السّؤال:
أخٌ يقول: توجد كُتُب ومُجلّدات قيِّمَة ونافِعَة توضع في المساجد مِن قِبَل مُتَبَرِّع -مثلًا-، ولكن للأَسف لا تُقْرَأْ وتَمْتَلِئْ بالغُبار ونَسيجِ العنْكَبوت، هل يجوزُ أخذُها؟
الجواب:
(لا).
الوقفُ وقفٌ.
أنت انفض الغُبارَ عنها، واقرَأْها وأرشِد النّاسَ إليها.
أنا ممّن رزقني الله -تعالى- حُبّ الكُتُب، ولو أعلَم أنَّ كتابًا في الصين مُفيدًا؛ فسأذهب إلى الصّين وأشتريه.
اشتريتُ بعضَ الكُتُب بعشر دولارات، ودَفَعْتُ عليهِا فوق الخمسينَ دولارًا حتّى وصلَني، فأُحِبُّ الكُتُب حُبًّا جمًّا.
بلَغني من بعض إخواني وأحِبّائي في مسجدِ السّلط القديم كتُب نادرة، ذهبتُ لمسجد السّلط، وليس لي هّم وغايه في ذهابي إلّا أن أنظُر في هذهِ الكُتُب، وفعلًا وجدْتُ في هذهِ المَكتَبَة كُتُبًا نادرةً جِدًّا ومطبوعةً قديمًا.
وأوّل كُتب طُبعت في الأُردن موجودة في السّلط -قديمًا- قرابة سنة (١٨٩٠).
فالكُتُب ما دامت وقفًا؛ يُذاع ويُشاع بين النّاس أنّها وقف، ويأتي النّاس إليها. في كلّ الدُّنيا يوجد مكتبات عامّة، وهذه المكتبات يزورها النّاس من كُلّ مكان.
لا يجوز كلّما رأيت في مسجد كتابًا تأخذه، هذا وقف، والوقف لا يجوز تغييره ولا تبديله.
يوجد كثيرٌ من إخواننا يسأل يقول: أنا أُريد مصحفًا من نوع كبير، وليس موجودًا عندي، فهل يجوز أن آخذه من المسجد؟
لا، ليس لكَ أن تأخُذه.
تعال إلى المسجِد واقرأ من المصحف في المسجِد.
فالوقف يحرُمُ شرعًا الاعتداء عليه.
المكتبات في الدنيا …..إخواننا هذا باب لو أردت أن أخوض فيه وأتكلّم فيه ما أنتهي، سأبقى أتكلّم معكم إلى العِشاء في هذا الباب وما أنتهي، وممّا هو في ذهني عن الكتب .
سألني أخ من المغرب في الدّرس الماضي عن مكتبة( الاسكوريال). (الاسكوريال): دير للنّصارى فيه ألف وكذا مخطوط دون الألف وخمسمائة مخطوط، كل مخطوط في الاسكوريال مكتوب عليه وقفٌ لأمير المُؤمنين زيدان، كان أمير المغرب في الدّولة العلويّة، حاصرته القوات الإسبانية -وهو في البحر-، وكانَ في سفينَةٍ خاصّةٍ به ومعه مكتبته، ما اعتدوا عليه، وهو في البحر أخذوا الألف وخمسمائة مخطوط، وجعلوها في دير الأسكوريال، دير الأسكوريال مكتبة مَلِك واحد، والآن حين تصوّر مخطوطًا من الاسكوريال، كان الأمر متعِبًا جدًّا في فترة مضت، الآن الأمور سهلة.
فالشّاهد -باركَ الله فيك-:
الاعتداء على كُتُبِنا هو سِرّ وجود المخطوطات في أوروبا، أوروبا تتسابق على المخطوطات الموجودة عندَنا.
كتب علمائنا الكبار في أوروبا، ولا سيّما في إسبانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ثمّ أخيرًا في المكتبة الأمريكية في الكونجرس.
احتجت لبعض المخطوطات لعالِم مات من قريب في السّتينيّات، ما وجدتها إلّا في الكونغرس وراسلت الكونغرس، وأرسلوها لي.
فالشّاهد:
أنّ هذهِ المخطوطات، الغربُ أخذها، لكن احتفظَ بها، ويبذلها.
شيخنا الشيخ محمد أبو خبزة -رحمه الله- شيخ تتطوان من المغرب، مات من قريب، من لطائفه: سُئِل: هل الله -جَلّ في عُلاه- سيُحاسِب الكُفّار على أخذِهم المخطوطات من بلاد المسلمين؟
تدرون ماذا كان جوابُه؟
قال: نعم، الله سيُحاسِبهم على المخطوطات الّتي لم يأخذوها؛ لأنّ المخطوطات الّتي لم يأخذوها هلكت وضاعت، أمّا هُم فرمّمّوها وبذلوها لجميع النّاس.
فالله يحفظ دينه.
فما هي طريقة حفظ الله لِدينِهِ؟
هذا الأمر لله -عزّ وجّل-.
فكم استغربت حين زُرت أوزبكستان، أنا وأخي أبي أحمد، ورأينا مصحف عُثمان الّذي عليه دَمُه، المُصحف الأُمّ، المُصحف الأصلي للمسلمين جميعًا، مُصحف عثمان كان في يومٍ من الأيام في مكتبة( لينين) في روسيا، عجيب!!✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor