السؤال:
أخ يسأل فيقول شيخنا وفقك الله لكل خير.
اللهم آمين وإياك والسامعين.
وضح لنا كيف نجمع بين اليد المتعففة وقبول الهدية وقبول الطعام؟
الجواب:
إن أخذته من غير استشراف نفس خذه، خذ الهدية وخذ العطية والهدية وما شابه، إن أخذته بسخاوة نفس كما في البخاري من حديث حكيم بن حزام “ونفسك سخية” لا تتطلبه ولا تلح على السائل ولا تستجديه وتحفظ ماء وجهك وتصونه فخذ، أما إذا بذلت ماء وجهك و ألححت في السؤال فلا يبارك لك في الأخذ، فمتى أخذت خذ إذا جاءك المال من غير استشراف نفس.✍️✍️
السؤال:
شيخنا زادك الله من فضله، هل من توجيه فيمن يبقى يلاحق من يوزعون الطعام في هذا المسجد وفي غيره، فبعضهم يستكثر، فيأخذ نصيبه و نصيب غيره، بل رأيت بعضهم من يأخذ لبيته، فهل هذا يدخل في اليد السائلة؟
الجواب:
نعم، لكن حكم الأخذ يختلف ممن يأخذ من هذا الطعام لبيته وهو فقير ولا يجد و بين من يريد الاستكثار وهو في غنى عنه، شريطة ان يكون الواقف لهذا الطعام يأذن، فاذا كان الواقف يقول هذا الطعام فقط للصائمين في هذا الدرس، فلا يجوز لك أن تحمل شيئا لبيتك، وأما إن أذن فلا حرج أن تأخذ فتأكل فتفطر في هذا المسجد، ثم أن تخص شيئا من الأخذ لأن تطعم أهلك إن كانوا فقراء.✍️✍️
الجواب:
المتعفف يعطى ولا يقبل.
المتعفف رجل يعطيه وهو محتاج و لكن حاجته ليست شديدة، فلو أنه ما أخذ لا يهلك، فيتعفف ولا يأخذ، فهذا المتعفف خير من الآخذ من غير سؤال، و الآخذ من غير سؤال خير من الآخذ بسؤال، فالتعفف أن تعطى ولا تقبل، لا تأخذ.✍️✍️
السؤال:
ما العبرة من قول الرجل أن معه درهما ثم قال ثان ثم قال، إلى أن قال الخامس، لماذا لم يقل من البداية خمس دراهم؟
الجواب :
في سنن أبي داود برقم (1691)
أمرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بالصَّدقةِ ، فقالَ رجلٌ : يا رسولَ اللَّهِ ، عِندي دينارٌ ، فقالَ : تصدَّق بِهِ على نفسِكَ ، قالَ : عِندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على ولدِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على زوجتِكَ أو قالَ : زوجِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على خادمِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : أنتَ أبصَرُ.
حسنه الشيخ الألباني.
هو يريد أن يتعلم، النبي صلى الله عليه وسلم فاتح له السؤال وهذا أبلغ، معي درهم، قال أنفقه، قال معي ثان قال أنفقه، فسهل عليه الحفظ، فباعد بين السؤال والجواب والأمر واسع.✍️✍️
السؤال:
الناظر في يد الآخذ وهي اليد السفلى، وإن كان حاله في أمس الحاجة للأخذ، هل هذا فيه منقصة لليد السفلى؟
الجواب:
نعم، ولكن ليس فيها منقصة لصاحبها إن كان محتاجا، فالأيادي أربعة أقسام، أسفلها السفلى، لكن صاحب اليد السفلى قد يكون عند الله أفضل من صاحب اليد العليا، فإن كان محتاجا ، او كما أسلفت سابقا إن كان ذا قوة ويستطيع العمل ولم يجد العمل فله أن يأخذ، وأخذه لا يشينه، و الفقر ليس عيبا، العيب الكسل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الكسل، اللهم أعوذ بك من العجز والكسل، ومن الجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال.
ففي صحيح البخاري (6369) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال.”✍️✍️
السؤال:
كيف نوفق بين أن صدقة البخيل الشحيح أفضل وممدوحة؟
الجواب:
لأنه فيها كلفة، فيها مجاهدة، وأنت في طبعك الذي طُبعت عليه أنك بخيل.
نعود ونؤكد على حقيقة، فالأخلاق ماذا قلنا عنها؟
الناس معادن، أنت تعرف معادن، والمعادن ليست سيان ففي معدن ذهب، وفي معدن تنك، في ناس معدنه عالي جدا، وإنسان مجبول على كما قال الخطابي كما سمعتم وكأنه طَبع له، الشح طبع له يعني مطبوع عليه.
هل يوجد بعض الفسقة أكرم من بعض المتدينين؟
كثير، وكذلك أشجع.
فالناس معادن، من أحبه الله عز وجل فقهه في الدين، أما الناس فمجبولون على معادن.
إنسان مجبول على الشح فتصدق وهو صحيح شحيح وهو مجبول على الشح، هذا كلفه مجاهدة زائدة، فصدقته أفضل من صدقته وهو على فراش الموت، أجره أعظم قطعا، السبب أنه بذل جهدا زائدا في مخالفة طبعه، في مخالفة الهوى والاستجابة لأمر المولى، خالف هواه واستجاب لأمر مولاه.✍️✍️
الجواب:
نعم. الله عز وجل ذكر في سورة التوبة ثمانية مصارف للزكاة
[ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ] (60)
، ويجوز أن تصرف الزكاة لصنف واحد.
وإخواننا في غزة الأغنياء منهم الآن فقراء، الآن لا يجدون الطعام والشراب.
وإذا استطاع بعضكم ممن له قبول عند بعض المسؤولين أن يجمع مالاً وأن يأخذه لإخوانه في غزة فهذه من الطاعات. ونكون نحن في مجلسنا هذا من أوائل المتصدقين بإذن الله.
إذا وجد بعضكم ممن يعرف المسؤولين ويستطيع أن يصل إلى غزة وهذا أمر ليس مستحيلا، أمر ممكن في حق بعض الناس.
فأنا أنصح بالمبادرة إلى هذا الأمر.
اخواني من طلبة العلم ممن يغشى مجلسنا هذا في درس الخميس ممن يأتي من غزة فقد جاءتني رسائل كثيرة أمس واليوم وأول أمس يشكون من
الفقر، بل قال بعضهم ننتظر أن نموت جوعاً.
ننتظر أن نموت جوعاً.
ونحن في تخمه، نحن عندنا شبع زائد، فمن استطاع أن يقوم بجمع التبرعات لإخوانه هناك فهو مأجور بإذن الله، وليخبر الأخوة.
وأهل غزة وأهل الأردن أخوان ، أشقاء ، أقرباء بينهم ونسب، فإن لم تكن القرابة تجمعهم فالدين يجمعهم، ديننا يجمعنا.
قال الله تعالى”إنما المؤمنون أخوة”، فمن استطاع هذا فليخبر الأخوة هنا، يخبر أخونا الإمام و يخبر الناس لعل الله عز وجل ييسر الخير على يديه.
ذهب مجموعة من إخواننا في الأردن ووصلوا ووزعوا صدقات وجاؤوا وبينوا أحوالاً تحتاج إلى صدقات.
أسأل الله التوفيق والخير للجميع.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول كيف نجمع بين أن الأموال الأصول التي للقنية لا زكاة فيها، و بين حديث المرأة التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم و معها ابنا لها في يديها مسكتان من ذهب فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم (أتعطي زكاته) قالت لا، فقال صلى الله عليه وسلم (أيسرّك أن يبوّئك الله بهما يوم القيامة بسوارين من نار) فخَلَفَتَهُما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم و قالت هي لله عز وجل.
الجواب:
الحديث فيه كلام، من ناحية حديثية الحديث فيه كلام؛ فأخرجه البيهقي و حسّنه شيخنا الألباني رحمه الله تعالى، و المال اليوم مال نامٍ، يعني إذا عندها قبل عشر سنوات إسوارتين غير التي عندها إسوارتين اليوم، و الذهب ليس أصلاً، ليس أصلاً، و ذكرنا لكم الذي عنده أصول لا زكاة فيها، والأصول تستهلك، أما الذهب فلا يُستهلك، الأصول سيارة تشتريها بعشرين ألف قد تبيعها بألف أو بخمس آلاف، تُستهلك، والدار التي تبنيها كذلك، لكن الذهب نامي بنفسه، على خلاف شديد بين أهل العلم في حكم زكاة الحلي، و هذا هو جواب السؤال الثاني ما حكم زكاة الحُلي، لمّا كان الفقهاء قديماً لا يفرّقون بين الذهب، و لا يوجد عندهم شيء يسمى التضخم كانوا يعتبرونه كالفستان النفيس الذي تشتريه المرأة بآلاف الدنانير، لكن في حقيقة الذهب ليس كذلك، الذهب مال نامٍ و بالتالي فيه الزكاة.
و الله تعالى أعلم✍️
⬅ شرح صحيح مسلم.
24 -11- 2022 إفرنجي
30ربيع الثاني 1444 هجري