إذا وُضِعَ الرمش من الخارج فهذا وصل محرم، أما إذا وجدت أشياء تقوي الرموش، والرمش موجود، وليس هو تركيب، فهذا أمر لا حرج فيه.
العدسات اللاصقة؛ هل هي مثل الرموش، أم هي أمر معفو عنه؟
أولًا: يقولون عن العدسات اللاصقة أنَّ فيها ضرر قد يصل إلى العمى.
وبعض الناس -نسأل الله العافية- تجد المرأة تعمل العدسة اللاصقة بلون الثوب الذي ترتديه، وهذا الأمر ليس بحسن، والمرأة ليس عندها وقت أو انشغال بهذا الأمر، الذي أميل إليه أن العدسات اللاصقة شيء خارجي، ما لم تكن علاجاً فالأصل فيها المنع ، والمعاصرون في زماننا يتوسعون.
وما الفرق بين وصل الشعر، ووصل الرمش، ووصل العدسات اللاصقة ؟
كلها من باب واحد؛ فإذا كانت هي شيئًا موجودًا، وأنت تبرز هذا الشيء الموجود، فلا حرج فيه.
وأما إن أدخلته على الأصل، فهذا الإدخال الأصل فيه المنع، ولا يجوز إلا للتطبب.
السؤال الخامس عشر : أَسقطتْ جنينها وعمره شهر ونصف، هل حُكمها حُكم النفاس؟
الجواب: ليست العبرة بإسقاط الجنين و عمره شهر ونصف، العبرة بالذي نزل.
يعني قد يموت خلال أسبوع أو أسبوعين ثم ينزل، فإذا نزل قطعة لحم أو دمًا فهي ليست نفساء، وأما إذا قطعة لحم مُخلَّقة لها أطراف فهذه نفساء.
فالعبرة بالذي ينزل، فإذا كان قطعة دم مُخلَّقة لها رأس وأطراف؛ فحينئذ هي نفساء.
بعض الناس خلال فترة قصيرة، يكون الحمل خلال أيام قليلة جدًا، فتُسقِط فتنظر ما تجد شيئًا، فهذه ليست نفساء ،
وهذا يُسمى دم نزيف ( دم الاستحاضة) كما ثبت عندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.
السؤال الرابع عشر: هل لي أن أصلي على الجنازة بعد شهر من دفنها؟
الجواب: لا حرج.
يعني أنت مثلًا جئت من بلد، كنت في سفر.
قلت: أين فلان؟
قالوا: مات.
فهل لك أن تذهب إلى الصلاة عليه؟
لا حرج، ما لم يَرِمَّ الإنسان، فلك أن تصلي عليه.
إلا النبي- صلى اللّٰه عليه وسلم – فليس لأحد أن يصلي على النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، والنبي عليه السلام حيٌّ في قبره، والأنبياء أحياء في قبورهم يصلون.
أما إذا الإنسان ما رَمَّ،والمدة التي يرم فيها الميت تختلف من مكان إلى مكان، يعني إن مكث شهرًا في بلادنا ما يَرمُّ، ولا شهرين، ولا سنة، ما يَرمُّ الإنسان، فتدركه ولك أن تصلي عليه، فقد ثبت في عدة أحاديث أن النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- صلى على من لم يخبروه أنهم دفنوه.
هل قَال النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- الذكر الذي بعد الفجر والمغرب *(( لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير))* عشر مرات، وهو ثانٍ رجليه، هل يدخل في هذا الإمام والمأموم، أم هو للمأموم؟
الجواب:
هذا في الإمام والمأموم.
النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- لما كان يصلي ويبقى جالسا حتى يقول: (( لا إله إلى اللّٰه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير )) عشرًا، كان إمامًا أم مأمومًا؟
كان إمامًا.
فهذا الذكر هو أصالة في الإمام، ثم يتبع المأمومون الإمامَ.
أصلًا الذكر وارد في الإمام، والمأمومون يتبعون الإمام.
والله تعالى أعلم.
مداخلة: ما حكم انصراف المأموم قبل أن يتم الإمام العشر ؟
الجواب:
الأصل في المأموم أن لا ينصرف إلا إذا انصرف الإمام، وانصراف الإمام بأن يتحول، يعني: ليس انصراف الإمام أن يخرج من المسجد، فإذا الإمام انصرف -تحول عن القبلة- فيجوز للمأموم أن يخرج.
لماذا؟
لأن النساء كُنَّ يصلين في زمن النبي -صلى اللّٰه عليه وسلم- خلف الصفوف.
كيف المرأة تصلي؟
تصلي في الخلف، المرأة التي تأتي متأخرة تصلي أمامها، والتي تأتي متأخرة تصلي أمامها.
ولذا جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا.
(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ)الحجر 24.
كانت لما كان بعض الناس يتأخر عن الصف الأول حتى يدرك النساء .
فالشاهد أن الإمام يمكث قليلًا، يستغفر ثلاثًا، ثم يقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والاكرام )، حتى المرأة التي تتعجل، تتعجل في الانصراف، ثم الامام يتحول.
كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا سلَّمَ، قام النساءُ حين يَقضي تسليمَه، ويَمكُثُ هو في مَقامِه يسيرًا قبل أن يقومَ . قال: نرَى – واللهُ أعلمُ – أن ذلك كان لكي ينصَرِفَ النساءُ، قبل أن يُدرِكَهنَّ أحدٌ من الرجالِ .
البخاري (٢٥٦ هـ)، صحيح البخاري ٨٧٠
(قوله: نرى – والله أعلم – أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال.
قاله الزهري ظنا منه رحمه الله . انظر تمام المنة للشيخ الالباني ص ٢٨٠-٢٨١)
رأيت كلامًا للزهري وغيره: أن الإمام إذا كان جاهًلا فلك أن تفارقه وتخرج، أما إذا كان الإمام من أهل السنة؛ فالأصل ألا تفارقه إلا بعد أن يمكث في مكانه يسيرا فيقول: (أستغفر الله) ثلاثًا اللهم انت السلام …، ثم ينحرف .
ووقع خلاف شديد بين أهل العلم؛ هل الإنحراف يكون عن اليمين أم عن الشمال؟
والراجح أنه لا فرق، له أن ينحرف عن اليمين، وله أن ينحرف عن الشمال، لا حرج في ذلك، فإذا انحرف الإمام فإنك حينئذ تخرج.
هل تُجزئ قراءة الإمام للفاتحة في الصلاة الجهرية عن المأموم؟
الجواب :
هذه مسألة قلنا فيها كثيرًا.
جماهير أهل العلم يقولون: إن قرأ سكتنا، وإن سكت قرأنا.
فقراءة الإمام في الجهرية هذه تجزئ، وهذا مذهب إمامين من الأئمة، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وشيخنا الألباني -رحمهم الله جميعًا-.
ومنهم من يقول أن الفاتحة واجبة على كل مسلم، *والقلب يميل لهذا*، وهذا ما ذهب الذي إليه أهل الحديث، وهذا الذي نصره الإمام البخاري -رحمه الله- في كتابه “القراءة خلف الإمام”.
السؤال العاشر: لقد سمعت تأصيلاً فقهياً في مسألة الوضوء يقول: إذا شك المرء هل انتقض وضوؤه أم لا فإنه يبقى على الأصل أي أنه متوضئ، أما إذا شك هل هو متوضئٌ أم لا فيبني على عدم الوضوء ويتوضأ، فهل هذا التأصيل صحيح، وإذا كان كذلك فهل هناك دليل؟
الجواب: نعم هذا التأصيل صحيح.
أنا الآن أذكر أنني على وضوء فلا أتزحزح عن اليقين فأنا على وضوء.
أما لو أنني متيقن أنني على غير وضوء، فآخر شيءٍ أذكره – أجلَكم الله – أني دخلت الحمام ثم بعد ذلك بقيت في شك فماذا أفعل؟
استصحب اليقين أنني غير متوضء، فسواء كنت متوضئاً أو لست بمتوضئ أستصحب اليقين وأُبعدُ الشك وأبقى على ما أنا عليه.
ولذا الإنسان إذا كان في صلاته فالنبي- صلى الله عليه وسلم- يخبر أنه ما لم يسمع صوتاً أو يجد ريحاً فليبق في صلاته ولا يتزحزح عنها.
السؤال التاسع: ما حكم أن تطلب المرأة العلم الشرعي وزوجها غير موافق والسبب أنها يمكن أن تقصر في حقه وفي حق بيتها وأولادها؟
الجواب: هذا الزوج تفكيره ليس تفكيراً صحيحاً.
يقول لها -يا بنت الحلال- إذا أردت أن تطلبي العلم اطلبيه دون أن تقصري في حق الزوج.
وما أدراه لو أنها طلبت العلم لحسنت خدمتها له وحسنت خدمتها لبيتها وحسنت خدمتها لأولادها.
أولاً: هذه المرأة أمام نوعين من الطلب.
نوع فرض عين عليها قَبِل زوجها أو لم يقبل كأنه ما له وجود، أن تعرف أحكام الحيض وأحكام الاستحاضة وأحكام اللباس والأحكام التي تلزمها في يومها وليلتها وكلٌ أدرى بأحكامه التي تلزمه في يومه وليلته، فهذا أمرٌ ليس واجباً أن يستأذن الولد والده فيها، كيف يتعلم الطهارة وكيف يتعلم الصلاة هذا أمرٌ فوق إذن الوالد وفوق إذن الزوج.
أما المسائل العلمية الزائدة فهذه تحتاج لإذن الوالد وتحتاج لإذن الزوج.
والعلم ما كان إلا رحمة، يارب علمنا واجعلنا رحمةً لأمتنا، نحتاج أن نتعلم ونحتاج أن نرحم الأمة وأن نحسن إليها وأن نشفق عليها.
فهذا الرجل يقول تعلمي- يا بنت الحلال- العلم ولا تقصري في حقي ولا تقصري في حق الأولاد، وإلا فما هو حق الأولاد وهي لا تعرف شيئاً ولا تعلم شيئاً.
فالخير له في دينه ودنياه أن تتعلم أحكام الله عز وجل.
السؤال السابع : نريد شرحا يسيرا حول حديث القدم بالقدم وهل هو في حالة الرّكوع؟
الجواب: يكون
القدم بالقدم في الصلاة في القيام والركوع.
المسلم يفتح قدميه على مقدار منكبيه ما يفتح شيئا زائدا، وإذا كُنت عن يسار الإمام فإنك تنظر عن يمينك، وإذا كنت عن يمينيه فتنظر عن يسارك ، لتسد الفرجة ويستقيم الصف وتفتح رجليك بمقدار منكبيك، والرجلان مستقيمتان والأكتاف مستقيمة والآخر يكون هكذا والذي بجانبه وهكذا.
فمساواة الصف أمرها سهل.
ومساواة الصف واجب فالنبي ﷺ يقول ((عن النعمان بن بشير: كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يسوِّي صفوفَنا حتَّى كأنَّما يسوِّي بِها القداحَ حتَّى رأى أنَّا قد عقَلنا عنْهُ ثمَّ خرجَ يومًا فقالَ: عبادَ اللَّهِ لتسوُّنَّ صفوفَكم أو ليخالفَنَّ اللَّهُ بينَ وجوهِكُم، وفي روايةٍ: قلوبِكُم. الألباني (١٤٢٠ هـ)، جلباب المرأة ٢١٠ • أخرجه مسلم والرواية الأخرى بسند صحيح • أخرجه البخاري (٧١٧) مختصراً، ومسلم (٤٣٦) باختلاف يسير )).
فالتسوية واجبة.
تخيل اليوم وهذا حقيقة يقع كثيرا ويقع في قلبي هاجس أو معنى، فصف مستقيم ، واحد خرج عن الصف و الذي بعده خرج عن الصف.
استقامتك في الصف إشارة إلى شأنك في حياتك إذا واحد خالف تقول له صوّب صفك و إلا مع الناس إذا واحد خالف وأنت مشيت معه على المخالفة فهذا من أردأ الأفعال، يعني أن تتابع الناس كما كانوا .
أنت بمُساواتك للصف المطلوب منك أن تنظر عن يسارك أو عن يمينك، وأن تقوّم صفك وأن تقوّم من لم يقوّم صفه أيضاً، وهذا منهجك في حياتك كلها.
اليوم واحد يبعد عن الصف الكل يبعد عن الصف واحد يخرج عن الصواب الكل يتبعه للأسف، فالصواب أنت تقف قدميك مفتوحتين على كتفيك والقدم اليمين هكذا واليسار هكذا والآخر يقف بجانبك وهكذا فالأمر ليس أمراً صعبا.
والله تعالى أعلم.
أحد الحضور :- التركيز على هذه المسأله مهم لو سمحت لي شيخنا نلاحظ هذه الآفة عند طلبة العلم يعني إخواننا طلبة العلم لا يحافظون على تسوية الصفوف وهم أحرى الناس بتسوية الصفوف.
الشيخ : ليس هذا فقط، هذه واحدة من الأشياء، ورحم الله شيخنا الألباني رحمه الله وكان دائما حريصا على هذا وكان شديدا ولم أره صلى صلاة إلا وقد نبه من بجانبه.
يعني أذكر لكم أمثلة.
في مرض وفاته قال أنا أُريد أن أخرج معكم فقط وأرتاح يعني ما أريد أتعب في الكلام فرأى الناس يصلون وقد جاء هو مصليا فلما رأى الناس يصلون صلاة عوجاء ما أنزل الله بها من سلطان وهم طلبة علم، فالشيخ رحمه الله تعالى ما سكت وتكلّم كلمة بديعة جدا وكانت وصية مودع وهو يذكّرهم بضرورة التزام السنة النبوية.
اليوم في صلاة الفجر النبي ﷺ يقول في الحديث ((عن أبي هريرة:إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا، فإنه من وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه. وقال ابنُ شهابٍ: وكان الرسولُ ﷺ يقولُ: آمين. أخرجه البخاري (٧٨٠)، ومسلم (٤١٠) • ))
ما أحد يُؤمَّنَ مع أن الظاهر من قوله إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا واجب الظاهر الوجوب ،ما أحد يؤمَّنَ، واذا أمَّنَا فقل من يُتقن التأمين وأن الإمام يسبق ثم أنت تتبع ، ما رأيت الشيخ يصلي إلا و ينبه من بجانبه على أخطائه فرجل بجانب الشيخ رفع يديه قليلا مع التكبير فقال له الشيخ ما هذا ؟!
ثم قال له ترفع يديك هكذا واشار الى محاذاة الكتفين او بحاذاة الاذنين ،فأسأل الله جل في عُلاه أن يوفقنا وأن يجعلنا من الحريصين والمتّبعين لسنه النبي ﷺ .
أحد الحضور :- في بعض الصفوف تكون فرجة ضيقة، فيأتي بعض المصلين الحريصين على الأجر فيدخل في هذه الفرجة الضيقة، ويُضيّق على الآخرين.
الشيخ :- أنا أرى أن بين كل ثلاثة يستطيع واحد أن يقف في هذا الزمن، وبعض الناس فاتح رجليه جدا و هذا غريب يعني أنت لمّا الآن يكون في فرجة ماذا تعمل؟ هل تفتح رجليك؟ لا ، تضم حالك على الذي بجانبك و الذي بجانبك كذلك يتقرب منك ثم تُجمع الفُرج تجمعها فلعلك تجد مكان لثلاثة في أطراف الصف من هاهنا أو هاهنا .