السؤال الثاني أخ يذكر شيئا زورته في نفسي وفاتني ذكره رفع التعارض بين الحديث…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170120-WA0057.mp3الجواب : هذا الكلام يحتاج إلى بيان و جزى الله من كتبه خيرا ، ويزاد عليه بقوله أن منزلة النبي عليه السلام أنه خائف من ربه فهذا حال من خاف من الله لرفع منزلته عند الله عز وجل وهذا لا يمنع من أن النبي صلى الله عليه وسلم في مقام يخاف على الأمة أصلاً وبين أن الله تـعـالـى أعطى النبي عليه السلام الأمان ، النبي عليه السلام أعطي الأمان وخص الله نبيه بهذا الأمان لأنه يعلم أن حال هذا النبي عليه السلام إنما هو الخوف الدائم من الله جل في علاه فهو وصل إلى مقام يسمى مقام الخوف من الله وإذا قررنا هذا ،ولا يعرف هذا إلا أصحاب القلوب وإلا من كان حالهم مع الله معمورا فهذا الجواب يرفع أصل الإشكال ،ولا ينعقد الإشكال أصلاً يعني رفع الإشكال من أصله بمعنى أن الذي يعرف الله فمن كان لله أعرف فهو لله أخوف فإنما سبب خوف النبي عليه السلام على أمته إنما هو شدة معرفته بربه ، فلشدة معرفته بربه حصل عنده هذا الخوف .
فأصل الإشكال غير قائم .
وكذلك استغفار النبيﷺ ،؛النبي عليه السلام دائماً في ارتقاء في المقامات عند الله دائماً في ارتقاء ، فالنبيﷺ مثلاً اليوم أحسن من غد وغد أحسن من اليوم فكلما ارتقى مقاما أستغفر الله من المقام الذي قبله ويؤكد هذا قول الله تعالى ( لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) المدثر (37) ، فالإنسان دائماً إما في تقدم و إما في تأخر ،وبلا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم دائماً في تقدم فكلما تقدم في مقامه عند ربه استغفر من المقام الذي قبله و يبقى دائماً على استغفار ، ولذا أعرف الناس بالله أشدهم استغفاراً له ، وهذا موجود في حق الخلق يقول يزيد بن هارون كما في مناقب الإمام أحمد :
لازمت الإمام أحمد ستة عشر سنة فما رأيته في يوم إلا وهو خير منه من اليوم الذي قبله.
ولذا نسأل الله العافية من علامات الناس في أخر الزمان أن الواحد منهم يصبح مؤمن ويمسي كافر ويمسي مؤمن ويصبح كافر ، شدة التحول و التنقل وكثرة التقلب والتحول هذا شرط من اشراط الساعة.
وأشراط الساعة يجمعها ما لم يكن معهودا ولا معروفاً في زمن السلف الصالح .
لا تقل أشراط الساعة كلها مذمومة أو كلها حرام أو كلها مما يبغض الله ، لا ، في أشراط الساعة محمودة عند الله كفتح بيت المقدس، ونزول المهدي ، وعيسى عليه السلام هذه محمودة ، لكن ما هو السلك الذي ينتظم به جميع أشراط الساعة؟
الشيء الذي لم يكن معهودا في زمن السلف الصالح سواء أكان هذا الشيء محمودا أو مذموما سواء أكان طاعة أم معصية، ظهور القلم من علامات الساعه ، وظهور القلم حسن وليس بسيء ، وهكذا .
⬅ مجلس شرح صحيح مسلم .
21 ربيع الأخر 1438 هجري .
19 – 1 – 2017 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

السؤال الرابع عشر بما أن قول السلف بالكراهة هو التحريم فماذا كانوا…


الجواب :
ماكانوا يقولون شيء . انتبهوا
هذا فرع عن أصل لو أن الأخ ذكره ماكان سأل هذا السؤال .
الأخ يسأل يقول : السلف عندهم الكراهة التحريم ، طيب الكراهة التي عندنا ماذا يقولون فيها ، الصحابة من حيث الفعل ماكانوا يفرقون بين المسنون والواجب فكانت قلوبهم عامرة وفيها حياة ويمتثلون لأوامر الله عز وجل ،والسلف، الصحابة ومن بعدهم من حيث الترك ماكانوا يفرقون بين الحرام والمكروه ، فكل مايحبه الله يفعلوه ، وكل مايغضب الله يتركوه ،
الكراهة تكون بالإصطلاح نفسه لكن بقرائن .
تعرف من خلال قرائن، فبعض القرائن تشير للحرمة وبعضها تشير للكراهة،
القرائن التي لم يعزم الصحابي وقبله النبي عليه السلام ،قال نهانا ولم يعزم علينا ، لم يعزم في النهي فهذا كراهة ، بمعنى الكراهة اسم مشترك ، بين كل ما لا يحبه الله ، فإن كان النهي بقي على أصله فهو حرام ، فإن جاءت قرينة قولية أو عملية فتشير إلى أنه مكروه، وتأتي بعض القرائن لتؤكد الحرمة فعند ابن سعد في الطبقات أن عمر رأى رجلا بيده خاتم من ذهب فضربه بالدرة. والدرة العصا ، لذا كان ابن حسان يقول كانت درة عمر في قلوبهم ، قلوب رعايا عمر ، أهيب من سيف الحجاج ، لأنهم أصحاب دين ، المسألة ليست بالجلد أو الضرب ، المسألة بحال الناس
فعند ابن سعد قال رأى رجلا فضربه بالدرة بيده خاتم من ذهب ، فقال آخر بجانبه ، قال يا أمير المؤمنين أما أنا فخاتمي حديد ، فقال له عمر هذا شر من ذاك ، إنه حلية أهل النار .
الآن عندما نقول أن مذهب عمر في خاتم الحديد الكراهة ولا الحرمة ، لما قال له هذا شر من ذاك وقال له هذا حلية اهل النار ، هذا دلالة على حرمة خاتم الحديد عند عمر .
أخشى احدهم يقول طيب النبي عليه السلام قال التمسوا ولو خاتما من حديد ، طيب هل الالتماس هو اللبس ، الذي يريد الزواج يجوز أن يلتمس خاتما من ذهب مهرا يقدمه مهرا وليس ليلبسه ، يجوز ام لايجوز؟ يجوز يقدم ذهب مهرا ! يجوز .
الالتماس شيء واللبس شيء ، فالالتماس غير اللبس، قال التمس ولو خاتما من حديد ، خاتم الحديد لاقيمة له ، فالنبي عليه السلام يريد أن يقرر أن المهر لابد أن يكون موجودا حتى لو كان قليلا ولو كان ضئيلا ، فالالتماس غير اللبس .
والله تعالى أعلم .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
3 / ربيع الأول / 1438 هجري
2016 / 12 / 2 إفرنجي
↩ رابط السؤال :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍?