السؤال الحادي والعشرون:
هل المتوقع كالحادث قاعدة فقهية وإن كانت كذلك فهل يجوز تطبيقها في مسألة الجمع وخصوصاً عندما لا يكون الجو مستقراً؟
الجواب
لا،هذا ليس صحيحاً.
العلماء يقولون: المتوقع كالواقع
و المتوقع كالواقع غالبُ تطبيقاته فيما جرى في سنة الله تعالى وليست في الأشياء المتوقعة.
مثال امرأة حملت وحملها أيام: يومان،ثلاثة أيام، أربعة أيام وتسأل هل يجوز أن أنزل؟
نقول لها: المتوقع كالواقع، لو تركتِ الحملَ فهذا الحمل الذي عمره أسبوع لو تركتيه سيصبح فيه روح، فالعلماء يقولون : المتوقع كالواقع فلا يجوز لها أن تنزل من دون سبب ، ولو أنزلت فعليها وزر لكن وزرها ليس بمقدار وزر التي أسقطت بعد نفخ الروح، فالتي أسقطت بعد نفخ الروح وزرها أكبر.
أما أنت الآن إمامٌ وقتَ الجمع بين الصلاتين وأنت تشك هل يوجد عذر للجمع أم لا، فالأصل أن تستصحب ماذا؟
الأصل أن تستصحب عدم العذر.
هل يلزم للجمع بين الصلاتين أن يكون المطر نازلاً؟
لا.
بعض الأيام مثل الليالي هذه الأيام تجد هناك برد شديد ويجوز لك أن تجمع بدون نزول المطر.
لكن الجو جيد ودافئ والناس يقولون بإذن الله سيكون هناك منخفض ومطر فأنا سأجمع المغرب لأنه سيكون منخفضٌ وقتَ العشاء، نقول له: لا، لا تقل المتوقع كالواقع .
فهذه قاعدة فرعية مذكورة عند العلماء ولها تطبيقات جزئية أما أن تجعلها أصل وتقضي على الصلاة بها فهذا ليس صحيحا.
ولذا نحن دائماً نقول لإخواننا ونذكرهم بأن الجمع بين الظهر والعصر ينبغي أن نشدد فيه أكثر من جمعك بين المغرب والعشاء.
لأن المدة بين الظهر والعصر طويلة، يعني من الظهر إلى العصر أطول من المغرب إلى العشاء.
وأغلب الأحوال التي يكون فيها الإمام شاكاً يكون في الجمع بين الظهر والعصر أكثرَ من الجمع بين المغرب والعشاء.
فإذا وجد العذر للجمع بين الظهر والعصر فاجمع وإذا لم يوجد العذر فليس لك أن تجمع.
السؤال الثاني والعشرون:
زميلٌ لي يقوم باستعمال جهاز الحاسوب الخاص بالمدرسة لإنجاز بعض الأعمال الخاصة به ، وفي بعض الأحيان يقوم باستعمال جهازه الشخصي لإنجاز بعض الأعمال المدرسية مع أنه غير ملزم باستخدام جهازه الشخصي فما حكم ذلك؟
الجواب:
إذا كانت فلتةً وأمرًا يسيرا وأعرافُ الناس تتسامح فيه والباعث على هذا ليس غرض الطمع بالمدرسة وما شابه فلا حرج، مثل أن تكتب رقم هاتف خاص بك بقلم المؤسسة أو بقلم المدرسة وأنت تستخدم هذه الأشياء بموافقة الشركة، ولكن في حال، هذا الأمر الذي يتساهل به في أعراف الناس أمر معفوٌ عنه، وأما أن يكون هنالك طمع فهذا هو الممنوع، والورع أن لا تستخدم شيئاً إلا لصالح الجهة التي تعمل فيها، هذا هو الورع.
أما الشيء اليسير الذي يتساهل فيه فهذا أمره واسع ولله الحمد والمنة لا حرج فيه.
السؤال التاسع عشر :
هل من السنة أن يقول الإمام الصلاة على الجنازة بعد صلاة السنة؟
الجواب :
لا، لكن هل يباح له ذلك؟
يباح له ذلك، يعني هذا الأمر متروك للناس.
هل من السنة الإمام لما يصلي على الجنازة يقول : صلاة الجنازة أربع تكبيرات، تقرأ في التكبيرة الأولى والثانية كذا وكذا… ؟ لا.
لكن هل له أن يقول ذلك؟ له أن يقول ذلك.
لكن لو إنسان صلى صلاة الجنازة وخلفه طلبة علم، لا داعي لهذا القول، يعني ليس هو من السنة.
لكن إذا دعت حاجة يقول: الصلاة بعد السنة، أو دعت حاجة أن يعلم الناس، أو يرى أن بعض الناس قد يدخل المسجد مع الميت ولا يعرف المسجد قبل ذلك، وجاء فقط هو هكذا، فيريد أن يعلمهم فهذا أمر مسكوت عنه بالشرع، وتقديره للإمام.
أحد الحضور: شيخنا جزاكم الله خيرا وعظ الناس على الجنازة؟
الوعظ أيضا إذا رأى الإمام ذلك، وهناك حضور قلوب الناس فابتهلها فرصة، بأن يقرب الناس من الله عز وجل له ذلك.
والوعظ على القبور النبي – صلى الله عليه وسلم- فعله في مرات قليلة جدًا، فالموعظة عند القبر إن قدر الإنسان حاجتها فلا بأس، ولا سيما إن ترتب على الوعظ عند القبر إماتة بدعة كانت معروفة عند الآباء وهي (بدعة التلقين): والله يافلان راح يأتيك منكر ونكير وبعض الناس يلقن الميت : يا فلان بن فلانة، سيأتيك منكر ونكير وسيسألونك من ربك؟ فقل ربي الله.
هذا ليس بشرعي، فإن رأى طالب علم بأن يقضي على هذه البدعة بأن يعظ الناس، وأن يذكرهم بالله – عز وجل- فلا حرج في ذلك، وهذا الفعل فعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
✍?✍?
السؤال الثامن عشر: هل يجوز التسوك بمِسواك أثناء درس العلم؟
الجواب : النبي ﷺ في محضر من أصحابه استاكَ.
ولذا الإمام النووي لما شرح هذا الباب و قد مر بنا هذا في (شرح صحيح مسلم) قال: إظهار السواك في مجالس الناس ليس من خوارم المروءة.
أما رجل ينشغل بالسواك و يترك العلم فهذا خطأ.
أما إذا شعرت أنك تحتاج إلى السواك فلك أن تستاك.
السؤال السابع عشر:
شخص أُغرق بالمعاصي، كلما تابَ رجع لذنبِه، ولم يستشعر طعمَ الطاعة منذ سنوات، ويشعرُ أنه يمرض مرضاً شديداً، حتى دروس العلم امتنع عنها، فإذا أتى وقاومَ فكأنما هنالك غشاء على عقله، لا يستوعب شيئاً، وكلما همّ بحفظِ القرآن يشعرُ أن ذنبَه يزيد، ولا يدري ماذا يفعل، وهو يغرق بالتفكير لا إرادياً بشهوات الدنيا، وحاول البحث عن صُحبة صالحة لكنه لم يجد، والسائل فتاة.
الجواب:
أولاً، أسأل الله عزّ وجل أن يشرح صدرها للطاعة والعبادة، وأن يُبعدَ عنها رفاق السوء، وأن يُبعدَ عنها حديث النفس السيء، الله يقول: “إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ” [(53)يوسف] ،
فالواجب على الإنسان أن يقاومَ نفسَه، فالله يقول: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” [(69)العنكبوت]
فالواجبُ عليها أن تُحسِن، وليعلم العبدُ أن الحسنةَ تجرُّ حسنة، وأن السيئةَ تجرُّ سيئة،
وكان بعضُ التابعين يقول: إني لأفعلُ الطاعةَ طمعاً في أختِها التي هي أكبرُ منها، وإني لأتركُ المعصيةَ خوفاً من أُختها التي هي أكبرُ منها.
فلا تغترّ بالمعصية، فالمعصيةُ لها أُخت، والطاعة لها أُخت، فهذه الواجبُ عليها أن تبتعد عن المعاصي، وأن تعرفَ سبب هذه المعاصي، النفس ضعيفة، والإنسان ضعيف، والشيطان ضعيف، قال الله عزّ وجل: “إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا”، وقال الله تعالى: “وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا” [(28)النساء]
فالذي يلجأ إلى الله ويستنجدُ به؛ فإن الله عزّ وجل ينصرُهُ على عدوّه، فالواجبُ عليها أن تقوي همَّتها، وأن تتقي الله ربها، وأن تحفظ الله عزّ وجل في الغيب.
والله تعالى أعلم.
الجواب:
أجمع أهل العلم أن الحاج الأحب عند الله أن يُفطر فيه وأن لا يصوم، مع أن غير الحاج يكون صيام تاسوعاء( وهو يوم عرفة ) محبوب إلى الله عز وجل .
و النبي ﷺ لما حج حجة الوداع وقع خلاف بين الأصحاب، هل النبي ﷺ صائماً أم مُفطراً، وسمعت هذا صحابية جليلة اسمها أم الفضل -أم الفضل امرأة عاقلة- فلما وقع خلاف بين الصحابة هل النبي صلى الله عليه وسلم مفطراً أم صائماً، والنبي ﷺ جالساً على ناقته في الحر فأخذت كوباً من ماء قد شِيب بلبن (امتزج بلبن)، فسكبته وأرسلته للنبي ﷺ، فشرِب النبي ﷺ أمام الناس، أي قطعت الخلاف بهذا الصنيع، وهذا صنيع العُقلاء.
ففي البخاري من حديث ام الفضل “أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم : هو صائم، وقال بعضهم : ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره، فشربه .
الراوي:أم الفضل لبابة بنت الحارث المحدث: البخاري -المصدر:صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم:1988
فاختلف أهل العلم : منهم من كرّه صيام الحاج، ومنهم من حرّم.
ومن حرّم اعتمد على حديث أخرجه أحمد في المسند
16743 حدثنا عبد الرحمن، حدثنا موسى يعني ابن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن يوم النحر ويوم عرفة وأيام التشريق هن عيدنا أهل الإسلام وهن أيام أكل وشرب.
والحديث عند ابي داود (عن عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ ، قالَ: قالَ رسولُ الله ﷺ : «يَوْمُ عَرَفَةَ ويَوْمُ النَحْرِ وأيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإسْلاَمِ، وهِيَ أيامُ أكْلٍ وشُرْبٍ» ) .
أخرجه أبو داود (٢٤١٩) وصححه الشيخ الالباني.
الحاج يبدأ عيده من أي يوم؟
من عرفة.
قال : عرفة، ويوم النحر و أيام القَرْ، فالنبي ﷺ قال “عيدُنا أهل الإسلام”
نحن المسلمون الحجيج يبدأ عيدُنا يوم عرفة.
فمن اعتمد على هذا الحديث رأى أن الحاج يحرُم عليه صيام عرفة.
السؤال الثالث عشر : حديث النبي ﷺ: ” مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” ما المقصود بالخيلاء فهل إن جر ثوبه بغير خيلاء جائز؟
الجواب:
والله مسألة مهمة.
والناس يفهمون المسألة للأسف على وجه مخطئ.
النبي ﷺ بين أن الذي يجر ثوبه خيلاء فقال النبي ﷺ في هذا الذي يجر ثوبه بخيلاء،
عند البخاري (5791) : ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مَخِيلَةً : لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
وعند مسلم ( 2085): (مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا الْمَخِيلَةَ : فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ” أخرجه مسلم (106).
هذه عقوبة غير عقوبة من جر خيلاء، هذه عقوبة وهذه عقوبة.
فدل هذا على أن ما تحت الكعب حرام لأن النبي ﷺ فرق بين الذي جر خيلاء والذي جر بغير خيلاء ،مع انتباه شديد جدا أن الذي يقع في الخيلاء يقع فيه وهو لا يشعر وأن الإنسان قد يبدأ بجر الإزار غير خيلاء فيصبح يجره خيلاء وهو لا يشعر.
وقد ثبت في سنن أبي داود حديث أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (َإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ) ، رواه أبو داود (4084) وصححه الألباني في “السلسلة الصحيحة” (770).
كل مسبل عنده خيلاء شاء من شاء وأبى من أبى لكلام النبي ﷺ.
لكن الباعث الذي يجعلك تجر إزارك خيلاء فإن فعلت هذا وأنت تريده فهذا لك عليه عند الله ثلاث عقوبات، وأما إن كنت لا تريده فهو في النار هذا شيء وهذا شيء .
فالأمران يدلان على الحرمة وعلى المنع.
لو واحد يقول أبو بكر رضي الله تعالى عنه كان يجر ثوبه خيلاء؟ معاذ الله ما كان هكذا أبو بكر، أبو بكر رضي الله تعالى عنه كان إزاره يسترخي لأنه رجل نحيف يعني أبو بكر رضي الله تعالى عنه من شدة نحافته كان إذا لبس سروالا فالسروال ينزل فخاف أبو بكر رضي الله تعالى عنه أن يكون قد جر ثوبه خيلاء فسأل النبي ﷺ فقال النبي ﷺ ” لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ “.
فهل أنت مباشرة تشبه نفسك بأبي بكر!!!.
أبو بكر رضي الله تعالى عنه لم يجر إزاره خيلاء.
أبو بكر رضي الله تعالى عنه كان ثوبه يسترخي لأنه غير سمين.
فالرجل منا اليوم يجر ثوبه خيلاء ويقول لك أنا مثل أبو بكر والنبي عليه السلام قال لأبي بكر ،” لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ ” وهذا مشهور جدا عند الناس اليوم.
فالذي جاز لأبي بكر لا يجوز لك.
من أبو بكر رضي الله عنه ومن أنت؟ مع أن أبا بكر رضي الله عنه ما كان يجر ثوبه أصلا.
عمر رضي الله عنه ، في صحيح البخاري في مرض وفاته لما طُعن وهو في النزع رأى شابا إزاره تحت كعبيه فقال عمر له : يَا بْنَ أَخِي، ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَتْقَى لِرَبِّكَ وَأَنْقَى لِثَوْبِكَ “رواه البخاري برقم 3700.
هذا عمر وهو في النزع وهذا في البخاري.
فنحن مأمورون أن لا نجر الثوب لا خيلاء ولا غير خيلاء لأنه لو جررنا غير خيلاء فيُفضي بنا الأمر إلى أن نجره خيلاء. والخيلاء هو الذي لا ينتفع بالموعظة.
لماذا الناس تسمع كلاما كثيرا ولا تتجاوب؟ !!
سؤال يحتاج إلى جواب.
سؤال من أحد الحضور: البنطال الذي يكون تحت الكعب؟
النبي ﷺ قال : مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ ولا أستطيع أن أقول شيئا غير ما قال النبي ﷺ، النبي ﷺ يتكلم معنا بكلام عربي واضح جلي ما يحتاج الواحد أن يسأل ، فالكلام واضح جدا “مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ ” فماذا نقول خلاف هذا ؟.
نحن الآن ما نلبس فوق الكعبين ننظر للأوربيين يعملون موديل نعمل مثلهم، لما يلبسوا فوق الكعبين نحن نلبس مثلهم ،وهو موجود للنساء وللأسف الكبير.
السؤال الخامس عشر: هل يجوز المسح على الشماغ والغترة قياسا على العمامة؟
الجواب: لا.
العمامة كانت تثبت على الرؤوس و كانوا يجاهدون وهم يلبسون العمامة، وأما الغترة (الحطة التي نسميها اليوم) فهي غير ثابتة على الرؤوس
و بالتالي لا يجوز المسح عليها.