السؤال السابع عشر نتمنى منك شيخنا لو تخص أحد دروسك عن التعامل…

↙ الجواب :
⏮ أولا :
?النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول 🙁 خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكُم لأهلي ) ?
?? وأنا أنصح كل اخواني وأحبائي ، كل إنسان معاملَتهِ معَ أهل بيتِه سيئة لا تُصاحِبهُ
↩ فالذي لا خير لأهله فيه لا خيرَ لصاحبِه فيه ، لأن الإنسان اذا لم يكن لأهلهِ فيه خير فهو ممّن لا خيرَ فيه ، فلماذا تُتعِب نفسك ؟ ولماذا تُصاحِب أمثال هؤلاء الشخصيّات القلقة .
↩خيرُ الخلقِ النبيّ صلى الله عليه وسلّم وخير النّاس لأهله إنّما هو رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فالذي لا خير لأهله فيه ، لا خير فيه .
↩ بعض النّاس يتكلّم ، يعني يحمل على أعصابه ويحسّن صورته ولا يعيش حياةً هنيئة ، يعيش حياة كلّها شدّ أعصاب وقلق ويكون مع الأصحاب صورة مثالية في الظاهر
? وعلاقته مع أهله سيئة يعني طبعُه يظهر عند أهله ، وهذا يحمل لكن يوم من الأيام لا بدّ أن يذوب الثلج ويظهر الذي تحته ، فأنت ريّح حالك ولا تطمئن لرجل معاملته سيئة مع أهله .
⁉ كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يعامل أهله ؟
✔ كان النبيّ صلى الله عليه وسلّم يخصفُ نعله ويرقع ثوبه ، وكان صلى الله عليه وسلّم يكون في حاجة أهلهِ ، في عمل أهله ، كان النبيّ صلى الله عليه وسلّم يحلم على نسائه
? تخيّل معي : ( جاء اضياف للنبيّ صلى الله عليه وسلّم وكانت النوبة لعائشة- [ وكانت عائشةُ ( لا تدل ؟لصغر سنّها ومكانتها ، من شدةِ حبّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم لها ولأبيها ، وامتازت عن غيرها من النّساء بأنّ الله تعالى رزقها علمًا وحصافةً وفهمًا فكانت تعرِف من الطبّ ما لا يعرفهُ غيرُها وكانت تعرفُ من النّسبِ ما لا يعرِفُهُ غيرها ، وكانت قد أخذت ذلك من أبيها ] – وما عندها طعام)
? أم سلمى امرأة عاقلة وطمع النبيَ صلى الله عليه وسلّم بها من شدّة عقلها وكان يُشاوِرُها في الملمات ولكنها قالت للنبيّ صلى الله عليه وسلّم إنّي امرأةٌ غيرى ، عندي غيرة شديدة ، فقال لها النبيّ صلى الله عليه وسلّم أدعو الله أن يرفع عنكِ الغيرة ، وتزوجت النبيّ صلى الله عليه وسلّم
? ( أم سلمى رضي الله تعالى عنها لمّا علمت أن هنالك أضياف والنبيّ يُحبّ إكرامهم ، وليست عند عائشة شيء ، أرسلت بصحفة من طعام ، عائشة لمّا رأت الصحفة من الطعام وقد جاءتها جارتها وكان بيتها ملاصقًا لبيت عائشة ، فعائشة من شدّة غضبها رضي الله تعالى عنها ، رمتها في الأرض فكسرتها)
⤴ تخيّل لو عندك أصحاب وزوجتك تفعل هذا الفعل ! ماذا ستفعل ؟
⁉ ماذا فعل النبيّ صلى الله عليه وسلّم ؟
✔ لمّ الطعام بالصحفة ودخل على الأضياف والطعام بيده ، والصحفة مكسورة ، وقدّم الطعام لأصحابه ، وقال صلى الله عليه وسلّم : غارت أمّكم ، غارت أمّكم ، غارت أمّكم .
? هذا صنيع النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، فخير الناس خيرٌ لأهله .
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶

السؤال الأول يكثر السؤال هذه الأيام في المجالس الخاصة والعامة بين الجيران والأقارب والأصحاب والأحباب…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160831-WA0006.mp3*السؤالُ الأول: يكثُر السؤالُ هذه الأيام في المجالسِ الخاصّةِ والعامةِ بين الجيرانِ والأقاربِ والأصحابِ والأحبابِ من ننتخبُ؟ من ننتخبُ يا شيخ؟ انصحني؟*
الجواب : وحُقَّ للنّاسِ أن يسألوا. ولا يُنتظَرُ منّي أن أُجيبَ بأن أوجِّه السّائلَ أن ينتخبَ شخصاً معيّناً بذاته، ولا حزباً ولا لائحةً معينةً. الإنتخاباتُ هي صوتٌ -هي أمانةٌ-، ويجبُ أن تُراعى هذه الأمانةُ، وأن تُعطيَها مستحقيها، فمراعاةُ العشيرةِ والقرابةِ في الشّرعِ ممنوعٌ؛ فهذه جاهليةٌ، يعني أنا أنتخبُ قريبي أو من هو من عشيرتي لأنه من عشيرتي أو لأنه قريبي، وأنا أعلم من أحوالِه ما لا يؤهلُه أن يتكلمَ في قضايا الأمةِ بعامةٍ، كذلك الحزبُ؛ لا يجوزُ للإنسانِ أن يتعصّبَ لحزبِه؛ وأن يقدّمَ الانتخابَ لمن هو من حزبِه دون سواه، فهذه كلُّها من الجاهلياتِ الّتي قال فيها النّبيُّ صلى الله عليه وسلم :”أجاهليةٌ وأنا بين ظهرانِيكم”؛ سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنصارياً ومهاجراً ذلمّا نزغَ الشّيطانُ بينهما فقال المهاجرُ: يا للمهاجرين، وقال الأنصاريُّ: ياللأنصار، والأنصارُ والمهاجرون أشرفُ الأسماءِ وأشرفُ من أسماءِ الأحزابِ، قال تعالى: “والسابقون الأولون من المهاجرين وألانصارِ” [التوبة100]، اسم ذكرَه الله عزَّ وجلَّ في كتابهِ في معرضِ الامتنانِ، فلمّا سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم كُلاً يتعصّبُ لقبيلتِه قال: “أجاهليةٌ وأنا بين ظهرانِيكم”، فجعل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذا التّعصّبَ جاهليةً من أردء وأسوء الأخلاقِ، وأسوء الممارساتِ الّتي ينبغي لصاحبها أن يعاقبَ بالحرمانِ وأن يعامَلَ على نقيضِ قصدِه ذاك الإنسانُ المجرم الّذي يشتري أصواتَ النّاسِ بالمالِ، فهذا الذي يشتري أصواتَ النّاسِ بالمالِ هو ليس أهلاً أصلاً أن يتكلّمَ في قضايا الأمّةِ، هذا الإنسانُ خائنٌ؛ خائنٌ لله وخائنٌ لرسولِه -صلى الله عليه وسلم- وخائنٌ لقضايا الأمّةِ، وكذلك مثلُه وزيادةً الّذي لا ينتخبُ إلا بالمالِ؛ بعضُ النّاسِ يبحثُ كم تدفعُ؟ مائةُ دينارٍ؟ لا أنا أقدّم صوتي لصاحبِ المائةِ وخمسين، وجاء واحد زادني مئتين وهكذا، فهذا من الجُرمِ، وهذا المالُ عند الله حرامٌ، وهو أكلُ المالِ بالباطلِ، ودفعُ المالِ للوصولِ إلى المجالسِ النيابيّةِ وشراءِ ذممِ النّاسِ من الجرائمِ ومن الكبائرِ الّتي لا يحبُّها اللهُ سبحانه وتعالى ولا رسولُه.
من ننتخبُ؟
لا تنتخب الصالح فقط، الصالح -كما كان يذكُر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في السياسة الشرعية-: بعض الناس عاجز؛ يعجز أن يُدير قضايا الأُمة وهو في نفسه على صلاح فيقول شيخ الإسلام: فعجزه عن الأُمة وصلاحه لنفسه؛ فالأُمة ما استفادت من صلاحه، فليست العبرة بالصلاح أن يكون تقيًّا أن يكون -مثلاً- ورعاً من أهل المسجد الصلوات الخمس وهذا أمرٌ مهمٌّ، لكن ليس هذا هو المعيار فقط، المعيار أن تنتخب من يفيد النّاس ويفيد الأُمّة، من يدافع عن قضايا الأُمة، لو عندنا اثنين: رجل أعلم من الآخر في الصلاح وعاجز عن خدمة الأُمة، وآخر يقدر على خدمة الأُمة ولكن صلاحه أدنى من الأول، فالثاني أحق بالصوت من الأول.
وأولاً وأخيراً: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)، الله يعلم منك مقصدك من هذا الرجل دون سواه، إن علمتَ رجلاً يخدم الناس ويخدم قضايا المؤمنين العامة، وما أحوجنا ونحن ولله الحمد والمنة في بلادنا المباركة بلاد الشَّام نحن من فضل الله علينا أننا أهل سُنة جميعاً من فضل الله علينا والأثر المُترتب على الانتخابات ليس كبيراً، وليس مثل الأثر المُترتب على البلاد التي فيها شيعة؛ فالبلاد التي فيها شيعة مثل الكويت، البحرين وما شابه الانتخابات فيها من المهمات، ولقد أخطأ كثير من طلبة العلم والمشايخ عندما كانت الفتن تعصف بالعراق الجريح -أسأل الله أن يرده إلى أهل السُّنة وأن يدحر أولئك القوم العراق- لما جرى فيه ما جرى، بعض الأخوة كانوا يقولون للعراقيين لا تنتخبوا، وجرى ماجرى ثم أُقصِيَ أهلُ السُّنةِ بالكلّيّة، ونحن في بلادنا نحن ولله الحمد والمنة بلاد سُنة وكلنا في الأردن بلاد سُنة ولا يوجد بيننا شيعة أبدًا، أصلاً بلاد الأردن من فضل الله تعالى ما فيها ولا شيعي واحد ومن تَشيَّع من بلادنا إنما تشيَّع لغرض ولمطمع ولعرض ولدنيا فانية، وأما بلادنا ولله الحمد والمنة بلاد سُنة، وموضوع الانتخابات حتى لو أن بعض الذين نزلوا للانتخابات وكانوا على مقدرة على قضايا الناس العامة وما كانوا متديّنين فما يترتب كبير أثر، فمبادئنا وثوابتنا وحبُّنا لأصحاب نبينا -صلى الله عليه وسلم- وديننا وطريقة فهم ديننا إن شاء الله في بلادنا في أمان ولا تقلقوا مما يظهر هنا وهناك في بعض الأحايين: عبدة شيطان، وقصص، وحكايات هذه كلها طارئة على بلادنا، وطارئة على طبيعة أهلنا، كم من إنسان تراه فاجراً، فتراه فجأة ولله الحمد من أهل المسجد، كم من امرأة تراها متبرجة، فجأةً تراها صالحة لكننا حقيقة نحن مقصرون في الدعوة إلى الله، غيرنا أنشط منا في الدعوة إلى الله عز وجل، فرصة ثمينة ما تجلس مجلسا إلا وتدعو إلى ربك عزّّ وجل وأن تكون حريصاً على أن تنشر الدين بيْن الناس، ولله الحمد والمنة، لا يمنعك أحد من أن تأمر وتنهى وأن تُذَكِّر الناس، ولله الحمد والمنة هذه البيئة بيئة طيبة، وبيئة مباركة، أسأل الله جلَّ في عُلاه أن يحفظ علينا هذه النعمة وأن يبقيها.
فلا تنتخب شخصاً مُعيناً، أُنظر إلى من تنتخبه، هل هو أمين؟ هل هو أمين؟ هل هو أمين؟ يعني المصالح لا تُغيّره ولا تبدله وليس صاحب مصالح، بل صاحب مبادئ ويقدم المبدأ على المصلحة هل هو أمين؟ هذا هو المحور الأول.
*المُحور الثاني*: يكون قَويّا لا يكون ضعيفا، ممكن يكون إنسان قوته تأتي مع عشيرته، فهذا وارد وما أحسن أن تجتمع عدة أبواب للقوّة في الإنسان، مثلاً أن يكون وجيهاً، وأن يكون من عشيرة قوِية، وأن يكون مثلاً صاحب مال، صاحب علم، صاحب رأي، صاحب فهم؛ فإذا اجتمعت هذه هي القوة.
القوة تحتاج إلى قوة تصوُّر، وفهم، وقوة موقف، لكن تكون المبادئ مقدَّمة على المصلحة؛ بعض الناس يعمل لمصلحته يدخل ويخرج ولا يفكر إلا بنفسه، يعني يحرم على كل من قدم نفسه ليحقّق مآربه الشخصية، ومصالحه الشخصية؛ فيحرم انتخابه ويحرم في حقه أن يُرشح نفسه للانتخابات، الأصل في مثل هذه المجالس أن تخدِمَ الأُمّةَ وقضايا الأُمة المصيرية فنحنُ في فترة عصيبة أسأل الله أن يعيذنا من فتنتها .
سائل يقول: أنا لا أريد أن أنتخب أحداً؟
الجواب: إذا كنت لا تعرف أحداً، فلا تنتخب أحداً لكن الإنسان بطبعه مدني كما يقول ابن خلدون الإنسان اجتماعي بطبعه ماذا يعني اجتماعي؟ يعني يعيش في المجتمع ويعرف ماذا يجري؟ ويعرف هذا وذاك فلا ينبغي أن يكون جميع إخواننا أصحاب الديانة على هذا المبدأ، ينبغي على المسلم أن يكون حريصاً على دينه وأن يُرشح من هو يخدم، يعني إذا تمَّ التصويت على أشياء محرّمة ما تقع ديانة خوفاً من الله عز وجل فبعض الناس مُفسدون، لا نترك المجال للمُفسدين، لا نترك المجال لأصحاب الأهواء والشهوات والشياطين، يعني ينبغي أن يكون في هذا الميدان من يتقِ الله عزَّ وجل ومن يقول هذا حرام وهذا لا يجوز، إلى آخره.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي.
رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatawa/300/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

هل يجوز للمسلم أن يفرح بما وقع بأعداء الله من الكفار من مصائب ونكبات وإن…

يوجد كلام على هذا السؤال عند العز بن عبد السلام رحمه الله، في كتابه “قواعد الأحكام” (2/397) وهو كلام علمي محرر بعيد عن كل شر.
قال رحمه الله: (لو قتل عدو الإنسان ظلماً وتعدياً فسره  قتله وفرح به، هل يكون ذلك سروراً بمعصية الله أم لا؟ قلت: إن فرح بكونه عصى الله  فيه فبئس الفرح  فرحه، وإن فرح بكونه تخلص من شره، وخلص الناس من ظلمه وغشمه، ولم يفرح بمعصية  الله بقتله، فلا بأس بذلك؛ لاختلاف سببي الفرح، فإن قال: لا أدري بأي الأمرين كان فرحي؟ قلنا: لا إثم عليك، لأن الظاهر من حال الإنسان أنه يفرح بمصاب عدوه لأجل الاستراحة منه، والشماتة به، لا  لأجل المعصية، ولذلك يتحقق فرحه وإن كانت المصيبة سماوية، فإن قيل: إذا سر العاصي حال ملابسته المعصية هل يأثم بسروره أم لا؟ قلت: إن سر بها من جهة أنها معصية آثم بذلك، وإن سر بها من جهة كونها لذة لا تنفك من فعل المعصية، فلا يأثم إلا إثماً واحداً، والإثم مختص بملابسة المعصية، والله تعالى أعلم) أ.هـ.
ونفهم من كلامه أنه لا يجوز للمسلم أن يفرح بالمعصية والظلم، وإنما يفرح بخلاص الناس من شر الظالم والمعتدي، ورحم الله العز، ورحم الله علمائنا فما تركوا لنا شاردة ولا واردة إلى يوم الدين إلا بينوها وفصلوها.

السؤال الحادي عشر متى تجوز غيبة أحد لأن بعض الإخوة يقولون جائز غيبة الفاسق…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161023-WA0008.mp3الجواب : لا، “لا غيبة لفاسق” لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من مراسيل الحسن أخرجه أبو داود في كتاب المراسيل ،
لكن الفاسق إذا جاهر بفسقه فإن اغتبته من باب التحذير منه بهذه النية جائز ، وكذلك التعريف ، يعني جاء إنسان يخطب بنت فجاءك أبوها فقال لك:ما رأيك في فلان؟
وأنت تعرف فسقه فلك أن تتكلم فيه بنية التحذير وأن تنجو هذه الفتاة من شره بالمقدار الذي يصرف ولا يوقع القبول .
إذا كان إنسان عاقل وصاحب ديانة تكفيه أن تقول فلان لا يصلح لابنتك ،فلان لا يصلح لكم فهذا يكفي ، أما إذا كان الأب بليدا فعليك أن تفصل حتى لا تقع هذه الجريمة ، جريمة امرأة صالحة طيبة طاهرة تتزوج من إنسان فاجر ، بعض الأخوات تبعث سؤال تقول زوجي لما يريد أن يغيضني يشتم ربي ، أعوذ بالله من الشياطين يعني يكفر ، فحتى لا تقع مثل هذه الجريمة فلا بد أن تُفصل ، تقول فلان يشرب الخمر ، فلان يعني تذكر شيء ينفر ولي الأمر الفتاة من أن يعقد النكاح .
مجلس فتاوى الجمعة
13 محرم 1438
2016 – 10 – 14

هلا حدثتنا عن الصبر وأقسامه وفضله

(الصبر نصف الإيمان)، كما قال ابن مسعود ويعزى ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، والصواب أنه من قول ابن مسعود، ولذا كان يقول بعض السلف: (الإيمان نصفان، نصف صبر ونصف شكر)، وكان يقرأ على إثر ذلك قوله تعالى: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}، وكان عمر بن الخطاب يقول: (خير عيش أدركناه الصبر) والصبر منزلته من الإيمان كمنزلة الرأس من البدن.
والصبر أقسام، خيره وأفضله وأحبه إلى الله الصبر على الطاعة، والمرتبة الثانية الصبر على ترك الشهوة والمعصية، والمرتبة الثالثة الصبر على قدر الله وقضاءه، فخير هذه المراتب المرتبة الأولى، لذا كان الواحد من السلف إذا فعل طاعة يصابر عليها حتى يلقى الله، وكانوا يكرهون التحول والتنقل.
والصبر فيه الخير كله، لقول الله عز وجل: {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}، والخير في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فقول الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، فيوم القيامة يحاسب الجميع إلا الصابرون، وأما في الدنيا فالفلاح مرتبط بالصبر، لقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}.
وفي الحقيقة الصبر يكون عند الصدمة الأولى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب}، وهذا عند الصدمة الأولى، فالصابر هو الذي يكبت غضبه، ويحلم على الناس، وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، قال: {لا تغضب}، فاستقل هذه الوصية، فقال: أوصني، قال: {لا تغضب}، ثم كررها ثالثة، فقال له صلى الله عليه وسلم: {لا تغضب، ولك الجنة}.
ومن المعلوم أن أكثر أسقام وأمراض البدن والروح والقلب إنما تنشأ عن عدم الصبر، فما كشفت صحة القلوب والأبدان والأرواح بمثل الصبر، وهل الشجاعة والعفة والكرم والتصدق إلا ثمرة من ثمرات الصبر، فالصبر خلق تنبعث منه أخلاق حميدة كثيرة شهيرة، والإنسان يصبر إن علم قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: {ومن يتصبر يصبره الله}، وحديثه في جامع الترمذي: {من رضي فله الرضا، ومن سخط  فعليه السخط}.
وكان عمر بن الخطاب يقول: ((لئن كان الشكر والصبر بعيرين ما عبئت أيهما أركب}، ويقول: ((خير عيش أدركناه الصبر}، فخير ما يدرك الإنسان أن يصبر على طاعة الله، وخير اللحظات تقتضيها أن تصبر وأن تنزع وتحرر نفسك من حظوظها وشهواتها، وملذاتها من أجل الله، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فأحسن الصدقات أن تتصدق وأنت فقير تحتاج المال.
ومن صبرعن شهوة النساء والنظر إليهن، يجد في نفسه من اللذة، وانشراح القلب، والنور الذي يدخله، ما لا يعلمه إلا الله، فمن استعف أعفه الله، وما سبب قساوة قلوب الناس اليوم، ووجود الغلظة والحجب على القلوب، وعدم وجود النور الذي ينشرح إليه القلب إلا عدم حفظ الناس لأبصارهم، ولذا كان قول الله تعالى: {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}، بعد آيات غض البصر، فمن حجب نفسه وغض بصره وصابر على الطاعة في سبيل الله، لا بد أن يبقى على خير، ولا بد أن يجد نوراً ولذة وانشراحاً وإخباتاً وطمأنينة في قلبه.
والناس اليوم يظنون أن الصبر فقط أن تترك المعصية، وهذا خطأ، فالأحسن من الصبر على المعصية، أن تصابر نفسك على الطاعة، فالنفس تميل للدعة والراحة، فلا تعطها حظها وافطمها عن ذلك، وإن سلكت مسلكاً فيه شيء يحبه الله، واظب عليه وابق عليه، واصبر وصابر ورابط تفلح بإذن الله.

السؤال الخامس والعشرين إذا صنع لي موظف في وزارة ما معروفا فهل يجوز…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/WhatsApp-Audio-2016-12-14-at-7.41.18-AM.mp3الجواب : قد يجوز لك أن تعطي ولكن هو لا يجوز له أن يأخذ .
فطلبك للاعطاء لا يلزم منه الأخذ .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : هدايا العمال غلول .
فمن له راتب لا يجوز له أن يأخذ .
فالمكافأة تكون بطرق كثيرة .
مثلا رأيت رجلا دمثا ((رجل يصاحب رجلا عزيز عليه ))لأنه صاحب خلق وصاحب خدمة للناس ، فلا يلزم من المكافأة المال ، ولا يلزم الهدية .
قد يكون تعميق صلة أو دعوة في أن تدعوه لطعام وتكرمه في بيتك ،وأن تبقى على صلة حسنة به وتدعو له ، كم من إنسان تراه وتحبه وتدعو له بالغيب ، فأنا اعرض وهو لا يرضى أن يأخذ فليس له أن يأخذ .
و ما أحسن أن تكون المكافأة بفقه بأن تحسن كيف تكافئ هذا وتكافئ هذا ، وهذا ماذا يحل له، وما لا يحل له من المكافأة ، وهكذا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
10 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 9 إفرنجي

السؤال العشرون كيف نتعامل مع الولد الذي عمره سبع إلى عشر سنوات هل نتساهل معه…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171121-WA0119.mp3الجواب: جزى الله السائل خيرا.
علماؤنا يقولون: هل الأمر بالأمر أمر؟
يعني النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم بالمضاجع) هذا أمر النبي عليه السلام للوالد بأن يأمر الولد، فهل بالنسبة للولد أمر؟
الجواب: لا، رفع القلم عن الولد، أنت المأمور أن تأمر، لكن هو ليس مأمور أن ينفذ، حتى يصبح على مخايل البلوغ سواء كان ذكرا أم أنثى.
والواجب على الأب أن يدّرب.
يجب عليك وهو ابن سبع سنوات أن تأمره، وعندما يصبح عشرة يضرب، لكن إن قصّر الولد فيتساهل معه، ابن السبع يتساهل معه بالطهارة،
ابن العشر يحتاج للطهارة، والبنت تحتاج لتحس أنها كبرت، وأنها عورة حتى لا يُطمع فيها، حتى يبقى الحياء عندها، وحتى لا تتبخّر الغيرة من نفوس أبيها وإخوانها، لكن لو وقع تقصير فالولد لا يأثم أنت المأمور والولد لا يأثم ( فهذه دربة )، إلاّ إن قصرت على وجه أصبح هذا الولد بالغا وأنت ما دربته على أن يستقيم على أمر الله عز وجل .
أيقظت ولدك للصلاة قال لك أنا نائم اتركه ولا بأس تقول له وتعلّمه، وتخبره بوضوح، ترى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمرني لما يصير عمرك عشر سنين أن اضربك، أنت الآن لم يصبح عمرك عشرة بعد أنت الآن عمرك سبع أو ثمانية.
كنت أزجر بُنية لي صغيرة قبل العشرة وعلمتها الحكم فأرفع يدي وأنا أمازحها متظاهرا بضربها فتقول لي: لن تضربني لأنه أنت قلت أن الضرب ممنوع قبل العشرة وأنا ما صار عمري عشرة، انتهى.
جميل أن تصبح هذه الأحاديث وهذه الأحكام العملية لها في الحياة تطبيقات وتذكير باستمرار في جميع الاحوال، في العشر وفي السبع .
أسأل الله التوفيق والسداد.
الموفق والمسدد هو السعيد أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السعداء
والله تعالى أعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor

السؤال العشرون شخص أساء بحق شخص آخر عن طريق الهاتف وأوهمه أنه بنت …


الجواب : قال ابن سيرين وغيره من التابعين إذا أسأت لشخص أو اغتبته قال فأكثر من الدعاء له ، فأنت أكثر من الدعاء له ، وتب إلى الله ، وحذر الناس من الشر .
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 5 – 27
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?

ابتلاء العبد في الحياة والطريقة الشرعية في تعامله مع هذا البلاء وما يترتب عليها من…

الواجب على المسلم أنْ يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره ، وغالباً ما يكون المُر فيه خير ، وإذا لم يكن هذا الخير في الدنيا فهو في الآخرة .
المؤمن لا يشاك بشوكة إلا ويكتب له فيها أجر، ففي الحديث عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له ، ليبلوكم بالخير والشر فتنة ، فالمبتلى بالخير وبالصحة وبالمال وبالعافية فهو بفتنة ، والمبتلى بالقلة وبالضعف هو بفتنة ، والواجب على الإنسان أن يؤدي حق الله في هذه الفتنة بأن يلتزم بما ينزل في هذه النازلة من أحكام ، في أن يترك داعيَ هواه وأن يستجيب لأمر مولاه جل في علاه .
وعلماؤنا يقولون : من أصيب بمصيبة أولاً يتذكر الأجر الذي فيها ، ويتذكر قصوره تجاه ربه وأنها تكفر عنه ، وليتذكر النعم الكثيرة التي بقيت في غير هذه المصيبة ، وليتذكر مصيبة غيره ، فإن غيره قد أبتلي بأشد من هذه المصيبة ، ثم يحتسب الأجر .
وما أشك أنه ما يجري على هذه البسيطة من أحداث جليلة أو صغيرة إلا ولله فيها حكمة ، والعاقل من يتلمس هذه الحكمة ، ومن ينظر إلى الأمور بنظرة ربانيّة فيها موعظة وإفادة ، يستفيد الإنسان ، وليس الخبر كالمعاينة كما يقولون .

السؤال الثامن عشر ما رأي فضيلتكم في قنوات الرسوم المتحركة للأطفال مثل space toon

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/10/AUD-20171020-WA0071.mp3الجواب: لا أعرفها.
و لا أحبذ أن يعيش الولد وأن يؤخذ ويسرق خياله وسعته وقوة حافظته، فبدلا من أن ترسّخ فيه القرآن والمتون والعلم الشرعي فهذا الخيال ينمى بخيال الرسوم المتحركة.
*الرسوم المتحركة أكبر مؤامرة على أولادنا*، الولد عنده خيال واسع والخيال الواسع إذا بقي يتسع و لم يغذى بالغذاء الصحي الشرعي، فعندنا للبدن غذاءان غذاء صحي ،وغذاء غير صحي غذاء مسموم.
والذاكره لها غذاءان:
غذاء صحي.
غذاء غير صحي.
والغذاء الصحي في الذاكره أنه ما دام في خيال واسع الخيال يجعل الولد يطبع الشيء الذي يحفظ يطبعه طبعا.
في مخيلتي سطور من كتب أهل العلم عمرها فوق الأربعين سنة ما يمكن أن تزول وبعض سور القرآن من غير الممكن أن تزول فأحيانا أفعل هكذا ( إشارة ) كأني أقلب الصفحه يعني كأني أقرأ من المصحف.
فحفظ الصغير من غير الممكن أن يزول فهذا غذاء صحي.
فأكبر مؤامرة على أولادنا أن تربطه بالرسوم المتحركة وتغذي خياله بغذاء غير صحي.
أنا وأنت وكل البشر عندنا قوة استشراف الغيب نحب أن نعرف الغيب، فينا قوة وفي نفوسنا تعلق بحب معرفة الغيب، هذا سبب وجود الخرافة في الأمة.
الشرع وضع لها غذاءً صحيا لمعرفه الغيب فالغذاء الصحي لهذه القوة التي في النفس؟
أخبار الجنة وأخبار النار و اخبار أشراط الساعه وأخبار الفتن هذا الغذاء الصحي استبدل اليوم بالسياسة والتحليلات السياسية ،والناس يأكلون هواء وخطأ ويتبين كذبهم ويتبين خطأهم في حدث وحدثين وأربعة وعشرة وأربعين ومئة ومائتين و ما زالوا متعلقين بالأخبار والفضائيات.
ما تبين لك وثبت أن هذه الفضائيات كلها دجل وكذب مئة مرة ،أليس لك عقل تبقى أي وقت تقلب و بعض الناس كل وقته يذهب لهذه المسائل، فبدلا من الغذاء الصحي لقوة استشراف الغيب التي تربيك وتقربك من ربك وتتعلم وتعرف أخبار الجنة والنار ، كاد الناس ينسون الجنة والنار اليوم، حقيقة الجنة والنار بقيت اسم عام فتفاصيل الجنة والنار كادت أن تنسى والله سبحانه يقول عن المؤمنين « *وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)».*
المؤمن لما يبعث من قبره يعرف ماذا له، يعرف الجنة معرفة تفصيلية.
من أسباب دخول الجنة معرفه هذا الغيب، هذا غذاء صحي ما ينبغي أن نستبدله بالقاذورات.
وأنا والله الذي لا إله إلا هو كأننا نأكل من المزابل والقاذورات ونطعم أولادنا في الصور المتحركة و متابعتنا للأخبار بالطريقة التي تجري ومتابعتنا بدون رقيب ولا حسيب ولا ضوابط و لا معرفة كأننا تركنا الغذاء الصحي الطيب واللحم والعصير الطيب و بدنا نأكل من المزابل والفطائس هذا حال الناس، إذا أردنا أن نصور الشيء الحسي بالشيء المعنوي الملموس والعرب تلجأ للتمثيل حتى تتضح الصورة، نسأل الله جل في علاه العفو والعافية.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢٣ محرم 1439 هجري ١٣ – ١٠ – ٢٠١٧ إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor