السؤال:
هل يجوز الكلام أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم تطبيقا للآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}، أم أن هذه الآية بطلت بموت النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:
موضوع حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف هذه الحياة تحتاج لدراسة جادة والله جل في علاه أكرمني من سنوات كتبت كتابة عن حياة النبي في البرزخ وهبت أن انشرها لأنها توسعت وكتبت أكثر من ألفي صفحة في مسألة حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالبرزخ لكن أنا أريد أن أجتزئ كلام طويل جدا في هذا الباب .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أكثروا من الصلاة علي فإن الله قد وكل بقبري ملكا يقرئني عن أمتي السلام) فمن الخطأ الشنيع أن يقول الرجل لأخيه إذا ذهب إلى حج أو عمرة قال سلم لي على رسول الله ، الآن تقول صلى الله عليه وسلم محمد والملك يأخذها منك ويوصلها للنبي صلى الله عليه وسلم ، ما تقول لأحد سلم لي على رسول الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت بجانبه لو كنت بجانب قبر النبي صلى الله عليه وسلم فصلاتك له لا تصله إلا من خلال ملك ؛ ولذا لا داعي إلى أن تتكلم أمام النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر إن غاب عن المدينة فيأتي، فيأتي لقبر النبي صلى الله عليه وسلم هو والصحابة فيكتفون بقولهم صلى الله عليك يا رسول الله ثم يمرون على قبر أبي بكر السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا عمر وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم هو وغيره لا يعرفون ماذا يجري في الدنيا ، لا يعرفون ، لا يعرفون.
فالنبي صلى الله عليه وسلم المصلي عليه الذي يوكله بالسلام ملك وليس أنت لكن آداب المسجد الآن النبي صلى الله عليه وسلم هناك في المسجد فمن آداب المسجد ألا ترفع صوتك آداب المسجد ألا ترفع صوتك .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد✍️✍️
أو أي قول في دعاء القنوت سواء دعاء الرواتب أو النصف الثاني من رمضان أو ذاك الدعاء الذي يردده ويُصر عليه الشافعية المتأخرون ” ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت حتى فارق الحياة” والحديث ضعيف وليس بصحيح.
فبعض المأمومين لما الإمام يقرأ بعض الأشياء فإنه لا يذل من واليت ولا يَعِز من عاديت بكسر العين وفتح الياء ولا يَعِز، وليس يُعِز هذا خطأ يُعز وانما يَعز هكذا الصواب بكسر العين وفتح الياء، ولا يَعِز من عاديت فبعض المأمومين يقولون أشهد اشهد، أنا ذكرت هذا الخطأ في كتابي (القول المبين في أخطاء المصلين) ونقلت عن بعض علماء المالكية أن من قال من عوام الناس أشهد على هذه الكلمات فصلاته باطلة، لأن الأصل في الصلاة الأصل أن تكون بألفاظ مخصوصة.
ما هي الصلاة؟
ما هو تعريف الصلاة؟
أقوال وأفعال متتالية مخصوصة مبتدأة بالتكبير ومنتهية بالتسليم.
هذا هو تعريف الصلاة.
ليس لك أن تتكلم وأن تفعل. أفعال وأقوال متتالية.
ما تقرأ الفاتحة وتجلس ثم تذهب وتركع.
لابد أن تكون الصلاة متتالية، مخصوصة مبتدأة بالتكبير ومنتهية بالتسليم هذه هي الصلاة.
فلا يجوز للإنسان أن يزيد ما يريد في الصلاة.
والإمام النووي – رحمه الله تعالى- في كتبه ومنها المجموع كان يقول الأصل في المأموم أن يؤمن على الإمام فان قال الإمام شيئا لا يحتمل التأمين مثل من لا يذل من واليت ولا يَعِز من عاديت قال فليمرر المعنى على قلبه، يمرره على قلبه.
يعني ما في داعي أن يقول شيء، إذا الكلام لا يحتمل أن تقول آمين، فأنت مرر هذا الكلام على قلبك وامشي وانتهى، ما تتكلم ، فأي كلام في الصلاة عن عمد،
أما إذا كان الإنسان قد نسي فالإنسان يحتمل النسيان هذا ذكرناه، لكن واحد يتكلم عن عمد فبعضهم يتكلم عن عمد وتدينا يفعل هذا ويعتقد أنه يعبد الله عز وجل بفعله هذا، وهذا الفعل لا أصل له.
والله تعالى أعلم.✍️✍️
السؤال: هل عند الثناء على الله عز وجل في الدعاء نرفع اليدين ؟
الجواب: لا، فإن رفع اليدين – وانتبهوا يا إخوان – فهذه سنّة تعلمتها من شيخنا الألباني رحمه الله وهي سنّة عزيزة وقلّ من الناس من يحسنها، وكثير من الناس يكثرون من الحج والعمرة ويدعون على الصفا و المروة، الدعاء على الصفا والمروة فيه ثناء وفيه دعاء
فعن جابر بن عبد الله قال : … ثم خرج – أي : النبي صلى الله عليه وسلم – من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله به ، فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة فوحَّد الله وكبَّره وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، ثم دعا بين ذلك ، قال مثل هذا ثلاث مرات . رواه مسلم ( 1218 ) .
فقولك……… لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده………،
هذا ثناء، فهذا تقوله وأنت مستقبل القبلة لمّا تصعد على الصفا فتقوله دون رفع اليدين ثم تدعو، فلمّا تبدأ بالدعاء ترفع يديك و تدعو، وأما أثناء قول الذكر لا ترفع يديك، ثم بعد أن تَفرُغ من الدعاءتُنزل اليدين و ترجع وتقول الثناء وأنت غير رافع اليدين، ثم لمّا تدعو ترفع، إيش تدعو؟ تدعو بأي شيء، ثم الثالثة، الثالثة تذكر الثناء دون رفع ودون دعاء كحال الدعاء في الرمي، رمي الجمرة فبعد المرة الثالثة لا تدعو ، كذلك في موضوع الصفا والمروة.✍️✍️
السؤال :
الإبن الذي ابتُلي بأبٍ يأكل الحرام، يأكل حراماً و هو لا حيلة له في ذلك، ماذا يصنع؟
و هل يتأثر الابن الصغير في ذلك؟
إذا كان الرجل ماله من حرام هل أبناؤه الذين يأكلون من ماله أيضاً لا يُستجاب دعاؤهم؟
الجواب:
أولاً : الإثم الأكل و الثمرة المترتبة عليه ينبغي أن يقع فيها الانفكاك.
و تذكرون الحديث الذي في صحيح مسلم حديث الجرو الذي دخل تحت سرير النبي صلى الله عليه وسلم فما نزل جبريل عليه.
فالملائكة قد لا تدخل مسجداً فيه صورة أو فيه كلب، و لكن الحِل و الحُرمة شيء و الثمرة المترتبة شيء آخر.
موضوع القبول و عدمه أمر خالص لله عز وجل، و النبي صلى الله عليه وسلّم ما نفى بل قال (أنّى يُستجاب له)، استغراب، سؤال فيه استغراب، (أنّى يُستجاب له).
إذا أنت تريد أن يكون الله معك وأنك إذا رفعت يديك فشكوت الخلق إليه مَن ظلمك، ومَن يظلم الناس فينبغي أن تكون حريصاً أشد الحرص على الحلال وأن تكون بعيداً عن الحرام، فموضوع أنه يُستجاب الدعاء أم لا فالأمر لله عز وجل، و الله قد يستجيب ممن يأكل الحرام – قد – و لكن على استبعاد، (أنّى يستجاب له؟ أنّى يستجاب له؟) استغراب واستفهام و الاستفهام فيه إنكار، (أنّى يستجاب له؟).
أما الصغير و البنت و الزوجة ممن كان الوالد يعمل حراماً فهم يأكلون حلالاً، الولد غير المتكسِّب، فالولد إن أصبح رجلاً و متكسِّباً و كان أبوه مكسبه حرام صَرْف، فالواجب عليه ألّا يأكل من مال أبيه، الواجب عليه أن ينفكّ عن مال والده و أن يتكسّب و يعمل و يُطعم نفسه بنفسه حلالاً، و لا يجوز له.
أمّا و هو صغير و هو طالب و كذلك البنت و كذلك الزوجة فهم يأكلون حلالا.
قال أهل العلم لو أن الحرام انتشر و اشتهر و كادت أن تُطبق السماء على الأرض بكثرة و اشتهار الحرام، قالوا المؤمن يأكل منه حاجته حلالاً، يأخذ حاجته من هذا المال بمقدار الحاجة وتكون حلالاً.
و ينبغي أن يفرَّق بين الأموال، فهنالك مال تتعلق فيه الذمم، و هناك مال كسَبه صاحبه بالحرام.
فالمال الذي يكون تحت ملك الإنسان بكَسْب و لكن الكسب غير مشروع، غير المال الذي هو ليس لصاحبه وإنما هنالك ذمة أخرى تُنازع فيه، فالأول أسهل من الثاني.
و جُل أموال الناس أموال من حلال و حرام، جُل أموال الناس هذه الأيام أموالهم مخلوطة، و معنى أنها مخلوطة من أموال حلال و حرام، ولشيخ الإسلام قاعدة في المال المخلوط موجودة في الفتاوى وطُبعت على حِدة أكثر من مرة، ويتساهل أهل العلم في المال المخلوط أكثر من تساهلهم في المال الحرام الصّرْف، الحرام المخلوط أهون من الحرام الصّرف، و أغلب الأشياء التي بين يدي الناس هي أموال مخلوطة.✍️✍️
الجواب: المسألة فيها خلاف و الخلاف فيها قوي، و الخلاف فيها عند أهل الحديث، و الناظر في مسألة المسح على الوجه بعد الدعاء في الأحاديث يراها ضعيفة و ضعفها يسير، وليس ضعفها شديداً، فأنا إن رأيت رجل يدعو و يرفع يديه و يمسح وجهه بيديه لا أُنكر عليه، فالضعف يسير، اشتهرت مقولة العز بن عبدالسلام و شهّرها شيخنا رحمه الله، شيخنا الألباني في (صفة الصلاة) ذكرها و اشتهرت بعد كلام شيخنا الألباني رحمه الله، كان لمّا يُسأل العز بن عبد السلام عن مسح الوجه بعد الدعاء كان يقول العز كان يقول لا يفعل ذلك إلّا الجُهّال، لا يفعل ذلك إلّا الجُهّال، فهذا رأي العز بن عبدالسلام، لكن الأحاديث ضعيفة، فأنا لا أمسح وجهي، أنا لا أمسح وجهي، لكن بعض أهل العلم من المعتبَرين من أهل الحديث يرون أن لها طرقاً عديدة و هي ضعيفة فيقولون تعدّد الطرق مع الضعف اليسير تَقبل الجَبْر، يعني تقبل أن يكون الحديث درجته؟ حسناً لغيره، الحديث الضعيف إذا تعدّدت طرقه لا يقولون عنه حسن بل يقولون عنه حسن لغيره، انتبه، انتبه و احفظ هذه القاعدة حتى نَفرغ من درسنا، قاعدة مهمة جداً، من أنواع الخلاف المستساغ في جميع مسائل الفقه تلك المسائل التي مدارها على النقل، ليس هنالك مجال للاجتهاد فيها كالعبادات، مدارها على النقل ومنزلتها عند المحدّثين إمّا أنها حسن لغيره و إمّا أنها ضعيف، الفرق بين الحسن لغيره و الضعيف يعني بينهما شَعْرة، أمر دقيق جداً، فالحديث الذي يدور بين أهل الاختصاص في علم الحديث يدور حُكمه إما أنه ضعيف ضعف يسير أو حسن لغيره، إن وقع خلاف بين أهل العلم لا يستطيع أحد أن يفصِل بينهم، ما يمكن، تقول أنا انقدح في نفسي و هذا ضعيف و له طرق عديدة، لذلك كل المشغّبين على شيخنا الألباني رحمه الله تعالى يُشغّبون عليه في الأحاديث التي قال عنها حسن لغيره، أغلب الذين يضعّفون الأحاديث لشيخنا رحمه الله تعالى التي مَشّاها إنما هي تدور بين إيش؟ بين الحسن لغيره و بين الضعيف، فهذا الخلاف خلاف مستساغ وهذا النوع من الخلاف خلاف مستساغ، ولكن واحد يقول لك حديث موضوع و آخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال، قلت أنت تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، كيف تقول النبي صلى الله عليه وسلم قال، أنت تكذب على النبي صلى الله عليه وسلّم.✍️✍️
الجواب:
طبعاً لو كان عامّي، ما في صلة بين أنك عامّي أو أنك عالِم في الدعاء، قد يكون العامّي أصدق من العالِم، العبرة في الدعاء أكل الحلال و حُسن السؤال، هذه العبرة، هذان الجناحان، فالعلم ما له صلة في الدعاء، الله يستجيب للصادق و لمن يأكل حلالاً.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول:هل يفِر الشيطان من الأذان المُوحَّد كما يفِر من الأذان الذي يُقام أو يُنادى به من قِبَل مُؤذن؟.
الجواب:
بِلا شك،الأبرك والأتقى والأورع والأفضل والأحسن ما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.والأذان عبادة،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(مَنْ أَذَّن اثنتي عشرة سنة فَلهُ الجنَّة).وكثير من السلف فسَّروا قول الله تعالى:[ومَن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله] أنهم المؤَذنون.والمؤَذنون أطول الناس أعناقاً يشهد لهم ما يسمعهم من حجر أو مدر أو إنس أو جِن يشهدون له.والأذان المُوَحَّد ألغى ذلك كلّه.والأذان عبادة تحتاج إلى نية كما نصص على ذلك الفقهاء.ولكن الحمد لله الأذان المُوَحَّد يوجد رجل مُؤذِّن يعني ليس اسطوانة،يوجد شخص يُؤذِّن ثم يُنقَل هذا الأذان فَنَقلُهُ يُعطِّل الطاعات في سائر المساجد،لكن يبقى له أثر تبقى له أحكام،فيُردِّد من وراءه مادام أنه رجل يؤذِّن حقيقي ويُردِّد من وراءه،يُردِّد مع الأذان المُوَحَّد.وأرجو الله رب العرش العظيم أن تكون له مثل هذه الثمرة المذكورة.لكن لو أذَّن من غير هذا الأذان المُوحَّد فَقطعاً الثمرة حاصلة.والأذان عبادة في الصلاة.وأخشى أن يأتي يوم على المسلمين يكون فيه إمام مُوحّد،ولا حول ولا قوة إلا بالله.✍️✍️
السؤال:
ما حكم من يخطر في باله وساوس بشكل دائم؟
ما العلاج ؟
الجواب:
لا تلتفت لهذه الوساوس وتعوذ بالله. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم كما مر بنا في شرح كتاب الإيمان في صحيح مسلم ” لأن يكون أحدكم حمما ، أي متفحم بالنار، يقول بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن يكون أحدنا حمما أحب إلينا مما يخطر في بالنا من وساوس ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ” أوجدتم ذلك حقاً؟”
قالوا بلى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ذلك صريح الإيمان “.
فإذا الإنسان بين الحين والحين يجد في نفسه وسواس فدفعه بالتعوذ فهذا علامة خير ، وقد فصّل في ذلك علي رضي الله تعالى عنه فقال ” أرأئتم اللص فإنه لا يطمع إلّا في البيت النفيس ” .
البيت الخرب لا يدخله اللص. فالشيطان إن وجدت أثراً لوسوسته في قلبك فاعلم أن قلبك نفيس ، فيه إيمان.
فببركة الإيمان الذي فيه ظهر أثر الوسواس ، أما من لا إيمان في قلبه أو إن كان أثر الإيمان ضعيف في قلبه فالشيطان يلعب في الإنسان ولا يظهر أثر الوسواس.
فإن وجدت وسواس استعذ بالله ، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ” لا تقوم الساعة حتى يأتي الشيطان لأحدكم فيقول له من خلق هذا؟ فيقول الله ، يقول من خلق هذا؟ فيقول الله ، فيقول أي الشيطان: من خلق الله؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” من وجد ذلك فاليتعوذ بالله من الشيطان وليقرأ سورة الإخلاص “.
فالوساوس كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: الإنسي إن ضعف كذب ، والجني إن ضعف وسوس.
إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، إن ذكر الله خنس وإن نسي وسوس.
فبالذكر والتسمية عند الطعام والشراب والدخول والذهاب والإياب واستحضار المراقبة والإخلاص فهذا كله يزيل عنك إن شاء الله تعالى هذه الوساوس.
وإلا فقد شكى عثمان بن أبي العاص الوسوسة التي كان يجدها في صدره في خارج صحيح مسلم وقد قرأته عليكم في صحيح مسلم كان يجد الوسوسة في الصلاة وفي خارج الصحيح النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه وضربه على ظهره وكان يقول للجني الذي تلبسه أخرج عدو الله إني رسول الله.
فقراءة القرآن على من يجد في نفسه الوساوس الكثيرة مفيدة ، وقد قال الله عز وجل ” ٨١ وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَاۤءࣱ وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ وَلَا یَزِیدُ ٱلظَّـٰلِمِینَ إِلَّا خَسَارࣰا ٨٢”
قال بعض السلف هذه الآية خطيرة ، اسمعوا ما يقول بعض السلف قال بعض السلف ما جلس أحد مع القرآن وقام سالماً ، فإما له وإما عليه ، بعض الناس والعياذ بالله تقرأ عليه القرآن يزداد ويزداد مرضاً ،( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )، فهو شفاء ورحمة للمؤمنين، شفاء للأرواح وشفاء للأبدان ، (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) ، فالقرآن يحتاج إلى محل طاهر يستقبل العلاج ، البدن حتى يستفيد من الدواء يحتاج أن يكون فيه خاصية قبول الدواء ، وكذلك المؤمن لذا قال للمؤمنين لأنه عندهم خاصية القبول أما من لا خاصية عنده في هذا القبول (ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) ، ولا يلزم من الظالمين أن يكونو كفاراً ، لا يلزم من الظالمين أن يكون كفاراً ، وإن كان الكفار هم رأس الظالمين.✍️✍️
السؤال :
هل طلب الرقية في حال المرض يخرج صاحبه من السبعين ألف؟
الجواب:
في رواية في حديث أبي هريرة لا يرقون ولا يسترقون ، ولفظ ولا يرقون شاذة ، ولفظ ولا يسترقون أي لا يطلبون الرقية صحيحة.
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا ؟ أُمَّتِي هَذِهِ ؟ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ ، قِيلَ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ : هُمْ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .. “. رواه البخاري 5270
فالأصل فيمن طلب الرقية أن نرشده للصبر ، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم تلك المرأة السوداء: قال اصبري ولك الجنة ، قالت إني أتكشف فادعو الله لي ألّا أتكشف ، فدعى الله تعالى لها.
عن عَطَاء بْن أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: ” أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي.
قَالَ: إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ .
فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لاَ أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا “رواه البخاري (5652)، ومسلم (2576).
فنرشد من يطلب الرقية أن يصبر ، فإن كان الصبر ليس مقام له ولا يتحمل فطلبه للرقية لا إثم عليه فيه، لكن خرج من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عقاب.✍️✍️
السؤال:
أخ يقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ما هي الكلمات التامات؟
الجواب:
عند مسلم برقم 2708
أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ تَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ “.
الكلمات التامات كلام الله عز وجل، ولذا استنبط أهل العلم من هذا الحديث أن القرآن غير مخلوق.
لما تقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
فلو كانت كلمات الله مخلوقة لما تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم بمخلوق من شر مخلوق.
فكلمات الله هي كلامه، والله يتكلم بما شاء متى شاء، فالقرآن كلامه والإنجيل كلامه والتوراة كلامه وصحف إبراهيم وموسى كلامه والزبور كلامه، فالله يتكلم بما شاء بأي لغة شاء متى شاء سبحانه. فكلمات الله هي الكلمات التي أخبرنا بها ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم عن ربنا فإننا نعوذ بها ونفزع إليها ونلجأ إليها من شر كل مخلوق.
هذا معنى الحديث.✍️✍️
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️