السؤال: حكم مس المصحف للجُنُبِ والحائض، ما الراجح عندكم شيخنا؟

السؤال:
حكم مس المصحف للجُنُبِ والحائض، ما الراجح عندكم شيخنا؟

الجواب:
المسألة طويلة وكثيرة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر عليًّا بأن لا يمس المصحف وهو جُنُب.

الحديث في الحقيقة قائم على عمرو بن سلمة، وقد اختلط وعليه كلام وكلام كثير.

ويبقى في المسألة قوله تعالى: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرونَ﴾[الواقعة: ٧٩]، الضمير في يمس الظاهر في سياق الآيات إنه عائد إلى اللوح المحفوظ، ولا يمس اللوح المحفوظ إلا المطهرون.

نزع بعض أهل العلم أن قوله تعالى:﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرونَ﴾: هم الملائكة وهم مطهرون، وبالتالي ينبغي أن نتشبه بهم فقالوا لا يجوز مَس المصحف للحائض ولا للجُنُب، المسألة دقيقة تحتاج إلى شيء من تفصيل فمن منع جوَّزَ للحاجة هذه واحدة.

يعني: المرأة التي تتعلم واحتاجت أن تمس المصحف للقراءة في درسها، وهي تتعلم؛ فلا حرج في ذلك.

وقد صرَّح جمعٌ من علماء الحنفية والمالكية بجواز هذا حتى وهم يمنعون.

قراءة القرآن من غير مس لا حرج فيها، الإنسان إذا كان غير متوضأ وقرأ لا حرج في ذلك.

الجُنُب فيه خلاف.
وأصح ما ورد عند ابن المنذر عن جابر قال لا يمس القرآن إلا طاهر ، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يمس القرآن إلا طاهر”.
صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته ٧٧٨٠ وصححه الألباني.

المسألة لها حد، الحد الحاجة والضرورة فيها رخصة.

الورع والتقوى أن تبقى على طهارة، وأن تكون متوضئًا، إلا إن كنت تقرأ عن ظهر قلب؛ فالأمر فيه سعة بإذن الله تعالى.

أما الدليل المستنبط من القرآن الكريم، أو من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، لا يوجد ما يمنع من ذلك، لا يوجد دليل صحيح صريح في المنع.
والله تعالى أعلم.

↩️ الرابط:

السؤال: حكم مس المصحف للجُنُبِ والحائض، ما الراجح عندكم شيخنا؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor