[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]

[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:

الشريعة كلها قائمة على العمومات، ولذا موضوع العموم في الحقيقة موضوع، أي: من نبغ فيه وفهمه وأعطاه حقه من الفهم، خرج من حدّ كونه عامياً إلى كونه مشاركاً في العلم، ما أقول عالماً ، أقول: خرج من كونه عاميّاً محضاً إلى كونه مشاركاً في العلم، ويحتاج أن يفحص خاطره وقريحته وما طرأ عليها من شيء، وأن يعرضها على المفسرين وشراح الحديث، ويقرأ ما يخص هذه الجزئية التي انقدحت لك، وأن تقرأ وردك اليومي، وأن تطلب العلم وتقرأ الأحاديث من خلال ما سمعتم في هذا الدرس.

ينبغي أن ينقدح في نفسك فهم، ينبغي أن تراجع النصوص، فإن وجدت الموافقة، فاحمد الله تعالى.

إن وجدت الذي وقع في خاطرك هو المدون في كتب أهل العلم، أنت خرجت من كونك عاميّاً إلى كونك أصبحت مشاركاً ، وهكذا يتسع المجال أمام طالب العلم حتى يفهم المسائل فهماً صحيحاً.

لا ينبل ولا ينبغ طالب العلم إلا بمثل هذا، أن تقوى قريحته بالتدريج وفق ما تعلم من قواعد كلية أخذها عن المشايخ والعلماء، فيبدأ بفحص هذا الخاطر، فإن وجدَ أن هذا الفحص مع مضي الزمن والتكرار وكثرة الأمثلة، إن وجده صواباً ، فليحمد الله ، هو الآن من فضل الله أصبح على شيء، أصبحت له جذور ممتدة، وهذه الجذور، انتبه!

لا يمكن للأمة كلها إن اجتمعت على الإسلام والمسلمين، إذا وصل العبد وطالب العلم جذوره بجذور مَن قبله، لا يمكن أن يُنتزع هذا الدين، ولا يمكن أن يضيع هذا الدين.

ولذا كان هذا الدين وطريقة نشر هذا الدين مربوطة ومرهونة بالعلماء.

فمن فهم العلم فهماً كما فهمه العلماء بأصولهم وقواعدهم الكلية، مهما جرى لا يمكن إلا أن يبقى الدين قائماً.

فقيام الدين قائم على أن تَـفهمَـه، ثم بعد ذلك أن تعرف واجب الوقت الذي تعيّن عليك، ثم واجب الوقت الذي هو فرض كفائي، وأن تنشغل فيما تعيّن عليك، وفي إيجاد الفرض
الكفائي لهذه الأمة ، حينئذٍ نحن سعداء، ما نخشى غيرنا ما دمنا على الجادة، وما دامت أصولنا مربوطة بأصول العلماء.

حينئذ لا نخشى على الأمة أبداً ، ولذا الأمة بخير ما داموا يترسمون طريقة العلماء.

الخبط واللصق والضرب والشتم والصراخ، هذا ما يجدي، مظاهر نافعة فيها غيرة على الشريعة، لكن ليست هي الميزان الحقيقي لفحص حال الأمة، يعني تجد انفعالات، وهذا طيب، وهذه انفعالات وإن كان الله يحاسب صاحبها على حسب نيته وعلى حسب مراده، لكن من حيث الصواب والخطأ، الأمر يعود إلى قواعد العلماء.

الآن نحمل موازين بأيدينا ومعايير، ومن هذه المعايير نقيس كل ما يجري، نقيس بها كل ما يجري.

نحن الآن في خطر كبير، يعني الآن في أمر عظيم، يعني عملنا أشد دقة ويحتاج إلى همة أشد من همم الذين هم في ساحات الوغى ، فالأمر ليس سهلاً.

لذا المسلمون أينما كانوا، بأي لغة تكلموا، كانوا في مشارق الأرض أو مغاربها، يعودون إلى قواعد العلماء، فمن أصاب نقول له: جزاك الله خيرًا، عرفت الطريق، تقدم فيه، احمد الله.

ومن أخطأ يَظهر خطؤه، من الذي يَـكشِـف خطأ الناس؟
العلم.

المصدر:
الدرس الثاني عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله.
10 ربيع الآخر 1447 هـ
2 أكتوبر 2025 م✍️✍️

◀️ الرابط في الموقع الرسمي :

[نحتاج همة أشد من همم الذين في ساحات الوغى]

[مسائل أصول الدين المبحوثة في علم أصول الفقه]

[مسائل أصول الدين المبحوثة في علم أصول الفقه]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:

وبهذه المناسبة، أذكر اسم كتاب أنا أحببته، بل طلبتهُ من صاحبه أن أنشره ونشرته، الكتاب الذي ألفه بعض إخواننا من السودان، أخونا الدكتور خالد عبد اللطيف، له كتاب اسمه:
“مسائل أصول الدين المبحوثة في كتب علم أصول الفقه”.

وذكرَ هذه المسائل وبين الدَّخَن في بعضها، وهذا الدَّخَن سببه العقيدة غير الصحيحة التي قال بها بعض الأصوليين.

ولذا الذي أوصي به دائمًا طلبتي وإخواني وأحبائي أن لا يتخصصوا مبكرين، فالتخصص المبكر دلالة على عدم الإحاطة بالعلم. والمتخصص المبكر في علم قد تنطلي عليه خزعبلات وخرافات وضلالات موجودة عند غيره.

هذا أخونا خالد عبد اللطيف دَرَسَ علم مسائل الإيمان التي تتعلق بالعقيدة ودرسها من كتب أصول الفقه، وبيَّـن الزيف الذي فيها، وهي مذكورة في كتب الأصوليين، فلازم أن ينتبه طالب العلم لهذا الكتاب “مسائل أصول الدين المبحوثة في كتب علم أصول الفقه”.

المصدر:
الدرس الحادي عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
الموافق :
02 ربيع الآخر 1447 هـ
24 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[مسائل أصول الدين المبحوثة في علم أصول الفقه]

[ واجب تعلُّم أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ في هذا الزمن ]

[ واجب تعلُّم أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ في هذا الزمن ]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
بعض الناس لما يرى العلم ثقيلاً ؛ يطلق عبارات خطيرة، لكن للأسف، الناس الآن الكل يتكلم بما يريد!

بعض الناس يقول لك:
“الصحابة -طبعًا من باب أولى من بعدهم- ما كانوا يعرفوا أصول فقه، ولا كانوا يعرفوا لغة، ولا يعرفوا علوم تفسير، ولا يعلمون اللغة العربية،” هذا صحيح أم خطأ ؟
خطأ خطأ، طيب، نترك هذه بعد قليل، نرجع لها بعد أن نكمل الحديث.

يقول عبد الله بن مَعْقِل:
“جلست لكعب بن عُجْرَة فسألته عن الفدية فقال: “نزلت فيّ خاصة ولكم عامة”.

يعرفون أصول الفقه ؟!
كعب يعرف أصول الفقه ؟!
هذا هو كلامه ، لذا “العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب”، كانوا يعلمون ذلك، كانوا يعلمون ذلك سليقةً.

فقهاؤنا وعلماؤنا ومشايخنا السابقين ممن لم ندركهم، واللاحقين ممن أدركنا، ينطلقون من سجية، من شيء مطبوع -فيهم- ، فاصبح الفقه واستنباط الفقه جزءاً منهم كاليد والكبد والظاهر والباطن.

الفقه، مع الزمن تتكاثر المشاكل، فلما تتكاثر المشاكل تبدأ العلوم تتفرع، أبو الأسود الدؤلي كلفه علي رضي
الله عنه أن يكتب قواعد النحو لما سمع رجلًا يقرأ قول الله:
﴿ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ …﴾ (التوبة: 3)

قرأها :
( إِنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِه) ، فغضب علي، فطلب من أبي الأسود الدؤلي التابعي الجليل، قال: “دَوِّنْ لي علم النحو”، لماذا دَوِّن علم النحو؟
لما وقع اللحن.

إذا اللحن غير واقع والسجايا صحيحة ما في حاجة لتدوين علم النحو.

الآن الفتن :
أنا الآن أوجب – على طالب العلم- بل على من تلبس بالفتن ودخل بها أن يعرف قواعد السلف في معرفة الفتن حتى يتجنبها، ما وجدت أحداً يقول بقولي هذا ، لماذا؟ كان الناس في عافية، وكان الناس الفتن قليلة، وكان الناس بعيدين عن الفتن.

أما إن لَم تنجو من الفتن (إلا أن تَعلمَ قواعدها)، فالواجب عليك أن تتعلم قواعدها ، لا لذات العلم وإنما لكي تنجو، هذا الأمر مختلف من وقت لوقت ومن عصر لعصر.

أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ التي غابت عن الناس في الأحداث الجسام التي تحصل هذه الأيام، وجب الآن أن نعلم أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ، هي في كلام فتاوى علمائنا ومشايخنا الذين أدركنا كانت سجية، يفرقون بين حال وحال، وبين صورة وصورة، وبين حرب وحرب إلى آخره، يأتيك واحد يطلق الكلام على عواهنه، هذه مشكلة !

الشاهد:
أن كعب بن عُجْرَة قال: “نزلَت فيَّ خاصة وهي لكم عامة”، هل يجوز لي -حتى أقرب ما أريد- وأسأل الله التوفيق، هل يجوز لي ولك أن نقول أن الصحابة الذين عاشوا في جزيرة العرب -جزيرة العرب حارة يغلب عليها الحرارة لا البرودة- هل يجوز لنا أن نقول أن الصحابة ليس عندهم معاطف يَرُدُّون بها البرد؟

الجواب :
لا، حتى ينزل المطر، فنفحص، فإن نزل المطر ننظر: الصحابة عندهم المعاطف ولا ما عندهم المعاطف ، ولكن إذا ما في داعي للمعاطف، وما في برد، وما في ثلج، مش لازم نبحث فنقول:
الصحابة ليس عندهم معاطف، فلما تقع الحاجة للمعطف يتبين لك أنهم كان عندهم، إذا نزلت الحاجة، لا أتكلم عن المعطف، أتكلم عن العلم، أتكلم عن قواعد العلم.

فكانت لما تنزل النوازل يُظهِرون العلم وما كانوا فضوليين ، أسأل الله أن يرحمنا، قال كعب:
إذاً خرجنا بأن الصحابة يعرفون النحو ، لكن يعرفونه سليقة، يعرفون أصول الفقه سليقة، يعرفون علوم القرآن سليقة، ثم هذه السليقة مع الزمن تطورت فوضعت في الكُـتب، فأصبحت موجودة في الكتب.

المسلمون يعيشون بين جمود وجحود، جامد وجاحد، جامد وجاحد، ومن نجا من الجمود أو من الجحود فهو بخير، وأي موقف تريد أن تتخذه ينبغي أن تتذكر آفة الجمود وآفة الجحود، وأن تفر من هاتين الآفتين، والسعيد من كان هذا حاله.

المصدر:
الدرس الحادي عشر – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
الموافق :
02 ربيع الآخر 1447 هـ
24 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ واجب تعلُّم أحكام التبعُّـض والتجزُّؤ في هذا الزمن ]

[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟! يقول لك : هذا لازِم القول! ]

[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟!
يقول لك : هذا لازِم القول! ]

ولذا قرر العلماء أن لازِم القول ليس بلازم، ولازِم القول ليس بمذهب.

أنا أقول كلامًا تفهم منه بدلالات خفية شيئًا آخر، فتقول لي: “أنت قلت كذا، لازم كلامك كذا”، فأقول: “أستغفر الله، أنا ما قلت هذا”.

انتبه، انتبه!
كل المؤاخذات على شيخ الإسلام ابن تيمية التي أخذها عليه خصومه إنما هي باللوازم، وطولتُ في بيان هذا في كتاب “الأغاليط على شيخ الإسلام ابن تيمية”.

كل مؤاخذة على شيخ الإسلام ليست من كلامه، وإنما هي من اللوازم ،هو بشر، له كلام ولكلامه لوازم.

ليس فقط شيخ الإسلام، بل شيخ الإسلام قال: “كل عالِـم متناقض”

انتبه، انتبه!
بعض فقهاء الشافعية وما زال بعض المفتين يرددون هذا الكلام
وهذا منكر من القول وزور، يقولون: “الشافعي رحمه الله يجيز للرجل أن ينكح ابنته ، المسفوح من ماء الزنا”، يعني لو أن رجلًا نكح امرأة بالزنا فجاءت ابنة، فقالوا: “الشافعي يُـجوِّز أن ينكح الرجل ابنته من ماء الزنا” !
هذا لازم قوله، ومقامه أجل وأرفع عند الله عز وجل من هذه الشنيعة التي يستحيل أن تكون للإمام الشافعي.

وقلت لكم: الشافعي يقول: “الزواج عقد”، الأصل في الزواج عنده عقد، فوطء دون عقد ليس بزواج ، لأن عنده الزواج عقد، فهذا نكح بالحرام بالزنا من غير عقد، فالابنة ليست ابنته.

وما قال هذا ، هذا لازِم قوله!
فلازِم القول ليس بقول، فالشافعي بريء من هذا والإمام ابن القيم له تجليات في نقض هذا الكلام في كتابه “إعلام الموقعين”.

ورأيت شيخنا رحمه الله الألباني ذكر كلامه باختصار في تعليق له على “آداب الزفاف” أن هذا مستحيل أن يكون هذا كلام الشافعي.

إلى الآن بعض الناس يقول: “الشافعي يقول يجوز للرجل أن ينكح ابنته من الزنا” !
معاذ الله أن يقول الشافعي هذا!
هذا ليس قولُه، وإنما هذا لازِم القول.

لذا ابن تيمية لَما قال “كل عالِم متناقض” هل كان يريد أن يقلل من قيمة العلماء ؟
ماذا يريد؟
يريد أن يربط طالب العلم أمره بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لا يتابع أحدًا غير معصوم، لا يتابع جهة غير معصومة، ما يأخذ كلام العلماء “قال الشافعي، قال مالك، قال أحمد، قال أبو حنيفة رحمهم الله تعالى جميعًا” كما تقول: “قال الله تعالى”، لا، هذا غير ذلك.

علماؤنا المرضيون نحبهم ونرجو الله أن نحشر معهم، لكن أقوالهم ليست كأقوال الوحي، لذا قال ايش؟ قال: “كل عالم متناقض”، والله كلامه صحيح “ثقيل” أنا أول ما قرأته ثقيل، ما ما ترك عالم ؟
صحيح ، الكلام المتناقض ليس الكلام الصريح، وإنما كلامه متناقض بجميع الدلالات.

لذا جميع الدلالات من الآيات التي شرحناها
إنما هي خاصة بايش؟
خاصة بـ”قال الله” بالآية، وخاصة بالحديث ، دون الآية والحديث لا تؤخَذ جميع الدلالات.

أنا خذ كلامي بالمنطوق، إذا أخذتَ دلالات أخرى غير المنطوق ليس لك ذلك، ليس لك أن تأخذ الدلالات التي أنا أقولها انتبه، انتبه، انتبه، مهمة جداً هذه !

جُل الخلاف بين العلماء في هذا الزمان أنهم يردون على لازم قولك، أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” من أين هذا؟!
يقول لك : هذا لازِم القول!

لازم القول ليس قولاً ، فلما يكون عالِم بوَّأه الله أن يقول كلمة، وله أتباع، وأن يكون غافلًا عن هذا ؛ يولِّد مشاكل لا أول لها ولا آخِـر.

فالآفة أن يتعلق الناس بأناس ما ينبغي أن يتعلق بهم، لا يَـعرِفون ولا يُـفرِّقون بين القول وبين لازم القول.

إذا كان هذا الكلام صحيح ؛ فيكون كل كلام الأحباش في الطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية صحيح،
وهو ليس كذلك، لماذا ؟
تدرون لو أنا الآن طلبت أن أناقش حبشياً ، وعملنا مناظرة في هذا المسجد، وجاءنا حبشي نتناقش أنا وإياه عن شيخ الإسلام، تعرفون ماذا يفعلون؟
قبل ما نبدأ بالمناقشة؟ تعرفون ماذا يفعلون؟
الجواب: يأتون بكتب شيخ الإسلام وعليها علامات، ويأتون بكتب شيخ الإسلام لا تسعها هذه الطاولة، ويكون ارتفاعها أقل شيء متر ، ويفتح الكتاب ويقول: “ابن تيمية في كتاب كذا، صفحة كذا، جزء كذا”، ويقتطع الكلام عن سياقه
ويفهم الكلام على مراده هو ، وليس مراد شيخ الإسلام!

(وهات عاد هات خلِّص!)
وانظر كم من إنسان يغتر بكلامه!
لأنه فاتح الكتاب ويقرأ، فاتح ويقرأ، مقتطَع من السياق، مقتطَع من الكلام، وبينت هذا بتفصيل في كتاب “الأغاليط”.

تعبنا كثيراً في رد الشبه، والسبب عدم إحكام طرق الاستنباط إذا أنا بأقول عبارة دقيقة جدًا وأرددها كثيراً سواء بقلمي أو بلساني، وأقولها كثيراً كثيراً كثيراً، أقولها: “أهل الحق يضبطون طرق الإثبات ، وطرق الاستنباط”، كلمة سريعة صغيرة، لكن كلمة ترد على كل باطل.

طرق الإثبات:
كيف نثبت أن هذا حديث أم ليس بحديث؟ أو أن هذا من عند الله وحي أو ليس بوحي؟

أو طرق الاستنباط :
كل العبث الذي يجري في دين الله عز وجل إنما سببه عدم معرفة أحكام الإثبات وأحكام الاستنباط.

يستنبط هكذا من غير أي قاعدة، يتكلم ويتكلم بالشرع دون أن يدري.

المصدر :
الدرس التاسع – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
تاريخ:
9 سبتمبر 2025 م
17 ربيع أول 1447 هـ✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[ أنتَ قلتَ كذا، “فأنتَ سروري” ، من أين هذا؟! يقول لك : هذا لازِم القول! ]

متى يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر؟

متى يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر؟

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:

انتبه!
وقَلّ من إنتبه من إخواننا لأن فقهنا للمسائل ليس فقهاً شمولياً ،نفقه مسائل متفرقة وهذا الشتات لا يولد فقهاً هذا أصل أصيل اعتمده العلماء قاطبة بأنه في بعض الأحايين يجوز دفع القيمة في الزكاة سواء كانت زكاة ماشية أو زكاة فطر.

هل يجوز أن تدفع القيمة في زكاة الفطر؟
نعم يجوز.

إخواننا الذين يتحمسون لزكاة الفطر ويوجبونها في الطعام جزاهم الله خيراً هم مُتَّبِعون وسيأتينا بيان ذلك بعد قليل لكن هذا الإطلاق ليس صحيحاً، فتجوز صدقة الفطر نقداً في صورتين ولا أشك قيد أُنمُلة أنهما جائزتان في هاتين الصورتين.

الصورة الأولى: أن لا تستطيع أن تدفعها إلا نقدا كيف يكون ذلك؟
تذهب لمصلى العيد وأنت جالس في مُصَلى العيد وتُكَبر تكبيرات العيد وأنت تُكَبر تنتبه إلى أنك ما دفعت صدقة الفطر! وبقي على خطبة الإمام لحظات ويخطب، نظرت فوجدت فقير، ما هو الواجب عليك الأن؟

أدفع له القيمة ولا شيء عَلَيَّ، لا أقدر إلا القيمة. الصورة
الثانية: في المجاعات أرجو الله أن يبعدها عن المسلمين بخاصة وعن البشرية بعامة إذا صار معك نقود وما في شيء تشتريه وتوزعه على الفقراء ما هو الواجب عليك الآن؟ القيمة.

أسأل الله لا ندرك هذا الوقت، اليوم في الأفق الناس يحذرون من عدم الأمن الغذائي وأن البشرية سَتُعَرض لتهديد بالجوع وهذا الذي يعمل عليه جاهدين اليهود، وسيكون ذلك ولا مَحالة شاء من شاء وأبى من أبى إن إحْتَلُّوا غزة، وأرجو الله أن لا يحتلوها.

المصدر:
المحاضرة الرابعة لفضيلة الشيخ مشهور حسن
آل سلمان حفظه الله ، من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام ، لابن حجر
العسقلاني رحمه الله.
الموافق :
18 ربيع الأول 1447 هـ
14 يوليو 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

متى يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر؟

[مباحث العام والخاص من لا يفهمها لا يحسن أن يفهم كلام الله عز وجل]

[مباحث العام والخاص من لا يفهمها لا يحسن أن يفهم كلام الله عز وجل]

من أوسع المباحث المشتركة بين الكتاب والسنة:
العام والخاص ، والكلام فيه طويل، والتطبيقات العملية كثيرة، وطالب العلم لا يُـفلِح وهو مهمل لمباحث العام والخاص.

تكلمنا عن العام وذكرنا كم صيغة للعام؟
أربعة عشر
وبقي معنا ست عشرة أيضًا.

هذه في علم الرياضيات مثل جداول الضرب، الذي لا يفهمها لا يحسن أن يفهم كلام الله عز وجل، ولها صلة وثيقة باللغة.

نبني على ما قلناه، ثم نُكثر من التطبيقات العملية، وكلّفنا بعض إخواننا، أرجو الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم وإياهم لما فيه الخير.

يقول الناظم وهو الجلال البُلْقيني في نَـظمه لمتن من أصعب المتون في علم الأصول لابن الحاجب، اسمه “مختصر ابن الحاجب”.

فهذا من براعته نظمَ هذا المتنَ، ولا يُعرف أحد نظمه إلا هو ، ويسّر الله للعبد الضعيف أن شرحتُ متنه فنظمه ب “تحفة الطالب في نظم أصول ابن الحاجب”، وكتبت شرحًا في مجلدين سميته “إرشاد الراغب بشرح تحفة الطالب”.

المصدر:
الدرس الثامن – شرح مبحث العام والخاص في أصول الفقه – فضيلة الشيخ مشهور بن حسن.
التاريخ:
11 ربيع أول 1447 هـ
03 سبتمبر 2025 م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى:

[مباحث العام والخاص من لا يفهمها لا يحسن أن يفهم كلام الله عز وجل]

[ربط الأحداث التي تحصل اليوم في غزة بأصولها الشرعية]

AUD-20250715-WA0007

[ربط الأحداث التي تحصل اليوم في غزة بأصولها الشرعية]

قال فضيلة الشيخ مشهور حسن آل سلمان حفظه الله:
الحرام منه ما هو حرام سد للذريعة ، ليس لذاته ، ولذا العلماء قالوا كفر دون كفر ، وقالوا ظلم دون ظلم ، وقالوا حرام دون حرام.

ليس الحرام في مرتبة واحدة ، وهذه أنا أقولها لكم حتى تفكروا فيها ، وهي مسألة مهمة جداً ، ولها فروع عملية كثيرة في هذا الزمان ، قالوا :
المنهي عنه شرعاً ليس كالمعدوم حساً.

إذا الشرع نهى عن شيء فلا يجوز لك أن تتعامل معه كأنه معدوم ، تذكر هذه وفكر فيها.

وتذكر مسألة أخرى مهمة ، حتى تفهم هذا الكلام فهماً صحيحاً:
لما تزدحم على المكلف المفاسد ، ومضطر أن يرتكب شيئاً منها ؛ ماذا يرتكب ؟
الفقهاء يقولون ترتكب أخف الضررين ، انتبه!

لما تقول أخف الضررين ؛ فلازم هذا أن المنهي عنه يعامل معاملة المعدوم أم المحسوس؟
الجواب : المحسوس.

الشرع لما قال ترتكب أخف الضررين ؛ إذاً تعامله معاملة الموجود.

أبوك فاجر وليس له سلطة عليك في المعصية ، لا طاعة في معصية ، لكن هل معنى فساد أبيك يمنعك من بره ، وتعامله معاملة المعدوم؟!
هذا معروف عند أهل العلم :
المنهي عنه لا يعامل معاملة المعدوم ، المنهي عنه أنا أرفضه ولا أقبله.

أنا أبي – لا قدر الله – فاجر ، لا يجوز لي شرعاً أن أطيعه في معصية ، لكن يبقى أب ، وهذه مشكلة الخوارج هذا الزمان ، يعني أولياء أمور المسلمين بحكم أنهم يرخصون بيع الخمر ، وفعل المنكرات ، والحفلات ، والترخيص بها.

ولكن هذا لا يسقط كونهم أولياء أمور ، ولا يجوز لنا أن نطيعهم في كل شيء ، في المعصية لا نطيعهم ، لكن في غير ذلك نطيعهم.

هذه مشكلة وهذه المشكلة ، تجسدت في عقول الناس كلهم ، وقل من فهم المسألة وأنزلها منزلتها ، وفهمها على واقعها وعلى حالها.

الناس يأخذون مواقف دون قواعد ، أتمنى أن يتكلم واحد من الناس في مسألة ، ويُـفصِّل فيها بالقواعد ، فإذا فصلَ بالقواعد لا يضيع عنه وجه من وجوه الحق فيها ، فإن نسي القواعد بدأ يتكلم بكلام عاطفي بعيد عن القواعد.

ولذا نحن اليوم بحاجة ماسة للتقعيد الفقهي ، لسنا بحاجة أن نردد مع أناس رداً أو سلباً ، لسنا حزباً ، نحن طلبة علم ، ولأننا طلبة علم ؛ نحن مؤصلون ، ومواقفنا قائمة على تأصيل ، فنحن لا نُعامِل المنهي عنه معاملة المعدوم ، بل نعامله معاملة الموجود ، ونبيِّـن حكم الله المقبول والمردود.

فالمردود هو التحزب والتعصب ، وهذا مرفوض ، والتهور مرفوض ، لكن صار أمر واقع انتبه!

الآن انتبه لِـما يتفرع عن قاعدة :
المنهي عنه شرعاً لا يعامل معاملة المعدوم حِـساً.

بناء على هذه القاعدة ؛ قال العلماء :
أحكام الشروع غير أحكام الوقوع.

المسلمون في سوريا ابتلوا بلاءً شديد ، وابتلوا مرتين ، ابتلوا بالإخوان المسلمين سنة 79 في ثورة حماة ، ثورة مدينة حماة ، وابتلوا أخيراً بالثورة التي زعمها مَن زعمها ، ولا أريد التفصيل في هذا الباب ، وكان قائد الثورة الأولى أيام حماة ، واحد اسمه عدنان عقلة ، كان ضابطاً في الجيش السوري ، ثار على نظام حافظ أسد للظلم الذي وقع عليه ، وفي آخر فترة تواطأ مع (عدو عدوك صديقك) ، كما يقولون في الأمثال السياسية ، تواطأ مع النظام العراقي ، وأصبح ينادي بعبارة سأحرر سوريا بالدبابة العراقية ، والساعد السوري ، والبندقية الفلسطينية.

كان متفق مع عرفات بحكم الخلاف ، ثم تبين أن المخيمات والمعسكرات في بغداد أو في العراق جلها مخابرات سورية ، فصاروا في السجون ، مجاهدين صاروا مسجونين.

فضج به الحال ، وتبين له خطأه ، فطلب لقاء شيخنا الألباني ، وهذا الشاهد من الكلام ، طلب لقاء شيخنا الألباني ، فقال أنا خلاص أريد أعلن أن جهادنا باطل وفاسد وإلى آخره.

فالشيخ قال له أول كلمة لما التقى به ؛ قال :
أحكام الشروع غير أحكام الوقوع ، ينبغي أن تنسحب بأقل ضرر على المسلمين ، وأقل ضرر على من التحقوا بك.

فلذا أحكام الشروع شيء ، وأحكام الوقوع شيء آخر ، وهذا كلام موجود في كتب الفقهاء ، يأتيك واحد يقول لك :
هذه القاعدة من أين؟
تقول من أين لأنك لا تقرأ ، ولا تفهم.

فالشاهد أن حال المسلمين خصوصاً في المسائل الكبار التي تخص الأمة ينبغي أن لا تنسى موضوع المنهي عنه شرعاً ليس كالمعدوم حساً ، وهذه المسألة تحتاج لبحث وأتمنى من إخواننا أن يخصوا هذه المسألة ببحث أتمنى ، يعني أنا أعلن عن مسابقة لبحث وليس فقط كلمة ، وإنما لبحث ، ونخص درس أو درسين في مسألة أحكام هل المنهي عنه شرعاً كالمعدوم حساً أم لا ، مع التطبيقات ، ومع أقوال الفقهاء فيها ، يا ليت من استطاع أن يفعل هذا ؛ فهذا أمر حسن ، وهذا أمر طيب ، وأمر مهم.

يعني أنا الآن جالس في عزاء ، وكان واحد يقرأ قرآن ، فقراءة القرآن غير مشروعة ، فهل يجوز لي أن لا أسمع القرآن ، وأن أعامل قراءة هذا البدعية ، أن أعامله معاملة المعدوم؟ أم الواجب أن نصغي؟
الجواب : أن نصغي.

إذاً المنهي عنه شرعاً كالمعدوم أم كالموجود ؟
هل يجوز أن تشوش على القرآن وتتكلم ، لأن واحد يقرأ قراءة بدعية ما أنزل الله بالسلطان؟

يعني واحد يقرأ في المقبرة قرآن على ميت ، هل يجوز أني ما أسمع وأشوِّش؟!

كثير من إخواننا يقول لك نرتكب أخف الضررين ، معنى ارتكاب أخف الضررين أن المنهي عنه شرعاً لم تعامله معاملة المعدوم ، إنما عاملتهم معاملة الموجود.

ابتلينا ببعض من درس معنا ، أنا الله أكرمني عملت دورة في فقه الجهاد في مركز الإمام الألباني ، وتكلمت في أحكام غزة ، ابتليت بطالب حضر الدورة ، ويرد على كلامي في الدورة.

يا جماعه الفتوى في ظرف خاص تختلف من حادثة لحادثة ، نتكلم في فتوى في مكان خاص ، ما نتكلم عن تأصيل الجهاد ، تأصيل الجهاد شيء والفتوى في موضوع شيء آخر ، وقل من يتنبه لهذا.

الباب هذا واسع، الفتوى ، غير التأصيل ، المفتي أمامه حالات محصورة ، وليست أمامه ما يريد.

بعض إخواننا الفضلاء جزاهم الله خير ، اتصل ، قال:
يا شيخ تكلم عن غزة ، أليس لو أهل غزة تم إخراجهم إلى كندا أم إلى بلد آخر أحسن؟

قلت له :
جيب طائرات وأطلعهم ، حافظ على دم المسلم.

المسألة ليست هكذا ، المسألة ليست مسألة أين يسافرون ، نتكلم عن ظرف معين ، أناس يموتون جوعاً ، وأناس يسحقهم اليهود ، واليهود عازمين على سحق الفلسطينيين بعامة على مدى بعيد ، وعلى سحق أهل غزة الآن ، شئتم أم أبيتم ، اليهود في قرارهم في غزة السحق ، إيش نعمل ؟

تصور المسألة تصوراً علمياً شرعياً صحيحاً ، ولا تقول مفاسد ، ولولا أنهم هم فعلوا ما فعلوا !
فهل صار اليهود رفقاء ورحماء بالأمة؟!

فالفتوى تحتاج إلى غير التأصيل ، فأنت أمام خيارات ، ومضطر أن ترتكب الأخف ، بناء على أنها موجودة.

أختم مجلسي وقد طال ، بقصة حدثني بها أخ من تلاميذ العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، أخ من البحرين ، يقول:

بلادنا مبتلاة ، وأسأل الله أن يعافي بلادنا وبلاد المسلمين من البلاء.

بلاد المسلمين التي فيها الروافض ؛ مشايخنا وعلمائنا يقررون لها أحكاماً تختلف عن البلاد التي ليس فيها روافض.

يعني مشايخنا شيخنا الألباني والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ، في الكويت والبحرين ؛ يجوزون انتخابات مجلس الأمة ، وكذلك في العراق.

لما سقط نظام صدام وصار موضوع مجلس الأمة ؛ إخواننا طلبة العلم المبتدئين أفتوا للناس بمنع مجلس النواب ، وجلسنا مع إخواننا العراقيين وقلنا أن هذا جائز ، لا يوجد فرق بين العراق وهي تحت حكم شيعي ، كـالكويت ، وكالبحرين، ما في فرق.

فتركوا الأمر للشيعة ، فتثبت فثبتت الشيعة في العراق!
العراق سميت عراقاً من العَرك ، ولذا لا تستغرب أن العراق تتحول خلال فترة قصيرة من سنة إلى شيعة ، ومن شيعة إلى سنة ، إلى آخره.

و تبلغنا أخبار الآن أن العراق تُهيَّئ أن تكون بإذن الله تعالى بلاد سنة وأرجو الله أن يكون هذا الأمر قريب بإذن الله ، الدنيا فيها تغيرات كثيرة.

أخ فاضل صالح في الجيش البحريني حليق بحكم أنه مسؤول كبير في الجيش وله قرارات مهمة ، وقراراته لها أثر في موضوع سنة البحرين ، وكيف تكون البحرين.

فهذا أخ من إخواننا من طلبة العلم ، يقول أتيت صديق لي في إجازة ووجدته مربي اللحية ، سألته كيف ربيتها وأنت مسؤول كبير في الجيش العراقي؟

قال أريد أقدم استقالتي ، قال : تستقيل ، واستقالتك يتولد عليها مضار لا يعلمها إلا الله ، أنت في موقع حساس ، موقع لك قرار ، وإذا استقلتَ ؛ يعني الأمر عسر جداً ، وموضوع حلق اللحية أمر بالنسبة للمكاسب التي يكسبها أهل السنة من خلال وجودك أحسن من مصالحك ، فهي معتبرة أكثر من حلق اللحية ، فقال أنا لا أقبل إلا أن استفتي عالم ، قال من تستفتي ؟
قال:
أستفتي الشيخ ابن عثيمين.

قال وحجزت له للشيخ ابن عثيمين على القصيم ، قال فدخلنا على الشيخ ، وهو يعرفني ، سلمت عليه وأخبرته الخبر بيني وبينه ، فلان في موقع حساس ولأهل السنة ناصر ، وإلى آخره.

فما قولك( أي ما قولك يا شيخ ابن عثيمين)؟
الشيخ سأله قال متى ترجع؟
قال جئنا لسؤالك ثم نرجع ، إن أعطيتنا الجواب الآن ؛ نرجع ، وإن أمهلتنا ؛ فلما تعطينا الجواب نرجع ، جئنا فقط لسؤالك.

قال الأخ :
فسكت الشيخ سكتة طويلة.

الشيخ عالِم ما يراد أن ينقل عنه أنه يُـجوِّز حلق اللحية .

فقال له الشيخ:
انصرف.

فأخونا يقول لي لما قال الشيخ له انصرف ؛ خلص الأمر تم ، يعني خلص احلق .

قال أبى الشيخ أن يقول له احلق ، ولكن قال انصرف.

فقال له الشيخ:
إن بقيت إلى يوم الدين لن أجيبك.

يعني إذهب ، إيش المعنى؟
وبقي الأخ واقف كي يفتيه الشيخ.

فأحياناً سكوت العالِم يتضمن فتوى ، العالِم قوله محسوب عليه ، وسكوته محسوب عليه.

لذا قلت لكم في كلمة قالها الشاطبي ، وهي مهمة قال:
تروك الذين يُقتدى بهم محسوبة عليهم.

أنا تركتُ الفتوى ؛ خلص افهم مني!
ما أنكرت عليك أن تحلق لحيتك أيها الأخ السني العراقي.

فالشاهد بارك الله فيكم :
نحن نعيش في ظروف عسيرة وصعبة ، ويجب علينا أن نؤيد كل من وافق حقاً ، كل من وافق الحق ؛ نقول جزاك الله خير بارك الله فيك إلى آخره.

فلم يبق لأهل غزة إلا أهل الأردن ، ففي الحقيقة وفي الواقع الذين وقفوا مع أهل غزة هم أهل الأردن.

فأسأل الله جل في علاه أن يوفق الجميع لما يحب الله تعالى ويرضى وأرجو الله جل في علاه أن يكشف عن بصائرنا وأن نربط الأحداث بأصولها الشرعية ، فإن فعلنا لن نندم ، وإن تجاوزنا ؛ فالندم يلاحقنا ، ويلتف بنا ، ويبقى من أعلى ما فينا من الرأس إلى أسفل ما فينا من القدم ، وسيبقى عاراً علينا إلى يوم الدين ، أما مسألة الله يوم القيامة ؛ فالحساب شديد ، لأن الأمر خطير أن تحول داراً من دار إسلام إلى دار كفر ، هذه مصيبه.

اليوم العبارة واضحة على لسان حاكم الدنيا (رئيس أمريكا) يقول:
غزة نريدها ريفييرا الشرق الأوسط ، المساجد دور القرآن التي في غزة يريد أن تكون مراقص ، وأن تكون صالات قمار ، وجو غزة جو ساحر ، جو الشرق الأوسط جو ساحر.

وما يزال هناك أناس يلقون اللوم على من يقاتل اليهود!
قلت مرات وكرات وسأبقى أقول ، أحكام الوقوع غير أحكام الشروع.

يجب على أهل غزة أن يشاوروا العلماء ، ما عندهم علماء، فوقعوا ما وقعوا فيه فباطل مما يعملون ، لكن لا يجوز لنا للباطل الذي ارتكبوه أن نكون مع اليهود!

ليس معقول أن نكون مع اليهود ، ما أدري هل هذه الكلمة تكفي أم نحتاج المزيد؟

الله يغفر لنا ولكم ، ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى ، وهناك كلام إذا قاله الإنسان فلا فائدة منه ، فتضطر أن تسكت.

هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

المصدر :
الدرس الثالث / شرح مبحث النهي في أصول الفقه / فضيلة الشيخ مشهور بن حسن
بتاريخ ١٣-٥-٢٠٢٥ م✍️✍️

◀️ رابط الفتوى في الموقع الرسمي :

[ربط الأحداث التي تحصل اليوم في غزة بأصولها الشرعية]

السؤال: أخ يسأل يقول ذكرت في الدرس الماضي أنه من لم يرد الله به خيرا لا يفقه في الدين، بمفهوم مخالفة هل هذا يشمل كل شيء؟

السؤال:
أخ يسأل يقول ذكرت في الدرس الماضي أنه من لم يرد الله به خيرا لا يفقه في الدين، بمفهوم مخالفة هل هذا يشمل كل شيء؟

الجواب:
نعم، إلا إن عبدت الله على علم، والعلم يتجزأ فمن عبد الله وكان جاهلا وليس فقيها لكن فقه شيئا فعبده فهو على خير، أما الذي لا يعرف الفاتحة ولا يعرف شيء من الصلاة ولا يعرف شيء كذاب أجلكم الله هذا ليس فيه خير أبدا، لكن هذا بين المسلمين نادر، فالخير يتجزأ، والفقه كذلك يتجزأ، فأقول الفقه يتجزأ ، فالخير الذي أنت عليه هو ما عندك منه، فإن كان الإنسان جاهلا جهلا مطبقا فكان الله في عونه على نفسه وكان الله في عون أهله عليه وكان الله في عون زوجه عليه، بعض الناس تلتقي معه دقيقتين تقول أعان الله من يخالطه، طالب العلم كيفما كان حاله فمادام أنه ملتزم بشرع الله فهو على خير، وكلما ازداد علمه ازداد الخير الذي عنده.✍️✍️

⬅ شرح صحيح مسلم
2024/11/14

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخ يسأل يقول ذكرت في الدرس الماضي أنه من لم يرد الله به خيرا لا يفقه في الدين، بمفهوم مخالفة هل هذا يشمل كل شيء؟

⬅ خدمة الدرر الحسان

السؤال : ماحكم الجمع والقصر للصلاة لمن يسافر إلى بلد ويمكث فيها أسبوعاً أو أكثر؟

السؤال : ماحكم الجمع والقصر للصلاة لمن يسافر إلى بلد ويمكث فيها أسبوعاً أو أكثر؟

الجواب: القاعدة عند أهل العلم أن كلَّ ما علّقه النص كتاباً وسنّة على أمرٍ وهذا الأمر ليس معروفاً في الشرع ولا في اللغة إنما أمره إلى العُرف ، كل نص ورد في كتاب الله وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم والشرع علّقه على أمر وهذا الأمر ليس له حد في نصوص الشرع وليس له حد في اللغة العربية فمرده إلى العرف ، يعني مثلاً روايتان في صحيح مسلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من غشّ فليس منّا ويقول : من غشّنا فليس منّا ، ما هو الغشّ؟ ما فيه غش يبحث بكل معاجم اللغة ماتعرف حدّاً ضابطاً هل هذا غش أم ليس بغش ولايوجد آية أو حديث يُبين لنا ما هو الغش ، إذن ما هو الغش؟ الكلمة فيه إلى أعراف التجار ، فأي مسألة تسأل عنها غش أم ليس غش اعرضها على التجار ،هل هذا في أعرافكم غش ؟ إن كان غشاً حرام وإن كان مأذوناً به في الأعراف فهذا حلال.
وانتبه وهذا أصل مهم،كل مسألة معلّقة على العوائد والأعراف فهذا النوع من المسائل يختلف باختلاف الأزمان والأمكنة.

يقول لك هل الأحكام الشرعية ثابتة أم غير ثابتة؟ هل تتغير الأحكام الفقهية بتغير الأزمان والأماكن أم لا تتغير ؟
الجواب – انتبه- كل ماعلّقه الشرع على الأعراف والعادات فإنها تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ، ممكن في زماننا شيء أهل الخبرة مايعتبروه غشا ويكون حلالاً لكنه لو كان عند من قبلنا لكان غشاً ، فكان قديماً حراماً والآن حلال فالحكم يختلف باختلاف الأعراف والعوائد وهذا أمر معروف،فهذا فقط النوع من الأحكام تختلف أحكامه باختلاف الزمان والمكان، وفصّل في هذا وطوّل فيه ابن القيم في كتابه البديع “إعلان الموقعين”.✍️✍️

↩️ الرابط:

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

↩️ الرابط:

السؤال : ماحكم الجمع والقصر للصلاة لمن يسافر إلى بلد ويمكث فيها أسبوعاً أو أكثر؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor

السؤال: شيخنا ما هو الفرق بين دلالة الإشارة، ومفهوم الموافقة؟

السؤال:
شيخنا ما هو الفرق بين دلالة الإشارة، ومفهوم الموافقة؟

الجواب:
دلالة الإشارة الشيء الذي لا ينفك عن اللفظ.
شيء يُفهم باللازم، واللازم بالمتحتم الذي لا ينفك عنه.
اللوازم قسمين:
١ – قسم يقبل الانفكاك.
٢ – قسم لا يقبل الانفكاك.

فمثلا قوله تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}[النساء: ٣]،
الآية دلت بمنطوقها على أشياء، ودلت بفحواها على أشياء، ودلت بإشارتها على أشياء.
فدليل الإشارة: {ما طاب لكم}: لأن المرأة لا تطيب حتى يُنظر لها.
فقال أهل الفقه وأهل العلم: أن في قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم} بدليل الإشارة يجوز النظر للمخطوبة.

أما مثلا قول الله تعالى: {فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ}[الإسراء: ٢٣] عن الوالدين.
{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[الإسراء: ١٠].
السرقة مثل الأكل والضرب أشد من الأف وهذا بالمعنى والفحوى وليس بالإشارة.

فالإشارة والفحوى دلالتان:
الأولى دلالة لفظ.
الثانية دلالة معنى.

ووقع خلاف بين أهل العلم: إن تزاحمت دلالة الإشارة ودلالة المعنى في محل واحد أيهما يُقدم؟، وترتب على هذا مسائل.
والكلام طويل وكثير مذكور في كتب الأصول.✍️✍️

↩️ الرابط:

السؤال: شيخنا ما هو الفرق بين دلالة الإشارة، ومفهوم الموافقة؟


⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor