السؤال والجواب بلا شك فيه علم، وله سلبيات وله إيجابيات، وأما كونه علماً فالدليل عليه حديث جبريل، فقد جاء جبريل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان، ثم سأل عن الساعة وأشراطها فهل قال جبريل شيئاً غير السؤال؟ لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم}، فجبريل علم الناس بالسؤال، فإذا كان السؤال علماً، فما بالكم بالسؤال مع الجواب؟ فبلا شك أنه علم.
وهنا لفتة ألفت النظر إليها، قد يسأل الرجل عن مسألة يحتاجها السامعون، ويكون تعليمه إياهم من باب السؤال، مثلاً يجلس الإنسان مع بعض أقاربه أو أصحابه وعندهم قصور في أشياء، وبينكم طالب علم، فاسأل وإن كنت تعلم الجواب، فاسأل ما يحتاجونه ما لا يستطيعون التعبير عنه، فقد يقع الواحد منهم في المحذور وهو لا يشعر، فأنت تسأل عنه.
ومن فوائد العلم بالسؤال أن المجلس يكون بمثابة الفاكهة، ففيه كما يقولون: من كل بستان زهرة، فأسئلة في البيوع، وأخرى في الزواج، وأخرى في الطهارة، أو اللغة وغيرها، فمن فوائده أنه يناسب جميع الأذواق، فبعض الناس يقول: أنا يصعب علي أن أفهم كل الدرس، وأن أركز ساعة والشيخ يتكلم، فأشياء أفهمها وأشياء لا أفهمها، بخلاف درس السؤال.
ومن فوائد السؤال أنه ينبغي أن يكون فيه عناية بالنوازل والأشياء الجديدة، فهذه قد لا توجد في الكتب، وإسقاط القواعد على المسائل لا يقدر عليه إلا من كان عنده ملكة ووفقه الله عز وجل.
ومن سلبيات درس السؤال والجواب أنه قد يقع الجواب في مسألة لها قيود، قبلها شيء وبعدها شيء، فيجتهد واحد فيضع الجواب في غير محله، فإن المفتي يفتي بناءً على القيود التي في السؤال، فيأتي آخر ويضع الجواب في مسألة بغير هذه القيود، فيضعها في غير مكانها، ولذا فإن من القواعد الفقهية التي يذكرها الفقهاء: المفتي أسير المستفتي، فالمفتي يجيب على الحادثة بالقيود والضوابط الموجودة في السؤال دون استطراد، لكن إن وقع استطراد فأجاب عن المسألة وحواشيها وما يتعلق بها، فهذا أمر حسن، وهذه سنة نبوية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أناس يركبون البحر وليس معهم ماء للوضوء فهل يتوضؤون من ماء البحر؟ فقال لهم: {هو الطهور ماءه الحل ميتته}، فقال النووي في المجموع: هم سألوه عن مسألة فأجابهم عن مسألتين، فإن من يركب البحر لابد أن يسأل عما يلفظه البحر من ميتة، فأجابهم عن سؤالهم وزيادة.
ولذا يحسن بمن يسأل عن مسألة ولها أشباه ونظائر هو يعلم أنه إن سكت فإنهم سيسألون عنها، فيحسن أن يأتي عليها، ويجيب عنها. وطريقة السؤال والجواب طريقة الإمام أبي حنيفة في التعليم، فإنه ما كان يجلس يعلم وإنما يجلس ويسأل، ويضع إشكالاً ثم يحل الإشكال، وهكذا، يقوي قرائح الطلبة بالسؤال والجواب، فتخلف يوماً عن طلبته فجاءت امرأة تستفتيه فقال المقدمون من تلاميذه، زخر وأبو يعقوب والشيباني، قالوا: نجتمع على جواب، فاجتمعوا على جواب، فلما جاء الإمام عرضوا عليه المسألة، فقال لهم أبو حنيفة: بماذا أجبتم المرأة؟ قالوا: بكذا، فوضع إشكالاً على جوابهم، فأقنعهم بأن جوابهم خطأ، ثم وضع إشكالاً على إشكاله، وأقنعهم أن جوابهم صواب، وبقي على هذا الحال، فكان رحمه الله صاحب قوة قريحة ومسائل دقيقة.
وكان الإمام مالك لما يأتيه واحد من أتباع أبي حنيفة يقول: أنت تسأل عن سلسلة؛ عن مسألة على إثرها مسألة على إثرها مسألة، فإن رُمت هذا فابعد عنا إلى العراق، وتتلمذ على أبي حنيفة، فكان الإمام مالك لا يعرف إلا أن يقول: أدركت أهل المدينة على كذا، ولما جاء أبو يوسف وناقشه في الصاع، كم مقداره؟ فغضب الإمام مالك، وكان له هيبة، ولا يقوى أحد على مجادلته، وأبو يوسف معتاد على طريقة أبي حنيفة في السؤال والجواب، فلما ناقشه أبو يوسف غضب وقام من المجلس، ثم عاد في اليوم الثاني إلى مجلسه وبيده الصاع الذي كان يكيل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: تقول لي ما مقدار الصاع؟ هذا الصاع الذي كان يكيل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الإمام مالك يقول عن أبي حنيفة: ((لو أراد أبو حنيفة أن يقنعك أن اسطوانة هذا المسجد من ذهب لاستطاع)) فكان يقطع الكلام مع تلامذته، ولما جاءه أسد بن الفرات قال له: ((تحول عني إلى أبي حنيفة)).
وممن نشر العلم والفقه والتوحيد والحديث على طريقة السؤال والجواب، شيخنا الألباني، رحمه الله، فأغلب مجالسه كانت في السؤال والجواب، وله أكثر من خمسة آلاف شريط مسجل في العلم الشرعي في سائر فنونه على طريقة السؤال والجواب، فالسؤال والجواب علم بلا شك.
التصنيف: العلماء
السؤال الخامس أحسن الله إليكم لو تحدثنا عن معرفتك بالشيخ الجليل سعد الحصين وخدمته…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/س-5.mp3*السؤال الخامس : أحسن الله إليكم لو تحدثنا عن معرفتك بالشيخ الجليل سعد الحصين وخدمته للدعوة وعلاقته بالألباني والسلفيين ؟*
الجواب : الشيخ سعد الحصين – رحمه الله – كان هو المسؤل عن الملحق التعليمي السعودي في الأردن ، وهو رجلٌ يُذكِرُكَ سمته وصنيعهُ وإدارته بالسلف الصالح ، في زهده وعدم تكلفه ،وكان أماراً ونهاءاً عن المنكر واماراً بالمعروف ناصحاً للناس على وجه عظيم ، حصل عندنا في البلاد في فترة (المولات الكبيرة للتسوق )هذه أول ما ظهرت ظهر مول يسمى السيفوي ولأول مره يباع للجمهور الخمر مع الخنزير ، فالشيخ كان قريباً مكانه من هذا المكان وكان يتسوق فرأى هذا، فكتب للمسؤول وطلب الجواب ، فتأخر الجواب فبقي يلاحق الجواب ، فقيل له صاحب هذا المول في تبوك واحد اسمه المصري رجل أعمال كبير ، قال في تبوك فكاتب أمير تبوك قال : عندكم فلان وأنا قدمت نصيحة وانتظر الجواب فتكلم معه أمير تبوك فجاء الجواب أنه أنا ما أدري ، وما اعرف أنه في خمر وخنزير ، فأمر أن يرفع الخمر والخنزير ، فرفع الخمر والخنزير ، فكان الشيخ – رحمه الله تعالى – في الحرص على التوحيد وعلى أحكام الله عزوجل مثلاً يُقتدى فكان في كل اسبوع يفرغ مجموعة من الدعاة يصِلون كل مكان ويصلون للقرى فكان يرسل وفود للقرى ويعلمون الناس التوحيد ، فكان للشيخ ثمرة عظيمة جداً في نشر التوحيد ونشر السنة .
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
⏰ 2017 – 3 – 15
⬅ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/1172/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
كلمة عن وفاة الشيخ شعيب الأرناؤوط
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161031-WA0004.mp3فإن الناس بحاجة إلى العلماء كحاجتهم إلى الماء والهواء كما يقول *الإمام أحمد* رحمه الله تعالى : وحاجة الناس للعلماء تشتد في وقت الغربة ، وفي مكان الغربة .
والناس ليسوا بحاجة إلى علم العلماء فحسب ، ولكنهم أيضًا بحاجة إلى أخلاق العلماء وإلى سمتهم ، لأن العلماء هم الذين يطبقون الدين ، ويترجمون الأوامر النظرية إلى طريقة عملية ، ويتعلم المتتلمذ عليهم الخُلق وطريقة معالجة الأمور .
فجعنا أمس بوفاة عالم في بلادنا رحمه الله تعالى وهو من أهل التحقيق ، وهو ( *الشيخ شعيب الأرناؤوط* ) توفي أمس في السادس والعشرين من محرم سنة ألف وأربعمائة وثمان وثلاثين رحمه الله تعالى .
الشيخ شعيب رحمه الله تعالى كان والده صديق لوالد شيخنا الألباني ( نوح بن نجاتي ) وكلاهما ممن فرّ بدينه إلى سوريا،إلى بلاد الشام لما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخبار في فضلها ، ففروا من هناك على إثر موجة الإلحاد التي تعرضت لها ألبانيا ، ففروا من ألبانيا إلى بلاد الشام .
ولد الشيخ شعيب رحمه الله تعالى سنة (1928) فهو تقريبًا يناهز التسعين إلا قليلاً.
تعلم في دمشق ، وبدأ يتعلم العربية حتى أتقنها ، وأصبح حاذقًا فيها ، وكان يحث طلبته على ضرورة تعلم العربية ، وكان يقول رحمه الله تعالى ( *إن العربية وعاء الإسلام ، و لا يستطيع العبد أن يفهم الإسلام دون أن يتعلم العربية* ) .
ثم تحول إلى دراسة الفقه الحنفي ، فدرس على الشيخ ( *سليمان الغاوجي الألباني* ) الفقه الحنفي ، وتأثر بالفقه الحنفي إلى أواخر حياته ، فعلى الرغم من أنه كان يذكر مثلاً في التعليق على زاد المعاد في أنه لم يصح شيء في الوضوء من نزول الدم ، إلا أنه كان إذا نزل منه دم توضأ ، فبقي متأثرًا بفقه الحنفية رحمه الله تعالى .
رأى كما رأى غيره ، وكان هذا ظاهرًا جدًا على العلماء في ذاك الزمان أن العلماء يحتجون بالأحاديث و لا يفرقون بين الصحيح والضعيف ، وكما يقولون يظنون أن كل مدور رغيف ، وكانوا يقولون : ( *أي خير في حديث أنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه واختلط صحيحه بواهيه* ) ، فرأى أن العلماء يحتجون بكل شيء .
سمعت من الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله يقول : كان الخطيب في حلب يصعد على المنبر ويذكر حديثًا طويلًا أربع أو خمس صفحات ، فإذا أراد أن يؤكد للمستمعين أن الحديث مسند يقول : أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات ، وهو ما يفهم ما معنى أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات .
فرأى الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ،( وكنا قد تكلمنا قبل شهر في هذا المجلس المبارك عن الشيخ شعيب رحمه الله تعالى لما بلغنا استقرار قدمه على مذهب الصفات ، فذكرناه بخير )، وقلنا حفظه الله ، والآن خلال شهر نقول رحمه الله .
فرأى الشيخ شعيب رحمه الله تعالى أن العلماء يحتجون بالأحاديث ولا يفرقون ، ولا يدققون بين الغث والسمين ، ولا بين الصحيح والضعيف ، ولا بين السليم من الرديء ، فالشاهد وقع في قلبه أن يشغل وقته وأن يبذل جُهدًا كبيرًا في مجال التحقيق .
بدأ الشيخ رحمه الله تعالى من سنة (1955) بالتحقيق وعكف عليه ، وأعطاه وقته وعقله ولُبه وجده ، وبذل جُهدًا عظيمًا في هذا ، وأصبح له مدرسة ، وتلاميذ في التحقيق ، وأصبح تلاميذه ممن يحققون وينشرون .
في سنة (1958) التحق بالمكتب الإسلامي ، وصاحبه الشيخ زهير الشاويش رحمه الله ، واشتغل فيه محققًا مسؤولًا عن قسم التحقيق في المكتب لقرابة (20) سنة .
وطبع الشيخ رحمه الله تعالى في المكتب الإسلامي بواكير التحقيق لكتب التراث ، ومن ذلك إصدار :
? شرح السنة للبغوي
? روضة الطالبين للنووي
? المبدع في شرح المقنع
وعدد كبير من المراجع العلمية التي لا يستغني عنها أبدًا طالب العلم ، ونوع هذه المصادر ، وعددها بالمئات من المجلدات.
في أوائل عام (1980) وبالتحديد سنة (1982) إلتحق الشيخ شعيب رحمه الله بعد قدومه للأردن إلى مكتب التحقيق في مؤسسة الرسالة ، ومؤسسة الرسالة عندها كوادر ، وعندها عدد من المحققين ، وكان مدير مكتب التحقيق الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ، وبدأ يعمل لخدمة التراث ، وجزاه الله خيرا خدم عددًا كبيرًا من الكتب ، وطبع عدد من الكتب التي ما زلنا نفرح بها ، ونرجع إليها ، وإذا طلب منا النصيحة ننصح طلبتنا بأن يعتمدوها ، كطعبة :
زاد المعاد لابن القيم .
سير أعلام النبلاء ولأول مرة يصدر بتحقيقه كاملًا .
مسند الإمام أحمد وهو أول من انفرد بطبع مسند الإمام أحمد محققا في نحو ( 55 ) مجلد .
حقق مجموعة حسنة وطيبة من الكتب ، وكان آخر هذه الكتب تحقيقا له *السنن الأربعة ، فاشتغل عليها وتعب في ضبط نصها وتحقيقها ، رحمه الله تعالى.
تجربة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى كانت مُنصبة في التحقيق ولم ينشغل بالتأليف أبدًا .
كان بينه وبين شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في فترة من الفترات ،وقد أدركناها ،وعرفنا خفاياها، وليس بأهمية بمكان أن ندخل في تفاصيلها ، *كان بينهما ما يكون بين الأقران ، إلا أنَّ الأمر أستقر في أواخر حياة الشيخ شعيب رحمه الله على الخير ، وكان يذكر شيخنا الألباني في مجالسه بخير .
ولما زارنا من لبنان أخونا الشيخ ( مصباح حنون ) إلتقى بالشيخ شعيب رحمه الله تعالى وسأله سؤالًا صريحًا واضحِا مباشرًا :
أيهما الأفضل معتقد السلف في الصفات أم معتقد الخلف ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بجواب صريح وواضح فقال رحمه الله تعالى : مذهب السلف أعلم ، وأسلم ، وأحكم .
درج عند المتأخرين أنهم يقولون مذهب السلف في الصفات أعلم ، ومذهب الخلف أسلم ، وأحكم ، ومعاذ الله أن يكون الأدنى في العلم هو الأسلم والأحكم .
فكان جواب الشيخ شعيب رحمه الله تعالى لمن يعرف كلام العلماء ،جوابًا علميًا، دقيقًا، ملخصًا مركزًا ، وهكذا شأن العلماء رحمهم الله تعالى .
حقيقة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ومدرسته تفيد كثيرًا هذه الأيام ، وهذه الفائدة تكون في بعث التراث الذي بقي محبوسًا في داخل الجوارير وعلى الرفوف ، ولا سيما تلك الكتب الكبيرة التي لا يقدر عليها شخص واحد .
فالشيخ شعيب رحمه الله تعالى قام بتجربة عظيمة بجمع جهود متعددة ، اعترتها مشاكل وأمور يمكن أن يستلهم منها في الحقيقة مدرسة تبعث الكتب الكبيرة لتحقق وتنشر ويهنأ بها طلبة العلم.
اليوم في نوازل الإقتصاد والسياسة والعصر الذي نعيشه عصر تجمعات وليس عصر انفرادات ، هناك كتب عديدة جدًا نسخها الخطية محفوظة إذا طبعت تزيد عن (100) مجلدًا مثل *المطلب العالي لابن رفعة* و *تفسير الحوفي* و *التذكرة للصفدي* في الأدب ، هنالك كتب لا يستطيع شخص واحد أن يقوم بها ، فمدرسة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى وطريقته واجتماع مكامن القوة في الأمة أعانت ، فكان يجد من يتولى القضايا الإدارية والمالية ، وكان يجد من يتولى القضايا الفنية للنشر ، وكان هو منشغلًا ومُنصبًا على المسائل العلمية ، وانجز رحمه الله تعالى إنجازات عظيمة ، *المجلدات التي كتب اسم الشيخ شعيب رحمه الله تعالى عليها تصل إلى المئات ، تصل إلى (400) ، (500) مجلد ،* وهذا أمر نادر جدًا ؛ وما أظنه حصل من قرون، والسبب في ذلك :
الإنقطاع .
وعدم الإنشغال إلا بهذا الأمر .
المتابعة الحثيثة الشديدة
وجود الكوادر والمساعدين
وجود الناشر الذي يتبنى هذا الأمر حتى يبقى العمل مكتملا.
الشيخ شعيب رحمه الله تعالى خدم الأمة ، وخدم التراث وأسأل الله عز وجل أن ينفع به ؛ وأن يغفر له ، وأن يرحمه ، اللهم إنه مقبل إليك محتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، اللهم إن كان محسنًا ولا أظنه إلا كذلك فزد في حسناته ، وإلا فاغفر لنا وله ، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 21 افرنجي
20 محرم 1438 هجري
السؤال التاسع عشر أخ من فنزويلا يقول كثيرا ما نحيل أحكام الدين على الأئمة الأربعة…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/05/19-1.mp3الجواب:
كانوا يعتمدون على الدليل..
وقد كنت ذكرت لكم أن واحد تركي،
– والأتراك متعصبون لمذهب أبي حنيفة –
القاضي يقول له: قل أزوجك ابنتي على مذهب أبي حنيفة(!)..
و قال للأخر: قل قبلت..
فيقول: قبلت..
قال: قل على مذهب أبي حنيفة!..
فما قبل، ثم قال له مرة ثانية: قل قبلت على مذهب أبي حنيفة(!)..
حتی أعاد عليه الثالثة!..
فقال: قبلت..
قال: لما لا تقول على مذهب أبي حنيفة؟!..
فقال: “أنا أريد أن أتزوج على مذهب أبيه لأبي حنيفة!!..”
أبو أبو حنيفة زواجه صحيح أم باطل!!..
فعلی مذهب أبيه لأبي حنيفة إذا!..
قرأت في [ذكريات الطنطاوي]
– و أنصح إخواني أصحاب النهمة في القراءة بقراءتها و أعتبر قراءتها مثل من يتناول الكنافة والقطايف(!)..فالإنسان يتسلى بها –
يقول الشيخ علي الطنطاوي في [ذكرياته]: دخلت المسجد النبوي وكان المسجد يصلى فيه أربع أئمة؛ أمام حنفي، شافعي، حنبلي، مالكي..
فمثلا أنا شافعي دخلت وجدت الإمام الحنفي..
ما أصلي حتى ينهي!!..
– فقال: – أنا دخلت ومعي إبنتي الصغيرة فقالت:
يا أبتي لماذا هؤلاء يجلسون وهؤلاء يصلون؟!..
فقال: يا بنيتي هؤلاء شافعية والإمام حنفي..
فلما يأتي الإمام الشافعي يصلون..
فيقول بنتي صغيرة لا تفهم مثل هذا، ولكنها قالت لي: لماذا الناس لا يصلون على مذهب النبي؟!!..
فالحق يخرج من الإنسان بكل بساطة وعفوية..
و الإمام إبن دقيق العيد له كتاب يا ليت أننا نجده، وكان شيخنا الشيخ حماد الانصاري يتطلبه، وذكره شيخنا الألباني في مقدمات [صفة الصلاة]، وكذلك كان الشيخ تقي الدين الهلالي يتطلبه، وقيل أن عنده نسخة، ونسخة عند أحد الغماريين؛ عبد الله الغماري..
إسم كتاب ابن دقيق العيد – وهو إمام كبير قيل عنه أنه مجتهد -:
[ما خالف فيه الأئمة الأربعة حديث النبي صل الله عليه وسلم]
ممكن الأئمة الأربعة يخالفون الحديث؟!..
الجواب ممكن..
لكن هل نتنقص الأئمة الأربعة ما عاذ الله أن نتنقص الأئمة ونبرأ إلى الله ممن تنقصهم..
مجلس فتاوى الجمعة
27 _ 5 _ 2016
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
السؤال 10 أخ يسأل يقول أريد أن أصبح عالما راسخا في الدين أحرس التوحيد…
الجواب : أولاً: تفتقر إلى الله، وأن تطلب منه بصدق وإخلاص، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم، فهل النبوة مكتسبة أم أنها اختيار من الله عز وجل؟ قال الله تعالى{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة…}، يا من تسأل، الخيرة ليست لك الخيرة لربك، العالم وارث من الأنبياء والنبي اختيار من الله، فالإنسان يصبح عالم باختيار من الله، فالعالم ليس أذكى الناس، والعالم ليس أحسن الناس، والعالم ليس أغنى الناس، وإنما العالم إختيار من الله – جل في علاه – لكن هل علي لوم؟ نعم عليك لوم، فإنما العلم بالتعلم، لكن أنت إن تعلمت ارتفع قدرك كالسيول كل سيل له قدر، فأنت لك قدر فقد يكون هذا القدر لك بأن تصبح عالم أو قد لا يكون، لكن الإنسان بحاجة أولاً أن يفتقر إلى الله – جل في علاه -، وأن يبتعد عن الذنوب، وأن يبتعد عن الغفلة، وأن يبقى يزداد قرباً، فكلما ازداد علماً وأحدث لله شكراً وازداد في طاعته وعبادته وحسن حاله مع ربه – جل في علاه – من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج أن يجد وأن يجتهد وأن يحافظ على رأس ماله ورأس مال طالب العلم الوقت فإذا رأيت الإنسان بطال يجلس ويلهو ويذهب ويجيئ ويأكل ويشرب وينام كسائر الناس فهذا لا يفلح، طالب العلم يفلح إذا كان كما قال بعض أهل العلم عن
عبد الغني بن سعيد الأزدي وقد توفى سنة: 409 قالوا: لما رآه العلماء قالوا: كأنه شعلة نار.
مجلس فتاوى الجمعة 6/5/2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن ال سلمان
السؤال السابع حدثنا عن شيء من رقة الشيخ الألباني وعبادته ورقته
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170525-WA0038.mp3
الجواب : لا نعرفُ الشيخ إلا صائماً يومي الأثنين والخميس حتى في الرحلات ، لا نعرفُ الشيخ أبداً إلا صائماً في يومي الأثنين والخميس ، مصلياً الضحى وأحسبه قائماً لليل ، الشيخ على فقره وعدم بسط يده وعدم سعة الرزق في فترة من حياته كان الشيخ يبذل المال في سبيل نشر السنة ، مثلاً أول مصلى للعيد ، وللشيخ كما تعلمون مصلى للعيد ، هو الذي جهز هذا المصلى بماله وكان حريصاً جداً عليه وكان السلفيون يجتمعون من كل حدبٍ وصوب في هذا المكان ، ترى الدعوة والسلفية فيها غُربة والحق ثقيل ومريء يحتاج إلى محاضن تربوية ،يحتاج إلى إخوة ، لقاءات فيها ما يعين بإذن – الله عزوجل – على رفع هذه الغربة ورفع هذا الثقل ، فالشيخ – رحمه الله – كان حريصاً على هذا ، كان حريصاً على جمع الإخوة وكان حريصاً يتفقدهم ، وفجأة تجد الشيخ رحمه الله في أوقات مبكرة لبعض تلاميذه يطرق الباب ويتفاجأ بأن الشيخ موجود ومع الشيخ طعام الإفطار هذا أمرٌ تكرر من الشيخ في حق مجموعة من الإخوة ، كان يتعاهد إخوانا الذين لهم تأثير طيب على الناس كان يتعاهدهم وكان ينصحهم وكان شفوقاً بهم كالأب ، تتصل به امرأة مرة – كان عندنا شيء يسمى التطوير الحضري وألزموا الناس بالتعامل مع البنوك ، فرأى المرأة حريصة حرصاً شديداً على أن تتخلص من الربا ولا تُربط بالربا ، فالشيخ – رحمه الله تعالى – أرسل من يدفع عنها مبلغاً كبيراً في ذاك الوقت ، ما يزيد عن عشرة ألاف دينار ، أن يدفع عنها هذا المبلغ لرؤيته حرصها على عدم الوقوع في الربا ، ولأنه شعر أنها حريصة على الهروب من هذه المعصية ، الشيخ وضوحه في دعوته وصبره وعدم ضعفه أمر يُضرب فيه المثل ، أذكر أنه صدر قرار أن الذي يعمل حادث دهس لا بد من سجنه ، وكان حديث عهد بخبر فبعده بأقل باسبوع دهس الشيخ بنتاً بنت صغيرة ، كنا مدعويين على مزرعة لأحد إخوانا أظن في يوم عاشوراء وكنا صائمين والشيخ كان مسرعاً فدهس أبنة ، قلقتُ شديداً وبقيت احاول أنام ، غاب الشيخ عن الإفطار وعلمنا بعد أن أفطرنا أن الشيخ حصل معه حادث وكذا، وأنا متقلب للساعة الواحدة تقريباً في الصيف وأتواصل بالشيخ فيرد فقلت الحمدلله أنا اطمأنيت، فحمد الله تعالى وأثنى على الإتصال وبدأ الشيخ يحادثني وأنا القَلِقْ ، وبدأ الشيخ يذكر لي عبارات فيها قضاء الله وقدره ، فكان حقيقة في نفسي كان هذا موقفاً مؤثراً جداً .
الشيخ ما رأيتهُ ضعيفاً في موقفٍ أبداً وفي أحلك الظروف ، الشيخ يُسَفَّر وخرج قرار بتسفيره الشيخ يقول : زوبعة في فنجان وما قضى الله كان ، بعض إخوانا اتصل بالشيخ ابن باز – رحمه الله – فقال يكتب لي الشيخ ويقول للشيخ هذا أمر طلب منه ، فقيل للشيخ الشيخ يقول كذا ، فقال الشيخ ابن باز : إن شاء الله خير ، إن شاء الله خير ، واتصل بملك البلاد وأخبرهُ بأن عندكم رجل سيدخل التاريخ وهو عالم كبير وفي قرار بالتسفير ،فقال الشيخ : يبقى شهراً والأمر عندنا ، فلما قُرِئت كتب الشيخ وسُمعت أشرطة الشيخ كان القرار بالتثبيت والتمكين لطلبته بالتدريس – فكنا ممنوعين من التدريس وما كنا نُدرِسْ – فالذي أحسبهُ أن دروسنا التي ندرسها في الأردن في صحيفة الشيخ ابن باز – رحمه الله – وهذه بركات الصدق والإخلاص .
فالطرائف عن الشيخ كثيرة وكثيرة جداً وكنت أراجع الشيخ فيما وكلني ببعض الأعمال فكنت انتهز الفرصة فأسأل فلما اسكت الشيخ عالعادة يلبس النظارات وعادته كان ينزلها تحت العين ويبدأ يكتب فلما أسأله ينظر من فوق النظارة تارةً وينظر إلى الورق تارة ، فلسان حاله يقول : امضِ ، أخذت ما شئت وحصل المطلوب من الزيارة امضِ ، اتركني مع أوراقي اتركني مع بحثي ، فالشيخ كان هكذا .
الإخوان المسلمين قاموا عليه بضجة كبيرة في قضية فلسطين وبعض إخوانا من المحبين للشيخ قريب من المسؤولين، وهو مسؤول ورجل فاضل فتكلم مع رئيس مجلس النواب قال : ترى الشيخ كيت ،والمسألة كيت ،وهذا تلفون الشيخ فاتصل به فيتصل بالشيخ والشيخ يقول له الأسئلة بعد العشاء يقول معك فلان رئيس مجلس الأعيان أريد اسمع منك قضية فلسطين وفتواك في فلسطين ، الشيخ يقول : السؤال بعد العشاء ، ما كان الشيخ يجاملُ أحداً وياليتهُ جامل بعض الناس لارتاح الشيخ وارتاح طلبتهُ من بعض المعاناة للآن ، مفتي في الزرقاء مدينة قريبة من مدينة عمان كان يتكلم عن الشيخ ، وهوعقيدته سلفية ومن تلاميذ الشيخ ابن باز لكن سبحان الله في قلبه شيء على الشيخ ، فبعض إخوانا الطيبين اجتهد ولين قلبه وأخبره بأن يذهب لزيارة الشيخ وضربوا الجرس فقال : من بالباب ؟ فقال : فلان وفلان ، والشيخ يوسف البرقاوي ، فالشيخ قال : فلان وفلان يدخل ، وفلان يرجع ، فزاد الطين بِلة ، فالشيخ له قوة في الحضور فحدث ولا حرج .
أما المناظرات – فأنتقل إلى جانب آخر وبه أختم والكلام طويل ويحتاج إلى تحضير ولكن هذا ما سنح في البال – قالوا للشيخ في واحد يدعي علم الغيب ، قال الشيخ : يَحْضُر ، – ما كان الشيخ يرد احدا ، قال واحد يدعي الغيب .. قيل للشيخ فلان حضر ، وهو داخل قال الشيخ : عندي شرط ، قال : ما هو ؟ ، قال انتهت المناظرة اخرج ، تعرف الغيب وما تعرف الشرط ، فما عرفت الشرط انتهت المناظرة ، فالشيخ طردهُ قبل أن يجلس، فالشيخ – رحمه الله تعالى – في المناظرة يُذكرك بما قيل عن الإمام الشافعي كأنه أسدٌ فاغر فاه أمام الذي يناظره ، والله أعلم .
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
⏰ *2017 – 3 – 15*
رابط الفتوى :
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
السؤال الثالث هل يجوز أن أقول للعالم الذي لم أتتلمذ عليه شيخنا
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161103-WA0010.mp3الجواب : لا حرج في ذلك، إذا علِم الله أنك تقول ذلك من باب الاحترام له وتبجيله وتوقيره وليس من باب التُكَثِّر وأن تُطعِم نفسك ما لم تأكل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري 🙁 الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) ، فلا حرج أن يقول الإنسان للعالِمِ (شيخنا).
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: هل يجوز للإنسان أن يقول عن الصحابة شيوخنا؟
قال: لا بأس.
والصحابة نحن لم نعِش معهم.
فأن تقول للعالم: (شيخي، شيخنا) ولا تُفهِم من حولك أنك تتكثَّر به فلا أرى حرجًا في ذلك إن شاء الله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 – محرم – 1438 هجري
2016 – 10 – 28 إفرنجي
السؤال الثامن لو تحدثنا – جزاك الله خيرا – عن ثناء العلامة الألباني على…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170525-WA0036.mp3
الجواب : الشيخ عانى معاناة شديدة في سوريا ، وعانى معاناة شديدة في الأردن لأنه وهابي ، يعني الشيخ معاناته أنه هو وهابي ومصنف عند الخصوم والشانئين بأنه وهابي .
الشيخ – رحمه الله تعالى – كان دائماً يذكر الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – بأنه أحيا التوحيد ، وأن التوحيد صافٍ في كتبه ، ويرشد الناس لدعوة الشيخ الإمام .
وعندي مصورة عن مقالة في جريدة العلَم الدمشقية سنة ألف وتسمائة وخمس وخمسين محاكمة للشيخ من قِبَل علماء دمشق ، يحاكموه بأنه وهابي، فالثناء والموافقة والدعوة إلى دعوة الإمام الشيخ المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي من صلب دعوة الشيخ وهي من أساس دعوة الشيخ، فالشيخ – رحمه الله تعالى – عاش للتوحيد وعاش للسنة .
بعض المنغصات وبعض الأشياء تحصل ، الناس لا تفهم ، بعض المواقف ، فمثلاً خرج في فترة من الفترات – وأنا بفضل الله كنت حاضر في المجلس وسبحان الله كل مجلس مكتوب عندي مكتوب زبدة المجلس وتاريخه ، فمثلاً مدح الشيخ لسيد قطب ، كنت في مجلس لشيخنا قرأ عليه بعضهم كلام سيد قطب في لماذا أعدموني – فالشيخ وموضوع ضرورة الرجوع إلى العقيدة وهذا مناسبة ذكري لهذه القصة مع السؤال عن دعوة الإمام المجدد فكان الشيخ دائماً يركز على ضرورة التوحيد ، وأن يكون التوحيد صافياً ، ومن يسمع اشرطة شيخنا يجد أن لب دعوته في الدعوة إلى التوحيد وإلى الدعوة إلى فحوى دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – فالشاهد ينقل في المقدمة بعض من يقرأ على الشيخ لماذا أعدموني عن سيد قطب أن مشاكل الأمة اليوم إنما هي بسبب عدم تعلم التوحيد ، وأن الناس ما تعلموا التوحيد الصحيح ، الشيخ يقول بعد أن قُرأ عليه هذا القسم من الكتاب يقول : كأنه قرأ معنا التوحيد ، لكن الشيخ ما أنتبه إلى الطامات في الكتاب نفسه إلا بعد أن كتب الشيخ ربيع كتابه عن السيد قطب فمدحه كتاب الشيخ ربيع
فشيخنا -رحمه الله تعالى – كان يمدح هذه الدعوة دعوة التوحيد ويدعو إليها بكل ما أوتيَ من قوة ، وجل المشاكل التي واجهت الشيخ إنما هي في هذا السبب إنه محسوب وهابي فَكَثُرَ خصوم الشيخ لأنه كانوا يلمزونه بهذا اللفظ الذي ( وهابي ) والذي من المعلوم موقفنا منه.
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
⏰ *2017 – 3 – 15*
دابط الكلمة :
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
السؤال 10 أخ يسأل يقول أريد أن أصبح عالما راسخا في الدين أحرس التوحيد…
الجواب : أولاً: تفتقر إلى الله، وأن تطلب منه بصدق وإخلاص، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم، فهل النبوة مكتسبة أم أنها اختيار من الله عز وجل؟ قال الله تعالى{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة…}، يا من تسأل، الخيرة ليست لك الخيرة لربك، العالم وارث من الأنبياء والنبي اختيار من الله، فالإنسان يصبح عالم باختيار من الله، فالعالم ليس أذكى الناس، والعالم ليس أحسن الناس، والعالم ليس أغنى الناس، وإنما العالم إختيار من الله – جل في علاه – لكن هل علي لوم؟ نعم عليك لوم، فإنما العلم بالتعلم، لكن أنت إن تعلمت ارتفع قدرك كالسيول كل سيل له قدر، فأنت لك قدر فقد يكون هذا القدر لك بأن تصبح عالم أو قد لا يكون، لكن الإنسان بحاجة أولاً أن يفتقر إلى الله – جل في علاه -، وأن يبتعد عن الذنوب، وأن يبتعد عن الغفلة، وأن يبقى يزداد قرباً، فكلما ازداد علماً وأحدث لله شكراً وازداد في طاعته وعبادته وحسن حاله مع ربه – جل في علاه – من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج أن يجد وأن يجتهد وأن يحافظ على رأس ماله ورأس مال طالب العلم الوقت فإذا رأيت الإنسان بطال يجلس ويلهو ويذهب ويجيئ ويأكل ويشرب وينام كسائر الناس فهذا لا يفلح، طالب العلم يفلح إذا كان كما قال بعض أهل العلم عن
عبد الغني بن سعيد الأزدي وقد توفى سنة: 409 قالوا: لما رآه العلماء قالوا: كأنه شعلة نار.
مجلس فتاوى الجمعة 6/5/2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن ال سلمان