هل من السّنة المكوث عند قبر الميت، والدّعاء له بعد دفنه بمقدار ذبح جزورٍ، وكم يكون ذلك تقريبًا؟
الجواب:
نعم، هذا ثبت في “صحيح مسلم” (١٢١)، من حديث عبدالله بن عمروٍ عن أبيه أنّه قال -وهو في سياق الموت-:
(…فَإِذَا أَنَا مُتُّ، فَلَا تَصحَبنِي نَائِحَةٌ وَلَا نَارٌ، فَإِذَا دَفَنتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُمَّ أَقِيمُوا حَولَ قَبري قَدرَ مَا تُنحَرُ جَزُورٌ وَيُقسَمُ لَحمُهَا؛ حَتَّى أَستَأنِسَ بِكُم، وَأَنظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي).
كم يحتاج الماهر في ذبح الجزور وتوزعيه؟
يحتاج ما بين النّصف ساعة، إلى ثلثي السّاعة.
في هذه المدّة ينبغي لذوي الميت أن يلازموا قبره، وان يبتهلوا إلى الله -تعالى-، وأن يسألوا الله -تعالى- لميتهم الثّبات في السّؤال، فهذه سنّةٌ ثابتةٌ، والله -تعالى- أعلم.✍️✍️
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
أخٌ يقول تفضلتم وذكرتم أن المطعون شهيد، وقلتم أن المطعون هو الذي طُعِن فمات فهو شهيد، هل لا يشمل هذا المطعون هو الذي مات بوباء الطاعون؟
الجواب:
ورد من مات في الطاعون فهو شهيد،
قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الطَّاعُونُ شَهادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
أخرجه البخاري (2830)، ومسلم (1916)
بل كل من مات من بطنه ولو بطعن بمعنى قتل، فأرجو أن يكون هذا من الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٩ – صفر – ١٤٤٤هـ
١٦ – ٩ – ٢٠٢٢م
توفّيت أمّي وعندي في بيتي إخواني وأخواتي وأبناؤهم، ولا أستطيعُ أن أقول لهم: ارجعوا، فهل يجوزُ لي أن أصنعَ لهم طعامًا؟
الجواب:
نعم، هذا يُسمّى في الفقه: (تداخل).
يعني: إنسان مات له قريب، وجاء له أصدقاء وأحباء من بعيد، وناموا عنده، وهو يصنعَ ذلك معهم دون هذا السّبب، يُكرمهم بالإطعام.
فالإكرامُ في الإطعام من السّنة، قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
“أيّها النّاس، أفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام، وصلّوا باللّيل والنّاس نيام؛ تدخل الجنّة بسلام”.
رواه التّرمذيّ (٢٤٨٥)، وابن ماجة (١٣٣٤)، من حديث عبدالله بن سلام.
فإطعام الطّعام يتداخل، عندك ضيوف ومات لك قريب، أنا لا أصنعُ طعامًا من أجل الميت، أنا أصنع طعامًا من أجل الضّيف الّذي جاء، فحينئذٍ تطعمهم ولا حرج في ذلك.
وهذا أمرٌ لا ينبغي أن يُسأل عنه،
في حياتك تكون على عادتك، في العادة الّتي تسلكها في حياتك، أمّا أن تقول: بسبب الوفاة تُحرم من شيءٍ أنت تفعله في عادتك من إكرام النّاس، وتُحرم من طاعةٍ من الطّاعات هذا لا ينبغي أن يكون، وما ينبغي أن يُسأل عن هذا؛ فمشروعيّة هذا أمرٌ معلوم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١٣ – صفر – ١٤٤٤هـ
٩ – ٩ – ٢٠٢٢م
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي عن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها وتريد أن تخرج من أجل تدريب السواقة فما الحكم؟
الجواب”
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكم الله أخي أنور.
مرحبا بكم.
الأصل في المعتدة أن تبقى في بيتها. ولا يجوز أن تخرج إلا لحاجة.
لا أقول ضرورة بل لحاجة.
فالحاجة كأن تكون موظفة، كأن تعود أباها أو أمها إذا كانا مريضين، أو أن تخدمهما شريطة أن تعود وتنام في بيت زوجها.
فالعدة حق للزوج، مدة معينة أربعة أشهر وعشرة كما قال الله عز وجل:
﴿وَٱلَّذِینَ یُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَ ٰجࣰا یَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ فِیمَا فَعَلۡنَ فِیۤ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ﴾ [البقرة ٢٣٤]
أما الذهاب والخروج من أجل الرفاهية والتكميلات فلا.
فقيادة السيارة ليست حاجة، ولا سيما في حق المرأة.
هي من الرفاهيات والترفهات.
فلا يجوز لها أن تخرج لتتعلم قيادة السيارة.
والله تعالى أعلم.
جزاك الله خيرا.✍️✍️
عند زيارة القبر -قبر أبي-، نلتف حول قبر أبي للدعاء له، ونرفع أيدينا فهل ورد لهذا العمل أثر؟
الجواب :
أولاً هل يجوز للمسلم أن يخص قبر بزيارة؟
لا حرج في ذلك.
وقد ختم الإمام مسلم كتاب الجنائز من صحيحه باستئذان النبي صلى الله عليه وسلم أن يزور قبر أمه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : ( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي ) رواه مسلم (976) .
فلو أن إنسانا زار مقبرة ويريد شخصا ما فيها، من والد أو والدة أو قريب أو قريبة أو صاحب، وزار المقبرة من أجل زيارته فلا حرج في ذلك.
إذا زرت المقبرة فهل لك أن تدعو؟
نعم، إذا كان هذا المتوفي مسلما فلك أن تدعو، وترفع يديك.
وهنا قاعدة احفظها.
الدعاء قسمان:
١- قسم محصور بألفاظ معينة، فحينئذ إن رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فلك أن ترفع، وإن لم يرفع فلا ترفع.
روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ، قَالَ: “صَيِّبًا نَافِعًا”.(١٠٣٢).
هل ترفع عندما تقول اللهم صيبا نافعا؟
الإجابه لا، لا أرفع يديَّ.
أقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
إذا ورد رفع؛ نرفع، وإذا لم يرد رفع؛ لا نرفع.
٢- القسم الثاني: الدعاء المطلق.
دعاء لم يرد فيه شيء معين.
الآن أنت دخلت المقبرة فأقول كما ورد في صحيح مسلم، وهو ما سيأتي عندنا في شرح صحيح مسلم -إن شاء الله.
لم يثبت شيء بفتنة الشيطان للإنسان عند الموت وأنه يأتيه بصورة أحب الناس وصورة أبويه ويعض على نفسه وعلى يديه ويأمره بأن يكفر.
هذا كله شهره شديداً الغزالي أبو حامد الغزالي محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد المتوفي سنة 505 وذكر هذا ونبه عليه وأنه لم يثبت الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
وفتنة الشيطان للإنسان في الموت تتنوع وتتلون والإنسان يتعوذ بالله عز وجل ويسأل الله عزوجل له الثبات، (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ).
السؤال التاسع عشر: ما فضائل من يموت يوم الجمعة أو ليلتها؟
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم:( «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر» ….
(حسن) المشكاة 1367، أحكام الجنائز 35: الضياء في [المختارة] .
فمن علامات حسن الخاتمة أشياء, ومن هذه الأشياء وذكرها شيخنا رحمه الله في أحكام الجنائز، ومن علامات حسن الخاتمة أن يموت الإنسان يوم الجمعة أو ليلة الجمعة, فإنه بفضل بركة هذا اليوم يوقى عذاب القبر, حتى علماؤنا يقولون ونبهنا على هذا -وهذه لطيفة -لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن يوم الجمعة قال: (وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ الْخَلْقِ ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ ) .
رواه مسلم في ” صحيحه ” (2789) ، وأحمد في ” مسنده ” (2/ 327))
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة )
رواه مسلم (854).
استشكلنا هل خروج آدم من الجنة يوم الجمعة فضيلة للجمعة؟
قلنا: نعم, طيب خلق آدم فضيلة وأدخل الجنة فضيلة, طيب الخروج منها هل هو فضيلة؟
نعم فضيلة, لأن آدم لما عصى يوم الجمعة فكانت عقوبته أن الذي يعصي الله يوم الجمعة فإن الأثر المترتب على معصيته أشد من الأثر المترتب على المعصية في غير يوم الجمعة, فلما عصى يوم الجمعة أخرج منها، فإخراج آدم من الجنة يوم الجمعة هذا فيه دلالة على إيش؟ على فضل الجمعة، فالجمعة من الأيام العظيمة, والإنسان يوم الجمعة، يعني يوم الجمعة في الزمان كمكة في المكان، الذي يذهب مكة يخاف، ففي مكة تستنفر كل قواك على الطاعة والعبادة، إن رأيت امرأة تغض بصرك تتقي الله عز وجل في مكة وكذلك العبد الصالح يوم الجمعة, ينبغي أن يكون الإنسان على صلاح، لكن ينبغي أن يحرص على شيء زائد في يوم الجمعة، يبتعد عن المعاصي يبتعد عن كل شيء في يوم الجمعة, لذا من فضل الجمعة أن آدم عليه السلام أخرج من الجنة فيها .