السؤال :
السؤال شيخنا عن قوله تعالى: ﴿يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشاءُ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ﴾[البقرة: ٢٦٩].
كيف يؤتى الإنسان الحكمة ؟
هل هي مكتسبة أم هي ملَكة معينة، وإن كانت هناك طرقٌ لاكتساب الحكمة؟
فلو أشرتم إليها شيخنا.
الجواب:
أولاً: المسألة تحتاج لجمع آثار وما ورد في الباب.
الأمر الآخر -بارك الله فيك-: الحكمة تحتاج إلى توفيق من الله تعالى أولاً وأخيراً، وتحتاج إلى سرعة بديهة وقرب ذكاء وتأمل.
قالوا: من أكثر الصمت لقن الحكمة.
وقد تكون الحكمة في بعض الأحايين وراثة، واختلف أهل العلم في أصل مهم ومهم جداً: أن الأخلاق هل هي مكتسبة أم غريزية؟
واستدلوا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض الأصحاب، قَالَها رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْأَشَجِّ، أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ : “إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ : الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ” مسلم ١٧.
ولذا الراجح عند المحققين من العلماء: أن الحكمة وغيرها من الأخلاق الحميدة منها ما هو مكتسب، ومنها ما هو غريزي.
ففي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “الناس معادن”البخاري ٣٣٨٣، مسلم ٢٥٢٦؛ فبعض الناس معدنه طيب.
ولذا الأنبياء خلقهم الله تعالى من أحسن المعادن ورد هذا في الحديث.
قال صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر: ((هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين))
جامع الترمذي “3662”وصححه الشيخ الألباني.
فالشاهد -بارك الله فيك- الحكمة قد تكون عسرة عند بعض من كان من طبعهم العجلة، والأخذ بالظن، وعدم التأني ولا يكون رزيناً هادئاًبخلاف غيرهم ممن رزقوا الحكمة .
فالحكمة مكونة من عدة أخلاق؛ فمن جاهد نفسه على مجموعة من الأخلاق يصيب الحكمة.
والحكمة المطلقة موجودة عند الأنبياء، لكن ينال الإنسان شيء من الحكمة؛ فالحكمة من الأشياء التي تتجزأ.
فقد يصيب الإنسان الحكمة في أشياء دون أشياء.
والكلام عن الحكمة، والآثار التي وردت فيها، وكيفية تحصيلها هذه تحتاج حقيقة لبحث ودراسة، ولكن هذا ما وقع في بالي.✍️✍️
↩️ الرابط:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor