*السؤال الخامس: حديث أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يد غلمة أو أغيلمة من قريش هل هو صحيح ونرجوا التوضيح؟*
الجواب: الحديث في كتاب الفتن في صحيح البخاري وهو صحيح
قال أبو هريرة: سمعت الصادق المصدوق يقول: ((هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش)) فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة، فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول: بني فلان وبني فلان لفعلت، فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم قلنا: أنت أعلم.
وهذا استدل به بعض العلماء على حرمة الخروج على الحكام.
أخبرنا النبي أن الهلاك على أيديهم وما أخبرنا بالخروج عليهم.
والحديث عند الشراح محمول على أن هذا أمر حق وأنه وقع في أزمنة متعددة ومثل هذه الأحاديث لا يجوز أن نسقطها على حادثة واحدة وإنما تكون الحوادث متجددة والله تعالى أعلم.
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 15 افرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1832/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
*السؤال الرابع: أخت تسأل فتقول : هل جائز لنا أن نقول في رواية الأحاديث ( ابن مسعود عليه السلام ) و (أبو هريرة عليه السلام ) و ( عائشة عليها السلام )؟
الجواب :السؤال ملغوم؟
يريد أن يقول هل يجوز أن نقول علي عليه السلام ، إذا أنتم أهل السنة قلتم ابن مسعود وأبو هريرة عليهما السلام لماذا لا نقول علي عليه السلام ؟
نحن ندعوا بالسلام لنا وندعوا بالسلام لغيرنا من أصحاب نبينا ومن بعدهم لكن هذه لا تعامل معاملة اللغة هذه تعامل معاملة الاصطلاح .
فتصلي على الأنبياء وعلى غيرهم تبعاً لا إستقلالاً ، تقول صلى الله على محمد وآله وصحبه والتابعين ونحن معهم يا رب العالمين ، ولا يجوز أن تقول أبومحمد عليه السلام .
هل يجوز أن نقول محمد
عز وجل ؟
الآن هل محمد عزيز ؟ هل محمد جليل ؟
نعم محمد صلى الله عليه وسلم عزيز وجليل لكن لا يجوز لنا أن نقول محمد عز وجل لأنها أصبحت (عز وجل) خاصة بالله و ( عليه الصلاة والسلام ) خاصة بمحمد ، لذا قال ابن عباس كما أسند إسحق القاضي في كتابه ((فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)) : لا تصلّوا إلا على أنبياء الله ، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى ولاته على الأمصار : لا يصلي أحد من الخطباء على أحد إلا على أنبياء الله .
زمن عمر بن عبدالعزيز
-زمن الأمويين- كان في تفلت من بني العباس وبقاياهم ،والصلاة على علي رضي الله عنه وغيره .
فحسم الأمر ابن عباس وهو من آل البيت فيقول ما يصلى إلا على الأنبياء .
وعمر بن عبدالعزيز كتب إلى أولياء الأمصار لا يصلى إلا على أنبياء الله ، لك أن تقول عيسى عليه السلام؛ عيسى صلى الله عليه وسلم؛ موسى عليه السلام محمد صلى الله عليه وسلم هذه إصطلاحات ، أصبح عز وجل خاصة بالله سبحانه وإن كان لغة يجوز مع التنويه بالفرق الكبير بين عزة الله وبين عزة رسوله وجلال الله وجلال رسوله فلرسوله عزة وجلالة تليق بالمخلوق ، والله عزته وجلالته مطلقة تليق بالخالق ، مع الفرق بين العزة والجلالة إلا أنها لا تجوز بحق الرسول صلى الله عليه وسلم إصطلاحاً وإن جازت لغةً وكذلك عليه السلام .
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 15 افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
*السؤال الثالث: هل يجوز أن يعمل الشخص بالحجامة، وأن يأخذ مبلغا من المال بدل من المواد المستخدمة، وبدلاً عن التفرغ؟*
الجواب: الحجامة غفل عنها الناس، والحجامة دواء من أمراض، ومدار صحة البدن على الحجامة.
ووجود الدم في الشرايين بالمقدار المعتاد والتخلص من الزائد أمر مطلوب.
ولذا في حديث أنس يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء والمعراج ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة”
وفي لفظ آخر :
ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة ، إلا كلهم يقول لي : عليك يا محمد بالحجامة ” .
وصححه الشيخ الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” ( 2263 ) .
النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على الحجامة.
والنبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، احتجم بين الاخدعين، واحتجم صلى الله عليه وسلم على ظهر قدمه.
فكانت الملائكة توصى أمته بالحجامة.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم.
ومن تعلم الحجامة كمن تعلم القرآن.
والواجب على من تعلم القرآن أن يبذله، وأن لا يأخذ مالا على تعليمه، فإن أعطي فله أن يأخذ.
مدار سلامة الأديان على القرآن ولا يسلم دين رجل وهو بعيد عن القرآن.
ومدار سلامة الأبدان على الحجامة.
فمن تعلم الحجامة فيحرم عليه أن يمسكه وأن لا يبذله.
الواجب على من تعلم الحجامة أن يحجم الناس ولا يجوز له أن يطلب مالا ، فإن أعطي مالا دون طلب فله أن يأخذه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحجمه أبو طيبة، وكان يعطي الحجّام دينارا.
وكان الإمام احمد من شدة اتباعه لا يعطي الحجّام إلا دينارا، فكان يقول هذا ما كان يعطي النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يزيد ولا ينقص.
وهذا أصل الفطن منا وكلكم إن شاء الله من أهل الفطنة يميز بين الانفكاك بين الأخذ والعطاء، فقد يكون الأخذ حلال، وقد يكون العطاء حلال، ولكن قد يكون الطلب حرام.
النبي صلى الله عليه وسلم قال كَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ، والنبي صلى الله عليه وسلم حجم وأعطى، فيمكن تدفع أنت رشوة مضطرا ويكون دفعك حلالا، ويكون من أخذ منك حراما، فلا يلزم من حل البذل حل الأخذ يعني هناك انفكاك بين البذل وبين الاخذ، فقد يضطر الإنسان أن يدفع مالا لظالم، ولكن إذا دفعت مالا لظالم هل يلزم من حل دفعك حل أخذه؟
لا.
أنت دفعك حلال وأخذه حرام.
فمن تعلم الحجامة الواجب عليه أن يبذلها، وليس عليه أن يأخذ إلا إذا أعطي، يأخذ أما هو فلا يطلب.
والله تعالى اعلم.
مجلس فتاوى الجمعة
25 ربيع الاخر 1439هـ
15/1/2018
رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1830/
خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
*السؤال الثاني: أخ يسأل: فيقول: ما حكم من تسبّب بمقتل أكثر من رجل بحادث؛ وهل يلزمه كفارة لكل واحد أم تكفي كفارة واحدة؟*
الجواب : من قتل آخر خطأ فعليه أمران:
أمر في حق أولياء الدم؛
وآخر في حق الله عزوجل.
أمّا أولياء الدم فلهم الدية والدية باتفاق العلماء تتكرّر وتتعدّد بتعدّد الموتى.
يعني واحد في حادث قتل ثلاثة ،قتل اربعة، قتل خمسة
هذا عليه أمران :
أمر في حق أولياء الدم (أولياء دم المقتول).
ماذا عليه في دم المقتول؟
عليه دية .
هل الدية واحدة لأن الحادث واحد أم الدية تتعدّد بتعدّد من مات ؟
الجواب :تتعدّد بتعدّد من مات اتفاقا.
يعني لكل من مات لأولياء دمه دية ؛ولو كان السبب واحدا؛ وفي القتل الخطأ الدية على العاقلة العائلة إلى الجد السادس فمن تشترك معه الى الجد السادس يدفع معك في الدية؛ والدية ليست عقوبة للقاتل إنما الدية هي مراعاة لحال من مات فالذي مات له أولاد ، يعني يحتاج الى دية ولما اتسعت رقعة الاسلام ودخل الاسلام قوم من الاعاجم ليسوا من العرب وليس عندهم نظام القبيلة ونظام العشيرة كما هو عند العرب وكان ذلك في عهد عمر ؛ فعمر رضي الله تعالى عنه دوّن دواوين الصنّاع وجعل الدية في الديوان جعل لكل اهل مهنة ديوانا وجعل كل من يقتل آخر ممّن يعمل عملا ممن يمتهن مهنة إن قتل اخر جعل الدية على أصحاب المهنة؛ مثلا تجار الأقمشة جعل لهم ديوانا ،فإذا واحد قتل خطأ جعل الدية في كل أموال تجار الأقمشة، وقل هكذا في كل مهنة من المهن .
الآن هذا هو حق العبد ؛ فما هو حق الله عزوجل؟
حق الله تعالى صيام شهرين متتابعين .
طيب صيام شهرين متتابعين هل يلزم فيهما التتابع ؟
نعم.
يلزم فيهما التتابع إلاّ إن أوجب الشرع الفطر فمنع الشرع المكلف بصيام كأن تكون التي قتلت خطأ امرأة.
ممكن امراة تقتل خطأ؟
ممكن؛ لكن لو جاءها الحيض هل يجوز لها أن تصوم؟
لا، لا يجوز لها أن تصوم.
طيّب اذا أفطرت أيام حيضها ؛ فأول طهر لها يجب عليها أن تستأنف.
هل أيام الفطر محسوبات لها من الشهرين؟
لا غير محسوبات من الشهرين يعني تقضيهم فتصوم شهرين متتابعين دون الأيام التي افطرتها ؛وكذلك الانسان ان مرض؛ كذلك الرجل إن سافر لا يجوز لمن قتل ان ينشئ سفرا لأن يفطر ؛يعني يتقصّد فيذهب ليسافر من أجل يفطر فهذا ممنوع لكن لو أنه سافر سفره المعتاد عنده سواء كان سفر عبادة كالجهاد في سبيل الله او كالحج او
كالعمرة او كصلة الرحم او سفر مباح كالنزهه اوسفر تجارة او ماشابه فله أن يسافر ويفطر وكذلك يقضي الأيام التي أفطرها وبمجرد رجوعه إلى بلده يجب عليه مباشرة ان يبدأ فاذا تراخى يعيد من جديد ؛كالحائض ان تراخت تعيد من جديد.
هذا شهرين متتابعين في حق الله عزوجل.
اخونا الآن يسأل :
رجل عمل حادثا قتل اربعة أو قتل خمسة أو قتل عشرة في الحادث وهذا ممكن هل الذين قتلهم
-سبب القتل واحد- هل عليه في حق الله عزوجل كفارة أم على كل واحد صيام شهرين متتابعين؟
قلنا في حق الخلق على كل واحد دية .
جماهير أهل العلم قالوا لا فرق قالوا كما ان حق العبد كل واحد شهرين قالوا ما الفرق ؟ ما الفرق؟
جماهير أهل العلم يقولون ان على كل واحد شهرين متتابعين يعني واحد قتل ثلاثة عليه صيام شهرين وصيام شهرين وصيام شهرين.
اليوم مع تطوّر الوسائل قد يقتل الانسان في الباخرة الف واحد وقد يقتل في الطائرة المئات وقد ينجو وبالتالي اذا أوجبنا عليه على كل واحد صوم شهرين فيعيش ويموت وهو ماصام بعد؛ولذا هنالك وجه عند علماء الشافعية يقولون:
اذا كان سبب القتل واحد فيكفي أن يصوم شهرين ،والعادة ان الله ارحم بعباده من رحمة الخلق بالخلق؛ فقالوا :
الخلق على كل واحد دية
صحيح؛ لكن يمكن اولياء الدم يعفون؛ لو عفا اولياء الدم هل يقبل العفو ؟
نعم يقبل.
يعني اولياء الدم قالوا نحن لا نريد دية نحن نسامحكم؛ نحن نقوم على أولاد الميت وما نحتاج لدية هل هذا يجزئ؟
نعم يجزئ.
فالله عزوجل سبحانه وتعالى أرحم بعباده من رحمة العباد بعضهم ببعض.
وبالتالي أن القول بأن هذا مثل هذا فيه نظر لأنه يجوز للمخلوق أن يعفو والله جل في علاه هو العفوّ سبحانه وتعالى فهو أرحم بخلقه من خلقه ولذا لو صام هذا شهرين أرجو الله عزوجل أن يكون ذلك مجزئا له ان شاء الله تعالى .
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 15 افرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1829/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
*السؤال الأول : ما هو حكم الشرع في التعامل بعملة البِتْكويْن؟*
الجواب : هذه العملة انتشرت بقوة وبشدة الآن في كوريا الجنوبية وأظنها هذه العملة خاصة كادت أن تكون منسوخة أو معطلة وظهرت أنواع أخرى كثيرة من هذا النوع من العملة ، وهذه العملة رقمية يتعامل بها في شبكات النت وما شابه وليس لها رصيد وتغطية كما يوجد للعملة التي بين أيدينا .
وهذه العملة التي بين أيدينا هي في حقيقة أمرها عبارة عن رصيد للذهب أي هناك شيء يدعمها فلم تبقَ ورقة لا قيمة لها وإنما هي ورقة مدعومة بالذهب غالباً .
فالأصل في العملة أنها تُقوّم الأشياء ؛ولذا علماؤنا رحمهم الله تعالى يحكمون بأن الربا يجري في الأموال التي بين أيدينا وتجب فيها الزكاة لأن حكمها حكم الذهب بإلغاء الفارق.
فكما أنّ الله حبّب للناس القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ؛والنفوس متعلقة فيها فلا فرق بين تعلق النفوس بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وبين تعلقها بالدينار والدرهم بغض النظر كان دولار أم ريال أم دينار أم درهم أو ما شابه ، فالأصل في الأموال أنها أصل لقيم الأشياء .
وعلماؤنا يقولون الأشياء الستة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الأصناف الربوية.
فالذهب والفضة قالوا العلة فيها أن الأصل فيها أنها لتقويم الأشياء ، فأن تصبح العملة تجارة وتباع وتشترى هذا ضرر لكل من في جيبه شيء منها .
العملة هذه أوجدتها هيمنة دول على العالم فأرادوا أن يجعلوا العملة على النت وشيئا رقميا لا واقع له ، كل البشر أموالهم مراقبة يعرفون أين تصرف وكيف تنفق وكيف جاءت … الخ.
ولعلها مع قابل الأيام تُفرض، يعني كل العالم يصبح قائما عليها ، وأن تملك أموالا ليست ملكاً لك كشأن بعض الدول في أموالهم هي لهم وليست لهم ، ولعل هذا يتعدى إلى الأفراد هي لك وليست لك ، يعني هي باسمك لكن ليس لك أن تتصرف بها بتمام التملك وبتمام الانتقال ، وأظن حتى يستقر الحال إلى هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل لكن هي الآن بدأت تبرز أقرانها لتكون على هذا الحال .
أتكلم عن النازلة في الوقت الذي نحن فيه؛ أما كيف تستقر ومآلها وكيف تكون فهذا علمه عند ربي في كتاب .
ولعل بعض الفقهاء بعد مئات السنوات عندما يسمعون مثل هذا الكلام الذي أقوله يستهجنون بل قد يستهزئوا به بل قد يقولون كان في يوم من الأيام أناس يقولون التعامل بمثل هذه العملة حرام ولا حول ولا قوة إلا بالله .
النوازل أول ما تنزل تنزل على حال يكون الأمر قد استقر على خلافها ثم تنحرف مع مضي الزمان وتصبح هنالك ظروف وملابسات ومناسبات توائم هذه النازلة حتى تستقر .
فهذه الملابسات والمناسبات الغير موجودة الآن وأنا أتكلم لها أثر في حكم الفتوى في ذاك الزمان ، فلعلي أنا بعد مئتي سنة إن سئلت عن هذا أقول حلال ، بوجود ملابسات ومناسبات معينة لكن الذي أقوله:
أنت الآن تملك شيئاً وهذا الشيء هنالك عوامل أغلبها يكتنفها غموض وعدم تفصيل تؤثر على سعر هذه العملة، وبالتالي هذه العملة متذبدبة تذبذباً شديداً فقد تكون قيمتها اليوم بمبلغ وقد تتضاعف بعد أيام قليلة إلى مئة ضعف وزيادة أو مئة ضعف نزولاً، وبالتالي أنت لما تحول مالك إلى مثل هذه العملة أنت تغامر وأنت تقامر والزيادة والنقصان تعتريها عوامل غموض ما يحسن أن يحيط بها إلا من تحكّم في سعرها .
فأنت اليوم ممكن – وتخيل معي العبارة العجيبة – تتاجر في قيمة العملة والأصل في العملة أن تكون هي ثمن الأشياء ولا تباع وتشترى ولا تكون العملة هي السلعة ، وأصبحت هذه العملة سلعة وفيها مغامرة وفيها مقامرة وتدخل تحت عموم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الغرر.
ما هو الغرر؟
الغرر ما كان عاقبته مجهولة وأنت لا تعرف كيف تكون هذه العملة وكيف تكون قيمتها وبالتالي لا أنصح إخواني أن يتعاملوا أبداً مع هذه العملة.
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 15 افرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1828/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
فمن أوضح الدلائل على وجوب إتباع الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم -المصحف الذي بين أيدينا أعني رسمه وطريقة كتابته.
فقد أجمع أهل العلم أن المصحف لا يرسم إلا بالرسم الذي رسمه عليه الصحابة، ولا سيما *عثمان رضي الله عنه لما نسخ المصاحف وأرسلها إلى الأمصار.
فلا يجوز أن يطبع المصحف الشريف بالأحرف العصرية كالكتاب المعتاد، وهذه مسلّمة لا شية فيها، ودرج على هذا أهل العلم في نسخهم للمصاحف على اختلاف الأمصار و الأعصار، فإنك لا تجد مصحفاً مخطوطاً أو مطبوعاً في أي زمان أو مكان إلا بالرسم العثماني.
وأول ما طبع المصحف في إيطاليا سنة ألف وخمسمائة ونيف، في القرن العاشر الهجري.
وفي رحلتي إلى مكة المكرمة قبل نحو أسبوعين من الآن، ضمني مجلس مع مجموعة من أهل العلم، من عدة بلدان، وكان من بينهم أخ فاضل أستاذ في جامعة أم القرى الدكتور عارف الركابي ( سوداني ) ومما جرى فيه الحديث، والحديث ذو شجون
كما يقولون، جرى ذكر لطبع إيران لمصحف يوزع في السودان.
الخبر منكر، والخبر خطير أن يعبث في رسم المصحف، وأن يطبع المصحف برسم غير الرسم العثماني ، فالأمر مستنكر ومستغرب،؛ووصل الحال إلى هذا الحد أن يُعتدى على كتاب الله، وأن يعتدى على المسلّمات والثوابت في دين الله عز وجل.
فأهداني الأخ بارك الله فيه في اليوم الثاني، أرسل لي نسخة من هذا المصحف، يطبعون مصحفاً شبيهاً جداً من حيث الشكل والتجليد الخارجي للمصحف بالمصحف الصادر عن مركز الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية؛ لا تفرقه من الخارج إذا نظرت إليه من الوهلة الأولى فتراه هو هو، الجلد واللون والزخرفة الموجودة هي هي، وإذا فتحت المصحف وجدت طباعة المصحف ليست بالرسم العثماني.
طبعاً عثمان رضي الله عنه لا يروق للشيعة، عثمان غير مقبول عند الشيعة، عثمان من زمرة أول من اعتدى على علي في الخلافة، يعتقدون أنّ عليّاً أحق من عثمان في الخلافة، وعثمان ليس مقبولاً وليس من آل البيت، وبالتالي عثمان ما ينبغي أن يبقى المصحف برسمه ، وينبغي أن يطبع المصحف وأن ينتشر وأن ينفك عن هذا الرسم الذي أجمع عليه أهل السنة.
حتى المصاحف الإيرانية القديمة قبل ما يسمى بالثورة الإسلامية التي جرت في إيران كانت تطبع برسم عثمان ، بل كانت من أجود المصاحف وأجملها خطوطاً وأحسنها زخرفة وشكلا المصاحف التي كانت تطبع في إيران قديما.
اليوم الهجمة شرسة على ثوابت الأمة، وتبدأ الهجمة لما نتنصل عن الصحابة والتابعين، والمنهج الأصيل الذي يجب علينا أن نتمسك به، فإذا حطمت هذه الثوابت، وأصبح الدين تباعاً لآراء وأقوال وأهواء وبعيداً عن التحكيم للكتاب والسنة، وأقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وفعل السلف الصالح فالأمر خطير جد خطير.
لا أظن أن أهل السنة بتاريخ وجودهم هم في خطر كما هم في هذه الأيام، فالهجمة عليهم من كل مكان، وحمل الناس على التشيع يبدا بالطعن في الثوابت.
قالوا أهل السنة ألفوا منا أن نشتم أبا بكر وعمر، فنريد أن نوسع الدائرة، فأن نلحق بهما عائشة، فكانت الحملة على عائشة من قبل ياسر الخبيث، وسمعتم خبره ومباهلته مع بعض إخواننا، ثم الآن مصحف عثمان رضي الله عنه والمسألة واقعة وليست مسألة منتظرة، واقعة ومصاحف مطبوعة وبملايين النسخ وتوزع في كل مكان.
من أعجب ما وجدته في رحلة عودتي كنت أنتظر الصعود للطائرة، فجلست في المصلى الذي هو في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، وجدت نسخة من هذا المصحف في المصلى في المطار كذلك، فهم يتقصدون أن نترك ثوابتنا، وعلى أن لا نبقى عليها.
لذا الواجب على أهل السنة أن يجتمعوا، والواجب عليهم أن يحرصوا على ثوابتهم، وأن يعضوا عليها بالنواجذ وأن يدعوا الناس إليها.
أن يسلخونا عن أصولنا فما أسهل أن يحرفونا فيما بعد.
اليوم الواجب علينا أن نرجع إلى القول بتحكيم كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وأن نعض بالنواجذ على أقوال التابعين.
هذه كلمة لعل الله عز وجل ينفع بها.
فإن سئلت ما هو الواجب بإتباع السلف الصالح ؟
قل القرآن الذي بين أيدينا ، القرآن لا يجوز لنا أن نطبعه ولا يجوز لنا أن ننسخه إلا على وفق رسم عثمان، وهذا من أوضح الأدلة وأبرزها على وجوب إتباع الصحابة رضي الله عنهم.
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 ربيع الأخر 1439هـجري
15 – 1 – 2018 افرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1827/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
*السؤال الثاني والعشرين: أخت تسال وتقول امرأة أجلت طواف الافاضة حتى انهت جميع مناسك الحج وفي اخر شوطين نزل عليها الحيض فماذا عليها؟*
الجواب:
لذا دائما نقول لإخواننا طواف الافاضة لا تأخروه، لأن الله يقول (وسابقوا) ، وهذه الأخت أدت كل أفعال الحج واستثقلت أن تطوف طواف الافاضة في اليوم العاشر، فقالت لما ارجع بعد أيام منى الثاني عشر أو الثالث عشر، إذا تعجلت الثاني عشر وإن تأخرت الثالث عشر، وقالت: اطوف طواف الوداع وطواف الافاضة معا وارجع، فأخرت طواف الافاضة، ثم رجعت في الثاني عشر إذا عجلت، أو الثالث عشر إذا لم تتعجل * وهي تطوف نزل عليها دم الحيض، *الحائض ليس لها أن تطوف، وفي حديث صفية الحائض تحبس الركب.
ماذا يعني تحبس الركب؟
أي الركب لا يرجعون إلا بعد طهرها وطوافها.
بعض أهل العلم كالباهلي، و البلقيني لهم فتوى وجمع من العلماء، قال ترجع إلى بلادها وتبقى محرمة، وممنوع أن تتزوج أو أن تخطب إلى العام القادم فتأتي طاهرة وتطوف، فالفتوى صعبة، بأن تبقى محرمة سنة.
لكن اليوم تتعاطي شيء يحبس الدم، ويوجد إبر عند الأطباء على وفق المعروف عندهم في الطب أنها بيقين ترفع الحيض، فتأخذ ابرة ترفع حيضها وتغتسل من الحيض، ثم تطوف طواف الافاضة، ولو كان طواف الافاضة بنية طواف الافاضة وكان أخر عهدها بالبيت فلها أن تجعله طواف افاضة وطواف ووداع معا، ثم ترجع، ولكن الأحسن في حق الرجل وحق المرأة عدم هذا الأمر، من باب أن طواف الافاضة ركن من أركان الحج، من لم يطف طواف الافاضة فحجه غير صحيح.
فلماذا التأخير؟
فإذا جاء اليوم العاشر وأنا ولله الحمد والمنة في صحة وعافية وخير فاحمد الله وأذهب إلى مكة ولك رخصة بمجرد أن تدفع من مزدلفة تذهب إلى مكة مباشرة أو أن تذهب الى منى ترمي ثم تذهب إلى طواف الافاضة. التقديم والتأخير ما سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم في ذاك اليوم إلا وقال صلى الله عليه وسلم: لا حرج.
فالإنسان اذا وجد زحمة شديدة فله أن يتحول مباشرة من مزدلفة إلى مكة ويطوف طواف الافاضة في أول النهار، ومن صنع هذا فلا حرج فيه عليه إن شاء الله تعالى.
والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
25 ربيع الاخر 1439هـ
15/1/2018
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1826/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
*الجواب:* قلتُ أكثر من مرة: أنا أعجب من امرأة تجدها ساترة رأسها كاشفة عن دبرها ( محجِّمَةً دبرها )، أي ستر هذا؟
أنا ما أدري، كيف هذا يليق مع المرأة الحَيِيَّة، المجبولة على الحياء؟
الإمام ابن جرير يُفسِّر قول الله عز وجل: *{ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ }.*
[الأحزاب : 33]
ما هو تَبرُّج الجاهلية الأولى؟
الجواب: كانت تُظهِرُ شيئاً من غُرَّتِها، وشيئاً مِن صدرها، قال:
هذه الجاهلية الأولى.
اليوم نسأل الله العافية، تُنَشَّئُ الصغيرة على التبرُّج والتَّعَطُّر، معطِّرة ابنتها ومخرجيتها، يا أختي هذا حرام، أنتِ تُعرِّضين نفسك للفتنة، الذي يَشُم رائحة مِنك وليس من البنت.
واللهِ المستورة؛ تَعرِفُها مِن لباس بَناتها، بل والله إنَّ المرأة المستورة تَعرِفها مِن نَشرِها لِغَسيلها، لَمَّا تُنشُر الغسيل على سطح البيت؛ تَعرِف هذه المرأة مستورة أَم غير مستورة، وين موقع الملابس الداخلية مِن النشر، تعرف حال المرأة، وتعرف حال المرأة مِن لِبسها لِبَناتها .
وبعض النساء قد تكون مُختَمِرة، لكن تَحمِلُ إبنة، تُلبِسها لبس من أسوء ما يُمكِن، المرض ظاهر على البنت، يوجد مرض في القلب، وهكذا.
فيا أختي أنتِ على خير، وعلى ما يُحبِّه الله ويرضاه،؛وأنت ولله الحمد والمِنة على الفطرة، على حياء، والمرأة الحَيِيَّة تأبى هذا.
ثبت عند ابن سعد أن عائشة -رضي الله تعالى عنها- كانت لَمَّا تزور قبر أبيها وقبر زوجها – نبينا صلى الله عليه وسلم -، ولمَّا مات أبو بكر دُفِنَ بجانبه، كانت تَكشِف عن وجهها، فلمَّا دُفِنَ عُمَر، فلمَّا كانت تزور القبرين؛ كانت ترخي السِّتار وَتكشِفُه، لَمَّا دخل عمر، عمر أجنبي عن عائشة، لَمَّا كانت تزور قبر زوجها – صلى الله عليه وسلّم- وقبر أبيها؛ كانت تَكشِف عن وجهها، تقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبتِ.
لَمَّا جاء عمر؛ أصبحت لا تكشِف، حياءً مِن عمر في قبره.
أين هذه المعاني؟
فالمرأة الأصل فيها الحياء.
*وأجمل خُلُق في المرأة؛ الحياء، وأجمل خُلُق في الرجل؛ الغَيرة، فإذا وُجِد في المجتمع غَيرة الرجال، وحياء النساء؛ كانت العفة والستر، وسبب ما تروه من التبرج في الشوارع إلى آخره؛ فقدان حياء وفقدان غيرة.*
*فعندما يجتمع فقدان الحياء وفقدان الغيرة؛ تكون المصائب الكبيرة.*
نسأل الله جل في علاه العفو والعافية.
والله تعالى أعلم
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
18 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 5 افرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان*.
الجواب : أولاً الأمر لله وصمام الأمان في الجواب أن الله عادل ، وهل الله عز وجل سبحانه وتعالى يعامل الناس على الباطن أم على الظاهر ؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما صح عنه ( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) ، في رواية مرعبة مزلزلة مخيفة في صحيح مسلم فيها جواب السؤال وهذه الرواية ينبغي ألا تغيب عن بال سائر سيراً صحيحاً إلى الدار الآخرة يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم ( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) ؛ يعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس وفي حقيقة أمره سيره أعوج ونيته ليست صحيحة ، ويرى مصلحة ويرى وجاهة في الآخرة وفي اللحية والثوب والديانة وله مصالح ويعيش بهذا الأمر ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس كما يظهر لك لكنه في حقيقة أمره لا يعمل بعمل أهل الجنة .
هل يمكن لإنسان أن يكون على صلاح وآخر حياته – والعياذ بالله – أن ينتكس ؟
ممكن وهذا في حق غير المخلص في حق المرائي ، لذا من أحسن حسنات الإخلاص الثبات ، وعاقبة المخلص دائماً حسنة ، رجل قال لأتصدقن بصدقة فتصدق ثلاث مرات بإخلاص وكل صدقة ما وضعها في مكانها – ثلاث مرات – قال لأتصدقن بصدقة قام في الليل رأى إمرأة كانت من بنات الليل مومس وضع الصدقة بيدها فعلم الناس فأصبحوا يتضاحكون منه ، لأنه مخلص قال لأتصدقن بصدقة فقام الليلة الثانية وجد رجل ماشي في الطريق وما أحد يراه فوضعها في يده فكان غنياً – كمن يتصدق على واحد مليونير – فأصبح الناس يتضاحكون منه ، فقال لأتصدقن بصدقة وهذه ثمرة الإخلاص وثمرة الإخلاص الثبات على العمل ، في الليلة الثالثة رأى رجل يسير في الطرقات ويتخفى في سيره فقال هذا المطلوب فوضعها في يده فكان لصاً فأصبح الناس يتضاحكون منه ، قبل الله صدقته ، هذا الرجل بإخلاص أتى فعل ما وضعه في مكانه ثلاث مرات ، ولكن العالم وقارئ القرآن والمجاهد والكريم وهؤلاء أتوا بأحسن الأعمال إن أتوها بغير إخلاص فيكون مآلهم أن النار أول ما تسعّر النار بهم .
أسألُ سؤالاً وانتبه : عمل بإخلاص ولكن وضع في غير مكانه وعمل من أحسن الأعمال لكن من غير إخلاص ، أيهما أحسن الأول أم الثاني ؟
الأول أحسن من الثاني ، لذا شيخ الاسلام من إنصافه يقول من يجلس مجالس الذكر البدعي من الذين ينطون ويرقصون ويقومون ومن عوام الناس ومخلصين هل يكتب لهم بها أجر ؟
قال نعم يكتب لهم بها أجر على مقدار صدقهم وإخلاصهم وعليهم وزر لمخالفتهم هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا كلام المنصفين هذا كلام العلماء ، يعني من تعبد الله بنية خالصة وكان مخطئاً ونيته صحيحة يكتب له أجر على نيته
لكنه يكتب عليه وزر بجهله ، فالأحكام عند أهل السنة تتجزأ ولذا قال أهل السنة أعرف الناس بالحق هو أرحم الناس بالخلق .
والله تعالى اعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
18 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 5 افرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان*.✍✍
الجواب
أولا: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) .
أفادت هذه الآية أشياء
أولا:
الله عز وجل جعل كتابه شفاءا، وشفاؤه للأرواح وشفاؤه للأبدان وأما شفاء الأرواح فمن العين وكذلك من السحر واما شفاؤه للأبدان فكما ثبت في قصه أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه في الصحيحين.
ثانيا :
تفيد الآية أن الناس قسمان: قسم القرآن شفاء له، وقسم القران يزيده عذابا.
فمن كان من أهل الطاعة وعنده استجابة لأمر الله عز وجل وطواعية وكان عبدا لله تعالى بالإختيار كما أنه عبدا لله تعالى بالإضطرار أكرمه الله سبحانه وتعالى بأن هذا المحل الذي يقرأ عليه يقبل الإستجابة ويقع الشفاء بإذن الله.
واما الذي لا يقيم وزن لأمر الله عز وجل ف( وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا).
وكم من إنسان أُتي به للراقي فلما رقاه الراقي وقرأ عليه القرآن ازداد خسارتا وازداد ظلما وازداد عذابا وازداد بؤسا.
فالقرآن شفاءا للمؤمنين.
والواجب على الإنسان إذا قُرِأ عليه القرآن أن يكون على يقين أن القرآن ينفع إن شاء الله تعالى.
فالواجب على من أصيب في العين أن يكون عنده اليقين والأحسن أن يرقي نفسه.
فالإنسان يفزع إلى ربه عز وجل بقراءة القرآن وبأذكار الصباح والمساء.
فاستخدام الماء والقراءة على الماء لا حرج فيها .
أما إستخدام الماء للبيع و الشراء فيقول أنا لا أرقي وما آخذ مالا أنا أرقي لله ويقرأ على علبة ماء أو على قنينة ماء صحة ويبيعها بعشرين دينار!
فكيف أنت لا تأخذ مالا ؟!
أنت تأخذ مالا بتلبيس الشيطان.
يبيع مثلا عسلا مرطبان عسل بخمسين دينار!
سعره في السوق عشرون دينار لماذا تأخذ خمسين؟ قال مقروء عليه!
طيب لو أنا قرأت عليه ما الفرق بين قراءتي و قراءتك؟ العبرة بالقرآن.
فيقول أنا ما آخذ!!! بل أنت تأخذ أكثر مما يأخذ غيرك. فتلبيسات الشيطان على الرقاة كثيرة.
فالأصل في العبد أن ينشغل بذكر الله عز وجل ولا ينشغل في الطرق الملتوية في جمع المال.
أحد الحضور :
هل هناك دليل على القراءة على الماء هل هناك دليل؟
الجواب :
لا يوجد دليل، لا يوجد دليل، الدليل وارد عند أبي داود بسند منقطع.
ولكن ما هو الأصل في العلاج وما هو الأصل في الرقية؟
لما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة اعرضوا علي رقاكم.
فالأصل في الرقيه الحل أم الحرمة؟
الحل
والأصل في العلاج الحل أم الحرمة؟
الحل، الأصل في العلاج الحل .
لكن لو واحد قال ومن السنة أن ترقي نفسك بأن تقرأ على الماء، نقول لا ما صح هذا في السنة .
و لكن الأخ ما سأل هذا السؤال هل صح أم لا ؟
قال هل يجوز لي أن أقرأ على الماء وأشرب ؟
مالذي يمنع ما دام النبي صلى الله عليه وسلم قال اعرضوا علي رقاكم.
والعلماء يذكرون أن الرقية إذا كانت باللغة العربية ولا يوجد شركيات واستعانة بغير الله وكانت عبارات واضحة ومفهومة وفيها سؤال الله عز وجل بالشفاء وما شابه، هذه الرقية جائزة ، لما جاء رجل وكان صديقا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يقولون عليك أن بك ريح يقول للنبي صلىالله عليه و سلم أن بك ريح فدعني أرقيك فرقى النبي صلى الله عليه وسلم وأذن له النبي صلى الله عليه و سلم و الحديث في صحيح مسلم شرحناه وفصلناه هل يقال أن هذه الرقية ليس هناك دليل عليها …..( كلام غير مفهوم) …….والحديث في كتاب الجمعه قرأناه.
فالرجل أسلم لما سمع وعلم بلاغة الحديث الذي فيه خطبة الحاجة الشاهد أن الرقيه في الأصل ليست دينية إنما هي دنيوية و هي لطلب الشفاء فالأصل فيها الحل ما لم تصادم نصا فالحمد لله.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
18 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 5 افرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان*.✍✍