*السؤال التاسع عشر: هل أرسل أولادي إلى مراكز تحفيظ القرأن رغم أن عندهم بعض أخطاء؟*
الجواب: أليس من الممكن أن تعلم أولادك أنت القرآن،أليس من الممكن أخ حافظ للقرآن وصاحب منهج سليم أن نضع أولادنا عنده، ولله الحمد والمنة هذا الصنف موجود، ولو أنك تتعب قليلاً قد يكون هذا الأخ بعيداً عنك، فأنت اجمع الخيرات، دائما الأصل فينا أن نجمع الخيرات.
*المراكز إذا كانت تعلم القرآن لذات القرآن فالحمد لله، أما إذا أرادت أن تتخذ هذه المراكز شباكاً لتصيد الناس وتوقعهم في حزبيات بغيضة، فمعاذ الله عز وجل، هذا أمر لا نحبه.*
والذين يعلمون القرآن في هذه المراكز، ليسوا سواء، فإذا جعلناهم سواء أخطأنا وظلمنا، فتتوخى لولدك بعض الصادقين المخلصين، المحبين للقرآن الصادقين في تعليمه، الحريصين على تلقينه، وعلى الأجر عند الله عزوجل *خيركم من تعلم القرأن وعلّمه*، فهذا أمر طيب ولله الحمد والمنة.
*السؤال الحادي عشر: ماحكم الصلاة إذا كان الإمام عنده خطأ جلي في سورة الفاتحة؟*
الجواب: اللّحن عند العلماء قسمان:
١ – لحن جلي.
٢ – لحن خفي.
وما أظن أن أحدًا في الدنيا اليوم يقرأ الفاتحة ولا يلحن لحناً خفياً إلا الحُذّاق من القراء.
بعض المتشددين من المعلمين في أحكام التلاوة والتجويد حين يقول لك: اقرأ، تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول: أخطأت عشرين خطأ هذا قبل البدء ببسم الله الرحمن الرحيم.
درّسني أحكام التلاوة والتجويد الشيخ *سعيد سمّور* نسأل الله له الرحمة فكان يشدّد على الفاتحة تشديداً ما رأيت أحدًا يشدّد مثله، فكان إذا بدأ أحد بالاستعاذة أظهر له نحو عشرين خطأ في النطق، ويبدأ يفصل.
الخلاصة أنّ اللحن لحنان: لحن جليّ ولحن خفيّ، فاللحن الخفيّ لا يعرفه إلا أهل الصنعة من القراء، والعلماء يعني يقولون: أمره سهل.
*وابن كثير* -رحمه الله- في تفسيره الشهير -والذي أنصح بقراءته- وكثير من الطلبة حين يستنصحون بكتب التفسير، يستنصحون وينسون تفسير ابن كثير، *تفسير ابن كثير* من أبرك التفاسير وأحسنها.
*ابن كثير* لما ختم تفسير الفاتحة؛ قال تنبيه: الضاد والظاء في الفاتحة أمرها سهل ومعفوّ عنه، وقلَّ من يُفرّق بينهما.
لذا العلماء يتساهلون في الضاد والظاء.
والباحث التراثي المحقق المعروف الشيخ *حازم الضامن* رحمه الله في العراق حقّق ستة عشر رسالة وطبعها في الفرق بين الضاد والظاء.
ويذكرون عن *عمر* رضي الله عنه أنه كان يفرق بينهما بالنطق.
والقراء اليوم في الضاد مذهبان مذهب إخواننا في العراق والحجاز يميلون في {الضاد} إلى الظاء، وتسمع هذا من أئمة في الحرمين.
ومذهب أهل الشام ومذهب أهل مصر جلّهم يجعل الضاد دالا مفخمة، والصواب بينهما بالنطق بين الدال المفخمة والضاد المشالة وهذا اسمه عند العلماء لحن خفي، وهذا أمر لا حرج فيه.
أما الحرج كلّ الحرج في اللحن الجلي، واللحن الجلي *أن تسكن متحركًا، أو تحرك ساكنًا، أو تغير تشكيل الحرف.*
صلّيت مرة الفجر في مسجد، فكان الإمام يقرأ *أنعمتُ عليهم،* ويحمل شهادة عليا في الدراسات، فقلت له: أنت إمام فاضل وأحب أن أسمع منك الفاتحة، وأنتم- إخواني – دققوا معي؛ أنا سمعي فيه شيء فقرأ: *أنعمتُ عليهم؛* فقلت: إخواني أعيدوا الصلاة هنا أصبحت لحنًا جليّا، والصلاة باطلة، ليس أنت المنعم؛ الله المنعم. *أنعمتُ* أصبحت أنت المنعم على الله.
الشاهد من حرك ساكن أو سكن متحركا أو غيّر النطق، أو غير الحرف، مثل بعض إخواننا العوام المصريين يقرأ *اللزين* أنعمت عليهم، هذه قراءة أنا سمعتها في أذني وأنا في طريقي إلى العمرة أمّ بنا أحد المصريين قرأ: *اللزين أنعمت عليهم؛* هذا لحن جلي. فتغيير نطق الحرف أو {حرّك} ساكنًا أو سكن متحرك أو إبدل حركة ، او بدل حرف مكان حرف، هذا كله لحن جلي يُبطل الصلاة والله تعالى أعلم .
*سؤال أحد الحضور: هناك إمام يقرأ: إياك نعبد وإياك نستاعين اهدنا الصراط المستاقيم، وأنا نصحت الإمام ولم ينتصح والمشكلة أن المسجد قريب مني للصلاة فيه، هل أعيد الصلاة كلما أصلي خلفه أم ماذا أصنع؟*
الجواب: أدلّك على طريقة عملية هيَ سهلة {حين} يقرأ سجّل؛ ثمّ {اسأل حاذقاً مختصًا في القرآن}: واسأله هل هذا لحن جلي أم لحن خفي؟
فإذا قال: *جليّ لا تصلّ خلفه،* وإذا قال: *لحن خفي صلّ خلفه.*
ولا تقطع عنه نصيحة، وابعث له من ينصحه غيرك.
فالإنسان في عادته إذا تعددت له طرق النصح بالتي هي أحسن يصل إن شاء الله تعالى للتي هي أقوم.
*سؤال آخر من أحد الحضور: إذا كان الإمام عنده لحن في الصلاة الجهرية هل تجوز الصلاة السرية خلفه؟*
الجواب: إذا كان الإمام عنده لحن جلي وعلمت ذلك في الجهرية فالسرية كذلك وإذا كنت لا تدري فالأصل في الصلاة الصحة.
اسألك سؤالا على نفس القاعدة ولكن أوضّح إمام صلى صلاة وهو ليس على وضوء هل تدري أنت أنه متوضّئ أم لا؟
الجواب: لا تدري.
فالإمام تذكّر بعدما فرغ من الجماعة فهو فقط الذي يُعيد الصلاة ولا يلزم أن يخبر الناس.
وهذا إشارة أن الأصل في عبادات الناس الصحة؛ *فـعن ابن عمر* كما ورد في *سنن البيهقي* أنه صلى في الناس إماما فتذكر أنه ليس على وضوء فتوضّأ وأعاد الصلاة؛ ولم يخبر أحداً.
فالناس على ستر، فالأصل بالذي لم تسمع قراءته أنه قرأ قراءة صحيحة سليمة، سديدة، صحيحة.
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
أما بعد:
فكم خسرت الإنسانية ببعدها عن الله، فساءت فعالها، وأذواقها، وحياتها.
فإنهم يبحثون عن سعادة مفقودة، و لن يجدوها إلا بالرجوع إلا الله عز وجل.
ما أسعد أمة يستيقظون من آخر الليل، و في أول النهار، و يقفون خلف إمام يترنم و يقرأ بصوت شجي، و بأداء حسن كلام الله، يتعلمون مما يقرأ تنظيم علاقتهم مع ربهم، و تنظيم علاقتهم مع غيرهم، من أزواجهم، وأولادهم، و جيرانهم، و أقاربهم.
فهل تجدون أمة من الأمم عبر التاريخ يصنعون ذلك إلا المسلمون؟
و هل يوجد رقي في الدنيا أسمى من هذا الرقي؟
ولكن إلى الله المشتكى، و لا حول و لا قوة إلا بالله.
خطر هذا في بالي، رابطاً حالنا في صلاة فجر يوم الجمعة، و نحن نسمع كلام ربنا فيما هو مآلنا، ليكون ذلك دافعا لنا على ثباتنا في طاعتنا و عبادتنا لربنا.
سمعنا في الركعة الأولى من *سورة السجدة* من أين جئنا، و سمعنا في الركعة الثانية من *سورو الإنسان* إلى أين نسير، و لم نسمع آية في ذكر النار في الركعة الثانية، و كل الذي سمعناه إنما هو في الجنان.
لماذا؟
لأن المرجو من الله أن من حضر أحسن صلاة وأحبها إلى الله وهي صلاة الفجر يوم الجمعة أن يكون هذا مآله، و هذه عاقبته.
فالذي يربط بين قول النبي صلى الله عليه و سلم عن *آدم خلق يوم الجمعة، و خلق في الجنة، و أخرج من الجنة يوم الجمعة، وتقوم الساعة يوم الجمعة،* و كذلك الذي يسمع أن النبي صلى الله عليه و سلم يقول: *أحب صلاة إلى الله صلاة الفجر في جماعة يوم الجمعة،* فهذه أحب صلاة إلى الله عز و جل، و يتأمل ماذا يتلى في هذه الصلوات، يعلم أن هذا الإنسان كيف خلق و هو ضعيف، و أن الله عز وجل يريد به الخير، و أنه إن امتثل أمره سبحانه و استقام على نهجه كانت هذه جائزته، *جائزته الجنان التي فصلها الرحمن سبحانه و تعالى.*
نسأل الله عز و جل في علاه أن يرزقناها، و أن لا يحرمنا منها، و أن يجعلنا من أهلها، و نقول كما كان يقول عمر: *يا ربنا، يا مولانا، إن كنت قد كتبتنا أشقياء فامحو ذلك، واجعلنا جميعا من السعداء.*
*السؤال الثاني: الكبير إذا حفظ القرآن يجد صعوبة في المحافظة على هذا الحفظ فما هي الوسيلة لتثبيت حفظ القرآن العظيم خاصة في سن كبير؟*
*الجواب:* أولاً: إعلم أن حافظ القرآن منزلة يصلها بعض العباد ويخصهم الله تعالى بها، فبعض الناس محروم منها بغفلته أو بذنوبه.
*شكوت إلى وكيع سوء حفظي*
ينسبون هذا إلى الإمام الشافعي رحمه الله.
*الشافعي* كان يحفظ موطأ شيخه *الإمام مالك* قال كان لما يحفظ اليمين يغطي الشمال حتى ما يتداخل اليمين والشمال ولما يحفظ الشمال يضع يده على اليمين ثم أصبح يشكو فيقول:
*شكوت إلى وكيع سوء حفظي* *فأرشدني إلى ترك المعاصي*
*وأخبرني بأن العلم نور*
*ونور الله لا يهدى لعاصي.*
لذا بعض الناس لما كان ينسى القرآن يقول هذا من ذنبي، يبحث له عن الذنب الذي جعله ينسى القرآن، أو يترك قيام الليل، أو يترك بعض الأعمال الصالحة.
*القرآن كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم أشد تفلتا من الإبل في معاقلها.*
العلم والقرآن ثقيل ولكنه مريء، والعلم والقرآن يحتاج إلى معاهدة، مثل الإبل إن تركتها معها طعامها ومعها شرابها فهي ليست بحاجة إليك، فالإبل العرب تعقلها.
*ما معنى تعقلها؟*
تربطها.
فالقرآن كالإبل إن تركته مشى، فهو أشد تفلتا من الإبل في معاقلها.
*ماذا يحتاج القرآن؟*
يحتاج إلى ربط.
ماذا يعني ربط؟
أي يحتاج إلى مراجعة دائمة.
فحفظ القرآن الكريم منزلة كما قلت لكم الله أكرم بعض الخلق بها.
*وأحسن سبيل لحفظ القرآن ألا تهجر القرآن لا بقلبك بالتدبر ولا بلسانك بالقراءة ولا بسماع القرآن ولا بجوارحك أن تهجر القرآن ولا تعمل به.*
قال علماؤنا: *هجران القرآن بالقلب ألا تتدبره وألا تفهمه، هجران القرآن بالعين ألا تقرأه، هجران القرآن بالأذن ألا تسمعه، هجران القرآن بالجوارح ألا تطبق الأوامر الموجدة في القرآن.*
*علماء التربية والتعليم* يقولون الجوارح التي تشاركها بالعلم إذا تعددت ثبت العلم، لذا يجعلون الطلبة ينسخون الدروس ويستخدمون السمع.
فالقرآن يحتاج لهذا.
يعني إخوانا في *المغرب العربي* خصوصا في *ليبيا* وكذلك في *موريتانيا* حفظهم كتابة، يعني تشوف حافظ ليبي تقول له أنت حافظ قرآن يقول أنا كتبت القرآن على اللوح مرتين أو ثلاثة أو أربعة.
ماذا يعني كتب القرآن على اللوح؟
يعني يقرأ ويمسح، يقرأ ويمسح، فحفظه عبارة عن كتابة، كتبت القرآن على اللوح، يعني الشيخ يقول له احفظ واقرأ واكتب، إخوانا في *موريتانيا* يردد، عندهم مدارس تحفيظ يرددوا، طول وقته وهو يردد الآية ستين سبعين مرة، يكثر من الترداد.
*حافظ القرآن ينبغي أن يزيل الوحشة بينه وبين القرآن.*
نحن بفضل الله علينا في رمضان الوحشة تزول بينه وبين القرآن نقرأ، أول يوم ثاني يوم لما تقرأ القرآن يصبح كأنك تربد تحمل على حالك، بعد كم يوم تصبح قراءتك للقرآن سهلة ميسورة.
الحافظ لا يعرف الوحشة مع القرآن.
الحافظ ماينبغي أن يهجر القرآن أبدا.
الحافظ حتى يكون حافظا لا بد أن يكون القرآن جزءا منه مثل اليد، مثل الرأس، ما ينفك عنه أبدا.
كلما أدمنت النظر في القرآن وأكثرت القراءة في القرآن عن حاضر أصبح الحفظ يسير.
*علماؤنا يقولون ورد الحافظ خمسة أجزاء في اليوم،* الذي ما يقرأ كل يوم خمسة أجزاء ليس بحافظ.
فالقرآن يتفلت منه إذا لم يداوم على قراءته.
فورد الحافظ خمسة أجزاء، كل جمعة عنده ختمة، يعني في الأسبوع يختم أربع مرات على الأقل، كل شهر يختم خمس مرات على الأقل، فورد الحافظ خمسة أجزاء، خذ ورد الحافظ واقرأ كل يوم خمسة أجزاء وداوم عليه فترة من الزمن تصبح حافظا، بدون كبير تعب، أنت الآن *سورة الكهف* لما تقرأها كل يوم جمعة يصبح سهل جدا تحفظها وتلمم أطرافها لأنك داومت عليها كل يوم جمعة، فالذي يقرأ قرآن كل يوم خمسة أجزاء هذا حافظ للقرآن، *أما واحد هجر القرآن وما ختمه كل أسبوع يتفلت منه القرآن ،كائن من كان يتفلت منه القرآن.*
فحافظ القرآن يحتاج أن يملأ وقته بالقرآن الكريم، ولا يهجر القرآن، وينظر في القرآن ويسمع القرآن ويتلذذ بالقرآن.
واليوم الذي لا يقرأ فيه القرآن يشعر أنه فقد شيئا، كأنه سقطت منه رجله أو أنه سقط منه عضو من الأعضاء، إذا وصل الإنسان مع القرآن لهذا الحال فليحمد الله، الآن هو بدأ على مشارف أنه حافظ، بدأ المشروع يثمر، أما أن تتعب، تحفظ سورة وتنسى وتنام وبعد شهر شهرين تحفظ سورة وبعدين تحفظ سورة والسورة الأولى نسيناها وحفظنا الأخرى فهذا ليس بحافظ وليس هذا صنيع الحافظ.
والله تعالى أعلم.
◀ *المجلس ( ٤ ) من مجالس الوعظ في شهر رمضان المبارك (١٤٣٩ هجري/٢٠١٨ أفرنحي).*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
السؤال السابع : ما معنى حديث ” لو كان القرآن في إيهاب ما مسته النار ” ؟
الجواب :
هذا إشارة إلى فضل حفظ القرآن وقال غير واحد من الشراح :
“القلب الذي فيه القرآن وحامل القرآن لا تمسه النار”
فمن أسباب الوقاية من النار حفظ القرآن ، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:
” من حفظ القرآن فكأنما حاز النبوة بين جنبتيه “.
يعني هذا من فضل حفظ القرآن فلو كان القرآن في قلب عبد لا تمسه النار .
وكذلك وهذا أمر مذكور في حوادث كثيرة؛ في كثير من البلدان تشب نيران إلا القران لا يحرق .
السؤال الخامس عشر:
امام يقرأ السورة برواية حفص ثم يأتي لكلمة في نفس السورة فيقرأ برواية أخرى فيخلط بين الروايات في الصلاة؟
الجواب:
ليس له ذلك؛ من التزم قراءة فالواجب عليه أن يبقى عليها في الصلاة، والخلاف في الفاتحة لورود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ( مالك ،وملك) اي “مالك يوم الدين” “وملك يوم الدين”.
وقد ذكر الإمام النووي وغيره من أهل العلم الاجماع على حرمة الخلط بين القراءات و جوزوا ذلك في مقام التعليم في غير الصلاة.
يعني أنا الآن اجمع القراءات على الشيخ أي اقرأ على الشيخ.
ووقع خلاف هل يجوز للشيخ أن يجيز الطالب بالقراءات إن جمعها ولم يلفظها والراجح الجواز.
الجواب :
أولاً اعلموا أن السنة وحي، وأنها من لدن عليم خبير.
وكان هشام بن حسان الدمشقي التابعي يقول: إنّ جبريل نزل بالسنّة كما نزل بالقرآن.
ولذا لا تعارض بين الآيات فيما بينها ولا بين الآيات و الأحاديث.
وكان إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى يقول في دروسه بأعلى صوته: من عنده حديث مع آية أو حديث مع حديث أو آية مع حديث متعارضات فليأتني بها فأنا أحلّها.
فكان هنالك علم في الشريعة هو ألفق بعلم الحديث أو بعلم التفسير ، وهو مشكل القرآن أو مشكل الآثار، وهذا العلم مختّص بالتوفيق بين نصوص الشرع .
{ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) }، وقوله ( لن يدخل أحدكم الجنة بعمله ).
للعلماء أجوبة أهمها إثنان:
الأول : التركيز في الجواب على الباء.
ما معنى الباء؟
فمن المعلوم أن الحروف لها معانٍ عديدة.
وهناك باء في العربية تسمّى باء السببية.
فقالوا( أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون): أي أدخلوا الجنة بسبب عملكم، فهذه الباء سببية.
وقالوا في قول النبي صلى الله عليه وسلم: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، هذه الباء باء الثمنية، فليست الأعمال ثمناً للجنة.
أنت لمّا تدخل منتزه فلا تدخله إلا بتذكرة، فلا يمكن أن تدخل المنتزه إلا بتذكرة، لكن هل هذه التذكرة ثمن المنتزه؟
فالسبب لا يكون إلا بالتذكرة، (إلا بالعمل)، ولكن هذا العمل ليس ثمناً للجنة، وهذا هو الجواب الأول.
فسلّطوا الضوء على الباء، وجعلوا معنى الباء في الآية غير معنى الباء في الحديث.
وقول جماهير الشرّاح والمفسّرين على خلاف هذا، فقالوا القول الثاني: قالوا: دخول الجنة ليس بالأعمال إنما دخول الجنة برحمة الله، فالأعمال ليست سبباً لدخول الجنة وإنّما دخول الجنة برحمة الله.
لذا ورد في الحديث على ما يسعف على هذا الفهم، لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قيل له: ولا أنت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة. [البخاري: 5673].
فالنبي صلّى الله عليه وسلم في تتمة الحديث بيّن أنه لا يدخل أحد الجنة بعمله، وإنما يدخل الجنة برحمة الله.
ولكن منزلة العبيد في الجنة متفاوتة، وتكون منزلة كلٍ حسب عمله، وفقاً لعمله ، فالجنة ليس دخولها بالأعمال، وإنما منزلتك في الجنة تكون على حسب عملك.
والثاني كما قلت هو قول الجماهير وهو أقعد وأنسب مع تتمة الحديث.
والله تعالى اعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
16 جمادى الأولى1439هـجري.
2018 – 2 – 2 إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/12/AUD-20171201-WA0039.mp3الجواب: كثير من الناس يقرؤون هذه الآية من سورة يونس ولا ينتبهون إلى كلمة (يهِدّي).
وأذكر أني التحقت بحلقة تلاوة وتجويد في حلقات شيخنا سعيد سمّور -رحمه الله تعالى -فأرادني أن يحيلني على تلميذ من تلاميذه يدرسني ؛فقلت يا شيخ أنا جئت طامعا أن أقرأ عليك ؛وكنت أصغر الموجودين سنّا فقال لي :إجلس ثمّ اقرأ فقلت من أين :قال من سورة يونس يريد هذه الآية التي فيها كلمة يهِدّي فقرأت فلما وصلت يهدّي قرأت أمّن لا يهِدّي الا أن يهدى فقال تبقى معنا ؛كأني فهمت من لسان الحال لو أنّني قرأتها على خطأ لقال لي يدرسك فلان من طلبتي فكلمة يهِدّي هذه مضعفة الدال وعلماؤنا يقولون في علم البلاغة :((زيادة المبنى تدّل على زيادة المعنى )).
يعني هي مضاعفة من يهدي وهي بمعنى يهدي .
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
6ربيع الأول 1439 هجري
2017 – 11 – 24 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/س5.mp3*السؤال الخامس: ما هو الضابط في قوله تعالى:(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)؟.*
الجواب: الإستطاعة:(( أنْ تبذل غاية ما يمكن وما بعد هذه لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها)).
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
21 صفر 1439 هجري
2017 – 11 – 10 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1547/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
✍✍⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor
كثير من الناس يهجر القرآن وللهجر أشكال وضروب فمن لم يقرأ القرآن هجره بعينه ومن لم يسمعه هجره بأذنه، ومن قرأه أو سمعه ولم يتدبره، فقد هجره بقلبه، ومن سمعه وقرأه وتدبره ولم يعمل به، فقد هجره بأركانه.
وإذا رأيتم الإنسان اعتنى بالظاهر عناية زائدة، فإن في هذا دلالة ظاهرة على خراب الباطن، فكثير من الناس القرآن عنده يعلقه في السيارة يظن أن هذا المصحف يحميه، وهو لا يقرأه ولا يعمل به، وكثير من الناس يهجر القرآن، ويجعل القرآن زينة في بيته يزين به جدران البيت، والقرآن أنزل لنزين به جدران قلوبنا، ولكي تظهر ثمرته وبركته على جوارحنا، وما أنزل الله القرآن ليتخذ مناظر على الجدران فهذا نوع من الإهانة للقرآن الكريم، ورضي الله عن أبي الدرداء فإنه كان يقول: (إذا حليتم مصاحيفكم وزخرفتم مساجيدكم فالدمار عليكم) ومعنى المساجد أن تزخرف يعني أنها تعطلت مهمتها ، فمن وصايا السلف أن الإنسان المهموم يدخل المسجد لأنه لما يدخل المسجد ليجد بيتاً متواضعاً فيقول: لماذا أنا مهموم وهذه الدنيا ماذا تساوي إن كان بيت الله هكذا؟ فهذا يزيل عنه الغم، أما اليوم فزخرفة المساجد أصبح فيها مضاهاة للنصارى، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أننا سنحمرها ونصفرها ونزخرفها، وهذا شرط من أشراط الساعة.
فالأصل في المصاحف ألا تزين ، والأصل في البيوت أن تبقى على ما هي عليه، وما أنزل الله القرآن لتزيين الجدران بالآيات ، فاعتن بالقرآن العناية الشرعية واقبل عليه واقرأه قراءة صحيحة، بأحكام التلاوة، والتدبر، ثم إياك أن تهجر جوارحك القرآن وأحكامه فاعمل به، هذا هو المطلوب.