كلمة عن وفاة الشيخ شعيب الأرناؤوط

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161031-WA0004.mp3فإن الناس بحاجة إلى العلماء كحاجتهم إلى الماء والهواء كما يقول *الإمام أحمد* رحمه الله تعالى : وحاجة الناس للعلماء تشتد في وقت الغربة ، وفي مكان الغربة .
والناس ليسوا بحاجة إلى علم العلماء فحسب ، ولكنهم أيضًا بحاجة إلى أخلاق العلماء وإلى سمتهم ، لأن العلماء هم الذين يطبقون الدين ، ويترجمون الأوامر النظرية إلى طريقة عملية ، ويتعلم المتتلمذ عليهم الخُلق وطريقة معالجة الأمور .
فجعنا أمس بوفاة عالم في بلادنا رحمه الله تعالى وهو من أهل التحقيق ، وهو ( *الشيخ شعيب الأرناؤوط* ) توفي أمس في السادس والعشرين من محرم سنة ألف وأربعمائة وثمان وثلاثين رحمه الله تعالى .
الشيخ شعيب رحمه الله تعالى كان والده صديق لوالد شيخنا الألباني ( نوح بن نجاتي ) وكلاهما ممن فرّ بدينه إلى سوريا،إلى بلاد الشام لما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخبار في فضلها ، ففروا من هناك على إثر موجة الإلحاد التي تعرضت لها ألبانيا ، ففروا من ألبانيا إلى بلاد الشام .
ولد الشيخ شعيب رحمه الله تعالى سنة (1928) فهو تقريبًا يناهز التسعين إلا قليلاً.
تعلم في دمشق ، وبدأ يتعلم العربية حتى أتقنها ، وأصبح حاذقًا فيها ، وكان يحث طلبته على ضرورة تعلم العربية ، وكان يقول رحمه الله تعالى ( *إن العربية وعاء الإسلام ، و لا يستطيع العبد أن يفهم الإسلام دون أن يتعلم العربية* ) .
ثم تحول إلى دراسة الفقه الحنفي ، فدرس على الشيخ ( *سليمان الغاوجي الألباني* ) الفقه الحنفي ، وتأثر بالفقه الحنفي إلى أواخر حياته ، فعلى الرغم من أنه كان يذكر مثلاً في التعليق على زاد المعاد في أنه لم يصح شيء في الوضوء من نزول الدم ، إلا أنه كان إذا نزل منه دم توضأ ، فبقي متأثرًا بفقه الحنفية رحمه الله تعالى .
رأى كما رأى غيره ، وكان هذا ظاهرًا جدًا على العلماء في ذاك الزمان أن العلماء يحتجون بالأحاديث و لا يفرقون بين الصحيح والضعيف ، وكما يقولون يظنون أن كل مدور رغيف ، وكانوا يقولون : ( *أي خير في حديث أنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه واختلط صحيحه بواهيه* ) ، فرأى أن العلماء يحتجون بكل شيء .
سمعت من الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله يقول : كان الخطيب في حلب يصعد على المنبر ويذكر حديثًا طويلًا أربع أو خمس صفحات ، فإذا أراد أن يؤكد للمستمعين أن الحديث مسند يقول : أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات ، وهو ما يفهم ما معنى أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات .
فرأى الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ،( وكنا قد تكلمنا قبل شهر في هذا المجلس المبارك عن الشيخ شعيب رحمه الله تعالى لما بلغنا استقرار قدمه على مذهب الصفات ، فذكرناه بخير )، وقلنا حفظه الله ، والآن خلال شهر نقول رحمه الله .
فرأى الشيخ شعيب رحمه الله تعالى أن العلماء يحتجون بالأحاديث ولا يفرقون ، ولا يدققون بين الغث والسمين ، ولا بين الصحيح والضعيف ، ولا بين السليم من الرديء ، فالشاهد وقع في قلبه أن يشغل وقته وأن يبذل جُهدًا كبيرًا في مجال التحقيق .
بدأ الشيخ رحمه الله تعالى من سنة (1955) بالتحقيق وعكف عليه ، وأعطاه وقته وعقله ولُبه وجده ، وبذل جُهدًا عظيمًا في هذا ، وأصبح له مدرسة ، وتلاميذ في التحقيق ، وأصبح تلاميذه ممن يحققون وينشرون .
في سنة (1958) التحق بالمكتب الإسلامي ، وصاحبه الشيخ زهير الشاويش رحمه الله ، واشتغل فيه محققًا مسؤولًا عن قسم التحقيق في المكتب لقرابة (20) سنة .
وطبع الشيخ رحمه الله تعالى في المكتب الإسلامي بواكير التحقيق لكتب التراث ، ومن ذلك إصدار :
? شرح السنة للبغوي
? روضة الطالبين للنووي
? المبدع في شرح المقنع
وعدد كبير من المراجع العلمية التي لا يستغني عنها أبدًا طالب العلم ، ونوع هذه المصادر ، وعددها بالمئات من المجلدات.
في أوائل عام (1980) وبالتحديد سنة (1982) إلتحق الشيخ شعيب رحمه الله بعد قدومه للأردن إلى مكتب التحقيق في مؤسسة الرسالة ، ومؤسسة الرسالة عندها كوادر ، وعندها عدد من المحققين ، وكان مدير مكتب التحقيق الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ، وبدأ يعمل لخدمة التراث ، وجزاه الله خيرا خدم عددًا كبيرًا من الكتب ، وطبع عدد من الكتب التي ما زلنا نفرح بها ، ونرجع إليها ، وإذا طلب منا النصيحة ننصح طلبتنا بأن يعتمدوها ، كطعبة :
زاد المعاد لابن القيم .
سير أعلام النبلاء ولأول مرة يصدر بتحقيقه كاملًا .
مسند الإمام أحمد وهو أول من انفرد بطبع مسند الإمام أحمد محققا في نحو ( 55 ) مجلد .
حقق مجموعة حسنة وطيبة من الكتب ، وكان آخر هذه الكتب تحقيقا له *السنن الأربعة ، فاشتغل عليها وتعب في ضبط نصها وتحقيقها ، رحمه الله تعالى.
تجربة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى كانت مُنصبة في التحقيق ولم ينشغل بالتأليف أبدًا .
كان بينه وبين شيخنا الألباني رحمه الله تعالى في فترة من الفترات ،وقد أدركناها ،وعرفنا خفاياها، وليس بأهمية بمكان أن ندخل في تفاصيلها ، *كان بينهما ما يكون بين الأقران ، إلا أنَّ الأمر أستقر في أواخر حياة الشيخ شعيب رحمه الله على الخير ، وكان يذكر شيخنا الألباني في مجالسه بخير .
ولما زارنا من لبنان أخونا الشيخ ( مصباح حنون ) إلتقى بالشيخ شعيب رحمه الله تعالى وسأله سؤالًا صريحًا واضحِا مباشرًا :
أيهما الأفضل معتقد السلف في الصفات أم معتقد الخلف ؟
فأجاب رحمه الله تعالى بجواب صريح وواضح فقال رحمه الله تعالى : مذهب السلف أعلم ، وأسلم ، وأحكم .
درج عند المتأخرين أنهم يقولون مذهب السلف في الصفات أعلم ، ومذهب الخلف أسلم ، وأحكم ، ومعاذ الله أن يكون الأدنى في العلم هو الأسلم والأحكم .
فكان جواب الشيخ شعيب رحمه الله تعالى لمن يعرف كلام العلماء ،جوابًا علميًا، دقيقًا، ملخصًا مركزًا ، وهكذا شأن العلماء رحمهم الله تعالى .
حقيقة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى ومدرسته تفيد كثيرًا هذه الأيام ، وهذه الفائدة تكون في بعث التراث الذي بقي محبوسًا في داخل الجوارير وعلى الرفوف ، ولا سيما تلك الكتب الكبيرة التي لا يقدر عليها شخص واحد .
فالشيخ شعيب رحمه الله تعالى قام بتجربة عظيمة بجمع جهود متعددة ، اعترتها مشاكل وأمور يمكن أن يستلهم منها في الحقيقة مدرسة تبعث الكتب الكبيرة لتحقق وتنشر ويهنأ بها طلبة العلم.
اليوم في نوازل الإقتصاد والسياسة والعصر الذي نعيشه عصر تجمعات وليس عصر انفرادات ، هناك كتب عديدة جدًا نسخها الخطية محفوظة إذا طبعت تزيد عن (100) مجلدًا مثل *المطلب العالي لابن رفعة* و *تفسير الحوفي* و *التذكرة للصفدي* في الأدب ، هنالك كتب لا يستطيع شخص واحد أن يقوم بها ، فمدرسة الشيخ شعيب رحمه الله تعالى وطريقته واجتماع مكامن القوة في الأمة أعانت ، فكان يجد من يتولى القضايا الإدارية والمالية ، وكان يجد من يتولى القضايا الفنية للنشر ، وكان هو منشغلًا ومُنصبًا على المسائل العلمية ، وانجز رحمه الله تعالى إنجازات عظيمة ، *المجلدات التي كتب اسم الشيخ شعيب رحمه الله تعالى عليها تصل إلى المئات ، تصل إلى (400) ، (500) مجلد ،* وهذا أمر نادر جدًا ؛ وما أظنه حصل من قرون، والسبب في ذلك :
الإنقطاع .
وعدم الإنشغال إلا بهذا الأمر .
المتابعة الحثيثة الشديدة
وجود الكوادر والمساعدين
وجود الناشر الذي يتبنى هذا الأمر حتى يبقى العمل مكتملا.
الشيخ شعيب رحمه الله تعالى خدم الأمة ، وخدم التراث وأسأل الله عز وجل أن ينفع به ؛ وأن يغفر له ، وأن يرحمه ، اللهم إنه مقبل إليك محتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، اللهم إن كان محسنًا ولا أظنه إلا كذلك فزد في حسناته ، وإلا فاغفر لنا وله ، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
2016 – 10 – 21 افرنجي
20 محرم 1438 هجري

السؤال التاسع عشر أخ من فنزويلا يقول كثيرا ما نحيل أحكام الدين على الأئمة الأربعة…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/05/19-1.mp3الجواب:
كانوا يعتمدون على الدليل..
وقد كنت ذكرت لكم أن واحد تركي،
– والأتراك متعصبون لمذهب أبي حنيفة –
القاضي يقول له: قل أزوجك ابنتي على مذهب أبي حنيفة(!)..
و قال للأخر: قل قبلت..
فيقول: قبلت..
قال: قل على مذهب أبي حنيفة!..
فما قبل، ثم قال له مرة ثانية: قل قبلت على مذهب أبي حنيفة(!)..
حتی أعاد عليه الثالثة!..
فقال: قبلت..
قال: لما لا تقول على مذهب أبي حنيفة؟!..
فقال: “أنا أريد أن أتزوج على مذهب أبيه لأبي حنيفة!!..”
أبو أبو حنيفة زواجه صحيح أم باطل!!..
فعلی مذهب أبيه لأبي حنيفة إذا!..
قرأت في [ذكريات الطنطاوي]
– و أنصح إخواني أصحاب النهمة في القراءة بقراءتها و أعتبر قراءتها مثل من يتناول الكنافة والقطايف(!)..فالإنسان يتسلى بها –
يقول الشيخ علي الطنطاوي في [ذكرياته]: دخلت المسجد النبوي وكان المسجد يصلى فيه أربع أئمة؛ أمام حنفي، شافعي، حنبلي، مالكي..
فمثلا أنا شافعي دخلت وجدت الإمام الحنفي..
ما أصلي حتى ينهي!!..
– فقال: – أنا دخلت ومعي إبنتي الصغيرة فقالت:
يا أبتي لماذا هؤلاء يجلسون وهؤلاء يصلون؟!..
فقال: يا بنيتي هؤلاء شافعية والإمام حنفي..
فلما يأتي الإمام الشافعي يصلون..
فيقول بنتي صغيرة لا تفهم مثل هذا، ولكنها قالت لي: لماذا الناس لا يصلون على مذهب النبي؟!!..
فالحق يخرج من الإنسان بكل بساطة وعفوية..
و الإمام إبن دقيق العيد له كتاب يا ليت أننا نجده، وكان شيخنا الشيخ حماد الانصاري يتطلبه، وذكره شيخنا الألباني في مقدمات [صفة الصلاة]، وكذلك كان الشيخ تقي الدين الهلالي يتطلبه، وقيل أن عنده نسخة، ونسخة عند أحد الغماريين؛ عبد الله الغماري..
إسم كتاب ابن دقيق العيد – وهو إمام كبير قيل عنه أنه مجتهد -:
[ما خالف فيه الأئمة الأربعة حديث النبي صل الله عليه وسلم]
ممكن الأئمة الأربعة يخالفون الحديث؟!..
الجواب ممكن..
لكن هل نتنقص الأئمة الأربعة ما عاذ الله أن نتنقص الأئمة ونبرأ إلى الله ممن تنقصهم..
مجلس فتاوى الجمعة
27 _ 5 _ 2016
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان

السؤال 10 أخ يسأل يقول أريد أن أصبح عالما راسخا في الدين أحرس التوحيد…

الجواب : أولاً: تفتقر إلى الله، وأن تطلب منه بصدق وإخلاص، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم، فهل النبوة مكتسبة أم أنها اختيار من الله عز وجل؟ قال الله تعالى{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة…}، يا من تسأل، الخيرة ليست لك الخيرة لربك، العالم وارث من الأنبياء والنبي اختيار من الله، فالإنسان يصبح عالم باختيار من الله، فالعالم ليس أذكى الناس، والعالم ليس أحسن الناس، والعالم ليس أغنى الناس، وإنما العالم إختيار من الله – جل في علاه – لكن هل علي لوم؟ نعم عليك لوم، فإنما العلم بالتعلم، لكن أنت إن تعلمت ارتفع قدرك كالسيول كل سيل له قدر، فأنت لك قدر فقد يكون هذا القدر لك بأن تصبح عالم أو قد لا يكون، لكن الإنسان بحاجة أولاً أن يفتقر إلى الله – جل في علاه -، وأن يبتعد عن الذنوب، وأن يبتعد عن الغفلة، وأن يبقى يزداد قرباً، فكلما ازداد علماً وأحدث لله شكراً وازداد في طاعته وعبادته وحسن حاله مع ربه – جل في علاه – من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج أن يجد وأن يجتهد وأن يحافظ على رأس ماله ورأس مال طالب العلم الوقت فإذا رأيت الإنسان بطال يجلس ويلهو ويذهب ويجيئ ويأكل ويشرب وينام كسائر الناس فهذا لا يفلح، طالب العلم يفلح إذا كان كما قال بعض أهل العلم عن
عبد الغني بن سعيد الأزدي وقد توفى سنة: 409 قالوا: لما رآه العلماء قالوا: كأنه شعلة نار.
مجلس فتاوى الجمعة 6/5/2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن ال سلمان

السؤال السابع حدثنا عن شيء من رقة الشيخ الألباني وعبادته ورقته  

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170525-WA0038.mp3 
الجواب : لا نعرفُ الشيخ إلا صائماً يومي الأثنين والخميس حتى في الرحلات ، لا نعرفُ الشيخ أبداً إلا صائماً في يومي الأثنين والخميس ، مصلياً الضحى وأحسبه قائماً لليل ، الشيخ على فقره وعدم بسط يده وعدم سعة الرزق في فترة من حياته كان الشيخ يبذل المال في سبيل نشر السنة ، مثلاً أول مصلى للعيد ، وللشيخ كما تعلمون مصلى للعيد ، هو الذي جهز هذا المصلى بماله وكان حريصاً جداً عليه وكان السلفيون يجتمعون من كل حدبٍ وصوب في هذا المكان ، ترى الدعوة والسلفية فيها غُربة والحق ثقيل ومريء يحتاج إلى محاضن تربوية ،يحتاج إلى إخوة ، لقاءات فيها ما يعين بإذن – الله عزوجل – على رفع هذه الغربة ورفع هذا الثقل ، فالشيخ – رحمه الله – كان حريصاً على هذا ، كان حريصاً على جمع الإخوة وكان حريصاً يتفقدهم ، وفجأة تجد الشيخ رحمه الله في أوقات مبكرة لبعض تلاميذه يطرق الباب ويتفاجأ بأن الشيخ موجود ومع الشيخ طعام الإفطار هذا أمرٌ تكرر من الشيخ في حق مجموعة من الإخوة ، كان يتعاهد إخوانا الذين لهم تأثير طيب على الناس كان يتعاهدهم وكان ينصحهم وكان شفوقاً بهم كالأب ، تتصل به امرأة مرة – كان عندنا شيء يسمى التطوير الحضري وألزموا الناس بالتعامل مع البنوك ، فرأى المرأة حريصة حرصاً شديداً على أن تتخلص من الربا ولا تُربط بالربا ، فالشيخ – رحمه الله تعالى – أرسل من يدفع عنها مبلغاً كبيراً في ذاك الوقت ، ما يزيد عن عشرة ألاف دينار ، أن يدفع عنها هذا المبلغ لرؤيته حرصها على عدم الوقوع في الربا ، ولأنه شعر أنها حريصة على الهروب من هذه المعصية ، الشيخ وضوحه في دعوته وصبره وعدم ضعفه أمر يُضرب فيه المثل ، أذكر أنه صدر قرار أن الذي يعمل حادث دهس لا بد من سجنه ، وكان حديث عهد بخبر فبعده بأقل باسبوع دهس الشيخ بنتاً بنت صغيرة ، كنا مدعويين على مزرعة لأحد إخوانا أظن في يوم عاشوراء وكنا صائمين والشيخ كان مسرعاً فدهس أبنة ، قلقتُ شديداً وبقيت احاول أنام ، غاب الشيخ عن الإفطار وعلمنا بعد أن أفطرنا أن الشيخ حصل معه حادث وكذا، وأنا متقلب للساعة الواحدة تقريباً في الصيف وأتواصل بالشيخ فيرد فقلت الحمدلله أنا اطمأنيت، فحمد الله تعالى وأثنى على الإتصال وبدأ الشيخ يحادثني وأنا القَلِقْ ، وبدأ الشيخ يذكر لي عبارات فيها قضاء الله وقدره ، فكان حقيقة في نفسي كان هذا موقفاً مؤثراً جداً .
 
الشيخ ما رأيتهُ ضعيفاً في موقفٍ أبداً وفي أحلك الظروف ، الشيخ يُسَفَّر وخرج قرار بتسفيره الشيخ يقول : زوبعة في فنجان وما قضى الله كان ، بعض إخوانا اتصل بالشيخ ابن باز – رحمه الله – فقال يكتب لي الشيخ ويقول للشيخ هذا أمر طلب منه ، فقيل للشيخ الشيخ يقول كذا ، فقال الشيخ ابن باز : إن شاء الله خير ، إن شاء الله خير ، واتصل بملك البلاد وأخبرهُ بأن عندكم رجل سيدخل التاريخ وهو عالم كبير وفي قرار بالتسفير ،فقال الشيخ : يبقى شهراً والأمر عندنا ، فلما قُرِئت كتب الشيخ وسُمعت أشرطة الشيخ كان القرار بالتثبيت والتمكين لطلبته بالتدريس – فكنا ممنوعين من التدريس وما كنا نُدرِسْ – فالذي أحسبهُ أن دروسنا التي ندرسها في الأردن في صحيفة الشيخ ابن باز – رحمه الله – وهذه بركات الصدق والإخلاص .
 
فالطرائف عن الشيخ كثيرة وكثيرة جداً وكنت أراجع الشيخ فيما وكلني ببعض الأعمال فكنت انتهز الفرصة فأسأل فلما اسكت الشيخ عالعادة يلبس النظارات وعادته كان ينزلها تحت العين ويبدأ يكتب فلما أسأله ينظر من فوق النظارة تارةً وينظر إلى الورق تارة ، فلسان حاله يقول : امضِ ، أخذت ما شئت وحصل المطلوب من الزيارة امضِ ، اتركني مع أوراقي اتركني مع بحثي ، فالشيخ كان هكذا .
 
الإخوان المسلمين قاموا عليه بضجة كبيرة في قضية فلسطين وبعض إخوانا من المحبين للشيخ قريب من المسؤولين، وهو مسؤول ورجل فاضل فتكلم مع رئيس مجلس النواب قال : ترى الشيخ كيت ،والمسألة كيت ،وهذا تلفون الشيخ فاتصل به فيتصل بالشيخ والشيخ يقول له الأسئلة بعد العشاء يقول معك فلان رئيس مجلس الأعيان أريد اسمع منك قضية فلسطين وفتواك في فلسطين ، الشيخ يقول : السؤال بعد العشاء ، ما كان الشيخ يجاملُ أحداً وياليتهُ جامل بعض الناس لارتاح الشيخ وارتاح طلبتهُ من بعض المعاناة للآن ، مفتي في الزرقاء مدينة قريبة من مدينة عمان كان يتكلم عن الشيخ ، وهوعقيدته سلفية ومن تلاميذ الشيخ ابن باز لكن سبحان الله في قلبه شيء على الشيخ ، فبعض إخوانا الطيبين اجتهد ولين قلبه وأخبره بأن يذهب لزيارة الشيخ وضربوا الجرس فقال : من بالباب ؟ فقال : فلان وفلان ، والشيخ يوسف البرقاوي ، فالشيخ قال : فلان وفلان يدخل ، وفلان يرجع ، فزاد الطين بِلة ، فالشيخ له قوة في الحضور فحدث ولا حرج .
 
أما المناظرات – فأنتقل إلى جانب آخر وبه أختم والكلام طويل ويحتاج إلى تحضير ولكن هذا ما سنح في البال – قالوا للشيخ في واحد يدعي علم الغيب ، قال الشيخ : يَحْضُر ، – ما كان الشيخ يرد احدا ، قال واحد يدعي الغيب .. قيل للشيخ فلان حضر ، وهو داخل قال الشيخ : عندي شرط ، قال : ما هو ؟ ، قال انتهت المناظرة اخرج ، تعرف الغيب وما تعرف الشرط ، فما عرفت الشرط انتهت المناظرة ، فالشيخ طردهُ قبل أن يجلس، فالشيخ – رحمه الله تعالى – في المناظرة يُذكرك بما قيل عن الإمام الشافعي كأنه أسدٌ فاغر فاه أمام الذي يناظره ، والله أعلم .
 
 
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
 
⏰ *2017 – 3 – 15*
 
رابط الفتوى :
 
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال الثالث هل يجوز أن أقول للعالم الذي لم أتتلمذ عليه شيخنا

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/11/AUD-20161103-WA0010.mp3الجواب : لا حرج في ذلك، إذا علِم الله أنك تقول ذلك من باب الاحترام له وتبجيله وتوقيره وليس من باب التُكَثِّر وأن تُطعِم نفسك ما لم تأكل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري 🙁 الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) ، فلا حرج أن يقول الإنسان للعالِمِ (شيخنا).
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: هل يجوز للإنسان أن يقول عن الصحابة شيوخنا؟
قال: لا بأس.
والصحابة نحن لم نعِش معهم.
فأن تقول للعالم: (شيخي، شيخنا) ولا تُفهِم من حولك أنك تتكثَّر به فلا أرى حرجًا في ذلك إن شاء الله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
27 – محرم – 1438 هجري
2016 – 10 – 28 إفرنجي

السؤال الثامن لو تحدثنا – جزاك الله خيرا – عن ثناء العلامة الألباني على…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170525-WA0036.mp3 
الجواب : الشيخ عانى معاناة شديدة في سوريا ، وعانى معاناة شديدة في الأردن لأنه وهابي ، يعني الشيخ معاناته أنه هو وهابي ومصنف عند الخصوم والشانئين بأنه وهابي .
 
الشيخ – رحمه الله تعالى – كان دائماً يذكر الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – بأنه أحيا التوحيد ، وأن التوحيد صافٍ في كتبه ، ويرشد الناس لدعوة الشيخ الإمام .
 
وعندي مصورة عن مقالة في جريدة العلَم الدمشقية سنة ألف وتسمائة وخمس وخمسين محاكمة للشيخ من قِبَل علماء دمشق ، يحاكموه بأنه وهابي، فالثناء والموافقة والدعوة إلى دعوة الإمام الشيخ المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي من صلب دعوة الشيخ وهي من أساس دعوة الشيخ، فالشيخ – رحمه الله تعالى – عاش للتوحيد وعاش للسنة .
 
بعض المنغصات وبعض الأشياء تحصل ، الناس لا تفهم ، بعض المواقف ، فمثلاً خرج في فترة من الفترات – وأنا بفضل الله كنت حاضر في المجلس وسبحان الله كل مجلس مكتوب عندي مكتوب زبدة المجلس وتاريخه ، فمثلاً مدح الشيخ لسيد قطب ، كنت في مجلس لشيخنا قرأ عليه بعضهم كلام سيد قطب في لماذا أعدموني – فالشيخ وموضوع ضرورة الرجوع إلى العقيدة وهذا مناسبة ذكري لهذه القصة مع السؤال عن دعوة الإمام المجدد فكان الشيخ دائماً يركز على ضرورة التوحيد ، وأن يكون التوحيد صافياً ، ومن يسمع اشرطة شيخنا يجد أن لب دعوته في الدعوة إلى التوحيد وإلى الدعوة إلى فحوى دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – فالشاهد ينقل في المقدمة بعض من يقرأ على الشيخ لماذا أعدموني عن سيد قطب أن مشاكل الأمة اليوم إنما هي بسبب عدم تعلم التوحيد ، وأن الناس ما تعلموا التوحيد الصحيح ، الشيخ يقول بعد أن قُرأ عليه هذا القسم من الكتاب يقول : كأنه قرأ معنا التوحيد ، لكن الشيخ ما أنتبه إلى الطامات في الكتاب نفسه إلا بعد أن كتب الشيخ ربيع كتابه عن السيد قطب فمدحه كتاب الشيخ ربيع
 
فشيخنا -رحمه الله تعالى – كان يمدح هذه الدعوة دعوة التوحيد ويدعو إليها بكل ما أوتيَ من قوة ، وجل المشاكل التي واجهت الشيخ إنما هي في هذا السبب إنه محسوب وهابي فَكَثُرَ خصوم الشيخ لأنه كانوا يلمزونه بهذا اللفظ الذي ( وهابي ) والذي من المعلوم موقفنا منه.
 
 
 
 
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
 
⏰ *2017 – 3 – 15*
دابط الكلمة :
 
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
 
 
 
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor

السؤال 10 أخ يسأل يقول أريد أن أصبح عالما راسخا في الدين أحرس التوحيد…

الجواب : أولاً: تفتقر إلى الله، وأن تطلب منه بصدق وإخلاص، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم، فهل النبوة مكتسبة أم أنها اختيار من الله عز وجل؟ قال الله تعالى{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة…}، يا من تسأل، الخيرة ليست لك الخيرة لربك، العالم وارث من الأنبياء والنبي اختيار من الله، فالإنسان يصبح عالم باختيار من الله، فالعالم ليس أذكى الناس، والعالم ليس أحسن الناس، والعالم ليس أغنى الناس، وإنما العالم إختيار من الله – جل في علاه – لكن هل علي لوم؟ نعم عليك لوم، فإنما العلم بالتعلم، لكن أنت إن تعلمت ارتفع قدرك كالسيول كل سيل له قدر، فأنت لك قدر فقد يكون هذا القدر لك بأن تصبح عالم أو قد لا يكون، لكن الإنسان بحاجة أولاً أن يفتقر إلى الله – جل في علاه -، وأن يبتعد عن الذنوب، وأن يبتعد عن الغفلة، وأن يبقى يزداد قرباً، فكلما ازداد علماً وأحدث لله شكراً وازداد في طاعته وعبادته وحسن حاله مع ربه – جل في علاه – من جهة، ومن جهة أخرى يحتاج أن يجد وأن يجتهد وأن يحافظ على رأس ماله ورأس مال طالب العلم الوقت فإذا رأيت الإنسان بطال يجلس ويلهو ويذهب ويجيئ ويأكل ويشرب وينام كسائر الناس فهذا لا يفلح، طالب العلم يفلح إذا كان كما قال بعض أهل العلم عن
عبد الغني بن سعيد الأزدي وقد توفى سنة: 409 قالوا: لما رآه العلماء قالوا: كأنه شعلة نار.
مجلس فتاوى الجمعة 6/5/2016
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن ال سلمان

السؤال العشرون ما رأي فضيلة الشيخ بحكم نعت المشايخ بكلمة  مولاي

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/السؤال-العشرون-ما-رأي-فضيلة-الشيخ-بنعت-المشايخ-بكلمة-مولاي-؟.mp3الجواب : المولى كلمة تطلق على أكثر من معنى ، ويقولون المولى من فوق والمولى من تحت ، المولى من فوق : السيد ، والمولى من تحت : العبد .
 
سؤال : إخواني ما هو جمع شيخ ؟
 
الجواب : مشايخ ، أشياخ ، شيوخ ، سائر ما يذكر في المعاجم ، علماء اللغة يقولون : لا يجوز أن تجمع شيخ على مشائخ بالهمز ، لأن الياء في شيخ ياء أصلية ؛ فإذا كانت ياء أصلية في الجمع لا يجوز أن تهمز ، وأريد أن أصل إلى أن المشايخ لا يهمزون ، فهمز المشايخ حرام شرعا وخطأ لغة ، فالمشايخ لا يهمزون ، فإذا قلت : مولاي من تحت حرام هذا همز ، لكن لما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يكره أن يقال للمنافق يا سيدي ، أو يا مولاي ، فحينئذ لك أن تقول للمؤمن سيدي ، ولذا عمر كان يقول عن أبي بكر : سيدنا اعتق سيدنا ، أي أبو بكر اعتق بلالاً رضي الله عنه ، فكلمة مولاي و سيدي الأصل أن لا تكون شعار للعبد ، لكن لو قيلت وليس فيها احتقار ، ليس مولاي من تحت ، قال تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” التوبة الآية 71 ، بعضهم أولياء بعض ؛ ولا حرج في ذلك ، والله تعالى أعلم .
 
مجلس فتاوى الجمعة 29 – 7 – 2016
 
رابط الفتوى :
 
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .

ما ردكم على من يزعم أن ابن تيمية كافر لأنه يقول إن الله جسم

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، من أئمة هذا الدين، ومن كفره فهو أضل من حمار أبيه، ولا يعلم ما بين لحييه، وهذه المقولة تشبه ممن خرج من بين لحييه ما يخرج من بين رجليه، والعياذ بالله تعالى.
 
شيخ الإسلام ابن تيمية له مواطن قلة ينظر إليها من يعرفه نظرة فيها إعجاب، وينظر إليها من لا يعرفه، ولا يعرف فقهه واصطلاحاته نظرة فيها ريبة فيخرج من خلالها بتكفيره.
وهنا لفتة أقولها زيادة على الجواب، وفيها فائدة، أن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر من أسباب ضلال المتأخرين أنهم أسقطوا الاصطلاحات الواردة في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، على ما عهد وما عرف في أذهانهم، فينبغي أن نحرر الاصطلاح قبل الحكم عليه، والحكم يكون على حقائق الأشياء، لا على الأسماء، فلو أن رجلاً أخذ كوباً فيه ماء، وقال لآخر: اشرب هذا الخمر، فهل ما في هذا الكوب من ماء يصبح خمراً؟ أم يبقى ماءً حلالاً والمقولة ظالمة؟ يبقى الماء حلالاً ، أليس كذلك.
ولشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، محاكمة لمخالفيه ومعارضيه ومنتقديه دقيقة، ويفرض معهم في بعض المواطن وفي بعض المضايق أشياء من الباطل ليرجعهم إلى الحق، وفرض الباطل للخصم لإرجاعه إلى الحق من منهج القرآن، قال الله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}، فهل يجوز لرجل معتوه أن يقول: إن القرآن يقول إن لله ولد؟ معاذ الله، ففرْض الباطل لإرجاع الخصم إلى الحق هذا أمر جائز، فشيخ الإسلام في المواطن التي أخذت عليه من كتبه لم تكن في معرض تقريره للعقيدة، وإنما كانت في معرض رده على الخصوم، فلا يوجد اعتراض لرجل على ابن تيمية في معرض تقريره للعقيدة، وهذه قاعدة تحفظ.
ومن بين هذه الاعتراضات كلامه في الجسم؛ فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: نقول لمن يقول إن الله جسم، ما مرادكم؟ وماذا تريدون بهذه الكلمة؟ إن قلتم كذا فهذا كفر، فهذا كفر، بل أشد كفراً من اليهود والنصارى، وإن قلتم كذا، فأنا لا أكفركم ولكن أقول كلمتكم هذه خطأ، ما أطلقها الله على نفسه ولا نبينا على ربه ولا الصحابة، فهذا الإطلاق بدعة لكن لا أكفر. فبعض الناس لا ينتبه لحقائق الأشياء، ويطلق الأحكام على عواهنها، ويرسلها دون فقه، فيقول: من قال إن الله جسم فقد كفر، وشيخ الاسلام في بعض المواطن من كتبه لا يكفر من يقول إن الله جسم، فهو يقول إن الله جسم فهو كافر، هذا ضلال، وهذا ليس فيه حق ولا عدل، فهو يسقط كلمة الجسم في كتب ابن تيمية على المفهوم عنده هو، والحق أننا إذا أردنا أن نحاكم عالماً فنحاكمه باصطلاحاته هو لا باصطلاحات غيره، فمثلاً في كتاب المجموع للإمام النووي (4/253) قال: (وممن يكفر من يجسم تجسيماً صريحاً) أي ممن يقول إن الله عز وجل جسم ، فهذا يكفر.
واصطلاح إن الله جسم ما تكلم فيه السلف وقبله النبي صلى الله عليه وسلم لا بإثبات ولا بنفي، وهو اصطلاح حادث بدعي لا يجوز إطلاقه على الله عز وجل، وقد تعرض شيخ الإسلام لهذا المصطلح لكثير من كتبه، أصل على بعض منها، فمن راد أن يعرف كلام شيخ الإسلام حول هذا الاصطلاح فلينظر في كتبه الآتية: “شرح حديث النزول” (ص 69-76) “مجموع الفتاوى”(3/ص306-310، 13/304-305) “منهاج السنة النبوية” (2/134-135، 192، 198-200، 527)
 
والخلاصة، وأجمل لكم، والكلام ظاهر بيِّن، ولا أريد أن أفصل، يقول شيخ الإسلام في كتابه “شرح حديث النزول” وانظروا إلى دقته وإلى عدله، وإلى الحق الذي معه، خلافاً للمشوشين عليه، قاتلهم الله أنى يؤفكون، يقول: ((لفظ الجسم مبتدع في الشرع محرف في اللغة، ومعناه في العقل متناقض)) ويقول: ((من زعم أن الرب عز وجل مؤلف ومركب بمعنى أنه يقبل التفريق والانقسام والتجزئة، فهذا من أكفر الناس وأجهلهم))، وقوله (( شر من الذين يقولون إن لله ولداً، بمعنى أنه انفصل منه جزء فصار ولداً له))، ويقول عن الكرامية: ((وهم متفقون على أنه سبحانه جسم  لكن يحكى عنهم نزاع في المراد بالجسم، هل المراد به أنه موجود، قائم بنفسه، أو المراد أنه مركب؟ فالمشهور عن أبي الهيثم وغيره من نظائرهم أنه يفسر مراده بأنه موجود قائم بنفسه مشار إليه، لا بمعنى أنه مؤلف مركب، وهؤلاء ممن اعترف نفاة الجسم بأنهم لا يكفرون، فإنهم لم يثبتوا معنىً فاسداً في حق الله تعالى، لكن أخطأوا في تسمية كل ما هو قائم بنفسه، أو ما هو موجود جسماً من جهة اللغة قالوا: فإن أهل اللغة لا يطلقون لفظ الجسم إلا على المركب، والتحقيق أن كلا الطائفتين مخطئة على اللغة، أولئك الذين يسمون كل ما هو قائم بنفسه جسماً، وهؤلاء الذين سموا كل ما يشار إليه وترفع الأيدي إليه جسماً، وادعوا أن كل ما كان كذلك فهو مركب، وأن أهل اللغة يطلقون لفظ الجسم على كل ما كان مركباً، فالخطأ في اللغة والابتداع في الشرع مشترك بين الطائفتين)) أ.هـ.
 
ومقصود شيخ الإسلام أن يقول أن من يقول إن الله جسم فهو مبتدع، ونستفصل ممن يقول إن الله جسم؛ ما مرادك؟ إن كان مرادك إن الله حق قائم بذاته، يشار إليه ليس في داخل الدنيا، فهذا كلامه حق، وتسميته خطأ، ومن قال إن الله جسم أي مركب مؤلف، فهذا كافر أكفر من اليهود والنصارى.
وهذا حق وعدل، ولذا من يكفر شيخ الإسلام بقوله إن الله جسم، أضل من حمار أبيه ولا يفهم ماذا يخرج من فيه، ولم يرجع إلى كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، وهذه مضايق لا أحب أن تلقى لولا هذا السؤال، لأن بعض الناس لا هم له  إلا أن يكفر ابن تيمية ومهمته في هذه الحياة تكفيره، فلا عمل له ويشيع في الخافقين، وينشر في المشرق والمغرب تكفير ابن تيمية، في الكتابة والدروس، ولا أدري لماذا هذا، لكن قال الله تعالى: {ومن يضلل فما له من هاد}.
وما أشاعه ابن بطوطة عنه أن قال: إن الله ينزل كما أنزل عن هذا المنبر، وابن بطوطة لما دخل دمشق كان ابن تيمية في سجن القلعة، فما رآه وما التقى به.

السؤال الأول لو تذكر لنا شيئا من جهود العلامة الألباني رحمه الله تعالى في…

 
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/س-1.mp3السؤال الأول : لو تذكر لنا شيئاً من جهود العلامة الألباني رحمه الله تعالى في تصحيح الأحاديث وتضعيفها وتقريبها للأمة ، لأني رأيت بعض الناس في هذا العصر وفي هذه السنيات صاروا يزهدوا كثيراً في علمه وجهوده ويبخسها فحبذا أن توضح شيئاً من ذلك وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب : – حقيقة – أوجه تقرير الشيخ للسنة عديده والشيخ – رحمه الله تعالى – مضى أكثر من نصف عمره وهو منشغلٌ في علم الحديث ، والمشروع الذي رفعه واشتغل به هو ” تقريب السنة للأمة ” ، والشيخ رحمه الله تعالى أمضى ليله ونهاره في هذا الأمر وتعب فيه تعباً لا يعلمه إلا الله ، فمثلاً أذكر لكم لبعض الموافق هي جزئية لكنها تعطيك شيئاً عن شخصية الشيخ وعن همة الشيخ – رحمه الله تعالى – وما أكثرها ، الشيخ ينسخ مخطوط للحديث ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ، وقد نام وهو لا يُحسن قراءة كلمتين في المخطوط ، ففي المنام رأى أن الكلمتين (فرداً ،فرداً )فلما استيقظ بعد المنام كتب الكلمتين ثم لما استيقظ عرض ما في المخطوط على (فرداً، فرداً) فوجد الكلمتين هما ما رآه في المنام ، فالشيخ في اليقظة والمنام -رحمه الله تعالى – كان يشتغل في تقريب السنة وخدمة الحديث ، حتى في مرض وفاته ، كان يخدمهُ ولد ولده حفيده عبادة ولد عبد اللطيف، فكان لما يغيب عن الوعي يقول يا عبادة أحضر لي جزء من كتاب كذا ، هات لي ترجمة فلان هات لي ترجمة فلان هذا وهو في أواخر مرضه ، لما كان الشيخ – رحمه الله تعالى – يغيب ، ربط الشيخ الحديث في كثير من مواقف حياته ، يدخل عليه بعض الطلبة في يوم في ليلة من الياللي كان يبحث الشيخ عن راوي ولم يجد هذا الراوي ووجده في فجر ثاني يوم فقال له : هل وجدت الراوي الذي كنت تبحث عنه ؟ ، فقال الشيخ -رحمه الله- قال : لا نامت اعين الجبناء ، ما نمتُ حتى وقفت عليه ، كان الشيخ يبحث في راوية اسمها أُنيسة واتعبتهُ ولم يجدها إلا عند ابن حبان في الثقات فقيل له زوجتك انجبت ابنة ، فقال : هي أُنيسة – رحمه الله – .
فعلم الحديث كان يُشغل الشيخ شغلاً كبيراً جداً، وانقطع في خدمة الحديث في مكتبة الظاهرية فنظر في جميع مخطوطاتها ونقل بعد أن نظر في جميع المخطوطات نقل جميع الأسانيد، يعني ما من حديث مسند في مخطوطة في الظاهرية إلا والشيخ قد نقله في كتاب سماه “الجامع في الأحاديث ” بخطه في أربعين مجلداً ،جمعه في اربعين مجلداً وكانت هي العمدة عمدة الشيخ -رحمه الله تعالى – في تخريج الأحاديث .
وأما الشيخ والمحافظة على الوقت فهذا حدث عنه ولا حرج ، حدث عن وقت الشيخ ومحافظته على وقته وصرفه في العلم فحدث عن هذا ولا حرج ،فالشيخ – رحمه الله تعالى – كان جاداً في حياته كان جبلاً شهماً شامخاً لا تزعزعه الأعاصير ، مر به فتن عظيمة وعظيمة جداً وكان الشيخ -سبحان الله – صاحب فراسة والشيخ رقيقٌ وَقَلَ من يعرف هذا ، من كان قريباً من الشيخ عرف تقواه -والله حسيبه -وعرف أن العلاقة بينه وبين الله عزوجل عامرة -والأمثلة في هذا كثيرة .
والمطلوب أن أتكلم عن جهد الشيخ في الحديث ، الشيخ كان دائماً يقول : من ثمارههم تعرفهم – كان يتكلم عن الحزبيين وإلى آخره ، ويقال هذا في الشيخ ، ثمار الشيخ في الحديث معروفة معلومة -ولله الحمد والمنة – وكان هَم الشيخ إن الأحاديث تصل إلى غير أهل الحديث أيضاً يعني ما يبقى الحديث محصوراً في أصحابه ،ولذا بعض مشايخ الشام كان ينقل فيقول :- أنا سمعت من أبي غدة ، ضمني مجلس مع أبي غدة فذكرت الشيخ فيقول قبل الشيخ كان الواحد يصعد المنبر فإذا أراد أن يُثبت للناس أن الحديث صحيح وأنه مسند فالخطيب يقول بعد أن يروي الحديث في قصة طويلة من صفحتين يقول : أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (يعني هذا اسناد) ، اسند الحديث وبين أن هذا الحديث له اسناد وله وجود في كتاب ، فالشيخ -رحمه الله تعالى – يعترف القريب والبعيد والمحب والشاني والمبغض فالجميع يعترفون بفضل الشيخ وأن الشيخ -رحمه الله تعالى -هو أول من نبه الناس ، ونادى بهذا الأمر – وإمامة الشيخ في هذا السبق وفي الإصلاح وإمامة الشيخ في وسائل التغيير وعدم تقديم الشباب لُقم سائغة للحزبيين ، والتحذير من الحزبيين ، وتأصيل مسائل الجهاد ثم ربط الناس بفهم السلف الصالح هذا ايضاً من مهام الشيخ .
والشيخ -رحمه الله تعالى – عاش طوال عمره وهو يحقق حتى بعد مرضه – وهذا شيء بالمناسبة انبه عليه وهو خطأ يقع فيه كثير من محبي الشيخ – الشيخ رأى أن صحته لا تأذن له إلا أن يراجع عمله في صحيح الجامع وضعيف الجامع – الشيخ عمله في صحيح الجامع قسمان : قسم درسه وأحال في التصحيح او التحسين أوالتضعيف على مراجع ذكرها في الشمال تحت متن الحديث بعد رموز التخريج ، وأما الأحاديث التي ما خرجها ففي الطبعة الأولى في الصحيح الجامع ،وكان الشيخ لا يقبل غيرها المطبوعة في ثلاث مجلدات ووضع الشيخ علامات استفهام أمام الأحاديث التي لم يخرجها وقلد فيها السيوطي ، وهذا من الخطأ الشنيع الذي تتابع عليه كثير من محبي الشيخ أن هذه الأحاديث يقول الشيخ أنا ما لي حكم فيها وأنما قلدت السيوطي في التحسين أو التصحيح أو التضعيف ( أي الحديث الذي لم يحيل عليه)، ووجدنا اليوم كثير من محبين الشيخ يقولون : صححه الشيخ أو ضعفه الشيخ في ، وهو ليس من صنيعه وهو لم يصنع شيئاً فيه خصوصاً بعد أن ظهر صحيح الجامع في المجلدتين المحذوفة منه علامات الاستفهام فأصبحت جميع الأحاديث في منزلة واحدة .
الشيخ – رحمه الله – في أواخر حياته نظر – ولا سيما أن عالم طباعة الكتب أصبحت منتشرة ومطبوعة – فالشيخ مثلاً ما كان قد نظر في الكتب التي لها أصول خطية في المكتبة الظاهرية ، الكتب التي مالها أصول خطية في المكتبة الظاهرية الشيخ ما استطاع أن يصل إلى أسانيد الاحاديث فقلد فيها السيوطي ، من أمثال مثلاً – من أمثال ابن عساكر “تاريخ دمشق ” ما كان مطبوعاً هذا الكتاب ومن أمثال مثلاً ” شعب الإيمان ” للبيهقي كذلك الشيخ – رحمه الله – ما يوجد نُسخ خطية في شعب الإيمان ، فالشيخ في هذه المصادر البعيدة قلد فيها السيوطي ،فكان الشيخ يطلب الكتاب ويدرس الإسناد وهو مريض في أواخر عمره ونظر في “صحيح الجامع ” ونظر في “ضعيف الجامع ” وسمى “تهذيب صحيح الجامع ” و ” تهذيب ضعيف الجامع ” ومات الشيخ وهو يعمل فيه وما أكمل الكتاب ونقل قرابة مائة حديث من الصحيح للضعيف ومن الضعيف للصحيح، يعني الخلاصة والإجمال .
فالشيخ رحمه الله تعالى- عاش للحديث ، بعض الطلبة اليوم يقول :الشيخ ابتدع بدعة ميز وقسم صحيح سنن الأربعة إلى صحيح وضعيف ، ولم يقل بهذا أحد من أهل العلم ، فهذا في الحقيقة جهل بالغ ، أولاً قوله أنه لم يقل أحد بهذا خطأ ، العز عبد السلام في كتابه ” قواعد الأحكام ” يقول : ومن الواجب العيني على المحدثين في هذه الأيام – يعني – فصل الصحيح عن الضعيف في السنن )،هذا من كلام العز أولاً .
ثانياً: – بارك الله فيكم – حاجة الناس الآن في التعامل مع السنن ليس كحاجة الناس سابقاً ، كان طالب العلم في بداياته يُجاز وكان يقرأ على المشايخ السنن وما شابه ، فالجمود على شيء يقبل التوسعة هذا تحجير واسع والله تعالى أعلم ، هذه كلمة وجيزة والجواب المفصل يحتاج إلى حصر ذهن وتقسيم وتنويع ولكن هكذا جاء، والله يوفقنا وإياكم .
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
⏰ 2017 – 3 – 15
⬅ رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/1168/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor