http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/AUD-20171217-WA0051.mp3الجواب: إن الرياء قسم من أقسام النية ، فالنية إن كانت صالحة فهي إخلاص ، وإن كانت فاسدة فهي رياء.
الله عز وجل لا يقبل عمل المرائي.
كما هو معلوم العمل لا يقبل إلا بإخلاص واتباع ، أن يكون قصد الرجل أو المكلّف في عمله صحيحاً، وأن يكون عمله صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الله لا يحابي أحداً ، الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } فمن بدأ عمله بالرياء وكان باعثه الرّياء فإنّ عمله مردود غير مقبول وإن أتى بأفضل الأعمال كالعالم أو قارئ القرآن و كالمجاهد وكالمنفق فهذه الأعمال الثلاثة – كما ثبت في الصحيحين – من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أصحابها أول من تسعّر بهم النار.
ولذا قال الشاعر:
وعالم بعلمه لم يعملن
معذب قبل عباد الوثن
فمن بدأ عمله بإخلاص فدخل عليه الرّياء فيقبل من عمله بمقدار إخلاصه، فرق بين أن تبدأ عملك برياء – فهذا العمل غير مقبول ومردود على صاحبه – وبين عمل ابتدأه صاحبه بإخلاص ثم دخل عليه الرياء ، فالرياء ينقص من العمل وبركته وثمرته وأجره في الدنيا والآخرة بمقدار ما دخل عليه من الرياء .
والإخلاص أن تقصد ربك في عملك وأن لا يتوجه قلبك في العمل إلا إلى الله ، فإن حصلت على ثمرات طيبة دنيوية وأنت لا تريدها فهذا أمر لا حرج فيه ، وهذا أمر لا ينافي الإخلاص ، ولذا الثناء الحسن قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: تلك عاجل بشرى المؤمن ، فرق كبير بين الصورتين وهذه مسألة يقع فيها خلط.
رجل قصد الله والدار الآخرة ولم ينوِ إلا نية صالحة وجاهد نفسه على الإخلاص، و وضع له القبول فهذا أمر حسن وهذا الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تلك عاجل بشرى المؤمن ، ورجل تلبّس بثوب الطاعة و العبادة والأعمال الصالحة وهو لا يريد الله و الدار الآخرة لكنه يريد ثناءً، سمعة،ً يريد شيئاً من حطام الدنيا الفاني، فهذا لا يقبل له عمل ومآله إلى فضيحة ، والثناء الحسن الذي أراده لا يبقى له على وجه الإستمرار.
الله لا يُغالَب، ولا يمكن للعبد أن يغلب الله.
ولذا المخلص من بركات إخلاصه الثبات على العمل، وأن الإخلاص ببركته يفتح على صاحبه خيرا عميما ويدرء عنه شرّاً عميما ، إذا وقع الإنسان في ورطة يتوجه إلى الله بإخلاصه وإن كان عملاً يسيرا ً فإن الله ينجيه.
وأما من أظهر الطاعة وإن فعل الخير وأفضل أنواع الطاعات ولم يكن مخلصاً فإنّ مآله إلى وبال.
كيف ذلك؟
هذه سنّة الله، العقل لا يمكن أن يتدخل فيها ولا يقدر على ضبط ملابساتها.
ولذا النية والرياء العلاقة بينهما علاقة كلّ و جزء؛ النية كلّ والرّياء جزء من أجزاء النية.
نسأل الله عز وجل الإخلاص في القول والعمل.
والمخلص من كان حاله في الخلوة كحاله في الجلوة أو أحسن .
النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوّذ من الرياء، اللهم إنّي أعوذ أن أشرك بك شيء أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه.
والرّياء كبيرة من الكبائر والأنبياء منزّهون عنها، واستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الرياء حتى يعلمنا.
والرياء أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصمّاء – نسأل الله العافية -.
يقول الإمام الشافعي رحمه الله : لا يخاف من الرياء إلا المخلص.
والذي لا يخاف من الرياء هذا الذي لا يبالي، أما المخلص من علاماته انه يخاف من الرياء .
والله تعالى اعلم .
⏮ مجلس فتاوى الجمعة
27 ربيع الثاني 1439هـجري.
2017 – 12 – 15 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى :
⏮ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⏮ للإشتراك في قناة التلغرام http://t.me/meshhoor