أخ يسأل فيقول سهَوت في صلاة العشاء في آخر ركعة ولم أقرأ بفاتحة الكتاب خلف الإمام، فهل أعيد الصلاة، جزاك الله خيرا؟
الجواب:أما القول بالإعادة؛ فهو إن تذكرتَ بعد مدة طويلة، وأما إن تذكرتَ على إثر التسليم؛ فالواجب عليك ركعة، لأن الراجح من أقوال العلماء: أن القراءة للفاتحة في السرية؛ واجبة على الإمام والمأموم.
والخلاف المعتبر الذي فصلنا فيه -أكثر من مرة- هو في الجهرية.
فالإمام متى أسرّ؛ فالواجب على المأموم قراءة الفاتحة، وقد ثبت في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت – رضي الله تعالى عنه- أن النبي ﷺ يقول : ( لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ){ رواه البخاري (الأذان/714) .
وزاد مسلم « فصاعداً ».
{صحيح مسلم 394}
فالواجب على المأموم أن يقرأ فاتحة الكتاب على أقل الأقوال.
وأنت في الركعة الرابعة إن لَم تقرأ الفاتحة ثم تَذكَّرتَ بعد السلام؛ فالواجب عليك أن تقوم وأن تأتي بركعة وأن تسجد للسهو، هذا هو الراجح.
ويُستفاد من سجود السهو في حياة الناس بِـعامة أن تتكيَّف مع ما يجري معك، وأن تُعالِج الخطأ ليس بالإلغاء، وإنما أن تعالِج الخطأ بالطريقة الشرعية الصحيحة.
يعني لو أنك أخطأتَ في حق إخوانك في مسألة ما؛ فالواجب الإعتذار، وليس الواجب أن تَنسلِخ وتبعد عن الناس وما الى ذلك، فسجود السهو يستفاد منه هذا.
السؤال الثاني والعشرون: أخ يسأل فيقول هل يقطع الرجل البالغ الصلاة للمرأة، كما أن المرأة تقطع صلاة الرجل؟
الجواب: ثبت في صحيح مسلم حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ ، وَيَقِي ذَلِكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ ) رواه مسلم (511).
وفي بعض الروايات تقييدها بـ (الحائض)، والمراد: البالغة،ولا يلزم أن تكون حائضاً عندما تمرُّ مِن أمام المصلي.
ووقع خلاف بين أهل العلم بقول: يقطع، هل يُنقص، أم يُبطل أجر الصلاة؟
الجماهير يقولون: لا يبطل.
ولكن هناك رواية عند أبي يعلى، فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعاد الصلاة من ممر الحمار، والمرأة، والكلب الأسود، وقال: الكلب الأسود شيطان) السلسلة الصحيحة(٣٣٢٣)؛ فذكر الثلاث، فهذه روايه تُرجِّح أن المراد بِـ : يقطع: يُبطِل.
أما حال الرجل إذا مرَّ بين يدي الرجل (بينه وبين سترته) ، أو مرَّ هذا الرجل بين المرأة وسترتها ؛ فالراجح أن الصلاة لا تبطل، ولم يَقُل أحد من السابقين ببطلان الصلاة.
وثبت عند ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن مرور الرجل بين يدي الرجل ، وكذلك مرور الرجل بين يدي المرأة يُنقِص نصف أجر الصلاة.
السؤال الثامن عشر :
رجل لم يصل العصر، ودخل المسجد وصلاة المغرب قائمة، فهل يصلي المغرب مع الجماعة ويقضي العصر، أم ينوي صلاة العصر وبعد إتمام الصلاة يصلي المغرب؟.
الجواب:
إذا كان هذا الإنسان ما قصر وبدأت الصلاة وكان ناسياً فتذكر فيصلي العصر.
واختلاف نية الإمام عن المأموم مشروعة، اختلاف نية الإمام عن المأموم مشروعة؛ فمعاذ رضي الله عنه كان يصلي بالقوم إماماً و كان قد صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي بعض حالات صلاة الخوف الإمام يصلي نافلة ومن خلفه يصلي فريضة لأنه يصلي مرتين، فاختلاف نية الإمام عن المأموم مشروعة.
لكن لو دخلت المغرب وأنت ناسي العصر، وأنت في صلاة المغرب تذكرت العصر :
أكمل المغرب ثم بعد أن تكمل المغرب صل العصر، أو بعد فراغك من المغرب تذكرت أن الصلاة فاتتك، فاتتك من الصلوات السابقة، فوقت الصلاة التي قد فاتتك وقتها حين تذكرها؛ فمتى ذكرتها فهو وقتها، متى تذكرت الصلاة تصلي، فواحد الآن جالس قال: أنا البارحة ما صليت المغرب نقول له: قم صل المغرب الآن فأنت ناسٍ.
السؤال الحادي والعشرون : دخل رجل المسجد في صلاة العصر، فقام ليصلى وحده يريد أن يصلي العصر منفرداً فمنعه الإمام ، فقال الرجل: أنا مضطر أن أصلي الآن وأن الحافلة ستذهب بدوني ، وإذا ركبت الحافلة ولم أصلي الآن فإني لن أدرك العصر إلا بعد المغرب.
فهل يجوز له أن يقيم الصلاة ويصلي منفرداً للحاجة؟
الجواب:
طبعاً الأصل في الحافلة أن يكون صاحبها مصلياً.
فالشرع لما يتجزأ والواحد يصير فريد ويصبح شريد وهو يقيم الدين وغيره ممن له به صلة في العمل لا يقيم الدين تقع المشاكل.
يعني: سألني أحدهم يقول: يا شيخ هل معقول أن الشرع يُجَّوز للسائق-سائق باص وكان في أزمة-، هل يُجوز له الشرع أن ينزل ويصلي والناس واقفين على الدور ، والدور طويل وأزمة في المواصلات فيصلي العصر ويترك الناس؟!.
قلت: هؤلاء الواقفين على الدور المطلوب منهم أن يصلوا؛ فلو ذهبوا للصلاة فليس هنالك مشكلة، يعني ما تسرق عقلي!
ما تأخذ شيئا من الدين وتوظفه لمصلحتك وتنسى حقائق أخرى تنساها وما تذكرها.
فالأصل أن الكل يصلي: السائق يصلي، والواقف على الدور لما يسمع الأذان يذهب ليصلي، وبالتالي ما في زحمة وما في أزمة، يعني سبب أزمة المواصلات لما سائق الباص ينزل يصلي ما هو سببه؟
أن الناس لا تصلي وليس السبب الصلاة.
فرق لما نقول السبب الصلاة فالصلاة عملت أزمة وبين أن نقول أنّ الناس لم تذهب تصلي فصارت الأزمة!
قلت: عدِّل القاعدة التي في رأسك، عدلها وقومها تقويماً شرعياً صحيحاً ؛ وافهم أن الشرع ما يعمل أزمة مواصلات ، الناس خالفوا أمر الله فصارت الزحمة هكذا ينبغي أن نفهم الأمر فالأصل أن يكون مصلياً؛ وأن يكون سائق الحافلة ومن في الحافلة أن يكونوا مصلين أيضاً.
لكن إذا وصل الأمر إلى مثل هذا الحال: أن تفوتك الصلاة بالكلية فلا يقف الباص إلا بعد المغرب فأداء الصلاة منفردًا أحسن من تركها.
أداؤها مع الجماعة واجب وأحسن.
فإذا ما استطعت أن تؤديها جماعة ماذا تفعل؟ صلها منفرداً، صل منفرداً ، وصلاة الفريضة الأصل فيها القيام، ولا يجوز أن تؤديها جالساً إلا لضرورة، إن صليت وأنت جالس فلضرورة، مثل الصلاة في الطائرة فالإنسان تفوته صلواته والسفر طويل
ماذا يصنع؟ له أن يصلي جالساً ، له أن يصلي جالساً.
في وقت الشتاء ينبغي للمؤذن أن يقول: الصلاة في الرحال، صلوا في رحالكم، وهذا في الأذان الموحد لا يمكن.
كيف يقول في الأذان الموحد؛ صلوا في رحالكم؟!
الأصل في الأذان أنه عبادة، والأصل في العبادة أن تؤدى لنية، الأصل فيها أن تؤدى بنية ،فعند البرد الشديد، الثلج، البَرَد وما شابه، فيسن للأمام أن يقول صلوا في رحالكم.
لما كتبت كتابي الجمع بين الصلاتين، طفت على المشايخ، ووجدت الشيخ السالك – رحمه الله- وهو من أهل الفقه ومن أهل العلم ومن أهل الورع والتقوى، كان لا يرى مشروعية الجمع بين الصلاتين، فسألت الشيخ وقلت: لماذا لا ترى هذا؟ وتفاجئت الحقيقة لما زرته، قال: الجمع مرفوض.
لماذا؟ قال: النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: صلوا في رحالكم، كيف تجمع؟
قلت: يا فضيلة الشيخ ليست المسألة مسألة الجمع إذا.
إذًا عندك مسألة أخرى غير هذه المسألة وكنت أيامها في الثانوية، فقلت يا فضيلة الشيخ، حديث ألا صلوا في رحالكم ينبغي أن نمنع الجماعة، الجماعة شيء آخر والجمع غير عن الجماعة، فدعنا الآن من الجمع بين الصلاتين، هل يجوز لمنن يسمع قول المؤذن، صلوا في رحالكم، هل يجوز أن يأتي إلى المسجد؟ وأهل العلم مجمعون على أن الأمر بعد الحظر لا يدل على الوجوب، يعني صلوا في رحالكم سبقه حظر التخلف عن الجماعة فالأمر الوارد بعد الحظر يدلل على الإباحة، أنا أسمع المؤذن يقول صلوا في رحالكم أنا لي أن أتخلف عن الجماعة، ولكن لي شرعًا أن آتي إلى المسجد فإذا جئت المسجد أجمع فأنا إذا جئت المسجد والشرع رفع عني الجماعة،لي أجر! بل لي أجران! بل لي جائزتان!
الجائزة الأولى: فضل الجماعة وثوابها.
والجائزة الثانية: الجمع بين الصلاتين، فحديث صلوا في رحالكم لا يستدل به على ترك الجمع بين الصلاتين.
السؤال الآن: صلوا في رحالكم متى يقولها المؤذن؟
المؤذن لما يقول صلوا في رحالكم أو ألا صلوا في الرحال، اختلف أهل العلم منهم من قال بعد ما يختم المؤذن الأذان، يقول: صلوا في الرحال. وهذا هو الذي رجحه الامام النووي عندما علق في شرحه على صحيح مسلم. وقال: حتى يبقى الآذان على نسقه ولا يقع فيه تغيير أو تبديل.
نؤذن الأذان المعتاد وبعد أن ينتهي المؤذن يقول بعد لا إله إلا الله آخر شيء في الأذان يقول الصلاة في الرحال أو يقول صلوا في رحالكم، ومنهم من قال وهذا هو المنقول يقول بدل الحيعلتين(حي على الصلاة حي على الصلاة)، الصلاة في الرحال الصلاة في الرحال.
ومنهم من قال يضيفها بعد الحيعلتين.. بمعنى من أراد أن يأتي فليأت ومن لم يرد فمعفو عنه وله أن يتخلف، وكلام النووي إن شاء الله تعالى هو الراجح.
سؤال آخر: ورد في صحيح مسلم، صلوا في بيوتكم.
[رواه البخاري (632) ، ومسلم (697) واللفظ له .]
بدل صلوا في رحالكم، أليس اللفظة الأولى أدعى إلى فهم العوام؟
الرحل هو البيت فأحسن من تكلم في الحديث وفصل فيه وذكر أبوابًا عليه الإمام النسائي – رحمه الله- في (السنن الكبرى) ، فالمراد بالرحل البيت، لكن لا يلزم؛ فالرحل بيت وزيادة يعني واحد له متجر يمكث فيه وهذا له أن يبقى في متجره وهو رحله وإن لم يكن بيته،الرحل بيت وزيادة.
السؤال الأول: هل يشترط في تقديم الكبير على الصغير العلم؟ يعني يقدم الأعلم الصغير على الكبير؟
الجواب: أولًا موضوع الصلاة:
[روى مسلم (2373) عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم] قال: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ الله).
فإن كانوا في الحفظ سواءً فيقدم أقدمهم هجرة، أقدمُهُم سبقا للإسلام، ولو كان صغيرًا.
الكبير يقدم في إبداء الرأي: انطلق عبد الله بن سهل ومُحيِّصة بن مسعود إلى خيبر، وهي يومئذ صلح، يعني: أن المسلمين قد فتحوها، وفُتحت خيبر صلحًا وكان النبي ﷺ -كما هو معروف- قد أقر أهلها عليها بشطر ما يخرج من أرضها.
قال: فتفرقا، يعني: أنهما ذهبا من أجل أن يمتارا، يعني: من أجل شراء الطعام، فتفرقا، يعني: ذهب كل واحد في ناحية ليشتري، فأتى محيّصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه، يعني: يتخبط ويضطرب، يعني: أنه قُتل لكن لم تخرج روحه بعد، يتشحط في دمه قتيلًا، فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيّصة وحويّصة ابنا مسعود إلى النبي ﷺ، فذهب عبد الرحمن يتكلم، وكان هو الأصغر، فقال النبي ﷺ: كبّر كبّر.
[أخرجه البخاري، كتاب الجزية، باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره، وإثم من لم يفِ بالعهد، (4/ 101)، رقم: (3173)، ومسلم، كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب القسامة، (3/ 1294)، رقم: (1669).]
فالأصل في إبداء وجهة النظر، وفي الكلام؛ أن يُقدَّم الكبير على الصغير.
يعني الآن لو أراد اثنان من إخواننا الحضور السؤال؛ فمن السنة أن أُقَدِّم الكبير على الصغير، فالكبير يُقدَّم على الصغير، و البركة لا زالت في هذه الأمة؛ ما احترموا أكابِرَهُم.
فينبغي أن يُجِلَّ الصغار الكبار، وأن يرحم الكبار الصغار، فليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا.
فالكبير الواجب علينا أن نُوقِّرَه، وأن نُقدمه وإن بدا كلام؛ فهو الذي يبدأ دون غيره.
السؤال الثالث عشر: في بعض البيوت يكون المرحاض لقضاء الحاجة باتجاه القبلة أو مستدبر القبلة ما الحكم في ذلك؟
الجواب : عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا أَتَيْتُمُ الغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، وَلاَتَسْتَدْبِرُوهَا وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا قَالَ أَبُو أَيُّوبَ : فَقَدِمْنَا الشَّأْمَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بُنِيَتْ قِبَلَ القِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ ، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى.
ابو ايوب دمشقي ومات في حصار القسطنطينية.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تستقبلو القبلة ولا تستدبروها)) أخرجه البخاري (394) ومسلم (264).
أي في قضاء الحاجة.
بل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تفلَ تجاهَ القبلةِ، جاءَ يومَ القيامةِ تفلُهُ بينَ عينيهِ)) أبي داود (3824).
بعض الناس يفتح شباك المسجد ينخع جهة القبلة ، من تنخم جهة القبلة جاء يوم القيامة ونخامته بين عينيه، أي لا يجوز أن تستقبل القبلة ببول أو غائط أو أن تستدبر بذلك، ولما ابتلي الصحابة بذلك كانوا ينحرفون ويستغفرون.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٩، جمادى الأولى، ١٤٤٠ هـ
٢٥ – ١ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/2751/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
السؤال السابع: قوم صلوا الجمعة في مسجد، وكان بعضهم يصلي في تسوية ولا يشاهدون الإمام، وأثناء الصلاة انقطع التيار الكهربائي فلم يعودوا الذين في التسوية يسمعون تكبيرات الإمام، فقام فيهم إمام وأكمل الصلاة ثم جاءت الكهرباء قبل انتهاء الصلاة، فبعضهم بقي يتابع الإمام الثاني، وبعضهم عاد ليتابع الإمام الأول، فما حكم الصلاة ؟
الجواب: أولاً: أن تصلي في مصلى بعيد عن رؤية الإمام لا حرج فيه ، فقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر أنه كان يصلي الجمعة مع الأمراء في المقصورة. والمقصورة: مكان يلحق المسجد .
فالصفوف إن تواصلت وكانت قريبة من بعضها البعض فحكمها -كما قال الفقهاء- ما قارب الشيء يعطى حكمه.
يعني هذا المسجد جاؤوا الناس لصلاة الجمعة فوجدوا المسجد مليء فصلوا في الشارع؛ الشارع الآن حكمه حكم المسجد، والذي يجيء ويصلي في الشارع لا يجوز له أن يجلس حتى يصلي ركعتين.
أي ركعتين؟
تحية المسجد .
أين يصلي تحية المسجد؟
في الشارع .
لأن العلماء يقولون: ما قارب الشيء يعطى حكمه؛ فهذا الآن صار حكمه حكم المسجد.
أما الآن تذهب وتصلي في الشارع ركعتين والمسجد فارغ؛ حرام هذا لا يجوز، هذا شارع وهذا مسجد ، ففرق بين المسجد وبين الشارع.
الأصل أن نجد سبيلاً بأن نتابع الإمام بأي طريقة من الطرق، اليوم يستخدمون الشاشات، يعني يضعون شاشة والناس ينظرون إذا لزم الأمر الى الشاشة ويتابعون الإمام ؛ انقطع الآن متابعة الامام، الانقطاع هذا طارئ؛ فلو واحد تقدم وائتممنا به فلا حرج.
طيب رجل آخر أمَّ وجاءت الكهرباء؛ نرجع للإمام الأصلي .
والنبي صلى الله عليه وسلم في مرض الوفاة؛ لما دخل ورآه أبو بكر كان يتقهقر، وأراد أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم .
فوجود أكثر من إمام في صلاة واحدة لا حرج فيها.
والذي رجحه الإمام البخاري في صحيحه: أن نية الإمام ونية المأموم؛ لا يلزم أن ينوي المصلي صلاة إمام أو صلاة مأموم ؛ لأنه يجوز للمنفرد أن يصبح مأموماً، ويجوز لمن كان في الصلاة أن يصلي منفرداً؛ لحديث معاذ بن جبل لما جاء المسجد فطول في الصلاة ، فكان هنالك مزارع فلما طول، ترك هذا المزارع معاذاً وأكمل صلاته وحده ، هذا كان مأموماً فأصبح منفرداً، فأكمل الصلاة بالإنفراد ، والنبي صلى الله عليه وسلم ما أمره بالإعادة، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( يا معاذ أفتّان أنت؟ – قالها ثلاثاً -، اقرأ {والشمس وضحاها} و { سبّح اسم ربك الأعلى } . ونحوها) متفق عليه واللفظ للبخاري .
فهذا هو الصواب.
الصواب: متى عادت الكهرباء نرجع مع الإمام ونصلي صلاة ركعتين، ويغتفر ما وقع بينهما من خلل، وأما إذا ما استطعنا وكان بعضنا قد أتم الصلاة، وجاءت الكهرباء في وقت متأخرة؛ فهذه أشياء تغتفر بإذن الله تعالى.
فمن صلى في الطوابق العلوية يحسُن في الطابق العلوي أن تتابع الإمام ولو بالنظر، يعني وجود فجوات في الطابق وعلى وجه يستطيع من يصلي وينظر للإمام ويتابع الإمام بالنظر، فهذا أمر حسن؛ هذا كله إذا ما استطعنا، وإذا كان المُبَّلِغ لا يستطيع أن يوصل صوته للناس.
مداخلة من أحد الحضور: الإخوة الذين تابعوا الإمام في التسوية قد يكونوا سبقوا الإمام بأكثر من ركعة مثلا ؟
الجواب: هي الصلاة ركعتين والصلاة متقاربة، وسبق الجواب بقولي إذا حصل زيادة أو نقصان أو انتهاء الصلاة فأرجو الله تعالى أن يغتفر ذلك.
طبعاً هذا كله على مذهب أهل السنة الذي يجوزون أن يكون الخطيب غير الإمام؛ يعني يجوز واحد يخطب وآخر يؤم .
أما [الشيعة] فيرون أن الخطيب يجب أن يكون هو الإمام، ولا يجوز أن يكون الإمام غير الخطيب.
فهذا كله على هذه القواعد، وكما قلت: فالضرورة تقدر بقدرها.
السؤال العاشر: أخ يقول كان الجو ماطرًا وباردًا وكان الوقت صلاة المغرب ولكن الإمام لم يجمع وسلم وخرج من المسجد فقام شخص آخر فأقام الصلاة وصلينا العشاء خلفه، ما حكم هذا الفعل وهل صلاتنا الثانية صحيحة أم باطلة؟
الجواب: صلاتكم الثانية إذا كان الجو يأذن لكم بالجمع والمشقة والشدة حاصلة والإمام لم يقدر ذلك، فالأصل بالصلاة الصحة.
والجمع بعد جمع الإمام، يعني دخل جمع والجو بارد والإمام جمع بين الصلاتين (أو جمع أو لم يجمع )، ودخلت مجموعة فالمجموعة جمعوا بعد جمع الإمام، هل جمعهم صحيح؟
الجواب: جمعهم صحيح، لأن الأصل في الجمع رخصة وأن الرخصة الأصل فيها العموم وليس فيها الخصوص.
لكن فيها كراهة، الجماعة الثانية فيها كراهة.
فالإفتئات على الإمام والتعدي عليه الأصل فيه الكراهة، لأن الجمع رخصة وليست عزيمة.
يعني الإمام موفّق ويجمع بين الصلاتين ويوم من الأيام رأى الناس تكثر في صلاة المغرب، وكثير من الناس يأتون للمسجد للجمع لا للجماعة، يأتون للصلاة حتى يجمعون وهم في العادة لا يصلون في المسجد، فقال يا جماعة الجمع بين الصلاتين رخصة وأنا لا أريدها الآن، أريد أن يتعلم الناس أن الجماعة مقدمة في الشرع على الجمع.
فمن أحسن في الشرع الجماعة أم الجمع؟
الجواب: الجماعة.
فنحن لماذا نجمع؟
من أجل المحافظة على الجماعة.
لما يأتي عذر طارئ قد يكون بعض الحريصين على صلاة الجماعة لا يستطيع أن يصلي صلاة العشاء مثلا جماعة فأذن الشرع بأن نجمع، فهذا دليل على أن أداء الصلاة في جماعة مقدم على أدائها في الوقت.
صلاة الجماعة في الشرع مقدم على أداء الصلاة في الوقت
.
فهذا يستفاد من الجمع بين الصلاتين .
فقال: يا جماعة أن أريد أعلمكم، أريد أن أشرح لكم أن صلاة في الجماعة مهمة جدا ما أريد أن أجمع بين الصلاتين، والعادة أنه يجمع، فهذا رخصة له حق في هذا، لا يجوز لواحد يلوم الإمام أنه والله فيه جمع وما جمع، ليس لك ذلك.
الجمع رخصة فيجوز للإمام لسبب ما والرخصة قائمة أن لا يجمع، ولكن ليس له أن يمنع الجمع على الإطلاق.
ولذا التفصيل الذي رآه شيخ الإسلام بديع، شيخ الإسلام سئل هذا السؤال: قال دخلنا والإمام لا يجمع فقدمنا واحد وجمع ما هو الحكم؟
الجواب: التفصيل، شيخ الإسلام يرى التفصيل.
ما هو التفصيل؟
– إذا كان الإمام لا يجمع بإطلاق إجمعوا ولا يوجد عليكم حرج وليس فيه إفتئات على الإمام ، إذا كان الإمام لا يجمع بالكلية.
– وإذا كان الإمام يجمع، ولكن له حق أنه في بعض الأحايين لا يرى الجمع، أو التقدير اختلف فالإمام يقول: الجو ليس له عذر الجمع وأنت تقول بعذر الجمع، القول النافذ قول من؟
الجواب: قول الإمام وليس قولك.
يعني إذا أنت والإمام اختلفتم بأن الجو جو جمع أم لا، فالكلام كلام الإمام وليس لك أن تفتئت عليه وليس لك أن تجمع بعده.
فإذا كان الإمام له أن يترك هذه الرخصة وفي العادة أنه يجمع فليس لك أن تجمع
وأما إذا كان عادة الإمام أنه لا يرى الجمع بالكلية ويضيق على الناس، فلك أن تجمع بين الصلاتين دون إذنه، وليس هذا إفتئات عليه لأن حكم الشرع مقدم على مزاج الإمام.
حكم الشرع مقدم على مزاج الإمام، إذا كان الإمام لا يجمع والثلج قائم فنقيم الصلاة ونجمع شريطة أن لا يترتب على هذا الفعل فتنة.
الإمام لا يريد أن يجمع هذا شأنه لكن الجو جو جمع فلنا أن نجمع بين الصلاتين.
فهذا التفصيل المرتضى.
والله تعالى اعلم .
السؤال الخامس: أخت تسأل وتقول: متى يكون وقت الفجر الصادق للصلاة؟ هل يكون بعد الآذان بنصف ساعة؟
الجواب:- السؤال خطأ.
عَمان على صغرها فهي جبال؛ فكل منطقة لها وقت طلوع فجر إذا أردت أن تدقق بالدقيقة.
يعني أبراج في دبي في رمضان بالسنوات الماضية؛ يقولون: من طابق كذا إلى طابق كذا يفطر الساعة كذا، ومن طابق كذا إلى طابق كذا يفطر الساعة كذا، ومن طابق كذا لطابق كذا يفطر الساعة كذا، في مكان واحد ومحل واحد؛ يعني كل طابق له حكم في وقت الإفطار إذا أردت أن تدقق .
بالتالي من يسكن- مثلا – في الجبيهة ليس كالذي يسكن في مشارق سحاب، تقول له نص ساعة وساعة هذا خطأ.
الأصل أن تفطر وأن تصلي مع الناس، إلا من كان خبيراً ضابطاً للوقت، حريصاً على الوقت فيتأخر .
موضوع تأخير الوقت من باب الاحتياط وتصلي بعد نصف ساعة إحتياطاً هذا حسن، لكن ليست هي الفتوى .
التقوى شيء، والفتوى شيء.
التقوى أن تحتاط وتتقي الله عزوجل في الوقت، وتصلي بعد أن يتمكن الوقت شيء.
أما أن تضبط وأن تسأل عن الحد بالضبط فهذا أمر عسر.
خارطة الأذان الموحد لا تصلح إلا لمجموعة مساجد أو محال (أماكن صغيرة).
أما أن يكون الأذان الموحد يشمل مسافات واسعة، والفجر يتفاوت في خروجه من مكان إلى مكان، ويشملهم أذان واحد؛ فهذا أمر ليس بممكن.
فالأخت تقول نصف ساعة.
أين تعيشين بالضبط؟
للأسف بعض إخواننا لهم تصرفاتك وحركاتك ليست حسنة.
يعني في درس الخميس (شرح صحيح مسلم) – والحمد لله رب العالمين- أغلب إخواننا يصومون ويفطرون في المسجد، وبعضهم يأكل قبل آذان المغرب.
متى تأكل؟ كم ضبطت الوقت؟
إن جاهرت بالفطر أمام الناس هذا فتنة لك وللناس؛ فاتق الله عزوجل.
وأُمرنا أن نخاطب الناس، كما في البخاري (١٢٧) عن علي -رضي الله تعالى عنه قال : “خاطبوا الناس بالذي يعرفون” .
لا تكونوا فتنة للناس لا تخاطبوا الناس فوق إدراكهم (فوق عقلهم).