السؤال: هل يشرع الدعاء المطلق قبل شرب ماء زمزم أم هو محصور بالدعاء بالعافية وما فيه منفعة الجسد أو الشفاء؟

السؤال:
هل يشرع الدعاء المطلق قبل شرب ماء زمزم أم هو محصور بالدعاء بالعافية وما فيه منفعة الجسد أو الشفاء؟
الجواب:
زمزم طعام طُعْم وشفاء سُقْم، وثبت ذلك في حديث أبي ذر الطويل الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، يقول أبو ذر مكثت أربعين يوم لا طعام لي إلّا زمزم حتّى تكسرت أضلاع بطني (سمنْت) ولا أشعر بجوع على كبدي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمّا سمع هذا مِن أبي ذر: زمزمُ طعامُ طُعْمٍ وشفاءُ سُقْمٍ.
ماذا تدعو؟
أدعو بما شئت.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ماءُ زمزمَ لِما شُرِبَ له»، لأي شيء تريده أشرب ماء زمزم.
كان علي بن المديني عسرًا في التحديث، فشرب شاب من طلبة علم الحديث زمزم بأن يشرح الله صدر شيخه علي بن المديني ويُحدِّثُه، فذهب إليه فسأله عن حديث فصحّحه، فقال يا إمام شربت زمزم حتى أسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأمْلٓ عليَّ الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والعلماء لهم نوايا، ونوايا العلماء في شرب زمزم بسطها على وجهٍ حسنٍ مقنعٍ مشبعٍ الإمام ابن الهُمَام الحنفي في كتابه الجيد ”فتح القدير شرح الهداية“ وهو من الكتب الجيدة في الحنفية، فذكر في هذا الكتاب نوايا العلماء في زمزم، فذكر أنّ بعضهم شرب زمزم لحُسن التصنيف وأن يضع الله القبول له في كتبه.
أنا العبد الضعيف لمّا كنت أكتب -وكتبت في سن الشباب- كتاب ”القول المُبين في أخطاء المصلّين“ في تلك الفترة كان دعائي أن يضع الله القبول لكتبي، فكتاب القول المُبين جهدي العملي قليل فيه، وكنت صغيرًا أكرمني الله بعده بكثير، ومع هذا وضع الله القبول لكتاب القول المُبين ما لم يضعه لأي كتاب من كتبي، كنت قريبًا في معرض عمان للكتاب، يقول لي أحد الناشرين أنا طبعت كتاب القول المُبين باللغة العربية خمسمئة ألف نسخة، فكتاب القول المُبين طُبع منه ملايين وتُرجم لأكثر من عشرين لغة، وأحسب أن القبول لهذا الكتاب بسبب الدعاء؛ في فترة من حياتي كنت أدعو وأنا أشرب زمزم أن يضع الله القبول لمصنّفاتي واستفدت هذا من الإمام الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي، كان كلما أراد أن يشرب زمزم دعا الله أن يضع القبول لمصنّفاته.
فبعض أهل العلم كما يقول ابن الهُمَام كان يدعو الله تعالى كلما شرب ماء زمزم أن يثبّت الله قدمه على الصراط وأن لا يهوي في النار حتى يدخل الجنة، وبعضهم كان يدعو بأن يرزقه الله تعالى الخاتمة الحسنة -أرجو الله أن يرزقنا الخاتمة الحسنة-، فأهل العلم لهم نوايا ولذا لك أن تدعو ما شئت في شرب زمزم.
أدعو ما هو يناسب حاجتك؛ فالشّاب غير المتزوج فيدعو الله أن يحصّن فرجه وأن يرزقه زوجةً صالحة، والفقير يدعو الله بالمال، والمريض يدعو الله بالعافية، فكلٌ يدعو على حسب حاجته والله تعالى أعلم.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: هل يشرع الدعاء المطلق قبل شرب ماء زمزم أم هو محصور بالدعاء بالعافية وما فيه منفعة الجسد أو الشفاء؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor