هل نأخذ بالحديث الضعيف أم لا

نحن نعتقد اعتقاداً جازماً لا شك فيه، أن دين الله كامل، وفي الصحيح غنية تماماً عن الضعيف، ومذهب إمامي الدنيا في الحديث، الإمام محمد بن اسماعيل البخاري والإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري فمذهبهما أن الحديث الضعيف لا يؤخذ به على الإطلاق، وقد نصص على ذلك الإمام مسلم في مقدمة صحيحه، فلا يجوز للرجل أن يحتج بالضعيف.
 
ومن أراد أن يحتج بالضعيف فإنما يحتج به بشروط ذكرها ابن حجر في “تبيين العجب في فضل رجب” ومدارها على الاعتماد على أحاديث صحيحة وردت في الباب فعاد الأمر للصحيح، ورحم الله الذهبي القائل: (وأي خير في حديث اختلط صحيحه بواهيه وأنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه) فالمطلوب أن نتثبت ويحرم على الواعظ وعلى الخطيب وعلى طالب العلم وعلى المفتي أن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتقين أن النبي قاله، بتصحيح أهل العلم المختصين في ذلك الحديث، فلا يكون الإنسان كحاطب ليل.
 
وأخبرني بعض الشاميين من العلماء، قال: بلوت الناس فوق المنابر، إن أراد الواحد منهم أن يوثق القصة أو الحديث الذي يقوله، وقد يكون صفحات طويلة فيقول: أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات ، حتى يتثبت أن هذا الحديث مسند، وابن الجوزي قد قال عنه : موضوع.
 
وإن لم يكن ، في الحقيقة شيء من مناقب الشيخ الألباني رحمه الله إلا التدقيق على التصحيح والتضعيف، والاستدلال على الصحيح، وتوجيه أنظار الأمة بكاملها لذلك، كفاه فخراً فهو مجدد بإجماع عقلاء الأمة في هذا الباب، ما أحد سبقه إلى بلوغ هذا الأمر حتى الرسائل العلمية والجامعية ما كانت تنتبه لهذه الأشياء، فتجد الواحد منهم، كبعض المفكرين والفقهاء يقيم بحثاً طويلاً ويؤلف كتاباً، كما فعل مالك بن نبي، أقامه على أحاديث ضعيفة وموضوعة، كتاباً طويلاً عريضاً والحديث الذي اعتمد عليه موضوع وكذب.
 
أما الشروط التي ذكرها ابن حجر للعمل في الحديث الضعيف كما نقلها عنه السخاوي في “القول البديع” فذكر شروطاً لو فحصنا هذه الشروط لوجدناها نظرية، ولا قيمة لها من العملية، فقال: يشترط للعمل في الحديث الضعيف في فضائل الأعمال شروط؛ الأول: ألا يكون ضعفه شديداً، فأغلب الأحاديث التي يذكرها الناس هذه الأيام سقطت، والثاني : أن يبين من يحتج بالحديث أنه ضعيف، والثالث: أن يقوم مقام هذا الحديث الضعيف أصل صحيح في الدين، فماذا بقي؟ فالنتيجة أن الحديث الضعيف لا يعمل به في فضائل الأعمال ومثال ذلك: صلاة الضحى قام في الشرع ما يأذن بمشروعيتها ، فيأتينا حديث فيه ضعف أنها لها من الأجور والفضائل كذا وكذا، فأنا أصلي الضحى من أجل الأصل الموجود في الشرع، لا من أجل الحديث، فالحديث الضعيف أصبح لا فائدة منه.
 
فالصواب أن الحديث الضعيف لا يعمل به، وفي الصحيح غنية عن الضعيف، ولا يوجد في ديننا حديث ضعفه يسير على الشروط المذكورة، إلا وقد قام أصل في الشرع من أجله نعمل بالطاعة.
 
ومن اللطائف التي تذكر في هذه المناسبة عن الشافعي رحمه الله، أنه في كتابه “الأم” وغيره علق الفتوى على صحة أحاديث كثيرة، فيقول: إن ثبتت صحته فأقول به، وكان الشافعي لما يلتقي بأحمد يتثبت منه من صحة بعض الأحاديث، وكان أحمد يتثبت منه من صحة فهم؛ لأن الشافعي يمتاز بذكاء ومعرفة قوية في العربية، وعد بعضهم كلامه حجة في العربية لأنه لم يعرف عنه لحن في كلامه أبداً، وكلامه قوي جزل وهو صاحب حجة وبيان، فكان – رحمه الله – يعلق القول في مسائل عديدة على فرض صحة الحديث، ومن بديع مصنفات ابن حجر أن جمع هذه المسائل ودرس أسانيدها وبين صحتها من ضعفها في كتاب مستقل له لكنه مفقود، والله أعلم.

السؤال العاشر ما حكم من كذب بأحاديث الآحاد الصحيحة

ا
الجواب : حديث الآحاد جاء عن واحد عن واحد عن واحد ، ليس جمع عن جمع عن جمع، وديننا واحد عن واحد عن واحد ، ديننا كله عن محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين، هذا ديننا .
في مشكلة في المسألة وهذه المشكلة لا يتخيلها ولا يقدر على تشخيصها إلا الحاذق من أهل العلم .
العلوم أصبحت حدود ورسوم وليست حقائق ومعاني ، علماء المنطق ، وعلماء الكلام حصروا اليقين في المتواتر، فقالوا : الآحاد لا يفيد إلا الظن ، وهذا خطأ جسيم، فعلماء الحديث الذين يعرفون الرواة وطبقات الرواة، يقوم عندهم بالقرائن والأحوال أن اليقين دون تحصيل حد المتواتر ، فحصر اليقين بالتواتر خطأ.
لم يقل أحد البتة أن أحاديث الاحاد ليست بحجة في الأحكام، وإنما النزاع في أحاديث الآحاد في العقائد .
والعلماء وعلى رأسهم الإمام الشافعي في كتابه الرسالة، ولابن حزم في الأحكام كلام بديع في الرد على من زعم أن أحاديث الاحاد لا يؤخذ بها في العقيدة، وهذا كلام المعتزلة ومن لف لفهم ومن صار على منهجهم، وكادت المسألة أن تموت حتى أحياها تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير في الجزء الثاني من كتابه الشخصية الإسلامية، فزعم أن أحاديث الاحاد لا تؤخذ به في العقيدة، وهذا الزعم بلاشك باطل هذا الزعم قائم على التقسيم والتنويع المنطقي المحض الذي يحصر اليقين فقط في المتواتر والأمر اصلا خطأ، يعني لو النبي صلى الله عليه وسلم سمعه ابو هريرة يقول بحديث في العقيدة ،فهذا واحد عن واحد فهل وقع اليقين ام لم يقع؟
وقع اليقين .
هل كلامه حجة؟
قطعا كلام النبي عليه السلام حجة، أن سمعه جمع؟ ويفقد الحجية أن سمعه واحد؟ !!!
ما يقول بهذا عاقل .
خذ عني هذه الأمور الثلاثة وهي من المهمات جدا ولم أرها في كتاب، ولكن جاءت بعد التأمل، والمسألة مبحوثة من أكثر من أربعين سنة، نبحثها مع حزب التحرير .
الأولى :
قولكم إن العقيدة لا تؤخذ من حديث الأحاد ، كلامكم هذا عقيدة ، فحتى نمشي لكم هذا فنحتاج إلى يقين على هذه القاعدة، واليقين عندكم معدوم ، فعاملنا قاعدتكم بعدم الأخذ بحديث الاحاد بالقاعدة نفسها .
الثاني : هاتوا لنا حديثا يؤخذ به في العقيدة، من يعرف فيكم حديث متواترا ؟ أي حديث؟
الجواب : حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .
يا من قلت من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، حديث متواتر اعطيني اسانيدك حتى تثبت لي أنه متواتر ، قال : و لا إسناد عندي ، أنت قلت حديث متواتر من اين لك ذلك .
قال قال ، ابن حجر متواتر قلنا متواتر، اريد أن التواتر بعد انقطاع عهد الرواية أصبح إثبات تواتره بالاحاد ، بعد أن انقطع عصر الرواية أصبحت دعوى التواتر بآحاد ،فلازم قولكم الاحاد لا يؤخذ به في العقيدة، إن السنة النبوية لا يحتج بها في العقيدة البتة، لأن عهد الرواية انقطع ، وكفى بهذا القول بشاعة و شناعة وسوءا وضرا .
الثالث: والأخيرة، نقول لهم هاتوا كتابا واحدا في المعتقد بناه صاحبه على المتواتر فحسب، فهل تعرفون كتاب تدلونا عليه في العقيدة
ويكون هذا الكتاب فقط يستدل بالاحاديث المتواترة ؟
قالوا : لا ، لا نعرف .
إذا عقائد المسلمين اليوم مضطربة فما بينا الحديث المتواتر من حديث الاحاد ويكفي هذا القول شناعة ايضا
فهذه المسائل الثلاث المهمة تفيد أن أحاديث الاحاد حجة في الأحكام وحجة في العقائد والله اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2017 – 3 – 31 إفرنجي
3 رجب 1438 هجري
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال السابع عشر شيخنا بارك الله فيكم ما رأيكم في الاستدلال المقصدي وهو …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/17.mp3الجواب : المقاصد الشرعية المعتبرة يستدل بها ، وللإمام الشاطبي رحمه الله تعالى كلام في كتابه ( الموافقات ) بل نظرية كاملة متكاملة مهمة في الوقوف على المقاصد الشرعية ، ومن بديع المقاصد التي استنبطها الإمام الشاطبي : أنه استخدم شيئا يسمى عند العلماء ( بالاستقراء ) فاستقرأ الآيات و الأحاديث استقراءا تاما ، والاستقراء التام حجة في الشرع وحجة في العقل .
الاستقراء قسمان :
1 – استقراء تام .
2 – استقراء ناقص
الاستقراء التام حجة .
ابن حزم لا يرى القياس لكنه يرى حجية الاستقراء .
فالشاطبي استقرأ النصوص الشرعية كاملة واستخلص منها مقاصد كلية وأقام الاحكام عليها .
فمثلا الكلام الذي أقوله كثيرا وادندنه كثيرا في أعراس الإخوة و الأحبة لما استقرأ الإمام الشاطبي موضوع النكاح والمقصد الشرعي من النكاح وجد أن الله تعالى ركب الشهوة في الإنسان من اجل بقاء نوعه ، وأن المقصد الأصلي من النكاح هو الولد فقال : ( كل اجتماع بين زوجين وكان مقصدهم الغاء الولد وعدم الولد هذا اللقاء ليس شرعيا ) .
ولذا قال الإمام الشاطبي وهذا من بديع فطنته ودقة فهمه قال : ( نكاح المتعة عندي حرام ولو لم يقم عليه دليل ) .
المتعة أن تتزوج بنية الطلاق هذا حرام .
واحد يتزوج من أجل أن يتمتع فقط من غير ولد هذا اللقاء حرام .
شيخ الاسلام في كتابه ( بيان الدليل ) في أخره نقل اقوال السلف في الزواج بنية الطلاق فقال : ( ما بين الحرام وما بين الزنا ) نسأل الله العافية .
ولكن الاستدلال المقاصدي يجب أن يكون قائما على النصوص الشرعية ، فالنصوص هي الحاكمة .
ولذا قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه (الموافقات ) : ولا احل لأحد أن يأخذ بكلامي هذا حتى يكون شبعانا ريانا من الكتاب والسنة .
أما المقاصد انه كل شخص يخرج علينا بمقصد أقامه على غير استقراء وأراد أن يطير بهواه ومصلحته ويقول هذا استقراء كما يفعل كثير من الناس اليوم ( يجوزوا الربا بالمقاصد الشرعية ويحللوا الزنا بالمقاصد الشرعية هذا حرام شرعا ) .
واحد قال أنا أريد أن افرق بين امرأة وزوجها ، امرأة جميلة نصرانية قال واتزوجها قال النظرة المقاصدية شرعا حلال .
لماذا ؟
قال هي عندي لعلها تسلم ، و أما عند الكتابي لا تسلم ، هذا هواه وليست نظرة مقاصدية .
النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(( ليس منا من خبب امرأة على زوجها )) ، حتى لو كانت كافرة ، وحتى لو كانت كتابية .
ماذا يعني من خبب امراة على زوجها ؟
يعني الفرقة .
لذا بعض الناس كان يطمع بزوجة رجل نصراني ، أسلمت امراة فكان يطمع بها شديدا ففرح بها فرحا شديدا وأراد أن يتزوجها ،وفرح باسلامها، ثم بعد ذلك قالوا له زوجها قد اسلم فقال لا حول ولا قوة الا بالله ، فرح باسلام المرأة لكنه لم يفرح باسلام زوجها.
بعض الناس يستدل بالنظرة المقاصدية على هذا الحال .
الله المستعان .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
11 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 11 إفرنجي

السؤال الثامن عشر ما قولكم في حديث النبي صلى الله عليه سلم …

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161015-WA0011.mp3الجواب : لا ، قال : هذا الغاسق الذي وقب ، الغاسق الذي وقب هو القمر ، أما أنَّ القمر شيطان فهذا ليس بصحيح .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1438 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي

السؤال الرابع هل حديث ليلة النصف من شعبان صحيح

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170507-WA0051.mp3 
الجواب:- الأخ يسأل عن ليلة النصف من شعبان وهي قريبة علينا .
 
وما هو حديث ليلة النصف من شعبان ؟ ” أن الله جل في علاة يتنزل ويغفر لكل أحد إلا لمشرك أو مشاحن ” هؤلاء الذين لا يغفر لهم ، وقد قيل في تفسير المشاحن المبتدع وهو قول ضعيف، والظاهر أن المشرك من الإشراك من الشرك والمشاحن من هجر أخاه لحظ نفسه .
 
من هجر أخاه لحظ نفسه فقد ثبت في حديث أنس في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم ” لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ”
فأنا غضبت منك في شيء دنيوي إو أنت غضبت مني يجوز شرعا أن أهجرك وأنت تهجرني ثلاثة أيام ،يحرم ان يزيد الهجران من أجل حظ النفس عن ذلك – النفس تغلي وتفور وتتأثر والإنسان ضعيف – فمسموح لك أن تهجر أخاك ثلاث أيام ثم بعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في سنن أبي داوود ” وخيرهما الذي يبدأ في السلام ” خير هؤلاء الإثنين المتهاجرين من لقي أخاه الذي يبدأه في السلام، فخير الاثنين ولذا قال بعض أهل العلم بناءا على هذه الرواية أن بالسلام ينقطع الهجران ولا يلزم ان تبقى العلاقة بعد الهجران كحالها قبله فلا يلزم ذلك .
 
فخيرهما الذي الذي يبدأ في السلام فمجرد أن تسلم على أخيك انقطع الهجران .
 
فالله جل في علاه كما في الحديث والحديث صححه شيخنا وجمع كابن حبان والحاكم وغيرهما فليلة النصف من شعبان جائز لكل البشر قبل أن يدخلوا في رمضان أن يحسن الإنسان علاقته مع سائر إخوانه والرب عز وجل كريم غفور رحيم يتجاوز عن حقوقه إذا دخلت هذه المدرسة فتخرج وقد غفر لك، أما إذا بقي الهجران فأجر صيامك وأجر قيامك يحبس ولا يرفع حتى تترك الهجران ،فالإنسان في هذه المهلة يعني ينظر في علاقته مع الناس فمن ساءت علاقته معه فليحسنها اليوم في أزمات في العلاقات حتى مع أقرب الناس للإنسان أحيانا فيه تأزمات مع الأشقاء والأسوأ والأدهى والأمر مع الأخوات مع الرحم الضعيف، والرحم  ليس الأنثى فقط الأنثى والذكر رحم ولكن الأنثى ضعيفة ،فبعض الناس له هجران مع أخواته أو مع إخوانه أو مع جيرانه أو ما شابه فالواجب على الإنسان في هذه الحال أن يترك الهجران لله وأن يدخل رمضان وقد حسنت علاقته مع الناس .
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة  .
 
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5 – 5 إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
 
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

السؤال الثالث عشر حديث وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170509-WA0034.mp3 
الجواب : نعم صحيح.
 
ما معناه؟
 
الجواب : من كان ذا تقى ، ذا معرفة بكليات الشريعة وكان فقيها ً، يدور مع أنفاس الفقهاء ، وعنده قولين ، يستفتِ قلبه على ما هو مقرر من قواعد الشريعة.
 
أما إنسان فاجر، يحب أن يكون الخمر حلالاً، وأن يكون الزنا حلالا ، هذا يقال له استفتِ قلبك!
لا يقال له استفت قلبك .
 
يقال استفت قلبك للإنسان التقي الورع الذي عنده علم فأُشكلت عليه المسائل، فحينئذ يميل الإنسان إلى ما ألقى الله تعالى في قلبه.
 
أما رجل فاجر يقال له استفت قلبك؟
 
فكلام استفت قلبك لأهل الورع وأهل العلم وأهل التقوى، في المسائل المشكلة التي ليس عليها دليل ، المسائل التي عليها دليل لا يقال له استفت قلبك ( إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )(40) يوسف ، (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم). [65].
 
إذا ورد قال الله ، قال رسول الله لا يقال استفت قلبك.
 
أما مسألة شائكة لا يوجد فيها نص صريح ، النصوص فيها متضاربة ، العلماء فيها مختلفون، والإنسان محتار ماذا يفعل، وكان من أهل الحرص وأهل الديانة وأهل الورع وأهل التقوى، وعلى قدر من العلم، يقال له استفت قلبك.
 
فالنبي صلى الله عليه وسلم ما قال استفت قلبك ليأخذ الفاجر فيتعلق بهذا الحديث ليعمق فجوره وليروج لشهواته وأعراضه واغراضه ومصالحه التي فيها  القضاء على الدين لتسلم الدنيا ، ما يقال لهذا الصنف مثل هذا الحديث ، والله تعالى أعلم.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
 
9 شعبان 1438 هجري
2017 – 5  – 5  إفرنجي
 
↩ رابط الفتوى :
 
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
 
http://t.me/meshhoor

السؤال الثامن عشر شيخنا حسن الامام الالباني في الصحيحة من باع دارا ولم يجعل…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/08/AUD-20170817-WA0053.mp3الجواب : الظاهر هذا ولا يلزم من عدم البركة الحرمة .
إذاً العاقل يتصرف بالعقار والارض بحيث يزداد منه ولا يتخلص منه ،العقار والارض الانسان لا يستغني عنه، حتى خير ما يورث هذا الامر .
الله تعالى اعلم
مجلس فتاوى الجمعة
الجمعة 19 ذو القعدة 1438هـ –
8 اغسطس 2017م
رابط الفتوى
خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
✍✍للإشتراك في قناة التلغرام
http://t.me/meshhoor
r

هل هذا حديث لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وما معناه

هذا حديث ثابت في الصحيحين، وفي بعض طرقه: {لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين}.
فالأصل في المؤمن أن يكون فطناً  آخذاً بالأسباب رابطاً إياها بالمسببات والنتائج، وخير من يوقعنا على معنى هذا الحديث سيرته صلى الله عليه وسلم فسيرته مليئة بفطنة المؤمنين ونور بصيرتهم وصدق فراستهم.
وأضرب على ذلك مثالاً واحداً فما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم في ساعات كانت أشد ما يمكن أن تكون عليه وعلى صحبه، وهي الساعات العصيبة التي قضاها صلى الله عليه وسلم ومن معه في غزوة الخندق فقد تغلب في هذه الغزوة على المسلمين المشركون بسائر أصنافهم، واختلاف اتجاهاتهم، فاجتمع عليهم الشر كله، فاجتمع عليهم المنافقون في المدينة، وهذا أخبث وأخسأ أنواع الكفر، واليهود في شمال المدينة وكفار قريش في جنوبها فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم مطوقاً من كل ناحية فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم كما يقولون: بين فكي كماشة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، لكن أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب فيدبر ويخطط ويقاوم العدو بما معه، وكثير من المسلمين في هذه الأيام أصابتهم السذاجة فيظنون أن المهدي لما يظهر في آخر الزمان أن بيده عصا سحرية يقتل بها ويحارب، لكن الحقيقة أن المهدي يتسلح بسلاح العصر، ويخطط كما يخطط أهل العصر، فهو بشر من الناس يأخذ بالأسباب كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن غافلاً عما يجري حواليه.
وبعد غزوة الخندق لم يجتمع عليه الكفار أبداً، ولو اجتمعوا عليه لوقع  في مثل هذا المحذور، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يقع في مثل هذا المحذور، فبعد هذا الاجتماع  للكفار، فكر النبي صلى الله عليه وسلم وتأمل ووضع الأشياء في أماكنها، ومن بين ما ألهمه الله عز وجل من أسباب حتى لايقع عليه هذا المحذور ثانية، ولا يلدغ من هذا الجحر مرة ثانية صلح الحديبية ومن يقرأ تفسير قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} يجد أن الفتح المبين هو صلح الحديبية.
وصلح الحديبية في الظاهر أدخل على المسلمين شر، وفي الباطن خير عميم، وكان سبباً من أسباب انتصار المسلمين وكسر شوكة المشركين، على سائر شاراتهم وأسمائهم وألوان كفرهم.
فلما عقد النبي صلى الله عليه وسلم صلحاً كان يعلم مع من يعقد، فالذي يفي بعهده إن عاهد هو العربي، ويستحيل أن ينقض عهده، فلذلك عقد النبي صلى الله عليه وسلم العهد مع العرب الأقحاح الذين يحفظون العهد والوعد، وفي فهمي وتدبري أن صلح الحديبية كان بين عينيه، وما خرج من المدينة إلا إليه، ولم يخرج معتمراً، وإن أظهر الاعتمار، فخرج بسلاح خفيف، والكفار الآن بين أمرين، أن يمنعوهم أو أن يقبلوهم.
والعربي كما يقول ابن خلدون: عنجهي بطبعه ما لم يسوسه الدين، فالعربي من غير دين عنجهي، وفيه كبر ويركب رأسه، وقد يصل ركوبه  رأسه إلى حماقة، وقريش حريصة على أن تظهر أن مكة ليست لهم فقط، وإنما هي موئل الحجيج، ولهم في هذا مكاسب كثيرة، فلا يستطيعون أن يردوا المسلمين حجاجاً أو معتمرين، وأيضاً لا يستطيعون أن يقبلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق في الخيار إلا يبقوا على عنجهيتهم، أو يعقدوا عقد فيبقوا على ما هو متعارف عليه بين الأمم من أن مكة هذه موئل لجميع الناس في الحج والعمرة، فيحصلوا ما يريدون ولا يستطيعون ذلك إلا أن يبرموا عهداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والقصة معلومة، وكيف أن عمر قال للنبي صلى الله عليه وسلم على أي شيء نعطي الدنية من ديننا، لكن كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على الصلح  وقد جاء أكثر من طرف من الكفار حتى جاءه رجل وعلم أنه صاحب سياسة  وود، وأنه جاء للحوار، فأبرم معه العقد ورجع.
وبهذا يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد كسر أحد فكي الكماشة، وهو كفار قريش وتفرغ بعد ذلك لليهود والمنافقين، ثم بعد ذلك يأتي مكة فاتحاً، فصلح الحديبية هو الذي فتح مكة.
إذاً فالنبي صلى الله عليه وسلم أخذ بالأسباب و{لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين}، هذه سنة لله شرعية، فينبغي للمسلمين أن يسلكوا سنة الله الكونية، فتتوائم سنة الله الشرعية مع سنة الله الكونية، وألا يكونوا أغبياء، فلا ينتبهوا للأخذ بالأسباب، فينبغي أن نفهم دين الله عز وجل، ونعمل له على حسب ما يتيسر لنا من الأسباب، والمؤمن إن كان فطناً ذكياً صاحب فراسة فإنه لا يلدغ من جحر مرتين، وإن لدغ من جحر واحد مرتين فإنه ينتفي عنه كمال الإيمان، والحديث على ظاهره ولا يحتاج أكثر مما ذكرنا، والله أعلم…

ما صحة هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل معاذا عند سفره إلى…

هذا الحديث مشهور الشهرة اللغوية لا الاصطلاحية عند علماء الأصول ويكثرون من ذكره، والحديث فيه ثلاث علل؛ فهو ضعيف ضعفه المحققون من أهل العلم، بل أفرده غير واحد بالتصنيف، وبين ضعفه.
وهذا الحديث فيه معنى منكر، وهو أن السنة لا يلجأ إليها إلا بعد أن يفقد الحكم من كتاب الله، لأن السنة حجة بذاتها، لا أنها يلجأ إليها بعد أن لا نجد الحكم في كتاب الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا ألفين أحدكم متكئ على أريكته شبعان ريان، يقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من حلال حللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، إلا إني أوتيت الكتاب ومثله معه}، أي السنة، وقال الأوزاعي وغيره: السنة قاضية على الكتاب فهي حجة بنفسها، فالأحكام الشرعية تؤخذ من كتاب الله وسنة رسول الله معاً، فالصلاة واجبة في الكتاب والسنة، فإذا أخذنا بالقرآن لا نعلم عدد الركعات ولا نعلم كيفية الصلاة فالقرآن أوجب الصلاة والسنة فصلت الصلاة، فلا يوجد في القرآن أن صلاة الفجر ركعتين والظهر أربع وهكذا، وكذلك الزكاة، لذا فإن هذا الحديث منكر لأن السنة حجة بذاتها.
وبعض الناس يظن أن الوارد في القرآن واجب، وأن الوارد في السنة هو سنة، وهذا خطأ، ففي السنة شيء حرام، وشيء واجب، فالسنة لها معنيان: معنى حكم تكليفي وهو من الأحكام الخمسة فوق المباح ودون الواجب، ومعنى آخر السنة كمصدر تشريعي فهي كالقرآن فيها الأحكام الخمسة.
فمن استغنى عن السنة ضال مبتدع ومن أنكر حجية السنة، واعتمد على القرآن فقط فهذا كافر.
ولذا إنكار بعض الناس على الطلبة أنهم مشغولون بالسنة وتاركون للقرآن لأنهم يظنون أننا لا نلجأ إلى السنة، إلا لما نفقد الحكم من القرآن، وهذا معنى خطأ أصلاً ومنكر في دين الله، فالسنة في التحليل والتحريم كالقرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه}، فالنبي يقول مثله، والنبي صلى الله عليه وسلم هوالذي فصل والقرآن الكريم فيه إجمال، ولو قيل: إن القرآن بعموم تشريعاته جاء ليضبط المفاهيم والتصورات وإن السنة جاءت بعموماتها لضبط السلوكيات، لكان الكلام فيه نصيب كبير من الصحة.
ولا يجوز لأحد أن يعيب على أحد بأن يقول: قال رسول الله فمن عاب هذا ما عرف معنى  لزوم “أشهد أن محمداً رسول الله} لـ “أشهد أن لا إله إلا الله” فهما شهادتان متلازمتان لا تنفكان إلى يوم الدين، وهذا التلازم من ثمرته في الحياة أن يبقى على اللسان :قال الله، قال رسول الله، وهذا هو ديننا، فإن فقدنا ذلك في النازلة نذهب لأشرف الناس وهم الصحابة .
ومن أعجب العجب أن بعض يقول: فلان الخطيب لا يقول على المنبر إلا “قال الله” “قال رسول الله” سبحان الله! ماذا تريد أن يقول؟ أيحضر معه راديو على المنبر ليفتح على الأخبار؟ فَلِمَ يصعد الخطيب على المنبر إذن؟ من أجل “قال الله، قال رسول الله”.
لكن ينبغي أن نفهم معناها ونربي الناس عليها، لأن في ذلك الغنية، ولكن نحتاج إلى معاني جيدة وعقل وقاد يربط كل شيء بـ”قال الله، وقال رسول الله” فلا نقبل لأحد أبداً أن يقرر شيئاً من عنده.
ومن لم يضبط المسائل المنصوص عليها من “قال الله وقال رسول الله” لن يفلح أن يستنبط منهما الأشياء التي تلزم الناس فالأمر الطبيعي أن نتدرج، والأمثلة التي وردت فيها النصوص مثل مدرس الرياضيات الذي يدرس الأمثلة النموذجية فنفهم هذه الأمثلة النموذجية، ونهضمها ولا تغيب عنا؛ حتى نتعداها إلى غيرها، فإن قصرنا فيها ممن باب أولى أن نزل بغيرها، فواحد ما عرف الأصول ولا السنة، ولم يقبل القرآن ثم يتزعم المسائل التي يحتار فيها العلماء ويتكلم فيها، ويتجرأ على كبار العلماء، وهذا من مفارقات أهل هذا الزمان.
فالأمة ضائعة والناس محتارون، والحلقة مفرغة، وبقي الناس يحتاجون إلى من يوصل هذا الفراغ وهم العلماء.
واعلموا أن سبيل الإصلاح في آخر الزمان هو سبيل العلماء كما قال مالك والفضيل: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
وكل الناس العاملين اليوم على نوايا طيبة وعلى حب الشرع والحرقة عليه، يحاولون أن يسدوا مسد العلماء الربانيين ولن يقدروا، فكم من مريد للخير لا يصيبه فالذي يريد أن يصيب الخير لا بد أن يكون عنده الأدوات والأدوات كما قلنا يبدأ بالأمثلة النموذجية ويحذقها حتى يصل إلى الأشياء التي الأمة بحاجة إليها.
وفقنا الله وإياكم للخيرات، وجنبنا الشرور والمنكرات ورزقنا وإياكم الإنصاف والتقوى، وأبعدنا عن الهوى وعن ركوب ما لا يرتضى.

هل هذا حديث الحج ممحقة للفقر

هذا الحديث بهذا اللفظ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ويغني عنه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: {تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر نفياً}.
فإن من أسباب الغنى أن يبقى الرجل متابعاً بين الحج والعمرة دائماً فإن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، وكلامه وحي يوحى قد قال ذلك وضمنه، ولذا لما سئل بكر بن عبد الله المزني التابعي الجليل رحمه الله، سئل عن رجل عليه  دين هل له أن يحج؟ فقال: (نعم فإن الحج أقضى للدين}، أي من سبب قضاء الدين الحج، ثم ذكر الحديث، وقد صح في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله: {أيما عبد أصححت له بدنه، ووسعت له رزقه، ولم يفدني كل خمس سنوات مرة فهو محروم}، فأقل المتابعة بين الحج والعمرة، أن يحرص المسلم على أن يحج أو يعتمر في كل خمس سنوات ولو مرة، ومن تيسر له دون ذلك، فهذا حسن، والله أعلم.