هل هذا حديث الحج ممحقة للفقر

هذا الحديث بهذا اللفظ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويغني عنه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: {تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر نفياً}.
فإن من أسباب الغنى أن يبقى الرجل متابعاً بين الحج والعمرة دائماً فإن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، وكلامه وحي يوحى قد قال ذلك وضمنه، ولذا لما سئل بكر بن عبد الله المزني التابعي الجليل رحمه الله، سئل عن رجل عليه  دين هل له أن يحج؟ فقال: (نعم فإن الحج أقضى للدين}، أي من سبب قضاء الدين الحج، ثم ذكر الحديث، وقد صح في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله: {أيما عبد أصححت له بدنه، ووسعت له رزقه، ولم يفدني كل خمس سنوات مرة فهو محروم}، فأقل المتابعة بين الحج والعمرة، أن يحرص المسلم على أن يحج أو يعتمر في كل خمس سنوات ولو مرة، ومن تيسر له دون ذلك، فهذا حسن، والله أعلم.

السؤال الثاني و العشرون رجل أحرم للعمرة وفي منتصف الطريق انقلبت به السيارة…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/05/22.mp3الجواب : عليه الفدية ! ، عليه الفدية! .
النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- لمّا رأى أمّ هانئ وكانت امرأةً ثَبطةً (حركتها بطيئة) لبدانتها ، وهي عمّتهُ -صلى الله عليه وسلم- ، فقال لها : ” يا أم ّ هانئ أهلِّي واشترطي ” ، أي : عندما تقولين : لبيك اللهم بعمرة ، قولي : اللهم محلّي حيث حبستني ، أو قولي : لبيك اللهم بحج ، اللهم محلي حيث حبستني.
ما معنى محلّي ؟ أي : أن أتحلل من إحرامي ؛ فإن حبستَني في شيء ولا أقدِرُ أن أتمّم ، فأنا حيث حُبست ، فحينئذ تخلّصت من إحرامي ، ورجعت إلى ملابسي ورجعت الى حالي الأوّل.
فمن اشترط في الإهلال وحصل معه شيء حبسه = فلا شيء عليه.
شيخنا الألباني -رحمه الله- ذكرَ في كتابه ” مناسك الحج والعمرة ” وكان يُفتي بهذا : إنّ الناس تركب السيارات والطائرات ، وركوب الطائرة وركوب السيّارة أشدّ من كون أم هانئ ثبطة ! ؛
فبمجرد وقوع شيء مع سائق السيّارة فالأثر المترتب عليه أشدّ من ضعف أم هانئ ! ،
فكان شيخنا يقول : كل معتمر اليوم يركب السيارة أو الطائرة ينبغي له أن يشترط بحيث لو جرى معه شيء = فحينئذ لا شيء عليه.
أمّا من أهلّ بلا اشتراط فالواجب عليه هدي بالغ الكعبة .
مجلس فتاوى الجمعة
20_5_2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

السؤال الرابع أثناء تواجدنا في الحرم لأداء مناسك الحج والعمرة هل نصلي الرواتب

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170402-WA0035.mp3الجواب : لا يُمنع أحد في بيت الله الحرام أن يصلي أو أن يطوف في أي وقت شاء، لكن هذه تكون من التطوع المطلق ولا تكون من الرواتب، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً صلى بالبيت أو طاف في أي ساعة ما شاء من ليل أو نهار.
فالطواف والصلاة ببيت الله الحرام لا يوجد لها وقت مكروه ،ولك أن تصلي ما شئت ولكن وقع خلاف بين العلماء أيهما أفضل كثرة التطوع أم كثرة الطواف؟
علمنا علماؤنا في المفاضلات التفصيل ،المفاضلة بين أمرين غالباً الصواب فيه التفصيل
فقال العلماء : القادم إلى مكة الأحسن في حقه أن يكثر من الطواف ،ومن كان من أهل مكة فالأحسن في حقه أن يكثر من التطوع،
القادم لمكة لا يمكن أن يطوف إلا في مكة فالأحسن في حقه أن يكثر الطواف.
أما الرواتب فلا تُصلى أي المسافر لا يصلي الرواتب ،والنبي صلى الله عليه وسلم ما صلى في السفر إلا راتبتي الفجر والوتر، كان يصلي صلى الله عليه وسلم ويحافظ على راتبة الفجر فما تركها في حضر ولا في سفر ،والوتر ؛فالنبي عليه السلام ما ترك الوَتْرَ يقال الوَتْرَ ويقال الوِتْر والأصوب الوَتْرَ وهي لغة القرآن ،فالوَتْرُ ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم في حضر ولا في سفر، ورد عند الدارقطني في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي سنة المغرب في السفر والرواية ضعيفة لم تثبت فالثابت أن المسافر كرواتب ،يصلي سنة الفجر والوتر ،فالحاج والمعتمر لا يمنع من التطوع لكن يتطوع ولا ينوي الرواتب
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 3 – 31 إفرنجي
3 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال الرابع و العشرون هل الطواف عبادة مستقلة لا تعلق لها بالعمرة ولا…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/05/24.mp3الجواب : قطعًا ! ، الطّواف عبادة غير الحج والعُمرة ؛ قال سبحانه وتعالى : {وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} .
والعُلماء يقولون : إنّ الله قال :
{لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}
فكما أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد = فكذلك الطّواف لا يجوز أن يكون إلا من المسجد ، فلو طاف أحدهم بطائرة = فطوافُه باطل ، ولو طاف أحدهم بالسيّارة حولَ مكة = فطوافه باطل.
وفي البخاري(1622)= صلى النبي-صلى الله عليه وسلم-لسُبوعه ركعتين ، وقال نافع : {كان ابن عمر-رضي الله عنهما-يصلي لكل سُبوع ركعتين}، وقال إسماعيل بن أمية : {قلت للزهري : إن عطاء يقول : تجزئه المكتوبة من ركعتي الطواف! } ، فقال : {السنة أفضل ؛ لم يطفِ النبي -صلى الله عليه وسلم-سُبوعا قطّ إلا صلى ركعتين}.
والعلماء يقولون : القادم إلى مكة الأحبُّ في حقه أن يُكثرَ من الطّواف ، والباقي في مكة الأحبُّ في حقه أن يُكثر من التطوّع ،
?إذاً فالطّواف عبادة .
مجلس فتاوى الجمعة
20_5_2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
✍?

السؤال السادس مع إقتراب موسم الحج يظهر آلاف تجار فيز الحج ما…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/07/س-6-1.mp3الجواب : أولاً : مِن حَق أولياء الأُمور أن يُنَظِّموا شَأْن الحج ، وصحّح شيخنا الألباني -رحمه الله -الحديث القدسي الذي يقول فيه الله عزَّ وجل ويرويه النبي -صلى الله عليه وسلم- : “من أصحَحْتُ له بدنَه ، ووَسَّعْتُ له في رزقه ، ولم يَفِدني في كُلِّ خمس سنوات مرة فهو مَحروم” .
لم يَفِدني تشمل : الحج والعمرة .
من كان صحيحَ البدن صاحبَ مال ولم يَحُج أو يعتمر في كُل خَمس سنوات مرة محروم ؛ يعني على الأقل اجعل في منهج حياتك على الأقل ما تفوتك خمس سنوات حج أو عمرة ، لذا مثلاً الأنظِمة تقول : كُل خَمِس سنوات تحجُّ مرة في “حجاج الداخل” ، يَسمّوهم حجاج الداخل ، من حقي أن أَحُج فإذا ما حصلت فيزا فاضطرِرتُ لِشرائها فالإثمُ على الآخذ وليس على الُمعطي ، وهذا يتأكد في حق من لم يَحُج حُجَّة الإسلام .
⏮ أنا أضرب مثال دائماً أقول : أنا أعطيتُ واحد مثلاً مئة نسخة من كتاب من كُتْبي ، وقلت وزع المِئة نُسخة ، هل هذا الذي أخذ المِئة نُسخة ليُوزِّعها هل له أن يبيعها ؟ ليس له أن يبيعها ، فإن باعها خالف شرطي ، وهو آثم ، هناك فيز تُعطى تحت مُسمَّيات مُتعددة تُوزَّع على الناس ، فبعض الناس يستغلها ويبيعها .
واحد من طلبة العلم رأى كتابي حاول عدة مرات أن يُحصِّل على نُسخة لم يستطع بذل جهده ما استطاع ، فلم يستطع أن يُحصِّلَ نُسخةً إلا بدفعِ المال فدفع مالاً لأخذها ، فهو مأجور والإثم على من أخذ المال ليس على من بذل .
تَفَطن وتأمَّل النبي- صلى الله عليه وسلم- حجَّ مع أبو طَيبة الأنصاري وأعطى الحجَّام ديناراً ، كان الإمام أحمد من شِدّةِ اتباعه إذا احتجم يأبى أن يُعطي الحجام إلا دينار، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – احتجم فاعطى دينار فإني أُعطي دينار ، لا يزيد ولا ينقص ، والنبي- صلى الله عليه وسلم- قال : ثمن الحجَّام خبيث .
الإمام ابن القيم في زاد المعاد في الطب النبوي منه الجزء الرابع من المطبوع يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- أطلق الخُبث على ثمن الحَجَّام وأعطى الحَجَّام ديناراً لمَّا احتجم ، فهذا أصل أصيل لانفكاك الأخذ عن العطاء ، فلا يلزمُ مِن حُرمة الأخذ حرمة البذل ، هناك انفكاك ليس كل أخذ حرام العطاء حرام ، أنت أُضْطِررتَ لشيء وهذا الشيء يأتيك بحق من حقوقك لا تُحصِّله إلا برشوة فاضطُرِرت لدفع الرِشوة ، وهذا الحق حقك فبذلُك للرِشوة حلال ، وأخذ الرِشوة حرام ، هناك انفكاك بين البذل وبين الأخذ ؛حديث الحُجامة يُؤكّد ذلك .
لذا الأحاديث أصول ، وهذه الأصول يُفرَّعُ عليها مسائل لا أول لها ولا آخر ، لذا لا يُمكن أن تنزل بالمُسْلمين نازلة إلا ولها في شرع الله تعالى حكم .
مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 7 – 22
رابط الفتوى :
خدمة الدُرَر الحِسان. من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?

السؤال التاسع أخت تسأل فتقول حضت قبل أن أصل الميقات…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170127-WA0047.mp3الجواب :
أولاً لا يجوز للمسلم أن يتساهل فيفعل المحظور .
بحجة أني أدفع الكفارة .
فالأصل في المحظور أنه محظور ، والأصل في المحظور أن المرأة تتجنبه .
والظاهر أن طريقة الإسدال التي استخدمتيها صعبة ، وإلا الإسدال سهل ، حتى يوجد في المدينة مع ملابس الإحرام للنساء غطاء للرأس المرأة تستطيع أن تُسدِل ولا تتعب .
فما أدري ما الطريقة التي استخدمتها الأخت ؟
لكن أمر حصل ، ووقع أنها شدته ، وهي وقعت في مخالفة المحظور.
ومخالفة المحظور :
إما أن تصوم ثلاثة أيام ، أو تُطعِم ستة مساكين ، أو تَذبح .
هي مخيرة من الأمور الثلاثة:
1 – إما أن تصوم ثلاثة أيام .
2 – أو تُطعِم ستة مساكين .
3 – أو تَذبح هَدياً بالغ الكعبة.
يعني الذبيحة تُذبح هناك ، وتُوَزَّع على فقراء الحرم .
فالشرع رَغَّبَ بالمجاورة ، وقد يجاور الإنسان في مكة ويكون فقيراً ،
فخص هؤلاء الفقراء بأحكام .
فمثل هذه الذبائح تكون لفقراء الحرم ، وما أكثر فقراء الحرم هذه الأيام ؟
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال الأول: يَسألُ بعضُ الأخوةِ عن الحج، لماذا كان الحَجُّ مرَّةً في العُمرِ؟ ولماذا أخَّرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الحجَّ إلى آخرِ عُمرهِ؟ ومن المعلومِ أنَّ الواجبات الأصلُ فيها أن تكون على الفَوْرِ. فما هو سِرُّ تأخيرِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الحَجَّ إلى آخرِ عُمره؟

السؤال الأول:

يَسألُ بعضُ الأخوةِ عن الحج، لماذا كان الحَجُّ مرَّةً في العُمرِ؟
ولماذا أخَّرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الحجَّ إلى آخرِ عُمرهِ؟
ومن المعلومِ أنَّ الواجبات الأصلُ فيها أن تكون على الفَوْرِ.
فما هو سِرُّ تأخيرِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الحَجَّ إلى آخرِ عُمره؟

الجواب:

الشِّقِ الأول وردَ في الحديثِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ” أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا”.
فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَوْ قُلْتُ نَعَمْ ؛ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ “. (مسلم ١٣٣٧)

فمنْ رحمةِ الله بِنا أنَّ الله تعالى أوجبَ علينا الحجَّ للمستطيعِ مرَّةً في العُمرِ.

وقوله: لو قُلتُ نعم: إشارة إلى أنَّ الأمرَ كان مُمكنًا، وقد فرضَ الله تعالى على نبَيِّه صلى الله عليه وسلم خمسينَ صلاةٍ في المعراجِ، ثمَّ لمَّا مرَّ بموسى عليه وعلى نبينا أفضل الصَّلاة والسَّلام ؛فأخبرَهُ أنَّ الله تعالى قد فرضَ على أُمَّته خمسينَ صلاةٍ، قال: يا مُحمّد إنك لم تبلو النَّاس، أنا بَلوتُهم وإنَّهم لا يستطيعون، فارجع إلى ربِّك واسأَله التَّخفيف.

صحيحِ مسلمٍ رقم ١٦٢.

فَمِن رَحْمة الله تعالى بنا أنْ خفَّفَّ علينا، ورفع عنا الآصار والأغلالَ التي كانتْ على مَن قبلَنا؛ ذلك أنَّ دينَنا دينٌ خالد، الدِّين الخاتم، الدينُ الباقي لله عز وجل إلى يومِ الدِّين، الشرائعُ السابقة كانت مُؤقَّتة، كانت سَتُنسخ بِبعثة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.

والشَّريعة الباقيةُ لا بُدَّ أن تكونَ وَسَطًا، لا وَكسَ فيها و لا شطط، فالشَّريعةُ الباقيةُ الخالدةُ لا بُدَّ أن تكونَ وَسَطا، لا يُحمَّل أصحابُها ما لا يستطيعون، فَمِن رحمة الله تعالى بنا أن جَبرَ كسرَنا وراعى ضعفنا، فغفرَ لنا سُبحانه، وفتحَ لنا بابَ التَّوْبة، وباب التَّوْبة مفتوحٌ إلى يوْم القيامة، وأنَّ الله يقبلُ العبدَ وإنْ بَلغت ذُنوبُه عنانَ السَّماء، وهذا لُطفٌ من الله بنا، وأنَّ من عصى الله، فسترَ على نفسه؛ فإنَّ الله يسترُ عليه بخلافِ من كان قبلَنا اليهود.

اليهود كان الواحدُ منهم إذا عصى الله استيقظَ ووجدَ المعصيةَ مكتوبةً على بابِ بيتِه.

أخبرني بعض الإخوان من الأساتذةِ في هذا المسجدِ مِمَّن درَس في بريطانيا، يقول: كُنتُ أدرس وكان جيراني في السَّكن من اليهود، فما زالوا قبل أن يناموا يكتبون معاصيهم على أبواب بُيوتهم ، للآن يكتبون معاصيهم على أبواب بيوتهم: فعلتُ كذا وكذا، هذه فضائح -نسأل الله الرحمة.

فمن بركة الله ورحمته بنا أنَّ الله عزَّ وجل ما أوجبَ الحَجَّ علينا إلا مرةً واحدةً، ذلك أنَّ للطَّاعةِ والعباداتِ و أركانِ الإسلام أسباب:

– فسببُ الصَّلاة دخولُ الوقتِ ودخولُ الوقتِ مُتجدِّد.

– وسببُ الزَّكاة بلوغُ النِّصاب مع حولان الحَوْل، وهو مُتجدِّد.

– وسببُ الصِّيام رُؤيةُ الهلالِ (شُهود الهلال)، من شَهِدَ الهلالَ عليه أن يصومَ وهو مُتجدِّد.

– وسببُ الحَجِّ وجودُ بَيْت الله الحرام، وبَيْت الله الحرام ليسَ مُتجدِّد.

يعني: هو لا يتجدد كتجدُّد الأهِلَّة في الحَجِّ، والأهِلَّة في الصِّيام ودخولُ وقت الصَّلاة.

أمَّا لماذا أخَّرَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلَّم- الحَجّ؟

فُهوَ أيضًا لحِكمة، وهذه الحِكمة قد تظهر وقد تخفى.

اللهُ عزَّ وجَل أخبرنا أنَّ كفَّار قُرَيْشٍ كانوا يعملونَ بالنَّسيئة، فكانوا يلعبونَ بالأشهرِ، وهذا الأمرُ امتدَّ فترةً طويلةً في تاريخِ البشريَّةِ.

والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لمَّا خطبَ يوم عرفةَ قال: “إِنَّ الزمان قد استدارَ كهيئته يوم أنْ خلق الله السماواتِ والأرض”. متفق عليه.

يعني: في العام الذي حجَّ فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم انتهى أثرُ النَّسيئةِ واللَّعِب بالأشهُر.

ونظام النَّسيئة يحتاج لدراسة، والجصَّاص في تفسيرِ سورة التَّوْبة لمَّا ذَكرَ الله عز وجل آيةَ النَّسيئة، ذَكرَ عن عالِمٍ في الحساب، مكث ثمانِ سنواتٍ وهو يحسب، وبرهنَ أن النَّبيَّ-صلى الله عليه وسلم- لمَّا حجَّ بدأ الكَوْن دوْرةً زمانيةً جديدةً، ومعنى هذا أنَّ الحجَّ قبلهُ كان في غيرِ وقتِه.

وهُنالِك مسألةٌ يبحثها عُلماؤنا وفقهاؤنا قديمًا وحديثًا: أيُّ الأشهرِ أحبُّ إلى الله لأداء العمرة؟

قالوا: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم اعتمرَ ثلاثَ مراتٍ، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم اعتمرَ في ذي القَعْدة، ومنهم من فَصَّل وقال: أفضل شيء في رمضان ثم ذي القَعْدة، ومنهُم من قال: ذي القَعدة أفضل من رمضان؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رمضان إنَّما اعتمر بذي القَعدة.

حقيقةً: المسألة تحتاجُ إلى بحث، ويَسَّرَ اللهُ لي أن قرأتُ كتابًا وصلني، كتاب الكرماني، ذكر فيه مُفصَّلاً طريقة النَّسيئة التي كانت عند العرب، فأصبحَ بيْنَ أيدينا الآن معلومات دقيقة خصوصًا مع استخدامِ الحاسوبِ ولو بَعُدَ الزَّمن.

هل النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لمَّا اعتمر في ذي القَعدة، كانت العُمرة الأولى مثلاً في أول ذي القَعدة الثانية أو ما شارف الأول، والثانية كانت في وَسط ذي القَعدة أو ما شارف الوَسط، والثالثة كانت في آخر ذي القَعدة فجاء الحجُّ فدخل الحجُّ في وقته، وما قبلَه كان في ذي الحجة؟

فعُمرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في توْقيت العرب في ذي القَعدة، ولكن عند الله في النَّسيئة كانت في ذي الحجَّة؟

هذه المسألة تحتاج لدراسة.

النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ في حديثٍ فيه ضَعف، وهي من أخبار الجاهلية، أنه حَج في الجاهلية قبل الإسلام، ولمَّا رآه الجُبير بن مُطعم في عرفة قال: ما لهذا الشاب من الحُمسِ (يعني من قريش) في عرفة؟
فقريش لم تكن تقف في عرفة.

فالشَّاهد أن لتأخير النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حكمة، والحِكمُ الذِّهنُ فيها يذهب كثيرًا منها تأخيرُ النَّبيُّ للحَج قالوا: هذا دليل على أنَّ الحَجَّ على التَّراخي وليسَ على الفَوْرِ، ولكن العِلَّة السَّابقة إن صحَّت فيُصبحُ القَوْلُ بأنَّ الحجَّ على التَّراخي؛ لأنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أخَّر الحَجَّ يُصبح فيه كلام وفيه نِزاع، هذه واحدة.

الثانية: العرب كانت تطوفُ في البَيْتِ إلى ما قبل حِجِّ النَّبي صلى الله عليه وسلم بعام، النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حجَّ في العاشر، وفي العام التَّاسع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أرسلَ أبا بكر فحَجَّ أبو بكرٍ وجَمعٌ من الصحابة معه، وأمره صلى الله عليه وسلم أن يُؤذِّن في النَّاس: “لا يَحُج بعد هذا العام مُشرك” متفق عليه.

يعني: لا يَحُج مُشرك على طُقوسهم.

والطقوس: كان الرِّجال والنِّساء يطوفون سواء، وكانت المرأة تطوف عُريانة والرجال يطوفون عرايا، قالوا: كانوا في النَّهار يجعلون الطَّواف للرِّجال وفي اللَّيل يجعلونَهُ للنِّساء، فأمر النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم أن يُؤَذَّن في قبل العامِ الذي سيذهبُ إليه؛ حتى لا يرى مثل هذه المسائل.

كانت المرأة -كما في صحيح مسلم – من حديث جابر :” كَانَتْ الْمَرْأَةُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهِيَ عُرْيَانَةٌ، فَتَقُولُ: مَنْ يُعِيرُنِي تِطْوَافًا، تَجْعَلُهُ عَلَى فَرْجِهَا وَتَقُولُ: الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ، فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ” (مسلم ٣٠٢٧)، تريدُ فرجها: اليوْم يبدو الفرج كله أو بعضه، وما بدا منه لا أُحلُّ لمن يراني أن ينظرَ اليه.
جاهلية والشياطين يلعبون بهم.

والله يقول :{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [ الأنفال: ٣٥] ، يعني: الذي يطوف يُصفِّق ويُصفِّر وهو يطوف!.

تخيّل أناسٌ يطوفونَ عرايا ويصفقون ويصفرون! هذا صنيع الشياطين.

فالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أبطلَ هذا الصَّنيع قبل أن يذهبَ للبَيْت، قبل أن يطوفَ بالبَيْت، أبطلَ هذا الصَّنيع والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم طاف بالبَيْتِ.

وولايةُ بَيْت الله تعالى كانت للمُتقين، وخرجت هذه الوِلاية عن المُشركين، وأسأل الله أن لا تعود إليهم اليوْم.

اليَوْم بعض الدُّول الغاشمة التي تتستَّر بالإسلام تُطالب بتدْويل الحَرمَيْن، وأن يكونَ لهم نصيب في هذا التَّدويل، ولذا يُسجِّلون و يصنعون دائِمًا الفِتن في مكة، وظهر هذا جليًّا أسأل الله العافية، حتى يتمكنون من هذه الفكرة الآثمة.

*فالشَّاهد أنَّ الحجَّ للمستطيع الذي أراه راجحًا واجبٌ على الفَوْرِ،* *الذي يستطيع أن يحُج ويُقصِّر فهو آثم،* *فهو واجب على الفَوْر.*

*والواجب على العبدِ أن يبذُل جهده في كُل عامٍ أن يَحج، فإن لم يستطع فهذا لا يجزيه في العام القادم وعليه أن يجتهد،*

وكُلٌّ يِجتهدُ على حسبِ وِسعه حتَّى يتمكن المُسلم من فريضة الحج، ولو سلكَ طُرقا (لا أقول غير قانونية ولا أقول غير مشروعة)، لكن فيها تعريض وفيها سبيل للتَّمكين من الحج.

بعض إخوانِنَا الآن تكونُ عنده إقامة، ويكون قصده من الإقامة أن يتمكَّن من حج بيت الله تعالى، وهذا أمرٌ حسن، وبعض إخواننا التُّجار يُحصِّل تأشيرة ( التي تُسمَّى التجارية) ويدخل مكةَ ويحج، وهذا أمرٌ حسن.

فمن لا يستطيع الحَجَّ بعد ذلك وبذل وسعه فما استطاعَ الحجَّ فحينئذ لا شيء عليه هذا.

والله تعالى أعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة

16 ذو القعدة 1437 هجري
2016 / 8 / 19 افرنجي

↩ رابط الفتوى :

السؤال الأول: يَسألُ بعضُ الأخوةِ عن الحج، لماذا كان الحَجُّ مرَّةً في العُمرِ؟ ولماذا أخَّرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الحجَّ إلى آخرِ عُمرهِ؟ ومن المعلومِ أنَّ الواجبات الأصلُ فيها أن تكون على الفَوْرِ. فما هو سِرُّ تأخيرِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الحَجَّ إلى آخرِ عُمره؟

◀ خدمة الدُّرَر الحِسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .✍✍?

السؤال الخامس عشر امرأة نسيت التحلل في العمرة وفعلت محظورات الإحرام ثم تذكرت…


الجواب :
عليها إما الذبح وإما الإطعام (اطعام ست مساكين) وإما صيام ثلاثة أيام، فهي مخيرة بين هذه الأمور الثلاثة
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 3 – 31 إفرنجي
3 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال الأول أخ يسأل فيقول كنا في الحج ونسكن في العزيزية وكان حجنا…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170304-WA0027.mp3الجواب : الناس بالنسبة إلى الحج إما أنه من أهل الحرم ، وإما أنه من أهل الحل ، وأهل الحل يكون الميقات خلفه لا أمامه ، وإما أنه آفاقي ، والآفاقي يكون الميقات أمامه.
الأخ يسأل والظاهر أن السؤال من الأردن وذهبنا للحج فهل إقامة الحاج في مكة اكثر من ثلاثة أيام يجعله مقيما ؟
هذه المسألة فيها خلاف بين الفقهاء ، النبي صلى الله عليه وسلم وصل في الرابع من ذي الحجة ويوم الخلة يحسب ، فمكث الخامس والسادس والسابع ،ثم الثامن تحول فيه صلى الله عليه وسلم من مكة إلى منى (يوم التروية ) .
فقال بعض أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث ثلاثة أيام، غير يوم الوفود ،ثم في الرابع تحول من مكانه إلى سفر جديد قالوا : إذا مكث في المدينة في المكان الذي هو فيه ثلاثة أيام فأكثر فيتحول من كونه مسافرا إلى كونه مقيما ، وبهذا يفتي كثير من مشايخ هذه الأيام، لكن الراجح ان السفر ليس له حد مضبوط في اللغة ولا في الشرع ،وما دام أنه ثابت في أعراف الناس أنه مسافر فيأخذ احكام السفر ، والقاعدة عند أهل العلم (( أن كل شيء ليس له حد مضبوط في الشرع و لا في اللغة ، فمرده إلى العرف )) ، ولا أدري لماذا نبعد وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة تسعة عشر يوما ، والأحاديث التي فيها أنه صلى الله عليه وسلم كان يتم أحاديث لم تبت ولم تصح ، فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم ماكثا في مكة لما فتحها كان يقصر طوال هذه المدة ( التسعة عشر يوما ) .
فلذا موضوع السفر ليس موضوعا مؤقتا بثلاثة أيام، ومن اختيارات الإمام البخاري في صحيحه أن المسافر إذا مكث تسعة عشر يوما فهو أقصى حد له، فإن زاد عن تسعة عشر يوما يصبح مقيما .
فأنت يا أخي بارك الله فيك وأنت في الحج ، إن صليت منفردا تقصر ،وإن صليت إماما تقصر ، والمسافر المأموم متى صلى خلف إمام مقيم فلا يجوز له القصر ، وإنما يتم ، والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
5 جمادى الآخرة 1438 هجري
2017 – 3 – 3 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال السابع عشر هل افعل في طواف التطوع من الذهاب للمقام وتلاوة الآية وصلاة…

الجواب : لا ، طواف التطوع ،تطوف سبعة اشواط ، وبعد طواف السبعة اشواط فقط تصلي الركعتين ، لقول النبي صلى الله عليه سلم : “لكل أسبوع ركعتان”
، والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم : لكل أسبوع ، أي كل سبعة اشواط ركعتين ، تطوف سبعة وتصلي ركعتين ، تطوف سبعة وتصلي ركعتين .
هل يجوزحد للطواف ؟http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170402-WA0069.mp3
لا ، لا يوجد لا حد ، ولا عد ، تريد أن تطوف بين الظهر والعصر ، بين المغرب والشاء ، بين العشاء والفجر ، طوف سبعة وركعتين ، سبعة وركعتين ، لا يجوز لك أن تتطوع بأقل من سبعة في الأشواط .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 3 – 31 إفرنجي
3 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor