معنى {قوموا لله قانتين} أي أطيلوا القيام بين يديه وليس معناه أقنتوا في الصلاة، ومصداق ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أحب الصلاة إلى الله طول القنوت}، أي طول القيام، ولم يقل أحد المفسرين لا السابقين ولا اللاحقين ولن يقول بهذا أحد إلى يوم الدين بأن القنوت الوارد في الآية معناه أقنتوا في صلاتكم.
أما حكم القنوت في صلاة الفجر فمسألة وقع فيها خلاف بين الفقهاء، ومذهب الجماهير سلفاً وخلفاً عدم مشروعية تخصيص القنوت في صلاة الفجر، فهذا مذهب الإمام أبي حنيفة ومالك وأحمد، وأما مذهب الشافعية فإنهم يقولون بالقنوت في صلاة الفجر، ويعتمدون على حديث أنس أخرجه بعض أصحاب السنن وفيه: {ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الفجر حتى فارق الحياة}، والحمد لله أن هذا الحديث عن أنس وقد ثبت في الصحيحين البخاري ومسلم، أصحا كتابين بعد القرآن الكريم، ففيهما من حديث أنس أيضاً: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو على أحياء من أحياء العرب ثم ترك}، وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في الفجر والمغرب وثبت في مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
فالقنوت هو للنازلة، فمتى نزلت بالأمة نازلة، يقنت في الصلوات الخمس وليس في الفجر فقط، ويقنت كما قنت النبي صلى الله عليه وسلم، كان يدعو لأقوام ويدعو على أقوام، دون قوله: {اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت…….إلخ}، فهذا خاص بالوتر.
فالحديث الذي اعتمد عليه الشافعية عن أنس يناقض حديث أنس الذي في الصحيحين فالحديث الذي استدل به الشافعية عن أنس: {ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الحياة}، فيه راوٍ اسمه أبو جعفر الرازي غمز فيه ابن معين فالحديث ضعيف.
قد يقول قائل الآن: الأمة ما أكثر النوازل فيها، نقول: نقنت لكن لا نخص الفجر بالقنوت ولا نخص القنوت بصيغة {اللهم اهدني فيمن هديت…..} الخاصة بالوتر.
أما بالنسبة لقنوت الوتر، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت ويترك، وخير الهدي هديه، وكان في قنوت الوتر يقنت قبل الركوع لا بعده، وكان يقول : {اللهم اهدني فيمن هديت…تباركت ربنا وتعاليت}، دون الزيادة عليه، أما في النصف الثاني من رمضان فكان يداوم صلى الله عليه وسلم في الوتر على القنوت، وكان الناس في زمن عمر كما في صحيح ابن خزيمة كانوا يلعنون الكفرة، في النصف الثاني من رمضان، فلو زيد على دعاء القنوت في النصف الثاني من رمضان مع الدوام عليه فلا حرج، ولو نقل أيضاً من النصف الثاني من رمضان من قبل الركوع إلى بعد الركوع فلا حرج، إن شاء الله .
التصنيف: القرآن والتفسير
السؤال الثاني عشر ما هو تفسير قول الله تعالى يا أيها النبي قل…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/09/AUD-20160901-WA0007.mp3الجواب : أولاً : ليس الجلباب خاصاً بأُمَّهات المُؤمنين كما يقول بعض المفتونين ، فيقولون لا تلحقون نساء المؤمنين بنساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقولهم بعدم الإلحاق خطأ.
لكن نقول أن من عِظَمِ حق النبي صلى الله عليه وسلم على أُمته أنه إن مات لا يجوز لأحد أن ينكح أزواجه من بعده.
لذا المرأة لا يجوز لها أن تظهر مفاتنها و تظهر زينتها والواجب عليها أن تُدني جلبابها .
الله جل وعلا يقول :(( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك)) ، لم يقل نساء فقط! بل قال: بناتك وبعدها قال الله جل وعلا: ونساء المؤمنين.
الأزواج أولاً والبنات ثانياً وقوله :وبناتك ،فهل بنات مُفرد أم جمع ؟
جمع .
كم بنت للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيعة يقولون فقط فاطمة ، ما رزق النبي صلى الله عليه وسلم من البنات غير فاطمة ، والقرآن يُكذبهم.
القرآن يقول ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ).
تعرفون ما الفرق بين الزوجة والمرأة في القرآن؟!
إذا كان هناك انسجام، وحُب، ووِد ؛ الله يذكر الزوجة ، وإذا لم يكن انسجام؛ الله يقول امراة ، كامرأة فرعون.
الزوجة في القرآن تذكر مع الانسجام والحُب والود ، والمرأة تُذكر في موطن التنافر بين الرجل وزوجته .
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان أسعدَ الخلقِ بأزواجه؛ والسعيد في هذه الحياة من كانت زوجته حبيبته وصديقته هذا هو السَّعيد ، فإذا أنت ما أحببت زوجتك وصادقتها ستبحث عمن تحب غيرك .
يا أيها النبي قُل لأزواجك أولاً وبناتك ونساء المؤمنين ، ونساء المؤمنين يُدنِينَ عليهن من جلابيبهن ، يعني الجلباب ينبغي أن تلبسه المرأة على وجه لا يظهر ما تحته من الثياب ، ودنوُّ الجلباب كما يقول سعيد ابن المُسيِّب عند ابن جرير: أن لا يُظهِر أعظمَ الاكتاف ، يعني الناظر إليها لا يعرف ما تحت الجلباب ، ما تحت الثياب .
وهناك حديث عجيب وأستغرب جداً من كثير ممن ألف في موضوع لباس المرأة ولا يذكره!! النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً مُخنثاً يقول عن امرأة سمينة: تُقبل بأربع وتُدبر بثمان؛ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنفيه لخارج المدينة وعلَّلَ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله : إنه يعلم ما تحت الثياب ، فلمَّا قال تُقبل بأربع وتُدبر بثمان ، يعني يعرف تفاصيل العورات ، يعني هو لا يرى بشرة العورة ولكن يعرف كِبَر العورة ، النبي صلى الله عليه وسلم علَّل بنفيه فقال: يعلم ما تحت الثياب ، فالمرأة إذا لبست لباساً يعلم الناظر إليها ما تحت الثياب فهذا اللباس ليس شرعياً .
والواجب الدُّنو ، والدنو: الإسبال، فالمرأة تلبس شيئاً
الناظر إليها لا يعرف خصرها ، وثديها ، ودُبرها .
فلا يعرف شيء عنها ، ووالله ما تلبسه بعض النساء اليوم هذا ليس لباساً شرعياً ، هذا اللباس ليس لباساً شرعياً؛ فالمرأة التي تعمل موظفة مع الرجال ، يعرفون كل شيء عنها، يعني لو رأى الرجل المرأة من غير وجهها يعرفها من جسدها دون النظر الى وجهها ، فهذا اللباس ليس لباساً شرعياً .
اللباس الشرعي للمرأة أن تدني بثوْبها ، بجلبابها ، بمعنى ألا يُعلم ما تحته ، فإذا علم ما تحته أصبح اللباس غير شرعياً ، ولو سميناه جلبابا .
يعني بعض النساء تلبس جلبابا ضَيِّقا؛ فهذه المرأة فتنة أشد من المُتبرجة ، فدنو الجلباب ألا تعرف ما تحت الثياب.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
22 ذو القعدة 1437 هجري
2016 – 8 – 26 افرنجي
السؤال الثامن عشر أيهما أفضل قراءة القرآن من المصحف أم من الجوال
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/AUD-20170717-WA0028.mp3الجواب: قطعا قراءة القرآن من المصحف أفضل.
أحسن قراءة للقران القراءة عن ظهر قلب في الصلاة، وأنت تناجي ربك.
و أحب الصلاة إلى الله طول القنوت، و طول القنوت: أي طول القيام في القراءة.
و أحب أنواع تلاوة القرآن أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب و هذه القراءة تتحصل في قيام الليل حيث تطبيق قول الله عز وجل: « إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا »، أشد وطئا: أي أشد موافقة بين القلب و اللسان، في قيام الليل يوجد مواطأة، يلتقي اللسان مع القلب، اللسان بالقراءة والقلب في التدبر.
وأحسن شيء من القول الذي يتقرب به العبد إلى الله عز وجل أن تقرأ القرآن في قيام الليل، وأن تطيل القراءة، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ الثلاثة سور المطولات ( البقرة وآل عمران و النساء ) في ركعة واحدة، و ثبت عن عثمان رضي الله تعالى عنه أنه قام الليل و ختم القرآن بتمامه وكماله في ركعة وتر، وقد تستنكر بعض العقول ذلك، ولما سئل عن ذلك بعض أهل العلم قال هذه كرامة فسح الوقت لأوليائه.
وأثبتن للأولياء كرامة
ومن خالفن فانبذن كلامه.
فالأولياء لهم كرامات، و من الكرامات أن يفسح الله لك في الوقت وقتك قصير ثم الله يكرمك بعمل كبير في وقت قصير، لذا أنا اتعجب من الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، الإمام الشافعي عاش أربعة وخمسون عاما، اليوم الذي يعيش أربعة وخمسون يعيش ويموت وما أحد سمع فيه، والإمام الشافعي أشغل الدنيا و أشغل علماء الدنيا و ما زال علماء الدنيا مشغولين بكتبه ومقرراته التي قررها رحمه الله تعالى.
فقراءة القرآن من المصحف أحب إلى الله من قراءة القرآن من الجوال لماذا؟
أولا هذا عمل السلف، كانت لهم صحف، وكانوا يقرؤون القرآن من الصحف، وكانوا يرجعون إلى الصحف.
هل القراءة من الجوال فيها اجر؟
فيها أجر، ولكن الأفضل أن نعمل عمل السلف الصالح.
والنظر إلى المصحف عبادة، كان *مجاهد* رحمه الله ينظر في المصحف ويبكي ويقول: *كتاب ربي كتاب ربي كتاب ربي.*
الجوال ليس له أحكام المصحف.
هل يجوز أن تدخل الحمام بالجوال؟
يجوز .
حتى وهو فيه المصحف؟
المصحف في ذاكرة الجوال.
حافظ القرآن الموجود القران في ذاكرته هل يدخل الحمام؟
يدخل الحمام ما في مشكلة، لأن القرآن في ذاكرته، و الله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
20 شوال – 1438 هجري.
2017 – 7 – 14 ميلادي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
السؤال الثالث والعشرون قرأت سورة يس ثلاث مرات على نية التوفيق للنجاح في إمتحان…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/04/AUD-20170427-WA0054.mp3الجواب : حديث إقرأوا على موتاكم يس فقد قال الإمام أبو زرعة العراقي وهو من شيوخ الإمام البخاري عنه حديث منكر ، و لم يثبت شيء في فضل يس.
*و يس وطه* ليست أسماء و إنما هي حروف مقطعة يعني أنت عندما تقول “يس” كأنك تقرأ ” آلم ” ولما تقرأ “طه” كأنك تقرأ “المر” و هكذا ، فهذه ليست أسماء ، وإنما هي حروف مقطعة على الراجح .
هل يجوز التسمي بياسين؟
يجوز .
قراءة القرآن وأن تخص شيئا ما خصه الشرع فهذا أمر لا يجوز ، أما عموم العبادة و أن تقدم وتسأل ربك وتعبد الله بقراءة القرآن بذكر ثم تدعو أمر لا حرج فيه إن شاء الله .
سؤال من أحد الحضور : هل يفي بالنذر ويسمي ياسين؟
الجواب : لا ليس واجبا عليه أن يفي بالنذر ، هو فاهم يس خطأ ، ومن لم يفي بالنذر فالحديث في الصحيح ” *النذر يمين و كفارته كفارة اليمين*” فلو سمى لا حرج ولا شيء عليه ، و إذا ما سمى فهو في سعة ، عليه كفارة يمين ، والله تعالى أعلم
⬅ مجلس فتاوى الجمعة .
24 رجب 1438 هجري
2017 – 4 – 21 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor
هل في قوله تعالى اصطفى البنات على البنين دليل على أن الشرع أكرم الذكور زيادة…
لا يوجد دليل على أن الرجل بجنسه مكرم على المرأة بجنسها، وإنما كما قال الله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، أما الآية {اصطفى البنات على البنين} فيها إشارة على أن العرب كانوا يفضلون بطباعهم الذكر على الأنثى، ومع هذا التفضيل فإنهم نسبوا الملائكة إلى الله، وجعلوا الملائكة بنات الله، فالله عز وجل عاتبهم، فأنتم تنسبون إلى ربكم الشيء المفضول على حد زعمكم، وهذا فيه إنكار وليس فيه إقرار، وإلا فقد ثبت في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنما النساء شقائق الرجال}، فالمرأة الصالحة أفضل من الرجل الصالح.
وقال بعض السلف في تفسير قوله تعالى: {يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً}، قال غير واحد من السلف: (من يُمن المرأة وبركتها أن تبدأ بما بدأ به الله)، وهذا كلام صحيح، فمن اليسر على الرجل أن يرزق البنت قبل الولد، لأسباب: أولاً تعين وتساعد الأم في وقت قصير، ثم إن رزق الرجل البنت قبل الولد فإن طاعة البنت لوالديها أكثر، ومشاكستها وشراستها أقل من مشكاسة وشراسة الولد، فلما يرى الولد من قبله خاضع لوالديه فإنه يمتثل ويسير بسيرهما، أما البنت لما ترى مشاكسة الأولاد قبلها فإنها تشاكس مثلهم، لذا من يمن المرأة وبركتها أن تبدأ بالأنثى قبل الذكر كما قال الله تعالى.
السؤال الثاني أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن بركة سورة البقرة…
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/01/AUD-20170127-WA0042.mp3الجواب : لا ، هذا معالجة ، وهناك رواية من دون ثلاثة أيام .
جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لَا تَجعَلُوا بُيُوتَكُم مَقَابِرَ ، إِنَّ الشَّيطَانَ يَنفِرُ مِنَ البَيتِ الذِي تُقرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ
رواه مسلم (780).
من دون ثلاثة أيام ؛ وقراءة القرآن الشرع أطلقها كسائر الذكر ولم يحددها ، الأذكار التي هي تعبد لله تعالى بتلاوة القرآن ، حتى لم يرد في المُكثرين ذم صريح ، وإنما الذي ورد أن من يقرأ القرآن دون ثلاثة أيام لا يفقهه ، وهذا ليس ذما ولذا ثبت عن عثمان أنه أوتر بالقرآن في ركعة واحدة .
هل ممكن أن إنسانا يقرأ القرآن في ليلة واحدة ؟
الجواب : ممكن ، بعض الحفاظ يقول أنا أقرأ القرآن بخمس ، وست ساعات ، يقرأ سريعاً ؛ والعلماء يقولون :
هذه تسمى كرامة فسح الوقت ، الله يكرمه فيفسح وقته .
فالخلاصة :
أعجبتني مقولة لبعضهم : يقول كُن من الذين قال الله فيهم : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ) ،
فإن لم تكن منهم فكُن ممن قال الله فيهم : (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنهِ ) ، فإن لم تكن منهم ، فكُن ممن قال الله فيهم : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون)َ .
فتلاوة القرآن لا يقال عنها أنها بدعة ، هي كسائر الأذكار ( كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) ؛
فالشرع حث على الإكثار منها .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
⏰ 29 ربيع الآخر 1438 هجري .
2017 – 1 – 27 إفرنجي .
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
هل يجوز قراءة القرآن للوالدين الأحياء أو الأموات علما بأنهم لا يعرفان القراءة والكتابة
هل يجوز قراءة القرآن للوالدين الأحياء أو الأموات علما بأنهم لا يعرفان القراءة والكتابة؟
⤵ مجلس فتاوى الجمعة
٢٠١٦/٤/٢٢
↙ الجواب :
↩ هما لهما أجر تعليمك للقرآن
↩ولهما أجر تربيتك
❌ فلا داعي لأن تقول أنا أقرأ القرآن هذا لوالدي
✔كل عمل صالح يقومه الولد وكان سببه الوالدين فالمرجو من الله تعالى أن يكتب هذا العمل في صحيفتهما
✳القرآن عبادة خالصة خاصة في الصلاة
??❌فكما ان العبد لا يجوز له أن يصلي عن والديه فإنه لا يجوز له أن يقرأ القرآن عن والديه
✔ العبادات الأصل فيها التوقيف
? والإمام ابن كثير في تفسيره المشهور في سورة النجم عند قول الله تعالى frown رمز تعبيري وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )
? قال -رحمه الله- : واستنبط الإمام الشافعي من هذه الآية أنه لا يجوز قراءة القرآن عن الغير( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) والله تعالى أعلم .
✍?✍? فريق تفريغ دروس وفتاوى الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ▶
السؤال الخامس عشر ما معنى قول الله عز وجل وقليل من عبادي الشكور
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/09/AUD-20170902-WA0012-2.mp3السؤال الخامس عشر: ما معنى قول الله عز وجل: “وقليل من عبادي الشكور”؟
الجواب: اسم الشكور كما قال الله عز وجل في هذه الآية ” وقليل من عبادي الشكور”
، وقال: “اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا”.
الشكر يكون بماذا؟.
يكون بالعمل.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبرت عائشة رضي الله عنها يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فتقول له ألم يغفر الله لكَ ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فكان يقول صلّى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها “أفلا أكون عبداً شكورا.”
فيا من آتاك الله ولداً اشكره بالعمل.
يا من آتاك الله منصباً، اشكره بالعمل.
يا من آتاك الله صحّةً اشكره بالعمل.
يا من أتاك الله مالاً اشكر الله بالعمل الصالح.
الشكر يكون بالعمل وليس فقط باللسان والقول، فالعمل هو الأصل في الشكر، والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
3 ذو الحجة 1438 هجري 2017 – 8 – 25 إفرنجي
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان.*
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍✍
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor
كلمة عن سورة الفاتحة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170325-WA0021.mp3فمن المعلوم أن الفاتحة هي أم الكتاب ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ) ، فمكة أم القرى في القرآن الكريم ، لأن غيرها يعود إليها وينتسب إليها من سائر القرى .
والفاتحة أم الكتاب لأن غيرها مما أنزل الله تعالى على أنبيائه في كتبه كلها إنما يعود إليها وإلى معانيها .
وأريد أن أخص الفاتحة والتوحيد والإتباع ببعض الكلمات المهمات التي ما ينبغي أن تغيب عن فطن حريص على رضى الله عز وجل .
ننطلق من المقامات الأربعة المذكورة في سورة الفاتحة ، و كل مقام يدعو إلى الذي بعده وترتقي سموا وعلوا في هذه المقامات المبتدئة أولا (( بالحمد ))، ثم ثانياً (( العبادة )) ، ثم ثالثاً (( الهداية )) ، ثم رأبعاً (( النعمة ))، هذه هي المقامات الأربعة .
وسورة الفاتحة حوت على أصول الخير كله ، وأصول الخير توحيد واتباع ، والتوحيد الذي في سورة الفاتحة مذكور فيه التوحيد بأصنافه الثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، بل مذكور في سورة الفاتحة أيضا أركان الإيمان الستة ، ومذكور أيضا الإتباع ، والكلام يحتاج إلى تدقيق وتطويل وتفصيل لكنِ ألتزم بإذن الله تعالى في هذه الكلمة .
أما أنواع التوحيد الثلاثة فمذكورة في أوائل الآيات ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، الربوبية ، فالعالمون هم ما عدا الله ، والرب هو الخالق ، والرب هو المالك ، والرب هو السيد ، والرب هو المدبر ، والرب هو المربي ، هذه معاني الرب في اللغة ، فرب الدار أي مدبر أمرها ، قال تعالى : والربانيون والأحبار ، الذين يدبرون أمر دينهم ، المرأة ربة البيت تدبر أمر البيت ، فالله الذي خلق ، والله عز وجل الذي ملك ، والذي يخلق ويملك لا بد أن يتصرف في ملكه كيف ما شاء وأن يأمرهم وينهاهم كيف ما شاء ، فهو المدبر ، وهو المربي ، وهو المالك سبحانه وتعالى ، وهو السيد وهذا معنى (ِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ) أي الله السيد الذي ليس فوق سؤدده سؤدد ، والله السيد الذي تصمد إليه كل الحاجيات لأنه الذي خلقهم والذي ملكهم ، فالذي يخلق والذي يملك هو الذي يتصرف كيف ما شاء كما لو أنك ملكت الجاكيت الذي تلبسه فليس لأحد أن يقول لك لماذا أنت تلبسه ، لماذا أنت تهديه لماذا أن تضعه في البيت ، أنت الذي تملكه ، فمن ملك الشيء تصرف .
إذا مما ينبغي أن يعلم أن الإنفصال بين أنواع التوحيد خطأ ، يعني هناك صلة وثيقة بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وصلة وثيقة بين توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات والذي يقصر في العبادة ما عرف الله ما عرف الله ، ما يعرف أسماء الله ما يعرف أسماءه معرفتنا بربنا ما ينبغي أن تكون كمعرفة المشركين يعلمون فقط أن الله تعالى موجود وأنه حق لا معرفتنا بربنا تعالى ينبغي أن تكون معرفة شرعية توافق الفطرة التي فطر الله الناس عليها فكم من رجل أعرابي بوال على عقبيه جاهل لا يعرف شيئا عنده من الإيمان ما ينجيه عند الله وكم من انسان بروفسور ويتكلم لك في معجزات الله وآياته في المحيطات والأجنة وما شابه وهو كافر ليس له من الإسلام نصيب ، فأن نعرف أن الله حق فقط فهذه معرفة عقلية مجردة لا تنفع صاحبها ، فالمعرفة بالله تعالى التي تنفع صاحبها أن تعرفه معرفة شرعية .
( الحمد لله رب العالمين ) الله عز وجل في كونه مالكا وفي كونه سيدا هذا يشمل الخلق كلهم أما في كونه مدبرا ومربيا فهذا يفاوت فيه الناس .
فلله تربية عامة ولله تدبير عام يشمل المسلمين والكفار ولله تربية خاصة وتدبير خاص يخص أولياءه ويخص أحبابه ويخص الذين يعرفوه فهنالك تدبير خاص وتدبير عام ، فالتدبير الخاص يكون بين الرب وبين العبد بمقدار صدقه وبمقدار إخلاصه وبمقدار توجهه لربه عز وجل ، فالله يدبر شؤون الصالحين ويربيهم تربية خاصة كما فعل مع الأنبياء سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك أتباع الأنبياء .
الحمد لله رب العالمين فيه توحيد الربوبية ثم بعد ذلك (الرحمن الرحيم ) ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) فالأسماء الحسنى مردها ومدارها على الله وعلى الرحمن ، فما اشترك أحد قط مع الله في هذين الاسمين أما إنسان عليم إنسان حكيم هذا كثير في القرآن ، الله وصف كثيرا من الأنبياء بأنه عليم وأنه حكيم وأنه عزيز عزيز مصر إلى آخره ، مع التفاوت الشديد بين حقائق الأشياء ، فأنت ن أضفت الصفة لموصوفات مخلوقات متعددات فإنها تتفاوت بتفاوت مقدار المخلوقات فإن قلت رأس فالرأس صفة إن أضفتها لذوات المخلوقات متعددات فإنها تتفاوت كتفاوت هؤلاء المخلوقات ، فقل رأس الإبرة وقل رأس جبل هل من فرق بين رأس الإبرة ورأس الجبل ، والإبرة مخلوقة والجبل مخلوق قل رأس فلان وقل رأس حمار أجلكم الله أو رأس خنزير ففرق كبير في الصفة ، فالصفة تختلف بإختلاف الذوات المخوقات فيك بالصفة إن أضيفة إلى خالق ثم أضيفة إلى مخلوق ، فصفة الله والرحمن خاصة بالله جل في علاه ، ولذا سر ذكر الله والرحمن دون غيرهما من الأسماء في سورة الفاتحة لتكون ركنا ركينا لتوحيد الأسماء والصفات .
ولذا بعض أهل العلم يقسم التوحيد إلى قسمين ، وهذان القسمان ألصق بتقسيم الفاتحة من التقسيم الذي ذكرناه ، فمنهم من يقول ( توحيد خبر ) و ( توحيد طلب ) ، أخبار تصدق وطلب تعمل ، فتوحيد الخبر إنما هو توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد الطلب ، لأن توحيد الألوهية المطلوب فيه أن تتوجه بقلبك لربك وأن ألا تصرف العبادة إلا له سبحانه وتعالى ، والعبادة إسم جامع شامل للأقوال والأفعال التي يحبها الله وتعالى الظاهرة والباطنة هذا معنى العبادة .
لذا جاء في سورة الفاتحة بدايةً ذكر توحيد الربوبية ثم بعدها جاء ذكر توحيد الأسماء والصفات وهو توحيد الخبر ، فالله جل في علاه أخبرنا ، والتوحيد فيه إتباع ، فليس لك أن تعرف ربك بعقلك ، الخلق كلهم لو أنهم إجتمعوا بأذكياءهم فيعلمون أن الله تعالى حق و لكنه لا يمكن للعقول مستقلة أن تعلم ماذا يريد الله تعالى منهم ، يستحيل للعقل بالإستقلال أن يعرف أن الله تعالى مثلا يحب الصلوات الخمس في الأوقات الخمس بعدد معين من الركعات بشروط معينة فالله لا يقبل الصلاة إلا بشروط معينة فهذه لا يمكن للعقل إستقلالا أن يعلمها مهما بلغت عقول أصحابها ، وإنما الذي يعلم ذلك العبد من خلال الوحي الذي أنزله الله تعالى وهذا تحصيل حاصل .
الآن نحن نتكلم وندور في فلك الإيمان بالرسل والأنبياء والكتب والملائكة ، فالعلاقة بين الرسل وبين الله تعالى وإنزال الكتب إنما هو من خلال الملائكة ، فهذا هو سر عدم ذكر الإيمان بالكتب والإيمان بالرسل والإيمان بالملائكة في سورة الفاتحة لأن صاحبها والذي يحقق درجاتها ومراتبها الأربعة هو متحقق قطعا بالإيمان بهذه الأشياء الثلاثة وهذا سر ذكر العبد لقوله ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ولا يقول اهدنا إلى الصراط المستقيم لو أنه كان يقول اهدنا إلى الصراط المستقيم لإاحتاج ذكر الملائكة والإنبياء والرسل .
( اهدنا الصراط ) ، أنت تسأل ربك الهداية التي في الصراط ولا تسأل ربك أن تهدى إلا الصراط ، لأن الذي يقرأ الفاتحة هو في الصراط ، فالهداية قسمان :
1 – هداية إلى الصراط .
2 – هداية في الصراط .
فالذي يقرأ الفاتحة يدعو ربه الهداية التي في الصراط ، ومما ينبغي أن يعلم أن الهداية درجات ، وأن ليس كل عابد مهدي ، فكم من عابد ليس له من الهداية نصيب ، فكما أنك إن تحققت بالحمد فإنك تتوجه بعد ذلك إلى العبادة ثم بعد العبادة تتوجه إلى الهداية ثم بعد الهداية تتوجه إلى النعمة .
أما توحيد الألوهية فمذكور في قوله تعالى ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فتوحيد الألوهية مداره أن تخلص العبادة لله وهذا هو سر ذكر المعمول قبل العامل ، المفعول به قبل الفعل ، فترتيب الجملة عند العرب فعل وفاعل ومغعول به أما بالفاتحة فربي علمنا جل في علاه أن نقول إياك وهو المفعول به إياك نعبد فقدم المفعول به على الفعل والعرب إذا قدمت المفعول به على الفعل فإنما يدل ذلك على الحصر والقصر ، فلا يجوز للعبد أن يوجه أي لون من ألوان العبادة الظاهرة أو الباطنة لغير الله عز وجل ، وكذلك لا يستطيع العبد أن يعبد ربه سبحانه بذكائه ولا بعقله ولا بماله ولة بجاهه وإنما هو فقط بالذل والحاجة والخروج عن الحول والطول التي أوتيها ، وأن يفزع إلى الله عز وجل ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ، فالواجب على العبد حتى يحقق العبادة لا بد أن يخرج من حوله وقوله وأن يستعين بربه جل في علاه على هذه العبادة .
فسورة الفاتحة سورة عظيمة جدا لو مهما طال العبد في تأملها وتدبرها لبقي عاجزا ولبقي الأمر يحتاج إلى مزيد .
كلمة عن سورة الفاتحة .
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .
فمن المعلوم أن الفاتحة هي أم الكتاب ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ) ، فمكة أم القرى في القرآن الكريم ، لأن غيرها يعود إليها وينتسب إليها من سائر القرى .
والفاتحة أم الكتاب لأن غيرها مما أنزل الله تعالى على أنبيائه في كتبه كلها إنما يعود إليها وإلى معانيها .
وأريد أن أخص الفاتحة والتوحيد والإتباع ببعض الكلمات المهمات التي ما ينبغي أن تغيب عن فطن حريص على رضى الله عز وجل .
ننطلق من المقامات الأربعة المذكورة في سورة الفاتحة ، و كل مقام يدعو إلى الذي بعده وترتقي سموا وعلوا في هذه المقامات المبتدئة أولا (( بالحمد ))، ثم ثانياً (( العبادة )) ، ثم ثالثاً (( الهداية )) ، ثم رأبعاً (( النعمة ))، هذه المقامات الأربعة .
وسورة الفاتحة حوَت على أصول الخير كله ، وأصول الخير توحيد واتباع ، والتوحيد الذي في سورة الفاتحة مذكور فيه التوحيد بأصنافه الثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، بل مذكور في سورة الفاتحة أيضا أركان الإيمان الستة ، ومذكور أيضا الإتباع ، والكلام يحتاج إلى تدقيق وتطويل وتفصيل لكنِ أجتزئ بإذن الله تعالى في هذه الكلمة .
أما أنواع التوحيد الثلاثة فمذكورة في أوائل الآيات ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، الربوبية ، فالعالمون هم ما عدا الله ، والرب هو الخالق ، والرب هو المالك ، والرب هو السيد ، والرب هو المدبر ، والرب هو المربي ، هذه معاني الرب في اللغة ، فرب الدار أي مدبر أمرها ، قال تعالى : “والربانيون والأحبار” ، الذين يدبرون أمر دينهم ، المرأة ربة البيت تدبر أمر البيت ، فالله الذي خلق ، والله عز وجل الذي ملك ، والذي يخلق ويملك لا بد أن يتصرف في ملكه كيف ما شاء وأن يأمرهم وينهاهم كيف ما شاء ، فهو المدبر ، وهو المربي ، وهو المالك سبحانه وتعالى ، وهو السيد وهذا معنى (ِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ) أي الله السيد الذي ليس فوق سؤدده سؤدد ، والله السيد الذي تصمد إليه كل الحاجيات لأنه الذي خلقهم والذي ملكهم ، فالذي يخلق والذي يملك هو الذي يتصرف كيف ما شاء كما لو أنك ملكت الجاكيت الذي تلبسه فليس لأحد أن يقول لك لماذا أنت تلبسه ، لماذا أنت تهديه لماذا أن تضعه في البيت ، أنت الذي تملكه ، فمن ملك الشيء تصرف .
إذا مما ينبغي أن يعلم أن الانفصال بين أنواع التوحيد خطأ ، يعني هناك صلة وثيقة بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وصلة وثيقة بين توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات والذي يقصر في العبادة ما عرف الله ما عرف الله ، ما يعرف أسماء الله ما يعرف أسماءه معرفتنا بربنا ما ينبغي أن تكون كمعرفة المشركين يعلمون فقط أن الله تعالى موجود وأنه حق ،لا ،فمعرفتنا بربنا تعالى ينبغي أن تكون معرفة شرعية توافق الفطرة التي فطر الله الناس عليها فكم من رجل أعرابي بوال على عقبيه جاهل لا يعرف شيئا،لكن عنده من الإيمان ما ينجيه عند الله، وكم من انسان بروفسور ويتكلم لك في معجزات الله وآياته في المحيطات والأجنة وما شابه وهو كافر ليس له من الإسلام نصيب ، فأن نعرف أن الله حق فقط فهذه معرفة عقلية مجردة لا تنفع صاحبها ، فالمعرفة بالله تعالى التي تنفع صاحبها أن تعرفه معرفة شرعية .
( الحمد لله رب العالمين ) الله عز وجل في كونه مالكا وفي كونه سيدا هذا يشمل الخلق كلهم أما في كونه مدبرا ومربيا فهذا يفاوت فيه الناس .
فلله تربية عامة ولله تدبير عام يشمل المسلمين والكفار ولله تربية خاصة وتدبير خاص يخص أولياءه ويخص أحبابه ويخص الذين يعرفوه ،فهنالك تدبير خاص وتدبير عام ، فالتدبير الخاص يكون بين الرب وبين العبد بمقدار صدقه وبمقدار إخلاصه وبمقدار توجهه لربه عز وجل ، فالله يدبر شؤون الصالحين ويربيهم تربية خاصة كما فعل مع الأنبياء سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك أتباع الأنبياء .
الحمد لله رب العالمين فيه توحيد الربوبية ثم بعد ذلك (الرحمن الرحيم ) ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) فالأسماء الحسنى مردها ومدارها على الله وعلى الرحمن ، فلم يشترك أحد قط مع الله في هذين الاسمين أما إنسان عليم إنسان حكيم هذا كثير في القرآن ، الله وصف كثيرا من الأنبياء بأنه عليم وأنه حكيم وأنه عزيز مثل عزيز مصر إلى آخره ، مع التفاوت الشديد بين حقائق الأشياء ، فأنت إن أضفت الصفة لموصوفات مخلوقات متعددات فإنها تتفاوت بتفاوت مقدار المخلوقات فإن قلت رأس فالرأس صفة إن أضفتها لذوات المخلوقات متعددات فإنها تتفاوت كتفاوت هؤلاء المخلوقات ، فقل رأس الإبرة وقل رأس جبل هل من فرق بين رأس الإبرة ورأس الجبل ، والإبرة مخلوقة والجبل مخلوق قل رأس فلان وقل رأس حمار، أجلكم الله، أو رأس خنزير ففرق كبير في الصفة ، فالصفة تختلف بإختلاف الذوات المخوقات، فكيف بالصفة إن أضيفت إلى خالق ثم أضيفت إلى مخلوق ، فصفة الله والرحمن خاصة بالله جل في علاه ، ولذا سر ذكر الله والرحمن دون غيرهما من الأسماء في سورة الفاتحة لتكون ركنا ركينا لتوحيد الأسماء والصفات .
ولذا بعض أهل العلم يقسم التوحيد إلى قسمين ، وهذان القسمان ألصق بتقسيم الفاتحة من التقسيم الذي ذكرناه ، فمنهم من يقول ( توحيد خبر ) و ( توحيد طلب ) ، أخبار تصدق وطلب تعمل ، فتوحيد الخبر إنما هو توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد الطلب هو توحيد الألوهية ، لأن توحيد الألوهية المطلوب فيه أن تتوجه بقلبك لربك وأن لا تصرف العبادة إلا له سبحانه وتعالى ، والعبادة إسم جامع شامل للأقوال والأفعال التي يحبها الله وتعالى الظاهرة والباطنة هذا معنى العبادة .
لذا جاء في سورة الفاتحة بدايةً ذكر توحيد الربوبية ثم بعدها جاء ذكر توحيد الأسماء والصفات وهو توحيد الخبر ، فالله جل في علاه أخبرنا ، والتوحيد فيه إتباع ، فليس لك أن تعرف ربك بعقلك ، الخلق كلهم لو أنهم إجتمعوا بأذكياءهم فيعلمون أن الله تعالى حق و لكنه لا يمكن للعقول مستقلة أن تعلم ماذا يريد الله تعالى منهم ، يستحيل للعقل بالإستقلال أن يعرف أن الله تعالى مثلا يحب الصلوات الخمس في الأوقات الخمس بعدد معين من الركعات بشروط معينة فالله لا يقبل الصلاة إلا بشروط معينة فهذه لا يمكن للعقل إستقلالا أن يعلمها مهما بلغت عقول أصحابها ، وإنما الذي يعلم ذلك العبد من خلال الوحي الذي أنزله الله تعالى وهذا تحصيل حاصل .
الآن نحن نتكلم وندور في فلك الإيمان بالرسل والأنبياء والكتب والملائكة ، فالعلاقة بين الرسل وبين الله تعالى وإنزال الكتب إنما هو من خلال الملائكة ، فهذا هو سر عدم ذكر الإيمان بالكتب والإيمان بالرسل والإيمان بالملائكة في سورة الفاتحة لأن صاحبها والذي يحقق درجاتها ومراتبها الأربعة هو متحقق قطعا بالإيمان بهذه الأشياء الثلاثة وهذا هو سر ذكر العبد لقوله ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ولا يقول اهدنا إلى الصراط المستقيم لو أنه كان يقول اهدنا إلى الصراط المستقيم لاحتاج ذكر الملائكة والإنبياء والرسل .
( اهدنا الصراط ) ، أنت تسأل ربك الهداية التي في الصراط ولا تسأل ربك أن تهدى إلى الصراط ، لأن الذي يقرأ الفاتحة هو في الصراط ، فالهداية قسمان :
1 – هداية إلى الصراط .
2 – هداية في الصراط .
فالذي يقرأ الفاتحة يدعو ربه الهداية التي في الصراط ، ومما ينبغي أن يعلم أن الهداية درجات ، وأن ليس كل عابد مهدي ، فكم من عابد ليس له من الهداية نصيب ، فكما أنك إن تحققت بالحمد فإنك تتوجه بعد ذلك إلى العبادة ثم بعد العبادة تتوجه إلى الهداية ثم بعد الهداية تتوجه إلى النعمة .
أما توحيد الألوهية فمذكور في قوله تعالى ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فتوحيد الألوهية مداره أن تخلص العبادة لله وهذا هو سر ذكر المعمول قبل العامل ، المفعول به قبل الفعل ، فترتيب الجملة عند العرب فعل وفاعل ومغعول به أما بالفاتحة فربنا علمنا جل في علاه أن نقول إياك وهو المفعول به ،إياك نعبد ،فقدم المفعول به على الفعل ،والعرب إذا قدمت المفعول به على الفعل فإنما يدل ذلك على الحصر والقصر ، فلا يجوز للعبد أن يوجه أي لون من ألوان العبادة الظاهرة أو الباطنة لغير الله عز وجل ، وكذلك لا يستطيع العبد أن يعبد ربه سبحانه بذكائه ولا بعقله ولا بماله ولة بجاهه وإنما هو فقط بالذل والحاجة والخروج عن الحول والطول التي أوتيها ، وأن يفزع إلى الله عز وجل ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ، فالواجب على العبد حتى يحقق العبادة لا بد أن يخرج من حوله وطوله وأن يستعين بربه جل في علاه على هذه العبادة .
فسورة الفاتحة سورة عظيمة جدا لو مهما طال العبد في تأملها وتدبرها لبقي عاجزا ولبقي الأمر يحتاج إلى مزيد
↩ رابط الكلنة :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor .✍✍
السؤال الثالث عشر ما حكم الكتابة على المصحف
السؤال الثالث عشر : ما حكم الكتابة على المصحف ؟
الجواب : مثل واحد يضع المصحف ويكتب عليه ، فتعظيم شعائر الله من دين الله جل في علاه ، وهنالك مظاهر ليست حسنة فتضع الكتب فوق المصحف ،أو تقلب بريقك المصحف ، تضع ريقك على المصحف ، هذه المظاهر ليس فيها تعظيم ، وحذر علمائنا السابقون منها.
إذا كتبت على المصحف آية كلمة فيها تفسير لآية ، قراءة، هذا أمر لا حرج فيه ، والصحابة كانوا يكتبون ، واليوم تطبع المصاحف وحواشيها مكتوب عليها رموز لمدود ورموز لأحكام التلاوة و التجويد بل الآن طبعت بعض المصاحف فيها رموز للقراءات يعني العارف للقراءات إذا رأى هذه الرموز يستطيع أن يقرأ القرآن بعدة قراءات ، فهذه الكتابة التي فيها حاجة وضرورة لا حرج ، أما من غير حاجة تتكئ عليه فاتكئ على شيء آخر لا تتكئ على المصحف فتعظيم المصحف من دين الله عز وجل.
مجلس فتاوى الجمعة
2016 / 5 / 6
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
✍?