السؤال: هل هناك فرق بين الخلاف و الاختلاف ، لأننا نسمع أهل العلم يقولون: المسألة فيها خلاف ، و منهم من يقول : فيها اختلاف؟   

السؤال:
هل هناك فرق بين الخلاف و الاختلاف ، لأننا نسمع أهل العلم يقولون: المسألة فيها خلاف ، و منهم من يقول : فيها اختلاف؟                    

الجواب:
هذه صطلاحات ، و(لا ضير) في الاصطلاح ، لا مشاحة في الاصطلاح ، هكذا يقول العلماء.
الخلاف المعتبر بين أهل العلم ، والاختلاف وإن قال به بعض أهل العلم ، إلا أنه مصادم للنصوص فلا عبرة به.
ولذا مقولة : لا ينكر في الخلاف على الإطلاق ليست صحيحة .
ومن هاهنا قال غير واحد من السلف ومنهم أيوب السختياني رحمه الله قال :
إذا تتبعت رخص العلماء فقد اجتمع فيك الشر كله.
وقال غيره: من تتبع رخص العلماء فقد تزندق.
وقديما كان الفقه له أمارات وعلامات، وكانت بعض البلاد فيها ترخص في أشياء ليست صحيحة.
بعضهم فصل وقال : إذا أخذت بحل نبيذ اهل الكوفة ، وإتيان النساء في المحاش(اي في الدبر) على قول أهل مكة، وحل سماع الغناء على قول أهل المدينة ؛ فقد اجتمع فيك الشر كله. واحد الآن يحيي لنا الخلاف القديم الذي أجمع عليه العلماء المتأخرون على أن إتيان النساء في الدبر حرام، وأجمع اهل العلم على هذا في العصور المتأخرة على أن نبيذ أهل الكوفة حرام، فيحيي لنا هذا الخلاف فيقول: هذا اختلف فيه أهل العلم. نقول له : لا. هذا ليس اختلاف ، هذا خلاف ، أنت تخالف كلمة المسلمين. لذا الإمام أحمد رحمه الله كان في بغداد ، وكان الناس يتساهلون في النبيذ ، فألف كتابه البديع – المطبوع الذي اسمه الأشربة ، وكان كتاب الأشربة عند الإمام أحمد لا يغادر كمه، أينما جلس فالكتاب يكون في كمه، وكانت أكمامهم طويلة ، يضعه في الكم، وما جلس الإمام أحمد في مجلس إلا وأخرج كتاب الأشربة و سرد الأحاديث في حرمة النبيذ ، حتى قضى المسلمون على الخلاف في نبيذ الكوفة.
فمن أحيا لنا شيئا قال به المتقدمون فأخطؤوا فيه  -وهم معذورون- هذا ما نقول اختلاف ، هذا نقول: فيه خلاف، هذا يخالف الكلمة ، يخالف الإجماع .
بعض الناس يتصور المسألة على غير واقعها ؛ فيفتي بشيء ليس بصحيح . سئل أبو قتادة الأنصاري -أبو قتادة الأنصاري مدني صحابي جليل – ، سئل عن الصائم إن أكل البرد ، هل يفطر ؟
أبو قتادة الأنصاري ما يعرف البرد ، فسأل السائل قال : ما هو البرد ؟ قال : بركة من السماء.
أجاب السائل أبا قتادة قال له :
بركة من السماء.
فقال :
إذا كان البرد بركة من السماء لا يفطر.
فعلا لو كان البرد بركة من السماء ؛ لا يفطر ، أنا أقول هذا
لكن لو السائل قال لأبي قتادة :
البرد ماء ينزل مجمدا ثم يصبح ماء ، ثم شربت الماء ، هل يفطر أم لا يفطر ؟
يفطر.
فأبو قتادة لما قيل له :
البرد بركة من السماء.
قال : لا يفطر. وهذا صحيح.
فأنت تنزل على بدنك بركة من السماء تعينك وتقويك على طاعة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه قال : (إني أبيت عند ربي فيسقيني ويطعمني) فكان يواصل ونهى وزجر المسلمين أن يواصلوا ، فالله يطعمه ويسقيه من غير طعام وشراب ، هذا ليس فطرا ، لا يفطر ،  هذه بركة من السماء. ويأتينا واحد اليوم يقول : الصحابي الجليل أبو قتادة الأنصاري قال: البرد لا يفطر ، فأنا آكل البرد وأنا صائم .
ماذا نقول له ؟
هذا ضلال ، هذا ترخص.
لذا واحد بدوي -الحر شديد ، الحر كان يقتل الناس  فيذهب فيقول : الحمد لله ، قال : لولا الوضوء لمتنا عطشا، فكل ما يتوضأ يشرب ، يشرب شيء.
فهذا الكلام ليس بصحيح ، يقال إن البرد بركة من السماء.
فهنالك خلاف ، وهنالك اختلاف.    

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل هناك فرق بين الخلاف و الاختلاف ، لأننا نسمع أهل العلم يقولون: المسألة فيها خلاف ، و منهم من يقول : فيها اختلاف؟   

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍🏻

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor
✍️✍️