عن أنسِ بنِ مالِكٍ قالَ : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ
صحيح أبي داود 2356
هل هناك عدد معينًا ؟
إن الله وتر يحب الوتر ، فإذا فعلت الوتر في الأكل والشرب فلا حرج في ذلك .
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إنَّ اللهَ وترٌ، يحبُّ الوتر. الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الترغيب ٥٩٥. صحيح.
النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد أكل تمرًا وترًا، والأمر ليس خاص بالعيد، الأمر واسع ولله الحمد والمنة.
⬅️ مجلس الوعظ في شهر رمضان
تاريخ 2016/6/10 افرنجي
↩ رابط الفتوى:
http://meshhoor.com/fatawa/f94
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍🏻✍️
من الثابت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء في مكة، وكان يصومه أهل الجاهلية، وكان ذلك قبل البعثة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم ما كتب الله تعالى للأنبياء، وكان هذ موضوع السنة الدائمة الباقية التي لا تتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن من قبله من الأنبياء.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الصيام في الجاهلية من إبراهيم عليه السلام، وذلك أن الله جل في علاه نجى جميع الأنبياء، وهذه سنة كونية لله جل في علاه، وليس الأمر فقط في موسى عليه السلام، بل نجى جميع الأنبياء في عاشوراء.
أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدنية لمّا دخل عاشوراء، وإلا ففي الحديث يقول: إنما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في شهر ربيع الأول.
فكيف يقول ابن عباس أنه قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء؟
قدم في ربيع الأول وبقي في المدينة إلى أن أصبحت عاشوراء، وحينئذ النبي صلى الله عليه وسلم أوحى الله إليه وأوجب على المسلمين الصيام جميعا.
وهذا الصيام الذي فرضه الله تعالى بقي إلى أن أوجب الله تعالى صيام رمضان، فلما أوجب الله تعالى صيام رمضان؛ نسخ كل صيام قبله، وكان هذا في السنة الأولى.
وحتى إنَّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمر الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم أنّ من أفطر في عاشوراء فليتمّ.
وليس للنبي صلى الله عليه وسلم شأنٌ في هذا؛ فهذا أمر من الله جلّ في علاه.
كان النبيّ صلى الله عليه وسلم في أوّل نزول البعثة يحبُّ موافقة اليهود، وكان يطمع في إسلامهم، ثمّ بقي النبي صلى الله عليه وسلم إلى السنة الثامنة، فالسنة السابعة، والثامنة، والتاسعة كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم عاشوراء.
وليس الصيام له صلة بمقتل الحسين -رضي الله عنه-، فهذا وذاك ليس بينهما صلة، ما سيأتي فيما بعد فهذا أمر ما كان يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم.
النبيُّ صلى الله عليه وسلم صام.
وهنا نقطة مهمّة جداً، وينبغي أن ننتبه لها، النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لَئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ لَأَصُومَنَّ التّاسِعَ. [صحيح مسلم ١١٣٤].
ففي هذا مخالفة من النبي صلى الله عليه وسلم لليهود في المدينة.
لكن اليهود في المدينة كانوا يصومون على التوقيت الهجري أم على التوقيت الشمسي؟
اليهود يصومون على التوقيت الشمسي وليس على التوقيت الهجري، فوقعت موافقة من قبل النبي صلى الله عليه وسلم لليهود في العام الأخير الذي صامه النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
فالتوقيت الأوّل كان فرضاً، والتوقيت الثاني كان نفلاً (سنّةً) ولم يكن فريضةً.
فالنبيّ صلى الله عليه وسلم في التوقيت الأوّل والتوقيت الثاني وقعت موافقة بين الصيام الذي كان يصومه النبي صلى الله عليه وسلم وبين الصيام الذي كان يصومه يهود؛ الذين توقيتهم توقيت شمسياً وليس توقيتاً قمريّاً، ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأصومن هذا اليوم ولأصومن يوماً قبله.
حال النبي صلى الله عليه وسلم مع الله عزّ وجلّ في الصيام لا يعرفه أحد بالتفصيل، ونحن لا نعرف حال النبي صلى الله عليه وسلم، تارة كان يصوم، وحتى كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يقولون: لا يفطر، وتارة كان يفطر حتى يقول الصحابة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم تقصَّدَ إعلام الناس وإخبار المسلمين أنني إن شاء الله تعالى إن بقيت للعام القادم، فلأصومنَّ يومًا قبله، ثم النبي صلى الله عليه وسلم التحق بالرفيق الأعلى.
*فالواجب على الناس أن يتقصّدوا مخالفة اليهود، الأصل أن يصوموا يوم تاسوعاء ويوم عاشوراء.*
من صام يومًا ثم قال وهو مصرٌّ على أن يخالف اليهود فهذا حَسَن وهذا طيب.
من صام يوما فقد أتى *بأصل السنة*.
ومن صام يومًا قبله فقد أتى *بكمال السنة*.
ومن صام يومًا بعده، وورد فيها هذا أحاديث والعبرة فيها بالتصحيح أو التضعيف.
فالصحيح فيما بعد اليوم العاشر لم يثبت شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
*فإذًا نصوم التاسع ثم نصوم العاشر، وبالتالي صيامنا الذي نصومه في التاسع والعاشر هو الكمال، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل الكمال، وإنما قال: لأن أحياني الله إلى عامٍ قادم لأصومنَّ يومًا قبله.*
فإذًا الكمال؛ صيام التاسع والعاشر ثم صيام العاشر دون التاسع.
السؤال الثالث: أخ يقول: شيخنا بارك الله فيكم نريد منكم كلمةَ فصلٍ في صيام السبت في النوافل؟
الجواب: يا من تسأل عن كلمةِ فصلٍ في صيام نافلة يوم السبت، لم ولن تجدها عند أحد، إلا عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الأدلة فيها متعارضة.
احفظ عني:
الخلاف المستساغ بين العلماء يعرف إما:
– بماهيته.
– وإما بثمرته.
– أما بماهيته: فلا يعرفه ولا يقدره إلا العلماء.
– وأما بثمرته: فهذا الذي يلزمنا نحن طلبة العلم.
كل خلاف في مسألة فقهية اختلف فيها الأئمة الكبار المحررون المحققون غير المتعصبين لمذهب أو لشيخ وإنما المتبعين للكتاب والسنة، هذه المسألة إذا بقي الخلاف ممتدًا فيها فإن الخلاف فيها مستساغ.
خذ أي مسألة يمكن أن تكون في يوم من الأيام فيها خلاف، ثم اتفق الأئمة على كلمة وحذفوا هذا الخلاف، فحينئذ لا يشرع أن يحتج بالخلاف.
إنسان ضعيف لا يعرف أن يُقدِّر الخلاف هل هو:
– قوي أو ضعيف؟
– مستساغ أو غير مستساغ؟
– يعتمد عليه أو لا يعتمد عليه؟
هذا ينظر لعلماء الأمة الكبار، فعلماء الأمة الكبار في مسألة صيام السبت مختلفون، فالذي وسعهم يسعنا.
أنا ارى المنع، وجاءتني شقيقتي يوم السبت تصوم النافلة، فأعددت لها إفطارا، ولَم أحرص على أن أجعلها لا تكمل صيامها، وبعد أن أفطرتْ ناقشتها في صيام السبت.
هذه فرصة الآن لي أن آخذ ثواب صائم، أُفطر صائما؛ فبعد أن فطَّرتُها: حينئذ تكلمت معها ولا يلزم أن أفطرها لو كانت صائمة؛ لكن أنا أذكر الذي حدث عندي.
فالخلاف المستساغ يكون فيه نقاش، ولا يكون فيه إنكار، ولا يكون فيه رفع صوت.
وساءني جدا جدا جدا بعض إخواننا الأئمة في منطقتنا يقول: كنت أحمل بجيبي قضامة، والذي يقول لي أنا صائم يوم السبت أضع حبة قضامة في فمه رغما عنه!!.
هذا ليس خُلُقَا ، هذا ليس أدبا، وعلماؤنا ماعلمونا هذا الأمر، هذا تعصب لشيخ، تعصب لرأي شيخ.
حبنا لمشايخنا حب شرعي وليس حبنا لمشايخنا حب حزبي أو تعصب أعمى.
أنا آخذ حجة شيخي إن شرح الله صدري قلتها، وإن ما شرح الله صدري لها وشرح الله صدري لشيخ مثله من أئمة الوقت والمعروفين بالفقه فلا يسعنا إلا أن نتناقش، لا يسعنا أن ينكر بعضنا على بعض.
أما مسألة انقطع فيها الخلاف وظهرت فيها الأدلة وكان بعض أهل العلم يقول فيها فحينئذ لايشرع البتة أن يحتج بالخلاف.
كيف نطبق الحكم والسبب على حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ “. مسلم ١١٦٤.
الجواب:
صيام أي ست من شوال تجزئ.
بل بعض أهل العلم – وهو قول مهجور وللأسف ينادي به بعض الناس الآن – يقول: ستا من شوال لا يلزم أن تكون من شوال، فإذا صمت رمضان وأي ستة أيام من السنة سواءٌ كانت في شوال أو في غير شوال كأنك صمت الدهر.
فنقول له :لماذا ألغيت قول النبي عليه السلام ستاً من شوال.
فنصوم ستاً من شوال، ولا يلزم منها التتابع، لا يوجد أي شيء يلزم فيها التتابع فتبقى على الإطلاق.
والله تعالى أعلم
◀ المجلس السادس من مجالس شرح نيل المرام من أدلة الأحكام.
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
السؤال التاسع عشر:
أليس الصحيح أن نقول في صيام الرسول صلى الله عليه وسلم في شعبان أن الدافع لذلك قوله: ( هذا شهر يغفل عنه الناس)؟
الجواب:
هذا صحيح وذاك صحيح، أين المشكلة ؟
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسولَ الله، لم أرَك تصوم شهرًا مِن الشهور ما تصومُ مِن شعبان؟! قال: «ذلك شهرٌ يغفُل الناس عنه بين رجَب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يُرفَع عمِلي وأنا صائِم».
سُنن النسائي(٢٣٥٧) وحسنه الألباني.
النبي صلى الله عليه وسلم قال ( شهر يغفل عنه الناس)، (الأعمال ترفع إلى الله في شعبان )، (وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن ترفع أعماله وهو صائم)، وكذلك (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أزواجه على الصيام ويصوم معهم).
وعن أبي سلمة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
صحيح مسلم(١١٤٦).
أخت حامل بالشهر الثامن طلبت منها الطبيبة عدم الصيام وعدم القضاء؛ خوفا من ارتفاع السكر أو تجلط الدم، وهي ليس عندها سكري وأمورها جيدة. فهل تصوم؟
الجواب:
المريض له حالتان:
١- إما مرض مزمن.
٢- وإما مرض ليس بمزمن .
– من كان مريضًا مرضًا مزمنًا فعليه كفارة اطعام؛ يطعم عن كل يوم مسكينًا.
والشرع يحث المرأة على الحمل والرضاعة، والرضاعة تجب بعد الحمل، والمرأة اذا كانت تحمل ثم ترضع، ثم تحمل ثم ترضع، ثم تحمل ثم ترضع -والشرع يحثها على ذلك-؛ فهي في معنى المريض المزمن.
ولذا رخص غير واحد من الصحابة والتابعين للمرأة الحامل والمرأة المرضع أن تطعم، فيكفي الحامل ويكفي المرضع، ان تطعم عن كل يوم تفطره مسكينًا؛ لأنه قد يجتمع عليها سنوات طوال.
فإن استطاعت أن تصوم فلتصم.
لذا الطبيبة -وكانت هذه الطبيبة ثقة ومسلمة -، وكانت تلك المرأة تخاف على نفسها وعلى حملها؛ فلا حرج إن شاء الله تعالى من الإنتقال إلى الكفارة.
أخت تسأل وتقول هل يجوز للأم أن تقول لابنتها أنا أفطرت عندما ولدتك كذا وكذا يوم وتطلب من الإبنة أن تقضي عنها، مع أن الأم قادرة على الصيام وعمر الإبنة ثلاثين عام، ومن ثلاثين عام لم تقضِ الأم؟
الجواب:
هذا قلة دين، وهذا ما هو ورع.
الورع أن الإنسان يضطر في مضايق لأشياء هو لا يقدر عليها بسبب عجز، مثلا أمرأة تجهل وتابت الواجب على المرأه أن تقصي أولا بأول ويحرم عليها أن يدخل عليها رمضان القادم قبل أن تقضي الذي عليها.
ولذا أنا بهذه المناسبة أقول لإخواني ذكِّر زوجتك واطلب من زوجتك أن تذكر بناتها اللواتي عليهن صيام بسبب العذر الشرعي الذي كتبه الله تعالى على النساء -بسبب الحيض-، الواجب على الأم أن تذكر بناتها، تقول: يا بناتي التي أفطرت باقي لرمضان حوالي أقل من عشرين يوما وهناك مجال للقضاء كما في حديث عائشة عند البخاري ومسلم:«كان رسول الله -صلَّى الله عليْه وسلَّم- يصومُ حتَّى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- استكمل صيام شهر إلاَّ رمضان، وما رأيتُه أكثر صيامًا منْه في شعبان ».
وكان عليه السلام يصوم نافلة في شعبان وتقضي نساءه ما فاتهن في رمضان.
النبي صلى الله عليه وسلم له عدة أزواج فسبب الإكثار من صيامه ،قالوا هذا من خلق النبي صلى الله عليه وسلم ومن حسن عشرته وإحسانه لأهله، فأهله يقضون وهو صلى الله عليه وسلم كان يصوم معهم.
والصيام بحد ذاته عبادة وطاعة في شعبان.
فالشاهد أن المرأة تترك ثلاثين سنة لا تقضي وتستطيع أن تقضي وتبدأ بتوزيع الصيام على هذا وذاك هذا قلة دين، أما امرأة كانت غافلة ناسية جاهلة لا تعلم وقيل لها يا فلانة -وهي حجة كبيرة- يا فلاتة هل قضيت ماعليك من صيام؟ قالت: لا والله ما قضيت.
كم عليك صيام؟
فقالت: أنا ما كنت أقضي أبدا وخلال ثلاثين سنة كان علي صيام وما استطيع ان أصوم الآن فالآن لا أقدر على القضاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: من مات وعليه صيام صام عنه وليه.
سنن ابي داود ٣٣١١.
جماهير أهل العلم قالوا الصيام هنا صيام النذر، نذر وما استطاع ماذا يفعل؟
فليقضِ عنه وليه، ويلحق به صيام الفريضة في حق العاجز أو في حق الناسي أو في حق الجاهل.
امرأة ذُكرت وتذكرت على كبر ولا تستطيع القضاء ماذا تفعل؟
فليصم عنها وليها.
أما امرأة تقول لابنتها وهي تستطيع أن تصوم وهي تقدر فهذا قلة دين ولا مبالاة وهذا حرام شرعا.
هل يصح للإبن أن يصوم عن الوالدين المتوفيين من باب التطوع وطلبا لبرهم، علماً أنه لا يوجد عليهما قضاء؟
الجواب:
لا.
إذا كان الأبوان عليهما صيام فأوصيا الأولاد بالصيام فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال (من مات وعليه صيام فليصم عنه وليه).
أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم، برقم 1816، ومسلم في كتاب الصيام باب قضاء الصوم عن الميت، برقم 1935.
فمن مات وعليه صيام ،فقال (الأب أو الأم) وهذا كثير مع الأمهات ولاسيما في قضاء الصيام في وقت العادة الشهرية ولاسيما قديماَ وكان الجهل سائداً.
فاليوم بعض النساء تكبُر فتقول لها أنتِ عليك صيام، كل الذي أفطرتيه في وقت الدورة الشهرية وما قضيتيه فهو في ذمتك.
فتقول أنا امرأة كبيرة ما أستطيع الصوم.
فعليها صيام فأرادت أن تخرج من هذه التبعة، فقالت لأولادها ولعلها تهمس في أُذن بناتها أكثر من أبنائها لعلها تهمس تقول -ترى- أنا عليّ صيام ولي عشرين سنة ما أصوم (أي ما أقضي الصيام)، و (العشرين سنة) (بسبعة أيام (أيام الدورة) (١٤٠) يوم.
(١٤٠) يوم كم شهر؟
(5) شهور إلا (10) ايام (4شهور و20 يوم ).
وهذا كثير.
فتقول يا بناتى كل واحدة منكم تصوم عنى شهر.
“من مات و عليه صيام فليصم عن وليه”.
كل واحده تصوم شهر .
والأم تكون قد برأت ذمتها إذا نفذ البنات الواجب و كذلك الأبناء فلو الأولاد ذكورا و إناثا صاموا عنها فلا حرج.
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن أكل ناسيًا وهو صائمٌ فليُتمَّ صومَه، فإِنما أطعمه الله وسقاه” (رواه البخاريُّ ومسلمٌ)، ولَفْظُ مُسلم هو: “مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فليُتِمَّ صومَه، فَإِنَّما أَطْعَمَهُ الله وَسَقَاهُ”.
والنبي صلى الله عليه وسلم ما قال عن الصوم أنه صوم فريضة، من أكل أو شرب ناسيًا وهو صائم، -صيام فريضة أو صيام نفل-.
فإنسان شرب أُتركه يشرب، يشرب وهو صائم أُتركه يشرب، ما في مشكلة في ذلك، إلا كما ثبت عند عبدالرزاق عن عمرو دينار أن إنسانا جاء إلى أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال: أنا كنت صائمًا فنسيت وشربت، قال: أطعمك الله وسقاك، قال: ثم أكلت وشربت، فقال: أطعمك الله وسقاك، قال: ثم أكلت وشربت، فقال له أبو هريرة: أَنْتَ إِنْسَانٌ لَمْ تَتَعَوَّدْ الصِّيَامَ .
فهذا الصيام ليس من شأنك، لو كان من شأنك الصيام ما شربت وأكلت مرة ومرة ومرة.
فما الفرق بينك و بين المفطر؟
ليس من شأنك الصيام يا ابن أخي.
السؤال الحادي والعشرون : ما معنى الباءة في حديث عبدالله بن مسعود قال : كُنَّا مع النبيِّ ﷺ، فَقالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ.}
البخاري صحيح البخاري 1905 ؟
و من يمتلك تكاليف الزواج لكنه يخشى الإنفاق بعد الزواج بسبب غلاء الأجور والمعيشة هل تنصحه بالزواج ؟
الجواب : أعوذ بالله ، معقول إنسان عنده مال ويقدر فيخالف فطرته ويخالف شهوته من أجل المال !
المال في يدك ليقضي مآربك ، هل أنت خادم المال أم أن المال خادمك ؟
الذي عنده مال ويحرم نفسه من الزوجة والولد الصالح هذا عبد للمال وليس المال وسيلة له.
فهل هذا سؤال يُسأل!!
وهذا الذي يسأل عندي مال وأخاف من الأجور وأخاف من المال أن يذهب فهذا عبد للمال، فالسعيد من كان المال وسيلة عنده ليقضي مآربه وأهم مآرب المال الزواج.
وإذا لم يكن زواج سيكون فساد ،فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث عن عبدالله بن مسعود: دَخَلْتُ مع عَلْقَمَةَ، والأسْوَدِ علَى عبدِ اللَّهِ، فَقالَ عبدُ اللَّهِ: كُنَّا مع النبيِّ ﷺ شَبَابًا لا نَجِدُ شيئًا، فَقالَ لَنَا رَسولُ اللَّهِ ﷺ: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ.
صحيح البخاري 5066 واللفظ له، ومسلم (1400) .
فالشهوة تنازعك والشهوة ليست آنية فالشهوة دائمة ،فإذا ما استطعت فالواجب عليك العفة فلا سبيل لقضاء الشهوة إلا مع الزوجة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فعليه بالصوم ) والنبي صلى الله عليه وسلم ارحم بك من نفسك ، لو كان علاج الشهوة بالحرام أو بالإستمناء أو بإتيان الدابة أو الزنا نعوذ بالله تعالى لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فعليه بالصوم ).
الواجب على الرجل والمرأة العفة، ولا يوجد محل لقضاء الشهوة في شرع الله إلا الزوجة، وقديماً الزوجة والأمة والآن لا يوجد إماء لذا قال الله عز وجل { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) } وقال بعدها ربنا تعالى { فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)}المؤمنون
فغير الزوجة وغير الأمة إعتداء على أوامر الله .
فيا من عندك مال لماذا هذا المال عندك ؟
لتقضي حاجتك في ما أحل الله عز وجل لك .