السّؤال: أخٌ يقول: شيخنا، نريد توجيهًا للزّوجات اللّواتي يكثرن الدّعاء على الأولاد، والتّسـخط على تربية الأولاد، وانشغال الوالد في العمل وطلب العلم، وبارك الله فيكم؟

السّؤال:
أخٌ يقول: شيخنا، نريد توجيهًا للزّوجات اللّواتي يكثرن الدّعاء على الأولاد، والتّسـخط على تربية الأولاد، وانشغال الوالد في العمل وطلب العلم، وبارك الله فيكم؟

الجواب:
أنتٍ يا أختي -بارك الله فيكِ- في بيتِكِ إن نشأتي أولادك على طاعة الله -عزّ وجلّ-؛ فهذا هو جهادكِ، وهذا هو عملكِ، وهذا هو الواجب عليكِ.

مرّةً -في هذا الدّرس- قبل سنوات، سألَتْ أختٌ سؤالاً -قد يبدو وجيهًا-، تقول:
والدي ميسور الحال، ويكفيني، ويكرمُنا في بيتنا، ثمّ تزوجتُ من رجلٍ فقير، وأنجبتُ ذريةً كثيرة؛ فصِرنا في حاجة.
فتقول: أنا نادمة؛ كنتُ في بيتي -قبل الزّواج- أقرأ وأحفظ القرآن، وأتعبّد، وأقوم اللّيل… وذلك أفضلُ لي ممّا أنا فيه الآن
أنا الآن عندي جيش من الأولاد، ولا أستطيع أن أقرأ القرآن ولا أن أطلب العلم، ولا أن أعمل شيء.
فقلت لها:
أنتِ الآن أحسن ممّا كنتِ عليه عند أبيكِ.
أنت الآن وعندك هذه الذّرية الكبيرة، هؤلاء ذرية باقية إلى يوم الدّين.
أبواب خير مفتوحة لكِ إلى يوم الدّين، ليس هم -فقط-، وإنّما ذريتهم، ثم ذرية ذريتهم، وهكذا…
فأنتِ إذا كنتِ في بيتكِ وبقيتِ لوحدك، فحين تموتي؛ ينقطع عنكِ الأجر.
وأمّا وأنتِ هكذا (عندك الأولاد)؛ فكلّ خير يفعلوه -إن أحسنتِ التّربية- فهو في صحيفة عملك.

لا يجوز للمرأة -شرعًا- أن تتذمّر، وأن تلعن، فاللّعانون قال عنهم النّبيّ ﷺ:
 “لَيسَ المُؤمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الفَاحِشِ، وَلَا البذِيءِ “. رواه التّرمذيّ (١٩٧٧)، وأحمد (٣٨٣٩).

فكيف يكون اللّعن على الولد؟!
وقال النّبيّ ﷺ : ” لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ”.
رواه أبو داود (٤٩٠٧).

إذا لعنتَ وأكثرتَ من اللّعن، وكان الملعون مستحقًّا لـ الّلعن، انتبه!
إذا لعنتَ وأكثرتَ من اللّعن، وكان الملعون مستحقًّا لـ الّلعن؛ فأنت يوم القيامة لا تشفع للنّاس.

اللّعان لا يشفع للنّاس يوم القيامة، فحتّى تشفع للنّاس يوم القيامة؛ احفظ لسانك.
كيف وقد ورد في المسألة -الّتي يسأل عنها الأخ- حديثان صحيحان.

١ – حديث أمّ سلمة، في “صحيح مسلم (٩٢٠)، يقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ”

الولد من النّفس، “لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير؛فإن الملائكة يؤمنون على ما تدعون”.

٢ – وثبت أيضاً – في المسألة -نفسها- في “سنن أبي داود (١٥٣٢)”، من حديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله ﷺ:

” لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ “.

علَّلَ النّبيّ ﷺ ذلك بقوله:
“لا توافقوا من الله ساعة، نيل فيها عطاء الله فيستجاب لكم”.

قد تدعو في ساعة؛ فتنال -فيها- من عطائه، فيستجيب لك من كرمه عزّ وجلّ.

تخيّل لو أن امرأة دعت على ولدها؛ فاستجاب الله لها، ما هو حالها ؟!

فيحرُم على المرأة أن تدعو على أولادها، والواجب عليها الصّبر، أن تصبر على الأولاد، والّذي يهون موضوع الصّبر الإحتساب ، أن تحتسب المرأة الأجر، حين تربي أولادها تحتسب الأجر.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢٥ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: أخٌ يقول: شيخنا، نريد توجيهًا للزّوجات اللّواتي يكثرن الدّعاء على الأولاد، والتّسـخط على تربية الأولاد، وانشغال الوالد في العمل وطلب العلم، وبارك الله فيكم؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام:
t.me/meshhoor