السؤال: أخ يقول دخلت بيت صديقي في الله لرؤية ابنته للزواج ولكن لم تُعجِبني من ناحية الجمال فكيف أخرج بأدب واحترام؟ وكيف أُسوِّغُ له ما رأيت لأني أشعر بالخجل فلا أذهب إلى بيت رجل أعرفه مع أني قليل الزيارة للناس؟

السؤال:
أخ يقول دخلت بيت صديقي في الله لرؤية ابنته للزواج ولكن لم تُعجِبني من ناحية الجمال فكيف أخرج بأدب واحترام؟ وكيف أُسوِّغُ له ما رأيت لأني أشعر بالخجل فلا أذهب إلى بيت رجل أعرفه مع أني قليل الزيارة للناس؟

الجواب:
طالبُ العلم إذا أرادَ أن يَخطُبَ امرأة يسأل عن جمالها أم عن دينها؟ أوَّل ما يسأل عن جمالها ؟ لا يسأل عن دينها ، لو سأل عن دينها فأعجبه دينها ثمَّ يراها فلم تُعجِبُه يأثم إن تركها وأمَّا إن سأل عن جمالها فلم يُعجِبه لا يأثم.

فالصَّواب لطالبِ العلم أوَّل ما يبدأ بالجمال ، لا تتزوَّج ألَّا امرأةً تُعِفُّك، تُحقِّقُ لك العَفاف، والعفافُ خُلُق جميل مِن أجمل أخلاق الناس؛ لأنَّ خِيَانات الأزواج هذه الأيام كثيرة، والرَّجُل السَّعيد في بيته هو الرَّجُل العفيف ، المرأة لا تريدُ منك إلّا أن تكون عفيفًا حتّى تُحبّك زوجتك، إذا ما كنت عفيف زوجتك لا تحبّك أبدًا، والقلاقل على أدنى المسائل يقع الفِراق، إذا الزوجة تعلم أنّك لست عفيفًا من خلال التلفون أو من خلال الصُّور أو من خلال النَّظر أو من خلال المُتابعة ، المرأة الله قال عنها الصَّاحب بالجنب، فزوجتك (الصَّاحب بالجنب) وين ما لفَّيت جنبك زوجتك جنبك والزوجة تعرف الزوج، ما أجمل خُلُق العِفَّة! خُلُق العِفَّة من أجمل الأخلاق للأزواج، المرأة لا يوجد خُلُق أحسن مِن خُلُق العِفَّة عندها، والقلاقل في هذه الأيام واقعة في البيوت بسبب عدم العِفَّة ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله.
فالشَّاهد -بارك الله فيك- لا تتزوج إلّا مَن تعُفُّك تُغنيك عن النَّظر إلى غيرها مِن النِّساء.

سَلْ عن جَمَالها أوَّلًا فأنت أحسنت، سَلْ عن الجَمَال ولا تذكرها إلّا بخير، ما تُشيع وتذيع بين الناس بنت فلان، هي عندك غير جميلة في نظر غيرك جميلة، وعندنا في تعبيرنا الدَّارج عند رؤية المخطوبة يقولون – وهذا دارج وصحيح – يقولون عدم الرد رد؛ يعني لو رأيت وما ردّيت خلص أنت الآن تبحث عن غيرها، فالآن ما تنحرج مِن أخيك الذي رأيت ابنته، ما تنحرج مِن هذا، لكن لا تتزوج إلّا التي تَعُفُّك، واسأل أوّلًا عن الجمال لا تسأل عن الدين، فإن أعجبك الجمال الآن تَرَقَّى خَطوة وهي الخطوة العُليا وهي الأصل في الزواج.
ما هو الأصل في الزواج؟
”إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ  وخلقه فزوِّجوهُ“ [غاية المرام ٢١٩]
طيب ”إذا أتاكم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ“ هذا نص خاص في الزوج أم عام للزوج والزوجة؟
عام للزوج والزوجة لكن الطرق العمليَّة في موضوع الزواج تبدأ بالرؤية فتسأل عن الجمال فإذا أعجبك الجمال ترتقي إلى ما هو أهم منه، الجمال زائل والدين والخُلُق باقٍ.
”إنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاقَكُمْ كما قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزاقَكُمْ“ [المستدرك على الصحيحين ٩٤] كما يقول عبدالله بن مسعود.
فالخُلُق يتغيّر ويتبدّل لكن يَعسر التبديل وتحتاج إلى مجاهدة.
فالشّاهد تبدأ بالجمال ثم تسأل عن الدين، أعجَبَك الجمال لم يُعجِبُك الدين فالواجب عليك تركها، وتتركها وأنت مأجور؛ تقول يا رب أعجبتني لكن تركتُها من أجْلك سبب تَرْكِي لها وهي جميلة في نظري تركتها من أجلك، فأنا الآن أتركها وأنا طائع لله، أعجبك الدين ثم نظرتها فلم يعجبك الجمال فحينئذ أنت تأثم إن تركتها، أعجبك الدين هو الأصل فالأصل أن تحقِّق الجمال قبل الدين، ثم نجعل الدين المُهيمن وهو الذي يحكم كل شيء، فطالبُ العلمِ يسأل فإذا رأيت وما أعجبتك لا تنحرج ، وكما قلت لك تَرْك الجواب جواب.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٢٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخ يقول دخلت بيت صديقي في الله لرؤية ابنته للزواج ولكن لم تُعجِبني من ناحية الجمال فكيف أخرج بأدب واحترام؟ وكيف أُسوِّغُ له ما رأيت لأني أشعر بالخجل فلا أذهب إلى بيت رجل أعرفه مع أني قليل الزيارة للناس؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor