيِّن للناس كيفية صلاة الكسوف، ومتى تعلم الناس؛ فالتعليم هو أحسن بيان.
رجلٌ كان مسبوقا في صلاة الجنازة، وبدأ مع الإمام، وكان الإمام قد كبّر التكبيرة الثالثة، فهل يبدأ بقراءة الفاتحة وبعد التكبيرة الرابعة يقرأ الصلاة الإبراهيمية، ثم بعد أن يسلِّم الإمام، يكمل وحده ما فاته من الدعاء للميت؟
الجواب:
هذا هو الراجح، فإذا دخلتَ والإمام يصلي، في التكبيرة الثالثة، فأنت تبدأ بالفاتحة، وفي الرابعة تبدأ بصلاة الإبراهيمية، ثم يسلم الإمام.
ماذا تقرأ ؟
تقرأ الأدعية في الثالثة والرابعة .
هذا هو الراجح؛ لأن الصلاة الأصل فيها التوقيف.
وأنك تصلي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم .
مذهب الإمام مالك -المالكية-قالوا :الفاتحة والصلاة الإبراهيمية توسل للدعاء، فنحن شفعاء عند الله تعالى،
فالذي يصلي الجنازة يشفع.
عن عائشة -رضي الله عنها-: (( ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه)). رواه مسلم في كتاب الجنائز حديث رقم 947 .
فنحن شفعاء عند الله ،ونحن نطلب من ربنا أن يشفع لأخينا الذي صلّينا عليه، فقالوا:
الفاتحة والصلاة الإبراهيمية بمثابة وسيلة للوصول إلى الدعاء.
فعند المالكية تقول: الله أكبر، الحمد لله، وصلى الله على محمد، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ..الخ.
ولا تقضي؛ يعني اذا أدركت تكبيرتين أو تكبيرة واحدة، تدعو للميّت، وتسلم بتسليم الإمام.
*لكن الراجح*، وقد علَّق هذا الإمام البخاري عن ابن سيرين أنه يقضي، وأن الصلاة المبتدأة بالتكبير والمنتهية بالتسليم لها أحكام الصلاة.
يعني: الآن لو سألك سائل، فقال:
هل من صحة شرط صلاة الجنازة أن تستقبل القبلة وتتوضأ ؟
نعم.
ما الدليل ؟
أنها مبتدأة بالتكبير منتهية بالتسليم.
*فكل صلاة مبتدأة بالتكبير منتهية بالتسليم لها أحكام الصلاة،* ولما كانت أحكامها أحكام الصلاة، كان قول النبي صلى الله عليه وسلم : *((فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتموا))*.
رواه البخاري ومسلم.
فهذا أيضا يشمل صلاة الجنازة
((فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)) هذا هو الراجح.
وأما القول بأن قراءة الفاتحة والصلاة الإبراهيمية هي مقدمات، وليست بحاجة، وليست بضرورة، فالأصل ليس كذلك، والأصل في العبادات التوقيف، والأصل أن نُؤدِّي العبادة كما علّمنا نبينا صلى الله عليه وسلم .
السؤال الرابع عشر: هل لي أن أصلي على الجنازة بعد شهر من دفنها؟
الجواب: لا حرج.
يعني أنت مثلًا جئت من بلد، كنت في سفر.
قلت: أين فلان؟
قالوا: مات.
فهل لك أن تذهب إلى الصلاة عليه؟
لا حرج، ما لم يَرِمَّ الإنسان، فلك أن تصلي عليه.
إلا النبي- صلى اللّٰه عليه وسلم – فليس لأحد أن يصلي على النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، والنبي عليه السلام حيٌّ في قبره، والأنبياء أحياء في قبورهم يصلون.
أما إذا الإنسان ما رَمَّ،والمدة التي يرم فيها الميت تختلف من مكان إلى مكان، يعني إن مكث شهرًا في بلادنا ما يَرمُّ، ولا شهرين، ولا سنة، ما يَرمُّ الإنسان، فتدركه ولك أن تصلي عليه، فقد ثبت في عدة أحاديث أن النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- صلى على من لم يخبروه أنهم دفنوه.
هناك من يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبر أمه وصلى عند القبر ركعتين، يستدلون بحديث رواه ابن مردويه وابن الجوزي.
هل يصح هذا؟
الجواب:
لا، الثابت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : *قال رسول الله عليه وسلم :*
*(( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي ))* رواه مسلم (976).
وعليه فيجوز أن يخصَّ الرجل والده أو والدته بالزيارة، فلا حرج من ذلك.
فإن كان مسلمًا؛ فتدعو له، وإن كان كافرًا فليس لك ذلك.
أما الحديث الذي يُزعم فيه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى عندها ركعتين، فهذا الحديث لم يثبت، ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.