السؤال التاسع عشر ماحكم رب البيت الذي يسمح بدخول الإنترنت الى بيته

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170323-WA0063.mp3الجواب : أن يأذن بدخول الإنترنت في بيته بعجره وبُجره وخيره وشرّه وأن لا يراقب لا الكبير ولا الصغير ، هذا غاش لرعيته ، ومن مات وهو غاش لرعيته فقد حُرمت عليه الجنه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اليوم أخبروني بعض الأخوان أنه بمشاركة دينار بالشهر تحجب السوء والشر عن الانترنت .
إذا احتجت الانترنت فالانترنت وسيلة ، ولكن هذا سلاح حاد لا يوضع للصغير ولا يوضع للشاب المراهق ولا يوضع للشابة المراهقة والذي عنده إنترنت يجب أن يراقب، بالرضى وغير الرضى ، بالعلم وبغير العلم ما يمنع أن تذهب وتفتش هواتف أولادك وبناتك، أنت ولي أمر وهذا حقك ، وهذا ليس بالتجسس ، وليس إعتداء على حرية أحد .
تعالي يا بنت أفتش تلفونك، ممنوع أم غير ممنوع هذا ، تعال يا ولد، غير ممنوع ، ولك حق حتى تحسن متابعة اولادك، أليس الطبيب قبل أن يصرف الدواء يعرف الداء، أما أننا نعيش فلا نعرف دواء ولا داء، نعيش في البيت أبدان وأجسام دون أفهام ، دون قناعات ، دون توجيه فهذه مشكلة.
التربيه لها أربعة أركان ( الأبوين ) : والصغير قبل التمييز لا يعرف في الدنيا أحد إلا أبويه ، فيحاكي أبوه ، يكبر قليلا ( الأصدقاء ) ، و الحارة ، يكبر قليلا ( فالمدرسة ) ، يكبر قليلا ( وسائل الاتصال والاعلام المقروءة والمرئية ) ، واليوم أخطر شيء المرئية وأخطر شيء فيها الشهوات ، فهي تؤججها ، فهذه هي اربعة أركان للتربية .
واليوم البيت الذي يوجد فيه الصادقين المصلحين الحريصين على شرع الله – تعالى – ينبغي أن يعمل عمل مقابل ثلاث جبهات ، ( جبهة الحارة ) ، و ( جبهة المدرسة ) ، و ( جبهة الاعلام ) ، فإذا ما كان البيت فيه حصانة ، وفيه قطع عن شر الإنترنت ، الأمر سهل اقطع الشر ،من عنده شر ، من عنده آفه ،ذهبنا عند الطبيب، الطبيب دلنا على الداء فينبغي أن نعالجه بالدواء ،وهذه تحتاج إلى فطنة من رب البيت أن يكون لبقا فطنا .
أنا اتصور أن بعض إخواننا الحريصين على كلامي ويحبونني ، سيتصرفون على وجه السرعة، لعله اليوم المغرب أو العشاء أو غد أو بعد قليل يأتيني من يشكو منهم، يعني بطريقته البشعة ،بكل سهولة وبطريقة طبيعية لا تتهم أحد لكن انت كن حاضرا أنت كن لبقا أنت أعلم ماذا يجري حواليك ،أنت تكن عندك مراقبة أول بأول لا تتفاجأ فجأه، تجد لا سمح الله عجائب والله الذي لا إله إلا هو يا إخوة أننا نسمع قصص بسبب غيابك عن بيتك وعدم أريحيتك في بيتك وأنك أنت غير منسجم مع أولادك ،فجأة تظهر آفات ما كان يحلم بها هذا الرجل ،كن حاضرا كن لأهلك ،خيركم خيركم ﻷهله ، كن ﻷهلك راقب أهلك بغير اتهام راقبهم بأريحية ،كن رحيما كن فطنا كن عاقلا لا تكن غائبا أهبلا ولا تضحك على نفسك بل كن واقعيا ، وادرس الأمور وعالج الأمور بهدوء لا تغيب ، وكن شجاعا ، بعض الناس يخاف يصدم ، فيعالج بالإهمال وبعدها يستيقظ على كارثة يستيقظ على ان ابنته حاملا وابنه خارج هذا المجتمع هذا الواقع .
والله يا أخوة ذاك اليوم صلى معنا إمام مسجد يقول : دعيت على إفطار ، كنت صائما ، فدعيت على افطار ، قال خرجت ثم تذكرت شيئا ، وكنت قد واعدت الذي دعاني على الإفطار، ثم تذكرت أنه يوجد غرض في المنزل قال : غبت قليلا ثم رجعت ، إمام مسجد ويسكن في المسجد ، قال لما رجعت آخذ الغرض لقيت رجلا عند زوجتي ، متفقة معه أن زوجي يريد أن يفطر بالخارج تعال أنت بعد خروج زوجي، في بيت الله ، فهذا إمام مسجد يسكن بالمسجد ويقول أنه حافظ للقرآن وزوجتي مختمرة وتغطي وجهها ،فقال ماذا افعل ؟
فقلت له : أنت غائب عن زوجتك ، لا تعطيها عواطفك ، فهذه مصيبة كبيرة أنت عمرك ضميت زوجتك وقلت لها يا حبيبتي ، ملئت مشاعرها .
قال : لا .
قلت : أتى إبليس آخر أملى لزوجتك مشاعرها .
فانحراف المرأة لا يدل على أنها تحب القبح وتحب الجنس هذا عمل الذئاب من الرجال ، المرأة تركتها أنت وهي تحتاج للعاطفة ، ماعندها عاطفة ، فجاء رجل فأملىء عندها العاطفة بالكذب والزور وطريق الشيطان ، فأنت حصن زوجتك امليء زوجتك بالعواطف .
بنتك بسن معين تحتاج إلى ان تقول لها يا حبيبتي وابنك بحاجة إلا ان تضمه وتقول له يا حبيبي .
هذه عاطفة مثل الطعام والشراب ، فالشخص إذا ما أكل يجوع ويحتاج إلى طعام ، فلما وُلِدَ جفاف للعاطفة بين الوالد وابنته والزوج مع زوجته والولد مع أمه ومع أخواته فتحصل مصائب .
فهذه الطاقات تجتمع في النفس لا بد يوم من الأيام أن تنفجر فإذا نحن لم نضع لها الحدود ووزعناها فلا يمكن أن تحصل تربية .
أعجبني جداً كتاب أدب طوق الحمامة ، أدب الألفة والآلاف وهو كتاب اعتنى به علماء النفس وعلماء التربية لابن حزم وأكاد أقول تُرجم بكل لغات الدنيا أنصح إخواني بقرائته ، تقرؤون فقه الحب ، كيف تحب ؟، الحب طاقة عندك إياك أن تحصرها في زوجك ، إياك أن تحصرها في ابنتك ، وزعها ، فإذا وزعت هذه الطاقة ( الحب ) التي في قلبك مثل السيارة تسير بأربع عجلات ، فلا تكون عندك أزمات ، لا أزمات نفسية ولا غيرها ، فوالديك لهم نصيب وأخوانك لهم نصيب وأخواتك لهم نصيب وعماتك لهم نصيب وجيرانك لهم نصيب .
دائماً أقول لأخواني أكبر واجب في هذا الزمان أن تعطي لكل ذي حقاً حقه وتبقى ما شي باستقرار ، فإذا مات واحد ما تموت أنت تبقى حي ، فالأمر فيه خلل في أصل العلاقة يترتب عليها خطأ في التربية ويترتب عيها خطأ في المعالجة .
أنا ما أقول الذي سمعت لكي تتهم بنتك أو ابنك لا لا تتهم أولادك ، لكن انت مارس حقك ، فالله أعطاك حقك ، فالنبي صلى الله عليه وسلم في حديت عبد الله بن عمر قال : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ، حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته الخادم الذي عندك راع والعبد الذي عندك راع عنده مسؤولية ،أنت راع فلا تترك رعيتك ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو غاش عن رعيته فقد حرمت عليه الجنة.
الرعاية ليست فقط لولي الأمر الأمر الأكبر ، فكلكم راع ، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 3 – 25 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان . ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال السادس عشر ما هو الحكم الشرعي من الاختلاط في الجامعات

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161111-WA0014.mp3الجواب: اختلاط الرجال بالنساء ممنوع في الشرع. والواجب أن يحرص الإنسان كل الحرص على أنه إذا وقع الاختلاط ألا تقع الخلوة؛ *فما خلى رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما* كما ثبت في الترمذي.
قال الله تعالى عن موسى: (ووجد من دونهم امرأتين تذودان)، فقال موسى: (ما خطبكما)؟ قالتا: (لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير).
الاختلاط في سقيا الغنم على الماء ممنوع!
ما خطبكما؟ قالتا: (لا نسقي حتى يصدر الرعاء [أي: يخرجون] وأبونا شيخ كبير [وما خرجنا إلا لأن أبانا شيخ كبير])، من قالت هذا الكلام لموسى؟ الظاهر هي التي أصبحت زوجة موسى، والله تعالى أعلم.
قالت: (يا أبت استأجره؛ إن خير من استأجرت القوي الأمين).
ماذا قال أبوها؟
قال: (إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين). هي تقول لأبيها إستأجره، فهو ماذا قال له؟
من تحضره أجيرا عندك، وعندك بنتين ماذا يعني؟ أي زوجه! أنت أحضرت أجيرًا عندك، وعندك بنتين وما عندك ذكور فلماذا تحضره عندك؟
(وجاءته إحداهما تمشي على إستحياء قالت …)، يا الله!!
العلماء في علم الوقف (وهو من علوم القرآن) اختلفوا في هذه الآية، فمنهم من قال: (وجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ثم قالت: (إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا)، الشاهد في الآية: (وجاءته إحداهما تمشي على استحياء[وقف] قالت)، فالحياء بماذا كان؟ *الحياء هنا بمشيتها*.
ومنهم من قرأ: (وجاءته إحداهما تمشي [وقف] على استحياء قالت)، الحياء بماذا؟ *الحياء هنا بالقول*.
*فهي حيِيّة في مشيها، حيِيّة في قولها*.
لما قالت: (يا أبت استأجره)، ماذا قال لها أبوها؟ فهم أبوها، بنت تقول عن شاب استأجره، ماذا تريد؟
اليوم يأتي واحد لبنتك ومذكور بأصرح من قول استأجره، مذكور بأصرح من هذا، والأب يمنع، ما يفهم.
البنت لما تبلغ تطلب الزواج، العاقل -ولا سيما من الآباء- يفهم.
أما إذا ما يفهم ينظر إلى بدنها تظهر تضاريس جديدة في بدنها، هذه التضاريس تنادي على أبيها: يا أبت زوجني.
فالعاقل ينبغي أن يفهم.
مصائب الأمة كلها من وراء الاختلاط، ولذا قديمًا كان المبشِّرون وأعداء الله الذين يصدون عن الدين يقولون: (البنات بؤبؤ عيني)، يحرصون على البنات ومدارس البنات، ويعملون على إفساد الأمة من خلال المرأة، فالاختلاط ممنوع شرعًا.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 صفر 1438 هجري
2016-11-4 إفرنجي

السؤال أخ يسال ويقول شخص يعمل مشاكل ويؤذي الناس ويشتمهم وفي شهر…

 
 
الجواب : العلماء اختلفوا بارك الله فيك أيهما الافضل المسامحة ام لا، وفضل المسامحة ( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا) ، (هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) رجحوا هذا .
 
ومنهم من استدل بقول الله (جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) .
 
ومنهم من قال هذا فضل وهذا عدل .
 
والذي أراه أنا العبد الضعيف أن المسامحة إذا نجعت ونفعت فهي بلا شك أفضل، وأما إذا اذا لم تنفع ولم تكن ناجعة فيُجزى سيئة بسئية هذا هو الدواء الرباني في بعض الحالات دون بعض .
 
مجرد المطالبة بالمسامحة على أشياء مجهولة أو مسامحة غير حقيقة وليس هناك نية للإقلاع والندم وإعادة الحقوق إلى اصحابها فهذه مسامحة قانونية وغير شرعية وهذه لا تجزىء ولا تنفع صاحبها عند الله عز وجل .
 
لا أرى مناعا من أن يزجر هذا النوع من الناس بعد اعطائه المهلة اللازمة ، والمهلة الدارجة في الشريعة ثلاثة أيام ، ومن ثم بعد ذلك يقال له في نفسه قولا بلايغا ، والله أعلم.
 
اسأل الله أن يجعلنا وإياك مفاتيح خير مغاليق شر ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
السبت 2017 – 5 – 20
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
 
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام http:// t.me / meshhoor

السؤال الثالث يقول الأخ السائل من أمريكا يقول رجل عنده ثلاث زوجات…

الجواب : هذا ليس زواج هذه قلة أدب. الزواج كله حياء .. الزواج كله فضيلة الزواج كله خير. النبي صلي الله عليه وسلم يقول :(احفظ عورتك إلا من زوجتك او ما ملكت يمينك)*سنن أبي داود4017(وحسنه اﻷلباني كما في الارواء1810 ) وفيما يذكر عن عيسى عليه السلام في (مدخل) الإمام ابي عبيده في كتب المواعظ : الستر سيمة لجميع الأديان …. لا يجوز للمراة أن تنظر لعورة ضرتها فلا يجوز للرجل أن يجامع زوجاته أمام بعضهن بعض. النبي كان يطوف على زوجاته في ساعة بعد العصر -كمافي البخاري أن النبي أوتي قوة اربعين رجلآ- فمن أراد أن يتمتع بزوجاته وأعطاه الله القوة في ذلك هو يطوف على النساء وكل امراة تحفظ عورتها عن الأخرى .فهذه كبيرة من الكبائر.
ثم الكبيرة الأخرى : السحاق بل جعلها الإمام الزهري في مصنف ابن ابي شيبة جعل فيها حدا ،ويرى أهل العلم أن العقوبة فيها التعزير فلا يجوز للرجل إلا أن يحفظ فرجه . وعلى المرء أن يحفظ عورته إلا على الزوج أو الأمة.
{والذين هم لفروجهم حافظون إلا على ازواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذالك فأولئك هم العادون}.المؤمنون5-6-7 ? مجلس فتاوى الجمعة
⏰ تاريخ 2016 / 5 / 13
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال الثامن عشر والدي رحمه الله أعطانا نحن أولاده كل واحد منا بيتا …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161112-WA0005.mp3الجواب :
أول الرافضين لمثل هذا ينبغي أن يكون هذا البار ، ويقول لا أستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
أول من ينبغي أن يرفض الولد يقول: أنا خدمت والدي ليس مقابل المال ، لو أعطيت مال الدنيا ما أقبل مقابل هذه الخدمة ، هذه عبادة .
هل يجوز أن يأخذ الإنسان أجرًا على العبادة؟!
الجواب : لا يجوز .
والنعمان بن بشير كما هو ثابت في الصحيحين لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نحلت إحدى أولادي نحلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنحلت سائر أولادك مثله ؟! قال : ( لا ) ، قال له النبي عليه السلام : أشهد غيري : إني لا أشهد على زور!! في روايات متعددة .
هذه النحلة التي خص فيها الوالد هذا الولد مقابل برِّه لا تشرع ، يكفيك رضاه ، ويكفيك دعاؤه لك ، ودعاء الوالد مستجاب .
تكملة السؤال : بما يوجهنا فضيلتكم بهذا الخصوص ؟
جواب الشيخ :
الأمر إذا رضي الولد فالأمر عنده ، وإذا كان الولد هذا بارًا بأبيه في حياته فما أحوّجه ببره إليه بعد وفاته ، ومن باب بر الوالد ينبغي أن يقول والدي أساء وأخطأ وهو لا يقصد هذه الإساءة بسبب جهله وعدم علمه بهذا الحكم، فأنا لا أقبل بهذا العطاء وهذا العطاء لسائر إخواني .
تكملة السؤال :
والدتي رحمها الله قبل وفاتها كان عندها مبلغ من المال، وبعد وفاتها قالت أختي إن أمي أودعت المبلغ عندها، وأبلغتها بأن تعطيه لأخي، علما أننا كنا محتاجين إلى المال لمصاريف علاجها قبل وفاتها ولم نعرف بوجود هذا المبلغ إلا بعد وفاتها ، هل جائز شرعًا أن يخص به أخي أم يجب توزيعه على الورثة ؟
الجواب :
تأمل معي حديث النعمان بن بشير مرة أخرى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه في بعض الروايات في الصحيح ألا تحب أن يكونوا لك في البرَّ سواء ؟ قال : بلى ، فلما ذكر النبي عليه السلام البرَّ ،دل هذا الذكر على أن هذا الحكم يشمل الذكر والأنثى ، يشمل الأم ويشمل الأب .
لماذا يشمل الأب والأم ؟
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء .
أنتهز هذه الفرصة، لأنبه على أصل مهم ألا وهو :
الفقه في حقيقته أن توائم بين اللفظ والمعنى ، وأن تقف عند اللفظ ، وألا تتوسع في المعنى إن لم يأذن لك الشرع في ذلك . وأن لا تجمد على اللفظ وأن تتوسع في المعنى إن أذن لك الشرع في ذلك .
وآفة الفقه بالجملة الجمود على ألفاظ الشرع يأذن بتوسع المعاني فيها ،أو التوسع في المعاني بطريقة الشرع لا يأذن بهذا التوسع ، هذا هو آفة الفقه .
خذ هذين المثالين حتى تفهم هذا الإجمال في التطبيق العملي :
البر : ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟
الخطاب للرجل ، لكن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء ،فدل أن الأمر يحتمل أيضا عطية الأم ، لا فرق بين عطية الوالد وعطية الأم .
مثال آخر يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم 🙁 العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه إلا الوالد لولده) ، فأنا أب أعطيت أولادي شيئا فأي وقت شئت أرجع بعطيتي ولا حرج علي .
النبي صلى الله عليه وسلم قال ماذا ؟
قال : إلا : إلا أداة استثناء .
انتبه!!
جاء الحديث بصيغة الاستثناء ، ومعنى صيغة الاستثناء أن يخصص فقط المستثنى ، قال : ( إلا الوالد لولده ) .
فلو أن الأم أعطت فهل لها أن ترجع ؟
الجواب: لا ليس لها أن ترجع .
لماذا ليس لها أن ترجع ؟
تأمل معي الآن ،في الرجوع في العطية نجمد على اللفظ ، ولم نتوسع في المعنى ، والأصل أن نعمل هذا الحديث من حديث النعمان بن البشير ، بمعنى إذا أعطت تعطي الجميع بنفس العطية .
أعطت كل الأولاد فهل لها أن ترجع ؟
ليس لها أن ترجع .
الأب أعطى ولدا وساوى في العطية بين أولاده ، فهل له أن يرجع ؟
له أن يرجع .
أما الأم ليس لها أن ترجع .
ففي الرجوع جمدنا على اللفظ وفي العطاء وسعنا اللفظ ، والذي جعلنا نجمُد على اللفظ صيغته وطريقته ، والذي جعلنا نتوسع النبي صلى الله عليه وسلم أناط الأمر على البرِّ ، وبر الوالدين سواء.
والله تعالى أعلم
فالولد لا يحل له أن يأخذ ، هذه عطية لولد ، والواجب المساواة في العطية ، بعضهم استثنى الفقير وأخونا في السؤال يقول كنا نحتاج للنفقة عليها في المرض ، والإنسان إذا مات فأول شيء نصنع في ماله أن نجهزه من ماله ، ونسد دينه ، فما أنفق عليها تطببا وماتحتاجه من تجهيز للوفاة فهذا يؤخذ من مالها ، ثم نقضي الدين ، ثم ننفذ الوصية ، ثم نوزع للورثة ، نوزع المال للورثة .
توزيع المال للورثة يسبقه أربعة أشياء :
أولا : تجهيزه
ثانيا : سداد دينه
ثالثا : إنفاذ وصاياه الشرعية على ألا تزيد على الثلث .
رابعا : نوزع المال .
فكل ما دفع على تطببها إنما هو من مالها ، والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
3 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 4 إفرنجي