السؤال: شيخنا: على فرض وجود التصوف عند بعض السلف؛ هل ثمّة فرق بين ذاك التصوّف وتصوف أهل هذا الزمان؟

السؤال:
شيخنا: على فرض وجود التصوف عند بعض السلف؛ هل ثمّة فرق بين ذاك التصوّف وتصوف أهل هذا الزمان؟

الجواب:
أنا أقول والمسألة تحتاج لبسط:
هناك فرق كبير بين التصوف في القرن السابع والتصوف في هذا الزمن، بين أهل الشام مثلًا، بل في القرن الثامن كان ينكرون إنكارًا شديدًا أعني -الأشاعرة ومن كان معتنيًا بالتصوف- على كثير من الترهات والخرافات ولا سيما أصحاب وحدة الوجود.

ومن يقرأ كتب التأريخ مثلًا، ولا سيما من يتتبع أعلامهم ويدرس حياتهم يجد هذا ظاهرًا جليًا.

فالتصوف عند السلف هو التزكية، والأصل أن نضبط الألفاظ.

والتصوف ليس اصطلاحًا خاصًا بأهل الإسلام، وإنما هو اصطلاح يعم الأديان كلها، فهنالك البراهمة والهندوس وعندهم تصوف.

فنحن عندنا تزكية، والتزكية مربوطة بالكتاب والسنة.

فإذا كل خاطر يخطر على القلب، إذا ما قام عليه شاهدا عدل من الكتاب والسنة فهو مردود.

و(زَرُّوق) من متأخري الصوفية -متوفى٨٩٩ هجرية-، كان في كتابه:” عمدة المريد” وفي كتبه الأخرى، كان يدعو إلى تصوف فيه تقييد بأفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه، وكان متأثرا ويكثر النقل من كتاب (الاعتصام) للشاطبي -رحمه الله-.

فالتصوف عند السلف هو التزكية وهو عبادة الله تعالى وكثرة العبادة والإقبال عليها، وهذا أمر محمود.

ومن أعلام المتصوفة الكبار أصحاب السنة والعقيدة الصحيحة الإمام (الجُنيد) و (عبد القادر الجيلاني) وله كتاب اسمه (الغُنية).

ومن نظر في كتابه (الغُنية) فهو يثبت العلو لله جل وعلا.

والعجب أن الكتاب طُبع من قريب في تركيا، من قبل رجل يزعم أنه من ذرية الشيخ ( عبد القادر الجيلاني)، وحذف هذا الباب، حذف ما يسمى بالتوحيد.

وأحسن طبعة للكتاب لغاية الآن طبعة بغداد، في ثلاث مجلدات وفيها المعتقد، ولكن طُبع في وقت صلح العراق مع إيران بعد ذاك القتال الشرس؛ فاضطرت وزارة الأوقاف أن تحذف من كلام (عبد القادر الجيلاني) في (الغنية) كلامه الشديد على الرافضة.

فللآن كتاب (الغنية) لم يطبع بالكمال والتمام، مع أن الطبعة العراقية المطبوعة في ثلاث مجلدات جيدة بالجملة.

فالشاهد أن كثير من أئمة الصوفية (كالجيلاني) و(الجنيد) هم أهل علم.

ولو أنك قرأت ترجمة (عبد القادر الجيلاني) في (ذيل طبقات الحنابلة)، لنظرت أن (الشطنوفي ) الذي خصه في كتابه ، وهو كبير في ثلاث مجلدات خصه (لعبد القادر الجيلاني) وكيف أنه ملأه سمًا وأكاذيب وخرافات.

والعجيب أن (الحافظ ابن حجر العسقلاني) له ترجمة طُبعت في لندن من قريب حول ترجمة (عبد القادر الجيلاني) ولخصها، وذكر في مقدمة الكتاب أنه أبعد في كتابه تلك الخرافات التي ذكرها (الشطنوفي) واقتصر على ما هو ثابت وصحيح عنده.

(فعبد القادر الجيلاني) من قديم الكذب عليه كثير، واختلاط الحابل بالنابل كبير كثير.

*فالشاهد أن التزكية ولو سميت صوفية -وليس الذي يُفعل اليوم-، وكانت منضبطة بالكتاب والسنة فعلى العين والرأس، هذا الذي نحبه وندعو إليه، ندعوا أن يلتزم الناس دين الله عز وجل.*

*وما أحوج طلبة العلم إلى أن يكثروا من قراءة القرآن الكريم، ومن حفظه، ومن التنفل، ومن الذكر، وأن يتقيدوا بما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويحاربون جميع ما يخالف سنته ويخالف هديه.*
*هذا هو الدين الذي ندعوا إليه.*

والله تعالى أعلم.
✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا: على فرض وجود التصوف عند بعض السلف؛ هل ثمّة فرق بين ذاك التصوّف وتصوف أهل هذا الزمان؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor