السؤال:
أنا أملك أقل من ثلاثة آلاف دينار هل يجب علي اليوم أن أُنفقها على أهل غزة؟
الجواب:
كيف تنفق على أهل غزة الأن ؟ ما استطعت أن تفعل من خير و أن ترفع ما أصاب المسلمين وما أكثر مصائب المسلمين افعله على قدر استطاعتك.
السؤال:
هل ينصرف مفهوم الوسطية و الاعتدال في الكسب و الإنفاق إلى الاعتدال بكافة أحكامه؟
الجواب:
كل أحكام الشريعة قائمة على الاعتدال و الوسطية.
انتبه…
لو كانت شريعتنا فيها غلو ما كتب الله لها البقاء.
وفي الشرائع التي قَبلَنا كان فيها غلواً.
اليهود حرّم الله عليهم بعض الأشياء بأيديهم وأحلها الله للنصارى وهي أشياء قليلة. الشريعة النصرانية مأخوذة من كُتب اليهود، فكل نصراني يهودي من حيث الشريعة ومن حيث الحِل والحُرمة.
ولذا كان الإسلام دين الله الخالد الباقي إلى يوم الدين.
وكانت من سمات ديننا أن فيه وسطية، فهو لعامة الناس.
اليهود لما تاب الله عليهم كيف كانت توبتهم ؟
يا رب الحمد لك حمداً كثيراً أن جعلتنا من أمة محمد صلىالله عليه وسلم، تفعل ما تفعل و تخلوا بربك وتذرف الدمعات ندماً وترفع يديك و تقول يا رب تُب علي، فالله يتوب عليك.
كيف كانت توبة اليهود؟
هذا مذكور في سورة البقرة
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْد فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)} بأن يقتلوا أنفسهم.
يجتمعون في مثل هذا المسجد و بأيديهم السكاكين و التوبة أن يُقَتِّل بعضهم بعضاً وتُزهق الأرواح ومن لم يفعل ما تاب الله عليه.
هذا فيه غلو.
رجعنا هل الشريعة تأتي بخير أم أنها لا تأتي بخير؟
الخير لا يأتي إلا بخير هذه قاعدة، ولكن من أين جاء الغلو؟ لأن مثل هذا الجنس من الناس لا يصلح معه إلا هذا، هذه توبته، هذا دين الله.
لذا من ساوى بين اليهود وبين الناس ودعا إلى السِلم معهم والمعيشة معهم وهم يرددون من أول ما درجنا على هذه الحياة و نغمات السِلم مع اليهود والصلح مع اليهود تطرُق أسماعنا وهذه النغمات تزداد وستقام مؤسسات شرعية وكليات باسم الإسلام للدعوة لمثل هذه الأمور ومن طال به العمر سيرى هذا.
هذا من مكائد اليهود يقتلونك ويقولون سِلم ولا يعطونك شيئا لا يمكن أن تأخذ شيئا منهم، وهذا مذكور في الآيات والأحاديث.
افهموا يا جماعة ماذا يجري ، افهموا نفسيات اليهود تأملوا الآيات التي أنزلها الله في اليهود، الناس في غفلة والإعلام في غفلة، ولكن العجيب أن طلبة العلم يغفلون عن ذلك..! والله هذا جُرم.
ما يجري الآن ويقولون لك لولا كذا اليهود ما عملوا كذا. اليهودي أنت (المسلم) يا من كنت في أي مكان يا من تقول لا إله إلا الله يحب أن يقتلك، ويقتلك تعبدا، وديانةً لله وأينما كنت.
لكن الدور لك الآن أم ليس الآن فقط الدور لك أم ليس لك، الدور لغزة الآن ودورك لاحق، سترون سيفعلون ما فعلوه في غزه في غيرها من البلاد، لا قدَّر الله لو سقطت غزة.
فكلامنا عن غزة ليس حباً لحماس ولا نحب الحزبيين، نُحب الحق نُحب دين الله نحب أن يدحر الله اليهود وأن لا يتمكنوا من أهل غزة و غير غزة.
لكن لننتبه و نفهم والله بعض الناس لا يفهم ولا هو قابل أن يفهم، أقول لكم بعبارة صغيرة احفظها عني احفظ ما أقول عبارة عن أربع أو خمس كلمات احفظ ما أقول احفظها حتى ترتاح.
*”كره الحزبيين وحماس على الوجه الذي يطرحه بعض المنسوبين للسلفية والسلفية منهم براء من هذه الحيثية كره بعض السلفيين للحزبيين فيه غلو و أفقدهم البوصلة – افقدهم الحق-“*.
نكره الحزبيين كرهاً شرعياً ولا نغلو في الكُره، الغلو يُفقد البوصلة، أفقدهم أين يذهبون ولذا يتكلمون ولكن لا يتكلمون بالحقيقة كاملة والله ما أقول هذا إلا حتى أنجو عند الله.
أنا لا أحب المماحكة ولا أحب أن أخالف إخواني لكن بعض الكلمات أقرأُها أقول والله اليهود لا يجرؤون على مثل هذا الكلام و الله اليهود و الإعلام اليهودي والإعلام العربي للأن ما يستطيع أن يقول كلمات قالها بعض الأخوة.
السؤال:
كيف نوفق بين كثرة المال و قوله ﷺ اللهم احيني مسكينا الحديث: *”عن أنس رضي عنه أن النبي ﷺ قال: اللَّهمَّ أَحيِني مِسكينًا، وأَمِتْني مِسكينًا، واحشُرني في زُمرةِ المساكينِ يومَ القيامَةِ، فقالَت عائِشةُ: لِمَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنَّهم يَدخُلون الجنَّةَ قبلَ أغنيائِهم بأربعين خريفًا، يا عَائشةُ، لا ترُدِّي المِسكينَ ولو بشِقِّ تَمرةٍ، يا عائشةُ، أحِبِّي المساكينَ، وقَرِّبيهم؛ فإنَّ اللهَ يقرِّبُكِ يومَ القيامَةِ”* ٢٣٥٢ صحيح الترمذي
الجواب:
نقل معنى الحديث عبدالوهاب تاج الدين السُبكي عن أبيه تقي الدين في ترجمة أبيه من كتابه طبقات الشافعية الكبرى وقال مراد النبي ﷺ في قوله اللهم أحيني مسكينا أن اكون مسكينا ذليلا إليك يارب وليس فقيرا.
قال: اللهم أحيني مسكينا هذا لا يذم الغنى وإنما هذا يسأل ربه أن يكون ذليلا إليه وأن يميته كذلك وأن يُحييه كذلك وأن يحشره كذلك وهذا لا دخل له بالمال كثرة أو قِلة.
المسكنة و الإنكسار لله سبحانه وتعالى لا صلة لهم بالمال قلةً أو كثرة.
السؤال:
كيف نوفق بين «اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتاً» ، وبين دعاءه عليه الصلاة والسلام «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى» ؟
الجواب :
نوفق بينهما بالحديث الذي مر معنا في مسلم ، والغنى غنى النفس ، اللهم أسألك الغنى أن تكون نفسي غنية ، فالغنى المحمود هو غنى النفس ، والغنى المذموم غنى المال فحسب.
واحد يعتقد أن الغنى هو غنى المال فقط وأن هذا هو الغنى !
لا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث -وهو متفق عليه- ، قال :
«الغنى غنى النفس».
فلذا لما تقول أسألك الغنى :
أي أن تجعلني صاحب نفس غنية.
فحينئذ لا تستشكل مع قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً أو كفافاً ، فلا تستشكل ذلك.
السؤال:
هل الدين عند الحاجة يدخل في سؤال غير الله؟
الجواب :
عند الحاجة لا ، لكن أخذ الدين من غير حاجة يدخل في سؤال الناس.
يعني واحد يستدين لكي يغير الأثاث!
ويستدين لكي يشتري سيارة فارهة!
لكن إنسان يحتاج أن يستدين ليواري نفسه أو ليعلم ولده أو لأن المصروف والراتب الشهري الذي يدخل عليه نفذ ، ما عنده ما يأكل ويشرب ؛ فهذا لا حرج في سؤاله للدَّين ، أو تعرض مثلاً لمرض أو لأزمة ، احتاج أن يستدين ، فطلب الدَّين لا حرج فيه حينئذ.
أما طلب الدَّين لغير حاجة ؛ فهذا من السؤال ، وأما للحاجة فلا حرج في ذلك ، والسؤال تكرر .
السؤال:
يوجد أسئلة كثيرة عن الحج:
هل يجوز الدين للحج؟
الجواب:
يجوز أن تدفع زكاة مالك لتجعل رجلا يحج حجة الإسلام. رجل فقير ما يستطيع أن يحج فأنت تعطيه ليحج من زكاة مالك. فمن مصارف الزكاة المال الذي يحج به الفقير. فالفقير إن لم يجد إلا الاستدانة فله أن يستدين ليحج. ولكن ليس واجبا عليه لأن الله قال {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}. لماذا قال الله {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ} الحج على من؟ على كل الناس. القلوب تهفو إلى الحج. وفي هذا دليل على أن الكافر مخاطب بالحج.
✍️✍️
السؤال:
إذا كان مال أبي مصدره حراما وأجبرت أن آخذ منه ؟
الجواب:
إن كنت قاصرا غير متكسب فلك أن تأخذ من مال أبيك بمقدار حاجتك أنت ووالدتك وأخواتك وسائر الأخوة الذين هم قصر لا يعملون ،فتأكل حلالا والاثم على الوالد.
وأما إن كنت متكسبا فليس لك أن تأخذ من مال أبيك شيئا.✍️✍️
السؤال:
قمت بمداينة صديق لي مبلغا من المال، وبعد فترة تبين لي أن صديقي لا يستطيع سداد هذا الدين، فقمت بمسامحته بهذا المبلغ على نية الزكاة، فهل يسقط هذا المبلغ من الزكاة أم يعد صدقة؟
الجواب:
أيضا هذه المسألة تعود لأصل، والأصل مهم وينبغي أن يضبط و هذا الأصل له فروع وفروعه كثيرة، يهمني أن أركز على الذي يخص جواب هذا السؤال.
العلماء يقولون هل البراءة قبض أم أنها ليست بقبض؟
البراءة مسامحة، أبرئ ذمتك، فهل هذا قبض؟ لأن الله قال ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ فالحنفية والمالكية يقولون قبض، فإن سامحت فكأنك أقبضته، والشافعية والحنابلة يقولون ليس بقبض.
علماء الشافعية والحنابلة نسألهم ماذا أصنع معه؟ ما يملك! قال لا بد أن يعطيك.
طيب أعطاني فنسألكم الان أعطاني، لي عليه مبلغ ثلاثمائة دينار، هل تحسب زكاة ؟
قال لا ما يجوز حتى يسلمك.
وإذا استلمت هل لي أن أعطيه ثلاثمائة دينار؟
قالوا : نعم.
فقال الأخرون لماذا هذا التطويل؟ يعطيك ثم تقول له خذ هذا زكاة، فلا داعي لهذا التطويل أبدا.
فالذي أرجحه والمسألة معقولة المعنى أن الإبراء في مثل هذه المسأله قبض، شريطة ألا تعطل الزكاة، فإن أعطيته كما تعطي سائر الفقراء فلك ذلك.
يعني مثلا إنسان له على أخر دين كبير مائة ألف دينار بمشروع ثم أصبح الرجل فقيرا، فيحسب المائة ألف دينار زكاة مال فيعطل زكاته لمدة عشرين سنة أو أقل أو أكثر، فنقول له إن سامحته بالمقدار الذي تعطيه للفقراء فلا حرج، كما تعطي الفقير خمسمائة دينار أو أربعمائة دينار ولك عليه أربعمائة دينار فلا حرج، أما لك عليه ألوف مؤلفة، تقول والله هذه زكاة لعشرين سنة فهذا الفرع الثاني لا أعتبره قبضا، فهذا التفصيل الذي ينشرح إليه الصدر واستقر عندي بعد طول تأمل في المسألة، فإن أصبت فأحمد الله، وإن أخطأت فأسأل الله أن يسددني وأن يعلمني.✍️✍️
السؤال:
بعض الطلاب الذين أدرسهم في المدرسة يهدوني، فإن قبلت أقوم بإعطائها لأي طالب أخر أو أدفع له ثمنها أو أكثر من ثمنها.
الجواب:
الأحسن أن لا تأخذ.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح “هدايا العمال غلول” وأنت تدرس وتأخذ راتب لتدريسك لهم.
فالهدية التي تأخذها سماها النبي صلى الله عليه وسلم غلولا، والأورع أن تعلمهم بلسانك وأن تعلمهم بفعالك الورع، وأن تذكر لهم الحديث وتشرحه لهم، حتى لا يفتح باب حرام عليك، هذا والله أعلم.✍️✍️