*السؤال الثاني : أخ يسأل فيقول: متى ينتهي وقت العشاء حيث أن جدّتي تصلّي العشاء في وقت متأخر بعد الساعة الحادية عشر مساء وما شابه ذلك؟*
الجواب: في الأحاديث التي شرحناها في صحيح مسلم، حديث الأوقات كحديث عبد الله بن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم في روايتين:
الرواية الأولى: *وآخر العشاء إلى نصف الليل.*
الرواية الثانية: *إلى عامّة الليل*
*إلى نصف الليل* الليل يبدأ من أذان المغرب (غروب الشمس )وينتهي بالفجر الصادق ؛ يفترض أن يكون الأذان الثاني فتحسب المدة، اقسمها على اثنين، وأضفها على وقت أذان المغرب (غروب الشمس )يكون هذا آخر وقت العشاء .
*فمن قال أن آخر وقت العشاء هكذا الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ما أصاب، الصواب أن يقال نصف الليل، والليل يطول ويقصر على حسب فصول السنة**.
وكثير من أهل العلم قالوا: أن وقت العشاء من الآخر على حسب حال المكلف، فهنالك وقت للاختيار، وهنالك وقت للاضطرار، فأما *وقت الاختيار* الذي لا يشغله شيء فهذا إلى منتصف الليل.
وأما من *اضطر* فكان نائما أو ماشابه أو تزاحمت أشغاله عليه فقالوا هذا وقته إلى عامة الليل.
وقالوا عامة الليل قبل الفجر.
*فالأصل في المكلف أن لا يؤخر صلاة العشاء إلى ما بعد نصف الليل إلا إن كان مضطرا، فالاضطرار له حكمه.*
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٦ – رجب – 1439هـجري.
٢٣ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*http://meshhoor.com/fatwa/2034/
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
السؤال السابع عشر : الخروج على الحاكم الكافر جائز، لكن لماذا في زمن الحجاج العلماء الذين كفروه لم يأمروا بالخروج عليه؟
الجواب : الراجح أن الحجاج ليس بكافر، لكن إذا ترتب على الخروج على الحاكم مفسدة فهذا الخروج يُحرّم .
انظروا ماذا يجري اليوم في الغوطة كان الله لأهلنا في الغوطة وأسأل الله أن يحفظهم من فوقهم ومن تحت أيديهم ومن أمامهم ومن خلفهم اللهم كن وليا لهم.
خروجوا على حاكم نصيري كافر لكن ماذا يجري الآن ؟!
مجازر لم يعهد مثلها في التاريخ.
يقولون : روسيا جربت مئتين نوع سلاح في الغوطة فيجربون الأسلحة على المسلمين وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله ،وسبب هذا عجلة بعض الناس في الخروج ،فالخروج حرام على الكافر إذا ترتب على الخروج مفسدة.
شعب أعزل لا يملك شيئاً أمام دول تملك كل شيء حتى وإن كانت كافرة فالخروج إذا ترتبت عليه مفاسد ولا يتصور خروج حتى على الكافر ولا تترتب عليه مفاسد ،فالأحاديث التي تحرم الخروج هي حق المسلمين.
والله تعالى أعلم .
المهم أن تدخل بالأم، أما مَن لَم يُدخل بها؛ فحينئذ بناتها ليست من المحرَّمات على الزوج، لذا قال العلماء -رحمهم الله- في قاعدة *« العقد على البنات؛ يُحرِّم الأمهات».*
أي إن عقدت عقد على بنت؛ فأُسلِّم على أمها وإن لَم أَدخل بها، وأخرج مع أمها، وأُصبح مَحرَم لـِأُمها، وتُصبح أمها حرام عليّ ليوم الدين، ولو البنت ماتت أو طُلِّقَت ولَم يُدخل بها، قال علماؤنا: *«العقد على البنات؛ يُحرِّم الأمهات، والدخول في الأمهات؛ يُحرِّم البنات»*،
أنا عقدت على امرأة لها ابنة هل هي حرام بالعقد؟
الجواب: لا ليست حرام عليَّ بالعقد ، إنما تحرم عليَّ البنت بالدخول بأمها، لِـقول الله تعالى:
*{ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ ..}* [النساء : 23]
والله يقول في المحرَّمات بعد قوله تعالى : *{ وحُرِّمَت عليكم.}* قال الله تعالى: *{ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُم}* [النساء : 23].
فهذه الإبنة (ابنة الربيبة) بالنسبة لأبي هي أجنبية عنه، ومن هاهنا تأتي ألغاز الفقهاء،فألغاز الفقهاء في الميراث وغيرها تأتي من هذه الصور النادرة، فهذه الصور النادرة تكون هنالك ألغاز للفقهاء فيها ، وعلى هذا القول بالجواز وفي الصحيح تترتب عدة ألغاز، ولسنا في صدد لذكرها
*السؤال الثاني: هل إذا أمر الزوج زوجته بسنة تصبح في حقها واجبة؟ و أين أجد بارك الله فيك بسطا لهذه المسألة؟*
الجواب: هذه المسألة مبسوطة في *فتح الباري شرح صحيح البخاري*، عند حديث علي رضي الله تعالى عنه.
ففي البخاري (٧٣٤٧)
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ طرقَهُ وفاطمةَ عليها السلامُ بنتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال لهمْ : ( ألا تُصلُّونَ ) . فقال عليٌّ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، إنما أنفسٌنا بيدِ اللهِ، فإذا شاء أن يبعثَنا بعثَنا . فانصرف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين قال لهُ ذلك، ولم يرجع إليهِ شيئًا، ثم سمعهُ وهو مُدبرٌ، يضرب فخِذَهٌ، وهو يقولٌ : {ٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} . .
والحديث له روايات وله ألفاظ.
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة أن يقوما الليل، فقال علي للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي رواية لرسول النبي عليه السلام، يعني بعث النبي رجلا إلى علي، قال علي رضي الله تعالى عنه: *أرواحنا بيد الله، إن شاء أرسلها، و إن شاء ردها.*
يعني نحن سنبقى على حالنا في نومنا فإن وفق الله لنا أن ترد ونقوم الليل قمنا وإلا فهي مرسلة، فهي عند الله عز و جل.
والذي يؤكد أن النبي هو الذي ذهب، أنه خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عنده، ويضرب بكفيه على فخذيه، ويقرأ قول الله تعالى: *وكان الإنسان أكثر شيء جدلا.*
وحمل الشراح الرواية التي بعث فيها رسولا، إلى أن هذه إرسالية ثانية لعلي، إي هو مرة ذهب بنفسه، و مرة أرسل غيره.
الحديث هذا عجيب، وفيه فوائد عظيمة، ويهمني من هذا الأمر أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وَليُ أمر علي، صحيح أم لا؟
نعم هو ولي أمره، هو ابن عمه، وتربى في حجره، علي كان صغيرا، وكان أبو طالب ذا عيال، فاتفق النبي عليه السلام مع حمزة، أن يأخذ كل واحد ولدا من أولاد أبي طالب ليربيه، فأخذ النبي عليا، وأخذ حمزة جعفرا، فتربى علي وهو صغير في حجر النبي صلى الله عليه وسلم. هو يأمره لقيام الليل فهو سلطته على علي من حيث الولاية الخاصة، وليس من حيث النبوة، كسلطة الزوج على زوجته و زيادة.
*قال الحافظ ابن حجر: الولي الأكبر فضلا عن الولي الأصغر أمره لا يجعل السنة فرضا.*
فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بقيام الليل قال علي : أرواحنا بيد الله، إن شاء أمسكها، و إن شاء أرسلها. فقط النبي صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله تعالى: *وكان الإنسان أكثر شيء جدلا،* ما قال له واجب عليك أن تمتثل أو شيء من قبيل هذا .
لكن الإنسان الولي إن أمر من يحب، فيحب له الخير، يحب له قيام الليل، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة ولزوجها علي رضي الله تعالى عنهما أن يقوما الليل، لكن ما أصبح ذلك فرضا و واجبا.
والحقيقة سلطة ولي الأمر لا صلة لها في موضوع الطاعات الخاصة، إلا في المسائل التي يقع فيها الإشكال ويقع فيها جدال، لرفع هذا الإشكال في غير العبادات، في تنظيم شؤون الحياة.
مثلا الآن *أمير السفر،* فإذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدك، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم.
ابو داود ٢٦٠٧ وصححه الشيخ الألباني.
ما هي صلاحية أمير السفر؟
تنظيم موضوع السفر فقط، ليس لأمير السفر أن يقول لك كل كذا ولا تأكل كذا، نام كذا، وما تنام كذا، اليوم بدنا نصوم وبكرة بدنا نقوم، هذه ليست من صلاحياته، هذه الأمور بينك وبين الله عز وجل.
لكن ما هي صلاحية أمير السفر؟
ينظم موضوع السفر، فهو من يتحكم بمتى نتحرك؟ أي ساعة نسافر؟ هذا تنظيم شؤون السفر من صلاحيته.
*الأمير الأكبر* ليس الأمر هنا خاص بشؤون السفر، فالأمر خاص بشؤون الحياة، فكل من ينظم حياة الناس في أُطر حياتهم، الواجب طاعته.
مثلا الآن لو واحد سألني سؤال فقال: يجوز أقطع الإشارة الحمراء؟
أقول له: لا يجوز.
لماذا؟
لأن من سلطة أولياء الأمور تنظيم شؤون حياة الناس، ومن أجل تنظيم شؤون حياتهم سنوا قوانين.
مثلا سؤال أخر هل يجوز أن أركب سيارة والسيارة غير مرخصة؟
لا ما يجوز.
هل يجوز إني ما أطلع لولدي شهادة ميلاد وما شابه؟
لا ما يجوز، .فولدك لا يستطيع أن يحج ويعتمر ويتعلم إلا بشهادة ميلاد.
هذه كلها، كل ما يخص تنظيم شؤون حياة الناس فيجب طاعة أولياء الأمور فيها.
أما شؤون بينك وبين ربنا، ترى هذا فرض ترى هذه سنة ترى هذه عبادة ترى هذه عبادة مشروعة أو لا تراها عبادة مشروعة، هذا الأمر بينك وبين الله عز وجل هذا الأمر بينك وبين الله سبحانه وتعالى.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
7 جمادى الأخرة 1439هـجري.
2018 – 2 – 23 إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
السؤال السابع عشر : ما رأيكم فيمن يقول تفتي بالمذهب السائد عند الناس من باب ألا تحدث مفاسد ؟
الجواب: كيف تحدث مفاسد وأنت تتكلم بكلام الله وبكلام النبي ﷺ وهذا الكلام قال به جمع من العلماء المعتبرين ، الفتوى ألا تشذ عن أقوال العلماء المعتبرين وألا تلزم مذهبا معينا ، الله يقول { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ } إسألوهم بالحجج والبراهين .
المفتي الواجب عليه أن يفتي ويُدعم قوله بقال الله قال رسول الله ﷺ بالبينات والزبر ، ولا يوجد آية أو حديث ما شرف الله العلماء بالقول بها ، لكن الأحاديث منها ما بلغ بعض العلماء ومنها لم يبلغ بعضهم ، فيقول العلماء الثقات إذا خالف إمامك حديثاً فقل إمامي معذور بمخالفة هذا الحديث وأنا معذور بمخالفة إمامي .
عندما أنا يبلغني حديث وما قال به عالم ، هل المطلوب مني أن أتبع العالم أم أتبع الحديث ؟
فسئل النبي صلى الله عليه وسلم أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ، قال : أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :إن شئت . رواه مسلم ( 360 ) .
فجائني واحد أكل لحم جزور قال أكلت لحم جزور ، هل أقول له توضأ أم لا تتوضأ ؟
فكيف النبي ﷺ يقول توضأ من لحم الإبل وأقول له أنا لا تتوضأ .
في صحيح مسلم الإمام النووي
_شافعي وإمام من أئمة الشافعية_
يقول في شرحه على صحيح مسلم : والراجح قول من قال إن أكل لحم الجزور ينقض الوضوء لأن النبي ﷺ أمر بذلك .
أم نذهب لتلك القصة التي ما أنزل الله بها من سلطان وقصة لا تثبت لا في السند ولا في المتن ولا يمكن أن تقبل ، قالوا النبي ﷺ قال من أكل لحم جزور فليتوضأ؛
فكان جالسا في جماعة وكانوا قد أكلوا لحم جزور وواحد منهم خرج منه ريح فالنبي ﷺ حتى ما يحرجه ومن أجل سواد عيونه شرع للأمة كلها أن يتوضؤوا من أجل هذا الإنسان ، ومن أجل أن يستر عليه قال النبي ﷺ :
من أكل لحم جزور فليتوضأ ، فهذه القصة مرسلة لم تثبت بإسناد صحيح (وهي عند ابن عساكر وانظر السلسلة الضعيفة للشيخ الالباني. (١١٣٢))
أولاً : يعني عند علماء الحديث القصة ما ثبتت .
ثانياً: مستحيل أن النبي ﷺ يفرض على الأمة أن من لم يُحدث يوجب الوضوء من أجل غيره أخرج أو غيره أحدث ، فهذا غير ممكن .
ولا يوجد قصة واحد أكل وأخرج ريحا ، اما الوضوء من أكل لحم الجزور فالحديث صحيح وصريح .
أنا إذا رأيت إمامي خالف الحديث أقول إمامي معذور بمخالفة الحديث ، فمعاذ الله أن نضلّل علمائنا وفقهائنا ، نحن نعلم أن من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر ، وأنا معذور بتركي للإمام وأنا أحب كل الأئمة وكل علماء الإسلام وكل علماء الأمة .
واحد ما يتّبع إلا شخصا ويترك البقية هذا كذاب ، واحد ما يتبع إلا واحدا فقط ويقول أنا أحب هؤلاء ولا آخذ منهم أي قول ، فما هذا الحب !!
هل علماؤنا نحبهم كما نحب الشهوات معاذ الله ، حبنا للعلماء أن نتبع أقوالهم ونتخير من أقوالهم .
العالم الذي تعظمه ولا تأخذ بقوله كيف تحبه ، يعني مالك، أحمد، أبو حنيفة لا آخذ منهم شيئاً أبداً ،فماهو التعظيم الشرعي لهؤلاء ؟
التعظيم الشرعي أن نحترم علماءنا كلهم وأن نتخير من أقوالهم.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161114-WA0013.mp3الجواب: الجماعة الثانية وقع فيها خلاف بين أهل العلم وهذا وصف وليس استدلال .
الخلاف المعروف عند علمائنا رحمهم الله تعالى، أحمد فقطجوّز الجماعة الثانية ،والأئمة الثلاثة أبو حنيفة ومالك والشافعي منعوا الجماعة الثانية وقالوا بكراهتها، والذي أراه راجحا هو أن الجماعة الثانية ممنوعة .
المؤذن لماذا يؤذن ؟؟؟
تأمل معي جيداً حديث أبي هريرة في الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء.
أسألكم وتأملوا لأنهم لم يشهدوا الصلاة ، الألف واللام في قوله صلى الله عليه وسلم الصلاة هل هي لام العهد أم لام الجنس “جنس الصلاة” ؟ أم أنهم لا يشهدون الجماعة السياق ماذا يقضي ؟؟
الجماعة لأنه سبق وذكر أذان المؤذن، لأنهم لا يشهدون الصلاة (صلاة الجماعة) .
لو كانت الجماعة الثانية والثالثة والرابعة مشروعة لقالوا يا رسول الله نصلي الصلاة فيما بعد .
فالصلوات التي يصليها الناس اليوم يصلون الظهر وأذان العصر يؤذن في المساجد الكبيرة مساجد الأسواق كالمسجد الحسيني وغيره،هذه جماعات المترفهين، لم يكن في زمن السلف الصالح إلا جماعة واحدة والجماعات كما يقول شيخ الاسلام والزركشي في كتابه إعلام الساجد في احكام المساجد :
تعدد الجماعات لم يعرف إلا في القرن الثامن وقبل القرن الثامن ما كان المسلمون يعرفون في مساجدهم أكثر من جماعة.
في سنن أبي داوود وصحيح ابن خزيمة :يقول النبي صلى الله عليه وسلم :إن الله يحب أن تكون صلاة المؤمنين واحدة .
فدل الحديث بمفهومه وفحواه أن تكون صلاة المؤمنين أكثر من صلاة هذا ممنوع .
فالجماعة الثانية الراجح عند أهل العلم الراجح أنها ممنوعة .
والقاعدة الأصولية تؤكد ذلك فالعلماء يقولون كل واجب له حدان، أول وآخر ،إن فات، والجماعة لها حدان أول وآخر ،
ويقول كل واجب أو مشروع إن فات ،فقضاؤه يحتاج إلى أمر جديد ،وليس قضاؤه بالأمر الأول، وإنما قضاؤه يحتاج إلى أمر جديد .
فالمطلوب ممن يجوز الجماعة الثانية أن يأتي بالدليل .
قد يقفز إلى ذهن كثير منكم حديث ويعتبره دليلا، جاء رجل كما في مراسيل أبي داوود أن الذي قد جاء علي والجماعة قد انتهت والنبي قد فرغ من الصلاة .
فانقلب ليصلي وحده ،فرآه النبي يصلي وحده فقال من يتصدق على هذا، وفي رواية من يتجر على هذا ،فقال لأبي بكر الصديق قم فتصدق عليه فهذه الجماعة الثانية .
ابن حزم في المحلى يقول: الفقهاء لو وقفوا على هذا الحديث لطاروا به كل مطار فهذا أصل فيه الجماعة الثانية، والإمام الدارمي في سننه بوّب عليه صحة الجماعة الثانية إذا كان المتصدق قد صلى مع الإمام جماعة ،وهذا يحتاج لبسط وأبسطه في هذه العبارات (من يتصدق على هذا؟).
(من يتجِر على هذا؟).
علماء اللغة يقولون يتجِر ويتصدق مضعف عين الفعل والمضعف يكون فعلاً متعديا والفعل المتعدي يحتاج إلى فاعل ومفعول به،بمعنى أسهل لإخواننا غير النحويين أو الذين لا يعرفون النحو .
إن (من يتصدق على هذا؟)يحتاج إلى متصدق ومتصدق عليه).
ما معنى من يتصدق على هذا؟
هذا لو صلى وحده تكون له الصلاة بصلاة ،لكن لو يبحث عن رجل صلى الصلاة في جماعة فيتصدق عليه لأن صلاته بسبع وعشرين أو بخمس وعشرين، على روايتين ثابتتين في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .
يعني ما معنى يتصدق على هذا ؟
يعني على رواية خمس وعشرين يتصدق عليه بأربع وعشرين وعلى رواية سبع وعشرين يتصدق عليه بست وعشرين .
أبو بكر كان قد صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم مع العلم أن الرواية مرسلة .
أنا وإياك جئنا والجماعة فرغت، فكيف نصلي أنا واياك جماعة ونحن لم نصلي مع الإمام .
أنا وإياك مفاليس كيف أتصدق عليك؟ لذا الإمام الدارمي بوب على هذا الحديث ضرورة أن يكون المتصدق قد صلى في جماعة .
أما الجماعات التي تأتي اليوم كلها تصلي هكذا فهذا امر ليس بمشروع ،وان حصل فالصلاة صحيحة مع الكراهة
يعني الجماعة الثانية إن حصلت تسقط من الذمة ،لكن فيها كراهة، ويؤكد ذلك أشباه المسألة ونظائرها .
صلاة الجنازة لماذا لا نصلي ثانية وثالثة عليها .
أيضا الجمع بين الصلاتين لماذا لا نجمع بعد جمع الإمام؟.
صلاة الجمعة لو دخلنا والإمام قد فرغ من الجمعة لماذا لانخطب ونصلي الجمعة؟!
فالمؤيدات والقرائن والأدلة النقلية ومقاصد الشريعة كلها تعين على كراهية الجماعة الثانية
مجلس فتاوى الجمعة
11 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 11 إفرنجي
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/WhatsApp-Audio-2017-04-09-at-3.18.49-PM.mp3الجواب : النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إذا أمَّن الإمام فأمنوا)) .
سمعت شيخنا الألباني رحمه الله تعالى يقول : إذا أمّن الإمام فالواجب على المأموم أن يؤمّن، وإذا لم يؤمّن الإمام فمن السنة أن يؤمّن المأموم .
ما هو حكم تأمين المأموم ؟
يدور بين الوجوب وبين السنية .
متى يكون واجبا؟
إذا أمَّن الإمام .
متى يكون مسنونا؟
إذا لم يؤمِّن الإمام، إذا لم يؤمِّن الإمام يكون مسنونا لك أن تؤمِّن، ولذا في صحيح البخاري باب يقول فيه :”باب تأمين الإمام” الإمام يسنُّ له أن يؤمِّن ، قال باب تأمين الإمام ((إذا أمَّن الإمام فأمنوا)) ، فالأصل من الإمام والمأموم كل منهما يؤمن.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
2017 – 4 – 7 إفرنجي
10 رجب 1438 هجري
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
الجواب : قطعاً غير صحيح الحق مُوزع بين جميع الأئمة ومن تمذهب واعتقد أنه فقط الأمر عند الشافعي حق والباطل عند غيره يصبح لا يحب الأئمة ولا يحب إخوانه المسلمين وهذا يفرق الأمة كالأحزاب اليوم ، يقول الشيخ علي الطنطاوي في ذكرياته دخلت مع بُنيَّتي كانت صغيرة المسجد الأموي فوجدنا الناس يصلون وأُناس جالسين فقالت يا أبتي لماذا هؤلاء يصلون وهؤلاء جالسون لماذالا يصلون مع بعض قال يا بُنيَّتي هؤلاء شافعية وهؤلاء حنفية فلما يخلص الشافعية يقوم الحنفية يصلون ولما يخلص الحنفية يقوم المالكية يصلون لما يخلص المالكية يقوم الحنابلة يصلون وهذا كان في المسجد الحرام في مكة والمدينة هذا قبل مئة سنة كان موجوداً ً ومن عنده صور قديمة للحرمين يجد هذا يصلون بأربع أئمة كل صلاة بأربع أئمة ، قال فبنتي تقل لي ؛ بنت صغيرة وأحياناً الحق يظهر جلياً قالت يا أبتِ لماذا لا يصلون على مذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجتمعون على إمام ويصلون على مذهب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالشافعية يقولون الحق عندنا فقط والحنفية يقولون الحق عندنا صار هذا دين وهذا دين ، القلب يجب أن يتسع لحُب جميع علماء الأئمة ولا سيما الأئمة المتبوعين أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله الرحمات المتتابعات إلى يوم القيامة نحبهم جميعاً ومن حبنا لهم جميعاً أننا لا نقتصر على التمذهب لواحد منهم وإنما نتخير من أقوالهم ما وافق الكتاب والسنة فما وافقوا فيه فلهم أجران وما خالفوا فيه فلهم أجر فنحبهم ولا ننتقصهم ونبرأ إلى الله تعالى لمن يتكلم فيهم ، واحد حنفي راح يتزوج إمرأة فالمأذون قال له قل أُزوجك ابنتي على مذهب الإمام ابي حنيفة قال للشاب قول قبلت أن أتزوج على مذهب أبي حنيفة قال قبلت قال : أكمل قال أعد فأعاد فقال : قبلت قال: قل على مذهب ابي حنيفة قال : قبلت الثالثة قال قل على مذهب أبي حنيفة قال أنا اريد ان اتزوج على مذهب والد ابي حنيفة وقبل مذهب أبو حنيفة ما كان الناس يتزوجون زواجاً صحيحاً ، رحمهم الله تعالى جميعاً الأئمة الكبار يتبرأون إلى الله تعالى من ذلك ، يوجد أشياء مثلاً انظروا إلى مسألة الإيمان والإستثناء في مسألة الإيمان والإستثناء فيها الإمام ابو حنيفة يقول :يحرم على الرجل أن يقول انا مؤمن إن شاء الله قال: لأنه إن قال إن شاء الله يشك في إيمانه فإن شك في إيمانه كفر والشافعي يقول يسن للمؤمن أن يقول : أنا مؤمن إن شاء الله خوفاً من العاقبة ولأنه قد يقصر حتى لا يُزكي نفسه فيقول: أنا مؤمن إن شاء الله، جاء المتأخرون فقال هل يجوز للحنفي أن يتزوج من الشافعية الشافعية تقول: أنا مؤمنة إن شاء الله تشك في إيمانها فهي كافرة قال بعض فقهاء الحنفية قال يجوز للحنفي أن يتزوج من الشافعية ينزلهم منزلة أهل الكتاب ، أعوذ بالله، العقلاء من الخلق لا يقولون بهذا هذا له ملحظ وهذا له ملحظ وهذا له صواب وهذا خطأ وانتهى الأمر أما أن يكفر بعضُنا بعضاً ، تريد أن تدرس الفقه على مذهب الحنفية وعلى مذهب الشافعي ما أحد يمنعك لكن أن تعتقد أن هذا هو الحق والحق ليس إلا فيه فهذا هو الممنوع أن تتعبد الله بهذا هذا هو الممنوع ، فالحق يدور بين الأئمة الأربعة عة وقد ألف ابن دقيق العيد كتاباً سماه ما خالف منه الأئمة الأربعة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن أن يكون الحق مع خلاف الأربعة فالواجب علينا أن نكون متبعين ويحرم علينا التقليد والله تعالى اعلم
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 5 – 20
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/8.mp3الجواب: الأصل فيمن طلب منه أن يعطيه قلماً أو ورقةً أن يُعطي؛ إلاّ إن عَلِم أنه يستخدمهُ في حرام فحينئذ يُقال له: ” ولا تعاونوا على الإثم والعدوان “، والله تعالى أعلم .
تتمة السؤال: رجل يعمل بتجارة بيع الأرجيلة وصناعة المعسّل وبيعه؛هل الأكل أو الشرب في بيتهِ حرام مع العلم أنه يبيع فحم شواء .إذا كان أولاده وأقاربه يعملون معه في نقل البضاعة والمحاسبة وامين المستودع .
هل أولادهُ ينشئون بمالٍ حرام ؟
الجواب : أحكام المال الحرام أحكام متشعبة ، وأكثر من بسطها الإمام القرطبي – رحمهُ الله – في تفسيره ، ولملمتُها في محلٍ واحد في فهرسةٍ فقهيةٍ منشورةٍ للعبد الضعيف سمّيتها (الكشّاف التحليلي في المسائل الفقهية في تفسير القرطبي ) .
كلام السلف في المال الحرام أيضاً يحتاج لضوابط ، كلام كبير ، ورأيتُ دراستين ليستا بعمليتين في أحكام المال الحرام ؛ جنحتا إلى التأصيل ،وكان التمثيل فيها ُ ضعيفاً أو قليلاً فما تُفيد من كان مبتدئاً في مثل هذه المسائل .
المال الحرام لا ينتقل إلى ذمتين ، فبريرة كان يُتَصَدقُ عليها ، وكانت تهدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : ” هو عليها صدقة ولنا هدية ” ، ومن المعلوم أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – لا يقبلُ الصدقة .
والمالُ الحرام قسمان :
قسمٌ تُنازعُ فيه ذمّة : كالسرقة – وكالرّبا ، فالتوبةُ منه أن يُرجعَ المالُ لأصحابه .
وقسمٌ يدخلُ على صاحبهِ بتعب وبعمل وغالباً ما يكونُ هذا العمل مشروعاً في أصله ؛كالذي يعمل ويغش – مثلاً – أو يطفف المكيال أو ما شابه ، فهذا الإثمُ عليه ولا يتعدى المال الحرام لغيره .
ففرقٌ بين أن يكون عندي مالا حراما ومسروقا من فلان وبين ما يكون عند آخر مالا حراما يتعبُ فيه ، فالذي يعمل في الأرجيلة وفي الدخان ويتعب فهذا إثمهُ عليه وليس الإثمُ على من يأكلهُ ولا سيّما إن كان الذي يأكلهُ قاصراً ويأكلُ ضرورةً ، فعلماؤنا – رحمهم الله تعالى – يقولون : ” لو أطبقت السماء على الأرض وأصبحت كلها حراماً لأخذَ طالبُ العلمِ حاجتهُ منها حلالاً ” ، فإنسان يعمل في حرام أو سارق يعني سواء النوع الأول او النوع الثاني ، النوع الأول المال الحرام الذي تُنازعُ فيه ذمة أشد من النوع الثاني وهو المال الحرام الذي يتعبُ صاحبهُ فيه .
طيب إنسان مالهُ بالسرقة يسرق وعندهُ بنت صالحة أو ولد صالح لا يقدر على العمل أو زوجة صالحة لا تقدر على العمل والشرعُ أصلاً لا يُكلفُ المرأة بالعمل حتى لو كانت مثقلة له، طيب ماذا تعمل ؟ تأكل مقداراً ولا تتوسع في الطعام تأكلُ حلالاً والإثمُ على الزوج ، فعند الحاجة وعند الضرورة يكونُ الحرامُ حلالاً ، الحافظ ابن حجر في فتح الباري يقول : ” من غُصَّ بلقمة فخشيَ على نفسهِ فيسلكها إذا لم يكن أمامهُ إلا خمر ، أو إنسان انقطع عن السبيل ولم يكن معهُ إلا ميتة أو خنزير فيصبحُ الخمرُ في تسليكِ تلك الغُصّة والخنزيرُ أو الميتةُ في تلك السفرة عند الحاجة تُصبِحُ حلالاً وعندما يتناولها لا تكونُ حراماً ” .
فهذه الضرورات لها أحكامها ،وأحكامُ المالِ كما قلتْ متشعبة والكلام متشعب لكن هو آثمٌ بإطعامهم حراماً ؟ نعم ، وإثمهُ أشدّ من لو كان يأكلُ لوحدهُ ، يعني لو كان يأكل وحده ثمّ هو يُطعِم فهذا قَصَّرَ مرتين ضيّعَ من يعول ثم هو 4يأكلُ حراماً ويُطعِمُ حراماً فالإثمُ عليه أشد من إثم ذاك الذي يأكلُ وحدهُ ، أما الذي يأكل إن كان محتاجاً فليس صنيعُهُ هذا بحرام .
واللهُ تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161114-WA0017.mp3الجواب: سوريا ما فيها (خرجنا على ولي الأمر)؛ ولي أمر سوريا نصيري كافر ليس بمسلم أصلًا، فلا يقال عنه ولي أمر حتى تقول خرجنا عليه.
لكن الذي كنا وما زلنا ننكره هو تحطيم سوريا وليس تحطيم النظام، سوريا القدرات فيها ليست ملك نظام بل ملك أُمة.
والذي حصل في سوريا عمل يهودي خالص، وخدمهم خدمة عظيمة.
ونحن نجبر الناس ونسلبهم عقولهم وأفكارهم ونزين العبارات على أن هذا جهاد في سبيل الله.
وكنت أقول لإخواننا: امرأة تأبى إلا أن تظهر فرجها، فهل نقول هذه امرأة عفيفة تلبس الخمار؟!
أحداث سوريا واضحة منذ البداية لا تحتاج كل هذا.
كنت أقول لإخواننا المجاهدين -والتقيت مع بعضهم-: لو صار انتصار، هل سيكون تحكيم لشرع الله في سوريا؟ قالوا: لا!
قلت: حتى النفقات والصدقات على الشعب السوري تديره الدول الكبرى.
الشعب السوري الآن أحوج ما يحتاج إلى النفقة.
لماذا كنا نجمع الأموال بكثرة؟
وكانت الأموال تجمع لإقامة كتائب وشراء أسلحة ودبابات، فكان الآذن بالصدقات هو الذي يبيع الأسلحة، صفقات تجارية خالصة!
وإلا المال الذي جمع لسوريا لو وزع على الشعب السوري لعل كل فرد كان نصيبه مليون أو أكثر، لكن المال لم يوزع على الأفراد، مؤامرة محكمة من جميع جوانبها.
سوريا عندها قدرات، سوريا ما كان لصندوق النقد الدولي عليها دين.
سوريا كانت غنية.
سوريا فيها خير عظيم .
سوريا بلد محفوف بالملائكة شاء من شاء وأبى من أبى، لا بد أن يقوم الدين من سوريا وبلاد الشام في آخر الزمان، ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
ولكن كان العتاب والخوف على إخواننا الذين يأبون إلا أن يقولوا هذا جهاد في سبيل الله، فهذا ليس بصحيح.
الكفار -وللأسف- أصبحوا يستخدمون الجهاد لتحقيق مآربهم، وهذه أعقد ما في المسألة.
ولذا ينبغي للإنسان أن ينتبه، نحن لسنا مع ظلم الشعب السوري -معاذ الله-، ولسنا مع النظام السوري الذي قتل شعبه، وشئنا أم أبينا من قصَّر لا بد أن يدفع الضريبة، وقلت هذا قديمًا.
الشعب السوري الحاكم ظلم شعبه، فكان على الجميع الحكام والشعوب أن يأخذوا على يد هذا الظالم وإلا عوقبوا، شاؤوا أم أبوا.
عندما كانت مجاعة في الشام أرسل معاوية لأهل الحجاز من الطعام ما سد كفايتهم و حاجتهم، فكنت أقول آن الآوان لأهل الحجاز أن يسدوا الدين للشعب السوري.
آن الأوان لأهل الأمة المحمدية، آن الأوان لأهل السنة أن تجتمع كلمتهم وأن يأخذ الغني بيد الفقير، وأن تتحد كلمتهم و قوتهم، القوة في الإجتماع، واليوم الاجتماع ليس اجتماع شعوب اليوم الاجتماع اجتماع وتكتلات كدول عالم الاقتصاد والسياسة.
اليوم أهل أوروبا عندهم تكتل!
لماذا أهل السنة مفرقون؟ لماذا العناصر القوية الفاعلة لأهل السنة مفرقة؟
في المسجد الواحد يوجد خلاف بين الإمام والمؤذن، الكلمة مفرقة ومشتتة، إن لم نجتمع في هذه الأيام متى نجتمع؟!
الكل يريد بنا الشر؛ نحن أهل السنة. فنحتاج أن تجتمع كلمتنا، و أن ننبذ الخلاف بيننا.
ما أجمل أن نجتمع وما أجمل أن تتحدد مكامن القوة في الأمة.
*تكملة السؤال: هل نحن في سوريا خرجنا على ولي الأمر في هذه الثورة علمًا أنها بدأت من غير ترتيب على أثر قضية أطفال درعا، ثم انتقلت من مدينة إلى أخرى بسبب الظلم ومحاربة أهل السنة، والآن خرج لنا أناس يؤثموننا بخروجنا على ولي الأمر وإن كان كافرًا، واليوم نحن نقاتل عصابات نصيرية، وندافع عن أنفسنا ضد مليشيات إيران، فهل نرجع ونسلم أسلحتنا وأنفسنا ؟*
الجواب:
الله المستعان.
إلى الله المشتكى.
اللهم احفظ دماء إخواننا.
اللهم احفظ دماء أهل السنة.
اللهم اجمع كلمتهم.
اللهم انبذ الخلاف الذي بينهم.
أن يذب الإنسان عن عرضه وماله ونفسه مشروع، وثبت في الصحيح (من مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون دمه فهو شهيد).
وعلماؤنا يقولون: أن الذب عن المال و النفس حق، إن رأيت المصلحة تركه، لك ذلك، فلك أن تذب ولك أن تترك، والدليل على ذلك فعل عثمان، فعثمان ما ذب عن نفسه، عثمان سلم نفسه وقُتِل.
فلذا قال العلماء: هذا حق وليس واجب.
وصهيب لما لحقه كفار قريش أعطاهم ماله على أن يأذنوا له أن يصل إلى المدينة، إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قالوا: هذا حق، فيوجد حق لمن أريد دمه واريد ماله ، له حق ان يقاتل ،فإن قتل (بفتح القاف) لا حرج عليه، وإن قتل (بضم القاف)فهو شهيد، وأما العِرض فالراجح وجوب الذب و لا يجوز ترك العرض، العرض لا يجوز، العرض ليس كالمال والنفس، العرض يجب على الإنسان الذب عنه ولو قتل، هذا التأصيل العلمي للمسألة، أن تذبوا عن أنفسكم هذا حق شرعي لكم.
والواجب على من حمل السلاح أن يستضيء بأحكام الشرع، والذب في هذا يُلحق بالجهاد المسمى عند الفقهاء بجهاد الدفع لا جهاد الطلب.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
11 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 11 إفرنجي