http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/س24-1.mp3*السؤال الرابع والعشرون: أخ يقول سؤال من طالب من طلابك في قطاع غزة يقول: ما واجب طلبة العلم في ظل الواقع العصيب الذي نعيشه في فلسطين، وما هي عبادة الوقت؟*
الجواب: طلب العلم فريضة غائبة، وترتب على غيابها ضياع كثير من الواجبات العملية.
فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك.
فبوب الإمام البخاري في كتابه العلم في الصحيح بعد أن ذكر هذه الآية بوب عليه قبلها قال باب العلم قبل العمل، والعلم قبل العمل، والإنسان الذي يطلب العلم يكون معه نور الى يوم القيامة، وقد قرر العلماء ومنهم الإمام النووي في مقدمة المجموع، أن فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة.
والعلم يبدأ بمعرفة الله جل جلاله بأسمائه وصفاته ومعرفة نبيه – صلى الله عليه وسلم – ومعرفة الأوامر والنواهي في الكتاب وفي صحيح السنة، ثم ندعو الناس لذلك، ونصبر على ما نلاقي من الآلام، ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر، فنحن الآن في غربة، وأهل السُنّة يحتاج أن يوصي بعضهم بعضا، وكان يوسف بن أسباط يقول: إذا كنتَ في أقصى المشرق وأخٌ لك في أقصى المغرب فأرسل له بسلام، فما أقل أهل السنة هذه الأيام. ويوسف بن أسباط نفعه الله بسفيان الثوري وكان يوسف يقول: كان أعمامي روافض ، وكان أخوالي خوارج فأنقذني الله تعالى بسفيان.
فالإنسان إن لزم غرز العلماء وبقي على نهجهم نجّاهُ الله.
فالفتن تعصف بالناس.
فمن واجب الوقت أن تملأ وقتك وقلبك بالخير وأن لا تتوانى في أن تتعلم الخير وتُعلّمه .
وهناك لوم على إخواننا ولا سيما الذين يلازمون الدروس فترةً من الزمن وما اكرمهُ الله بأن يقوم بمهام النبي صلى الله عليه وسلم فيدرّس الناس، ولا يعظهم يبقى مستمع وقلبه ميت وإرادته ضعيفة، هذا أمرٌ مذموم، كما نذُمّ من يعمل، ومن يعلَم وهو جاهل، ذمُّنا لمن حَصَّلَ شيئاً من علم ولم يعلمه أشد من ذمِّنا للاول.
*ونصيحتي لإخواني أن يرفقوا بأهل السنة، وأن يحلموا عليهم وأن يعلموهم الأهم فالمهم، وأن يتقوا الله تعالى فيهم، وأن يتقربوا لربهم، وأن يكثروا من التضرع إلى الله بأن يصلح الحال والأحوال.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
28 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 17 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1729/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
التصنيف: العلم
السؤال كيف تكون مذاكرة العلم وكيف تذاكرون شخصيا علومكم فقد يقرأ الطالب متونا ويحفظها…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/AUD-20161224-WA0025.mp3الجواب :
اعلم علمني الله وإياك أنَّ العلم يحتاج إلى مدة من الزمن .
فالإنسان لا يكون عالمًا إلا بأن تمضي عليه مدة ،وأحسن وسيلة للمذاكرة كثرة تمرير المعلومة على القلب.
خير الحفظ هو الذي يكون مع إدمان نظر .
أما الحفظ الذي يستودع في القلب ولا يحصل معه ادمان نظر، فإن آفة العلم النسيان كما كان يقول ( الإمام الزهري ) رحمه الله .
فالنسيان حتى لا يقع لابد أن تكرر المعلومة.
فالحفاظ والمحدثون يحفظون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من إدمانهم وكثرة نظرهم في التخريج ومطالعة الأحاديث ؛ والحفاظ الذين يحفظون كتاب الله، من لم يقرأ في اليوم خمسة أجزاء فهو ليس بحافظ للقران ، إذا لم يمرر القرآن على قلب الحافظ كل أسبوع فإن القرآن يتفلت ولا يمكن لعبد قلبه يحوي القرآن إلا بإدمان النظر .
(( فالحفظ إدمان نظر )) .
لذا من كان عنده مشروع لحفظ القرآن أنا أقول له فقط إقرأ كل يوم خمسة أجزاء عن حاضر ، داوم على هذا خمس سنوات و اقرأ كل يوم خمسة اجزاء تصبح حافظ للقرآن دون كبير تكلف.
الحفظ الذي يتكلف صاحبه فيه يعسر فيه تثبيت القرآن ، القرآن سهل حفظه ولكنه يتفلت ، فحتى يثبت في القلب لا بد من إدمان النظر .
فمذاكرة العلم إدمان النظر وعدم الإنقطاع عن العلم.
طالب العلم ينبغي عليه أن يملأ وقته في الطلب.
لو تقرأون مثلا (( لابن الحاج )) في (( المدخل )) يقول :
كان ( القاضي عبد الوهاب ) لما انتقل من العراق لفقره إلى مصر تزوج امرأة كانت تتزين له وتتجمل وتتعطر له:، وهو يكتب قال : (( فتبقى حوله ولا يلتفت إليها )) ، فشهوة الكتب والمطالعة أشد من أي شهوة.
في ترجمة (( ابن حجر يوسف ابن عبد الهادي )) في كتابه (( الجواب المنضد في طبقات أصحاب الامام أحمد )) يقول عن (( ابن رجب )) :كانت زوجته تتجمل له؛فلا يلتفت إليها فكانت تتضجر وتقول أنتم حمير أنتم حمير!!!
يعني قد تزينت وتجملت وتطيبت وهو لا يلتفت إليها أبدا.
شهوة القراءة والمطالعة والمذاكرة والتعلق بالعلم إذا ترسخت في القلب لا يوجد شيء يتقدم عليها البتة.
فالإنسان إن استطاع أن يكون العلم عنده هكذا لا يستطيع أن ينقطع عنه.
ولذا يقول (( الإمام الشاطبي )) ما هو العلم ؟.
العلم هيئة راسخة في النفس .
قيل لبعضهم من هو العالم؟
قال : العالم الذي يدخل العلم معه الحمام .
قال كيف يدخل معه الحمام ؟!
قال : لا يتكلف.
يصبح منطبعا في النفس راسخا .
فالعالم لا يتكلف .
العالم عنده العلم عضو من أعضائه.
هل تدخل الحمام بدون عضو؟
فتدخل بدون يد ، أو رجل ؟
فالعلم هو الشيء الذي تتعلق فيه النفس ويصبح هيئة راسخة في نفس العبد.
أما واحد يقرأ ويحضر درسا في الأسبوع هذا ليس بطالب علم .
طالب العلم هو الذي يشغله العلم عن كل شيء.
فإذا كنت كذلك فاحمد الله أنت طالب علم .
إذا شغلك شيء عن الطلب أنت لست طالب علم.
لذا قالوا قديما : العالم معروف بسرعته في أكله وشربه ومشيه ؛يعني هو يلاحق الوقت حتى ما ينقطع عن العلم حتى يكاد تبقى مسائل العلم تشغله فتلذذه يكون في العلم وهكذا.
تاريخ : 2014 – 11 – 16
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
السؤال الحادي عشر هل كان الصحابة والتابعون يختمون المجلس بسورة العصر لاني بحثت فلم…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160821-WA0030.mp3الجوابُ : صحيح. لم يثبت عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم هذا. ولكنَّ هذا ثابتٌ عن الصحابة.
الثابت: كانوا إذا افترقوا قرؤوا هذه السورة، وفي هذا إشارةٌ إلى أن منهجَ المسلمِ في حياتهِ استحضارُ سورةِ العصر .
السبيلُ للنجاةِ عندَ الله سورة العصر.
*” وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر ِ “*
حالُ المسلمينَ اليومِ يقولون: ” إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ” ويقفون، ولا يقولون: ” وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ “.
*وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ*
تواصى على وزنِ تفاعل، و- تَفَاعَلْ – بالعربيةِ تفيدُ الطرفين. يعني أنا الآنَ أوصيكَ وأنتَ غداً توصيني، انا الآنَ أصَبِّرُك وغداً تُصبِّرَني. يعني كلُّ إنسانٍ مهما بلغَ من العلم، ومهما بلغَ من الهدى، ومهما بلغَ من التقوى يحتاجُ الى أن يتواصى ، يتواصى ليس يوصي.
أنا وإياكَ نتواصى، أنا لا أوصيكَ أنا أتواصى معك.
ما معنى أتواصى معك؟ أنا اليومَ أُذَكِّرُكَ وأنتَ غداً تُذكِّرُني. أنا اليومَ أُصَبِّرُكَ وأنتَ غداً تُصبِّرُني.
الإمامُ أحمدَ وهو إمامُ أهلِ السنةِ في فتنةِ خلقِ القرآنِ لما دخلَ السجنَ قال: أكثرُ من سلَّاني رئيسُ الزعران – رئيسُ الشّطَّارِ – في بغداد. أكثر واحد سلاني قال: يا إمام، يا أبا عبدِ الله، أنا رئيسُ الشطارِ وأُضرَبُ وأتحمَّلُ حتى تبقى ليَ الرياسة. وأنتَ إمامُ أهلِ السنةِ، تَحَمَّلْ.
قال: هذهِ الكلمةُ التي سمعتُهَا من هذا الرجلِ أكثرُ كلمةٍ واستني.
فكل الناسِ يحتاجونَ أن يتواصَوْا بالحقِّ ويتواصَوْا بالصبر.
فقد يذكرُ لكَ رجلٌ فاجر، رجلٌ لا يتقي الله قد يذكرُ لكَ كلمةً فتنفعُكَ في دنياك.
*” وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ “* ليس فقط، *” وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ “*.
*شعارُ المسلمِ في الحياةِ كلِّها في كلِّ موقف، في كلِّ مجلس، أينَ ما ذهبَ شعارهُ إيمان، عملٌ صالح، تواصٍ بالحق و تواصٍ بالصبر.*
الحقُ ثقيل، وثقلُ الحقِ يزدادُ في وقتِ الغربة. ويقلُّ ثقلُ الحقِ على النفسِ بكثرةِ التواصي.
لذا، الإنسانُ حتى يثبتَ في هذهِ الحياة، لا بدَّ أن يبقى هذا شعاره. ولابد أن يعيشَ في بيئةٍ إذا زل، إذا سهى وإذا غَفلَ يجدُ من يتواصى وإياه.
تأمل معيَ الآيات جيداً، تأمل معي خذ:
*” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ “*.
قوله :أسفلَ سافلين. حتى تخرُجَ من أسفلِ سافلين.
الله قال : ” إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ “.
غيرُ ممنون: يعني غيرَ منقطع. إذا أردتَ أن تخرجَ من كونِكَ أسفلُ سافلين: فقط بالإيمانِ والعملِ الصالح. إذا آمنتَ وعملتَ صالحاً ما أصبحتَ من أسفلِ السافلين.
لكن عندَ الله لا تنجو بالإيمانِ والعملِ الصالح. تنجو عندَ اللهِ بالإيمانِ والعملِ الصالحِ وماذا؟ والتواصي بالحقِّ والتواصي بالصبر.
لذا *كانَ يقولُ الإمامُ الشافعي : لو لم يّنزِّلُ الله عزوجل إلا هذهِ السورةُ لكفتهم.*
لو أنَّ اللهَ لم يُنزِل إلا سورةَ العصرِ للناسِ لكفتهم، هذهِ سورةٌ يغفلُ عنها الناس، فالصحابةُ ما غفلوا عنها، فالصحابةُ كانوا إذا اجتمعوا ثم افترقوا فكلما افترقَ اصحابُ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلمَ كانوا يقرأونَ هذهِ السورة.
ماذا يعني مع كلِّ لقاءٍ تفترقُ أنتَ وإيَّاهُ تقرأُ سورةَ العصر، ما المعنى ؟ المعنى : أنا أُذَكِّرُكَ هذهِ نجاتكَ فاحرص عليها .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
16 ذور القعدة 1437 هجري
2016 / 8 / 19 افرنجي
هناك من يقول بأن للمسلم الحق بأن يختار الطريقة التي يريد بها القيام بها ببعض…
أما عن خروج إخواننا التبليغيين فلنا في الحقيقة كلام، والكلام في هذا الموضوع كثير لكن أوجزه بالآتي:
يا ليت إخواننا التبليغيين يعاملون الخروج كمعاملتهم في المشي إلى المسجد وأن الأمر يجوز، يا ليت اقتصر عند هذا الحد، لكان الأمر سهلاً، ولكان الخطب يسيراً، لكن عند إخواننا الخروج طاعة بذاتها، ويخرجون ليخرجوا، ما يخرجون من أجل الصلاة ، فيخرجون لدعوة الناس إلى الخروج ويدعون الذين يخرجون أن يخرجوا حتى يخرجوا، ثم ماذا ؟ لا ندري.
والخروج وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله عز وجل، فلو أنا رأيت قرية من القرى، تحتاج إلى التعليم ، فمشيت إلى هذه القرية (وحصل ولله الحمد) فبت ليلتين أو ثلاثة أو أكثر في المسجد، فدرست وعلمت، فلا حرج، ومن يمنع هذا؟ لكن أن أعتقد أن من لم يقم بالخروج هذا فهو ليس داعية إلى الله فهذا خطر شديد، فهم يعتقدون أن الخروج طاعة تراد لذاتها، وهذا بدليل أنهم عند خروجهم يقولون: إننا خرجنا حتى نخرِّج، وهذا خطأ كبير، فالخروج وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله ، هذا أولاً.
وثانياً : هذه الوسيلة ينبغي أن نعرف حجمها في الشرع، فلو أن واحداً مثلاً نادى بأعلى صوته: يا أيها الناس لا تذهبوا إلى المسجد إلا مشياً، ولا تركبوا السيارات ، فهذا الحصر نقول له: أنت مخطئ فيه، لماذا ضيقت واسعاً، وبعض المفسرين يفسرون قوله تعالى: { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله}، بالمؤذن، فالمؤذن داعية إلى الله، وهذا الدرس دعوة إلى الله، وخطيب الجمعة داعي إلى الله، والذي يقرأ أو يتعلم ويحصل داعي إلى الله، والذي يزور المسلمين ويرد الشارد منهم ويذكرهم بالصلاة داعي إلى الله، فالدعوة إلى الله ليست بأنها لا تتحصل إلا من خلال المشي إلى مسجد معين، والخروج أياماً معينة، وجولة محلية، وجولة مقامية، فأن تحصر الدعوة إلى الله وأن يقوم في ذهنك تصور أنه ما يوجد داعية مقبول يأتي بثمار إلا إن حصل كذا وكذا، فهذا حاله كمن يقول للناس لا تذهبوا إلى المسجد مشياً إلا بالسيارة.
والأمر الثالث: وجدنا في هذا الخروج إسقاط لآيات وأحاديث واعتقاد أجور وفضائل لم ترد، فقالوا الخطوة التي تمشيها أحسن من عبادة سبعين سنة، والدرهم الذي تنفقه أحسن من سبعين ألف درهم، فمن أين هذا؟ وبعضهم يقول: الصحابة خرجوا، نعم الصحابة خرجوا، فاخرج كما خرج الصحابة، فالصحابة علمهم النبي وخرجوا يعلمون فخرج معاذ قاضياً، وخرجوا مفتين، وخرجوا ولاة، وخرجوا مجاهدين، أما الخروج بالطريقة الموجودة، فهو رؤية منامية، رآها شيخ فجعلها سنة متبعة، فهذا الإسقاط إسقاط عملهم على تصور الأجور، والفضائل للأعمال، وإسقاطه على أفعال الصحابة ، فيه مؤاخذة شديدة.
وهذا الخروج فيه محاذير لأن لهم شروط ما أنزل الله بها من سلطان ، فالخارج على أصولهم ممنوع أن يزور بيته، فلو احتاج الخارج أن يزور أباه المريض يمنع، ولو احتجت شيئاً من الدنيا كأن أغير الثياب فهذا ممنوع، فمن أين هذه الشروط (وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل) فهذا الخروج لا يجوز أن يجعل المباح حرام، فالمباح يبقى مباح، والمسنون مسنون، والفرض فرض، فالنبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام استيقظ من الليل وقرع باب علي رضي الله عنه، فقال له: {قم الليل}، فقال علي- وهو يفهم أن النبي خاطبه من باب الحرص لا من باب أنه نبي- فقال: {إن أرواحنا بيد الله إن شاء أمسكها وإن شاء أرسلها} فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قول الله {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً}، وعلق الحافظ ابن حجر في فتح الباري على هذا الحديث فقال: (أمر الأمير بالطاعة المسنونة لا يجعلها واجبة)، فالأمير إن قال لك صم الإثنين، يظل الصيام سنة ولا يصير فرض ، وأميرٌ يكلف بسنة أو يفرض لا يحق له، فمن أين هذه الشروط؟
وهم يعتقدون أن الذي لا يخرج كل سنة أربعين يوماً وكل شهر ثلاثة أيام وهكذا ، يعتقدون أنه قصر.
ومن أسوأ ثمار الخروج على الإطلاق الحب والبغض والولاء والبراء من خلال الخروج فلا يحب الإنسان ولا يوالي إلا على الخروج، والحب والبغض والولاء والبراء في ديننا لا يكون على الوسائل وإنما على الحقائق، فربما إنسان أخطأ ورأى أن الذي يعيد للأمة عزها التنظيم، [فيجعل الولاء والبراء من خلال التنظيم فمن دخل التنظيم فله الحب والولاء، ومن لم يدخل التنظيم فلا حب ولا ولاء].
وأقول- والله و أباهل من شاء- لو كان عز الأمة يعود بتنظيم أو بخروج لذكر صريحاً في كتاب ربنا أو سنة نبينا، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً حتى الخراءة، إلا وعلمنا إياه.
والذي يعيد الأمة عزها المنشود، أن تقع التزكية والتربية في الأمة، فالنبي بعثه الله ليزكي ويعلم، وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}، {أئمة}: أي أئمة دين، {ولما صبروا} أي : زكوا أنفسهم. و {كانوا بآياتنا يوقنون} أي: تعلموا ؛ فعلم وعمل وصلاح، وكما قال الإمام مالك والفضيل ابن عياض : (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) فعقيدتنا أن الذي يصلح الأمة أن يجثوا الناس على الركب بين الصادقين من أهل العلم، يتعلمون ويعملون.
فهذا أسهل الإصلاح لكنه يكاد يكون عسراً هذه الأيام؛ لأن الناس قد هجروا العلم وحلقات العلم، وما وجد الأطباء فيهم، وأيضاً قالوا: الذي كان يخرج وترك الخروج، ميتة لفظها البحر، فهم يحبون ويوالون على الخروج فإن كان خروج فيوجد حب، وولاء، وإلا فلا، وكذلك غيرهم في التنظيم، فيبشر الوجه ويشد على اليد ويزار إن دخل التنظيم، وإلا فلا، ونقول لمن هذا حاله: كن بيننا ربانياً وافتح قلبك، ووسع أفقك، فهذه وسائل، فالحب والبغض يكون على دين الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله}، ويقول: {من أحب لله ومن أبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فذلك أوثق عرى الإيمان } فالخروج فيه هذه المحاذير وياليتهم يجعلونه كالمشي إلى الصلاة لكنهم يعتبرونه من أجل الطاعات وأهمها.
وقد دعاني يوماً أخ فاضل، إلى طعام الغداء، فذهبت إليه ووجدت عنده أناس كثير، وكان من الموجودين أمراء التبليغ، وأنا لا أعرفهم إلا بأسمائهم، فتكلم واحد منهم – وحالهم أنهم يظهرون أنهم أوصياء على الدين- تكلم عن الخروج، وأشعر الجالسين أن الخروج هو لب التوحيد وأصل الدين، وهذا هو التوحيد عندهم، بدليل أن الذين يخرجون في بلاد الحجاز يعرفون التوحيد، وأن الذين يخرجون في الهند والباكستان أصحاب خرافة، ولا يعرفون التوحيد، فعقائدهم مختلفة، لكنهم مجتمعون على وسيلة ، فبعد أن تكلم على الخروج قلت: أتأذن لي بسؤال؟ قال : تفضل، قلت: ما حكم الخروج هذا الذي تدعو إليه؟ فغضب، وبدأ يتكلم تارة جالس، وتارة بين القائم والجالس، ويقول: ينبغي أن نسأل ؛ ما هو حكم القعود هذه الأيام؟ فقلت له بعد كلام: أنت ما سألتني عن حكم القعود حتى أجيبك، سلني عن أي قعود تريد أجيبك فهنالك قعود مع الرحم واجب، وقعود في الصلاة واجب، وقعود عن الدعوة حرام، لكن لا تكون الدعوة إلى الله بالخروج فقط، فيوجد دعوة من غير خروج، وأنتم مشكلتكم أنكم لا تجعلون داعية إلى الله إلا من خرج، فما لم يخرج لا يكون داعية، فجعلنا الوسائل كأنها مقاصد وغايات.
وهذا الأمر له آثار تربوية خطيرة على النفس فواحد ينشأ ويُربى على الخروج، فيتصور أن الدين كله خروج، فإن ضعف وما خرج، فيظن نفسه أنه ارتد، وكذلك من يعتقد التنظيم، ويسمع دائماً منهم ((من فارق الجماعة قيد شبر……) (من مات وليس في عنقه بيعة فقد خلع الإسلام من عنقه) ثم يضعف عن التنظيم ويتركه، يبدأ يشك بدينه، لكن لما يفهم أن هذه وسيلة [وتحتمل الخطأ والصواب]، وأن المسلم وجماعة المسلمين من يقول “لا إله إلا الله” ما لم ينقضها سواء خرج أم لم يخرج وسواء كان في تنظيم أم لم يكن، تتحقق الأخوة الإيمانية بين الناس، وإن ضعف لا تظهر هذه الآثار التربوية على النفس بهذه الطريقة الموجودة عند الناس.
وجماعة المسلمين جماعة فهم، وليست جماعة بدن، فلو قلنا لهؤلاء أبعدوا الحزبية عنكم، وأبعدوا الخروج وهذه الوسائل عنكم، وتناقشوا في دين الله، وفي تصوركم عن هذا الدين، لكفر بعضهم بعضاً، لأن أفهامهم متناقضة جداً، فالذين يخرجون في الهند ليسوا – كما قلنا- كالذين يخرجون في الجزيرة العربية، فهؤلاء عرفوا التوحيد وأولئك تربوا على العقائد الخرافية، فجماعة المسلمين كما قال الشافعي ، جماعة فهم وليست جماعة بدن، ولذا قال يوسف بن أسباط: (إن كنت في المشرق وأخ لك في المغرب فابعث له بسلام فما أعز أهل السنة هذه الأيام)، فأهل السنة في المشرق وفي المغرب دينهم هو هو، ما عندهم تغيير ، فدين الله كتاب وسنة، مع احترام العلماء والنظر إلى أقوالهم واستنباطاتهم بتفصيل وتمعن.
لذا نقول : إن الخروج في سبيل الله على النحو المذكور فيه محاذير كثيرة جداً، وإسقاط هذا الخروج على النصوص الشرعية إسقاط غير موفق، والله أعلم .
اسمع وتعلم يا طالب العلم انتبه
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/AUD-20161224-WA0028.mp3الذين ينبزون العلماء بأنهم يتكلمون في الحيض والنفاس والمسائل النقلية ولا يتكلمون في قضايا الأمة الكبيرة ( مبطلون )، ولا أقول ( مخطئون ) .
↩ ذلك أن الواجب على العالم حتى تصل مرتبته لأن يتكلم في مسائل الأمة أن يتعلم هذه المسائل ، وأن يكون له ملكة منها ، و من هذه الملكة يتكلم في مسائل الكبار التي تخص الأمة .
وأما الكلام في مسائل الكبار التي تخص الأمة دون الملكة التي يتعلمها من مسائل الطلاق والحيض والنفاس كلام دخيل على الشرع ليس له به صلة.
انتبه
هذه مسألة مهمة جداً ، الذين يتكلمون في مسائل الأمة الكبيرة هم العلماء الكبار الذين حصَّلوا الملكة من المسائل المنقولة .
أولا : المسائل النصية ، فإن لم تكن نصية فمن المسائل التي ذكرها علماؤنا وبحثوها ، فحينئذ يستطيعون من خلال هذه الملكة أن يتكلموا في المسائل التي وقعت ولم تبحث من قبل .
أما ( غِر ) ، ( جاهل ) ، ( صحفي ) ، دائما يتكلم بالعقل ولا يعرف النقل ، ولا يعرف طرق العلماء في معالجة الأشياء ، فتجده يتسنم أعلى السلم ويتكلم في قضايا الأمة الكبار فالمآل ما ترونه .
↩ وهذا هو سبب الخطأ الدائم للأسف الكبير المنسوب للإسلام في القضايا السياسية الكبار التي اخطأ فيها الناس منذ أن فتحنا أعيننا على الدنيا مئات المرات باسم الإسلام ولا مُقوّم ، ولا من تائب .
↩ حتى أن هذا الداء وصل إلينا ، إلى دعوتنا المباركة وتكلم بعض كبرائنا في مسائل كبار بالإعلام وما تاب أحد ، وهذا جرم فوق جرم فوق جرم ، وجرمهم باقٍ لمن اتبعهم إلى يوم الدين.
◀ حدثني بعض الإخوة الحضور وهو أخونا (( عزمي الجوابرة )) حفظه الله ، يقول :
لما نزل أحد إخواننا إلى الانتخابات في البقعة كان يقول الشيخ الألباني رحمه الله يقول : (( انتخبوا أحسن الموجود ))، وأنا أحسن الموجود ، لازم الشيخ يقول لكم : انتخبوني ،
قالوا له : لماذا التخريج والإمام موجود ؟
فنحن لا نحتاج إلى تخريجك والإمام موجود ، الإمام ما مات بعد ، لو مات نخرج على قوله .
قال : فزرنا الشيخ (أي الشيخ الألباني)، فسألناه .
فقال الشيخ : هذا التخريج خطأ ، مفاد كلامي ليس هذا ، واخبروه أن عليه وزره ووزر من اتبعه من السلفيين إلى يوم الدين .
هذا النقل وذاك التخريج والنقل مقدم على التخريج عند أهل العلم
تاريخ : 20 – 3 – 2015
رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?
ما هو الأفضل العلم الشرعي أم الزواج ومن هو الأولى
الأصل ألا يوجد تعارض بين العلم والزواج، والأصل في الزواج أن يعين على الطلب، لكن بشرط حسن الاختيار.
وكثير من طلاب العلم لما تسأله تزوجت، يقول لك: لا أنا طالب علم، وما الذي يمنع أن تكون طالب علم ولك زوجة، لا سيما إن أحسن الإنسان الاختيار، واختار طالبة علم، فإنه يعمر وقته معها ويتقدمان في الطلب.
فلا يوجد مفاضلة بين الزواج وبين طالب العلم، فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو سيد العلماء وله زوجات، فطالب العلم لا يمنعه طلبه أن يتزوج، إن كان الانقطاع الكلي للعمل يحتاج إلى فترة ويحتاج إلى نوع تفرغ.
لكن إن كانت الشهوات والفتن قريبة من الإنسان ونفسه تنازعه فحينئذ التخلية قبل التحلية، فأن يخلي الإنسان نفسه من شرورها مقدم على أن يحليها في الطاعة.
والزواج سكن فالإنسان يحتاج إلى الزوجة، لا سيما في هذا الزمان ،وأنا أنصح طلبة العلم، وأنصح أولياء الأمور للذكور والإناث أنصحهم وأدعوهم إلى الزواج المبكر، وأرى أن في الزواج المبكر فوائد عظيمة، لا سيما فيمن رزقه الله سعة من المال، فالزواج المبكر يعجل في رجولة الولد، والزواج المبكر يؤتي بثماره من حيث الولد، فالعنوسة تأخير الزواج من أسباب الفتنة في المجتمعات هذه الأيام.
وينبغي للغيِّر على الفضيلة وعلى الديانة، لا سيما من الأثرياء أن يكون لهم خطوات عملية في المجتمع تحد من العنوسة ومن صعوبات الزواج أمام الشباب لا سيما أن الزواج من الحاجيات الأصلية التي يجوز مساعدة الفقير عليها من مال الزكاة، فأنا أرى من مصارف الزكاة المهمة التي لها ثمرة وبركة هي أن يبحث الإنسان عن رجل صالح يريد أن يعف نفسه ولا يقدر على الزواج، فيعطيه من مال الزكاة فيكون سبباً في وجود الأولاد الصالحين، فهذه أشبه ما تكون بالصدقة الجارية.
وهذا الباب ينبغي أن يعالج، فأهل الفساد وللأسف يتفنون في فسادهم وفي عرضه ويؤصلونه ويدعون إليه بقوة، وأهل الخير نائمون وغافلون، ومع وجود الملذات والشهوات إن أهل الخير غفلوا وأهل الشر تفننوا وجدوا واجتهدوا فمن الطبيعي أن نرى ما نرى هذه الأيام في المجتمعات .
السؤال العاشر ابني من الحفاظ ويبلغ من العمر سبع عشرة عاما وهو عاقل…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/10/AUD-20161015-WA0012.mp3الجواب : أما أن تجعليه من زكاة مالك فلا ، والأمر سهل ، وهناك إخوة أحبة كثر يعلمون القراءات وهم محتسبون ، فأرجو يا أختي منك أن أرى ولدك ، ولعل الله ييسر له أن يتعلم هذه القراءات دون هذه الكلفة التي لا تستطعينها .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
6 محرم 1437 هجري
2016 – 10 – 7 افرنجي
سمعنا أن ابن القيم يقول إن لم يخطر على بال المسلم شيء مهم أن يصلي…
لا أعرف هذه الصلاة، وهذا السبب لهذه الصلاة، وأنا في شك من نقل هذا الكلام عن ابن القيم.
وهنالك قصة ذكرها الكردلي وغيره في مناقب أبي حنيفة: أن رجلاً دفن مالاً وضَيَّعَهُ فلما سأل الناس قالوا له جوابك عند أبي حنيفة فإنه رجل عاقل وذكي وصالح، اسأله فعنده الجواب، فجاء إلى أبي حنيفة، وقال له: يا إمام لقد دفنت مالاً وضيعت مكانه فما هو علاج ذلك؟ فقال له أبو حنيفة رحمه الله: استيقظ في آخر الليل قم وتوضأ وصل ركعتين، فخرج ولم يعجبه الجواب، وقال: سبحان الله تقولون إن أبا حنيفة من أعلم الناس وأقول له إني ضيعت مالاً ويقول لي قم وصل ركعتين، فاستحقر جوابه ولم يعتبره.
فلما جن الليل وأخذه الأرق ولأن المال عزيز، فقام وقال: ما ندري لعل أبا حنيفة يريد شيئاً، فقام وتوضأ وصلى، وهو في صلاته جاءه الخاطر في المكان الذي دفن المال فيه، فما تركه الشيطان فذكره بمكان ماله.
أما من نسي شيئاً أن يصلي فما نستطيع أن نقول هذا حكم شرعي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة سأل الله عز وجل.
لكن هناك نصيحة غالية يعرفها من تعددت عليه شرائع الخير، يقول فيها الإمام ابن القيم: (إن كان لك ورد وعادة في الخير، فجاءك خاطر ليصرفك عن ورودك هذا، فاحفظ هذا الخاطر وابق في وردك ولا تتزحزح عنه، وبعد أن تفرغ من وردك افعل ذلك الخاطر، فإنك إن فعلت هذا مرات قليلة فإن هذا الخاطر لا يعود إليك لأنه من الشيطان) فالشيطان في بعض الأحايين مطمعه في بعض الناس لا سيما طالب العلم ألا يصده بداية، ولكن يشوش عليه، فإن أراد أن يقرأ القرآن يقول له: عندك دروس أو تحصيل فإن قرأ في العلم يقول له: القرآن، فإن جلس يقرأ يقول له: صلة الرحم، حقوق الوالدين، ويريد أن يظل يشوش عليه ويشغله عما هو فيه من خير، لذا إخواني هذه نصيحة غالية قررها الإمام الشاطبي في كتابه “الاعتصام” وما أروعها، وينبغي أن تكون قاعدة ودستوراً لكل طالب خير، وعلى هذا جرى السلف الصالح، فما عرف عن أحد السلف الصالح إن أخذ خصلة خير أن يتركها حتى الممات، فإن فتحت على نفسك باب خير فالزمه، وإياك أن تتركه، فقد ذم السلف كثرة التنقل والتحول، فقد كان أحد السلف إن فعل خصلة خير يبقى عليها، وبعد حين يفعل خصلة خير أخرى، وبعد حين أخرى، وهكذا، حتى أن علماء التراجم قالوا في ترجمة غير واحد من السلف: لو قيل له إنك ستموت غداً، ما استطاع أن يزيد شيئاً في الخير الذي كان يفعله، وما عرف نقيض هذا إلا عن ابن عمر، فإنه كان على حماس في قيام ثم ترك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {نعم ابن عمر، إلا أنه كان يقوم الليل وتركه}، فلما سمع هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ينام إلا أخذات يسيرة في الليل وبقي حريصاً على ما هو عليه.
واليوم كثير من طلبة العلم يكثرون التحول والتنقل، وليس هذا من هدي السلف الصالح، فمن هدي الموفق إن بدأ بخير يبقى عليه، من قيام ليل أو صيام أو حضور درس، أو تدريس أو صلة رحم، أو إحسان لفقير أو عطف على كبير فيبقى عليها حتى الممات، وهذه خبيئة للإنسان وقد صح عن عبدالله بن الزبير أنه كان يقول: ((ليكن لأحدكم خبيئة، بينه وبين ربه، فإن ألم به شيء سأل الله بخبيئته هذه)).
وكان للسلف الصالح يكون لأحدهم خبيئة لا يعرفها أحد، حتى أقرب الناس إليه، والفرق بيننا وبين سلفنا أن أفعالهم أبلغ من أقوالهم، وأقوالنا أبلغ من أفعالنا، وأن بواطنهم خير من ظواهرهم، وأما نحن فظواهرنا خير من بواطننا، نسأل الله أن يستر علينا، وأن يرحمنا، وأن يجعل أفعالنا أبلغ وأحسن من أقوالنا، وأن يجعل بواطننا أطهر من ظواهرنا.
السؤال الرابع عشر تبت إلى الله من سنوات وكنت أحرص على صيام النافلة…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170424-WA0027.mp3
الجواب : لا،النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ما أخرج أحمد في المسند بإسناد صحيح : “الصائم أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر.
أنا اليوم أصبحت صائم ثم بدا لي أني ما أستطيع الصيام .
الموفق من عباد الله إذا بدأ بطاعة يستمر عليها ويفحص قدرته عليها، ويثبت عليها حتى يلقى الله، فكان عمل النبي صلى الله عليه وسلم ديمة، وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”
، فالدوام على القليل خير من الكثير المنقطع ، شيء قليل تداوم عليه أحسن من شيء كثير تنقطع ، وبالتالي افحص قدرتك إن كنت لا تستطيع ارجع ، أنظر إلى وقتك وإلى قدرتك .
بعض الناس ممكن أن يبدأ بصيام يومين في الأسبوع فينقطع ، صم يوم وأبقى على اليوم بدل اليومين ،صم يوم ابقى على هذا اليوم ، وممكن أن تختار يوم أن تصوم فيه يتواؤم مع حالك مع برنامج عملك ، وما شابه،
فالإنسان الأصل فيه إن بدأ بعمل أن يتمه، والله تعالى أعلم .✍✍
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
24 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 21 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
ما هي نصيحتكم لطالب العلم
نصيحتي لطاب العلم:
أولاً: الإخلاص، وأنه يعلم أنه يقوم في الأمة بمهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يفلح ولا ينجح أبداً، ما لم يكن صادقاً مخلصاً، ما لم يكن باطنه طاهراً.
ونصيحتي له إن كان في الابتداء أن يزداد في التقرب كلما ازداد علماً، فالله عز وجل يزيد العبد علماً ببركة صدقه وإخلاصه، وإن الرجل ليحرم الرزق والعلم ، وتوضع العوائق في طريقه بسبب ذنوبه، ولذا قالوا: من ازداد علماً، ولم يزدد تقىً، فليتهم علمه .
وأنصح طالب العلم: أن يطلب العلم للعمل، فلا يطلبه ليشار إليه بالبنان، ولا ليتصدر المجالس، وقديماً قال سفيان: (من طلب العلم للعمل كسره العلم، ومن طلب العلم ليجادل، فليضع له قرنين وليناطح الناس). فبعض الطلبة أمله المناطحة، يتكلم مع الناس بأسلوب فيه علو ورفعة، وفيه كبر وتيه، والعياذ بالله.
ينبغي لطالب العلم والعالم كما قال أيوب السختياني رحمه الله: (ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لله عز وجل).
وينبغي لطالب العلم في البدايات ألا ينشغل بالتخصص، فقبيح بطالب العلم أن يكون شبعان ريان بفن دون فن، أو أن يكون مليئاً بفن، وعامياً بآخر، فأنصح طالب العلم، أن يتجول في جنات معروشات وغير معروشات، في سائر الفنون والعلوم، ثم وهو يتجول سيسمع صوتاً ينادي عليه من داخله؛ وجدتها وجدتها، حط رحلك هنا، هذه جنتك، فما أهنأنا لما نجد قسماً من إخواننا قد تفرغ بعضهم للتفسير، وبعضهم للأصول، وآخر في اللغة، وآخر في الفقه، وهكذا، حتى نسقط الإثم عن الأمة ، فالأمة اليوم كل فرد منها آثم بسبب عدم وجود فرض الكفاية من وجود الفقهاء والمحدثين والأصوليين واللغويين والمؤرخين فيها.
والناس كأسراب القطا يتابع بعضها بعضاً، فالناس اليوم لما رأوا إمام هذا العصر قد انشغل بعلم الحديث ترك أصحاب القرآن وأصحاب التفسير والقراءات تركوا ما هم فيه من خير وانشغلوا بالحديث، وبودنا ومن أغلى أمانينا أن يظهر في الأمة أئمة في كل علم، فيجددوه ويشغلوا الأمة فيه، ولا تبقى الكتب على الرفوف، أو محبوسة بين الجدران، وفي المكتبات ، فببركة انشغال إمام هذا العصر بعلم الحديث كادت جميع مخطوطات هذا العلم وأهمها أن تظهر، وبقيت مخطوطات كثير من العلوم محبوسة رهينة، بسبب عدم وجود أئمة ، فلو نبغ بعض الأئمة وأشغلوا الطلبة في هذا العلم والله لظهرت، وكم من إنسان يحب الطلب لكن لا يتيسر له سبل الطلب.
لذا على طالب العلم أن يقرأ جميع العلوم، ينشغل بأصولها وكلياتها، ومبادئها، فاقرأ في الفقه كتاباً من أوله لآخره، لا تقرأ قراءة تحقيق في كل مسألة فلو فعلت ذلك كما يفعل البعض، فيغرق في الماء ولا يخرج منه، ويترك الطلب ولا يتقدم، فخذ متناً من المتون، أو أحاديث الأحكام واقرأها كاملاً، وكذلك اقرأ سائر العلوم، ثم بعد ذلك تخصص، فالتخصص مرحلة متأخرة، فإن وصلت مرحلة التخصص، فعليك أن تعرف هذا العلم، فترجع إلى مبادئه وكلياته، ثم تبدأ تفصل، وأن تعرف أهم مصادره، وكتبه، وأن تعرف أعلامه الأقدمين والموجودين وأن تكون لك صلة بهم ، بالمهاتفة ، بالمراسلة، بالجثو على الركب بين أيديهم، وأن تعرف المسائل المشكلة في هذا الفن، التي ينشغل بها أهل هذا التخصص ، وهكذا.
ونصيحتي لطالب العلم أن يعلم أن الطريق طويل، وأن العلم ميراث النبي صلى الله عليه وسلم وأن الذي يسير في هذا الطريق، لا بد أن يؤذى، ومن فاق أقرانه لا بد من حساد، فلا تنشغل بحسادك وامض قدماً، ولا تلتفت إلى هنا وهناك، فقد أسند ابن قتيبة في “عيون الأخبار”: (أن الحاسد لن يهدأ باله حتى تزال نعمة الله عن المحسود)، فنصح المحسود بقوله: (امض قدماً ولا تلتفت)
وأنصح طلبة العلم أن يحفظوا ألسنتهم وألا ينشغلوا إلا بالمسائل، التي ينبغي أن يشتغلوا بها، فهنالك مسائل تسمى”الطبوليات” تقرع في المجالس ، والتي يقع فيها الخلاف بين الكبراء من العلماء، وهؤلاء الطلبة المبتدئون يضعون أنوفهم فيها ويريدون أن يكونوا حكماً، فلا يتكلمون على أنهم طلبة ويتكلمون على أنهم بمثابة الحكم بين العلماء، فابتعدوا عن الطبوليات، وهذه من العوائق، فكل عصر تخرج علينا مسألة فيها شنشنة تقطع الطالب عن التقدم، فكثير من المسائل لو أن الجهود التي بذلها فيها بعض الطلبة بذلوها في التأسيس لتقدموا، لكنهم يتكلمون ويتكلمون، وما يدرون أنهم يخوضون ماءً.
والأمة بحاجة إلى طلبة العلم وهم بانتظارهم حتى يصححوا عقائدهم وعباداتهم، والواجب المناط بهم كبير، فالمناط بهم إقامة الدين، فترفعوا عن السفاسف، واملأوا أوقاتكم بما يعود عليكم بنفع وتقدم.
ثم طالب العلم لا بأس أن يدرس، وإن جلس في مجلس وجب عليه لله مقال فلا يسكت، لكن لا يتصدر قبل أن يتأهل لكن إن يسر الله له أن يأمر وينهى ويبين بشيء هو فيه على يقين، فليقل.
فهذه نصائح أنصحها لطالب العلم وأسأل الله أن ينفعنا بما قلنا وهذا ما عندي ، والله أعلم.