السّؤال:
بعضُ النّاسِ يأتي [ومعه] بِنتٌ -لَهُ- صغيرة إلى صلاة الفريضة، فتقف بين الرّجال فما حكم ذلك؟.
الجواب:
هذا داخلٌ في قول -النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَينَ المَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيدِي إِخوَانِكُم، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيطَانِ، وَمَن وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله، وَمَن قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ الله”.
أخرجه أبو داود (666)، وأحمد (5724)، والطّبراني (13/319) (14113) باختلافٍ يسير.
من قطعَ صفًّا قطعه الله، تأتي بابنك الصّغير الّذي لا يُحسن الصّلاة، أو بابنتك الصّغيرة أو الكبيرة، وتجعلها بين الصّفوف؛ فأنت قطعت صفًّا.
قال الإمام النّووي “في شرحه على صحيح الإمام مسلم”:
(من وصل صفًّا وصله الله بجنّته أو برحمته، ومن قطع صفًّا قطعه الله عن جنّته أو عن رحمته).
فلا يجوز أن تأتي بالصّغير ويقف بين الصّفوف.
فهِمّ ولدك، قل له: يا بُني، حينَ نقف في الصّف كُن أمَامَنَا، يعني: الوالد حينَ يأتي بولده، وقد يضّطر الوالد أن يأتي بولد صغيرٍ معه إلى المسجد، لسببٍ أو لآخر، كان معه وأذّن؛ فلا يجوز أن تفوته الجماعة، فيقول له: يا بُني، أنا حينَ أقف في الصّلاة لا تقف بجانبي، [بل] تَقف أمامي.
وإذا أردت أن تكافئه اجعله بجانب الإمام، يعني: لا تقطع الصّف،
لا تقطع به صفًّا.
هذا الوالد الفقيه.
ممّا أعجبني، حَفيدٌ لأخينا أبي أحمد، زوج ابنته داخلٌ ومعه ولدٌ صغير، الولد الصّغير ذهب ليجلس عند الحائط، فالوالد قال له: تعال اجلس هنا، فقال له الصّغير: لا، أنا أَجلسُ هُنا (عند الحائط)، فالولد الصّغير فهم المسألة فطبّقها، والأب جهلها.
فالصّغير أراد أن يجلس بعيدًا، والوالد قال له: اجلس بجانبنا، قال: يا أبي، أنا لا يجوز لي أن أقف هُنا، ينبغي أن أجلس هناك.
فالصّغير حين يعرف المسألة ويتعلّمها، هذا أمرٌ حسن.
علِّم ولدك متى يقف بجانبك، ومتى لا يقف بجانبك إلى آخره.
والصّغير إن عُلِّمَ تعلّم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
رجل دخل المسجد على صلاة الفجر ودخل الوقت ،هل الأفضل الصلاة بنية سنة الفجر مباشرة أم بتحية المسجد؟
الجواب:
دائما الجمع أحسن من التقديم فاذا استطعت أن تصليَ تحيةَ المسجد ثم تقوم تصلي سنة الفجر أفضل، أما إذا كان الوقت ضيق ومن عاداتك أن تصلي فلك أن تصلي الركعتين بالنيتين: بنية تحية المسجد وبنية السنة القبلية .
والأدلة كثيرة على جواز الجمع بين النوايا منها : أصل الشريعة في الجمع بين الخيرات
ومنها : فيما بدا لي بعد تأمل قول النبي – صلى الله عليه وسلم- (إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة) البخاري (1166)
يعني يصلي سنة الظهر القبلية والبعدية وأصلي فيهم ركعتين بنية سنة الظهر مع استخارة لا حرج لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( فليركع ركعتين من غير الفريضة) هذا الحديث يدل على على جواز أن تنوي بالركعتين أكثر من نية.
ُسئِل الإمام النووي كما ذكر في مقدمة كتابه المجموع 🙁 هل يجوز لي أن أصلي ركعتين وأنوي سنة الظهر وأنوي تحية المسجد وأنوي سنة الوضوء قال تأملت هذه المسألة بضعة وعشرين سنة فقلت أرجو أن لا بأس.
والإمام النووي عاش أربعين سنة نص عمره يتأمل هذه المسألة
وقال : قلت : أرجو أن لا بأس.
السؤال:
إذا تعارض الأذان مع تحية المسجد ماذا أفعل؟
الجواب:
المسألة تحتاج تفصيل ، اعلم علّمني الله و إياك أنّ الشرع دائماً يعمل على الجمع بين الخيرات، دَخَلتَ المسجد و المؤذن يؤذن ابق واقفا، ممنوع شرعاً أجلس حتى أُصلي ركعتين، أردد مع الأذان ثم أصلي؛ هذه صورة أفعلها إلا في حالة واحدة وهي إذا دخلت المسجد و المؤذن يؤذن و الخطيب على المنبر، ماذا أفعل ؟
الجواب: تبدأ الصلاة، لأن سماعك للخطبة واجب و صلاتك لتحية المسجد سُنّة، فتبدأ الصلاة.
افترض و أنا أصلي تحية المسجد أذّنَ المؤذن، هل لي أن أردد مع الأذان ؟ الجواب: عند جماهير أهل العلم: نعم، و أنت تصلي لك أن تردد مع الأذان؛ نصّ على هذا الإمام أحمد و جَمْع من الفقهاء، إلّا عند قول المؤذن : “حيّ على الصلاة” و قوله: “حيّ على الفلاح” فتقولُ: “لا حول ولا قوّة إلا بالله”، و ذلك لأن قَوْل “لا حول ولا قوّة إلا بالله” يكون تَحَسُّرَاً على من لم يأتِ لصلاة الجماعة، فقال أهل العلم: الأذان كله ذكر إلا قولك “لا حول ولا قوّة إلا بالله” فهذا فيه تأسفٌ و تحسّرٌ، و عندما تصلي ممنوع ان تقول “لا حول ولا قوّة إلا بالله”، ونص على هذا ابن عبد البر في التمهيد و الاستذكار، و أيده و أيد قوله جمع من علماء المحققين و على رأسهم الإمام سراج الدين البلقيني ـ رحمه الله تعالى ـ.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٦ – صفر – ١٤٤٤هـ
٢ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
يقول أحد الإخوة: هل يقطع الطفل الذي لا يميز الصف، وما حكم اصطفافه؟
الجواب:
ثبت عند أبي شيبة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن مرور الصبي أمام المصلي يقطع ثواب نصف صلاته.
ثواب نصف الصلاة يذهب.
وأما الصبي المميز فلا يكن خلف الصف وإنما له حق في أطراف الصف وأما أن نفرد الصبيان بصف خاص أي الرجال ثم الصبيان ثم النساء فما ورد ذلك إلا في حديث أخرجه الإمام أحمد في المسند ومدار هذا الحديث على شهر بن حوشب، وشهر ضعيف، فالحديث ليس بصحيح.
فالصفوف تمتلئ قبل تكبيرة الإحرام ، ويبتدئ الإمام والصبيان يقفون على اليمين والشمال، فالمتأخر يصفُّ خلفهم، وأما إن نحّيناهم فلا حرج في ذلك لأن الكبير مقدم عليهم إلا من كان منهم من الحفظة فيقفون على طرفي الصفوف .✍️✍️
السؤال :
أيهما أفضل للمعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان أن يصلي القيام الأول عشرين ركعة أو يصلي القيام الثاني أو يصلي القيامين معا أو ينشغل أثناء صلاة القيام بالأول بالطواف او الأكل أو ما شابه ؟
الجواب :
أما أنا العبد الضعيف فاصلي مع الإمام حتى ينصرف، فلو أنه صلى 1000 ركعة صليت 1000 ركعة ،متأولا قول النبي صلى الله عليه وسلم : : ( مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي (806) وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” ، الذي يذهب إلى مكة ويصلي 11 ركعة في القيام الأول وتنتهي خلال ربع ساعة أو ثلث ساعة ثم يستريح،فأنت لماذا تأتي لمكة ولماذا انت معتكف في بيت الله الحرام؟
فإن أحسنوا الأئمة كما في حديث عثمان في صحيح البخاري .
( يصلون لكم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم ) – رواه البخاري /الأذان ( 662 )
فالإمام ضامن فأنت ابقى مع الإمام وصل مع الإمام الأول فمتى سلّم الإمام واوتر فأوتر بوتره ولا شيء عليك.
وعلما أن الزيادة على 11 ركعة لم تثبت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة لكنها متواترة في زمن التابعين ومن بعدهم ، و لا يمكن لطالب علم أن يبدع جيل التابعين ، ونقل الزيادة عن 11 ركعة الإمام مالك في الموطأ فنقل ما يؤدى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يصلون 36 ركعة ، فالناس لا يستطيعوا أن يصيبوا صفة صلاة النبي صلى الله عليه من الطول.
فلو وردت صلاة القيام مثلا عن واحد أو اثنين من التابعين فنقول نحن لسنا ملزمين بكلامهم لكن وردت عن جيل حتى قالوا ان اهل مكة كانوا يصلون 4 ثم يطوفون، يصلون ثم يطوفون ثم يصلون ثم يطوفون، فكان أهل المدينة يصلون وبدل الطواف يزيدون ركعتين وهكذا.
فالشاهد أن التطويل والزيادة عن 11 ركعة ثابتة عن جميع التابعين في الصلاة في بيت الله الحرام وفي المسجد النبوي ولا يمكن أن يقال ببدعية هذا الجيل بالتمام والكمال ، والله تعالى أعلم .✍️✍️
الجواب :
شروط الاعتكاف في المسجد أن لا تخرج من المسجد ، ولذا قال الله تعالى :
ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد
ما معنى الآية ؟
إياك أن تظن أن ( ولا تباشروهن) ، أي تجامعوهن ، والكلام عن الرجل وأهله ، إياك أن تظن أن المعنى أن تباشرها وأنت في المسجد ، أي تأتي بها على المسجد وتباشرها بالمسجد ، ليست هكذا الآية ، هذا مفهوم خطأ بإجماع المفسرين ، المراد وأنت معتكف في المسجد لا تخرج من المسجد إلى بيتك لتقضي شهوتك ثم تعود ، هذا المراد ، فالاعتكاف : من عكفَ على الشيء ، أي ثبت فيه ، والله تعالى أعلم .✍️✍️
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
شيخنا الفاضل ما حكم الجمع بين الصلاتين في المصليات الواسعة والضيقة داخل المستشفيات والأماكن العامة وليس في المساجد؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله أخي أبي عبد الملك.
انا قلت لكم أن الصلاة بارك الله فيك كلما كان المسجد جامعًا كانت الرخصة اوجب وأحسن في الجمع بين الصلاتين.
أنت تسأل عن المصليات التي في المستشفى، وبعض المصليات تكون أضيق من المصلى العام، فهي شبيهة بمصليات البيوت.
بمعنى أنه لا يستطيع أن يصلي في هذا المصلى إلا من يعمل فيه فقط في مكان خاص، ويصلون مثلا الجمع بين الظهر والعصر ويبقون للعصر، هذا لا حظ للجمع فيه.
أما المصلى الذي يمشي إليه الناس من كل مكان ويتقصدون إيقاع صلاة الجماعة فيجوز فيه الجمع.
وقلت أن صلاة الجماعة كلما كانت في مسجد أوسع، وعدد المصلين أكثر تكون أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد حمل بعض أهل العلم أن حديث الركعة بسبع وعشرين والحديث الآخر وكلاهما في الصحيح بخمس وعشرين على المسجد وعلى المسجد الجامع، المسجد الجامع الذي تقام فيه الجمعة ويأتيه الناس بعدد كبير، والمسجد الذي ليس بجامع يكون العدد أقل.
ومسجد الحي أحسن من مسجد السوق، ومسجد السوق ورد حديث أوس عند عبد بن حميد كما في الترغيب والترهيب والاسناد حسن كما قال الحافظ ابن حجر الركعة بخمسة عشر ركعة وليس بخمس وعشرين، وهذا حديث مرفوع إلى ألنبي صلى ألله عليه وسلم.
فمسجد الحي غير مسجد السوق ومسجد السوق هو مسجد خاص بالأسواق.
علي أي حال المصليات قسمان:
-قسم يمشي إليه الناس ويتقصدون أداء الجماعة.
هذا يجوز فيه الجمع.
– وهناك مسجد أشبه ما يګون بمسجد البيت الذي يصلي فيه أهل البيت ولا يمشون الناس إليه فهذا لا يجوز فيه ألجمع .
السؤال:
قررت وزارة الأوقاف أن تقام صلاة الاستسقاء في المساجد بعد صلاة الجمعة اليوم، هل ترشدنا فضيلتكم كيف نقيمها؟
الجواب:
الاستسقاء يكون على ثلاثة أنحاء:
1️⃣ الناحية الأولى:
وهي أصلها، وأحسن ما ورد فيها ـ وقال بها جماهير أهل العلم وأهل الحديث ـ من حديث عبدالله بن زيد الذي رواه عنه عَبّاد بن تميم (ابن أخيه) ثم رواه جمع عن عَبّاد.
والحديث: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو، استقبل القبلة، وحول رداءه».
وفي رواية: عن ابن شهاب، قال: أخبرني عباد بن تميم المازني، أنه سمع عمه، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي، فجعل إلى الناس ظهره، يدعو الله، واستقبل القبلة، وحول رداءه، ثم صلى ركعتين». [صحيح مسلم حديث رقم/894 كتاب الاستسقاء].
وكان ذهابه عند دنو حاجب الشمس في أول النهار، في السنة السادسة للهجرة كما ثبت عن عبدالله بن عباس في سنن أبي داوود قد واعد الناس للخروج عند ظهور الشمس، ذهب إلى المصلى الذي يصلي فيه صلاة العيد وصلى النبي صلى الله عليه وسلم ودعا ، وحوَّل ظهره للناس، خطب بهم خطبة ليست بالطويلة وليست الخطبة المعتادة.
وخطبة صلاة الاستسقاء على الراجح أنها خطبة واحدة لا خطبتين.
وقال أهل العلم ـ بناءاً على ما ثبت عن عبد الله بن عباس ـ:«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متبذلاً متواضعًا، متضرعًا، حتى أتى المصلى – زاد عثمان، فرقى على المنبر، ثم اتفقا، – ولم يخطب خطبكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء، والتضرع، والتكبير، ثم صلى ركعتين، كما يصلي في العيد» [سنن أبي داود ـ جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها / رقم الحديث: 1165 حسنه الألباني].
فلم تكن خطبة الاستسقاء كخطبة العيد وكخطبة صلاة الجمعة.
والنبي صلى الله عليه وسلم حوَّل ظهره للناس ومدّ يديه.
ففي حديث أنس ـ في الصحيحين ـ «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، حتى يرى بياض إبطيه» .
[أخرجه البخاري في كتاب الاستسقاء باب رفع الإمام يديه في الاستسقاء رقم الحديث: 1031، وأخرجه مسلم في صلاة الاستسقاء باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء رقم 89].
وفي رواية عند مسلم: أنه صلى الله عليه وسلم جعل ظاهر كفيه إلى السماء لما رفع يديه.
فعن أنس بن مالك، «أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء» [أخرجه مسلم في صحيحه باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء, رقم الحديث: 895]. وفي رواية عند أبي داود: “ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض، حتى رأيت بياض إبطيه» الحديث. [باب رفع اليدين في الاستسقاء، رقم الحديث: 1171] صححه الألباني .
وهذا نوع من أنواع الاستسقاء وهو أحسن نوع من أنواع الصلاة أن يجتمع الناس في مصلى كبير، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم، والكل يخرج .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج متبذلا متواضعًا متضرعًا، حتى أتى المصلى، فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد»
[سنن الترمذي باب ما جاء في الاستسقاء. رقم الحديث: 558، ومسند أحمد رقم الحديث: 2039].
فمن السنة أن يخرج الإنسان متذللاً، متواضعًا.
ولو سبق ذلك شيء من الطاعات فلا حرج .
ولم يثبت شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة (الصيام) قبل الاستسقاء، وأول من شهر هذا الأمر عمر بن عبد العزيز، فقد كتب لولاته أن يحثوا الناس على الصدقة وأن يصوموا ثلاثة أيام قبل صلاتهم للاستسقاء.
ثم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن خطب في الناس ـ وخُطبته ليست كخطبته المعتادة ـ إنما هي ذِكرٌ واستغفار وحثٌّ للناس على الطاعة وإقلاع عن المعصية وبيان شؤمها وضرها وسوئها.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حوَّل ظهره للناس ورفع يديه ودعا، وحوَّل رداءه قبل الدعاء .
وتحويل الرداء يكون بتحويل ظاهره لباطنه، وباطنه لظاهره.
أي الشمال يصبح يمينا، واليمين يصبح شمالا.
ففي صحيح البخاري من حديث الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه، قال: ” رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم خرج يستسقي، قال: فحول إلى الناس ظهره، واستقبل القبلة يدعو، ثم حول رداءه، ثم صلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة”. [أخرجه البخاري في صحيحه. باب: كيف حول النبي صلى الله عليه وسلم ظهره إلى الناس. رقم الحديث: 1020].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس الرداء، فيحسن في الخطيب أن يلبس العباءة، ولما يريد أن يدعو يقلب العباءة .
وقال أهل العلم:
في هذا إشارة إلى صلة الظاهر بالباطن، وفي هذا معنى: يا ربنا قد غيرنا أحوالنا، فغيرنا بواطننا بأن عُدنا إليك وأن تبنا إليك وأن أقلعنا عن ذنوبنا، وها نحن نغيّر ظواهرنا أيضاً تفاؤلاً حسناً بأن تغير حالنا، وأن تغير قحطنا إلى خصبنا، و أن تجعل القحط خصباً، وأن تنزل لنا المطر والماء .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث عبد الله بن عمر ـ كما ثبت عند ابن ماجة والبيهقي وغيرهما : «ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا» الحديث [سنن ابن ماجه ـ باب العقوبات ـ رقم الحديث: 4019. شعب الإيمان للبيهقي: باب التشديد على منع زكاة المال. رقم الحديث: 3042].
2️⃣ الناحية الثانية:
أن يجتمع الناس على الدعاء، يرفع الإمام ويدعو بأن ينزل الله عز وجل المطر هنيئاً مغيثا.
3️⃣ الناحية الثالثة :
وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى على المنبر.
يخطب الخطيب خطبة جمعة عادية، ولما يأتي للدعاء، يقلب الرداء ويرفع يديه، كما بينا، ويدعو، والمأمومون في صلاة الاستسقاء يرفعون ويدعون كذلك، يصنعون كما يصنع الإمام .
ولا يشرع رفع اليدين لا للمأموم ولا للإمام في صلاة الجمعة أبداً ، إلا في صلاة الاستسقاء كما ثبت عن أنس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه» [أخرجه البخاري في صحيحه: باب رفع الإمام يديه في الاستسقاء. حديث رقم: 1031. وأخرجه مسلم باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء. رقم: 895].
لذا من الجهل أن يرفع المأموم يديه والإمام يدعو يوم الجمعة، هذا لم يقل به أحد من أهل العلم .
بعض الأئمة يرفعون أيديهم ، وهذا خطأ.
وبعض المأمومين يرفعون أيديهم في صلاة الجمعة وهذا خطأ .
رفع اليدين كما ثبت في الصحيحين من حديث أنس ما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه قط إلا في الاستسقاء ، أي على المنبر، على المنبر لا يوجد رفع يدين، ولا في أي صلاة والإمام يخطب إلا في صلاة الاستسقاء .
وثبت في صحيح مسلم في من حديث عمارة بن رؤيبة وهو صحابي بدريٌ رضي الله تعالى عنه قال: لما رأى بشر بن مروان والي الكوفة على المنبر يرفع يديه وهو يدعو يوم الجمعة قال له هذا الصحابي البدريّ: «قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة».
[صحيح مسلم باب تخفيف الصلاة والخطبة. رقم الحديث: 53].
أما رفع اليدين فهو مسنون على المنبر في صلاة الاستسقاء، فيرفع الإمام يديه، ويرفع المأمومون أيديهم، ويطلب الإمام من الله جل في علاه السقيا، ويطلب نزول المطر .
هذه كيفية صلاة الاستسقاء بإيجاز .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
18 – صفر – 1438 هجري
2016 – 11 – 18 إفرنجي
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍️✍️
السؤال:
أخينا يسأل يقول: في ظل جائحة كورونا، الحكومات أعلنت إغلاق المساجد، بعض الأخوة من أئمة المساجد يقول أنا أفتح المسجد على مسؤوليتي الخاصة، فهل يجوز أن نذهب نصلي عنده مع هذا المنع علما أن أعدادنا قليلة تقريباً خمسة عشر أو عشرين شخص.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الأصل بارك الله فيكم أن حفظ النفس من مقاصد الشريعة ، فجاءت الشريعة لحفظ أشياء من بينها النفس ، فإن كان هنالك وباء وهذا الوباء يضر بالناس فحينئذ إلحاق الضرر بالناس أو الإذن فيه ممنوع.
لو قام في ذهن إنسان ما أن هذا ليس وباء مثلاً فنقول له مصيب أو مخطئ، أما إذا هو أقر واعترف أن هذا وباء ثم أذن للناس بما هو مقرر في الطب أن يلحق الضرر بهم ولو على الاحتمال فهذا العمل ليس بمقبول ، والمنع لوجوه:
الوجه الأول:
مخالفة أولياء الأمور إن أمرو بإغلاق المساجد في مثل هذه الصورة.
الوجه الثاني:
إلحاق الضرر بالناس ، فالحديث الصحيح الذي ثبت عن جمع من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لا ضرر ولا ضرار ”
ما معنى لا ضرر ولا ضرار ؟
لا ضرر تلحقه بنفسك ، ولا ضرار تلحقه بغيرك.
فأن تأذن الناس أن يُضرر بعضهم بعضاً فهذا ليس بمشروع وليس هذا من التوكل في شيء.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن يبتعد المصح عن المريض ، لا يردن مصح على مريض الحديث…..
نعم الأمور بقدر الله جل في علاه والمطلوب منا أن نأخذ بالأسباب وعالم الأسباب ، فإن ابتلي الإنسان فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فهذا العمل ليس بصحيح إلا إذا كان هذا الرجل يرى أنه لا يوجد مسوغ ، بعض الأحايين يذكرون أن والله الآن في وهذا للأسف الآن المرحلة التي نمر بها الآن وأنا أتكلم معكم الآن بعض الأئمة يأمرون الناس بالتباعد ، ولكنهم في ممارساتهم العملية يقربون من الناس ولا يجدون حرجاً في القرب.
نحن الآن جالسين كم نحن متباعدين بعضنا عن بعض ؟
متقاربين.
فهذا كل الحياة تكون فيها تقارب ، في الأسواق تقارب في المولات تقارب في المقاهي تقارب في الأندية الرياضية تقارب في كل شيء تقارب ولما تأتي المسجد تتباعد ، هذا ليس له وجه ، لكن لو كان في التباعد وجه ، وهذه مسألة طويلة وكثيرة أو كما يقولون تحتاج إلى كلمة أهل الاختصاص -الأطباء- ، و أهل الاختصاص من الأطباء للأسف في عالم المسلمين أموات غير أحياء ، أنا للآن أبحث عن طبيب يرشدني بعلم لما يكون الوباء ما هي المسافة التي ينبغي أن أبتعد عن أخي ، هذا ليس لي وليس للفقيه ولا للمفتي ، هذه لمن ؟
هذه للطبيب.
الآن منظمة الصحة العالمية قالت تباعدوا في الصلوات ، النصارى ما عندهم مشاكل ، النصارى في صلاتهم ما عندهم مشاكل ، النصراني ببعد عن النصراني وجالس على كرسي وصلاته عبارة عن موسيقى وإلى آخره ، صلاتهم غير صلاتنا.
أنا الآن كيف أتباعد؟
ثم هل البعد في كل الاحتمالات في كل الصور لازم لكل الجهات؟
أنا الذي يقع في قلبي وهذا الكلام حديث نفس مني حديث نفس لنفسي ويقوى عندي لكن نحتاج من يدعمه من أهل الاختصاص أن التقارب الذي يضر في الوباء أن يكون وجهاً لوجه أما أن نكون كلنا متجهين للقبلة لا أظن أن هذا يضر.
أظن أن الذي يؤثر تأثيراً سلبياً هو أن يواجه المريض المصاب ، أما لو كان بجانبك مريض وهو يتجه للقبلة وأنت تتجه إلى القبلة لا أظن أن في هذا ضرراً ، فإن وقع الضرر فعلى تقرير أهل الذكر كما قال الله عز وجل ” فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ” .
من هم أهل الذكر ؟
في هذه المسألة من هم أهل الذكر ؟ الطبيب.
قالو عن واحد يدرّس ويقول للناس القرآن فيه كل شيء ، فقام له عامي وقال له هل ربنا علمنا في بالقرآن كيف نصنع الساندويش؟
قال له طبعاً.
قال أين الله ذكره ؟
قال” فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”
فإسأل الذي يصنع فإنك تتعلم.
فهذه فاسألوا أهل الذكر تتفاوت على حسب الأسئلة.
فالسؤال الآن على موضوع الوباء فالوباء الذي يقرره الأطباء ، لكن للأسف لا تجد كلمة علمية يطمئن لها القلب وينشرح لها الصدر وتكون فيها تقرير للفتاوى ، تبنى الفتاوى عليها ، ✍️✍️
السؤال:
سؤال شيخنا عن حكم صلاة الإمام جالسًا.
هناك مسجد ذكر بعض الإخوة، أن الإمام يصلي بالناس جالسًا، فهل يصلي معه الناس جلوسًا أم قيامًا؟ وهل ينبغي للإمام إذا كان عاجزًا عن القيام أن يؤم الناس هكذا؟
وما يجب على المسؤول في الأوقاف اتجاه هذا الإمام؟
ما قولكم في مثل هذا الأمر شيخنا؟
الجواب:
أولًا: أنا لا أعرف موضوع الأوقاف. لكن أقول -بارك الله فيك-:
المسألة حقيقة شائكة، والمسألة النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في مرض وفاته جالسًا والناس قيام.
وبهذا استدل الحنفية.
ولكن عند التحقيق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى مرتين، صلى مرة إمامًا ومرة صلى مأمومًا، ولما كان مأمومًا كان قد صلى جالسًا، ومن خلفه يصلون قيامًا، ولما صلى إمامًا في المرة الثانية أو الأولى المرتين على التناوب وليس على الترتيب، لما صلى -صلى الله عليه وسلم- إمامًا أشار بيده للناس أن اجلسوا، وعلى هذا مذهب الشافعية، ووقع خلاف كبير، أنه:
– أولا: التكرار هل النبي -صلى الله عليه وسلم- كرر الصلاة خلف أبي بكر؟
– وهل التكرار كان مرة إمامًا أو مرة مأمومًا؟.
فالكلام طويل وكثير والخلاف شديد.
*والذي يترجح عندنا (بعد جمع الروايات وتفصيلها في شرحنا لصحيح الإمام مسلم) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى جالسًا مأمومًا، فكان الناس حوله قيامًا، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما صلى إمامًا أشار إليهم أن اجلسوا.*
فالأصل في الإمام إن صلى جالسًا أن يصلي من خلفه جلوسًا مثله ولا يقومون، على خلاف معتبر في المسألة بناء على ما ذكرناه من التعداد والتكرار في صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والإمام إذا ما استطاع أن يقوم في صلاته الأحسن ألا يصلي إمامًا، الأحسن أن يصلي مأمومًا.
والله تعالى أعلم.
مداخلة:
شيخنا: إذا صلى الإمام واقفًا لكن عند السجود يجلس ويومئ برأسه، فهل هذا الفعل صحيح أم ماذا؟