السؤال: أخ جزاه الله خيراً على سؤاله. يقول: ماهو توجيهكم لطلبة العلم في المجال الدعوي؟ فقد كنت في السابق أشارك جماعات تنشط في الدعوة وتركتها تركًا للتحزّب. ولكن الآن لا أجدُ نصيرًا في دعوة الناس، ولا مُشجّعًا على ذلك من عمل جماعي بين الأخوة.

السؤال:
أخ جزاه الله خيراً على سؤاله.
يقول: ماهو توجيهكم لطلبة العلم في المجال الدعوي؟
فقد كنت في السابق أشارك جماعات تنشط في الدعوة وتركتها تركًا للتحزّب.
ولكن الآن لا أجدُ نصيرًا في دعوة الناس، ولا مُشجّعًا على ذلك من عمل جماعي بين الأخوة.

الجواب:
أولاً: الإنسان ضعيف بنفسه.
ونحن نُنكر التحزّب والتعصب، ولكن لا نُنكر التعاون والاجتماع على الطاعة.
والدعوة إلى الله عز وجل مِن أجَلّ الطاعات.
قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فُصِّلَت:33).
يا علي: لأن يهدي الله بكَ رجلاً خيرٌ لكَ من حُمُر النَّعَم، كما ثبت في صحيح الإمام البخاري.
والواجب أن تكون في الأمة جماعة دعوة، تدعو إلى الله عز وجل على بصيرة، والواجب على هؤلاء الدُعاة : العِلم. أن يتعلّموا.
فإنسان جاهل، ويصرّ أن يبقى جاهلًا، ويعمل داعية، هذا ليس داعية عامل، هذا عامل داعية.
فرقٌ بين داعيةٌ عامل وبين عامل داعية.
عامل حاله داعية، وتارك أولاده وتارك الناس وتارك العلم وغير مُتعلم فهذا عامل داعية، وليس داعية.
وعامل داعية في الأُمّة كثير.
فأنت انشطْ في التعلّم، وبعد أن تتعلم، وأنت تتعلّم علّمْ.

إخواني، أحبائي، لِمَن تتركون الدعوة إلى الله، وأنتم تجلسون وتأتون من أماكن بعيدة إلى مثل هذا الدرس ودروس غيري من إخواني المشايخ العلماء في الأردن، وتسمعون لمشايخ الدنيا. ،لِمَن تركتم العلم الدعوة إلى الله عز وجل؟
أنت تمثل بين يديّ الشيخ من عشرين سنة، مَا لَكَ أن تتقدّم وتحمل (نَيشان) أن تكون داعية إلى الله؟
إلى متى تسمع؟
متى سَتُعلِّم؟
متى سَتُذكِّر الناس؟
فالدعوة عندنا ليست عمل فهي وظيفتك، فأنت في عملك وفي متجرك وفي عيادتك وفي ذهابك وفي مجيئك، في كل مكان ادعُ إلى الله عز وجل، ادعُ إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة. وعندما تجلس مع أي إنسان ذكّرْه بالله وتلمّس الحاجة التي هو لها.
ودائمًا الداعية الناجح يسُّد الحاجة.
إنسان مثلاً، ضيّعَ القرآن ذكّره بالقرآن، ضيّعَ الصِلاة،ذكّره بالصّلاة وهكذا.
فالأصل أن نُبادر نحن بالدعوة إلى الله عز وجل.
وأقل شيء في الدعوة إلى الله، فأنت إن كنت في مجلس وفيه طالب علم، فافعلْ سنّة جبريل عليه السلام، اسألْ، واجعلْ سؤالك سببًا للتعليم.
فَجبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر الحديث: هل تَعلمون مَن السائل؟قالوا: لا يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: إنه جبريل.
لماذا جاء؟
قال:جاءكم يعلمكم أمور دينكم
كيف علّم جبريل؟
بالسؤال.
هذا توفيق من الله .
تكون في مجلس حافل بالناس، وفيه طالب علم، والمجلس راح يمين وراح شمال، واشتغلوا في الدنيا، وإلى آخره، فَتستغلُ وجود هذا الشيخ، فَتسأل أسئلة أنت تَعلَمها.
هذه سنّة جبريل.
لماذا تسأل؟
حتى تُعلّم.
وعن ماذا ينبغي أن تسأل؟
عما يسدُّ حاجة الناس .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخ جزاه الله خيراً على سؤاله. يقول: ماهو توجيهكم لطلبة العلم في المجال الدعوي؟ فقد كنت في السابق أشارك جماعات تنشط في الدعوة وتركتها تركًا للتحزّب. ولكن الآن لا أجدُ نصيرًا في دعوة الناس، ولا مُشجّعًا على ذلك من عمل جماعي بين الأخوة.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor