السؤال التاسع عشر: ما منزلة علم النحو من علوم الشريعة وهل يجب على طالب العلم تعلمه؟
الجواب: علم النحو كان قديما سليقة وكان الناس لا يلحنون.
وعندما عرف اللحن وقرأ بعضهم (أن الله بريء من المشركين ورسولِه) وهذا كفر، يعني يصبح الله بريء من المشركين، وبريء من الرسول.
فطلب عليٌ من أبي الأسود الدؤلي أن يكتب قواعد النحو حتى لا يقع الناس في مثل هذه الطامّة.
فكانوا يعيبون على من يلحن وبدأت قواعد علم النحو، وبدأ الناس يتعلمون النحو وتركوا السليقة.
الكلام العربي في العهد الجاهلي وكلام النبي – صلى الله عليه وسلم- الذي لم يرو بالمعنى حجة في اللغة.
القرآن الكريم وكلام العرب في الجاهلية وكلام من لا يلحن وبعضهم قال: (الإمام الشافعي) كلامه حجة في اللغة.
لم يعرف عنه أنه لحن وهذه قضية فيها كلام وألف فيها الإمام (البيهقي) راداً على من زعم أنّ الشافعي قد وقع في اللحن فرد عليه بكتاب مطبوع.
فاللحن لا يستطيع أن يتجاوزه العبد إلا بأن يتعلم قواعد النحو وعلم النحو مقدم على علم الشريعة لأن الشريعة إنما هي بالعربية فالنحو إنما هو الوعاء الذي يسع القرآن ويسع السنة فالإنسان لا يستطيع أن يتعلم القرآن الكريم ولا كلام النبي – صلى الله عليه وسلم- إلا إن أتقن قواعد النحو.
ليس مطلوباً من كل مسلم أن يكون إماما من أمثال (سيبويه) وأئمة اللغة لكن الواجب عليه أن يعرف الكليات ويعرف القواعد المهمات حتى يبتعد عن اللحن.
الأخطاء التي تقع في اللغة ألف فيها الإمام (محمد تقي الدين الهلالي) كتاباً بديعاً وهذا الكتاب من أعجب ما يمكن أن تقرأ، له كتاب اسمه (تقويم اللسانين) تقويم اللسان وتقويم القلم فالقلم يسمى لساناً وما يجري على هذه العضلة هو اللسان ايضاً.
(الهلالي) يتقن تسع لغات ويعرف اللغات معرفة قوية جداً فلما يبدأ يشرح لك الأخطاء النحوية المعروفة، وهي دارجة جداً وهي معروفة على ألسنتنا.
فلما يبدأ يشرح لك يبين لك حقيقة مهمة جداً وهذه الحقيقة لا يدركها إلا من كان خريتاً وإلا من كان يعرف معرفته.
فيبين أن اللغة تكون فيها قوة أو ضعف على حسب حال لسان أصحابها, ويقول أنّ الذي يعرف اللغة ويقرأ، ويعرف الأخطاء الدارجة على ألسنة الناس يعرف أننا ضعاف وأن جميع اللغات قد غزتنا،وكان لها أثر في حياتنا ودرج هذا على لساننا بمعنى أننا أصبحنا لا قيمة لنا بين الأمم كلها ويُعرف هذا من خلال اللسان.
قديماً كان الناس قد دخلتهم لغتنا لما كنا أقوياء.
يعني العربي كان لها أثر على (الإنجليزية!) والأمر كبير قديماً.
اليوم لكل اللغات (اللغة الإيطالية) و(اللغة الفرنسية) و(اللغة الإسبانية) و(اللغة الإنجليزية) وسائر اللغات أصبح لها أثر علينا وأصبح لها بقايا على ألسنتنا.
وهذه المسألة مهمة جداً لا يقدر عليها إلا من كان عارفا بهذه اللغات.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
١ – ربيع الأول – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٩ – ١١ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
السؤال التاسع عشر: شيخنا بارك الله فيك أرشدني على طريقة أبدأ فيها بتربية الأطفال وفي أي عمر أبدأ بالحفظ والتربية؟
الجواب: تربية الأولاد واجب، وهذا الواجب ضيعه كثير من الآباء، وأقل الواجب أن يأمر الوالد ابنه بالصلاة وهو ابن سبع، وأما ابن عشر فيضربه عليها، وفي سن العشر يفرق بينهم في المضاجع في النوم يفرق بين الأولاد وكل له غطاء وما قبل العشر يجوز أن يكونوا جميعا تحت غطاء واحد.
وٱضربوهم عليها لعشر ففي سن العاشرة العلماء يقولون الواجب على الوالد أن يرعى الولد بستر العورة وبالوضوء وأن يهيئه في وقت العشر سنوات، لأن سن البلوغ في الأماكن المتوسطة هو قريب من سن العاشرة أو فوق العشر بقليل .
كان عمرو بن العاص وولده عبد الله كما يقول الحافظ ابن حجر:
[((ولم يكن بين عبد الله بن عمرو وبين أبيه في السن سوى إحدى عشرة سنة )).
تهذيب التهذيب لابن حجر 575
حرف ع (عبد الله ).]
يعني الولد ابن عشر سنوات يتزوج وينجب في البلاد الحارة و يكون بالغًا.
فالشاهد أنّ ابن العشر سنوات الواجب على الوالد أن يهيئه ويعلمه الإستنجاء، يعلمه الواجبات في الصلوات، ويعلمه أحكام الجنابة، والغسل فهذا المطلوب من الوالد ولا يترك الولد هكذا لا يعرف شيئا ويكتشف الأمور إكتشافًا، فالأصل في الوالد أن يتكلم مع ولده لما يقارب البلوغ بقليل فيفهمه هذه الأشياء.
اليوم عجائب تجد الواحد في المسجد للأسف يلبس (الشورت) و (الشورت) أحيانًا يكون فوق الركبة وجاء يصلي وهو رجل كبير ،شيء عجيب شيء عجيب جدا، إستهتار غريب جدًا في الصلاة و إستهتار في الناس .
أما موضوع التحفيظ إذا أردت كمال التربية فموضوع التحفيظ
فالولد الصغير يحفظ فقد ذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أنه جيء للمأمون بولد صغير يحفظ القرآن ، قال الإمام إبن كثير وكان إذا جاع بكى يعنى من صغره إذا جاع يبكي، يبكي على الطعام ولكنه يحفظ القرآن و هذا من باب كمال التربية و تمامها و من باب كمال التربية و تمامها أن تلحظ ابنك وأن تربيه تربية الرجال أن تربي ولدك تربية الرجال ،وقلت لكم في هذا المجلس ما كان يقوله عبدالله بن الزبير لما يسمع ولده يقول (مع من ألعب) فكان يزجره عبدالله بن الزبير ويقول له يا أبت ((قل من يلعب معي لا تقل مع من ألعب قُل من يلعب معي )).
السؤال الثاني: هل الذي بين الاجتهاد والتقليد الاتِّباع ؟
الجواب: هو وغيره، الاتباع ، الأصل في الإنسان أن يتبصر، في أمر دينه، وأن يعبد الله تعالى على علم، ولا يلزم من كل الناس أن يكونوا علماء.
ومَن الذي قال: يا أيها الناس الواجب عليكم أن تتبعوني؟!
هل واحد من الأئمة الأربعة قال للناس وقال لأتباعه: الواجب عليكم أن تتبعوني؟
وهل الأئمة أربعة فقط؟ لا، الأئمة كثر.
فالذي درس مسألة وعلمها وانشرح صدره إليها؛ فالواجب عليه أن يتعبد الله تعالى بها، ويتأكد ذلك بما يسمى في علم الأصول: بـتجزؤ الاجتهاد.
فقد ورد في الأحاديث _ وهي كثيرة _ والذي تبرهن عندي أنها من أقوال الصحابة والتابعين، أن أعلم الناس بالحلال والحرام معاذ، وأن أعلمهم بالفرائض زيد، وأنَّ العلم يتجزأ، كل باب من الأبواب له عَلَم من زمن الأصحاب فَمَن بعدهم إلى يوم الدين.
فمن درس مسألة وعرف الصواب فيها؛ فالواجب عليه أن يتبع ما غلب على ظنه.
السؤال الرابع: رجلٌ حفظ القرآن كاملاً ثم نسيه بسبب انشغاله بالدنيا، وإطعام أولاده من الصباح إلى المساء، ثم يأتي مرهقا ولا يستطيع مراجعة الحفظ فهل عليه وزر؟
الجواب: الشرع أوجب أن تتوفر مكامنُ القوة في الأمة بالقرآن وبالجهاد في سبيل الله.
النبي-صلى الله عليه وسلم- يُبين أنَّ من تعلم الرمي ثم تركه فهو آثم وكذلك القرآن.
ولذا العلماء يقولون: في المراهنة، في أسباب قوة الأمة في المسائل القطعية الشرعية النظرية، والمسائل التي فيها القوة يجوز المناظرة بين الإثنين دون مُحلِّل، هذا أرجح الأقوال.
فتعليم القرآن، ومن تدرب على الجهاد، ومن تعلم الرمي لا يجوز له أن يتركه.
والواجب على حافظ القرآن أن يجهد أن يبقى مستحضرًا لكتاب الله عز وجل.
فهذا الذي نسي فإن كان تحت مكنته وتحت إرادته؛ فالانشغال عن القرآن مضيعة، والانشغال عن القرآن إثم، وأما إن طرأ عليه شيء وليس هذا الشيء بقدرته ، ولا تحت مكنته واضطر أن ينسى القرآن لخرف أو لمرض ، أو لكبر سن وهو شيء لا يستطيعه ، ولا يقدر عليه فهذا أمر لا حرج فيه.
السؤال الخامس: أخٌ يقول:
يعيب بعض العوام على طالب العلم عندما لا يستطيع الإجابة عن بعض المسائل مثل القصص والغزوات والتاريخ الإسلامي، فهل هذا يعيب طالب العلم؟!
الجواب:
طالب العلم يعيش ويموت وهو يطلب العلم، وهو يقول لعل المسألة التي فيها نجاتي لم أقف عليها بعد.
والواجب على طالب العلم أن يكامل معرفته، وأن يتعلم الكليات، ولا يتعلم التفصيل والتدقيق في الجزئيات؛ فينمو عنده علم دون علم آخر.
-هذا في البدايات-.
ولكن في النهايات( طالب العلم) لا بد أن يميل، وأن يحط رحله في جنة من جنات العلم، ويقول: أنا الآن في التفسير، وآخر يقول: أنا الآن في الحديث وآخر، يقول: أنا في الفقه، ورابع يقول: أنا في اللغة وهكذا…
طالب العلم لا يعاب، لكن ينبغي أن يكون على إلمامة حسنة بالقصص، وأهم هذه القصص قصص القرآن الكريم، وكذلك الغزوات، ومعرفة جيدة بالسيرة النبوية.
السؤال السابع عشر :
هل طلب العلم أفضل من قراءة القرآن على الإطلاق؟
الجواب: لا، الله عزوجل يقول :((وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ))
{النمل:91-92}
الأصل قراءة القرآن الوجوب.
*والنبي عليه الصلاة والسلام قال كما في حديث* *ْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ؟ قَالَ: “فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا”، ثُمَّ قَالَ: “فِي شَهْرٍ”، ثُمَّ قَالَ: “فِي عِشْرِينَ”، ثُمَّ قَالَ: “فِي خَمْسَ عَشْرَةَ”، ثُمَّ قَالَ: “فِي عَشْرٍ”، ثُمَّ قَالَ:*”فِي سَبْعٍ”، *لَمْ يَنْزِلْ مِنْ سَبْع*ٍ.
*1395 [قال الألباني]: صحيح إلا قوله لم ينزل من سبع شاذ لمخالفته لقوله اقرأه في ثلاث*.
*المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة*
وقراءة القرآن فيها تزكية للروح.
لكن قراءة القرآن القليلة بفهم ، أحسن من قراءة القرآن الكثيرة دون فهم.
هل قراءة القرآن تغني عن العلم؟
لا.
لأن قراءة القرآن لا تحسن العبادات ولا تتعلم أحكام الصلوات وما شابه.
فالمطلوب من المسلم أن يكون له ورد في قراءة القرآن .
*ولذا في الحديث الذي أخرجه مسلم وأصحاب السنن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه بالليل*.
فورد قراءة القرآن شيء وطلب العلم شيء آخر.
هل يستغني طالب العلم عن قراءة القرآن؟
لا، لا يستغني هذا عن هذا.
وما أقبح طالب العلم الذي يجمع كل كتب الدنيا ويضعها عنده، ويفتش كتابًا كتابًا ويقرأ كتابًا وكتابًا ، وكتابُ الله تعالى لايقرأه ولا ينظر إليه ويهجره، ما أقبح هذا الطالب، يقرأ كل الكتب ويجمع الكتب، وعنده مكتبة ضخمة، وكتاب الله – جل في علاه- لا يقرأه.
القرآن الكريم لك فيه ورد ولك منه جزء كل يوم.
أقصى حد وقته النبي صلى الله عليه وسلم، اقرؤوا القرآن في أربعين.
والنبي- صلى الله عليه وسلم- كان يقول : من قرأ القرآن دون ثلاث لم يفقه.
يعني أشد شيء ثلاثة أيام، تقرأ القرآن في ثلاثة أيام.
أما طالب العلم يفتش في الكتب
ويقرأ في الكتب ولا يقرأ القرآن
هذا صنيعه قبيح.
السؤال العاشر:
أنا أخت درست جميع مراحل التجويد وفي الفترة الأخيرة، أنشؤوا دورة تسمى الإتقان، يطلبون من الطالبة التركيز في أحكام الفتح والكسر والضم وصفات الحروف والاستطالة، وفيه مبالغة كبيرة، ويعتبرون من لا يقرأ بهذه الصورة لا تصح قراءته، ما القول الفصل في هذا- بارك الله- فيكم؟
الجواب:
في كتاب للإمام الذهبي اسمه (زُغَلُ العلم) .
ماذا يعني زغل العلم؟
يعني القرآء يبقون يفرشون لك في القراءات ، لو أنك عشت ومُتَّ طول عمرك لن تكمل القراءات، وتلاوة القرآن الكريم والحديث والفقه،
فَبَيَّن الزغل في كل علم من العلوم.
طيب أنت طالب علم، طالب نجاة عند الله،
إيش المطلوب منك؟ المطلوب تأخذ رؤوس وكليات العلوم، كليات التوحيد ،كليات الفقه ،كليات الحديث وهكذا. فهذه مرحلة للمتخصص لا حرج فيها، لكن أن لا تنشغل إلا بهذا، وتدقق تدقيقاً زائداً، فهذا أمر ليس بمحمود.
والله تعالى أعلم.
لذا صاحب الأحكام والتجويد إذا قرأت عليه الفاتحة يقول لك : عندك أربعون خطأ في الفاتحة، والأربعون خطأ أمورها سهلة، لكن هو لايعرف شيئاً إلا هذا،
لا يعرف إلا أحكام التلاوة والتجويد منذ ستين سبعين سنة .
أما أحكام الفقه وأحكام التوحيد لا يعرف شيئا، ولا يدري شيئاً .
الأصل في طالب العلم أن يكون طالب نجاة ،
وطالب النجاة يعرف كليات العلوم، لذا الدراسة التدقيقية والتفصيلية مع التوجيه في كل مسألة من المسائل، في كل فن من الفنون، هذا أمر لايمكن أن يجمعه أحد.
لكن تأخذ كليات العلوم
مثلاً( منهج السالكين في الفقه )تستطيع أن تقرأه في يومين قراءة مجملة، وليست تفصيلية، وبعد أن تقرأ قراءة مجملة، تبدأ تتخصص ،وتقرأ شيئاً فشيئاً .
والله تعالى أعلم.
هذه الآية وما قبلها وما بعدها ذكر الله تعالى سننًا كونية، فهذه سنة كونية لله تعالى.
فالانشغال بالسياسة وتفاصيلها، فهذا له دَهانِقَتُها، وله تخصص وما شابه.
الواجب علينا أن نعلم ماذا يجري معنا، وأن نحذر أمتنا والناس حولنا من المزالق والمخاطر التي تُصنع لهم، وأن يحافظوا على دينهم.
وأما تفاصيل هذه الأحداث فهذا أمر ليس بحسن، ولا سيما من قبل خطيب الجمعة.
خطيب الجمعة إذا بقي يتكلم في السياسة، وخرجت الأشياء على خلاف قوله؛ ماذا يصبح موقفه؟
مثلما طلع مرة واحد، وقال على المنبر: صدام منصور من أربعين وجه، فبعضهم حلقوا لحاهم، وأرسلوها في الرسائل، قالوا له: (هذه اللحى تبنا إلى الله -عز وجل- لأن الناس يعتقدون أن كلام الخطيب هو كلام الشرع، وهو يمثل الشرع، فإن أخطأ فيشكّون في الشرع، لا يقولون فلان أخطأ، يقولون الشرع أخطأ.
وهذه مصيبة من المصائب، وهذا مزلق من المزالق، والتضخم في العمل الإسلامي في السياسة تضخم سيء وليس بحسن.
فالواجب ولا سيما على الخطيب وهو على المنبر: أن لا يتكلم إلا بالشرع والحقائق الشرعية.
يعني مثلًا -وكتبت هذه في مقدمتي لكتب (الشيخ أبي إسلام) أسأل الله له الرحمة-
،ونقلت كلاما (للعز بن عبد السلام): أن الخطيب لا ينبغي أن يتكلم وهو بعيد عن الناس، لكن لمّا يتكلم ويريد أن يقرب الناس، ينبغي أن يعتمد على أصول ثابتة، وليس فيها شك.
يعني مثلًا الناس يعتقدون نصرًا، وسنةً الله عز وجل أن النصر غير متحقق، أنا كخطيب أخطب عن غزوة الأحزاب، يوجد في السيرة النبوية كل ما يلزم الناس، والذكي الذي يستطيع أن ينقل الناس من خلال النصوص الشرعية، من خلال السيرة النبوية، من خلال الحديث النبوي، يعدل على الناس ما يتوهمونه وما يتصورونه، وما ابتعدوا فيه عن سنة الله تعالى في التغيير، ولكن أن تسمع وأن تفهم وماذا يكاد للإسلام هذا أمر حسن، ولكن لا تُشغل الناس إلا بالحقائق الشرعية.
أخت تسأل، وتقول:
أنا أُدَرِّس القرآن الكريم لمجموعة من النساء الأميات اللاتي لا يقرأن ولا يكتبن، وبعض السور يحفظنها من زمن، وتغلب عليهن اللهجة العامية، وهنَّ من اليمن، وأحاول قدر الإمكان أن أصحح لهنَّ، ومع ذلك ترجع الواحدة منهن إلى نفس الخطأ، لا أعلم هل هذا جائز أم عليَّ إثم ؟
وأغلب الأحيان تقرأ بلهجتها، فهل يعتبر هذا لحناً جلياً ؟
الجواب :
نعم، هو يعتبر لحناً جليّاً، والواجب على الإنسان أن يتعلم القرآن على حسب قدرته، والواجب على قارئ القرآن أن يبتعد عن اللحن الجليّ.
واللحن الجليّ في الفاتحة يبطل الصلاة.
واللحن الجليّ أن تسكن المتحرك، أو أن تحرك الساكن، أو أن تقرأ الكلمة بغير حروفها، فاللحن الجليّ فيه إثم، وإن كان في الفاتحة فالصلاة فيه باطلة.
فأولاً: يا أختي علّمي النساء الفاتحة، ويقرأن الفاتحة قراءة صحيحة، ونبّهي النساء على عدم وجود اللحن الجليّ في الفاتحة، ثم انتقلي من بعد الفاتحة إلى قراءة القرآن الكريم على حسب ما أنزل الله – جل في علاه-.
وليست قراءة القرآن باللحن الجليّ هي من القرآن، ووبالتالي القراءة بالأخطاء هذا أمر ليس بصواب.