السؤال السابع: حديث: (إذا رأيتَ شُحّاً مُطاعاً، وهوىً متبَعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجابَ كل ذي رأي برأيه، فدع عنك أمرَ العامة، وعليكَ بخاصة نفسك)، هل هذا الحديث صحيح؟ وإن كان صحيحاً فما معناه؟
الجواب: هذا الحديث كثيرٌ من الناس لا يفهمونه على الوجهِ الصحيح، الحديث حديث أبي ثعلبة قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: إسناده حسن،.
ومعنى الحديث: إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا، وهَوًى مُتَّبَعًا، ودُنْيا مُؤْثَرَةً، وإعجابَ كلِّ ذِي رأيٍ برأيِه، فعليكَ بخاصةِ نفسِكَ، ودَعْ عنكَ أَمْرَ العَوَامِّ.
موضوع العُزلة، وأن يبتعد الإنسان عن المسجد، وأن يعتقد أن العُزلة في الغِيران، ويبتعد عن الناس، هذا تعرُّب، وهذا بُدُوٌ نهى النبي ﷺ عنه.
العُزلة في آخر الزمان أركانُها ثلاثة-كما قال الإمام الخطابي في كتابه (العُزلة) -.
١ – أن لا تدع الجمعة ولا الجماعة.
٢ – أن تختار الأصحاب اختياراً دقيقاً، وتخالط الناس كلهم، لكن لا تختار من هو خاصةُ نفسك إلا بمعيار دقيق.
٣ – أن تتركَ التبقر والتوسعَ في المباحات.
هذه هي العُزلة بأركانها الثلاثة.
فقول النبي ﷺ: «دع عنكَ أمر العامة، وعليك بخاصة نفسك».
خاصةُ نفسِ العالِم طلابُه، والذين يسمعون منه، فليس مراد النبي ﷺ: «عليك بخاصة نفسك» أن لا تأمُر، وأن لا تنهى، وأن لا تعلّم، وكذلك خاصة الأستاذ طلابُه، وخاصة ربّ البيت أسرتُه، فليس «عليك بخاصة نفسك» تعني لا تأمر ولا تنهى، الله -عزّ وجل- يقول: (وَالْعَصْر، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر).
فخاصةُ نفسك أن تأمر وأن تنهى، لكن لا تقلق بأمر العامة، لا تيأس، (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) إذا وجدتَ شُروداً وبُعداً، أما الأمر والنهي فهذا أمرٌ واجب.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٥ محرم – ١٤٣٩ – هجري.
١٤ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
⬅ للاشتراك في الواتس آب:
+962-77-675-7052