السؤال: سؤال من الجزائر ، تقول: ذكرتم أن العالم إذا كان له قولان في المسألة فلا يقال أن العالم تراجع عن قوله المتقدم ونُسخ قوله المتأخر لقول المتقدم ما لم يصرح بالتراجع ، لأن كلام العالم مبين وليس منشيء بخلاف الشرع فإن الشرع منشيء ، أرجو البسط والتوضيح وهل هو مذكور في كتب أصول الفقه في مبحث النسخ ؟

السؤال:
سؤال من الجزائر ، تقول: ذكرتم أن العالم إذا كان له قولان في المسألة فلا يقال أن العالم تراجع عن قوله المتقدم ونُسخ قوله المتأخر لقول المتقدم ما لم يصرح بالتراجع ، لأن كلام العالم مبين وليس منشيء بخلاف الشرع فإن الشرع منشيء ، أرجو البسط والتوضيح وهل هو مذكور في كتب أصول الفقه في مبحث النسخ ؟

الجواب:
فأقول والهداية بالله هذا الدين كما قال الله عز وجل : {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا} فالذي شرع هو الله .
ما هو دور العالم ؟
دور العالم يُبين ما ورد في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بيان العالم يعتريه ما يعري كلام البشر، فالعالم قد يتكلم بكلمة ثم يظهر له خلاف ما قال.
فهل العالم قوله المتأخر ينسخ قوله المتقدم ؟
الجواب: لا.
حتى لو صرح العالم بالتراجع ؟
لو صرح بالتراجع يبقى القول القديم قولاً منسوبا إليه ، يقال لفلان مذهبان مذهب جديد ومذهب قديم ، ولذا هذا معروف جدا عند العلماء ولا سيما عند الشافعية ، بل هنالك عدة مسائل بينها أهل العلم وذكروها ببسط ومنهم مثلا الإمام النووي في مقدمة كتابه المجموع ، ونظمها غير واحد من العلماء على اختلاف الامصار والأعصار في رجحان مذهب الشافعي القديم لا الجديد ، ففي عدة مسائل المفتى بها في مذهب الشافعية المذهب القديم لا المذهب الجديد .

الشاهد:
العالم ليس له حق أن ينشئ حكما ، العالم حقه أن يُبين الحكم ، فإن اخطأ بيانه فلا يقال في كلامه كما في الشرع ، الشرع هو الذي ينشئ ، فالشرع لما أنزل الله تعالى الأحكام أنزلها الله تعالى ليُربينا، فكان في بدايات العهد في العصر الأول الأنور كانت الأحكام تناسب ذاك الوقت، ثم الله عز وجل نسخ بعضها ، مثل التوجه للقبلة، كما ثبت في حديث البراء بن عازب في صحيح البخاري مكث النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا ثم نسخ الله عز وجل القبلة إلى الكعبة المشرفة ، فهذا الحكم للشرع.

الآن السؤال أيهما أفضل التوجه للقبلة لبيت المقدس أم للكعبة ؟
في وقت توجهنا لبيت المقدس كان الحكم في توجهنا إلى بيت المقدس أفضل ، ولما حولنا الله إلى الكعبة فكان التوجه إلى الكعبة أفضل. فالشرع له من الحِكم ما تعجز العقول عن إدراكه وفهمه وبالتالي العالم له البيان ، فإن اخطأ العالم فيبقى له قول حتى لو قال تراجعت المعتمد من أقوال أي عالم القول الأخير وليس القول الأول ، لكن قوله الأخير ليس بناسخ لقوله الأول ذلك أن العالم هو مبين وليس بمنشئ ، أما الشرع هو الذي ينشئ والشرع سبحانه وتعالى حتى يربي الخلق الله جل في علاه يعني قد ينشئ شيئا ثم ينسخه بحكمة له سبحانه .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢٢-جمادى الأولى -١٤٤٤هـ
١٦- ١٢ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: سؤال من الجزائر ، تقول: ذكرتم أن العالم إذا كان له قولان في المسألة فلا يقال أن العالم تراجع عن قوله المتقدم ونُسخ قوله المتأخر لقول المتقدم ما لم يصرح بالتراجع ، لأن كلام العالم مبين وليس منشيء بخلاف الشرع فإن الشرع منشيء ، أرجو البسط والتوضيح وهل هو مذكور في كتب أصول الفقه في مبحث النسخ ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor