السؤال : الإبن الذي ابتُلي بأبٍ يأكل الحرام، يأكل حراماً و هو لا حيلة له في ذلك، ماذا يصنع؟ و هل يتأثر الابن الصغير في ذلك؟ إذا كان الرجل ماله من حرام هل أبناؤه الذين يأكلون من ماله أيضاً لا يُستجاب دعاؤهم؟

السؤال :
الإبن الذي ابتُلي بأبٍ يأكل الحرام، يأكل حراماً و هو لا حيلة له في ذلك، ماذا يصنع؟
و هل يتأثر الابن الصغير في ذلك؟
إذا كان الرجل ماله من حرام هل أبناؤه الذين يأكلون من ماله أيضاً لا يُستجاب دعاؤهم؟

الجواب:
أولاً : الإثم الأكل و الثمرة المترتبة عليه ينبغي أن يقع فيها الانفكاك.
و تذكرون الحديث الذي في صحيح مسلم حديث الجرو الذي دخل تحت سرير النبي صلى الله عليه وسلم فما نزل جبريل عليه.
فالملائكة قد لا تدخل مسجداً فيه صورة أو فيه كلب، و لكن الحِل و الحُرمة شيء و الثمرة المترتبة شيء آخر.
موضوع القبول و عدمه أمر خالص لله عز وجل، و النبي صلى الله عليه وسلّم ما نفى بل قال (أنّى يُستجاب له)، استغراب، سؤال فيه استغراب، (أنّى يُستجاب له).
إذا أنت تريد أن يكون الله معك وأنك إذا رفعت يديك فشكوت الخلق إليه مَن ظلمك، ومَن يظلم الناس فينبغي أن تكون حريصاً أشد الحرص على الحلال وأن تكون بعيداً عن الحرام، فموضوع أنه يُستجاب الدعاء أم لا فالأمر لله عز وجل، و الله قد يستجيب ممن يأكل الحرام – قد – و لكن على استبعاد، (أنّى يستجاب له؟ أنّى يستجاب له؟) استغراب واستفهام و الاستفهام فيه إنكار، (أنّى يستجاب له؟).
أما الصغير و البنت و الزوجة ممن كان الوالد يعمل حراماً فهم يأكلون حلالاً، الولد غير المتكسِّب، فالولد إن أصبح رجلاً و متكسِّباً و كان أبوه مكسبه حرام صَرْف، فالواجب عليه ألّا يأكل من مال أبيه، الواجب عليه أن ينفكّ عن مال والده و أن يتكسّب و يعمل و يُطعم نفسه بنفسه حلالاً، و لا يجوز له.
أمّا و هو صغير و هو طالب و كذلك البنت و كذلك الزوجة فهم يأكلون حلالا.
قال أهل العلم لو أن الحرام انتشر و اشتهر و كادت أن تُطبق السماء على الأرض بكثرة و اشتهار الحرام، قالوا المؤمن يأكل منه حاجته حلالاً، يأخذ حاجته من هذا المال بمقدار الحاجة وتكون حلالاً.
و ينبغي أن يفرَّق بين الأموال، فهنالك مال تتعلق فيه الذمم، و هناك مال كسَبه صاحبه بالحرام.
فالمال الذي يكون تحت ملك الإنسان بكَسْب و لكن الكسب غير مشروع، غير المال الذي هو ليس لصاحبه وإنما هنالك ذمة أخرى تُنازع فيه، فالأول أسهل من الثاني.
و جُل أموال الناس أموال من حلال و حرام، جُل أموال الناس هذه الأيام أموالهم مخلوطة، و معنى أنها مخلوطة من أموال حلال و حرام، ولشيخ الإسلام قاعدة في المال المخلوط موجودة في الفتاوى وطُبعت على حِدة أكثر من مرة، ويتساهل أهل العلم في المال المخلوط أكثر من تساهلهم في المال الحرام الصّرْف، الحرام المخلوط أهون من الحرام الصّرف، و أغلب الأشياء التي بين يدي الناس هي أموال مخلوطة.✍️✍️

⬅ درس شرح صحيح مسلم
1-2-2024

↩ رابط الفتوى:

السؤال : الإبن الذي ابتُلي بأبٍ يأكل الحرام، يأكل حراماً و هو لا حيلة له في ذلك، ماذا يصنع؟ و هل يتأثر الابن الصغير في ذلك؟ إذا كان الرجل ماله من حرام هل أبناؤه الذين يأكلون من ماله أيضاً لا يُستجاب دعاؤهم؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍️✍️
📥 للاشتراك:
• واتس آب ‎+962-77-675-7052 :
• تلغرام t.me/meshhoor :