هل يجوز لمن تلبس النقاب أن تلعب “التنس” في ملعب مغلق ومستور وما يراها أحد؟
الجواب:
يعني عندك طاولة تنس في الدار هل يجوز أن تلعب أنت و زوجتك تنس؟
رياضة لا أرى فيها حرج .
رياضة التنس رياضة حسنة تحرك كل عضلات البدن.
أما احتراف المرأة و تصبح لاعبة محترفة، و تنتقل من مكان إلى مكان، ومن بلد إلى بلد، فهذا الممنوع في الشرع سواءً تنس أو [كرة] طائرة أو كرة قدم، فالمرأة لا تتناسب مع هذا العمل.
و الأصل في المرأة أنها عورة، وعورتها تظهر للزوج الذي يلاعبها فما أرى حرجا في هذا .
أخ يسأل هل هذه الألعاب الجديدة البلياردو وغيرها على الهواتف الذكية حرام؟
الجواب:
كيف يكون لعب البلياردو على الهاتف؟
أنا لا أدري.
البلياردو لعبة معروفة تُلعب على الطاولة، وفيها كَرَات، وهذه الكرات تدخل في مكان معين بضرب بعصا معينة.
وهذه عند علمائنا يعتريها أمرين، أمرٌ إيجابي وأمرٌ سلبي .
الأمر الإيجابي: المشي.
يقولون من يلعب البلياردو وهو قائم يمشي مشيا كثيرا ، يعني وهو يلعب يمشي مشياً كثيراً، والمشي محمود.
عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “عليكُم بالنَّسلانِ”.
الألباني (١٤٢٠ هـ)، السلسلة الصحيحة ٤٦٥ • صحيح على شرط مسلم .
والنسلان المشي ، والمشي محمود.
ثم فيها لهو ، إدخال كرة في مكان معين ،ككرة القدم وما شابه هذه مهارة لا تفيد الأمة، ولا تفيد الناس .
ولذا المعاصرون ممن تعرَّض منهم للعبة البلياردو يقولون البلياردو مكروهة.
فلا نستطيع أن ننزع كل الحسنات عنها وعن كرة القدم كذلك.
وتكلمنا عن كرة القدم في هذا المجلس مرات، وفصلنا فيها تفصيلا طويلا .
لكن البلياردو يقولون مكروهة ، لكن كيف تمشي المشي الطويل وأنت تستلقي على ظهرك ! وأنت جالس تلعب على البلياردو بواسطة الجهاز الخلوي ، هذه الألعاب الأصل فيها الكراهة .
فالنبي صل الله عليه وسلم يقول: ( كلُّ لهوٍ باطلٌ ليسَ من اللَّهوِ محمودًا إلّا ثلاثةٌ: تأديبُ الرَّجلِ فرسَهُ، وملاعبتُهُ أَهلَهُ، ورميُهُ بقوسِهِ فإنَّهنَّ من الحقِّ ) .
الألباني (١٤٢٠ هـ)، فقه السيرة ٢١١
قال أهل العلم اللهو ها هنا محمود بالنظر إلى عاقبته، ملاعبة الأهل تولد عمل صالح وولد صالح، ورمي القوس تلقح البدن على الجهاد ، وركوب الفرس يقويك على الجهاد.
فاللهو له حظ للنفس ، لكن العاقل ينظر إلى مآل الأمر.
فهذه الألعاب التي على الجوال تتعب العينين، وتصرف القوة العقلية الذهنيه عند الناس .
لاحظ اليوم الذين يلعبون شدة، ويسهرون سهرات طويلة، ويلعبون شدة ، يصرف طاقة ذهنية كبيرة في هذه اللعبة ، فإذا رجع إلى البيت لا يطيق أن يتابع شيئا ، ولا أن ينصح ولداً ولابنتاً ، ولا أن يحل مشكلة ، كل طاقه الذهنية صرفها في موضوع الشدة ، لذا الذين يلعبون الشدة أكثرُ الناس سلبيةً وبعداً عن قيامهم بمهامهم التي أوجبها الله تعالى عليهم .
لذا الألعاب المشروعة ركوب الفرس ، وضرب الرمح ، أو السيف أو ملاعبة الأهل ، يعني تُلاعب أهلك، هذه كلها محمودة بالنظر إلى عواقبها.
السؤال السادس و العشرين : ما حكم أخذ الأموال لقاء لعب الكرة أو تدريب الفريق أو دفع المال لمشاهده المباريات؟
الجواب: فيه تفصيل.
إذا كان اللعب شرعياً صحيحاً، وسَلِم من المحاذير؛ فتدريب الفريق والتفرغ لتدريبه أمر لا حرج فيه.
و أما الرياضات القائمة اليوم؛ فلا تسلم من المحاذير كما قلنا.
فلعب الأندية أن المغلوب يدفع، والغالب يأخذ؛ فهذا قِمار.
وأما إن قيل من يغلب فله كذا، ويكون هذا من طرف أخر غير المشاركين في اللعب؛ فهذا جُعالة، من يغلب أجعل له كذا.
وهذه الجُعالة مشروعة.
أما ماعدا ذلك إن كان الغالب يأخذ، والمغلوب يدفع؛ فهذا قمار.
والقمار له صور، وليست العبرة في القِمار بالوسيلة.
من الممكن أن تأتي رسالة على الهاتف تقول لك: أرسل رسالة بثمن سبعين قرشاً، واختر من الذي سيفوز من الأندية؛ فترسل رسالة بسبعين قرشاً؛ تختار واختيارك قائم على حظ، وعلى ظن، وعلى تخمين؛ فماذا تُسمّى هذه العملية؟
تُسمّى قِمار.
لا فرق بين سبعين قرشاً للرسالة مع ورقة اليانصيب والدواليب؛ فهذا أيضا قِمار.
والقـمار له صور كثيرة جدا .
السؤال الثالث عشر: ما حكم سجود الشكر الذي يفعله من يلعب كرة القدم ويسجل الهدف؟
الجواب: ماذا عمل من أجل أن يسجد سجود الشكر!!.
ما هو سجود الشكر؟
هو سجود لنعمة غير متوقعة.
والصحابة- رضي الله تعالى عنهم- كانوا يسجدون سجود الشكر لانتصارات، ولكن الناس في أحاسيسهم ومشاعرهم يحتاجون لمن يصنع لهم نصرًا.
فحولوا هذا النصر لإدخال الكرة في الهدف ، وهي معاناة نفسية وليس هذا من أسباب سجود الشكر.
يعني رمي اللاعب الكرة في الهدف ويصيب الهدف؛ هذه ليست نعمة للمسلمين حتى نسجد عليها سجود الشكر.
فهي ليست نعمةً عامة حتى يُسجد لها سجود شكر.
فمثل هذا ليس فيه ما يدعو لسجود الشكر.
والله تعالى اعلم.
ما هو حكم لعب كره القدم؟
الجواب: مارس لعبة كرة القدم ولا تنظر إليها، ممارستها أفضل من النظر إليها وأقرب للشرع، المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
ما هي محاذير كرة القدم؟
محاذير كرة القدم أصناف:
أول شيء من محاذير لعبة كرة القدم : أنها تبدد الطاقات وتضيع الأوقات وتشغل عن الطاعات.
والأمر الآخر : أنها تقلب الموازين فتجعل البطل؛ بطلاً وهو ليس ببطل، لو دخّل ألف هدف؛ فهو ليس ببطل، فتقلب الموازين، وهذا هدف مقصود، فقلب الموازين أمر متقصد في كرة القدم. فانتبه!
فليس الذي أحرز الهدف؛ بطلاً حتى يسجد سجود الشكر.
ثم الأمر الثالث: تعمل على إحياء النعرات والجاهليات، وتفرق الأمة شذر مذر وتجعل الناس يتفرقون هذا مع فلان وهذا مع فلان وقد يقع التباغض وقد يقع التعصب المقيت الجاهلية.
ويؤيد ما قلنا [روايةُ ابن جُرَيْج، قال: أخبرني عمرُو بن دينار، أنه سمع جابرًا – رضي الله عنه – يقول: غزونا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ثابَ معه ناسٌ من المهاجرين حتى كَثُروا، وكان من المهاجرين رجلٌ لَعَّابٌ، فكسع أنصاريًّا، فغضب الأنصاري غضبًا شديدًا حتى تَدَاعَوْا، وقال الأنصاري: يا لَلأنصار، وقال المهاجري: يا لَلمهاجرين، فخرج النبي – صلى الله عليه وسلم-، فقال: «مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟»، ثم قال: «مَا شَأْنُهُمْ»، فأُخبر بكسعة المهاجريِّ الأنصاريَّ، قال: فقال النبي – صلى الله عليه وسلم-: «دَعُوهَا؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ»…
البخاري (3518).]
قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جعلوا هذه الأسماء هي سلطان يعقد عليها سلطان الولاء والبراء والحب والبغض.
فالمهاجرون والأنصار اسمان جليلان عظيمان، لَمَّا وقع تعصب عليهما؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«مَا هَذَا؟ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ؟»
هذه محاذير كره القدم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
١ – ربيع الأول – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
ح – ١١ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
السؤال التاسع عشر :ما حكم الذهاب الى المدرّجات لحضور المباريات ؟
الجواب: العب رياضة بدل أن تذهب للمدرجات لحضور المباريات .
أيهما أفضل أن تلعب رياضة أم تذهب للمدرجات ؟
أن تلعب رياضة .
العب كرة أو اركض او امش فانت العب رياضة .
الرياضات المعاصرة فيها آفات أشرها ثلاثا :
الآفة الاولى فيها قلب للموازين .
الناس بحاجة لبطل لا يجدون بطلا فيبحثون عن بطل بديل والبطل البديل هو في الكرة، فيدخل الكرة في ذلك المكان فهذا الشيء فيه عطش لوجود انتصار وما شابه فهذا مطلب نفسي .
فآفات الرياضة فيها أولا قلب للموازين .
فالنجوم الذين يضيئون للناس الظلمات ،ولذا النجوم على الحق والحقيقة من ؟
الصحابة نجوم ،
العلماء النجوم ،العبّاد الصالحون نجوم .
فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري قال :
صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم قلنا : لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء ! قال فجلسنا . فخرج علينا . فقال ” ما زلتم ههنا ؟ ” قلنا : يا رسول الله ! صلينا معك المغرب . ثم قلنا : نجلس حتى نصلي معك العشاء . قال ” أحسنتم أو أصبتم ” قال فرفع رأسه إلى السماء . وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء . فقال ” النجوم أمنة للسماء . فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد . وأنا أمنة لأصحابي . فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون . وأصحابي أمنة لأمتي . فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ”
الآفة الثانية للرياضة :فيها هدر للطاقة .
تخيلوا بعض المباريات لمّا تمر عليها أعدادا كبيرة من الناس ،كم من ملايين الساعات تضيع .
يعني لو المسلمين كل سنة بدل المباريات عملوا في مدة النظر للمباراة وجعلوا هذا المال ريعا لبعض الدول الفقيرة لعلها تحلّ بعض مشاكل الدول من الساعات المهدرة ،وكذلك فيها آفات التعصب والجاهلية .
فكم من النوادي فرقت بين الزوجة والزوجة وكم أوجدت من ضغينة وما يخفى عليكم الشغب الذي يحصل في الملاعب وكيف انها تفرق الامة .
لذا انا لا أنصح ابدا بالنظر للمباريات ولا الحضور للمدرجات وإنما أنصح الأخ الذي يسأل ومن عنده ميل وحب للرياضة أنصحه بأن يمارس الرياضة .
لا حرج مارس الرياضة فهذا يعود عليك بنفعه .
فالمؤمن القوي كما قال صلى الله عليه وسلم خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .
فالذي يلعب الرياضة ليقوي بدنه فهذا أمر لا حرج فيه وهذا أحب إليّ من النظر للمباريات .
الجواب: لعبة الشطرنج وقع فيها خلاف كبير بين أهل العلم.
*واعلموا حفظكم الله تعالى أن جميع الأحاديث في الشطرنج موضوعة، ولم يسلم منها شيء.* لأن الشطرنج لم تعرف إلا بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فقد روي عنهم الاختلاف، ومن حلّلها فلم يثبت ذلك عنه.
والذي عليه الكلمة أن الشطرنج ميسر الأعاجم، وأن الشطرنج طاقة ذهنية تصرف بلا فائدة، وأن الذي يصرف طاقته الذهنية يضيع أهله.
أكثر الناس ضياعا لأهله، الذي يصرف عقله ويلعب الشدة، لما يدخل الدار لا يستطيع أن يتابع ولد ولا يربي أحد، ولا يستطيع أن يوجه أحد، كل ذكاءه وضعه في المقهى، وكل ذكائه وضعه في هذه اللعبة وعاد الى البيت، وكذلك الذي يلعب الشطرنج؟
فالراجح والله تعالى أعلم أن الشطرنج محذورة.
ولذا قالوا : الشطرنج ميسر الأعاجم، وبعضهم كالشافعية يقولون هي مكروهة،؛وبعضهم يعلقون ذلك على بعض الشروط.
ولكن ابن القيم في كتابه الفروسية رحمه الله تعالى يقول وقد أجلّ الله تعالى اصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم من لعب الشطرنج.
فالشطرنج عند ابن القيم وابن تيمية، حرام والله تعالى أعلم
أما *النرد* فحرام لثبوت حديث أبي موسى في صحيح مسلم وغيره وهما حديثان في حرمة النرد، منها حديث::من لعب بالنردشير، فكأنما غمس يده بلحم خنزير ودمه.
السؤال الخامس عشر: هل يجوز لعبة البلياردو، وإلى متى وقت قيام الليل؟
الجواب: أما قيام الليل فيكون من بعد العشاء إلى الفجر،؛وبعض أهل العلم يفرق بين القيام والتهجد، وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ.
فقالوا: التهجد يكون بعد نوم، وقيام الليل لا يسبقه نوم، والأمر واسع.
واختلف أهل العلم أيهما أحسن أن تقوم في أول الليل أم في آخره؟
وآخره هو أبرك الأوقات،ففي صحيح الترغيب و الترهيب وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم .
إذ ينزل الرب عز وجل إلى السماء الدنيا ولكن من ترك الوتر فنام فضاع عليه؛ فالوتر في حقه في أول الليل، ولو سبقه صلاة فهذا أحسن، أفضل من الوتر في آخر الليل.
وأما من تمكن للقيام فالوتر في حقه آخر الليل أحسن من الوتر في أول الليل.
والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض الأصحاب كأبي هريرة أن لا ينام حتى يوتر، وكان أبو بكر لا ينام حتى يوتر، وكان عمر يوتر في آخر الليل.
والقيام كما قلت يبدأ من بعد العشاء ويبقى إلى طلوع الفجر الصادق، هذا كله قيام ليل ولا حرج فيه.
أما لعبة البلياردو فإن كانت هذه اللعبة بمال أو يدفع الخاسر فهذا قمار.
وأما إذا كانت من غير مال فلعبة البلياردو لعبة فيها إضاعة وقت ولكن فيها طول مشي.
يقولون: الذي يلعب بلياردو يمشي كثيرا وهو لا يشعر، وبعض الناس يمارس المشي بالبلياردو، والمشي قد حثنا شرّعنا عليه، ولكن على طريقة غير طريقة البلياردو، فثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: “عليكم بالنسلان ” ﺭﻭاﻩ اﻟﺤﺎﻛﻢ (1 / 443، 2 / 101) ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻓﻲ ” اﻟﻄﺐ ” (2 / 8 / 1)، وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها تحت حديث رقم 465.
والنسلان هو أن تمشي مشيا مشتدا ، باشتداد.
واليوم الطب عنده المشي هذا من أهم المهمات.
والمشي حقيقة فعلا هو من المهمات.
ولذا النبي صلى الله عليه وسلم أرشد أمته أمر إرشاد بقوله “عليكم بالنسلان”.
أهل العلم نظرا لهذه الفائدة التي في البلياردو ما قطعوا بتحريمه وإنما قالوا: بكراهيته، إلا أن يكون عن مال فهو حرام، إذا كان الذي يغرم أجرة طاولة البلياردو الخاسر فهذا قمار، وما عدا ذلك فالبلياردو نظرا لشيء من فائدة فيها فعلمائنا رحمهم الله تعالى يكرهونها ولاسيما يعني إذا فتحت باب شر كالصحبة السيئة، أو كالوجود في بيئة فيها غفلة، أو والعياذ بالله إضاعة الصلاة، أو ما شابه، فقد تكون في حق بعض الناس لوجود بعض هذه المحاذير التي لاتنفك عنها قد تصل إلى درجة الحرمة، أما إذا خلت منها فالذي عليه غير واحد من المعاصرين ممن بحث المسألة يقول بكراهيتها .
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
23 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 9 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1921/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام:
الأصل في الرياضات المحمدية أنها توقع الأبدان وتقويها، وتجعل صاحبها يستثمر الأوقات المهدورة في أدائها مقابل فائدة معتبرة، ولذا من الرياضات المحمدية التي مارسها صلى الله عليه وسلم، وشجع عليها السباق، العدو على الأقدام، والعدو على الخيل، والمصارعة، فقد صارع صلى الله عليه وسلم بطلاً عربياً كان يسمى ركانة بنفسه، وأظهر نبوته من خلال صرعه.
وأما الألعاب التي تمارس ولا تعود على صاحبها بما يعين على الجهاد في سبيل الله عز وجل، فهذا الأمر ليس بمحمود.
ولعبة البلياردو هي لعبة أشبه ما تكون بالتسلية، وهي لعبة عرفت في القرن الثالث عشر في أوروبا، وأكثر من مارسها لويس الرابع عشر، وكان يمارسها هذا الملك بعد الغداء، وهذه لعبة تمارس من خلال طاولة فيها ثقوب، وعصا تضرب بها كرات على هذه الطاولة، لتدخل هذه الثقوب وفق قانون معين، وهذه اللعبة فيها هدر للوقت دون كبير فائدة، وإن كان فيها المشي، فكما يقولون من لعب مئة شوط متتاليات فكأنما مشى ألفي قدم حول الطاولة.
والذي انشرح صدري إليه، من خلال ما أعلم من القواعد الفقهية والمقاصد الشرعية، أن هذه اللعبة لا تخلو من مكروه، من أجل هدر الوقت من غير كبير فائدة، وعدم وجود نظير لها يشجع عليه الشرع، وغالباً تصطحبها أمور قد تجعلها حراماً، فهي للأسف موطن اجتماع شباب لا يقيمون للدين وزناً، ولا لصلاة الجماعة، بل يهدرون الأوقات ويضيعونها، وأمر آخر أن أغلب صورها التي تمارس في الواقع يصطحبها قمار، والقمار يكون من خلال أن المغلوب هو الذي يدفع.
أما المعاوضات الشرعية في الرياضات فهذا باب واسع ولا بأس من إلمامة سريعة بأصولها، فهذا باب امتحن به بعض الأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، بل سجن ابن القيم من أجل هذه المسألة، وهي مسألة المعاوضة على الفروسية.
والمعاوضة إن كانت من طرف خارج عمن يلعبون، كأن يقول طرف لاثنين: من غلب أجعل له كذا، فهذا حلال، وليس من باب القمار في شيء، وإنما هذا من باب الجعالة.
والجعالة مشروعة ومشروعيتها في القرآن والسنة، وذلك من مثل قوله تعالى في سورة يوسف: {ولمن جاء به حمل بعير}.
وأما إن كانت المغالبة من طرفين الغالب يأخذ والمغلوب يدفع، فهذا هو القمار، سواء كان المدفوع مالاً، أم طعاماً، أم شراباً، قل أو كثر، سواء كان بغيضاً أم حبيباً، أجنبياً أم قريباً، فما يلعبه الناس اليوم في سهراتهم، كالضاما والشدة والنرد، على أن المغلوب يطعم الموجودين أو يسقيهم شيئاً، فهذا المطعوم أو المشروب في دين الله قمار، حرام بذله، حرام أخذه وحرام أكله، بل حرام المشارطة عليه السابقة.
وأما ما يبذل في توقيح الأبدان وفي المراهنة على مسائل علمية من أصول الأديان، من جعل بين الطرفين يأخذه الغالب، ويدفعه المغلوب، فهو جائز، وهذا أقرب إلى ظاهرة الأدلة الشرعية وأرجحها وأسلمها، فقد تراهن أبو بكر مع كفار قريش على من يغلب، الفرس أو الروم، وكان المسلمون يحبون أن يغلب الروم الفرس، لأن الروم أهل كتاب، فتراهن أبو بكر معهم على شيء معلوم، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على هذه المراهنة، وهذه مراهنة على مسائل العلم الكبار.
وأما المراهنة على ما يوقح الأبدان فقد صنع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بنفسه مع ركانة لما تحداه، وكان ركانة رجل لا يغلب، ولا يستطيع أحد أن يرميه الأرض، فاستعان النبي صلى الله عليه وسلم بربه وغلبه ثلاثاً، وكان بينهما المراهنة في كل مرة على شاة، فلما أراد ركانة أن يدفع ثلاثة شياة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تجمع عليك خسارتين}، فعفا عنه، وورد عن ابن اسحاق وغيره أن ركانة قال: والله لا يقدر على صرعي إلا نبي، فأشهد أنك رسول الله.
وهنا نكتة ولطيفة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم آمن به كثير من الناس وكان علاج الإيمان أشياء تخص هؤلاء الناس، فمراعاة حال المخاطب وحاجة المخاطب ونفسيته لا يقوى عليها إلا الموفق، فالأحنف بن قيس كان بخيلاً، فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم، وكان النبي قد غنم في بعض المعارك من الغنم أشياء كثيرة، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم تعلقه بالمال، أقطعه وادياً من غنم، فاستغرب وقال: والله لا يصلح ذلك إلا نبي، فأشهد أنك رسول الله.
لعب الأتاري مضيعة للوقت، وهو شبيه بما قلناه عن البلياردو، واليوم كثرت أسئلة الألعاب، والأمة مليئة بها، وطلبة العلم ينبغي أن يحرصوا على أوقاتهم وطالب العلم إن أهدر وقته كما يهدره الآخرون فنام كما ينامون وتمتع كما يتمتعون، ولعب كما يلعبون، فكيف يبهر الناس ويتفوق عليهم، فهذه الألعاب تدخل تحت الكراهة لهدر الوقت دون تحقق مقصد شرعي معتبر، والله أعلم.
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/09/AUD-20170904-WA0001.mp3الجواب:
لا، هذا قمار ، لأن كل فريق يدفع مبلغا ويلعبون
والفائز هو الذي يأخذ،
لكن لو جاءت هذه الجائزة من فريق وقال اغلبني وخذ، ومن باب أولى ان كانت هذه الجائزة من طرف ثالث فهذا جائز، اما ان يدفع هذا مبلغ وهذا مبلغ ويلعبون
فهذا لونٌ من ألوان القمار
وهذا للأسف منتشر عندنا فيما يسمى الآن بدور القرآن فعندهم نشاطات ويلعبون
دار قرآن مع دار قرآن أخرى، أومسجد آخر، هذا يدفع مبلغا وهذا يدفع مبلغا، ويشترون الجائزة والغالب يأخذها ، فهذه مقامرة ولا تشرع .
والله تعالى أعلم
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
3 ذو الحجة 1438 هجري 2017 – 8 – 25 إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان.*
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor