السؤال: ولدي يصاحب رفقاء سوء ، فما نصيحتكم له؟

السؤال:
ولدي يصاحب رفقاء سوء ، فما نصيحتكم له؟

الجواب:
نصيحتي له ولغيره أن لا يصاحب إلا مؤمناً.
فربنا عز وجل يخبرنا عن أهل النار أول ما يقذف بهم في النار فإن الواحد منهم يبحث عن صاحبه ، لأنه لا يصل إلى النار إلا من خلال الصاحب السيء.
قال تعالى:
(( وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ رَبَّنَاۤ أَرِنَا ٱلَّذَیۡنِ أَضَلَّانَا مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ نَجۡعَلۡهُمَا تَحۡتَ أَقۡدَامِنَا لِیَكُونَا مِنَ ٱلۡأَسۡفَلِینَ )). سورة فصلت(٢٩).
وهم القرناء ، ولذا القرين لا ينفع صاحبه يوم القيامة إلا إن كان مؤمناً ، قال تعالى { ٱلۡأَخِلَّاۤءُ یَوۡمَىِٕذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِینَ} الزخرف ٦٧ . فالأصحاب بعضهم لبعض عدو يوم القيامة إلا المتقين ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تصاحبْ إلا مؤمنًا ، ولا يأكلْ طعامَك إلا تقيٌّ”. صحيح أبي داود، حديث حسن برقم 4832.

ويقول الإمام الأوزاعي :
“صاحبك رقعتك فيك”.

فالصاحب يرقع والصاحب التقي يجر صاحبه إلى الخير.

وقد قالت العرب:
الصاحب ساحب.

وقال بعض الفلاسفة :
قل لي من صاحبك أقل لك من أنت.

وقد قال الشاعر :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
ففيه دليلٌ عنه بالطبع تهتدي

وصاحب أولي التقوى تنل من تقاهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى

ويقول الخوارزمي:

لا تصحب الكسلان في حاجاته
كم صالح بفساد آخر يفسدُ

عدوى البليد إلى الجليد سريعة
والجمر يوضع في الرماد فيخمدُ

وكان سفيان بن عيينه -رحمه الله- يتمثل قول الشاعر :

لكل امرئ شكل يقر بعينه    
وقرة عين الفسل أن يصحب الفسلا

فالعاقل في هذه الحياة يصحب إنساناً ينفعه يوم الدين.
فقد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم أن إنساناً يؤمر به في النار ويكون له أخ في الدنيا ، فيذهب إلى الله عز وجل ويبقى يطلب من الله ويلح على الله في الدعاء والسؤال ، ويقول : يا رب ؛ إن فلاناً أخي ، كنا نصلي معاً، ونصوم معاً ، ونفطر معاً ، وأدخلتني الجنة وأدخلته النار ، فيقول الله له : اذهب وخذ أخاك وأدخله الجنة ، فقد يدخل الإنسان الجنة بأخ يصاحبه في الدنيا ، فاحرص على أن لا تصاحب إلا من هو أعلى منك ديانة وعلماً ، فإن قصرت فلعل الله ينفعك به .
الحديث:
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لِلَّهِ فِي اسْتِقْصَاءِ الْحَقِّ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ فِي النَّارِ يَقُولُونَ رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ فَيُقَالُ لَهُمْ أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَدْ أَخَذَتْ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ ” رواه مسلم (269) .
✍️✍️

↩ رابط الفتوى:

السؤال: ولدي يصاحب رفقاء سوء ، فما نصيحتكم له؟

◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor