السؤال:
كيف نفرق بين أن تمنع السائل بعد ثلاث وبين قول الله عز وجل {وأما السائل فلا تنهر}؟
الجواب:
هل هذا السؤال فيه تعارض؟
هذا ليس تعارض.
من أين جاءك التعارض؟
الله يقول “وأما السائل فلا تنهر”.
ما تنهره.
والحديث قال أن تمنعه من العطاء في الثالثة، ففي منع العطاء بعد الثالثة وبعد العاشرة وبعد المائة لا تنهر، فلا تنهر شيء وعدم العطاء شيء، فلا تعارض، لو إخواننا يفهمون الدلالات
ففهم الدلالات يجعلك تفهم المراد على وجه الصحيح ولا تقع في هذه الإشكالات، جميع هذه الإشكالات سببها عدم الفهم الدقيق، عدم الفهم من نهي الله عن “فلا تنهر” غير أن لا تعطيه، فبعد الثالثة تمنعه، لكن النهر لا يكون بعد الثالثة ولا بعد العاشرة وهكذا فلا تنهره، لا تنهره.✍️✍️
السؤال:
أخ يسأل فيقول شيخنا وفقك الله لكل خير.
اللهم آمين وإياك والسامعين.
وضح لنا كيف نجمع بين اليد المتعففة وقبول الهدية وقبول الطعام؟
الجواب:
إن أخذته من غير استشراف نفس خذه، خذ الهدية وخذ العطية والهدية وما شابه، إن أخذته بسخاوة نفس كما في البخاري من حديث حكيم بن حزام “ونفسك سخية” لا تتطلبه ولا تلح على السائل ولا تستجديه وتحفظ ماء وجهك وتصونه فخذ، أما إذا بذلت ماء وجهك و ألححت في السؤال فلا يبارك لك في الأخذ، فمتى أخذت خذ إذا جاءك المال من غير استشراف نفس.✍️✍️
السؤال:
شيخنا زادك الله من فضله، هل من توجيه فيمن يبقى يلاحق من يوزعون الطعام في هذا المسجد وفي غيره، فبعضهم يستكثر، فيأخذ نصيبه و نصيب غيره، بل رأيت بعضهم من يأخذ لبيته، فهل هذا يدخل في اليد السائلة؟
الجواب:
نعم، لكن حكم الأخذ يختلف ممن يأخذ من هذا الطعام لبيته وهو فقير ولا يجد و بين من يريد الاستكثار وهو في غنى عنه، شريطة ان يكون الواقف لهذا الطعام يأذن، فاذا كان الواقف يقول هذا الطعام فقط للصائمين في هذا الدرس، فلا يجوز لك أن تحمل شيئا لبيتك، وأما إن أذن فلا حرج أن تأخذ فتأكل فتفطر في هذا المسجد، ثم أن تخص شيئا من الأخذ لأن تطعم أهلك إن كانوا فقراء.✍️✍️
الجواب:
المتعفف يعطى ولا يقبل.
المتعفف رجل يعطيه وهو محتاج و لكن حاجته ليست شديدة، فلو أنه ما أخذ لا يهلك، فيتعفف ولا يأخذ، فهذا المتعفف خير من الآخذ من غير سؤال، و الآخذ من غير سؤال خير من الآخذ بسؤال، فالتعفف أن تعطى ولا تقبل، لا تأخذ.✍️✍️
السؤال:
ما العبرة من قول الرجل أن معه درهما ثم قال ثان ثم قال، إلى أن قال الخامس، لماذا لم يقل من البداية خمس دراهم؟
الجواب :
في سنن أبي داود برقم (1691)
أمرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بالصَّدقةِ ، فقالَ رجلٌ : يا رسولَ اللَّهِ ، عِندي دينارٌ ، فقالَ : تصدَّق بِهِ على نفسِكَ ، قالَ : عِندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على ولدِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على زوجتِكَ أو قالَ : زوجِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : تصدَّق بِهِ على خادمِكَ ، قالَ : عندي آخرُ ، قالَ : أنتَ أبصَرُ.
حسنه الشيخ الألباني.
هو يريد أن يتعلم، النبي صلى الله عليه وسلم فاتح له السؤال وهذا أبلغ، معي درهم، قال أنفقه، قال معي ثان قال أنفقه، فسهل عليه الحفظ، فباعد بين السؤال والجواب والأمر واسع.✍️✍️
السؤال:
الناظر في يد الآخذ وهي اليد السفلى، وإن كان حاله في أمس الحاجة للأخذ، هل هذا فيه منقصة لليد السفلى؟
الجواب:
نعم، ولكن ليس فيها منقصة لصاحبها إن كان محتاجا، فالأيادي أربعة أقسام، أسفلها السفلى، لكن صاحب اليد السفلى قد يكون عند الله أفضل من صاحب اليد العليا، فإن كان محتاجا ، او كما أسلفت سابقا إن كان ذا قوة ويستطيع العمل ولم يجد العمل فله أن يأخذ، وأخذه لا يشينه، و الفقر ليس عيبا، العيب الكسل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الكسل، اللهم أعوذ بك من العجز والكسل، ومن الجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال.
ففي صحيح البخاري (6369) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال.”✍️✍️
السؤال:
كيف نوفق بين أن صدقة البخيل الشحيح أفضل وممدوحة؟
الجواب:
لأنه فيها كلفة، فيها مجاهدة، وأنت في طبعك الذي طُبعت عليه أنك بخيل.
نعود ونؤكد على حقيقة، فالأخلاق ماذا قلنا عنها؟
الناس معادن، أنت تعرف معادن، والمعادن ليست سيان ففي معدن ذهب، وفي معدن تنك، في ناس معدنه عالي جدا، وإنسان مجبول على كما قال الخطابي كما سمعتم وكأنه طَبع له، الشح طبع له يعني مطبوع عليه.
هل يوجد بعض الفسقة أكرم من بعض المتدينين؟
كثير، وكذلك أشجع.
فالناس معادن، من أحبه الله عز وجل فقهه في الدين، أما الناس فمجبولون على معادن.
إنسان مجبول على الشح فتصدق وهو صحيح شحيح وهو مجبول على الشح، هذا كلفه مجاهدة زائدة، فصدقته أفضل من صدقته وهو على فراش الموت، أجره أعظم قطعا، السبب أنه بذل جهدا زائدا في مخالفة طبعه، في مخالفة الهوى والاستجابة لأمر المولى، خالف هواه واستجاب لأمر مولاه.✍️✍️