السؤال: إحدى الأخوات تريد أن تُلبِس ابنتها جلبابًا . والجلباب الموجود في السوق غالبًا يصِفُ الجسم، وهنالك لباس قميص فضفاض وطويل للركبة وبنطال عريض هو أستر من ذلك الجلباب الذي وجَدَتْه، فالسؤال هل يُشرَع لها أن تُلبِسَ ابنتها القميص والبنطال الذي ذكرت؟

السؤال:
إحدى الأخوات تريد أن تُلبِس ابنتها جلبابًا .
والجلباب الموجود في السوق غالبًا يصِفُ الجسم، وهنالك لباس قميص فضفاض وطويل للركبة وبنطال عريض هو أستر من ذلك الجلباب الذي وجَدَتْه، فالسؤال هل يُشرَع لها أن تُلبِسَ ابنتها القميص والبنطال الذي ذكرت؟

الجواب:
لا هذا مشروع، ولا هذا مشروع.
البنطال الفضفاض في الخيال، وفي الواقع لا وجود له، إلّا السروال الذي كان يلبسه الأقدمون.
أما البنطال تلبسه المرأة، فالمرأة مظنّة الفتنة، والمرأة يجب عليها أن تستر نفسها بلباس شرعي له ثمانية شروط، طوّل في إيرادها وذكرها ودلّل عليها شيخنا الألباني -رحمه الله- في كتابه “جلباب المرأة المسلمة”، ومن بين هذه الشروط أن لا يكون اللباس يصِّف ولا يشِّف.
في البخاري نفى النبي صلى الله عليه وسلم مُخنّثًا إلى مكان الحُمَّى -إلى الجُحْفَة-، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبب نفيه بقوله: «كان يخالط النساء»، وقال أيضًا: «ويعرف ما تحت الثياب».
المرأة إن لبست لباسًا شرعيا ما ينبغي أن يُعرَف ما تحت الثياب.
ماذا يعني تحت الثياب؟
مثلاً اليوم موظّف عندما يرى موظّفة من بعيد يعرف هذا دبر فلانة، وإن رأى رأسها يعرف هذا ثدي فلانة، والنساء سيّان.
فلا يجوز للعبد أن يعرف ما تحت الثياب.
فمن شروط وجوب الحجاب أن لا يصِّف وأن لا يشِّف.
النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم أخبر عنهن: «كاسيات عاريات».
كيف امرأة تكون كاسية عارية؟
تلبس محزّقْ (بتعبيرنا الدارج اليوم) أو تلبس اللباس الذي يشِّف؛ يعني ترى فخذها وهي لابسة، فهي كاسية عارية، أو ترى حجم عورتها وهي لابسة -يصِّف-.
جاء ولد من أولاد عبدالله بن الزبير لأسماء [بنت أبي بكر] بلباس من إيران قهستان وكان يشِّف، وكانت امرأة أضرّت (أصابها العمى) لمّا كَبُرت، فجاء لها بلباس، وكان هذا اللباس خفيفًا، فقال لها: يا أُمّاه هذا لباس جئتكم به، فمسكتْهُ ثم رمتْهُ، فقال لها: يا أُمّاه إنه لا يشِّف، فقالت أسماء: نعم هو لا يشِّف ولكنه يصِّف.
: يعني يُظهِر حجمَ العورة .
فالمرأة التي تلبسُ اللباسَ الذي يصِّفُ بدنها أو يشِّفُ عن بدنها فهي كاسية عارية، والكاسيات العاريات من أهلِ النار كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في الصحيح: «صِنفان من أهل النار لم أرهما…» وذكر الكاسيات العاريات، وذكر أقوامًا بأيديهم أسواط يجلدون الشعوب، فقال أهل العلم:
الفساد الخُلُقي والظلم السياسي توأمان لا ينفكّان، متى وُجِد فسادٌ خُلُقي وجد ظلم سياسي؛ المغموسُ في شهوته لا يستطيع أن يقولَ للظالم إنك ظالم، فهما توأمان.
فهذا اللبس ممنوع، والجلباب الذي يصِّف ممنوع، والواجب أن تلبسَ المرأةُ ما لا يصِّف وما لا يشِّف، لا الذي يُسمى جلبابًا وهذا الجلباب يكون ضيّق ويُظهر الخصر والأرداف ويُحجّمها، هذا لباس غير شرعي.
قرأت في اللباس الفرنسي مع مواصفات اللباس الشرعي؛ كثير مما يُسمّى ظلمًا وزورًا وبهتانًا لباسٌ شرعيٌ هو في حقيقة أمره موديل فرنسي، وأصحاب الموديلات يُلبسون المرأة الشيء الفضفاض فترة، ثمَّ يرجعون فيضيّقون حتى تبقى الإثارة، فلبس الشيء الواسع لا يتقيّدون فيه بقيود الشريعة وإنّما لأن الموديل الذي قبله أو الذي بعده (مُغري)، فكيف يكون الإغراء؟ يكون أحيانًا باللباس الواسع قليلًا وهكذا.
لابد من لباس شرعي لا يصف ولا يشف.✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: إحدى الأخوات تريد أن تُلبِس ابنتها جلبابًا . والجلباب الموجود في السوق غالبًا يصِفُ الجسم، وهنالك لباس قميص فضفاض وطويل للركبة وبنطال عريض هو أستر من ذلك الجلباب الذي وجَدَتْه، فالسؤال هل يُشرَع لها أن تُلبِسَ ابنتها القميص والبنطال الذي ذكرت؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor