الجواب :
أنا ذكرت في الدرس الماضي أن شيخنا الألباني يحسن الحديث.
ولكن الحديث مر بي قديما وأنا اعمل في كتب الشيخ رحمه الله ، والشيخ قال الحديث حسن إلا الفضل في سورة الزلزلة فالحديث الذي في فضل سورة الزلزلة أنها تعدل نصف القرآن الراجح أنه ضعيف.
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يقول أنا أقرأ في صلاتي ومررت ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ عِندَ رَبِّكَ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَیُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ یَسۡجُدُونَ ۩﴾ [الأعراف ٢٠٦] فتحيّرت هل أُسبِّح ثم أسجد؟
الجواب:
المطلوب منك في الشرع أن تسجد، والله جلّ في علاه علّمنا عن الملائكة أنّهم يسبِّحونه وأنّهم لا يعصونه وأنّهم يمتثلون أمره حتّى يكونوا لنا نموذجًا نتشبّه بهم، حتّى شيخ الإسلام لما ذكر ﴿لَّا یَمَسُّهُۥۤ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة ٧٩] وقال هذه الملائكة، قال شيخ الإسلام: إذا كان الملائكة لا يمُسُّونه وهم المطهَّرون فهذا من باب أولى في حق الخلق فكان ينبغي عليهم أن يتشبَّهوا بملائكة الله سبحانه وتعالى.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٥- جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
٩- ١٢ – ٢٠٢٢م
الجواب:
كَحُكم قراءة القرآن بعد الاذان، تتعبد الله تعالى، جِئتَ المسجد مبكراً فلك أن تقرأ القرآن بين الأذان والإقامة، لكن إذا كان الوقت يسيراً، أرى بعض الناس تنظر تجد دقيقة أو دقيقتين للإقامة فيحمل المصحف ويقرأ، الدقيقة ماذا تقرأ؟
اقرأ بعد الصلاة، لك أن تقرأ قبل الصلاة ولك أن تقرأ بعد الصلاة ولا حرج في ذلك.
حكم قراءة القرآن من الهاتف مع وجود المصاحف؟ ليس بصحيح، القراءة عبادة وحتى لو قرأت من الهاتف، لكن مع وجود المصحف فالنظر في المصحف عبادة. القراءة من المصحف أحب إلى الله تعالى من القراءة من الجهاز، القراءة من المصحف عبادة؛ فكيف يُعظَّم المصحف إن تركت القراءة فيه؟! كيف تعظمه؟! تعظيم المصحف أن تقرأه وأن تُدمِن على النظر فيه وعلى نسخة خاصة فيك أذا أردت أن تُرتب حفظك وأن تَستدعي حفظك، إلى اخره، فالقراءة من الجهاز مشروعة لكن القراءة من المصحف هي الأحسن والأفضل.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٤ – ربيع الثاني – ١٤٤٤هـ
١٨ – ١١ – ٢٠٢٢م
السؤال:
سؤال من أُخت تقول:
شيخنا الفاضِل بماذا تنصَحني وأنا ولله الحمد قاربتُ على إنهاء السّنَد والإجازة، تقرأُ القرآن على بعضِ المشايخ وتُريد أن تأخذ منه سندا لقراءتها، وزوجي يقول لا تُخبري أحدا حتى لا يدخل الرياء إلى قلبك.
الجواب:
أن يفرح العبد بأن يُجيزَه الشّيخ وأن يُتَمِّم حفظ القرآن هذا ليس من الرياء .
إذا سرَّتك طاعتُك وساءتك معصيتك فأنتَ مؤمِن كما قال الّنّبي صلى الله عليه وسلم .
القلب في البداية متوَّجِه إلى الله واتعلّم من أجلِ الله ثمّ أردت أن آخُذَ الإجازة وتريد المُعَلِّمة أن تُكرِمني بسبب هذا الأمر وأنا أُحِّب هذا العمل ولا سِيّما أنّ والديّ يُحِبانِ ذلك وزوجي يمنعني.
حق لكِ أن تفرحي بالتّعليم، إذا سرّتك طاعتك وساءتك معصيتك فأنت مؤمن ، فلا حرج في هذا، ولا يجوز للزّوج أن يتعنّت وأن يتشَدّد ، فالقلوب أمرها عند الله والنِّيّة والإخلاص بإذنِ الله حاصِل ، لكن بعد ذلك الأمر واسع.
والله أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٣ – ربيع الأخر – ١٤٤٤هـ
٢٨ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخ يسأل يقول كيف يحصل طالب العلم على إجازة في الحديث، وما الشيء المطلوب منه حتى يحصل عليها ؟
الجواب:
الإجازة أن يكون لك إسناد متصل بإمام ولاسيما إن كان هؤلاء الأئمة معروفين ومن أهل الحديث.
مثلا أروي البخاري عن مشايخ لي بأسانيدهم إلى صحيح البخاري وهكذا أصنع مع صحيح مسلم وهكذا سائر الكتب.
وأهم شيء في إجازة القرآن الكريم أن يكون لي إسناد متصل بمشايخ قرأت عليهم القرآن بأسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
طبعا البخاري و مسلم كذلك يكون الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
الإجازة إجازتان:
1 – إجازة عامة.
2 – إجازة خاصة.
الإجازة العامة:
أن اقول لكم الآن أجزتكم بما يجوز لي من مرويات على شرط أهل الحديث أو أهل الصنعة، فتصبحون تروون عني بهذه الكلمة.
وهي ليست ذات بال وليست لها كبير قيمة، إلا إن أجزت أقواما أو أشخاصا أعرف ضبطهم وعلمهم الدقيق وأنهم أهل لذلك.
كثير من الناس عندهم إجازات عامة لا تسمن ولا تغني من جوع، وما افدتكم إن قلت لكم هذه الكلمة بشيء.
ما أفدتكم بعلم.
الإجازة الثانية:
وهي مراد الأخ السائل.
أن تقرأوا علي كتابا من الكتب من أوله إلى آخره ثم بعد الفراغ من قراءة الكتاب أقول لك أجزتك في صحيح الامام البخاري.
فتكون القراءة قراءة ضبط وتدقيق ودرس وسماع على وجه فيه ضبط.
يوجد عدد من إخواننا في بلادنا يجيزون على الوجهين.
يجيزون إجازة عامة ويجيزون إجازة خاصة
التقى محمد البشير الإبراهيمي الإمام المصلح الكبير في الجزائر رحمه الله بالشيخ محمد عبد الحي الكتاني صاحب كتاب ((فهرس الفهارس والأثبات)) مطبوع في ثلاث مجلدات ما ترك كتابا إلا وذكر فيه إجازة سنده لهذا الكتاب وأكرمني ربي تعالى بأن أجزت من ولده شيخنا مجيزنا الشيخ عبد الرحمن ولد الشيخ محمد عبدالرحمن الكتاني وهو أعلى إسناد موجود في العالم الآن، أعلى إسناد إسناد الشيخ عبد الرحمن عن والده بأسانيد الكتب
وكان محمد البشير الإبراهيمي إمام مصلح كبير قاوم الاستعمار الفرنسي وكان له جهد عظيم في الجزائر، فلما شاهده الكتاني في باب المسجد النبوي قال له أجزتك بجميع ما عندي من مرويات.
فكان الشيخ البشير الإبراهيمي لا يرى الإجازة العامة ولا يشجع عليها.
هي مشروعة لا أقول ممنوعة لكن لا يشجع عليها.
ومشايخنا الكبار ممن أدركناهم لا يرون الإجازة العامة لها ذات قيمة من أمثال شيخنا الألباني ومن أمثال شيخنا الشيخ ابن باز و شيخنا محمد نسيب الرفاعي فجمع من مشايخنا لا يرون الإجازة العامة.
شيخنا الشيخ عبد الله بن عقيل شاهدني يوما بعد صلاة التراويح وأنا خارج من بيت الله الحرام وكان يجلس على كرسي في أواخر حياته كان كبيرا في السن فاخرج مروياته في كتاب تحت الكرسي، وكتب لي أجزتك بجميع ما عندي من مرويات وأنا لم أطلب منه شيئا، هو أجازني إجازة عامة هكذا بهذه الطريقة بمجرد أن شاهدني.
لما محمد البشير الإبراهيمي التقى مع الشيخ الكتاني محمد بن عبد الحي الكتاني قال أجزتك.
قال: أنا لا أريد هذه الإجازة.
فحضر في درسه في المسجد النبوي وكان يدرس الشمائل المحمدية للإمام الترمذي، فلما فرغ من الدرس قام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وصافح شيخه الشيخ محمد عبد الحي الكتاني وقال له أجزني بما استفدته منك الليلة من فوائد.
أنا الإجازة العامة رددتها عليك ما أحببتها لكن أجزني بالإجازة الخاصة.
فأنتم لو أعلم انكم كلكم تضبطون فأنا أخشى اجيب الآن اجيب لكم جوابا فأسألكم عما قلت فأسمع اجوبة متعددة، وإلا اجزتكم بما أقول وتخرجون وتقولون أجازني الشيخ بهذه الفتوى بقوله كذا وكذا.
لذا قال أهل العلم الإجازة بشروط أهل العلم.
الإجازة لا تكون للعوام ولا تكون لمن لم يضبط، الإجازة تكون بعد قراءة وبعد ضبط.
بهذه الطريقة تستطيع أن تحصل الإجازة.
فالإجازة الناس منهم زاهد فيها بالكلية وهذا خطأ.
ومنهم غالي فيها بالكلية وهذا خطأ. ومنهم وسط يطلب الإجازة على طريقة أصحابها المعتبرة المعتمدة.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٠ – ربيع الثاني – ١٤٤٤هـ
٤ – ١١ – ٢٠٢٢م
السؤال:
ماهو الأولى لِمُتقِن القِراءة إذا صلّى خلْفَ من لا يُتْقِنُها أو يَتَساهَل لِدَرَجة إخراج القِراءة عنْ أُصولِها وقدْ تصِل إلى اللَّحن الجَلِّي .
الجواب:
المُتقِن إن صَلّى خَلْف غير المُتقِن فإن أخطأَ غيرِ المُتقِن فَلَحَنَ لحنًا جَلِّيًّا فالواجِبُ عليْهِ أن يرُدهُ ، لأنّ صلاة الذي يَلْحَنُ لحنًا جلِّيًّا باطلاً.
واللحن الجَلِّي أن تُغيّر مخارِجَ الحروف أو أن تُسّكِنّ مُحرّكًا أو تُحرّكُ مُسّكنًا أو أن تُغيِّر الحروف .
مرّة في درس الجُمُعة هذا ،مِن فضْلِ الله عُمرُ هذا الدّرس يزيد عن أربعين سنة مرّه كُنّا في القويسمَة فقرأ أخ من الإخوة تقدّم للإمام فقرأ الَّذينَ أَنْعَمْتُ عَلّيْهِم صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتُ عَلّيْهِم فإنّ الصّلاة باطِلَة ، أنْعَمْتُ والآية أنْعَمْتَ عَلّيْهِم الخِطاب لله فمن قال أَنْعَمْتُ فهذا غيّر الحركة ، الصلاة باطِلة ، وهذا يُسَمّى لَحِن جَلِّي إخواننا لمّا يقرَأ الّزينَ أنْعَمْتَ عليهِم ، فيجعل الذال زايًّا هذه الصلاةُ باطلة، لحنٌ جلِّي فلا يتساهل في اللّحن الجلِّي إن كان في الفاتحة تبطُل الصّلاة وإن كان في غيرُها فحرام.
اللَّحن الجَلِّي
أما اللّحن الخَفي لا حدّ له.
يعني مُتقِن قراءة القرءان يكاد يقول لا يوجد أحد إلاّ المُتقِنون الذين يُحسِنون قراءة الفاتِحة من حيث الإتقان ، الإتقان درجات وتتساهلَ فيه إلا في موضوع اللّحن الجلِّي .
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٣ – ربيع الأخر – ١٤٤٤هـ
٢٨ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السؤال:
عندنا إمام في المسجد يقرأ بقراءات مختلفة ، ممكن يقرأ بقراءة ورش في صلاة المغرب ، وبقراءة شعبة في صلاة العشاء ، وأهل المسجد 90% من الإخوة الباكستانيين والهنود يحبون السنة وتعلمها ، والإخوة متابعينا معنا على النت وجزاكم ربي خيراً ؟
الجواب:
هذا خبر وليس سؤال ، يعني ما ظهر لي السؤال ، هذا خبر ، لكن الظاهر أنه يسأل عن صنيع هذا الأخ ، أنه يقرأ تارة في صلاة المغرب بقراءة ، ثم يتحول إلى صلاة العشاء بقراءة وما شابه.
الخلط بين القراءات ويسمى الجمع بين قراءات يجوز بين يدي الشيخ في مجالس التعليم ، يعني لَما يجلس التلميذ عند الشيخ الذي يريد أن يقرأ عليه القرآن ، ويقرأ القراءات ، وأن يُجاز بهذه القراءات ؛ فلا حرج أن يقرأ بقراءة ثم يتحول في نفس المجلس إلى قراءة ثانية ، أو إلى ثالثة ، إلى سابعة ، أو إلى القراءات العشرة ، إلى القراءات الأربعين ، إلى ما يزيد عن ذلك.
وذكر الإمام الذهبي في كتابه زُغل العلم:
أن الذي يتتبَّـع القراءات يضيع عمره وهو يُـشقِّق ويُـفَرِّع في القراءات ، وسيفوته خيرٌ كثير.
فمن أحب أن يتعلم القراءات ؛ فليتعلَّم القراءات السبع ، أو العشر ويكفيه ذلك.
إن قرأت قراءة في الصلاة ينبغي أن تلتزمها ، وأما صلاة أخرى إن قرأت قراءة أخرى وهذه القراءة قرآن.
فالقرآن نزل على قراءات عديدة ، وأنا لست الآن بالكلام عن القراءات السبع ، لكن هذه القراءات السبع متواترة ، وكلها نزل بها القرآن الكريم ، ويجوز للإمام أن يقرأ في أي قراءة منها ، ما لم يكن عنده قانون يمنعه أن يقرأ إلا بقراءة واحدة.
بعض وزارات الأوقاف في بعض البلاد الاسلامية حتى لا يشوشوا على العامة ، فيقولون:
تقرأ أمام الناس بقراءة معينة ، حتى لا تُـعرِّض الناس الذين يجهلون هذه القراء إلى إنكار القرآن.
جاءنا فضيلة الشيخ محمد موسى نصر رحمه الله تعالى -وهو يحفظ القرآن الكريم بالقراءات السبع- ، فقرأ فينا في المسجد قراءة سورة يوسف ، فقرأ في سورة يوسف: (الذيب) ، بدل (الذئب) في قراءة حفص عن عاصم.
فكان الناس يقولون الشيخ يقرأ بقراءة الفلاحين!
فالناس لا يعرفون أحكام القراءات.
وزارة الأوقاف في المملكة العربية السعودية تمنع الأئمة أن يقرأوا إلا بقراءة واحدة ، وتقول :
من تعلم القراءات ؛ يتعلم في مجالس خاصة.
المهم:
القرءات الصحيحة الثابتة يجوز لك أن تقرأ فيها قراءة في كل صلاة ولا حرج في ذلك.
وأما الجمع بين القراءات إنما يكون بين يدي الأستاذ في مجالس العلم ، وفي مجالس التحفيظ والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٥ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٢١ – ١٠ – ٢٠٢٢م
السّؤال:
ما هُو حُكم أخذِ الأجر المالي على تعليم القرآن؟
الجواب:
أن يأخُذَ الإمامُ والمُؤَذِّنُ والمُدرِّسُ ومُحفِظَّ القرآن مالًا والله يعلَمُ أنّهُم صادِقونَ مُخلِصون، وأنّهُم مُتفرِغونَ مُقابِلَ حبسِ الوقتِ، لا مُقابِلَ الإمامةِ والتّعليم فلا حرَج.
وأمّا إن أعطيناهُ؛ فيؤمّ ويُؤذِّن ويُحفِظ ويُدَرِّس، وإن لم نعطِه؛ فلا يؤمَ ولا يُدرِّس؛ فهذا ليس شرعيًّا،
عندما قال شيخ الإسلام عن أخذِ المال للإنابةِ في الحَج (من يحجّ عن غيره) قال:
من أخذا مالاً ليَحُجّ فلا حرج، ومن حَجَّ لِيأخُذَ فهذا ليس لهُ عندَ الله خَلاق .
أنا آخُذ حتّى أحُج فهذا ممنوع، كذلك الإمام .
عبدالله بن عمر رأى رجُلاً مؤذِّنًا فقال الرّجل -مُباغِةً لابن عمر-: إنّي أُحبُّكَ في الله، فقال ابن عمر: إنّي أُبغِضُكَ في الله ، هكذا كان السّابقون، لا مواربة ولا لفّ ولا دوران، هذا واضح جدًّا .
قالَ لم؟
قالَ: لأنّكَ تلحَن في أذانِك وتأخُذ عليهِ أجرًا.
أن يُصبِح المال والأجرِ هو الأصل؛ فهذا لا ينبغي.
نسمعُ عن إخواننا (بعض الأئِمّة) يوم إجازته لا يأتي إلى المسجد ولا يُصلِّي في المسجد، هذا ليس له عند الله خَلاق.
أمّا رجُل حبسَ وقتَهُ على بيتِ الله، مؤذِنًا كانَ أم مُحَفِّظًا للقرآن أم إمامًا، فحبَسَ وقته فلهُ أن يأخُذ مُقابلَ حبسِ الوقت، وليسَ مُقابِلَ الصّلاة، أنا لا آخُذ مُقابِلَ الصلاة .
السؤال:
أخ يقول صوتي جميل بقراءة القرآن وعندما أقرأ ويسمعني الناس أشك أنه يدخل في قلبي رياء ، ماذا أفعل؟
الجواب:
الواجب عليك تقرأ.
والواجب عليك أن تَؤُم إذا كنت أحفظًَ الناس.
والواجب عليك الإخلاص.
اعتصم بالله.
كيف يتحصل الإخلاص؟
النية الحسنة.
الإخلاص نية حسنة ، والرياء نية سيئة.
فالنية السيئة تحتاج إلى نية حسنة ، والنية الحسنة تكون قبل العمل وفي أثناء العمل وبعد العمل.
أنت الله رزقك صوت وغيرك الله رزقه عِلم ، ممكن هذا الجالس يتعلم ويفتي الناس ويعلم الناس ويقول أنا مرائي ، قل أنا أخاف الرياء ، وإذا درس يقول أنا مرائي فيقول : لا أريد أن أدرّس ، هل هذا جائز شرعًا؟
غير جائز.
ما الواجب عليك؟
تقرأ وتتعوذ بالله وتنوي النية الحسنة قبل العمل وفي أثناء العمل وبعد العمل.
فبعد العمل عُجب، بعد العمل يصيب الإنسان عُجب ، وقال بعض السلف قال ” لإن أنام طوال الليل وأصبح نادمًا أحبُّ إليّ من أن أقوم طوال الليل وأصبح معجبًا ” .
الواجب الإخلاص ” ألا لله الدين الخالص ” فمن آتاه الله تعالى شيئاً فالواجب عليه أن يبذل منه.
والعجب أن كل شيء إن أنفقت منه فإنه يَقِل ، إلا العلم فإنك إن بذلته زاد.
ولذا ما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يزداد من شيء إلا أن يقول ” وقل ربي زدني علمًا “. الله ما أمر نبيه أن يزداد من شيء إلا أن يزداد علماً ، فكل شيء أنفقت منه يقل وينقص إلا العلم فالعلم إن أنفقته فالله يبارك في من أنفق فيزيده علمًا.✍️✍️
وفي الوتر:
علّمنا النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الرّكعة الثّالثة من الوتر أن نقرأ المعوذات:
(قل هو الله أحد…)،
(قل أعوذ بربّ الفلق…)،
(قل أعوذ بربّ النّاس…).
فنقرأ ثلاث سور في الرّكعة الواحدة.
لكن لو قرأت أكثر من سورة فلا حرج، سواءٌ في الفريضة أو النّافلة.
يوجدُ رجل كان إمامًا، وكان دائمًا يختم بــــ(قل هو الله أحد)، يقرأ ما تيسرّ، ثمّ يقرأ (قل هو الله أحد)، ثُمّ يركع، فرأى الصّحابه أنّه يستقلّها، -يعني: كأنّ (قل هو الله أحد) لا تصلح -فقط- وحدها-، فشكوه إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال لهم النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “سلوه”، وفي رواية: أرسلَ وراءه، فقال له النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- :
“لماذا تصنع هذا ؟
فقال: يا رسول الله، إنّي أُحبّها؛ فقال له النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“حبّك إيّاها أدخلك الجنّة”
رواه البخاري (٧٧٤).
حُبّك لهذه السّورة، وقراءتُك ومواظبتك على قراءتها قبل الرّكوع.
وفي هذا إشارة إلى جواز أن تقرأ سورة، ثمّ تقرأ -بعد أن تقرأ ما تيسّر- أن تقرأ ما قبلها.
النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قرأ (البقرة)، ثمّ استفتح بــــ(النّساء)، ثمّ رجع إلى (آل عمران).
والله -تعالى- أعلم.،✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م