[ معتزلي أراد أن يناظر الشيخ مشهور بن حسن في صحيح البخاري ]
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
المعتزلة :
قوم يميلون إلى عقولهم ويقدمون عقولهم على النصوص، وهذه آفة المعتزلة، وبقيت كما بقيت بقية من الخوارج في الأمة بقيت بقية من معتزلة، بعض الناس لما تقول له: قال رسول الله ﷺ، يقول لك: هذا كلام يعني أنا لا أؤمن به، لا أؤمن به .
في الصحيح (صحيح البخاري ومسلم )
كل علماء الأمة قالوا:
كل ما في الصحيحين صحيح إلا أحرف تُكلمَّ فيها -وهي يسيرة- ، فيقدم عقله على قال الله، قال رسول الله ﷺ .
بل بعضهم يقول كلاماً ما قال به أحد من السابقين.
سبحان الله!
أنا أقول لهذا الصنف من الخلق: أن أخطئك أحب إلي من أن أخطئ جميع علماء الأمة، أنا لو كنت مكانك فأخطئ نفسي أحب إلي من أن أخطئ جميع علماء الأمة.
قابلني في مكتبة من مكتبات عمان ، رجل يسمي نفسه معتزلي، أبو ياسر المعتزلي.
فقال :
أنت فلان ؟
قلت أنا فلان.
قال لي أنا فلان المعتزلي.
قلت :
لا مرحبا ولا كرامة، لا مرحبا ولا كرامة.
فغضب، وأحضر صحيح البخاري ، في مكتبة “دنديس” كان هذا ، فحمل صحيح البخاري، فقال لي:
هذا هو المقدس عندك؟
فقال : أنا أناظرك ، هات لي أي حديث في الصحيح وأنا عقلاً أرده.
قلت: أنا لا أريد عقلك، أنا أريد عقل محدِّث، ناقشني على أن يكون عقلك عقل المحدث.
قال :
ما أعرف عقل المحدِّث.
قلت انتهى النقاش، لا أتكلم معك.
يريد يقرأ هذرمة، يتكلم بأي كلام ويرد أي حديث، يقول لك هذا البخاري أحضر لي أي حديث أرده !
هذه جرأة !
هل قرأت البخاري ؟!
يقول :ما قرأت البخاري.
فكيف ترد الحديث وأنت لَم تقرأ البخاري؟! عجيب !
المصدر :
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
07 جمادى الأولى 1447 هـ
29 أكتوبر 2025 م✍️✍️
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
ولازم الكفرِ ليس كفراً، وإذا كان لازم الكفرِ كفراً فالويل لنا.
ومن يعرف أن لازم الكفر ليس كفراً، ينظر للمسلمين وقلبه ممتلئ بالحسرة والشفقة، بعض الناس يقول: أنت لا تبصق على أحد -أجلكم الله- ، إلا إن أردت إهانته.
فجاء بعضهم ففرَّع على هذا، فقال: من وضع البصاقة على أصبعه ، وقلَّب المصحف ؛ كَفر بـ اللازم !
وهذا يقع في كثير من القراء ، أحياناً تقرأ القرآن وتنقل ورقة تفعل هكذا، لو رآك واحد ضال من الضُّـلال الذين يُكفرون الناس لقال هذا كافر.
وهذا مذهب شنيع ، والفعل ابتعد عنه، هذا الفعل ابتعد عنه_ أي لا تضع على اصبعك بصاق وتقلب صفحة المصحف _، الفعل هذا ابتعد عنه،لكن القول بالتكفير جرأة، جرأة.
والأمر أشد من هذا في موضوع اللوازم، واحد يبيع حَلَب (نوع حلوى) ، الباعة في الطرقات ، وينادي على الحَـلَب يقول: يا كريم يا كريم.
يأتيك واحد متنطع يقول:
هذا يبيع الله!
الكريم هو الله!
وهذا تكفير باللازم ، وهذا موجود، يعني موجود بكثرة في بعض البِـيئات، نسأل الله عز وجل العفو والعافية.
إمام على المنبر يقول: العصمة لله.
فيقوم عليه رجل فيقول:
من الذي عَـصَمَ الله؟
واللهُ عُصِم من ماذا؟
والله يقول:
{يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [غافر : 33]
اللهُ هو العاصِم، فالله لا يُعصَم، والعصمة لا تكون إلا في حق من يوجد في حقه الخطأ.
فيقول :
العصمة لله تدل على كفر باللازم.
والأمر ليس كذلك ، فاللوازم ما ينبغي أن نكفِّر بها ، ولا أن نحوم حول التكفير بها، اللازم لا يُكفَّـر به.
هذه قاعدة ينبغي أن تكون مقررة في العقول والقلوب، والأمثلة ينبغي أن تكون حاضرة فيما لها أثر في حياة الناس، أما أثرها التصوريّ مع الاحتمالات فكثيرة جداً.
ولذا قد يقول الإنسان الكفر وهو لا يريده، وبالتالي هو لا يَـكفر، فقال النبي ﷺ في الحديث:
“أخطأ من شدة الفرح فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك” .. الحديث.
قال النبي ﷺ: “أخطأ من شدة الفرح”، خطأ ظاهر هذا ليس لازم، هذا خطأ ظاهر، “أنت عبدي وأنا ربك”، وهكذا.
المصدر :
شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
08 جمادى أول 1447 هـ
30 أكتوبر 2025 م✍️✍️
الجواب :
① الروافض :
– الشيعة – هذه الأيام، جل الشيعة هذه الأيام روافض، وسبب تسميتهم بالروافض لأنهم رفضوا إمامة أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -.
② والخوارج :
الذين يكفرون الناس بالمعصية، هؤلاء هم الخوارج.
فالفرق أن الروافض يتولون عليّ -رضي الله عنه- بالكلية، وحبك لـ علي -عندهم- يشفع لك كل شيء!
وليس حب علي فقط ، بل وأقاربه!
الروافض في كتبهم المسندة تقول لك:
تطوف حول قبر من قبور آل البيت أحسن من أن تحج بيت الله سبع مرات، لذا يأتون إلى قبر جعفر الطيار، ويعتبرون المجيء لقبر جعفر الطيار أحسن من الحج إلى بيت الله، يغالون في حب علي رضي الله تعالى عنهم، ويكذبون كذباً عجيباً !
والله بعض الكذبات التي يقولها الشيعة تصلح نكاتاً ، يتندر بها الناس، والمقام أجل من أن نخوض في هذا.
والخوارج :
ولد صغير، حدثاء الأسنان، كما قال النبي ﷺ عنهم حين وصفهم بوصفين:
حدثاء الأسنان، وإيش قال أيضًا؟ سفهاء الأحلام. (الحديث: “يَأْتي في آخِرِ الزَّمانِ قَوْمٌ حُدَثاءُ الأسْنانِ، سُفَهاءُ الأحْلامِ…” رواه البخاري ومسلم وغيرهما).
ولد صغير ويكفّر الناس كلها، كفّر أباه وكفّر أخاه وكفّر المسلمين!
المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ
1 جمادى أول 1447 هـ
23 أكتوبر 2025 م✍️✍️
موضوع تكفير المسلمين واسقاطه على المسلمين اليوم يحتاج لتفصيل.
فليس كل من حكم بغير ما أنزل الله هو كافر.
ومجرد التكفير بمجرد الحكم بغير ما أنزل الله في الكبائر والصغائر والدقائق والأمور الجليلة، هذا مذهب الخوارج.
والذي نعتقده ووجدنا مشايخنا عليه، أن الحكم بغير ما أنزل الله حتى من الحكام والسلاطين والملوك والأمراء لا يكفرون، إلا إن قالوا: “حكمنا خير من حكم الله”، أو إن قالوا: “إن حكمنا مثل حكم الله”، أو قالوا: “إن حكم الله في هذا الزمان لا يصلح ولا يصح”، وأما من فضّل حكم الله على حكمه فهذا ليس بكافر، ولذا قال الله عز وجل: “وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ” (سورة المائدة، الآية 44)، و “وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (سورة المائدة، الآية 45)، و “وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” (سورة المائدة، الآية 47)، فالحكم بغير ما أنزل الله يدور بين الكفر والظلم والفسق، ولا يكفر صاحبه دائمًا إلا في الحالات التي ذكرناها.
المصدر:
البث المباشر – درس شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان،
تاريخ:
24 ربيع الآخر 1447 هـ
16 أكتوبر 2025 م
الجواب :
الاضطراب والفوضى، وترك الصلاة في المساجد، وترك الحج، وترك العمرة.
وكما قال بعض السلف: “إمام غشوم خير من فتنة تدوم”، فإذا ما في راعٍ يرعى الناس ويأخذ بزمام الأمور، فتقع الفوضى، والفوضى تجر إلى القتل، وتبدأ دائمًا الفتن تبدأ بالاختلاف، ثم هذا الاختلاف يشتد حتى يحصل التكفير، ثم بعد التكفير تظهر الفتنة.
لذا الخوارج خرجوا بسبب مقتل عثمان، ولذا قال حذيفة وهو الخبير بالفتن: “أول الفتن مقتل عثمان، وآخرها الدجال”، فالفتن لها جو خاص بها، ويبدأ الخلاف، ولَما تضيع العقول في تحكيم الخلاف، في ضبط الخلاف، حينئذ يشتد الخلاف حتى يصل للتكفير، بعد التكفير يكون والعياذ بالله الخروج على الحكام، ثم يكون ما يكون.
المصدر:
درس شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
17 ربيع الآخر 1447 هـ
09 أكتوبر 2025 م✍️✍️
[ أن تتبرأ بالكلية من المسلمين الذين يحاربون الكفار هذا منهج الخوارج ]
السؤال :
كيف يتبـرأ المسلم من التكفيريين أو من الخوارج؟ وهل ممكن أن المسلم يكون على منهجهم وهو لا يعلم؟
الجواب :
ممكن نعم في حال أنك تتعجل في تكفير بعض الناس.
نعم ممكن في حال أنك تتبرأ من الولاء على الإطلاق من بعض المسلمين، هذا منهج للخوارج.
أن تتبرأ من الولاء للمسلمين، وإن كانوا مبتدعة، وإن كانوا ضُلالاً، وإن كانوا ظَلَمة، وإن كانوا فَجَرة، وهم يحاربون الكفار، أن تتبرأ من ولائهم بالكلية، هذا مسلك من مسالك الخوارج.
وهذا أمر منصوص عليه عند العلماء.
فلا يجوز للمسلم أن يتبرأ من الولاء، وقلت لكم مرات وكرات في هذا الدرس وغيره:
الولاء والبراء يتجزأ.
فنواليهم في أصل إسلامهم، وأنا معهم ضد أعدائهم من الكفار، وأنا فيما أخطأوا فيه ضدهم لست معهم.
ما أجمل وما أهنى وما أمَرأ أصول أهل السنة!
أن تبقى سنياً، على معتقد أهل السنة في كل شيء، في كل صغيرة وكبيرة، هذا السُّنّي الواجب على كل سُنّي أن يبقى هكذا.
المصدر:
درس شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
17 ربيع الآخر 1447 هـ
09 أكتوبر 2025 م✍️✍️
[سبب البأس الشديد في الأمة هو الحكم بغير ما أنزل الله ]
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«سألتُ ربي ثلاثًا ، فأعطاني اثنتينِ ، ومنعني واحدةً ؛ سألتُ ربي أنْ لا يُهْلِكَ أمتي بالسَنَةِ ، فأعطانيها ، وسألتُهُ أن لَّا يُهْلِكَ أمتي بالغرَقِ ، فأعطانِيها ، وسألْتُهُ أن لَّا يَجْعَلَ بأسَهم بينَهم ، فمنَعَنِيها».
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3593
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية -شمال المدينة- حتى إذا مر بمسجد بني معاوية فدخل، فركع فيه ركعتين، وصلينا معه، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه دعاءً طويلًا ثم انصرف إلينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “سألت ربي فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة”، قال: “سألت ربي لأمتي ثلاث دعوات، فالله جل في علاه أعطاني اثنتين ومنعني الثالثة”، انتبه سأسمعك الاثنتين والواحدة، وأسألك سؤالًا، والمرجو منكم -وكلكم فطناء وطلبة علم وأذكياء- أسمع منكم الجواب.
والسؤال مهم، وكثير من الناس يتشككون فيه، اسمعوا ماذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه لأمته ، وما هي الخصلتان اللتان أعطاهما الله تعالى لأمته وما هي الخصلة التي منعها إياه، قال: “سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها”.
لا يوجد زلزال أو مجاعة أو أي سنة من سنن الله عامة تهلك الأمة بتمامها، لا، هذا قد أعطانيه، مطمئنون لهذا، هذه الأولى.
الثانية: “قال وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها”:
غرق يغرق الأمة مثل ما حصل مع نوح عليه السلام، هذا لا يكون، هذه الثانية التي أعطانيها.
قال صلى الله عليه وسلم:
“وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم شديدًا فمنعنيها”.
البأس، بأس أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيما بينهم، ايش؟ شديد، بأسهم بينهم شديد، هذا أعطاها الله لنبيه أم منعها؟ منعها.
طيب أقرب لكم الجواب، كيف أقرب الجواب وأنا ما سألت السؤال بعد؟
هل الحكام كفار؟ الحكام الذين يحكمون المسلمين هل هم كفار؟ طيب أقرب لكم الجواب واسمع منكم الجواب، ثبت من حديث عبد الله بن عمر في سنن ابن ماجه و شعب الإيمان للبيهقي قال: “يا معشر المهاجرين خمس إن تدركوهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن”.
وذكر خمسة أشياء، الذي يهمني من هذه الخمسة قوله صلى الله عليه وسلم:
“وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا جعل بأسهم بينهم شديدًا”.
هل النبي ﷺ يعلم أن الحكام في آخر الزمان -حكام أمته- سيحكمون بغير ما أنزل الله؟ يعلم أو لا يعلم؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “وسألت ربي ألا يجعل بأسهم بينهم شديدًا فمنعنيها”، طيب ما هو سبب البأس الشديد؟
قال: “وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا جعل بأسهم بينهم شديدًا”.
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الحكام سيحكمون بغير ما أنزل الله؟ نعم، كيف يعلم؟ لازم قوله: “فمنعنيها”، لأن سبب البأس الشديد هو الحكم بغير ما أنزل الله، فسأل ربه ألا يجعل بأسهم بينهم شديدًا فمنعنيها، فإذاً كان النبي ﷺ يعلم أن الحكام في آخر الزمان -حكام المسلمين- سيحكمون بغير ما أنزل الله، وسكت عن تكفيرهم ، قال:
«يا مَعْشَرَ المهاجرينَ ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ : لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا ، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم ، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا ، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم ، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم ، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم».
المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 7978
الخطاب للمهاجرين ، يا معشر المهاجرين ، ولذا قلت لكم أن الانشغال بتكفير الحكام لا يقدم ولا يؤخر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، انشغلوا بالعلم الشرعي الصحيح، ننشغل بتعليم الناس دين الله سبحانه وتعالى، ولا ننشغل بالذي يصنعه بعض المتحمسين الذين لا يعرفون جل أحكام الشريعة، فالواجب علينا أن نتعلم أحكام ديننا، فربنا يُعلم نبينا صلى الله عليه وسلم، ربنا أخبره أن البأس الشديد موجود، وسبب البأس الشديد هو الحكم بغير ما أنزل الله، والنبي ﷺ سكت.
فالشاهد الأصل أن ننشغل بالأحاديث الصحيحة الصريحة في هذه الأمة.
المصدر:
الدورة الشرعية الثالثة للدعاة في اندونيسيا – منهج السلف في التعامل مع الفتن – المحاضرة الثانية.
تاريخ:
29 جمادى الآخرة 1446 هـ
30 ديسمبر 2024 م✍️✍️
[الخوارج: نشأتهم، تاريخهم، وعلاماتهم ، وهل هم كفار ؟]
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله:
وفي ثوب بلال فضة ، وكل الناس راجعين من غزوة حنين، بعد أن نال كل واحد منهم ما نال، ومع هذا، بقيت بقية من الفضة فجعلها النبي ﷺ في ثوبه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ منها ويعطي كل من جاء من غزوة حنين، كل من يرجع من غزوة حنين أخذ شيئاً ، قالوا: في ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها ويعطي الناس -غير العطايا-، أيضًا اعتراض على العطية في أصلها واعتراض على هذه الحال.
فقال:
يا محمد اعدل، اعدل يا محمد، اعدل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأه:
ويلك، ويلك، الويل لك، ويلك، ومن يعدل إذا لم أكن أنا أعدل؟
وقالوا: أول ظهور للخوارج في هذه القصة.
والخوارج بدأوا هاهنا، ومتى ينتهوا الخوارج؟
تخرج فئة منهم مع الدجال تقاتل معه.
الخوارج باقون من زمن النبي صلى الله عليه وسلم من هاهنا -أي في هذه القصة- إلى وقت الدجال.
والنبي صلى الله عليه وسلم وصف خروجهم:
يخرجون وينقطعون، يخرجون وينقطعون، كلما خرجت طائفة منهم قُـطِعوا.
قال النبي ﷺ : قُطعوا.
صيغة الفعل المبني للمجهول ، من الذي يقطعهم؟
① العلماء بالحجج والبرهان والبيان كما فعل علي لَمّا ناظرهم.
② والحُكام.
هذه سنة الله فيهم:
يظهرون بين الحين والحين وينقطعون.
والخوارج أول فرقة بدعية ظهرت في الإسلام، وبعد هذا الظهور تمزقوا واختلفوا خلافا شديدا فيما بينهم ، ومن تتبع أخبارهم علم ذلك، وهذه سنة باقية لله.
فمن خرج عن طريق أهل السنة والجماعة، فإن الخارجين لَن يبقوا على قول واحد، وإنما سنة الله الماضية فيهم أنهم يبقوا يخرج بعضهم على بعض ، ولا يجتمعون على كلمة.
وهذا أمر رأيناه فيمن فارق السنة والجماعة، فالمفارقة قد تبدأ بشبر وتنتهي بذراع.
قد تبدأ مفارقة أهل السنة والجماعة على شيء قليل.
علامة الناجي أمران، وينبغي لك يا طالب العلم أن تتأمل جيداً قولك: (أهل سنة وجماعة).
أهل سنة :
خلاف بدعة، وأهل جماعة خلاف فرقة.
فلا يَجمع العقول إلا السنة النبوية، وغير السنة تُفرِّق ولا تَجمع.
فكل من يقول لمن دعا لسنة: إنك تُفرِّق ؛ هذا لا يَفهم سنن الله جل في علاه.
لا يمكن أن نجتمع إلا بالسنة، (أهل السنة والجماعة) هذا شعار الناجين عند الله عز وجل ، وأول من خرج عنه الخوارج.
والخوارج باقون لكنهم مندحرون ، يظهرون بين الحين والحين، كلما خرج منهم قَرن ؛ قُـطِع -قطعه الله وفق سنته-.
فأول ما بدأ الخوارج في اتهام النبي ﷺ بأنه لَم يَعدِل!
ومن يعدل إذا لم أكن أعدل؟
لقد خِـبتُ وخَـسرِتُ إن لم أكن أعدل ، أو لقد خِـبتَ وخَـسِـرتَ إن لم أكن أعدل.
(على الضم) والمعنى ظاهر ، خِـبتُ وخَـسِرتُ إذا لم أكن عادلاً.
والأشهر ورواية الأكثر بالتاء المفتوحة:
لقد خِـبتَ أنت ، وخَـسِرتَ أنت إن لم أكن أنا أعدل.
فأنت أهل خسران وأهل تباب.
فأنت تابع لي ومقتدياً بي، فأنت صاحب تباب، صاحب خسارة، ما دمتُ أنا لا أعدل ، فقائدك لم يعدل، فأنت مثله!
(فقال عمر) ، وفي رواية في حديث أبي سعيد فقال :
(فقال خالد) ، وفي رواية أخرى في حديث أبي سعيد فيها ذكر (عمر وخالد)، قالها عمر ثم قام خالد فقالها.
وهذا كما قلنا لا إشكال فيه ولا تعارُضَ فيه، فبدأ عمر بقوله رضي الله تعالى عنه:
دعني يا رسول الله ﷺ فأقتلَ هذا المنافق.
فأقتلَ (بالنصب) على أنها جواب الأمر، (دعني) يا رسول الله فأقتل هذا المنافق.
فبدأها عمر، فلم يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بقتله،
فخالد جالس، وخالد يَعرِف أين السيف يوضع، وهذا الموضع موضع سيف، وموضع السيف من شأن خالد، فما قنع باعتراض عمر.
فأعاد عليه صلى الله عليه وسلم وكان جوابه هو هو.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
معاذ الله.
معاذ الله أن أعمل على قتلِه.
هل هذا دلالة على عصمة دمه؟
لا، ليس دلالة على عصمة دمه، معاذ الله ، منصوبة على المفعول به ، وتقديره:
أعوذ بالله عوذاً وأستعيذ به استعاذة أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي.
هذا مقصد مهم جداً للنبي صلى الله عليه وسلم، إن هذا المعترِض وأصحابه فله أصحاب، سبحان الله!
لَما سمع النبي ﷺ له أصحاب ، سنة عجيبة!
قال: إن هذا من أي أصحابه؟
من أين؟
ما يستطيع أحد ينكر على النبي صلى الله عليه وسلم، وينكر على ولاة الأمور ، إلا وله أصحاب، هذه سنة.
فأصحابه مسكوت عنهم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أدرج أصحابه مع هذا الرجل، هذه الشنيعة، أمرٌ بشع لا يقدر عليه واحد ، إلا جمع متواطئون فيما بينهم.
هذا معنى كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فمباشرة قال:
إن هذا وأصحابه، والعجب أنه ذكرهم بقوله ﷺ :
يقرأون القرآن.
يقرأون القرآن ؟
نعم يقرأون القرآن، ويشعروك أنهم أصحاب ديانة.
قال ابن عباس وذُكِـر عنده الخوارج وما يَلقونَ عند تلاوة القرآن ، فقال رضي الله تعالى عنه:
ليسوا بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى، ثم هم يضلون (أصحاب ضلالة ويضلون الناس)، يقرأون القرآن بألسنتهم، لا يجاوز حناجرهم، حلاقيمهم في رواية أخرى.
[ الناتئة في آخر الرقبة ] هذه الحناجر.
يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية.
هل الخوارج كفار؟
في أصل الخوارج أنهم ليسوا كفاراً ، وهذه الفرق التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم:
افترقت اليهود على 71، وافترقت النصارى على 72.
وستفترق أمتي على 73، هل هم كفار؟
لا، انتبه!
أمة محمد صلى الله عليه وسلم إن ذكرت في الأحاديث يراد بها أمران:
① إما أنها أمة دعوة.
② وإما أنها أمة استجابة.
اليهودي والنصراني من أمة محمد ﷺ ؟
(نعم) ، و (لا).
إن قلتَ نعم بمعنى أنهم من أمة دعوته ﷺ ، فالنبي ﷺ مدعو إليهم وهم مأمورون أن يستجيبوا للنبي ﷺ ، أما هل هم من أمة الاستجابة؟
لا، لا يسوا من أمة الاستجابة.
الآن انتبه!
قال النبي ﷺ : افترقت اليهود، افترقت النصارى، ثم قال: ستفترق أمتي.
إذن قوله ﷺ :
(ستفترق أمتي) المراد في الأمة أمة استجابة، لأن أمة الاستجابة جُـعِلَت في الحديث نفسه مقابل أمة الدعوة.
اليهود والنصارى من أمة الدعوة، ثم قال: ستفترق أمتي، فالمراد تفترق أمتي وهم ليسوا كفاراً، تفترق أمتي هم أهل فُـرقة ، ولكنهم ليسوا كفاراً.
ولذا العلماء قالوا:
إن الخوارج ليسوا كفاراً وما خرجوا من الملة، وتكلم عن هذا جمع، ومن أحسن ما يُذكَر مذهب علي الذي خرجوا عليه رضي الله تعالى عنه.
فقد صح عنه من عدة طرق عند بن أبي شيبة ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة ، والبيهقي وابن نصر أيضاً طريق آخر عن طارق بن شهاب قال:
كنتُ عند علي فسُئل عن أهل النهرين، أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا، وفي رواية: إخواننا بغوا علينا، وهذا هو المقصد: إخواننا، لكن لما سُئل: هل هم مشركون الخوارج؟ قال: لا، هم من الشرك فروا، قيل: فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً، قيل: فما هم؟ فقال علي رضي الله تعالى عنه: قوم بغوا علينا.
الخوارج قوم بغوا علينا.
وذكر شيخ الإسلام مطولاً في منهاج السنة النبوية ، وذكر أنه قد تواتر عن علي رضي الله تعالى عنه أنه لم يعاملهم معاملة الكافرين، فلم يُذَفِّـف جريحهم ، لم يُـجهِز على من سقط جريحاً.
الكافر إن سقطَ جريحاً لك أن تجهز عليه يعني أن تكمل عليه حتى تزهق روحه، أما الخارجي في حربهم مع علي فأمر أصحابه علي أن لا يذفَّفَ على جريحهم، وما عامل أزواجهم معاملة السبايا، ولا استحل مالهم، بل وصلى عليهم.
ففي هذا دلالة على أن الخوارج ليسوا في أصلهم كفاراً،
ممكن يكونوا نفاق خرجوا بالنفاق؟ ممكن، كما حصل في الحادثة التي نحن بصددها، ونحن بصدد حادثة مهمة وقع خلاف شديد بين أهل العلم متى بدأ الخروج؟
والصواب قول من قال أن الخروج بدأ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأت البذرة الأولى في خروجهم في غزوة حنين، ثم اشتدت بعدها في هذه الحادثة، ثم اشتدت بعدها لما أَرسلَ عليٌّ ، وكان ذلك في العام العاشر للهجرة.
في هذه السنوات من ذي القعدة من السنة الثامنة إلى السنة العاشرة، بدأت الخوارج تظهر وبدأت تُفرِّخ وتبيض، وأصبح لها وجود وأصبح لهم تحرُّك، وتحركهم في السر فيما بينهم على عدم مرأى ولا تربية ولا تعليم ولا تزكية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا بدأت الخوارج ، والخوارج يتواصون ، وقد يكون بينهم من هو مغفَّـل، ولكن هذا المغفل إن منّ الله عليه بالصدق -انتبه- ومن ألطف ما وقفت عليه ما ذكره اللالكائي في كتابه شرح السنة في المجلد السابع صفحة 1234 برقم 2317 ذكَـرَ بسنده إلى محمد بن يعقوب ابن الأصم قال:
طاف خارجيان بالبيت -فالظاهر أن واحداً منهم كان عاقلاً- فقال أحدهما لصاحبه: لا يدخل الجنة من هذا الخَلق غيري وغيرك.
ما في خوراج إلا أنا وأنت.
يطوفون في البيت فأحد يقول للآخر قال:
لا يدخل الجنة من هذا الخلق غيري وغيرك، فقال له صاحبه وكان أعقل منه، فقال له صاحبه: جنة عرضها كعرض السماء والأرض بنيت فقط لي ولك؟ جنة الله جعلها عرضها عرض السماوات والأرض بنيت لي ولك؟ فقال: نعم، قال: هي لك وترك رأي الخوارج، هذه الجنة لك إذا وحدك، لك هي لك فقط، وأنا تبت إلى الله عز وجل من مذهب الخوارج.
فالخوارج قوم “حدثاء الأسنان”، سنهم صغير، سفهاء الأحلام، وسيأتي هذا في ما يأتي من أوصافهم في الأبواب الآتية، فهؤلاء الخوارج ليسوا كفار، أي ليسوا مرتدين، لكن هناك فِرق، وهذه الفِـرَق نحكم بكفرها وهي من الخوارج ، لكن ليس كل خارجي يقول بقول هذه الفِرَق، فبعض الخوارج ينكر سورة يوسف، فمن أنكر سورة يوسف كافر خرج من الملة، لكن لا يقال أن كل خارجي كافر.
بل بعض الخوارج زعم أن النبوة ما انقطعت ، وستبقى، وهذا أيضاً يضاد النصوص الشرعية ، وفيها الخروج عن ملة الإسلام، فنحن لا نكفر كل خارجي، ولكن الخارجي أو غيره ممن قال كلاماً دل عليه الدليل الصريح الواضح، فإننا نكفره.
المصدر:
البث المباشر – لدرس شيخنا شرح صحيح مسلم – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
التاريخ:
26 ربيع أول 1447 هـ
18 سبتمبر 2025 م✍️✍️
[هل يجوز أن يخص توحيد الحاكمية بنوع مستقل أم لا ؟]
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
تقسيم التوحيد لأصناف ثلاثة تأتينا كلمة ولكني أتعجل قبل أن أتكلم الكلمة حول تقسيم التوحيد ، إلى كم قسم يقسم التوحيد؟
الجواب :
التوحيد يقسم لقسمين أو ثلاثة:
① إما توحيد عملي وهو الألوهية ، يسموه العلماء القصد والطلب.
② وإما توحيد علمي الذي يسموه العلماء (توحيد المعرفة والإثبات) ، أي إثبات الصفات ، وهو الذي يقابل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
فالتوحيد يقسم إلى قسمين:
① العملي: قصد وطلب.
② والقسم الثاني: العلمي ، المعرفة والإثبات.
أو تقسيم الأصناف الثلاثة :
① وهو توحيد الربوبية.
② توحيد الألوهية.
③ توحيد الأسماء والصفات.
لكن هل يجوز أن يخص توحيد الحاكمية بنوع مستقل أم لا ؟ لا، ما وجدنا هذا عند السابقين ، فكل من قال توحيد الحاكمية أقول لهم من الذي سبقك؟
لكن هل المراد بأن نرد الأمور والأحكام إلى الله ؟
هذا المراد حق واضحة ، لكن هذه التسمية ليست صحيحة لماذا؟
لأن الله تعالى يقول:
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف : 40]
تأمل معي الآن “إن الحكم إلا لله” قال بعدها “أمر ألا تعبدوا إلا إياه” فإذن توحيد الحاكمية ليس نوعا مستقلا ، وإنما توحيد الحاكمية هو جزء من توحيد الألوهية، “إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه”.
فتوحيد الحاكمية هو جزء من توحيد الألوهية ، وليس نوعاً مستقلاً ، إنما هو جزء من توحيد الألوهية.
الأدلة على أنواع هذا التوحيد :
استقراء الآيات.
وأنا أدعو إخواني الحضور سواء ممن أواجههم أو ممن يسمعون الكلام :
في وِردهِـم في تلاوتهم للقرآن الكريم أن يتأملوا أنواع هذا التوحيد ووجودها في كتاب الله، وكذلك إخواني الذين هم مختصون بالحديث ، ولا سيما في الأذكار التي تقال دبر كل صلاة وما شابه ، يتأملوا ما يقولون ويوزعوها على أنواع التوحيد فضلاً عن كلام علمائنا الأفذاذ الكبار الذين سبقوا شيخ الإسلام وذكروا أنواع التوحيد الثلاثة.
لأن بعض الضالين في هذا الزمان يقول:
“أن الذي يقسِّم التوحيد إلى (توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات) هؤلاء مشركون!”.
كأنهم يقولون بالتثليث مثل اليهود والنصارى!
وهذا ضلال ما بعده من ضلال ، وهذا الضلال على مثال من يقول: لما تقرأ قول الله تعالى:
{الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة : 3]
كأنه يؤمن بإلهين!
هذا كذلك، هذا ضلال وكفر.
المصدر:
الدرس الثاني – شرح كتاب تجريد التوحيد المفيد للمقريزي – الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
13 رجب 1444 هـ
04 فبراير 2023 م✍️✍️
قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
الصراع بين الحق والباطل باق إلى يوم القيامة، الصراع بين حزب الله وبين حزب الشيطان وهذا الصراع باق مستمر إلى يوم القيامة، وهذا الصراع تظهر قرونه وآثاره، وأرجو الله تعالى أن يحفظ المسلمين في كل مكان، في هذا الزمان الذي يعبث بثوابت التوحيد.
علماء الاجتماع يقررون شيئا وهذا الشيء مقرر في الشريعة وتأمل معي “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”.
علماء الاجتماع يقولون لما تريد أن تغير مجتمع يبدأ التغيير بعد مئة سنة ، تشتغل مئة سنة ، وتبدأ تقطف الثمار بعد مئة سنة ، وهذه سنة لله لا تتخلف دل عليها الحديث: “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”.
هذه الأمور الثلاثة منها يؤخذ التوحيد؛ إذن لما أخذت المآخذ على شيخ الإسلام في الحموية كان ينادي ويقول: “التوحيد أكبر من أن يؤخذ مني وإنما التوحيد يؤخذ من الله ورسوله والصحابة والقرون المفضلة” ، أنظر الآن العكس واعكس الصورة :
ما جرى بين أهل الأندلس، وعلماء التاريخ اليوم يسموهم بالـموريسكيون علماء الشريعة قديماً بالمدجنين، الجيل الأول والثاني بقيت فيه بقية توحيد، الجيل الثالث فما بعد أصبحوا مشركين ، كثير من أهل الأندلس أصولهم عربية وأصولهم مسلمون باتفاق المؤرخين ، إلا من جاء بلادهم من خارج إسبانيا.
الأجيال الثلاثة كفيلة أن تغير وأن تبدل ولذا سر قبول الغرب أوروبا وامريكيا للمسلمين في بلادهم، يقولون نحن نسامحك ونسامحك في ولدك وفي حفيدك لكن ما بعد ذلك لابد أن يغيروا ويبدلوا، وأنا أقول لكم:
الله عز وجل مَنَّ على هذه الأمة، مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم:
“إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها.”
فأدركنا ولله الحمد والمنة جماعة من المجددين والتجديد قد يختلف من شخص لشخص وكان الشيخ ابن باز يقول: “المجدد في التوحيد في هذا الزمان محمد تقي الدين الهلالي، والمجدد في الحديث شيخنا الألباني” ، كادت أن تمضي مئة سنة والعبرة في الدعوات ليس الجيل الثاني والثالث إنما الذي بعده ، فهل أنتم مستعدون لنشر دينكم ، ولتعليم الناس العقيدة الصحيحة؟
حتى نبقى على السَّـنن وحتى نبقى على ما ورثناه من أشياخنا وعلمائنا ممن ربطونا بأقوال الصحابة والتابعين رضوان الله تعالى عليهم هذه سنة لله عز وجل لا تختلف.
المصدر:
الدرس الثاني – شرح كتاب تجريد التوحيد المفيد للمقريزي – الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
تاريخ:
13 رجب 1444 هـ
04 فبراير 2023 م✍️✍️