السّؤال: ما معنى قولِ اللهِ -تعالى-: {قُل مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَاؤُكُم…} [الشّعراء: ٧٧].

السّؤال:
ما معنى قولِ اللهِ -تعالى-:
{قُل مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَاؤُكُم…} [الفرقان: ٧٧].

الجواب :
آيةٌ عظيمة، فسّرها نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم-، وحينَ أقولُ لكم: فسّر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يَحتاجُ إلى ربطٍ وفهم .
النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “لا تقومُ السّاعة حتّى لا يُقالَ في الأرض: الله الله”.
رواه مسلم (١٤٨)، والتّرمذي (٢٢٠٧)، وأحمد (١٢٠٤٣) من حديث أنسٍ -رضي الله عنه-.
اختلف أهل العلم في ضبطِ لفظِ الجلالة (الله)، فمنهم من رفعه، ومنهم من نصبه، حتّى لا يُقالَ في الأرض: اللهُ اللهُ، حتّى لا يرفعَ أحدٌ يديه ويقول: يا الله، اغفر لنا وارحمنا.

و لذا يقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“لا تقومُ السّاعة إلّا على شرارِ النّاس”.
رواه مسلمٌ في “صحيحه” من حديث عبدالله بن مسعود .

ومنهم من نصبه -يعني: لفظ الجلالة-، فقال: “لا تقوم السّاعة ويقال في الأرض: اللهَ اللهَ”.
قال أهل العلم: (اللهَ) لفظُ الجلالة منصوبٌ على التّعظيم، وتقدير ذلك: لا تقوم السّاعة ويقال في الأرض: *اتقِ الله*.
والمعنى: أنّه لا تقوم السّاعة وأحدٌ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حتّى لا يُقال: اللهَ للهَ، اتقِ الله يا فلان، لا يقول الوالد لولده ولا الأخ لأخيه ولا الجار لجاره، لا يقولُ له: اتقِ الله.
تأمّل الآية:
{قُل مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَاؤُكُم…}.

(لولا دعاؤكم)، هذا الدّعاء المقبول أم المردود؟
المقبول.
لولا وجود الدّعاء ما عبأ الله بكم، والنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:

” لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، أو ليسلطنّ الله عليكم شراركم، ثمّ يدعو خياركم فلا يستجاب لهم”.
رواه التّرمذي (٢١٦٩)، وأحمد (٢٣٣١٢).
إذًا لولا دعاؤكم المستجاب، الدعاء المستجاب -هذا- يلزمُ منه حتّى يُستجاب؛ أن يكون هنالك أمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر.

فالنّاس -والدّنيا كلّها- يعيشون ببركة الّذين يدعون، أو ببركة الّذين يأمرون وينهون، البشريّة قائمة ببركة اّلذين يتوسّلون إلى الله ويتضرعون إليه، ويسألونه بذلّ، أو ببركة من يأمر ومن ينهى .
ومن ها هنا وقع الخلاف بين أهل العلم حول حديث: “حتّى لا يقال في الأرض: اللهَ أو اللهُ.
فللقولين وجهان معتبران؛ ما دام النّاس يدعون الله -تعالى-، الله -عزّ وجلّ- يستجيب لهم، ولا يهلك البشريّة، نسأل الله -عزّ وجلّ- العفو والعافية.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: ما معنى قولِ اللهِ -تعالى-: {قُل مَا يَعبَأُ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَاؤُكُم…} [الشّعراء: ٧٧].

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor