السؤال:
سؤال عن الخلاف الذي حصل بين أبي بكر وفاطمة -رضي الله عنهما-، عندما سألته عن ميراثها بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
هل حصل منها هجر لأبي بكر ؟
ما هو موقف أهل السنة من مثل تلك الحادثة -بارك الله فيك شيخنا-؟
الجواب:
نحن نترضى عن أبي بكر -رضي الله عنه- ونحب فاطمة -رضي الله عنها-، وهي بضعة من النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن آذاها فقد آذاني كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “فَإِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا”. البخاري٥٢٣٠ مسلم٢٤٤٩.
وأبى النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح البخاري على علي أن يتزوج على فاطمة؛ فعن عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قَالَ : إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتْ : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: “أَمَّا بَعْدُ، أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي، وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا، وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ “. فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ. البخاري ٣٧٢٩ مسلم ٢٤٤٩.
وقد اختار علي ابنة أبي جهل وكانت قد أسلمت فما قبل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك.
الخلاف بين أبي بكر وفاطمة خلاف بسبب معرفة الحديث الذي قَالَ رسُولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: “لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ” مسلم١٧٥٧.
فهناك خلاف شديد في هذا الأمر، فكان أبو بكر -رضي الله عنه-، وقد بلغه الحديث ولم يبلغ فاطمة؛ فطلبت ميراث النبي -صلى الله عليه وسلم- فعرفها أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- بذلك؛ ثم كما يقولون صفت الأمور بينهما وما وقع شيء بعد ذلك.
يعني حدث لبس في الفهم؛فأبو بكر ما آذاها، وأبو بكر أحسن إليها، وأبو بكر بين لها ما سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وهناك فائدة حقيقة نفيسة ذكرها النووي في شرح صحيح مسلم إلغازا أو تعمية وما فصل فيها.
فقال مثلا: لما ذكر حديث (ما تركناه صدقة) قال: بعض جهلة الشيعة يصححه ومشى.
والظاهر -والله تعالى أعلم- أن الشيعة يقولون (ما تركناه صدقةً.)
الحديث ما تركناه صدقةٌ وليس صدقةً.
والفرق بين الأمرين أولا: في رواية عند مسلم فيها تفصيل ما تركناه فهو صدقةٌ، وهذا يسعف بأن الصدقة مرفوعة وليست منصوبة، و(ما) المذكورة في الحديث بمعنى (الذي) تركناه صدقةٌ .
الشيعة يقولون: صدقةً.
وأهل السنة يقولون: صدقةٌ.
ما تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يورث: الذي تركه ليس لأحد أن يأخذه، وعند الشيعة: الذي يتركه يأخذه أهله صدقةً لا ميراثا، فقالوا صدقةً، ما تركناه صدقةً أي: للورثة حق فيه صدقةً لا ميراثاً.
أما قوله: “ما تركناه فهو صدقةٌ”: فالذي تركناه لا يأخذه أولاد النبي -صلى الله عليه وسلم- ألبتة إلا إذا كان علماً كما هو معلوم.
من العجيب أن النقمة على أبي بكر بسبب أنه منع فاطمة من الميراث بعد تحريف الشيعة لهذا الحديث.
ففاطمة اقتنعت، وزال النزاع بينها وبين أبي بكر -رضي الله عنهما- ولكن الشيعة حرفوا الحديث، فبدل من أن يقولوا: “ما تركناه فهو صدقةٌ” قالوا: (ما تركناه يورث صدقةً).
وما زالوا للآن يقولون أن أبا بكر منع فاطمة، وأنها ماتت وهي وإياه على خلاف وإنه ظالم إلى آخره، وهذا من تهويلاتهم وكذبهم المعهود.
مداخلة الأخ المتصل:
يعني لا يصح التهاجر شيخنا الذي يُدعى؟
الجواب:
لا. لا يصح كما قلنا.
والمسألة وقع فيها استبيان، وبينَ أبو بكر أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول هذا الكلام.✍️✍️
↩️ الرابط:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
📥 للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor