السؤال : ما هو الأنفع للمُؤَلِّف التحقيق أو التأليف سواء القارئ أو المُؤلِّف ؟

السؤال :
ما هو الأنفع للمُؤَلِّف التحقيق أو التأليف سواء القارئ أو المُؤلِّف ؟

الجواب :
بارك الله فيك .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أولاً :
القراءة أنواع.
المُبتدِئ في القراءة ولا سِيّما مع السِّن المُبّكِر يبدأ الطالب بالحِفظ ، فبعد أن يحفظ كتاب الله ويحفظ مَتِن من أحاديث الأحكام وإذا استطاع أن يحفظ تقريب التّقريب للعراقي وشرحُه طرحِ التّثريب ويستطيع أن يُركِّبَ عليه الأسانيد ، مُرتّب بشكل تستطيع أن تُركِّبَ عليه الأسانيد عليه بشكل جميل وبديع ، تحفظ الحديث بالسند وبعد هذا يحفظ المتون المعهوده ،ثم عندما يكبر طالب العلم يُدخِل الفَهم على الحِفظ ، وإذا عملنا نِكاح بين الحِفظ الفَهم و زاوجنا بينهما يكون المولود عالِم ، العالِم هو نكاح بين الحِفظ والفَهم ، فإذا أدخلَ الإنسان الفَهمَ على محفوظاته ، فيكون هذا أحسن ما يكون.
والأحسن في طالب العلم أن يقرأ شَرحَ ما حَفِظ على عالِم ، أن يقرأَشرح المَتِن على عالِم أو الآن هناك صوتيّات كثيرة وشروح العلماء كثيره ، فيحفظ ويدخل عليه الفَهم ، هذا نوع من أنواع التحصيل للكتب ، أن يحفظ قراءة حفظ ويتَمَكّن من الحِفظ خصوصًا من رَوّضَ عقلَه أو مَلَكَتَه للحِفِظ ولا سِيّما ممّن حَفِظَ كتاب الله ، حِفظْ كتابَ الله له بركات لا يعلم بها الا الله .
أنا أكاد أقول وأقول هذا فِراسة ، ما عاذَ الله أن أقول عِلمِ الغَيب ، إن رأيتُ حافظاً تُحَدِّثُني نفسي أنه حافِظ ، وما سألتُ حافِظاً هل أنت حافِظ إلا في جُلّ الصُّوَر يقول لي نعم أنا حافِظ ، فالحافظ لكتاب الله (سبحان الله) والحافظ المتشابهات هذا يضبُطُ العلوم ضبطاً مُتقناً ، فأقول هذا نوع من أنواع القراءة.
هناك نوع آخر من أنواع القراءة قراءة النُّزهة ، تقرأ أشياء تقرأ مُقدِّمة تقرأ فهارس وهذا يلزم أصحاب المكتبات .

من الأسئلة المُكرّره التي لا تُدلِّل على عِلم سؤال كثير من إخواننا عندما ينظر في مكتبة طالب علم كبيرة واسعه يسأل : قرأت كل الكتب ، هذا ليس سؤال طالب علم .
أصحاب المكتبات يعرفون ما في الكتب ، مرّوا بالكتاب وعرفوا مباحِثه وما شابه ، خصوصًا عندما يكون للكتاب الواحد عدّة شروح مثل البخاري ومسلم وكتب السنن فأعرف أنا الأبواب ، فعندما أحتاج امسك شرح جديد لأبي داوود واضعه على الرف أعرف ما فيه ، أعرف الأبواب لأني قرأته فأعرف الأبواب، كذلك سائر كتب السنن ، وكذلك الصحيحين وما شابه ذلك، وكذلك الكتب المعروفة في الفقه ، الكتب المشهورة أصحاب المُتون مثل المنهاج عند الشافعية وما شابه.
هذه القراءة الثانية هذه حظ نفس. القراءة الأولى جادّه قراءة البِناء ، بِناء الشخصيّة.
القراءة الأخيره قراءة النُّزهة قراءة حظِ النّفس.
والنّوع الثاني من القراءه ما ينبغي أن ينقطع عنه طالبُ علم ، طالب العلم الذي يعرف الكتب تجد في غرفة نومه كتب ، ويقرأها مع زوجِه ، ولا تصلح أن يقرأها إلا مع زوجِه ، وفيها علم ، علم من نوع خاص متَخصِّص في جانب معيّن وقد يضطّر الإنسان أن يبوح بشئٍ منه في بعض المناسبات ، لِمُلابسات ولأسباب قد تدعوا الحاجةُ إليها أحياناً.
فالشاهد طالب العلم الكتاب روحه ، أنا أقول طلَبَةِ العِلمِ المتينه ينبغي في المطبخ أن يكون كتب .
هناك كتب لابن العادين في طُرق الطبخ وللمالقي المغربي في طبخات أهل الأندلس وقد أُلِّفَت في القرن الخامس والسابع والثامن ومفيدة جدًا.
وأنا أتمنى طالب علم يكتب الطبخات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكيف نُحصِّلها ، النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كان يأكل وما الطبخات التي كانت في زمانه ، وكيف نطبخها ، عجيب أنّه إلى الآن ما يوجد كتاب في هذا الباب ، وهذا عجيب ، مع أنّ بواقي طعام النبي صلى الله عليه وسلم وطُرُق طَهيُه موجود في الجزيرة العربية بالجملة البواقي موجودة ، يعني نسمع في السيرة والسنة.
نلتقي مع إخواننا طلبة العلم فتسأل فيعرّفك يقول هذا ما زال نطبخه إلى الآن ، السليق مثلآ ، نحن ليس لدينا سليق هنا في الأردن ، لكن في بلاد الجزيرة يعرفون وهكذا .
هذا نوع ثاني من أنواع القراءة وهو الأخير .
الباحِث قراءته غير قراءة طالب العلم ، حتى التأليف.
بعض إخواننا ألَّفَ كتاب جمع السنة في ثلاث مُجَلّدات ، كل كتب الصحيحين والسُنن ، في ثلاث مُجلّدات ، أنا لما رأيته قلت الكتاب ناقص، ذكر البخاري ومسلم و السنن ولم يذكر الأرقام، أنا باحِث، أنا أي كتاب تُعطيني إياه أقَوِّمَه لأني باحِث .
ماذا يعني باحث ؟
يعني بمجرد أن امسك الكتاب ينبغي أن تكون هناك فهارِس مُعَيّنَة تكون مُضِيْئَه لي ، كثير من إخوانا ممّن يكْتُب ممّن ليس بباحِث تخفى عليه أشياء يقول يا ليت رأيته قبل أن يُؤلِّف، حتى أُنَبِهَهُ على أشياء ، هذا الذي ألّفَ الكُتب الستّه في ثلاث مُجلّدات لو كتب رقم ، كتب خاء وميم كتب قوسين ورقم ميم رقم دال رقم، أنا بالنِّسبة لي مُهّم جِدًا أنا اعتني بكتبي ، يعني لو وضعتني في مكتبة غير مكتبتي نفس ما في مكتبتي أنا لي علاقة مع كتبي خفيّة لا يعرفها أحد ، أستطيع اتعامل مع كتابي غير الكتاب الذي ليس ملكي، اتعامل معه بطريقة خاصّة ، هناك علاقة مُعيّنَة بيني وبين الكتاب الذي أملكه فالباحِث له نمط معيّن وكتب معيّنة إلى آخره .
هناك قراءة أخرى هي قراءة الجرد ، قراءة الجرد إخواني آفة عظيمة من جهه وفيها فوائد عظيمة من جهة، آفه كبرى للمبتدئ أن يجرد ، بعض طلبة العلم حديث عَهْد لكن عنده مقدرة للجرد ، عنده مقدره لكنه ما زال حديث عهد بالطلب، فطالب العلم في البدايات إذا جرد لا يَقنَع بِمُدرِّس ، لا يقنع بعالِم أبدًا لا يقنع بأحد ، يبدأ يقرأ ويحفظ زوايا وشواذ ونوادر وفرائِد وأشياء لا يَطَّلِع عليها كل الناس ، لأنه يجرد مُطَّولات ويسأل المشايخ ، والمشايخ لم يعرفوها، وأكبر سبب من أسباب التعالُم ولا سِيّما عند المبتدئين هي الجرد ، هذه القراءة ينبغي أن تتأخر ، هناك قراءة جرد للمُتَبّحِر ولا سِيّما للباحِث ، هذا يحتاج أن يجْرُد جَرْد كبير ، فطالب العِلم يقرأ ، يقرأ وهو في الطّريق وهو في السِيّارة يقرأ في كل مكان ، دائمًا الكتاب صاحِبه ، لو سافر يأخذ معه كتاب فقط لو يجرد يجرد ويكتب ملحوظات ، وكما قلت في الأول لو هناك بطاقات يكون شيء آخر.
هناك قراءة أخرى من قراءة طالب العلم وهي قراءة المُذاكرة.
العلم ليس إملاء شيخ وتدريس شيخ للطالب، طالب العِلم له أقران وأصحاب وأحباب يُحِبّهم ويُحِبّونه يرتاح إليهم ويرتاحون إليه، وفي مجالسهم ليست فاكهتهم أكل لُحوم النّاس ، ولا قيل وقال ، مجلسهم وفاكهتهم والحلوى في مَجلِسِهِم المذاكرة، يقرأون المطَوّلات ، قراءة مُتَأنّاة ، مثلًا يقرؤون تفسير ابن كثير ، في الديوانيّة يقول كل ما اجتمعنا كُل ليْله نصف ساعة من تفسير ابن كثير وتقرأ نصف ساعة من فتح الباري ، داوم على هذا سنتين أو ثلاث تكون قد قرأت فتح الباري وتفسير ابن كثير وليس أي قراءة ، قراءة مُذاكرة، قراءة المٌذاكره أرسخ من قراءة النَّظر وأرسخ من قراءة الجرد ، قراءة المُذاكرة من القراءات المُهِمّة جداً .
هذه أنواع القراءه عند طالب العِلم. وطالب العِلم حتّى لا ينقطِع لا بُدَّ أن يكونَ له نصيب منها كُلها ، يبقى متوازناً ويبقى في حياته العاديّه، في صُحبتِه مع أصحابه وصبغ نفسه بأنه يزداد من علمه فهو في كل مكان ، وهو يأكل وهو مع أهله في بيته ، وهو في غرفة النوم ، وهو مع أصحابه وهو في مكتبته فَصَبَغ نفْسَهُ بأنّه طالِب عِلم.
فطالب العلم ينبغي أن يكون طالب علم في كل مَيْدان ويأخذ نصيبه وحظَّ نفْسِه الذي أحَلَّ الله له بدون تَعَنُّت وبدون تَكَلُّف.

انظر الآن إلى الإنسان النّاجِح في مشروعه الدُّنيَوي ، الذي يُحِّب عَمَلُه ويُبْدِع فيه النّاس تأتي إليه وتُقبِل علَيْه وينجح نجاح باهر أكثر بآلاف المرّات من ذاك الذي فكَّر كيف يقنُص النّقود من جُيوب الناس ، أنت أتقِن عَمَلَك احبب عملك تفانا في خدمته ، ابقى طوّر في عملك وارتاح .
فطالب العلم إن كان هكذا أحَبّ العِلم ودخل العلم في حياته كلها وما تَكَلّفَ و بقي يعيش في حياة هنيئة، الزوجة لا تشكو منه ، إخوانه لا يشكون منه، أهل بيته لا يشكون منه ، زوجته لا تقول أنا غريب عنك. لماذا أنا غريب عنك ؟
أنا تزوجت وأنا أُحقِّق رسالة إلى الإمام النّسائي من لم يروي عنه إلا واحِد وكُنتُ احتاج الى جرد فأنا في فترة زواجي الأيام الأوائل من فترة زواجي أول أسبوع او أكثر زوجتي جَردَت معي( تهذيب التهذيب) في من لم يروي عنه إلا واحِد ، وهي بجانبي وأنا مرتاح وهي مرتاحة ، أنا لست بعيد عنها ، طالب العلم الصادق أوّل ما يعكس اهتمام زوجته على الِعلم .
لكن تبقى الآن توغل في العلم وزوجتك تبعد يصبح هناك ظرف تشعر بانفصال ، تصبح حياتك غير طبيعية خصوصًا أنتم إخواننا في الكويت ، الآن الدوله تأذن لك بأن زوجتك تتعلّم وعلى حِساب الدّولة، ما أجملها انت تدرس وزوجتك تدرس ، ما المشكلة، وتصبح ماجستير وزوجتك ماجستير وقد تفوقك ، يعني قد تتقدم عنك ، وغالباً النساء يتفوقن على الرجال، لذا إذا اعتنينا بشئ في العلم إلى آخره.
هذه نصيحه تتضمن الجواب بارك الله فيكم .

⬅ رابط الفتوى:

السؤال : ما هو الأنفع للمُؤَلِّف التحقيق أو التأليف سواء القارئ أو المُؤلِّف ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السّؤال: انتشر تحت عنوان: (بُشرى سارّة؛ وجِدَ من مخطوطات كتاب “الفنون” لابن عقيل)، ما مدى صحة هذه البُشرى؟

السّؤال:

انتشر تحت عنوان: (بُشرى سارّة؛ وجِدَ من مخطوطات كتاب “الفنون” لابن عقيل)، ما مدى صحة هذه البُشرى؟

الجواب:
كتاب الفنون، يقول الإمام ابن رجب: رأيت منه مجلد رقم: أربعمائة ونيّف.
يعني: كتاب الفنون لو طُبع؛ يصل أقلّ شيء إلى ألف مجلّد، جمع فيه الإمام ابن عقيل العلوم -كلّها-، العلوم اللّغوية، والعلوم الشّرعية…ووجِد قطع يسيرة منه في المكتبة الوطنيّة بباريس، ونشرها رجل من فلسطين نصراني، اسمه: جورج المقدسي، وما عدا هذه القطعة مفقود.

كان ابن عقيل يكتب حتّى يتعب، فإن تعب؛ نام على ظهره، وذهنه شغّال، يُجمّع ماذا يكتب، ثم حينَ يجد قوة يستيقظ ويكتب، يكتب ما كان يفكّر فيه -وهو نائم على ظهره-، يأتي الطعام، فكانت زوجه تذيب له الطّعام في الحليب، فكان يشرب، فكان يُقال له: لماذا لا تأكل؟ قال: لا وقت عندي للمضغ، مضغ الطّعام يُذهب جزء من الوقت، فأنا ما عندي وقت للمضغ، فزوجته كانت تضع له الطّعام… وهكذا.
فألَّف هذا الكتاب، واعتبروا هذا الكتاب من فتوح الله -تعالى- عليه.
قرأتُ المجلدين المطبوعين، تقرأ كلامًا عميقًا دقيقًا، من أدقّ ما يُمكن أن تقرأ، ومن ألذّ ما يُمكن أن تقرأ، عندما تقرأ تشعر بلذّة، تشعر بنشوة، تشعر بافتخار، تشعر باعتزاز، تشعر بأنّ الله -عزّ وجلّ- كيف فتح هذه العلوم على هذا الرّجل.
كلامٌ دقيق للغاية، وهذا في مجلّدين، وكلّ الكتب هكذا.
ظهرت بشارة قرأتها، فقالوا: كتاب الفنون وُجِدَ في بعض مكتبات تركية، فقلت: أنا لا أستبعد، لكنّي لا أُصدق حتّى أرى، من يرى كتاب الفنون، اليوم بالجوال تأخذ صورة عنه، تأخذ صورة عن الغلاق، صورة عن الكتاب.

أي مخطوط قيل لي: إنّه مفقود، ثمّ وجد؛ أنا لا أستبعد، لكن لا أصدّق حتّى أرى بعينيَّ، فإن لم أرَ بعينيّ؛ فالأمر ليس بصحيح.
بعد السّؤال والتّحري وجدت أنّ الكلام ليس بدقيق، الكلام ليس بصحيح، ولا نعلم وجودًا لكتاب الفنون إلّا القطعة المتبقية في المكتبة الوطنيّة بباريس.
مكتبات الدّنيا تتنافس في تحصيل مخطوطات أئمتنا وعلمائنا، وممّن لهم سهم واسع وسريع، وتقدّم كبير في العقدين الماضيين أو الثّلاثة عقود الماضية -وللأسف-: مكتبة (أورشليم) في القدس لليهود!
حريصون -كلّ الحرص- على وجود مخطوطاتنا.
كان صدام حسين عنده في قصره مصاحف خُلفاء بني عبّاس، الخلفاء لهم مصاحف مُذَهّبة، ومصاحف موثوقة، ومصاحف جيدة، نُسّاخ كبار نسخوها، ثمّ بقدرة قادر انتقلت هذه المخطوطات من قصر صدّام إلى مكتبة أورشليم، قبل خمس سنوات كان هنالك برنامج يومي على النّت تُعرض مخطوطات هؤلاء الخُلفاء، كلّ يوم يعرضون مصحفًا، برنامج “باحثة دقيقة فاهمة” من اليهود، يعرضون كل يوم مصحف الخليفة فلان، غدًا مصحف الخليفة فلان، كلّ المصاحف الّتي كانت في قصر صدّام عُرضت في مكتبة أورشليم، ولا حول ولا قوة الا بالله!
ومن المكتبات الحريصة جدًّا على المخطوطات: المكتبة الوطنيّة بباريس، سافرتُ للهند حتّى أُحصّل مخطوطة الخلافيات للإمام البيهقيّ، فوقفت على رجل قال لي: مخطوطة كانت عندنا وأهديناها أو بعناها للمكتبة الوطنيّة بباريس.
وهذا الكتاب -للآن- طُبِعَ وطبعته ناقصة.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٨ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
١٤ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: انتشر تحت عنوان: (بُشرى سارّة؛ وجِدَ من مخطوطات كتاب “الفنون” لابن عقيل)، ما مدى صحة هذه البُشرى؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السّائل: أحسن الله إليكم، كُتُبُكم الّتي خرجت -في مثل ما تفضلتم- السّلسلة الصّحيحة واختصارها، كذلك السّنن، هناك طبعة أولى وطبعة ثانية، ما الفرق بين الأولى والثّانية؟

السّائل:
أحسن الله إليكم، كُتُبُكم الّتي خرجت -في مثل ما تفضلتم- السّلسلة الصّحيحة واختصارها، كذلك السّنن، هناك طبعة أولى وطبعة ثانية، ما الفرق بين الأولى والثّانية؟

الجواب:
أمّا كُتب السّنن الأربعة، فالفكرة فكرة مكتب دول الخليج.
جاء مندوب منها، وتكلّم مع الشّيخ الألباني، وعَمَلُ الشّيخ -رحمه الله- على السُّنن أغضب أقوامًا، وسمعنا أقوامًا يقولون:
ما سُبِق الشّيخ الألباني -رحمه الله- في تمييز كتب السُّنن إلى صحيح وضعيف!
وقال بعضهم: هذا عملٌ مبتدع، هذا العمل يخالف منهج أهل السّنن (أصحاب السنن) وهذا منهج مبتدع!

طبعًا -من نافلة القول- قبل أن أرجع للجواب على السّؤال، تاريخ العلوم بابٌ مُغفل ومهم.
الآن كثير خرج إلى السّاحة، وقالوا:
لا بدّ أن نتبع منهج المتقدّمين دون منهج المتأخرين، وأشغلتنا هذه المسألة.

والله مرّة اتصل بي أخ من الرياض يسألني عن المسألة، وكنت في ورطة؛ عندي حديث، وأشتغل فيه، شيء بين يدي -يعني: مشغلة-، تأخذ الظّاهر والباطن، ويأخذك بكُلك -وكلكلك-، فقلت له: اتصل بي بعد العشاء، رنّ الهاتف وتذكرت، قلت: يا الله، ثمّ فتحت الهاتف، ثمّ الله -عزّ وجلّ- فتح عليَّ بشيء، ما كان في بالي ولا زوّرت في نفسي شيئًا في جواب سؤالي، قلت له: يا أخانا، الأهم من علم الحديث علم التّوحيد، لا نريد أن نأخذ كتب الشّيخ محمّد بن عبدالوهاب، لا نريد أن نأخذ منهج المتأخرين في التّوحيد.
قال: لا.
قلت: لماذا؟
العلوم كلها فيها متقدّم ومتأخّر، علوم القرآن فيها متقدّم ومتأخّر، علوم التّفسير فيها متقدّم ومتأخّر، وعلوم الحديث فيها متقدّم ومتأخّر، وعلم التّوحيد فيه متقدّم ومتأخّر.
لماذا في علم الحديث نأخذ علم المتقدمين ولا نأخذ علم المتأخرين؟!

لذا هذا يحتاج إلى دراسة تاريخ العلوم، كيف بدأت العلوم وكيف انتهت.
النّاس في العصر الأول ليسوا كالنّاس في هذا العصر.
قالوا في يوم من الأيام -قديمًا- وذكر هذا الخطيب البغدادي وغيره… قال: (من أسند فقد أحال).

أنا أقول لك: حدثنا فلان عن فلان عن فلان -وواحد منهم كذّاب- قال -صلّى الله عليه وسلّم-، في هذه الحالة أنا بَرِئتْ ذمّتي؛
لماذا؟
النّاس ليس عندهم تلفزيونات، فحديث النّاس في مجالسهم الخاصّة -قبل العامّة- حول الدّين، من يكذب على النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من الأئمّة؟!
فالكذّاب الكلّ يعرفه، فحين أقول له: حدثني فلان عن فلان؛ يقول لك: هذا كذّاب، العامّيّون يعرفون الكذّابين، الكذّابون والدّجالون معروفون.
“من أسند فقد أحال”.

واحد -الآن- في هذا الزّمن يقول: من أسند فقد أحال.
نقول هذا غير صحيح.
من أسند ما أحال.
كم واحد إذا أسمعته سندًا في “صحيح البخاري” أو “صحيح مسلم” أو سند فيه كذّاب، كم واحد يستطيع أن يميّز بين هذا وهذا؟

فتاريخ العلوم مهمّ جدًا.
حينَ نفسر أقوال العلماء ونفهمها على وجهها، أمرٌ مهمّ.
قديمًا النّاس تعرف “سنن أبي داود” ومنهجه، تعرف أن سنن أبي داود كتاب أحكام، وكتابٌ بوّب على الشّيء، وبوّب على نقيضه، وأورد أحسن ما يمكن في الباب.
فإذا كنت أنت طالب علم وقرأت باب نقض الوضوء من القهقهة (باب القهقهة تنقض الوضوء) وقرأت إسنادًا عند أبي داود ولم يثبت، فأبو داود شرطُه أن يضع لك أرجى ما في الباب، أصح ما ورد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم في الباب يضعه، فإذا هذا ما صح، من باب أولى غيره لا يصح.

فجزى الله خيرًا أبا داود؛ جزاءً عظيمًا على الأحاديث الضّعيفة الّتي وضعها في سننه، لو أن أبا داود ما عمل هذا؛ أتعب النّاس بعده تعبًا لا يوجد بعده تعب، كلّ باب تحتاح أن تجمع فيه كلّ الأحاديث، فهو يقول لك: لا، أنا أضع لك أحسن حديث، ابحث، ابحث. وإذا أردت أن تبحث عن كلّ باب، وتذكر أحسن حديث تحت الباب، هذا يحتاج منك لأشهر في الباب الواحد، فأبو داوود أراحك، أراحك بماذا؟

بوضعه للأحاديث الضّعيفة في تبويبه تحت الباب.

وأنا دائمًا أقول لإخواني: لو رأيت أبا داوود؛ سأُقَبِّلُهُ بين عينيه، وأقول له: هذه قُبلة للأحاديث الضّعيفة الّتي دونتها في كتابك.
الآن النّاس لا يتعاملون مع “سنن أبي داود” كما تعامل معه السّابقون.
سنن أبي داود -الآن- يحتاج إلى خدمة، “ضعيف أبي داوود”، و”صحيح أبي داود”، و”ضعيف التّرمذي” ….. بحاجة إلى الخدمة.
هل هذا عمل مبتدع؟
مبتدع لغةً، كما قال عمر: (نِعمَ البدعة هذه)، أمّا مبتدع شرعًا فليس له وجه بهذا الكلام.
وجدت عبارة بديعة وجميلة وفرحت بها، ذكرها العزّ بن عبد السّلام في كتابه “قواعد الأحكام”، -وهو متقدّم- لكنّ النّاس في زمنه ليسوا في زمن عصر الرّواية -يعني: غاب عنهم منهج أبي داود- يقول:
( يجب على العلماء في هذا الزّمان فصل كُتب السّنن إلى صحيح وضعيف).
العزّ يقول هذا!
العزّ ما عمله؟ العزّ ليس محدّثًا.

والحديث في الفترة الأخيرة، خُذ زمن العثمانيين وانزِل، تجد أنَّ علم الحديث تدهور وأصبح ضعيفًا جدًّا.
أنا سمعت الشّيخ/ عبد الفتاح أبو غُدّة يقول:
كان الخطيب في حلب حين يصعد المنبر يذكر حديثًا، وأحيانًا يكون الحديث طويلًا يقرأ حديثًا من صفحتين وثلاثة وأربعة، وحين يريد أن يُدلِّل أنَّ الحديث الّذي يُسمِعُهُ لمن يسمع خُطبة الجمعة من المصلين، إذا أراد أن يشدّ أزره بأنَّ الحديث له سند، فبعدَ أن يقرأ حديثًا من أربع أو خمس ورقات، يقول الخطيب: أخرجه ابن الجوزي في “الموضوعات”.
طبعًا النّاس غير فاهمين ما “الموضوعات”.
طالب العلم حين يسمعها؛ يقول: هذا الحديث كذب.

في ذاك الزّمان -زمن غربة الحديث- كان حين يقول: أخرجه ابن الجوزي في “الموضوعات” كأنّك تقول: أخرجه مسلم في “الصّحيح”، أو أخرجه البخاري في “الصّحيح”، وما شابه.
فأصبح علم الحديث في تدهور.

والشّيخ الألباني -رحمه الله تعالى- بشهادة القاصي والداني، له جهد عظيم، وله سبق في تدليل الصّحيح والضّعيف عند المثقفين -بعامّة-، وطلبة العلم بكافة تخصصاتهم -بخاصّة-، ولا سيما طلبة علم الحديث.
الشّيخ الألباني بدأ بالصّحيح والضّعيف، وَجَدَ أنّه مُقيَّد بمهلة -يعني: لا بدّ في خلال فترة معينة محدودة أن يُخرج الكتب الأربعة، وصار الوقت يهجم عليه، ولا يستطيع أن يخرج الكتب؛ فاضطر الشّيخ الألباني أن يكتب في الطّبعة الأولى من صحيح سنن النّسائي، كتبَ منهجًا، ومفادُ المنهج الّذي ارتضاه الشّيخ الألباني في كُتبِه قال: الحديث الّذي لم أعزُهُ إلى مصدر من كتبي حُكمي عليه إنمّا هو حُكمٌ على الإسناد لا على الحديث.

وفرقٌ حين تحكُم على الإسناد، قد تقول: الحديث ضعيف بهذا الإسناد، لكن قد تكون له شواهد ومتابعات فيكون حسنًا أو يكون صحيحًا.
أمّا الحديث الّذي عزاه إلى الكتب الّتي خرجه فيها مطولاً، كالسّلسلتين: الصّحيحة، والضّعيفة، وكُتبه الأخرى… فالشّيخ إذا وضع مصدره فهذا حُكْمٌ على الحديث، وأمّا إذا حكم دون ذلك فهو الضعيف.
هذا منهج علمي، وبَرِئت الذمّة، ولا يعرف هذا إلا أهل العلم.

ظهر الكتاب، فصرت أنا وأنت من طلبة العلم نحتاج للكتاب المطبوع.

الشّاهد:
الله يوفقنا -وإيّاكم- صار عندي -الآن- كتاب الشّيخ الألباني الصّحيح والضّعيف، وصار عندي الأصل، أنا -كطالب علم حديث-، أُريد الإسناد، وأي طالب علم يريد الإسناد.
بدأتُ الاقتراح على الشّيخ الألباني، ثمّ على النّاشر/ الشّيخ سعد الراشد -رحمه الله- قلتُ: لماذا لا نضع حُكم الشّيخ الألباني على نشره من أصل السّنن مسندةً؛ والطّلبة يستغنون عن الصّحيح والضّعيف، يُكتب صحيح وضعيف وحُكم الشّيخ الألباني على كلّ حديث.
فالله -عزّ وجلّ- أكرمني بهذا، توليت فقط الإشراف على أحكام الشّيخ الألباني، كنت في الإمارات في ذاك الحين، سافرت إلى الإمارات، فبعض الأخوة المتحمسين من المُحبّين للشّيخ الألباني، رأيته جالسًا متحمّسًا، وغضبان، وأمامه مصادر، وغافل عن الّذي كتبه الشّيخ الألباني في سنن النّسائي.
قال: ماذا هذا الكتاب السيء؟
قلت: أي كتاب؟
قال: السّنن التي طبعتها أنت.
قلت: أين السّوء فيه؟!
أنا ما راجعت أصول الكتاب ولا قابلته مع نسخ، واعتمدت على أصول الشّيخ الألباني.
قال: لا، أقصد بخصوص أحكام الشّيخ الألباني -رحمه الله-.
الشّيخ الألباني -رحمه الله- يُحسّن حديث، وأنت تقول عنه ضعيف.
قلت: تفضّل هات بيان.
يقول: الشّيخ يقول هكذا، قلتُ: صحيح، ولكن هذه غفلة عن منهج الشّيخ الألباني، الشّيخ الألباني لمّا فرغ من السُّنن الأربعة، وكتب إسناد الضّعيف، كتب ضعيف على الإسناد، الشّيخ الألباني لم يتوقّف عن العمل، بقي يعمل.
فصار الحديث الّذي حكم على إسناده بالضّعف -هنا-، هذا حكم على الإسناد، صار هناك حسن، لا توجد مشكلة.
هذا منهج، وهذا منهج للشّيخ الألباني، وهذا ممّا لم يلتفت إليه كثير ممّن قدح في الشّيخ الألباني.
نعرف واحدًا ألفَّ كتاب اسمه: “تناقضات الألباني”، بدأ يدور على المشايخ، ما اكتفى بأهل السّنة، استفاد من رجل مُجرم -نسأل الله له العافية-، مرِضَ مرضًا نفسيًّا خطيرًا، يقولون عنه: عُماني إباضي، له كتاب اسمه: “الطّوفان الجارف”، وردَّ على أهل السّنة، وردَّ على الشّيخ الألباني -رحمه الله- في طليعته، أخذ كلّ كلام هذا الرّجل واستفاد منه في كتاب: “تناقضات الألباني”، والعجيب لمّا طُبع “تناقضات الألباني” كان حين يذكر كلمة الألباني يجعلها بخطّ صغير، يعني: صغّر اسم الشّيخ، إلى آخره، وحشاه من هذا .

كتاب الصّحيح ضعيف، وهناك ضعيف! قلت: يا رجل، لا يوجد تناقض، هذه مناهج وليس تناقض.

حدثني رجل أعرفه من أهل الأردن، ليس من المُحبّين للشّيخ الألباني، لكنّه من الحاذقين العارفين بعلم الحديث، يقول لي: جاءني فلان، يقول لي: ماذا عندك تناقضات للألباني؟ وهو معروف، لا يجلس مجلسًا يتكلّم عن الشّيخ الألباني إلّا حين يُسأل، أو تأتي مسألة يتعرّض للشّيخ، معروفٌ في تعارضه.

قال له: يا فلان، ما شأنك وشأن علم الحديث؟
أهل الحديث يتصارعون فيما بينهم، على حلبة أسود تتصارع، أنت ما دخلك في هذه الحلية، لماذا تدخل بين الأسود؟

تطلع على الحلبة تطيح بنفسك!
قال له: هذا -يعني: الألباني- لا بدّ أن اكشفه للنّاس، ولا بدّ للنّاس أن يعرفونه، إلى آخره… يعرفون ضلاله ويعرفونه، وهذا ليس أهلاً للتّصحيح وليس أهلاً للتّضعيف.

قال: انظر يا فلان، أنا أسألك مئة سؤال، إن شئت تحريرًا، وإن شئت شفويًا، إن أجبت على سؤال؛ أعطيتك ما عندي، سؤال واحد من مائة، وأمّا إذا لم تُجب؛ فأنت لست من أهل الحديث، دع هذا وشأنك.
قال: غضب وأخذ حذاءه وخرج.

فالشّاهد:
الّذين يتكلمون على الشّيخ الألباني -رحمه الله- لا يُميزون بين دقّة الشّيخ في مناهجه، فالشّيخ -رحمه الله تعالى- ظهرت الطّبعة الأولى مُسندة، والطّبعة الأولى غير مسندة من الكتاب.
أمّا غير المسند فالطّبعة هي هي، طبعًا -للأسف- الكتاب يملكه حقّ فلان، لكن لا بدّ الطّبعة الأخرى تتناسب مع تخريجات الشّيخ الألباني، وهذا -للأسف- غير حاصل.

↩ رابط الفتوى:

السّائل: أحسن الله إليكم، كُتُبُكم الّتي خرجت -في مثل ما تفضلتم- السّلسلة الصّحيحة واختصارها، كذلك السّنن، هناك طبعة أولى وطبعة ثانية، ما الفرق بين الأولى والثّانية؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: أي المكتبات ودور والنشر التي تنصحون في كتبها والتي تخرج الكتب وتحققها؟

السؤال:
أي المكتبات ودور والنشر التي تنصحون في كتبها والتي تخرج الكتب وتحققها؟

الجواب:
العبرة ليست في المكتبات ، العبرة بالفرسان، والعبرة بالمحققين والمؤلفين.
 فقد يعرض انسان جيد على مكتبة مغمورة ، فتنشر كتابا وتقول أن هذا الكتاب من مكتبة مغمورة ، وقد يقع العكس يعني رجل ليس بجيد فينشر في مكتبة جيدة.
فالعبرة بالمحققين والمحققون لله الحمد كثر، وهم معروفون والإنسان لما تتكَون فكره عن  تحقيقاته وتأليفاته وكتبه لا تكون عبر يوم ويومين إنما تأتي من خلال زمن طويل ، ولذا انا دائما اقول لأخواني ناصحا صاحب المؤلف الجديد أو المحقق الذي حقق كتابا لا يتعجل فأول الصور ترتسم من خلال أول الكتب فإذا جوّٙد تبقى الصورة جيدة واذا أساء فتكون الصورة سيئة، وإن كانت كتبه اللاحقة أحسن من كتبه السابقة.
وبهذا الصدد أقول الناس أقسام فيما رأينا وفحصنا وجالسنا فإن الناس اقسام :

فقسم هو أحسن من كتبه وعلمه أغزر من تحقيقاته ومؤلفاته وفي هذا الزمان هذا قليل ، لكن يوجد أناس إن جلست معه يدهشك ويشبعك واطلاعه واسع.

قسم كتبه وتحقيقاته أحسن من حاله إن قرأت له تفرح ، لما تجالسه لا تراه مميزا، فلا ترى عنده شيء وهذا صنف معروف من الناس.

وهناك صنف ينفعك بقلمه وينفعك بوعظه ولسانه.

وهناك صنف ازيّٙد من هذا ينفعك بلحظه وسمته وبكلامه وبقلمه.

فالناس اقسام فليس الناس سواء.

فالعبرة ليست بمن الذي ينشر الكتاب و إنما العبرة بالكتاب و بأصول التحقيق واتباع أصول التحقيق. هذا والله اعلم
✍️✍️

والله تعالى أعلم.
 

↩️ الرابط:

السؤال: أي المكتبات ودور والنشر التي تنصحون في كتبها والتي تخرج الكتب وتحققها؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السائل: جزاكم الله خيراً و أحسن الله إليكم ، كتب الحديث التي قد خُرجت من العلماء أو من أهل الاختصاص هل من فائدة من إعادة تخريجها والبحث في رجالها بعد أن ظهرت في السوق وانتشرت؟

السائل: جزاكم الله خيراً و أحسن الله إليكم ، كتب الحديث التي قد خُرجت من العلماء أو من أهل الاختصاص هل من فائدة من إعادة تخريجها والبحث في رجالها بعد أن ظهرت في السوق وانتشرت؟

الشيخ: أكرمك الله أولاً:
شيخنا رحمه الله لقننا وقد سمعت هذه الكلمة منه مراراً وتكراراً بمناسبات عديدة ، كان يقول العلم لا يقبل الجمود ولا الهمود ، العلم لا يقبل الجمود ولا الهمود ، والسؤال الذي تكرر عند كثير من الطلبة خصوصاً لما يفحص مكتبتك ويرى بعض الطبعات للكتاب مكرر كذا مرة ، فأنا في مكتبتي أظن في ١٦ ، ١٧ نسخة من فتح الباري ، فيقول ١٦ طبعة من فتح الباري مش معقول !!
وأظن أن عندي أكثر من عشر نسخ من تفسير ابن جرير الطبري ، وفي خزانة كاملة تفسير ابن كثير والخ ، طيب لماذا كل هذه الكتب؟ لماذا تتكرر؟
كل طبعة لها ميزة ، ولا يغني كتاب عن كتاب ، بل أنا أقول لا تغني طبعة عن طبعة ، وبالتالي الآن نحن نعيش ظاهرة عجيبة ما وجدت في تاريخ المسلمين أبدا ، وهي ظاهرة سهولة الحصول على النسخ الخطية ، اليوم على (الهاردات) يعني أنا أظن وهي أغنى مكتبة في العالم من حيث كمية المخطوطات هي في تركيا ، مخطوطات تركيا أظن عندنا في (الهاردات) ما يزيد عن ٧٥% من المخطوطات على( الهاردات) ، فالآن الكتاب لما يكون حديث خُرج ، ضبط ألفاظ ، ضبط الروايات ، روايات الكتاب ، ضبط زيادات الروات ، الكتب التي تعرضت للرواة و التي لم يعرفها العلماء سابقاً والمخرجون.
شيخنا الألباني رحمه الله طبع مكتبة كبيرة بعده ، وفي كثير من الآحايين ولا سيما في الكتب القديمة كإرواء الغليل ولا سيما في الآثار يقول لم أجده والآن موجود ، الكثير من الرواة الشيخ قال لم أظفر به والآن موجود، فما هو السبب؟ السبب الكتب التي طبعت بعده ، الكتب التي طبعت بعده ، لذا القاعدة المنقوشة والراسخة في قلوب طلبة العلم ، العلم لا يقبل الهمود ولا الجمود ، العلم لا يقبل الجمود ولا يقبل الهمود.
المهم أن تتبع قواعد العلماء في البحث ، أن لا تكون لك طريقة فظة ، ما أكثر هؤلاء الذين يقولون لك فلسطين ستتحرر سنة كذا واليهود بزولوا سنة كذا ، كيف بعمل؟ يعمل بألغاز وأحاجي وطرق ما هي معروفة وهي أشبه بالسحر والشعوذة والدجل والكذب.
لكن إذا بقيت على مهيأ العلماء في الاستنباط وطريقة الاستنباط فنحن بحاجة إلى أن ننظر والعلم لا يقبل الجمود وسبحان الله تعالى فالعالم إذا اجتهد فأصاب فله أجران ، ما هما الأجران؟ أجر الجهد وما بذل من الطاقة أو وسع الطاقة التي عنده ، وأيضاً الصواب ، وإذا ما أصاب فله أجر على ما بذل ، فله أجر على ما بذل.✍️✍️

↩️ الرابط:

السائل: جزاكم الله خيراً و أحسن الله إليكم ، كتب الحديث التي قد خُرجت من العلماء أو من أهل الاختصاص هل من فائدة من إعادة تخريجها والبحث في رجالها بعد أن ظهرت في السوق وانتشرت؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السّؤال: أخٌ يقول: توجد كُتُب ومُجلّدات قيِّمَة ونافِعَة توضع في المساجد مِن قِبَل مُتَبَرِّع -مثلًا-، ولكن للأَسف لا تُقْرَأْ وتَمْتَلِئْ بالغُبار ونَسيجِ العنْكَبوت، هل يجوزُ أخذُها؟

السّؤال:
أخٌ يقول: توجد كُتُب ومُجلّدات قيِّمَة ونافِعَة توضع في المساجد مِن قِبَل مُتَبَرِّع -مثلًا-، ولكن للأَسف لا تُقْرَأْ وتَمْتَلِئْ بالغُبار ونَسيجِ العنْكَبوت، هل يجوزُ أخذُها؟

الجواب:
(لا).
الوقفُ وقفٌ.
أنت انفض الغُبارَ عنها، واقرَأْها وأرشِد النّاسَ إليها.
أنا ممّن رزقني الله -تعالى- حُبّ الكُتُب، ولو أعلَم أنَّ كتابًا في الصين مُفيدًا؛ فسأذهب إلى الصّين وأشتريه.
اشتريتُ بعضَ الكُتُب بعشر دولارات، ودَفَعْتُ عليهِا فوق الخمسينَ دولارًا حتّى وصلَني، فأُحِبُّ الكُتُب حُبًّا جمًّا.

بلَغني من بعض إخواني وأحِبّائي في مسجدِ السّلط القديم كتُب نادرة، ذهبتُ لمسجد السّلط، وليس لي هّم وغايه في ذهابي إلّا أن أنظُر في هذهِ الكُتُب، وفعلًا وجدْتُ في هذهِ المَكتَبَة كُتُبًا نادرةً جِدًّا ومطبوعةً قديمًا.

وأوّل كُتب طُبعت في الأُردن موجودة في السّلط -قديمًا- قرابة سنة (١٨٩٠).
فالكُتُب ما دامت وقفًا؛ يُذاع ويُشاع بين النّاس أنّها وقف، ويأتي النّاس إليها. في كلّ الدُّنيا يوجد مكتبات عامّة، وهذه المكتبات يزورها النّاس من كُلّ مكان.
لا يجوز كلّما رأيت في مسجد كتابًا تأخذه، هذا وقف، والوقف لا يجوز تغييره ولا تبديله.
يوجد كثيرٌ من إخواننا يسأل يقول: أنا أُريد مصحفًا من نوع كبير، وليس موجودًا عندي، فهل يجوز أن آخذه من المسجد؟
لا، ليس لكَ أن تأخُذه.
تعال إلى المسجِد واقرأ من المصحف في المسجِد.
فالوقف يحرُمُ شرعًا الاعتداء عليه.
المكتبات في الدنيا …..إخواننا هذا باب لو أردت أن أخوض فيه وأتكلّم فيه ما أنتهي، سأبقى أتكلّم معكم إلى العِشاء في هذا الباب وما أنتهي، وممّا هو في ذهني عن الكتب .
سألني أخ من المغرب في الدّرس الماضي عن مكتبة( الاسكوريال). (الاسكوريال): دير للنّصارى فيه ألف وكذا مخطوط دون الألف وخمسمائة مخطوط، كل مخطوط في الاسكوريال مكتوب عليه وقفٌ لأمير المُؤمنين زيدان، كان أمير المغرب في الدّولة العلويّة، حاصرته القوات الإسبانية -وهو في البحر-، وكانَ في سفينَةٍ خاصّةٍ به ومعه مكتبته، ما اعتدوا عليه، وهو في البحر أخذوا الألف وخمسمائة مخطوط، وجعلوها في دير الأسكوريال، دير الأسكوريال مكتبة مَلِك واحد، والآن حين تصوّر مخطوطًا من الاسكوريال، كان الأمر متعِبًا جدًّا في فترة مضت، الآن الأمور سهلة.
فالشّاهد -باركَ الله فيك-:
الاعتداء على كُتُبِنا هو سِرّ وجود المخطوطات في أوروبا، أوروبا تتسابق على المخطوطات الموجودة عندَنا.
كتب علمائنا الكبار في أوروبا، ولا سيّما في إسبانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ثمّ أخيرًا في المكتبة الأمريكية في الكونجرس.
احتجت لبعض المخطوطات لعالِم مات من قريب في السّتينيّات، ما وجدتها إلّا في الكونغرس وراسلت الكونغرس، وأرسلوها لي.
فالشّاهد:
أنّ هذهِ المخطوطات، الغربُ أخذها، لكن احتفظَ بها، ويبذلها.
شيخنا الشيخ محمد أبو خبزة -رحمه الله- شيخ تتطوان من المغرب، مات من قريب، من لطائفه: سُئِل: هل الله -جَلّ في عُلاه- سيُحاسِب الكُفّار على أخذِهم المخطوطات من بلاد المسلمين؟
تدرون ماذا كان جوابُه؟
قال: نعم، الله سيُحاسِبهم على المخطوطات الّتي لم يأخذوها؛ لأنّ المخطوطات الّتي لم يأخذوها هلكت وضاعت، أمّا هُم فرمّمّوها وبذلوها لجميع النّاس.
فالله يحفظ دينه.
فما هي طريقة حفظ الله لِدينِهِ؟
هذا الأمر لله -عزّ وجّل-.

فكم استغربت حين زُرت أوزبكستان، أنا وأخي أبي أحمد، ورأينا مصحف عُثمان الّذي عليه دَمُه، المُصحف الأُمّ، المُصحف الأصلي للمسلمين جميعًا، مُصحف عثمان كان في يومٍ من الأيام في مكتبة( لينين) في روسيا، عجيب!!✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: أخٌ يقول: توجد كُتُب ومُجلّدات قيِّمَة ونافِعَة توضع في المساجد مِن قِبَل مُتَبَرِّع -مثلًا-، ولكن للأَسف لا تُقْرَأْ وتَمْتَلِئْ بالغُبار ونَسيجِ العنْكَبوت، هل يجوزُ أخذُها؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: أخ يسأل عن كتاب لابن منذر حكم تارك الصلاة؟

السؤال:
أخ يسأل عن كتاب لابن منذر حكم تارك الصلاة؟

الجواب:
ابن المنذر الإمام الكبير له كتب كثيرة وممدوحة ، وكتبه من أحب الكتب إلى قلبي ، ولكن هذا الكتاب حكم تارك الصلاة لا نعرف له وجوداً والأيام حبالا، ولا ندري ماذا تلد ، كتب ابن المنذر كثيرة ، والذي ظفرنا به من كتبه قليلا والغالب ليس موجوداً ولا حول ولا قوة إلا بالله.✍️✍️

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

٤ – ربيع الأول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخ يسأل عن كتاب لابن منذر حكم تارك الصلاة؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السّؤال : أخٌ يقول: هل يجوز الانتفاع بكِتاب موجود على الإنترنت، ومُحقِّق هذا الكتاب لم يُجَوِّز نَشْرهُ، وقال: لا أُحِّلّ لأحد أن ينشُرهُ؟

السّؤال :
أخٌ يقول: هل يجوز الانتفاع بكِتاب موجود على الإنترنت، ومُحقِّق هذا الكتاب لم يُجَوِّز نَشْرهُ، وقال: لا أُحِّلّ لأحد أن ينشُرهُ؟

الجواب:
في العاده(الكتاب يُدْفَعُ مُقابِل طَبْعُه، واليوم عندما يُطْبَع الكتاب ويُحَمّل بصورة (pdf) على الحاسوب يكسد الكتاب (لا يُباع)، العادة العامّة الدّارجة بينَ النّاشرين والمؤلفين يقولون: اصبِر ثلاث سنوات قبلَ أن يُوضَع على النِّت؛ حتى يعود المال الذي دُفِعَ على طبعِ الكتاب لصاحبِه.

فقولُهُ: (أنا لا أُجَوِّز نَشرهُ على النِّت) هذا القول لهُ وجه.
أنا أسأل:
المقصِد الأصلي من المؤلِّف عندما يُؤّلِّف الكتاب ما هو؟
لِوَجْهِ الله، وخِدمة الدِّين.

لكن كذلك ألاَّ يتضَرَّر (ألاَّ يقعَ بهِ ضرر).
لكن رجل يمنع نشرَ كُتُبهِ من أجل الدُّنيا خالِصةً، أخشى أن يلحق هذا بالإمام والمؤذن الذين يقومان بالإمامة والتأذين من أجل المال.
لكن إن أرادَ أن يَرْفَعَ الضّرر عن نفسه فترةً من الزَّمن فلهُ ذلِك.
هل حقّ التَّأليف حقّ شرعي؟
نعم، حقّ شرعي.

ولكن الأصل في التّأليف أن يكون لله -تعالى-، وألّا يكون من أجل حُطام الدُّنيا .

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٤ – ربيع الاول – ١٤٤٤هـ
٣٠ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال : أخٌ يقول: هل يجوز الانتفاع بكِتاب موجود على الإنترنت، ومُحقِّق هذا الكتاب لم يُجَوِّز نَشْرهُ، وقال: لا أُحِّلّ لأحد أن ينشُرهُ؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السّؤال: أخٌ يسأل عن كتاب “الفقه الأكبر”.

السّؤال:
أخٌ يسأل عن كتاب “الفقه الأكبر”.

الجواب:

هذا الكتاب مطبوعٌ ومنسوبٌ للإمام: محمد بن إدريس الشّافعي، ويوجد كتاب “الفقه الأكبر” منسوب للإمام: أبي حنيفة النّعمان -رحمهما الله-.

والصّواب أنّ هذا الكتاب لم يصحّ للشّافعي، ولم يصحّ لأبي حنيفة.

كتاب الشّافعي طُبع في العراق، ثمّ طبع ضميمة، وزعته مجلّة الأزهر في ستٍ وسبعين صفحة، وطبع سنة ١٤٠٦ هـ.

قرأتُ الكتاب بعد هذا السّؤال، بحثت عن الكتاب، فصاحبه أشعريّ صوفيّ، وذكرَ فيه مسائل، وتاريخُ هذهِ المسائل لم تكن في زمن الإمام الشّافعي.

بل إنّ الباحثين المطلعين، وكان اطلاعهم واسعًا، حصلت فتنة بين العلماء في تفضيل إبراهيم -عليه السّلام- على محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- أيهما أفضل..

هذه المسألة مذكورة في الكتاب، وهذه المسألة ما ظهرت إلّا في القرن العاشر للهجرة.

فالكتاب ليس للّشافعي، بل في الكتاب -نفسه- كثيرًا ما يقول: قال: قال بعض أصحابنا -يعني: قال بعض الشّافعية-، فالكتاب ليس للشّافعي -أصلًا-، بل وجدتُ في “كشف الظّنون” يقول حاجي خليفة:
(في نسبة هذا الكتاب إلى الشّافعي شكّ، والظّنّ الغالب أنّه من تأليف بعض العلماء المتأخرين)
.
فنسبةُ كتاب “الفقه الأكبر” للشّافعي نسبةٌ دخيلة، وليست بصحيحة.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السّؤال: أخٌ يسأل عن كتاب “الفقه الأكبر”.

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: ما هي احسن الطبعات لشرح صحيح مسلم للإمام النووي؟!

السؤال:
ما هي احسن الطبعات لشرح صحيح مسلم للإمام النووي؟!

الجواب:
طبعات شرح الامام النووي كثيرة لعله في مكتبتي 20 طبعة من شرح الامام النووي على صحيح مسلم، أحسنها التي ظهرت أخيراً بتحقيق أخينا الشيخ مازن السرساوي خدم الكتاب خدمة حسنة، والعبد الضعيف قدمتُ له، والطبعة التي أقرأ منها طبعة قرطبة وجدت فيها أخطاء، وبعض الطبعات فيها أخطاء كثيرة ومن أردئ طبعات شرح الإمام النووي طبعة دار الكتب العلمية فبعض الأبواب كلها غير موجودة، السقط ليس حديثًا أو حديثين السقط يكون بابًا كاملًا غير موجود للأسف.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م

↩ رابط الفتوى:

السؤال: ما هي احسن الطبعات لشرح صحيح مسلم للإمام النووي؟!

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor