السؤال الثامن عشر: زوج بنتي منذ معرفتي به بالنسب، علمت عنه خيرًا من صلاة وصوم وعمل خير ومساعدة الناس وصلاة الجماعة وحرص شديد على الحلال والحرام، وكان يحث زوجته على الصلاة دائما، وبعد ست سنوات سمعت عنه يفعل عمل قوم لوط ولديه طفلان من بنتي، ماذا تنصحوني أن أفعل؟ وهل أخبر زوجته بهذا العمل؟ وقد ذهب إلى مكة لأداء العمرة ويلبس على السنة وأغلب الناس يشهدون له بالخير؟
الجواب: دعوا الناس على ستر الله، ومن ستر على مسلم ستر الله تعالى عليه.
والواجب عليك أن تتعاهده وأن تنصحه، والتشهير بالمسلم أشد من فعل المعصية.
وليس كل كلام يقال صحيح ،فحسن ظنك بأخيك.
قال أهل العلم: من حسن ظنه ووسعه في الناس فإن الله عز وجل يرزقه حسن الختام.
حتى أن بعضهم قال- وهذا كلام الغزالي في الإحياء-: لو رأيت مسلما على معصية فإن فارقته فحسن ظنك به وقل لعله تاب.
فاتركوا الناس على الستر، ولا تفتشوا على عيوب الناس، ومن تتبع عورات المسلمين فإن الله يقيض من يتتبع عورته.
إلا – والعياذ بالله تعالى- أن يكون الأمر قد فُضح وشُهر وكثر؛ فحينئذ لك أن تسأل عن هذا.
وهذا له حُكمه، أما وهو على ستر وعلى ديانة، وتقول ذهب للعمرة وما شابه فأرجو الله – جل في علاه- أن يستر عليه.
والواجب عليك إن بلغك شيء من هذا: أن تحمل الأمر على الستر ثم إن انتشر فالواجب عليك أن تعظه، ثم أن تذكره، ثم بعد ذلك ليس عليك إلا أن تفصل العلاقة التي بينك وبينه.
ورحم الله الفضيل بن عياض كان يقول من زوج موليته من عاص أو من مبتدع فقد قطع رحمه.
إذا كان زوج بنتك أو زوج أختك واحد عاص أو مبتدع لا تستطيع أن تذهب إليه، لا تستطيع أن تجالسه.
ماذا يترتب على هذا؟!
يترتب على هذا قطع الرحم.
-وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله- .
السؤال التاسع والعشرون: أخت تسأل تقول عندي ولد عمره اثنتا عشرة سنة، ونحن مقيمون في بريطانيا، تَناقَشَ هو وأولاد معه في مدرسة من غير المسلمين فقالوا: الأرض تكوَّنت من الطبيعة، أو بفعل انفجارات وكذلك السماء.
قال إبني لهم: الله خلقها وخلق كل شيء، ولا يوجد شيء يكون من لاشيء، فالله خالق كل شيء. فكان ردهم : إذن مَن خلق الله؟ ابني لم يَعرِف يَرُدّ، فكأنهم استهزأوا به، فجاءني يسألني كيف أرد عليهم؟ وأنا لَم أعرِف الرَّد، لكن قرأتُ عليه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [المائدة : 101] ونَصحتُه أن لا يدخل معهم في نقاش، خِفتُ عليه، فهل تصرفي صحيح؟ وكيف يكون الرد الصحيح؟
الجواب: أولاً الصغار يسألون أسئلة مُحرِجة.
وقد يسألون مثل هذا السؤال وزيادة، لأن الصغير خياله واسع، وتفكيره تفكير يميل إلى الخيال، ولذا الحِفظ في الصِّغَر كالنقش على الحجر؛ كما يقولون.
ولذا الكفار أشغلوا أولادنا -أصحاب الخيال الواسع- بقدرات عجيبة جداً، ملؤوا أذهانهم بالصور المتحركة؛ فأصبح الناس يفهمون أصحاب الصور المتحركة، فيصنعون أبطالاً لهذه الصور، كلها خيال في خيال.
والصغير لا يملأ خياله إلا قوة شرعية صحيحة؛ وهي الحفظ، وهو الطعام الصحي للصغير، فمثلا قوة استشراف الغيب، فإن كل نفس بشرية موجودة تحب استشراف الغيب، فالشرع وَضَعَ طعام صحي للقوة الموجودة في نفسِ الإنسان، فَجعلَ الطعام الصحي لاستشراف الغيب؛ هو أخبار الساعة، والجنة والنار، فهي تُرَبِّيك، وتُقوِّيك وتُعِينُك، وتُهَذِّبك، وتَجعلك تتقرب إلى الله عز وجل.
فإذا لَم يكن هذا الغذاء الصحي للغَيب؛ تكون هنالك خرافات.
هل الخرافة موجودة فقط عند العرب، أم موجودة عند كل البشر؟
الإجابة: الخرافة موجودة عند كل البشر؛ لأن الخرافة منبعها حب استشراف الغيب، الشيء الذي يُكَوِّن الخرافة، ويجعل الخرافة موجودة عند كل البشر؛ هو وجود قوة مودعة في النفس، تحب أن تَعرِف الغيب.
لذلك الذي ليس عنده دِين، كـالفَجرة والفَسقة اليوم -ونحن في بداية السنة الميلادية-، يقولون : دعنا نعرف ما هو الاستشراف، ماذا يقول هؤلاء المنجمون يقولون عن هذه السنة؟!
وبعض الناس يرخي أذنه لهؤلاء، حسب ملذاته.
وهذا الطعام غير صحي أبدا، ومَن استشرف الغيب وعَرَفَ الغيب؛ تعدى على الله عز وجل.
الصغير هذا عنده قوة حب الخيال، ولذا هم يعملون الصور المتحركة، فمن يتعلق بالصور المتحركة من الصغار؛ فهو كالكبير العاطل الباطل؛ لأن الصغير يحب أن يروح ويذهب ويتحرك، فإذا أشغلتَه بالصور المتحركة؛ فقد تَعطَّلَ بدنه، وتَعطَّلَ فَهمُه، وتعطل خياله وتعطلت القوى فيه، وأصبح مثل الكبير العاطل الذي لا يعمل والذي لا يستطيع أن يقوم فهو كسلان جالس.
أكبر مؤامرة على الصغار الصور المتحركة.
أعود الآن: الصغير يسأل أبويه، ويسألهم عن أشياء غير واقعة، ومن الأشياء التي يسأل عنها غير الواقعة؛ ما يخص الله عز وجل.
فجاء السؤال: مَن خَلَقَ الله عز وجل -جَل في علاه-؟
طبعا هذا السؤال خطأ، أتكلم أنا الآن عن جانبين، الجانب الأول: هو جانب الجواب على السؤال من حيث التفكير والعقل.
الجانب الآخر : هو الجانب التربوي، والجانَب التربوي، أخبر عنه صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: “يوشك الناس يتساءلون بينهم حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله عز وجل؟ فإذا قالوا ذلك، فقولوا: (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد،
ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثا، وليستعذ من الشيطان ” صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١١٨).
اجتماع المخلوق والخالِق معاً؛ هذا أصلاً يُخالِف المنطِق.
تقول : الله خالِق، ثم تقول :
مَن خَلَقَ الله؟!
الذي خُلِق لا يمكن أن يُصبِح خالقاً، فالسؤال فيه تناقض، هذا السؤل ليس بصحيح.
وهذا سؤال يقول عنه أهل العلم: لا يسأله ملحِد جاد، ولا يسأله مؤمن جاد.
المؤمن يعلم أن الخالق غير المخلوق، فلا يسأل هذا السؤال، والملحد الجاد يقول : ليس للكون إله،
فلا يُسأل مَن الذي خَلَق الإله.
فعبارة (مَن خلق الله ؟)؛ هذا سؤال غلط، فلا يقوله ملحد جاد، ولا يقوله مؤمن جاد، لأن الذي خَلَقَ لا يُخلَق.
الآن ما هو دور الأبوين عندما يُسألون هذا السؤال؟
الإجابة: ألا يجيبا عليه، وأن تُشغِله، حتى قوة الخيال الموجودة عنده تَتهذب، وحتى يصبح الإنسان واقعي، ما يبقى يَحلم ولا يَبقى يَسأل في الخيال.
السؤال الثامن عشر: ما حكم رجل يعلم من ولده علم اليقين أنه عن طريق الوسائل الحديثة والجوال يقوم بالاستمناء بسبب النظر المحرم والولد يصلي دون اغتسال بسبب الجهل والأب يستحي أن يعلمه فهل على الأب إثم في ذلك؟ أرجو البيان.
الجواب: أولاً أن تمكن ولدك من الحرام حرام.
وإن وضعت بين يدي ولدك شيء يوصل إلى الحرام فالواجب عليك أن تنصحه وأن ترعاه وأن تذكره على وجه لا يستخدمه في الحرام.
ثم الواجب على الوالد كما قال الله عز وجل (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )) التحريم 6.
فالواجب على الوالد أن يأمر الولد ذكراً كان أم أنثى بالصلاة وهم أبناء سبع فإن بلغ العشر فالواجب الضرب، الضرب غير المبَرِّح يشعره مع أنه عزيز عليك وأنك تحبه وهو يحبك إلا أن الصلاة أحب إليك منه، هذا معنى الضرب، تقول له بلسان الحال لا بلسان القال أن الصلاة أحب الي منك، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.
تأمره بالوضوء والاستنجاء وستر العورة ، يأتي على المسجد وقد ستر عورته وتجهز في صلاته، فالولد أول بلوغه الواجب عليك أن تعلمه تقول له يا بني الله عز وجل خلق الإنسان ويخرج من ذكره البول وهذا واجب فيه الوضوء ويخرج من ذكره المني ،
وهذه مادة الحياة والتي الله عز وجل يوقع بسببها التكاثر بين الناس وهذا المني الواجب فيه الاغتسال ويحرم على الإنسان أن يصلي صلاة وهو جنب، لقول
الله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ } المائدة 6.
فالواجب الاغتسال هذا واجب عليك .
والأم الواجب عليها أن تعلم بناتها أحكام الحيض لما تحيض البنت تقول لها حرام تصلي وأنت حائض وحرام تصومي وأنت حائض.
هذا معنى قول الله عز وجل قوا أنفسكم واهليكم نارا، والتطبيق العملي، من معاني الآية هذا المعنى، فالوالد الذي يعلم أن ولده يصلي وهو جنب ولا يعلمه هذا آثم، فالواجب عليه البيان الواجب عليه التعليم وقبل هذا فالواجب عليه أن لا يضع بين يديه ما يعينه على الحرام.
السؤال الثامن والعشرون :-
هل يجوز لامرأه أن تشتري شقه لبنت ابنها ( حفيدتها ) مع العلم أن أباها موجود وأمها مطلقة ؟
الجواب : يعني لبنت الابن ، هل لها أن تخصها بشقة هذا هو السؤال .
طيب أنا أسأل هل يدخل الجد والجدة في قول النبي صلى الله عليه وسلم (( اعدلوْا بينَ أولادكم، اعدلوا بينَ أولادكم، اعْدِلوا بينَ أولادكم ))
السلسلة الصحيحة 1240
أم أن قوله صلى الله عليه وسلم اعدلوا بين ابنائكم خاص بالابوين .
حديث النعمان بن بشير لما نحل بعض أولاده نحلة قال له النبي صلى الله عليه وسلم أتحب أن يكونوا لك في البر سواء .
1623البخاري .
هل البر خاص بالوالد أم الوالد والوالدة ؟
الوالد والوالد .
هل يجوز للمرأة أن تخص واحد من أولادها بعطية؟ ، أعني الأم ، وسنتكلم عن الجد بعد قليل .
هل يجوز للام أن تخص بعض أولادها أو بناتها بعطية دون البقية ؟
الجواب :لا ،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر .
طيب الجد ،
يقول عبدالله بن عباس كما في البخاري تعليقاً يقول :الجد أب
ثم ذكر قول الله تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} [يوسف: ٣٨]
فقال: آبائي ،يوسف عليه السلام قال: إسحاق وإسحاق عليه السلام جد وليس أب .
قالوا :الجد أب، لكن هنا مسألة
هل الجد والجدة من قبل الاب كالجد والجدة من قبل الام ،؟
يعني أنا الآن لي أسباط ماهو الفرق بين السبط وبين الحفيد؟
السبط ولد البنت والحفيد ولد الولد.
هل السبط كذلك جد وجدة؟
طيب النبي صلى الله عليه وسلم له أسباط كثر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم له بنات كثر ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر محبة لبنت خديجة لفاطمة رضي الله تعالى عنها .
والنبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين،
والحسن والحسين أسباطه ، وليس أولاده، ولم يعق عن باقي أسباطه كما فعل مع الحسن والحسين .
فبعض أهل العلم يرى أن السبط بخلاف الحفيد فيقول الجدة والجد من جهة الأم لو أنها أعطت بعض بناتها شيئا فيشرع لها ذلك أما الجد والجدة من جهة الأب فيمنع ذلك يمنع هذا ولأنه داخل تحت أنه أب وداخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم اعدلوا بين أبنائكم.
السؤال الرابع :-
ما حكم منع البنات من بعض المباحات كالكحل وحناء الرِجل لأنه يخالف العادات والتقاليد بزعم أنه مخالف للحياء؟
الجواب :-
أولاً الحياء جِبلِة موجودة في الإنسان .
وأنت إذا أردت أن تجعل ابنتك
تتكلف الحياء فهذا عسِر.
الأخلاق قسمين :-
أخلاق جِبِلية خلق الله الناس عليها، هذه مسألة مهمة جداً وهذه أصل من أصول التربية للآباء وأصل من أصول التربية للمربين والمعلمين وما شابه.
إذا ما فهمت هذه المسأله تبقى ضال لا تستطيع أن تفهم.
هل الأخلاق غريزية أم مكتسبة؟
غريزية ومكتسبة.
فالله جل في علاه لما خلق الناس خلق الناس بسجاية متعددة، واطهر سجية خلقها الله بسنته الكونية سجية محمد صلى الله عليه وسلم، فمحمد صلى الله عليه وسلم سماه الله محمد وأحمد .
ومحمد مجمع الأخلاق الحميدة
وأحمد الذي بلغ الغاية في كل خصلة من هذه الخصال .
ولذا كان الناس مأمورين بأن يتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم .
لماذا نحن يجب علينا أن نتبع محمد صلى الله عليه وسلم؟
لأن نبينا محمد وأحمد.
ما معنى أحمد؟
بلغ الغاية في كل خصلة.
هذه خلقة الله، اطهر سجية وأحسن سجية، وأحب مخلوق لله الذي صنعه الله تعالى ليصطفيه وينزل عليه الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
طيب البشر؟
البشر يختلفون .
ممكن تجد إمام في الدين كبير وبخيل، وفي إنسان مقدم في العلم لكنه جبان.
وهكذا، الناس على سجايا مختلفة.
طيب الجبان ما المطلوب منه؟
يجاهد حاله ويقوي حاله.
والبخيل يجاهد حاله مجاهدة.
فبعض الناس عنده الكرم طبيعي، يعني هو سجية معه كما يتنفس يكرم، أو أخر شجاع وهكذا بسائر الأخلاق .
طيب ابنتك؟
البنت غير الذكر.
إذا واحد مبتلى ببنت والبنت جريئة ماذا تفعل؟
تضع كدمات للتقليل من الحياء ولكن عليك أن تعذرها إذا وجدت فيها الجرأة، وليست كل جرأة عند المرأة سيئة.
ولذا في الشرع النساء قسمان:
امرأة برزة جريئة تأتي الرجال تتكلم مع الرجال لكن هذا لا يعني أنها ليست شريفة أو أنها امرأة مثلا قليلة حياء .
لا.
[عن عائشة أم المؤمنين:] دخلت هندُ بنتُ عتبةَ، امرأةُ أبي سفيانَ، على رسولِ اللهِ ﷺ . فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحيحٌ. لا يُعطيني من النفقةِ ما يَكفيني ويَكفي بني. إلا ما أخذتُ من مالِه بغيرِ علمِه . فهل عليَّ في ذلك من جناحٍ؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ (خذي من مالِه بالمعروفِ، ما يكفيكِ ويكفي بَنِيكِ) . مسلم (٢٦١ هـ)، صحيح مسلم ١٧١٤ • صحيح •
تخيل زوجتك تدخل على المجلس وتشكيك أو تسأل عنك أو أن تسأل عن شيء يخصها هذا شرعاً حقٌ لها، ولا يجوز لك أن تلومها ، إذا كنت قصرت في شيء فجاءت فسألت وتريد أن تعرف لا حرج في ذلك.
هند امرأة جريئة تتكلم مع الرجال، فهي مع جرأتها وقوتها في الكلام مع الرجال إلا أنها أشرف من كثير ممن يتظاهرن بالشرف، هذه واحدة.
الثانية: التي ينبغي أن تنتبه إليها، قال الله تعالى: ( ولَیۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ) يعني أبو البنات غير أبو الذكور، أبو البنات ينبغي أن يراعي البنات، البنات يملن إلى الزينة.
الله تعالى يقول: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف ١٨]
لمَّا تخاصم المرأة ما تعرف تخاصم ، لكنها تُنَشأ في الحلية.
قال ابن عباس في تفسير الآية: ما من رجل يسمع لامرأة حجة إلا استطاع أن يقلبها عليها، فهي لا تستطيع أن تخاصم، فالرجل إذا سمع من امرأته حجة مباشرة يجعل حجتها عليها وليست لها.
لماذا؟
لأنها مشغولة بالزينة.
فالمرأة أو البت ولو كانت صغيرة
مثلاً تضع المناكير، أو تضع الحناء، أو تضع الكحل، وهي غير مطموع فيها لصغرها هذا أمر لا حرج فيه.
في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه، حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة، فقال: «أثَمَّ لُكَع، أَثَمَّ لُكَع -أين الحسن-؟!»، فحبسته شيئًا -أخَّرته-، فظننتُ أنها تلبسه سخابًا -قلادة- أو تُغسِّله، فجاء يشتد حتى عانقه وقَبَّله، وقال: «اللهم أحبه وأحب من يحبه» (رواه البخاري [2122]، ومسلم [2421]).
يعني قلادة ليس فيها معدن من خرز أو شيء من هذا.
فالصغير ينبغي أن يدلل، والصغير ينبغي أن يظهر عليه هذا الأمر .
فأنا اقول اكتشف الذي عندك من الأولاد والبنات، واكتشف المعدن واكتشف على ماذا مجبولات وأنت وجه توجيه شرعي صحيح. وما أحسن الإنسان يدخل الجنة بشيء طبعه الله عليه، ما أجمل أن تدخل الجنة من غير كلفة.
أنت مطبوع على الصدق اجتهد بالصدق، أنت مطبوع على حب العبادة اشتغل بالعبادة، يعني ما تغير سجيتك،، يعني طوع سجيتك لأن تدخلك الجنة.
وهذا اكتشاف معادن الرجال واكتشاف الإنسان هذا أمر يحتاج إلى فقه، ويحتاج إلى فطنة، يعني ممكن الإنسان يعيش ويموت وهو لا يعرف لماذا هو مخلوق، وأين السجية وكيف يوظف هذه السجية توظيفاً حسناً يرضي الله سبحانه وتعالى .
السؤال الثلاثون: أخت تقول أنا من المغرب متزوجة من بلجيكي وعشنا مدة من الزمن في بلجيكا وبعدها قررنا العودة إلى المغرب بلاد الإسلام بنية الهجرة و البحث عن جو إسلامي لتربية البنات، وهنا في المغرب كل المدارس مختلطة و لا تحترم الدين الإسلامي و لا تلتزم بالمناهج الإسلامية، وبعيدة عن الدين إلا بعضها التي نسميها مدارس التعليم العتيق و لكن هذه الأخيرة فيها بعض المخالفات، فهل أسجل بناتي بالتعليم العادي مخاطرة بأخلاقهن او أسجلهن في مدارس التعليم العقيق مخاطرة بعقيدتهم مع العلم اننا في الحالتين متابعين لهن؟
الجواب:
هذا في الحقيقه يغري أصحاب الأموال باستثمار أموالهم بالمدارس ، و المدارس لها أثر كبير في المجتمع، و الواجب على المسلمة أن تدرس في بيئه لا يوجد فيها اختلاط على الأقل ،ولكن إن وجدت فيها شبه، الواجب على من يرعى هذه البنات أن تحصنها من هذه الشبهات ،الشبهة والشهوة إن اجتمعتا فالشبهة أقوى من الشهوة، وهذا ممنوع وهذا ممنوع إلا أن توجد بيئه،وأنا أظن أن السؤال ناقص ، توجد مدارس في المغرب و غيرها لكن الحريص عليها إن سأل ونقب فسيجد ، فأنا أنصح الأخت السائلة أن تستنصح من هم أخبر منها بالمغرب وأن يسألوا حتى أن يجدوا، و تصنع ما يصنع من أهل الديانة.
هي حشرتنا بين مدارس صوفية و مدارس فيها اختلاط وأظن أن الأمر ليس كذلك فقط.
والله تعالى أعلم.
و الواجب على الوالد أن يرعى أولاده وأن يستنصحهم بنصيحة حتى ينجو وإياهم ويدخلوا جنة الله عز وجل.
السؤال الخامس :
هل يحق للوالدين تفتيش هواتف الأولاد؟
الجواب :
نعم يحق، لكن أنتَ تُحسِن التربية، أنت الواجب عليك أن تحسن التربية.
والوالد لَما يكون قد ضَيَّعَ من استرعاه الله تعالى، ومَن استرعاه الله رعية، ولَم يُحطهم بنُصحه؛ فالجنة عليه حرام.
حديث أبي يعلى معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة”،صحيح مسلم.
أي إنسان صاحب ولاية؛ وما أحاط الرعية بنصح، ويغش الرعية بتضييع الصلوات، وعدم تذكيرهم بالصلوات، وعدم أمرهم بالطاعات؛ فهذا -نسأل الله عز وجل العفو والعافية- قد قَصَّرَ في واجب خطير.
السؤال الثاني والعشرون:
زميلٌ لي يقوم باستعمال جهاز الحاسوب الخاص بالمدرسة لإنجاز بعض الأعمال الخاصة به ، وفي بعض الأحيان يقوم باستعمال جهازه الشخصي لإنجاز بعض الأعمال المدرسية مع أنه غير ملزم باستخدام جهازه الشخصي فما حكم ذلك؟
الجواب:
إذا كانت فلتةً وأمرًا يسيرا وأعرافُ الناس تتسامح فيه والباعث على هذا ليس غرض الطمع بالمدرسة وما شابه فلا حرج، مثل أن تكتب رقم هاتف خاص بك بقلم المؤسسة أو بقلم المدرسة وأنت تستخدم هذه الأشياء بموافقة الشركة، ولكن في حال، هذا الأمر الذي يتساهل به في أعراف الناس أمر معفوٌ عنه، وأما أن يكون هنالك طمع فهذا هو الممنوع، والورع أن لا تستخدم شيئاً إلا لصالح الجهة التي تعمل فيها، هذا هو الورع.
أما الشيء اليسير الذي يتساهل فيه فهذا أمره واسع ولله الحمد والمنة لا حرج فيه.
السؤال الثامن عشر: هل يجوز التسوك بمِسواك أثناء درس العلم؟
الجواب : النبي ﷺ في محضر من أصحابه استاكَ.
ولذا الإمام النووي لما شرح هذا الباب و قد مر بنا هذا في (شرح صحيح مسلم) قال: إظهار السواك في مجالس الناس ليس من خوارم المروءة.
أما رجل ينشغل بالسواك و يترك العلم فهذا خطأ.
أما إذا شعرت أنك تحتاج إلى السواك فلك أن تستاك.
السؤال التاسع: أخت تسأل أنا غير متزوجة لا أريد أن أُوَرِّثَ أهلي (إخواني وأخواتي ) أريد أن أجعله وقفًا لوجه الله – تعالى-، هل هذا جائز؟
الجواب: هذه المسألة مهمة، هي ومثيلاتها.
بعض الناس عنده بيت مثلا، وورثته إخوانه ،فرجل ليس عنده ذكور، عنده بنات وله أخوة، إخوانه الذكور يرثون.
الآن انتبه إلى كلام فقهائنا – رحمهم الله تعالى- مثل الأخت غير متزوجة وورثتها إخوانها وأخواتها .
اذا الله – سبحانه وتعالى- حبب إليها شيء من أعمال البر فلها أن تصنعه، أما إذا هي أرادت أن تهرب وأرادت أن تنتقم ،مثل ذاك الذي أراد أن ينتقم من إخوانه وهذه التي أرادت أن تنتقم من إخوانها وأخواتها وتبحث لها بالمنقاش على مخرج حتى لا يورثون هذا حرام.
أما إنسان رأى مصلحة والإكرام مثلا زوجته تعبت معه وأراد أن يكرمها وأراد أن يعطيها بيتا لا حرج في هذا، لكن إذا الله علم من قلبه أنه أراد أن يؤذي الورثة فهذا يسمى عند العلماء(الباعث) الأمور بمقاصدها.
ما هو مقصدك من أن لا يرث فلان أو أن لا يرثك فلان من الناس؟
إذا كان مقصدك الظلم فحرام، والأولاد واجب عليك أن تسوى بينهم، فإذا أردت أن تعطي الذكور والإناث في حياتك أعطهم بالسوية وبعد مماتك للذكر مثل حظ الأنثيين.
إذا أردت أن تعطي العطية في الحياة؛ الذكر والأنثى سيان.
وعلى نفسها تجني براقش فمن لم يحسن التربية وما ربى أولاده على تقوى الله فالويل له. واحد في هذا المسجد رجلٌ كبيرٌ يقول لي جاءت بنتي وتقول أريد من ميراثي.
قال لها: يا بنتي عندمت أموت ، فأنا بعدني حي.
تقول: أريد من ميراثي.
أي تربية هذه !
-نسأل الله العفو والعافية-.