كلمة عن الاستقامة.

كلمة عن الاستقامة.

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضِلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،

أمّا بعد:

فيقول الله -عزّوجلّ-: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزلاً من غفور رحيم.

الاستقامة على معرفة الله، الاستقامة على تعظيم الله -عزّ وجلّ-، وعلى خوف منه بالغيب، ولا تكون الاستقامة إلّا بهذا.

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ وهم في سكرات الموت، والملائكة كما ذكر ربنا تعالى، قال:

تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَاتحزنوا، ينتقلون من دار إلى دار، فبدأ الله تعالى بالطمأنينة على الدار التي ينتقلون إليها، قال: فلا تخافوا ، لاتخافوا ممّا أنتم مقدمون عليه.

والإنسان في حال التغير من دار إلى دار يحتاج أولًا أن يطمئن.

ثم قال الله -عزّ وجلّ- ولاتخافوا على ما تركتم من زوجة، ومن أولاد، وماتركتم من ذرية، لا تخافوا عليهم.

ثم قال: نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ ، فهؤلاء الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، الله وليهم في حياتهم الدنيا يحفظهم من كل شر، ومن كل ضر، ومن كل سوء، وهو وليهم في الآخرة.

الله الربّ -جلّ في علاه-، والربّ هو المالك والسيد، وهذان أمران يستوي فيهما الخلق، والله -جلّ في علاه- المربي، والتربية لبعض أوليائه ليست كالتربية لسائر الناس.

نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.

لذا قال العلماء مستنبطين من هذه الآية، قالوا: (الولاية عين الاستقامة)، فأكبر ولاية لله أن تستقيم على أمره.

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا.

علموا الله -عزّ وجلّ- بأسمائه وصفاته، واستحضروها
وعرفوا أحكامها والتزموها، واستقاموا على هذا، فالله يقول عنهم: نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.

لذا كان (الإمام الشافعيّ) -رحمه الله تعالى- يقول: إذا لم يكن العلماء أولياء الله فإنّي لا أعلم من هم.

وهنا مسألة مهمّة، لاينتبه لها إلّا الموفّق، عطايا الله وفتوحاته وتعليمه للعلماء، وحمايته لأوليائه أبلغ وأنفع من جريان الكرامات على أيددي أوليائه.

مَن الأنفع أن تجري الكرامة على يد الولي، أم أن يفتح الله عليه وأن يعلمه وأن يحفظه؟

الثانية أنفع من الأولى، وإن كان أثر الثانية لا يظهر للنّاس، لكن صاحبها الذي يستقيم على أمر الله -عزوجل- هو الذي يشعر بذلك.

فالاستقامة هي عين الولاية.

والاستقامة لا تكون إلّا بالعلم،
وإلّا بمعرفة الله تعالى.

وهنا مسألة وهي مهمة، المعرفة معرفتان:

١ – معرفة بالله وتعظيمه.
٢ – معرفة بأوامره وأحكامه.

الولاية بأيّهما ألصق، بمعرفة الله أم بمعرفة أحكامه؟

بمعرفة الله لابمعرفة أحكامه.

لذا ثبت في صحيح مسلم أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أوصني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (قل ربي الله ثم استقم).

فالاستقامة عزيزة، والاستقامة مأمور بها العبد.

ولكن أنَّا للعبد أن يحقق الاستقامة على وجه الكمال الذي يحبه الله.

يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.

يقول النبي صل الله عليه وسلم: شَيَّبَتْنِي هُودٌ وأخَوَاتُها، رواه الترمذي.

الشيب الذي في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب امتثال هذه الآية.

يقول (ابن القيم) رحمه الله في (المدارج): الذي شيبه صلى الله عليه وسلم من سورة هود قول الله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.

من سيد المستقيمين؟

رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تأمل معي.

هناك أشياء ينبغي أن تكون حاضرة، ولا يجوز أبدًا أن تغيب عن الذهن.

فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ.

من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خير الخلق لا يمكن أن يستقيموا الاستقامة التامة إلا بالتوبة والإنابة المرة تلو المرة.

الله يقول: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.

الاستقامة لا تكون إلا على أمره،
والاستقامة لا تكون إلا بامتثال الوحي.

الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ، كما أُنزلت عليك من أحكام.

الاستقامة لا تكون بأن تفهم دينك فهما بالفكر، وأن تقارع العلمانيين وغيرهم ، مقارعتهم هذا نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله، أن تقارع العلمانيين والمجرمين والبعيدين عن أحكام الله هو جهاد، لكن في سلوكك مع ربك وطريقك إليه لابد أن تعرف أحكامه، وأن تستقيم على أمر الله عز وجل.

قد يكون الطبع يحب العبادة، فتقع بسبب الطبع طغيانًا وزيادةً، والله جل في علاه قال: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا»، استقم على الحد والوجه والطريقة والمقدار الذي يحبه الله عز وجل.

تأمل معي آيات أخرى في الاستقامة لتعلم أن هذا الأمر هو للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس له بخاصة، وإنما هو أيضاً لأتباعه، الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ.

وهل الأمر الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل سائر أفراد أمته؟

الجواب: في التأصيل العلمي، والمبحث الأصولي أن الأمر الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل أمته ما لم تأتِ قرينة تبين أن هذا الأمر خاصٌ به صلى الله عليه وسلم.

قال الله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ.

قال: فاسْتَغْفِرُوهُ، الأمر للأمة الآن، «فاستقم» كان الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم، «فاستقيموا إليه» أصبح الآن الأمر لأمته، جاء بعد «واستقيموا» «فاستغفروه»، قوله: «فاستغفروه» في هذه الآية، كقوله في سورة هود: «ومن تاب معك».

الاستقامة عزيزة، والاستقامة صعبة، ولما كانت كذلك فالمستقيم يحتاج إلى الإستغفار دومًا، ومع هذا فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم والليلة مائة مرة، وفي بعض الروايات أكثر من سبعين مرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم في ترقٍ دائم، فهو اليوم يستغفر من مقامه لأمس، فهو في ترقٍ مع الله عز وجل، منزلته عند الله ترتفع، وكلما مضى عليه يوم ارتفعت منزلته، فهو دائمًا يستغفر، اليوم يستغفر من مقام أمس، وغدًا يستغفر من مقام اليوم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دائما في ترقٍ.

أما سائر الناس فكما قال الله تعالى: لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ، بل من أشراط الساعة أن يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، يقع في تذبذب، حاله في أول النهار عندما يحضر الدرس غير حاله في آخر النهار عندما يقارع الناس أو يتساهل قليلا في شيء من التبقر والتوسع في المباحات أو بغفلة، فيجره هذا الأمر إلى والعياذ بالله تعالى إلى قساوة قلب وسوء حال مع الله عز وجل.

تأمل معي الآية مره أخرى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ، إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَاالله ثُمَّ اسْتَقَامُوا،موقع يوحى إلي في الآية هذه، كموقع كما أمرت في سورة هود، النبي عليه السلام يوحى إليه، ولا تكون الاستقامة إلا كما أمرت (إلا بالوحي)، إنما إلهكم إله واحد، إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين، الذين هم على نقيض الاستقامة بالكلية هم المشركون، لكن الاستقامة عزيزة،فاستغفروه.

ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا واعلموا أنكم لن تدخلوا الجنة بأعمالكم.

ما معنى سدد وقارب؟

يعني عندك هدف إن رميت سدد وقارب، لا تبعد، إذا ما استطعت أن تحقق الاستقامة فالتسديد والمقاربة، وهذا حال أغلب الناس، حال أغلب الناس التسديد والمقاربة، سددوا وقاربوا، فمن من لم يستطع منكم الاستقامة وأن يصيب عين الهدف فلا يبعد عن الهدف، فيسدد ويقارب ويرمي حوالي الهدف، ما يكون الهدف هناك ويرمي هناك، كحال كثير من المصلين، فكأنه أعور أو أعمى والعياذ بالله تعالى في سيره وطريقه إلى الله عز وجل، سدد وقارب، كن يقظًا، كن منتبهًا كن مبصرًا، فإن رميت وأردت الهدف، فإن ما أصبته لا تيأس، إذا ما حصلت الاستقامة على وجه التمام والكمال فلا تيأس، الشيطان يأتي لبعض الناس فيكبر له بعض المخالفات التي يقع فيها، ويحاول أن يجره إلى طريق الغواية، ويبعده عن طريق الاستقامة بالكلية، ويجعله ينسلخ منها لعسر إصابته عين الهدف، فالنبي عليه السلام قطع هذه الوساوس، وهذه المداخل على العبد بقوله صلى الله عليه وسلم: «سددوا وقاربوا»، فإذا ما استطعت أن تحصل عين الهدف، فسدد وقارب، واتقِ الله ربك، واحرص على الاستقامة.

فإذا الاستقامة تحتاج لمعرفة بالله، وأن يمتثل العبد آثار أسماء الله وصفاته سبحانه، ويحتاج أن يعرف شيئًا من أوامر الله، فقد تتحقق الاستقامة من غير العلماء، وقد لا يحقق العبد الاستقامة، لأن الاستقامة تحتاج إلى معرفة الله عز وجل، ومعرفة المكلف ما يحتاجه من أوامر الله عز وجل، ثم الاستقامة تحتاج إلى معتقد سديد ومعتقد سليم، وأن يعرف العبد الله جل في علاه، وأن يعلم أنه لا يغيب البتة عن بصر الله وعن سمع الله.

تأمل معي قوله تعالى: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»، فالعبد الذي يعرف الله، والذي يقول ربي الله، ومعرفته بالله معرفه شرعية، هذا الذي يكرمه الله تعالى بالاستقامة،فالاستقامة أسُّها ولبها ومنبعها وأساسها الذي تنبني عليه أن تعرف الله تعالى بأسمائه وصفاته، ولا سيما أن تعلم أنك لا تغيب عن بصر الله عز وجل ولا عن سمعه «إنه بما تعملون بصير».

أرجو الله جل في علاه أن ينفعنا بهذه الكلمات.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٠ ذو الحجة – ١٤٣٩ – هجري
٣١ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الكلمة:

كلمة عن الاستقامة.


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال السابع عشر: أخت تسأل وتقول: أنا أبحث في مسألة النقاب دائماً، وأجد أن كثيراً من الشيوخ يقولون أن المسألة  خلافية بين الأئمة الأربعة ولا يأتون بأي دليل على قولهم؟

السؤال السابع عشر: أخت تسأل وتقول: أنا أبحث في مسألة النقاب دائماً، وأجد أن كثيراً من الشيوخ يقولون أن المسألة  خلافية بين الأئمة الأربعة ولا يأتون بأي دليل على قولهم؟

مداخلة من الشيخ: هذا ما يحتاج لدليل إخواني، السؤال خطأ.

طالب العلم يسأل ويضبط سؤاله.

أعيد وأنبه على قاعدة مهمة، هي أصل للعلوم كلها، طالب العلم ما ينبغي أن تغيب عنه.

قاعدة عند العلماء، وهي أصل لكل العلوم، (إذا كنت ناقلاً فالصحة، وإذا كنت مدعياً فالدليل).

النقل يحتاج للصحة، والادعاء يحتاج للدليل .

تقول الأخت: المشايخ يقولون المسألة خلافية، ولا يأتون بدليل.

ما يحتاج لدليل، عندما نقول مسألة خلافية ما نحتاج لدليل، لما أقول الراجح كذا، أحتاج لدليل، أما لما أقول المسألة خلافية أحتاج إلى نقل صحيح.

شيخ الإسلام -رحمه الله- في “الرد على البكري” يقول: (والعلم نقل موثق، وعلم محقق وما عاداه فهذيان مزوق).

ما عدا النقل المحقق والبحث المحرر المحقق هذيان مزوق.

تكملة السؤال: هل فعلا الأئمة الأربعة اختلفوا، وإن كان نعم، ما هو دليل ذلك؟

الجواب: يا أختي أجمع أهل العلم والفضل أن المراة التي تستر وجهها أحب إلى الله تعالى من المرأة التي تكشف وجهها.

وأقل أقوال العلماء في ستر الوجه أنه سنة، ومنهم من أوجبه، ومنهم من علق ذلك على الفتنة.

فقالوا المرأة إذا ترتب على كشف وجهها فتنة؛ وما أكثر الفتن هذه الأيام، والموضوع كله يدور على حديث الحج .

المرأة سعفاء الخدين .

كان (الفضل) راكبا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ومرت بهم شابة سعفاء الوجنتين، يعني وجنتين فيهم حمرة تميل إلى شيء من سمرة، مميزة بخدين مختلفات عن غيرهما، فكان الفضل ينظر إليها وكان النبي يشيح وجهه عنها، فهذه المرأة هل كانت مُحرِمة أم غير مُحرِمة؟

المرأة خداها واضحان، والراوي يقول كانت سعفاء الخدين. 

فبعض أهل العلم يقول هذه امرأة كانت مُحرِمة، والمُحرِمة إحرامها في وجهها، ومنهم من يقول أن ذلك كان وهي مُحِلَّة.

ولشيخنا (الألباني) -رحمه الله- في كتابه “حجاب المرأة المسلمة” في طبعته الجديدة إفاضة طويلة في تتبع طرق هذا الحديث، وأن ذلك كان بعد رمي الجمرة، والنبي عليه السلام يقول إذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شيء إلا النساء -إلا الوطء-، فالمرأة كانت مُحلة ولم تكن محرمة، فكان هذا من أشهر وأقوى الأدلة على أن المرأة لم تكن مُحرمة، وكان النبي عليه السلام رآها.

فيقولون لو كان غطاء المرأة لوجهها واجباً لما أقرَّها النبي صلى الله عليه وسلم، ولنهاها، لكنه اكتفى بأن يشيح وجه الفضل عنها.

فالمسألة فيها خلاف، والأدلة النقلية فيها كثيرة.

ومن قرأ الكتب التي ألفت في مسألة الحجاب فقط بين شيخنا (الألباني) ومن رد عليه يجد عجائباً، يجد عشرات الكتب.

من رد على الشيخ كثير ومن أشهرهم الشيخ (حمود التويجري) -رحمه الله-، فآخر رحلة لشيخنا للحج ذهب للرياض، واجتمعوا في بيت الشيخ حمود، دعا شيخَنا الألباني، واجتمعوا في بيت الشيخ حمود، وللشيخ حمود كتاب في الرد على الشيخ مفرد، ألف كتاب في الرد عليه، وجعل من يقول بجواز كشف الوجه ممن يدعون إلى التبرج والسفور، من يقولون بفتوى حل كشف الوجه أو بسنية كشف الوجه أو بعدم وجوب تغطية الوجه هذه دعوى للسفور، فبدأ شيخنا على مسامعه وهو بجانبه وهو في بيته بالكلام المحرر التفصيلي التأصيلي على المسألة، و طوَّل في كلامه عليها، وما تكلم أحد بشيء.

فالمسألة خلافية لا يستطيع أحد أن ينكرها.

أما أنت أختي إذا رأيت المسألة غير خلافية فالحمد لله، أبقي على غطاء وجهك، ولكن لا تنقلي إلا بالعلم المحرر والنقل الصحيح.

كل من كتب بالمسألة ذكر هذا.

وكتب الفقه تعج بذكر الأقوال في المسألة، وكذلك كتب التفسير، ولا سيما في سورة الأحزاب عند قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ).

الخمار غطاء الرأس، والجيب فتحة الصدر للفستان.

قالوا: الله يقول: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ.

فتضرب المرأة بخمارها بغطاء رأسها على جيبها فتحة صدرها، قالوا هذا الضرب لابد أن يتضمن ستر وجهها.

وأختم هذا المجلس، وأرجو الله أن يجعله مباركاً، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين بالتنبيه والتنويه على مسائل مأخوذة من الآية.

ذكر (الإمام ابن جرير) في تفسير هذه الاية عن جمع منهم سعيد بن المسيب وغيره قال: (وليضربن بخمورهن على جيوبهن) قال: فلا تظهر أعظُم أكتافهن، تضرب بغطاء رأسها فلا يظهر عَظم الكتف.

اسمعوا إخواني، احفظوا هذا وانشروه لتكونوا إن شاء الله من المباركين: المرأة عندما تلبس جلباب وتلبس إشار ويظهر أذنيها من الإشار، وكعكة الشعر، ولا تضرب بخمارها بغطاء رأسها على جيبها حتى لا تظهر أعظم اكتافها فهذا تبرج، المرأة التي تلبس جلباباً، وتلبس الإشار هذه تمشي على الموديل الفرنسي، هذه ما لبست اللباس الشرعي.
اللباس الشرعي أن تضرب بغطاء رأسها، بالشيء المسمى في بلادنا، وكل قوم لهم اسم، والعبرة بالحقيقة لا بالاسم، المسمى في بلادنا (بالبرنس) ولعله يسمى عند بعض الناس (باليانس).

ما معنى البرنس أو اليانس؟

تغطي شعر رأسها، وتغطي كتفيها، وتغطي فتحة الصدر  من فستانها وكل ما كان البرنس أو اليانس طويل حتى لو أنه غطى أردافها من أسفل بسبب طوله، فهذا يكون أقرب عند الله، يعني التي تلبس إشار، ما امتثلت لأمر الله القائل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ.

يقتضي هذا أنه لما تغطي الجلباب تغطي الجيوب.

وسعيد بن المسيب ماذا قال؟

الله ذكر  الصدر ، فلازم تغطية الصدر، حتى يفهِّمنا سعيد بن المسيب المراد، قال فلا تظهر أعظم الكتفين ، ماذا يلزم من تغطية فتحة الصدر؟
أن أعظم الكتفين تكون مستورة، فهذا قول إحتج به شيخنا أي قول سعيد بن المسيب على من قال بوجوب غطاء الوجه  مستدلا بقوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ، يقول ابن المسيب أن لا تظهر الكتفين، يعني المراة تلبس برنس، وجهها يظهر لكن يستر أعظم الكتفين، والمسألة كما قلت فيها خلاف بين المعتبرين من أهل العلم من كبار العلماء.

ولذا فإن غطاء الوجه أقرب إلى الله من كشفه، وهذا متفق عليه، لان الذي لا يرى الوجوب يقول بالسنية، والذي لا يقول بالوجوب لا يقول أنه بدعة وأنه محدث أو أن نساء المسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن التابعين ما عرفوه، لا، يقول هو سنة، لكن هل هو واجب ام لا؟ احتجنا لقرائن، فشيخنا الألباني اعترض لقرائن؛ فاعترض عليه ببعض الآيات، فأصبح هناك ردود  ، وأصبح هناك إيراد لأقوال أهل العلم، وتأويل لبعض الآيات، ولبعض النصوص، وهذا التأويل جارٍ في الُسنة المعروفة المعهودة عند طلبه العلم في فهم النصوص.

والله تعالى أعلم.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٨ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
١٠ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال السابع عشر: أخت تسأل وتقول: أنا أبحث في مسألة النقاب دائماً، وأجد أن كثيراً من الشيوخ يقولون أن المسألة  خلافية بين الأئمة الأربعة ولا يأتون بأي دليل على قولهم؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052ز

السؤال الرابع عشر: أخت تسأل وتقول: أبي مقصر في حقوق أمي وحقوقنا، وهو قائم في حقوق خالتي (أي زوجته الثانية) وأولاده منها، فظُلم أبي؛ يجعلنا نحقد عليه، فماذا تنصحونا يا شيخنا الفاضل؟

*السؤال الرابع عشر: أخت تسأل وتقول: أبي مقصر في حقوق أمي وحقوقنا، وهو قائم في حقوق خالتي (أي زوجته الثانية) وأولاده منها، فظُلم أبي؛ يجعلنا نحقد عليه، فماذا تنصحونا يا شيخنا الفاضل؟

الجواب: يا أختي، أسال الله أن يرزقني وإياكِ (الإنصاف).

الوالد أوسط أبواب الجنة، والوالد الواجب علينا أن نبره، وأن نُحسِن إليه، والله جل في علاه، يقول لك ولجميع المسلمين، كما في سورة لقمان: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }. [لقمان : 15]

فيا أختي صاحبي والدك في الدنيا بالمعروف، وإذا هو قصر في حق الله تجاهكم؛ فأنتِ لا تقصري في حق الله تجاهه.

الله يقول لك -تفسير الآية السابقة-: إذا كان أبوكِ كافراً، وجاهدَكِ جهاداً مريراً، وبذل أقصى ما عنده مِن جَهد بأن يجعلكِ كافرة؛ فالله يقول لكِ لا تطيعيه، وصاحبيه في الدنيا بالمعروف.

فلا تحقدي على أبيكِ، ادعو الله تعالى لـِأبيكِ بالخير، وذَكِّريه وخاطبيه، كوني مبارَكة.

ولعل الله عز وجل لكونِك مبارَكة -بأن تأمري وتنهي-؛ فيعود نفع والدك لأمك ولسائر إخوانك.

وكلمة أوجهها (للمعدِّدين): يا مَن عَدَّدت؛ لا تَنسى زوجتك الأولى.

أنا كل مَن قال لي أنا عَدَّدتُ، أقول له أوصيك خيراً في الأولى، لأن الثانية؛ أنت راغب فيها، فلا داع لأن أوصيك بها، لكن أوصيكَ خيراً بالأولى.

فلماذا هذا الظلم؟

لكن أن تحقدي عليه حرام، وتُقَصِّري في حقه حرام، أنتِ تقولي: أبوي ما زَكَّى (أي لَم يؤدي الزكاة)، لأن أبي ما زكَّى؛ أنا لَن أُصَلِّي، لا يجوز هذا.

أبوكِ ما زكَّى؛ لكن الصلاة واجبة في حقك، أبوكِ ما أدى حقكِ؛ لكن مصاحبته بالمعروف واجب عليك، وتَذَكَّري حق أبيكِ، وقد ثبت في صحيح مسلم، أن النبي ﷺ قال: (لا يَجزي ولدٌ والدًا، إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه)، فلا تستطيعي أن تفي أباك حقه، وإن قَصَّر معك؛ فاتقِ الله تعالى فيه.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٨ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
١٠ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى

السؤال الرابع عشر: أخت تسأل وتقول: أبي مقصر في حقوق أمي وحقوقنا، وهو قائم في حقوق خالتي (أي زوجته الثانية) وأولاده منها، فظُلم أبي؛ يجعلنا نحقد عليه، فماذا تنصحونا يا شيخنا الفاضل؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال الثاني: أشكو من قسوة القلب ونقص في الإيمان، فماذا علي أن أفعل؟

السؤال الثاني:
أشكو من قسوة القلب ونقص في الإيمان، فماذا علي أن أفعل؟
الجواب:
هذه الشكوى حسنة، وعلامة على أن الإنسان قد تفقد قلبه.
تعلمون أن الشمس والقمر فيهما خسوف، صحيح؟
والقلب له خسوف، متى يخسف قلب العبد؟
قلب العبد إذا أقبل على الدنيا والشهوات ،وما لان وما أخضع جنوده؛ وهي الأعضاء للاستقامة، فهذا قلب مخسوف، القلب الذي لا يتوجه إلى الآخرة، والمليء بالشهوات ولا يقدر الانفكاك عنها، وأفراده وجنوده الذي هو مسؤول عنهم؛ من البصر والسمع واليد والفم والبطن والرجلين، إذا لم يخضعهم لطاعة الله فهذا قلب مخسوف، وما أكثر خسف القلوب!
فإذا كان خسوف الشمس والقمر يحتاج إلى أن نفر إلى الله (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) فما أحوجنا أن نفر بقلوبنا إلى الله عز وجل، وأن نكثر من ذكره وأن نلين قلوبنا.
والإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وأشد ما يقع على القلب الغفلة.
فرق بين اثنين يصلي كل منهم بجانب الآخر، هذا غافل وهذا يقظ، الفرق بينهما في الركعتين الآتي صلياها أكبر من الفرق ما بين الأرض والسماء، الفرق بين الولي العبد الصالح الذي يحبه الله عز وجل والعبد الآخر هو الغفلة.
لذا الناس الربانيون والعلماء المتقون أهل الصلاح يحرصون على قلوبهم ويتفقدون قلوبهم، ومتى وجدوا نفوراً أو قسوة في القلب لينوه، لينوه بذكر الله وذكر الدار الآخرة التي أصبح الناس اليوم وإلى الله المشتكى آخر ما يذكرونه اليوم الآخر وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فأقول بارك الله فيكم ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن…)، لمن ؟
التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس بالظاهر فقط، التشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم بالظاهر والباطن.
النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لمن تأمل وتذكر دائما تتمة الآيات، إذا أردت أن يكون لك قلب، وأن تنتفع بكتاب الله عز وجل، تذكر قول الله عز وجل: ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
أن ترجوا الله وأن تستشعر بمراقبة الله وأن تحسن النية وأن ينطلق عملك لا من عادة ولكن أن ترجو الله في كل عمل تعمله فهذه النية هي الفرق بين الصحابي وبين المنافق .
هذه النية أمرها عظيم عند الله عز وجل فإذا أردت أن يستقيم أمرك مع الله وأن تكون مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه أُرجو الله سبحانه وتعالى.
كل عمل تعمله إنوِ فيه النية الصالحة، وهذا معناه أنك لست بغافل، ما الفرق بين الغافل والذاكر؟
الذاكر يرجو الله سبحانه وتعالى، والغافل يعمل أحسن الأعمال ولا يرجو الله سبحانه وتعالى، فارجو الله سبحانه وتعالى: (لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) .
يا الله بعض الناس أفعاله تعطيك رسالة، تقول هذا سيموت فيكثر من الذكر ويحرص على الجماعات ويتجاوز عن الناس ،سيموت .
وبعض الناس أعماله تعطيك إشارة أن هذا لا يتذكر الموت.
الموت يقهر العبد فالإنسان يستقيم حاله ويجد قلبه إذا بقي يتذكر الموت واليوم الآخر.
وأول اليوم الآخر هو الموت، الذي سيموت يصلح حاله والذي لا يموت ومخلد على هذه الدنيا ( وأنى له ذلك )يبقى يرجو الآمال ( سوف ولعل وممكن ) ويسوف .
(وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) ومن أهم أسباب ذكر الله الكثير، أن تحفظ الأدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ما معنى ذلك؟ أذكار الصباح وأذكار المساء، أذكارك التي تقولها في أعمالك العادية التي كان يقولها النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا تكون ذاكرا لله كثيرا إلا بهذا الأمر فإذا أردت يا أيها السائل قلبك، وأن يعود إليك فأنت الآن -بارك الله فيك – تذكر هذه الأشياء الثلاثة فإن فعلتها فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لك في ظاهرك وفي باطنك .
إخواننا طلبة العلم -جزاهم الله خيرا وأن يكثرهم وأن يحييهم وأن يبييهم- يحرصون على الظاهر في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكثير منهم يغفل عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بالباطن، والمطلوب أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن، وليس فقط في الظاهر.
والله تعالى أعلم.

مجلس فتاوى الجمعة:

٢٨ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
١٠ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي

↩ رابط الفتوى:

السؤال الثاني: أشكو من قسوة القلب ونقص في الإيمان، فماذا علي أن أفعل؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052

السؤال السابع عشر: أليسَ في زواجِ الابن دون علم والِدِه أو الاستئذان منه عُقُوق؟

*السؤال السابع عشر:*
*أليسَ في زواجِ الابن دون علم والِدِه أو الاستئذان منه عُقُوق؟*

الجواب : نعم فيه عُقُوق.

 و هنا مسألة مُهِمّة، *الشرع يا أيها الأب إذا أعطاك سلطة على وَلَدك، فلا يجوزُ لك أن تستخدمها في غير محِلِها،* ليس لك أيّها الأب ان تجبر ولدك أن يأكلَ طعاماً معيناً وليس لك أن تُجبِرَه أن يتزوج امرأة معينة.

حدد لابنِك الصفات الشرعية.

قل له: أنا يا ولدي أريد منك أن تتزوجَ امرأة ذات دين، امرأة تعُفُك ترى فيها جمالاً، وليس له أن يتعنّى و يتعنّت وأن يُجبِرَهُ أن يتزوج من امرأة معيّنة.

فالوالد عليه واجب و الولد عليه واجب، مثل المرأة، هل يجوزُ لها أن تُنفِق شيئاً من مالِها بدون إذن زوجِها؟

الجواب: لا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تنفق من مالها إلا بإذن زوجها».

*إمرأة لها أب أو أم فقراء فقراً ًمطقعاً، فهل يجوزُ للزوجِ أن يمنعَها من النّفقةِ على أبيها؟*

الجواب: لا يجوز له ذلك، إذَن للزوجِ حقٌ، ولكن ليس من حقِّ الزوجِ أن يتعنّتَ وأن يأكلَ مالَ زوجتِهِ ظٌلماً وزوراً وأن يمنَعَها من أن تُنفق على والدَيها.

فالله عز وجل وزّعَ الواجِبات و الحقوق.

أب يقول لِوَلَدِه: لا تتزوج، كلَّما رأى الشاب زوجة يقول الأب: ما أقبل ما أقبل حتى قام في ذهْنِ الوَلَد أنّ والِده لا يُريد أن يزوجه.

فحينَئذْ ،والوَلد متعرّض لِمفسَدةٍ أعْظم وهي الزّنا، هل يُشترط إذنُ الوالِد؟

يا جماعة لو كانت بنت وجاءها من يدْفع مهرَ مثيلاتِها، و صاحبُ خلقٍ ودين، فردّه الأبُ مراتٍ عديدةً، وفهِمت البنتُ أن أباها  يُريدُ مالَها، يُريدُ راتِبها، فالشرعُ ينْزِعُ الولاية منه، و ينقِلُها إلى الجد أو العم أو الأخ أو الوَلَد إذا كانت متزوجة ولها ولد على خلاف بينهم هل يُزوج الولد أمه أم لا .

ومن عجيب كلام الأدباء من زوجت أمه يهنأ أم يعزى؟

لهذا وجه ولهذا وجه.

إذا الشرع ينزِعُ ولايةَ الأب على البنت إذا كان هناك ضرر، و إذا لم يكن لها ولي يجعلها في القاضي، وبالتالي من باب أولى أن تُنزع الولاية عن الولد، *فإذا كان الوالد مُتعنّتاً وكان الولدُ بين الزّنا أو أن يتزوجَ دونَ إذن أبيه فليتزوج دون إذن أبيه.*

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال السابع عشر: أليسَ في زواجِ الابن دون علم والِدِه أو الاستئذان منه عُقُوق؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الثالث: يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟

*السؤال الثالث:*
*يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟*

الجواب:
أولاً: أسأل الله -عز وجل- أن يبارك لك فيما أنت مقبلٌ عليه، وأسأل الله -جل في علاه- لي ولك ولإخواني الحاضرين وإخواني المستمعين الثبات على الاستقامة.

والاستقامة أمرها عزيز.

والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: *«فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير»*[هود: 112].

فالإنسان ما لم يستشعر أن الله بصير به مراقب له، ويعرف الله بأسمائه وصفاته؛ تَستعسر عليه الاستقامة.

الاستقامة أمر من الداخل.

والمستقيم اليوم يتحدى كثيراً من التحديات التي تبعده وتصرفه عن الاستقامة.

والإنسان بنفسه ضعيف وبغيره قوي ، فحتى تستقيم أولاً: أكثر من أن تلهج بالدعاء الذي علمنا اياه النبي صلى الله عليه وسلم: *«اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»* {متفق عليه}، *«اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك»* {صحيح الترمذي}.

ثم احرص على الصحبة الصالحة التي إذا غفلت ذكرتك، وإذا جهلت علمتك، فاحرص على الصحبة الصالحة، الصاحب في البدايات من أهم المهمات في سبيل الاستقامة، والطريق طويلة ووحشة، فالصحبة الصالحة ترفع الوحشة.

فاليوم من أهم أسباب الاستقامة أن تصنع لك بيئة خاصة، من أهم أسباب استقامة أولادك أن تصنع لهم بيئة فيها استقامة.

وأنا أعجب من الآباء الذين لا يحضرون أبناءهم إلى المساجد ، أحضر أولادك إلى المسجد، يصاحب مجموعة من الشباب الطيبين أنت وإخوانك الكبار معك في المسجد، أولادكم يصاحبون بعضهم البعض ويحبون بعضهم بعضا، هذه من أسباب الاستقامة.

ثم من أسباب الاستقامة أن تكون الاستقامة على قواعد صحيحة شرعية، بأن تكون طالب علم، أن لا تفارق مجالس العلم ومجالس العلماء وأن تحضر عندهم.

واليوم الإنسان كالغريق يحتاج حاجة ماسة إلى اللجوء إلى الله وأن يبقى متمسكا بحبله، سائلاً ربه الهداية.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال الثالث: يقول الأخ: أنا ملتزم جديد، وكان عندي معاصٍ كثيرة، والحمد لله ابتعدت عنها، وأخاف أن أعود إلى تلك المعاصي، ماذا تنصحني؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الثالث عشر: أخ يقول كيف يجمع طالب العلم بين طلب العلم وبين طلب الرزق؟

*السؤال الثالث عشر: أخ يقول كيف يجمع طالب العلم بين طلب العلم وبين طلب الرزق؟*

الجواب : العلم رزق.

وقديماً قال محدثونا *السماع رزق*، أن يسمع التلميذ الشيخ رزق من الله.

وأشد واجب في فهمي وتقديري أن تعطي كل ذي حق حقه ؛ أن تعطي حياتك الدنيوية حقها، وأن تعطي الواجبات الشرعية حقها، وأن تعطي من يلوذ بك حقه، وأن تبقى قائماً مستقيماً جامعاً بين الحقوق، وأن تحسن بفقه وحذق وتوفيق من الله إن تعارضت الحقوق أن تحسن ماذا تقدم وماذا تأخر.

كثير من الناس اليوم يقدم حقوق الأصحاب على حقوق الآباء ويقدم حق الصديق على حقوق الزوجة والأولاد ويقدم السمر الذي ليس من وراءه إلا حظ النفس – غالباً – على أن يحبس نفسه على الطلب وأن يتقدم ، فهو لم يعط كل ذي حق حقه ، فالدنيا لها حقها.

وذاك الطالب الذي يتقوت ويأخذ من أموال الناس هذا ليس بفاضل فاليد المعطية خير من اليد الآخذة.

فالأصل في طالب العلم أن يجمع بين الدنيا والدين.

*ومن أسوء ما وجدته ذلك التبقر في النوم والشهوات وكثرة الراحة واتباع حظ النفس من قبل أئمة المساجد.*

إمام المسجد إذا ما اتقى الله وحافظ على وقته واسترسل في النوم وفي الطعام، ما عنده شيء غير صلاة -فالله يعاقبه إن اهدر وقته ، هو أهدر وقته، فتأتي العقوبة بأن يعمل على إهدار وقت المشايخ فهو ما اكتفى بالعقوبة في حق نفسه فيبقى يتمادى في العقوبة  فيصبح همه الذهاب عند المشايخ يضيع أوقاتهم يقال له لماذا جئت ؟يقول لا لشيء عندي وقت فارغ.

*طالب العلم إذا لم يكن بخيلاً بوقته، بخيلاً بكتبه لا يفلح ، إذا طالب العلم لم يكن بخيلاً بكتبه بخيلاً بوقته اكتب على قفاه “لا يفلح”.*

طالب العلم يمتاز عن غيره بحرصه على وقته، بعض الناس من شدة ذنبه يضيع وقته ويضيع وقت غيره، مثل الذي لا ينكر المنكر، بعض الناس من شدة شرب قلبه من المنكر أصبح لا يطيق أهل الحق ، ما ينكر إلا عمن يطول الصلاة، لا ينكر إلا على من تغطي وجهها .

*اعلم أن الإنسان إذا وصل به الحال الإنكار على أهل الخير فعلهم الخير أن قلبه امتلأ من شرب المنكر فوصل به الحال – لأنه تعطل النهي عن المنكر – وصل به الحال أن ينكر على من يعمل المعروف*.

هذه قواعد وينبغي على الإنسان أن يكون صاحب فراسة، *والسعيد والموفق من حفظ وقته وحرص عليه كل الحرص.*

فالحريص على وقته يجمع بين طلب العلم وبين العمل، ولا سيما أن الأعمال اليوم فيها فراغ وفيها أشياء كثيرة فيمكن أن يُترك لتلاوة القرآن، ويُترك للمراجعة.

أخبرني بعض تلاميذ *الشيخ مقبل*- رحمه الله – قال الشيخ في أثناء البحث ما كان يرد زائراً لكن كل زائر يشغله معه بالبحث، فالطالب البطال لا يرجع والطالب المحب يبقى، أما يبقى الكلام هكذا وتدور المجالس وتطول ولا تكون فيها فائدة فهذه هي المشكلة.

? الدرس ١٢ آيات الأحكام

↩ رابط الفتوى

السؤال الثالث عشر: أخ يقول كيف يجمع طالب العلم بين طلب العلم وبين طلب الرزق؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الثاني عشر: طالب العلم الذي يكون قد بلغ من عمره قرابة العشرين عاما هل يجمع بين العلم من أن يحفظ القرآن والسنة، أم القرآن وحده؟

*السؤال الثاني عشر: طالب العلم الذي يكون قد بلغ من عمره قرابة العشرين عاما هل يجمع بين العلم من أن يحفظ القرآن والسنة، أم القرآن وحده؟*

الجواب: أولا: اعلم علّمني الله وإياك أن العلم قسمان:

١)حفظ.
٢) فهم.

ولا بد لطالب العلم من الحفظ والفهم، والموائمة والموازنة بينهما من مهمات الأمور.

ووجدنا العلماء الكبار بعضهم غَلبَ *الحفظ،* فإن سألته سال كالسيل ، وبعضهم غلبَ *الفهم* فما استطاع أحد أن يباريه أو يجابهه.

*والأصل في طالب العلم أن يبدأ بالحفظ قبل أن تتسع مداركه، ومع مِضي الزمن ينكح الفهم الحفظ، فإذا وقع نكاح بين الحفظ والفهم تولد عنه عجائب، وأصبح صاحبه من المشاركين، ولا سيما إن جادت القريحة بأشياء من ذاتها ثم عرضها صاحبها على كلام السابقين، فوجد موافقة، وغلبت الموافقة عليه من خلال التدبر والتأمل من عِندياته دون أن ينقل ذلك عمن قبله فيجد الموافقة فليحمد الله فهذا أصبح مشاركا، وله مشاركة في العلم.*

وقبل ذلك هنالك *مرحلة الإستشكال*، يقول *الإمام القرافي* رحمه الله: *من استشكل فهذا علامة فهم وهو أول مراحل المشاركة في العلم.*

الطالب النبيه الذي يستشكل، والذي لا يستشكل ليس بنبيه فهو يلقن ولا يفهم ولا يربط بين الأمور.

فطالب العلم في سن العشرين ينبغي أن يركز على الفهم والحفظ.

وأي طالب علم في أي زمان.

وقالوا قديما المثل المعروف وهو دائر على ألسنة الناس: الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر.

فالصغير يحفظ وحفظ الصغير أقوى من حفظ الكبير لسعة ذاكرته ولقوة تصوره وشدة خياله فالصغير عنده خيال، بعض الآباء يؤدب ولده على الكذب والولد لا يكذب لكن يتخيل ويكون الوالد قد ظلمه.

فالصغير يحفظ ثم تتسع مداركه ويشتد فهمه بتقدم سنه فيُدخل الفهم على الحفظ وهذا الذي يكون قد رتب علمه.

*وأول ما ينبغي أن يحفظ الإنسان القرآن، ثم أحاديث الأحكام، لكثرة الحاجة إليها ولكثرة دورانها على الألسنة*.

وأما *الخطيب* من نحا منحى الخطابة والوعظ *فيحفظ أيضا ما يُستملح،* *والخطيب الناجح ليس الخطيب الذي ينشئ الكلام على المنبر،* فالذي ينشئ الكلام على المنبر يقع في ثغرات وتلعثم واضطراب ، الخطيب الناجح ينشئ شيئا ثم مثل السيارة التي تعمل بدون شيء يعني تكون (داحلة) متى الخطيب تعب يشغل حافظته فيأتي ببليغ الكلام من الحافظة تخرج على وجه التوالي دون تعب فيبقى متمالكا نفسه ، الذي ينشئ كلاما من ذهنه لمدة فيها شيء من الطول يتعب الذهن.

فالحفظ لا بد منه لطالب العلم ولا بد له من الفهم معا.

وينبغي للفهم أن يكون مضبوطا بقواعد أهل العلم.

*من أوجب الواجبات على طالب العلم أن يعلم مبحث الدلالات عند علماء الأصول، مبحث الدلالات مبحث مشترك بين الكتاب والسنة من جهة ومبحث دائما يحتاج طالب العلم طريقة توجيه وربط بين النص وبين الحكم ، ولما تزدحم الأحكام في المحل الواحد القواعد التي تسمح له ماذا يقدم وماذا يؤخر، فمن غير معرفة مبحث الدلالات يبقى الإنسان ضائعا وتائها ومضطربا، لا يكون له فقه مستقيم على أصول صحيحة.*

فطالب العلم لا بد له من أن يكون له نصيب من الأمرين، إن طلب في سن متأخرة فكلما تأخر السن زاد الفهم وقل الحفظ وكلما كان الطلب مبكرا منذ نعومة الأظفار جمع الله لصاحبه الحفظ والفهم وهذا هو المنهج الذي كان ينتهجه علماؤنا.

انظر في كتب التراجم مثلا انظر كتاب *الضوء اللامع* في الفترة التي وجد فيها عدد كثير من أهل العلم ،انظر إلى *عمدة الأحكام* واحد منكم الآن يدخل على ما يسمى بالشاملة وينظر الضوء اللامع وينظر عمدة الأحكام تجد لعمدة الأحكام ذكر آلاف المرات وذكر في معرض حفظ القرآن .

ألوف مؤلفة من طلبة العلم كانوا يحفظون كتبا معينة معروفة وهذه الكتب أنتجت علماء، فعمدة الأحكام من الكتب المهمة مثلا، وأنا أضرب مثلا.

*وأن تبقى على المهيع وأن تحفظ من الكتب المهمة كتب السابقين أحسن من أن تحفظ جمع المتأخرين، كلما حفظت كتب السابقين أفضل ولا سيما ذاك المقدار من الكتب التي ما اعتراها الضعيف، عمدة الأحكام فيها أحاديث الأحكام في الصحيحين وهكذا.*

والله تعالى أعلم.

? الدرس ١٢ آيات الأحكام

↩ رابط الفتوى

السؤال الثاني عشر: طالب العلم الذي يكون قد بلغ من عمره قرابة العشرين عاما هل يجمع بين العلم من أن يحفظ القرآن والسنة، أم القرآن وحده؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال السادس: ج١ وردت رواية في حكم أكل الثعلب، فما هو حكم الفصل في أكل الثعلب؟ج٢ هل من قرأ كتب الشيخ مشهور حسن و لم يحضر دُروسه يعتبر من طلابه؟

*السؤال السادس: ج١ وردت رواية في حكم أكل الثعلب، فما هو حكم الفصل في أكل الثعلب؟*

*ج٢ هل من قرأ كتب الشيخ مشهور حسن و لم يحضر دُروسه يعتبر من طلابه؟*

الجواب: لا تستطيع أن تقول في مسأله اختلف فيها الجهابذة والكبار حكم فصل.

بعض اخواننا يسأل عن حكم الفصل، وحكم الفصل معدوم لماذا؟

الخلاف المعتبر وغير المعتبر يعرف إما بماهيته وإما بثمرته
والماهية تحتاج إلى عالم متفنن يعرف النصوص واحتمالية تصحيحها و تضعيفها و هل يمكن أن تصل للحسن عند عدم وجود نص صحيح فيها إذا تعددت طرقها، وهذا ملحظ اجتهادي.

وطرق الإستنباط يتنازع فيها أهل العلم، لكن اعلم واحفظ عني اسأل الله لي و لك التوفيق، *المسألة التي لم تتفق عليها كلمة المحققين بإختلاف الزمان و المكان و بقي خلاف بين كبار العلماء المتجردين للحق البعيدين عن التعصب إذا بقي الخلاف ممتد إلى أوقات متأخرة فأعلم أن هذا الخلاف معتبر و عرفناه بثمرته،* لا تقل لا إنكار في مسائل الخلاف، وقع خلاف و وقع فيه إنكار، وقع خلاف في فرهة من الزمن، والعلماء المحققون بقوا يبحثون و يتكلمون و يظهرون الادلّه حتى كاد الخلاف أن يزول.

مثل الرخص التي عرفت، فعُرف عن المدينة رخصة الغناء، و عُرف عن أهل مكة رخصة إتيان النساء في المحاش، و عُرف عن أهل الكوفة رخصة النبيذ.

و لذا قالوا: *من تتبع رخص العلماء فقد تزندق،* إذا اتبعت رخص العلماء اجتمع فيك الشر كله.

العلماء بحثوا المسائل فتبين لنا أن نبيذ اهل الكوفة خطأ وأن حل إتيان النساء في المحاش الذي كان سائدأٔ عند أهل مكة خطا وأن حٍل الغناء الذي كان سائدا عند أهل المدينه خطأ.

ننكر على من خالفنا وإن كان من العلماء.

*الخلاف الذي لا يُنكر فيه الخلاف الذي له وجه.*

*الإمام أحمد* رحمه الله كان في العراق والكوفة من العراق و كان حٍل النبيذ سائدا فألف كتابه *الأشربة* و كان *الإمام أحمد* يضع كتاب الأشرٍبة في كُمّهٍ وما جلس مجلسا إلا و حدث بكتاب الأشرٍبةعن حرمة النبيذ وانه ليس بحلال .

الآن حتى متاخروا الحنفية *كإبن الهمام* في *فتح القدير* لا يقول بأن النبيذ حلال، يقول عنه حرام.

ففرق في المسآئل التي وقع فيها خلاف وليس لها مستند والمسائل التي وقع فيها خلاف والأدلة متزاحمة فيها.

*السؤال: هل من قرأ كتب الشيخ مشهور حسن و لم يحضر دُروسه يعتبر من طلابه؟*

الجواب : سئل *شيخ الاسلام ابن تيمية* هل يجوز لنا أن نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم شيخي؟

فقال: كُل من اخذت عنه و تعلمت منه فلك أن تقول عنه إنه شيخك ما لم تتشبع بما لم يُعطى، تُوهم الناس أنك من خواصه وأنك ملازمه.

قالوا قديما: *من مدح شيخه مدح نفسه،* بعض الطلبه يمدح الشيخ وهو ما يريد الشيخ يريد حاله، فبعض السياق و السباق لما الطالب يمدح الشيخ هو ما يريد الشيخ يريد نفسه، هذا اللون و هذا النوع ما يجوز لك أن تقول فلان شيخي وأنت لم تتثلمذ علي يديه هذا النوع فقط وإذا أردت العلم و نشر العلم وأنت صادق مع الله فالأمر سهل ما لم تتشبع بما لم تُعطى، الامر سهل و لله الحمد و المنة.

⬅ الدرس رقم ١٢ آيات الأحكام

⬅ الخميس ٢٦ – ٧ – ٢٠١٨

↩ رابط الفتوى

السؤال السادس: ج١ وردت رواية في حكم أكل الثعلب، فما هو حكم الفصل في أكل الثعلب؟ج٢ هل من قرأ كتب الشيخ مشهور حسن و لم يحضر دُروسه يعتبر من طلابه؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*✍?✍?

⬅ للإشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor

⬅ للإشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052

السؤال الخامس: أحد الإخوة يقول: شيخَنا الفاضل، قد تكلمتَ عن التعداد وعن الظّهار، وأن الرجُل لا يَقرَب زوجتَهُ شهرين متتابعين، فيقضي نهمتَهُ وشهوتَهُ مع الثانية، فالسؤال: لكن إذا قالت إحداهن: والمرأة كيف تقضي شهوتَها خلال الشهرين؟ فما هو الجواب؟

*السؤال الخامس: أحد الإخوة يقول: شيخَنا الفاضل، قد تكلمتَ عن التعداد وعن الظّهار، وأن الرجُل لا يَقرَب زوجتَهُ شهرين متتابعين، فيقضي نهمتَهُ وشهوتَهُ مع الثانية، فالسؤال: لكن إذا قالت إحداهن: والمرأة كيف تقضي شهوتَها خلال الشهرين؟ فما هو الجواب؟*

الجواب: الله قال: *(من قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا).*

والتَّماس أمرٌ مشتركٌ بين الذكر والأنثى، ولكن الأصل في الأنثى أن تكون مطلوبةً لا طالبة، وما كانت الأنثى طالبة إلا في قصةِ البلاء العظيم الذي وقع في يوسف -عليه السلام-، فيوسف كان هو المطلوب وما كان طالبًا،
والأصل في المرأة أن تكون مطلوبة، والمرأةُ أصبرُ على الشهوة من الرجل.

ولذا *عمرُ* -رضي الله عنه- اضطرّ أن يسأل ابنتَه، وهي أُمُّه وأمُّنا حفصة زوج النبي -ﷺ-، وكثرَت الفتوحات في زمنه، قال: يا بُنيّة، المرأة كم تصبر على الرجُل؟
قالت: أربعة أشهر.
فالمرأة أصبر، الرجُل لا يصبر على المرأة أربعة أشهر، المرأة أصبر؛ فكان لما يرسل الجُند، فيجعل نوبةَ الواحد *أربعة أشهر*، ثم يعود حتى لا يُفتَن.

والرجُل الواجب عليه عند من ظاهرَ منها أن يبيتَ عندها في القَسَم.
وقلت لكم: لا يلزم الرجل صاحب الزوجتين أو أكثر إن أتى امرأة أن يأتي الأخرى، وكلٌ منهنّ على حسب إغرائها لزوجها.
فهذه المرأة -المسؤول عنها- لو جاء زوجها فبات عندها، فهي التي تحرّشت به، فأخذت نهمتَها من زوجها، فحينئذٍ هنالك بديل، الذي لا يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين في الظهار،إلى ماذا يلجأ؟
يلجأ لإطعام ستين مسكيناً،
والله -جلّ في عُلاه- أطلقَ وقيّد، فالصيام قيّدَه من قبل أن يتماسّا،
والإطعام أطلقَهُ ولم يقيّده.
ولذا قال أهلُ العِلم: أنه عند الإطعام يجوزُ الوطء، وإن لم يُتم الستّين، مجرّد ما إن وقع بين الزوجين تماس بضعفٍ بشري وما استطاعوا أن يتحملوه فيلجؤون الآن لإطعام الستين مسكينًا، ولا يلزم في إطعام الستين مسكينًا أن لا يقع الجماع بينهما حتى يتم إطعام رقم ستين، فمجرد التحول للإطعام حينئذٍ يجوز الوطء.
وقلتُ لكم: الشرع جاء بمثالية محتملة، ولم يأتِ بمثالية أفلاطون، ونظرية السعادة التي جاء بها، إلى غير ذلك.

فالجواب: المرأة إن لم تتحمل فهنالك حُكمٌ آخر، وهو أن يتحوّلوا إلى الإطعام.

والله تعالى أعلم.

⬅ الدرس رقم ١٢ آيات الأحكام.

⏰ الخميس ٢٦ – ٧ – ٢٠١٨

↩ رابط الفتوى:

السؤال الخامس: أحد الإخوة يقول: شيخَنا الفاضل، قد تكلمتَ عن التعداد وعن الظّهار، وأن الرجُل لا يَقرَب زوجتَهُ شهرين متتابعين، فيقضي نهمتَهُ وشهوتَهُ مع الثانية، فالسؤال: لكن إذا قالت إحداهن: والمرأة كيف تقضي شهوتَها خلال الشهرين؟ فما هو الجواب؟


⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان*✍?✍?

⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*

http://t.me/meshhoor

⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052